logo
كيف سيكون موقف موسكو إذا حدث صدام أميركي إيراني مباشر؟

كيف سيكون موقف موسكو إذا حدث صدام أميركي إيراني مباشر؟

الجزيرةمنذ 4 ساعات

موسكو- أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تحافظ على علاقات شراكة مع إيران وتقدم لها الدعم في ظل التصعيد الأخير للصراع مع إسرائيل، ولكن ليس عسكريا.
وأضاف، خلال اجتماع مع ممثلي وكالات أنباء دولية، أن "أصدقاءنا الإيرانيين لا يطلبون منا المساعدة العسكرية"، لكن من دون أن يكشف عن تفاصيل التفاعل الحالي بين البلدين، مكتفيا بالقول إنه لم يتلقَّ أي طلبات ذات صلة من الجانب الإيراني.
وردا على سؤال صحفي بأن طهران تستخدم أنظمة دفاع جوي روسية، أوضح بوتين أنها عمليات تسليم منفصلة ​​وليست إنشاءً لمنظومة دفاع جوي، كاشفا عن أن موسكو عرضت على طهران العمل على تطوير نظام الدفاع الجوي، إلا أنها لم تُبدِ أي اهتمام آنذاك.
علاقات شراكة
في السياق ذاته، أوضح المتحدث الصحفي باسم الكرملين ، ديمتري بيسكوف، أن روسيا تحافظ على علاقات شراكة مع إيران، موضحا أن "المعاهدة المبرمة مع طهران لا تتضمن أي بند بخصوص التعاون العسكري المتبادل في مثل هذه الحالات. ولكن بشكل عام، الدعم من موسكو واضح".
ولكن في تصريح منفصل، قال بيسكوف إن روسيا تحافظ على علاقات ثقة متينة مع إسرائيل، وإن تل أبيب وعدت بأن الخبراء الروس العاملين في محطة بوشهر النووية الإيرانية لن يكونوا في خطر أو تحت تهديد الضربة.
ومع ذلك، حذر أليكسي ليخاتشيف، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة النووية الروسية "روساتوم"، من أن أي ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية الإيرانية قد تؤدي إلى كارثة مماثلة في حجمها ل كارثة تشرنوبل ، معربا عن أمله أن "تتحلى القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بالقدر الكافي من الفهم والحكمة لمنع أي ضربة عرضية في منطقة هذه المحطة".
وتُعتبر محطة بوشهر أول محطة طاقة نووية عاملة في إيران، والوحيدة حتى الآن. بدأ بناؤها في سبعينيات القرن الماضي، ولكن تم تعليق المشروع بعد الثورة الإيرانية عام 1979 والحرب مع العراق.
وفي عام 1995، وقّعت طهران اتفاقية مع شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية (التابعة لشركة روساتوم) لاستكمال بناء أول وحدة طاقة.
ولم يقتصر عمل الخبراء الروس على بناء المعدات وتركيبها، بل شمل أيضا تكييف المشروع، إذ بُنيت المحطة في البداية وفقا لتصميم ألماني من شركة "سيمنز". ولاحقا، وقّعت روسيا وإيران اتفاقيات لبناء وحدتي طاقة إضافيتين في موقع المحطة.
يثير تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل تساؤلات بخصوص الموقف الروسي تجاه هذه التطورات، وسط تلميحات أميركية بالقيام بعمل عسكري ضد طهران، وإشارات من مراقبين روس إلى أن الكرملين يتخذ موقفا دقيقا، وإن كان يبدو -من حيث الشكل- حياديا.
يرى الخبير في العلاقات الدولية ديمتري كيم أن موسكو لن تشارك في أي عمليات عسكرية إلى جانب إيران ، لكنه أقر في الوقت نفسه بإمكانية توسيع نطاق المساعدات العسكرية التقنية لطهران في إطار اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الموقعة معها.
وفي تعليق للجزيرة نت، أوضح أن روسيا، عبر الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من إسرائيل وإيران، تحصل على فرصة فريدة لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال العمل كوسيط مسؤول. وتابع أن معاهدة التعاون الإستراتيجي بين البلدين تشكل أساسا قانونيا وسياسيا يسمح لموسكو بالحفاظ على الحياد والمساهمة في تهدئة الصراع.
ووفقا للخبير كيم، فإنه إذا وافقت الأطراف المعنية على القبول بالوساطة الروسية فإنها ستقوم على ضمان مصالح إيران في مجال الطاقة النووية السلمية، وفي الوقت نفسه تبديد مخاوف الدول الأخرى في المنطقة.
ويرى أن التصعيد بين طهران وتل أبيب قد يصرف انتباه الدول الغربية عن المسار الأوكراني، مما يُتيح مساحة إضافية لمناورات موسكو الدبلوماسية. لكن مع ذلك، يعتبر تدخّل روسيا المباشر في صراع جديد أمرا غير مناسب.
حسابات دقيقة
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الإيرانية ألكنسدر شابوفالوف إن دخول الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل يهدد بامتداد المواجهة إلى خارج هذه الدول واستهداف أراضي دول أخرى في المنطقة.
لكنه يشير -في حديث للجزيرة نت- إلى أنه حتى اللحظة، يفتقر صناع القرار في واشنطن إلى توافق حول هذه القضية، إذ يستذكر كثيرون منهم الإخفاقات في أفغانستان وليبيا والعراق.
ويتابع شابوفالوف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، "الذي لا يُحب عادة تحمل المسؤولية"، يشن هجوما نفسيا على إيران، ويحاول أن يظهر نفسه كلاعب بارع في خلق الانطباعات بأنه يضغط عليها، لكن طهران أصبحت الآن مستعدة تماما للرد، و"ستتم معاقبة إسرائيل على كل شي في كل الأحوال".
ولا يرى المتحدث وضعا متوترا لدرجة أن تتدخل أميركا في هذا الصراع وتدعم إسرائيل، وتنظم هجوما بقواتها البحرية وسلاحها الجوي ضد إيران، إذ لا حجج كافية للقيام بذلك.
وبخصوص التحرك الروسي المتوقع إذا اندلعت مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن، أوضح أن ذلك سيتوقف على جملة عوامل:
مستوى التصعيد والحاجة إلى تدخل عسكري أو تقني روسي.
حدوث تغيرات سلبية إضافية لدى المنظومة الغربية من وجهة النظر الروسية تجاه الملف الأوكراني.
الوصول إلى توافق مع الصين حول تحرك مشترك للتدخل لدعم إيران.
القيام بهجوم نووي تكتيكي ضد إيران أو اتخاذ خطوات عسكرية أميركية تهدد بشكل مباشر المصالح الروسية في المنطقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب إسرائيل وإيران مباشر.. ترامب لم يحسم موقفه وتل أبيب تتوقع أياما صعبة
حرب إسرائيل وإيران مباشر.. ترامب لم يحسم موقفه وتل أبيب تتوقع أياما صعبة

الجزيرة

timeمنذ 9 دقائق

  • الجزيرة

حرب إسرائيل وإيران مباشر.. ترامب لم يحسم موقفه وتل أبيب تتوقع أياما صعبة

في اليوم التاسع من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، استمر الغموض بالموقف الأميركي من المشاركة في الحرب فقد قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لا يمكنه حسم القرار بشأن إيران الآن، وأضاف أنه يمنح طهران أسبوعين كأقصى حد. اقرأ المزيد

هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائيل؟
هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائيل؟

الجزيرة

timeمنذ 19 دقائق

  • الجزيرة

هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائيل؟

تثير تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأخيرة، التي جدد فيها رفض طهران التفاوض بشأن برنامجها الصاروخي أو وقف تخصيب اليورانيوم، تساؤلات بشأن فرص التوصل إلى تفاهمات مع الجانب الأوروبي، لا سيما في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل. وفي أعقاب اجتماع جنيف مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية، قال عراقجي إن إيران لن تدخل في أي مسار تفاوضي ما دامت الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة، مجددا التمسك بما وصفها "حقوقا مشروعة في الدفاع عن النفس"، ومؤكدا أن أي تفاوض محتمل مرهون بوقف العدوان ومحاسبة إسرائيل. واختُتمت في جنيف اليوم الجمعة، جولة محادثات بين إيران ووزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) بمشاركة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وسط أجواء مشحونة بفعل التصعيد العسكري المتواصل بين إيران و إسرائيل. وفي هذا السياق، ترى الباحثة فاطمة الصمادي أن طهران لا ترى في مطالب الأوروبيين سوى محاولة لفرض الاستسلام تحت غطاء دبلوماسي، مضيفة بأن "ما رفضته إيران قبل الهجمات لن تقبل به بعدها"، وأن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية يمثل "خطا أحمر" لا يُمكن تجاوزه في أي تفاوض قادم. وتشير الصمادي في مداخلة عبر شاشة الجزيرة إلى أن إيران لا تنظر إلى برنامجها النووي والصاروخي كملفَي تفاوض، بل كركائز سيادية لا يمكن المساس بها. وتلفت إلى أن التصريحات الأميركية التي تتحدث عن محادثات مباشرة أو غير مباشرة لا تغيّر في المعادلة، طالما أن واشنطن لم تُبدِ أي مرونة في مقاربتها. ظرف غير مناسب وتوضح الصمادي أن إيران لا ترفض التفاوض مبدئيا، لكنها ترى أن الظرف الحالي غير مناسب، إذ تصر على وقف الهجمات قبل أي نقاش، وهو ما أكده عراقجي بوضوح في تصريحاته من جنيف، عندما قال إن بلاده لن تفاوض أحدا تحت القصف، ولن تقبل العودة إلى الطاولة في ظل الاعتداءات. أما في ما يتعلق بالبرنامج الصاروخي، فتؤكد الباحثة أن الموقف الإيراني أكثر تشددا بعد الحرب، مشيرة إلى أن "الهجوم الإسرائيلي زاد من تمسك إيران بترسانتها الصاروخية، باعتبارها عنصرا حيويا في الردع"، وترى أن أي طرح لنزع هذا البرنامج بات مرفوضا بشكل قاطع. ويأتي هذا في وقت أعلن فيه وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، عن "قلق قديم متجدد من توسع البرنامج النووي الإيراني"، مشيرين إلى غياب ما وصفوه بـ"الهدف المدني الموثوق" لهذا البرنامج، وداعين طهران إلى خطوات لخفض التصعيد. وتنقل شبكة "سي إن إن" عن مصدر إيراني قوله إن محادثات جنيف بدأت بتوتر شديد ثم تحولت إلى أجواء أكثر إيجابية، لكن الإيرانيين لم يوافقوا على وقف التخصيب، معتبرين ذلك "خطا أحمر واضحا"، في حين تبادل الجانبان الاتهامات بشأن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. من جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي لا يريد أصلا أي تفاوض، ويخشى من أن تؤدي المحادثات إلى تحوّل في الخطاب الدولي يدعو لحل دبلوماسي، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديدا لمسارها العسكري القائم. حرب وجودية ويضيف في حديثه للجزيرة أن إسرائيل تسوق الحرب ضد إيران باعتبارها حربا وجودية ضد "نظام نازي جديد"، ويطرح بنيامين نتنياهو نفسه كتشرشل العصر، محذرا من خطر نووي إيراني يهدد العالم. لكن جلوس الأوروبيين إلى طاولة واحدة مع طهران يقوّض هذه السردية ويضعف من تأثيرها الدولي. ويرى مصطفى أن إسرائيل تخشى أن تسفر هذه المباحثات عن تراجع في الزخم السياسي والإعلامي المساند لها، خاصة إذا ظهرت بوادر دولية تدعو إلى تهدئة سريعة، في حين أنها تسعى فقط إلى هدف محدد: تجديد العقوبات الاقتصادية على إيران دون انخراط في أي حل سياسي. وتنقل وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تضع منشأة "فوردو" النووية على قائمة الأهداف العسكرية، وقد أعلنت القناة 12 عن استعداد الجيش الإسرائيلي لضربها قريبا، مع تأكيد على انتظار قرار أميركي بالمشاركة، دون استبعاد تنفيذ العملية بشكل منفرد. ويشير مصطفى إلى أن الرهان الإسرائيلي يقوم على إضعاف إيران بعد الحرب، لا إسقاط النظام، موضحا أن تل أبيب تعتقد أن العقوبات الاقتصادية هي الوسيلة الأنجع لإطالة أمد الإنهاك الإيراني، وهو ما تسعى إليه عبر الضغط على الأوروبيين في المحادثات الجارية. ومنذ فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل هجمات غير مسبوقة على إيران شملت قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. وبلغ عدد الضحايا الإيرانيين 224 قتيلا و1277 جريحا، معظمهم مدنيون، ومن جانبها ترد طهران ب صواريخ باليستية و طائرات مسيّرة خلفت نحو 25 قتيلا إسرائيليا وأكثر من 2500 جريح، وفق بيان وزارة الصحة الإسرائيلية.

مسؤولون إسرائيليون: النظام الإيراني لم يتصدع بل أحكم قبضته
مسؤولون إسرائيليون: النظام الإيراني لم يتصدع بل أحكم قبضته

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

مسؤولون إسرائيليون: النظام الإيراني لم يتصدع بل أحكم قبضته

نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه بعد مرور أسبوع على الضربات الإسرائيلية لإيران ما زالت إسرائيل لا تجد أي مؤشر على تصدع النظام في طهران. وقال 3 مسؤولين للصحيفة، اليوم الجمعة، إنه "لا توجد حاليا مؤشرات على أن الحكومة المركزية في طهران تفقد السيطرة، بل على العكس، يبدو أن النظام الإيراني يحكم قبضته". ونقلت الصحيفة عن راز زيمت مدير برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي قوله إنه لا مفاجأة في عدم ظهور تصدعات في طهران. وتابع قائلا "معظم الإيرانيين معادون للنظام ويعارضونه، لكن هناك شعورا باللحمة الوطنية في الوقت الراهن. الشعب الآن يركز على أمر واحد: البقاء". وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في عدة مدن إسرائيلية. وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي ، أول أمس الأربعاء، أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للدفاع عن طهران مدعومةً من المسؤولين وكل أبناء الشعب، وذلك بعد تهديدات أميركية باغتياله ودعوات إسرائيلية للإيرانيين لإسقاط النظام. وقال خامنئي إن إيران لن تقبل أن يُفرض عليها سلام أو حرب، وتوجّه إلى الولايات المتحدة قائلا "عليهم أن يعلموا أن إيران لن تستسلم وأن أي هجوم أميركي سيكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store