
14 Aug 2025 06:21 AM آلاف اللاجئين يرغبون مغادرة لبنان... وتحوّل بالموقف الدولي؟
وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية، حنين السيد، أخيراً أنه جرى إغلاق 162 ألف ملف للنازحين السوريين الذين غادروا لبنان، وأن هناك 71 ألف طلب إضافي، مؤكدة أنّ الجانب السوري متعاون في ملف العودة.
وعاد 71 نازحاً فقط من لبنان إلى سوريا في نهاية شهر تموز الماضي مع إطلاق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، برنامج العودة الطوعية المنظّمة لدعم السوريين في لبنان الذين يقررون العودة طوعاً إلى سوريا.
تحول دولي
وأوضحت الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد، أن «عودة هؤلاء اللاجئين (71 لاجئاً) كانت خطوة تجريبية للعودة المنظمة»، لافتة إلى أنه «منذ مطلع تموز الماضي، وبعد موافقة الحكومة اللبنانية على خطة العودة، بدأنا تطبيق برنامج العودة الطوعية المدعوم من المفوضية، الذي يرتكز على شقين: الأول العودة غير المنظمة، بحيث يحصل اللاجئ على مبلغ مادي، لكن يعود إلى سوريا عبر الطريقة التي يراها مناسبة، على أن يحصل أيضاً على مساعدات هناك ويتم شطبه من لوائح المفوضية. أما الشق الثاني، فيشمل العودة المنظمة من خلال تأمين حافلات لنقل الراغبين في العودة بالإضافة إلى مساعدات نقدية».
وأشارت أبو خالد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «منذ مطلع تموز الماضي، تواصل معنا 17 ألف لاجئ لإبلاغ رغبتهم في العودة بإطار هذا البرنامج»، عادّةً أن «الأعداد المسجلة غير قليلة في هذه الفترة القصيرة».
وأكدت أن «أعداد العائدين في الأسابيع المقبلة ستكون أكبر، ويبدو أن كثيرين يفضلون العودة من دون انتظار الحافلات»، مضيفة: «حتى الآن، ومنذ مطلع عام 2025، أُلغي تسجيل 168 ألف سوري من سجلات المفوضية في لبنان بسبب العودة، حتى قبل تلقي دعم المفوضية للقيام بذلك».
ويشهد موقف المفوضية والموقف الدولي العام تحولاً كبيراً بشأن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وعكَس ذلك إعلان ممثل مكتب المفوضية لدى لبنان، إيفو فرايسن، أن «العودة هي الحل الأمثل، ونحن ملتزمون بالعمل الوثيق مع الحكومة اللبنانية لتحقيق عودة مستدامة، فإن تخصيص مبالغ مالية لتحفيز العودة هو في حد ذاته تطور كبير في هذا المجال»؛ إذ يحصل كل لاجئ سوري يقرر العودة، سواء عبر الرحلات المنظمة، وعبر سيارة وشاحنة يملكها أو يستأجرها، على مبلغ 100 دولار أميركي، على أن تحصل بعدها العائلة العائدة إلى سوريا على مبلغ 400 دولار أميركي.
إجراءات مشددة
ومقابل التسهيلات والتقديمات المالية للاجئين، تتجه السلطات اللبنانية الرسمية، في الأشهر المقبلة، إلى إسقاط صفة «نازح» عن أي سوري موجود في لبنان؛ «لانتفاء كل الأسباب التي كانت تجعل منه نازحاً أو لاجئاً».
ووفق مصدر أمني لبناني تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، فإنه سيجري التعامل حينها مع كل سوري في لبنان على أن وجوده غير شرعي إذا لم يكن يمتلك إقامة تخوله البقاء على الأراضي اللبنانية.
وتقدم المديرية العامة للأمن العام تسهيلات للرعايا السوريين والفلسطينيين اللاجئين، وبالتحديد لأولئك الراغبين في المغادرة عبر المراكز الحدودية البرية دون استيفاء أي رسوم أو غرامات. وقد حددت المديرية 30 أيلول المقبل مهلة للاستفادة من الإعفاءات؛ «لأنه بعدها سيتم التشدد في تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء على المقيمين بطريقة غير شرعية».
وشددت الأجهزة الأمنية ملاحقتها للسوريين غير المسجلين لدى المفوضية، كما أولئك الذين لا يملكون إقامات، وهي توقفهم وترحلهم.
وانعكست الأحداث التي شهدها الساحل السوري، وأيضاً في مدينة السويداء خصوصاً، سلباً على ملف العودة، بحيث تدفق إلى لبنان نتيجة هذه الأحداث أكثر من 100 ألف نازح جديد، كما أن كثيراً من اللاجئين استشعروا أن الأوضاع في سوريا غير مستقرة؛ مما أدى إلى تعديل بعضهم قرار العودة، فيما عدّ آخرون أن الأوضاع في لبنان ليست بأفضل بكثير؛ مما دفع بهم لمواصلة إجراءات الرجوع إلى الوطن.
ويُقدَّر عدد النازحين السوريين في لبنان، وفق مفوضية شؤون اللاجئين، بنحو مليون و370 ألف شخص.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء، طارق متري، أعلن عبر «الشرق الأوسط» في حزيران الماضي أن هناك مساعي تبذل لإنجاز المرحلة الأولى من خطة العودة التي أقرتها الحكومة، قبل انطلاق العام الدراسي مطلع شهر سبتمبر المقبل، متوقعاً أن تتراوح أعداد العائدين بين 200 و300 ألف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 5 ساعات
- المنار
لؤي سعادة بحاجة إلى عملية زراعة كبد كلفتها 150 ألف دولار أمريكي
لؤي سعادة ابن بلدة عربصاليم الجنوبية، بحاجة لعملية زراعة كبد في ايران، وكلفتها 150 الف دولار أميركي. تقرير: علي شبيب المصدر: موقع المنار


المنار
منذ 5 ساعات
- المنار
لؤي سعادة بحاجة إلى عملية زراعة كبد كلفتها 150 ألف دولار أمريكي
لؤي سعادة ابن بلدة عربصاليم الجنوبية، بحاجة لعملية زراعة كبد في ايران، وكلفتها 150 الف دولار أميركي. تقرير: علي شبيب المصدر: موقع المنار


صدى البلد
منذ 7 ساعات
- صدى البلد
الصين تكشف عن أول روبوت للحمل في العالم
أفادت العديد من وسائل الإعلام الصينية، بأن شركة تكنولوجيا صينية تبتكر روبوتا محاكيا للحمل يعد الأول من نوعه في العالم، مع خطط لإطلاقه خلال العام المقبل بسعر يقل عن 100000 يوان (حوالي 13.900 دولار). يمثل هذا الابتكار من شركة Kaiwa Technology تحولا جذريا عن الأساليب التقليدية في التكاثر مثل التلقيح الصناعي أو الأم البديلة. كيفية عمل روبوت الحمل يتميز النظام الروبوتي البشري بوجود حاضنة متطورة مدمجة داخل وحدة بطن روبوتية، تهدف إلى محاكاة بيئة الرحم وتجسيد عملية الحمل البشري بالكامل من التخصيب وحتى الولادة. وصف تشانج تشيفينج، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة عام 2014، هذه التكنولوجيا كـ حل للشباب الذين يرغبون في إنجاب الأطفال لكنهم يودون تجنب الحمل البيولوجي. روبوت الحمل أمل مقابل قلق أخلاقي أدى خبر تطوير هذه التكنولوجيا إلى نقاشات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث تصدر الموضوع موقع ويبو وجمع أكثر من 100 مليون مشاهدة. وتمخض الإعلان عن استجابة عامة منقسمة، حيث انتقد البعض التكنولوجيا باعتبارها إشكالية أخلاقيا وغير طبيعية. وقد جادل الكثيرون بأن حرمان الجنين من الاتصال بالأم يشكل قسوة، بينما اعتبر آخرون أن الفكرة تنتهك الأخلاق البشرية بشكل أساسي. كما أثيرت تساؤلات حول مصدر البيوض اللازمة للعملية. ومع ذلك، عبر غالبية الردود عن دعم حماسي لهذا الابتكار، مع تعبير العديد من المعلقين عن استعدادهم لشراء الجهاز إذا كان بسعر معقول، معتبرين إياه وسيلة لتخفيف معاناة النساء من آلام الحمل، وقد وصف العديد من الأشخاص هذه التكنولوجيا كرمز لتحرر النساء من القيود البيولوجية. الخبراء يشككون في الجدوى العلمية عبر الخبراء الطبيون عن شكوكهم بشأن قدرة التكنولوجيا على محاكاة الجوانب الحيوية من الحمل البشري. وأشاروا إلى أن الفهم العلمي الحالي لا يمكنه تكرار العمليات البيولوجية المعقدة مثل إفراز الهرمونات الأمومية، التفاعلات مع الجهاز المناعي، والتطور العصبي الذي يحدث أثناء الحمل الطبيعي. يشار إلى أن شركة Kaiwa Technology الصينية، تأسست في عام 2015 ومقرها في مدينة غوانغتشو، مقاطعة غوانغدونغ، وقد طورت سابقا روبوتات للخدمة والاستقبال.