
«الجامعة» وموعد جديد للجدل
ليس الحديث عن «إصلاح» الجامعة العربية جديداً، بغض النظر عن تعدد مقاصد هذا الإصلاح وأشكاله، والغاية دائماً، مع تغليب حسن النوايا والغايات، وهو الدفع بآفاق العمل العربي المشترك إلى آفاق أرحب تليق بحجم التحديات المحدقة بمكوناته منفردة ومجتمعة.
وما من مرة تصدّعت فيها الجبهة العربية، وقد تكرر ذلك كثيراً منذ 1990، إلا وعلت فيها الأًصوات المطالبة بمراجعة أسس «البيت العربي الكبير» المتمثل في الجامعة باعتبارها الإطار الأقدم والأوضح، لتكون أكثر صلابة وقدرة على التعبير عن مكوناتها، وصاحبة التدخل الناجع في ما ينشأ من خلافات بينية أو مواجهات مع كيانات خارجية، سواء كانت دولاً أو تكتلات.
وفي كل أحوال الجامعة العربية، تبقى في نظر أغلبية المشغولين بالعمل المشترك حداً أدنى لا يجب التفريط فيه من التكتل العربي، مهما كانت التحفظات على الأداء والفوائد.
ومن يبررون للجامعة ما يقال عن ضعفها أو خفوت صوتها يدفعون دوماً بأنها انعكاس لتوجهات وآراء وتفاهمات مجموع دولها وخلاصة اتفاقها أو اختلافها، خاصة الدول ذات الثقل الأكبر في الجامعة.
الآن، يعود الحديث عن الجامعة العربية، لا بين الدبلوماسيين والساسة والمعنيين بشؤونها هذه المرة، إنما في سجالات ومناكفات «خبراء» مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم هذه المرة من يدّعون علماً ببواطن الأمور وترشيحات مرتقبة على مستوى الجامعة، بل تحدثوا عن قرب انتقال مقرها من مصر إلى دولة أخرى، هي المملكة العربية السعودية، وأن أمينها العام القادم سعودي.
ورغم أن أياً من مصادر الدولتين: مصر والسعودية، الرسمية لم يتحدث في الموضوع، ولا هو مطروح على طاولة النقاشات العربية، على الأقل المعلن منها، فإنه يتمدد في منصات التواصل، ويطغى عليه الغث من القول والفكر.
على خطورة هذه الأحاديث «الافتراضية» من ناحية استغلالها في إفساد العلاقات العربية والإيحاء بما ليس حقيقياً من خلافات بين الدول، فإنها أحاديث تصلح فاتحة لحوار أعقل وأكبر حول الجامعة العربية، وعلى الخلفية نفسها التي تحرك مواقع التواصل الاجتماعي، وهي دخول أمينها العام أحمد أبوالغيط عامه الأخير في المنصب.
والنقاش المفترض، من هنا حتى يجتمع وزراء الخارجية في مارس/ آذار المقبل لانتخاب أمين عام جديد، يجب أن يكون حول كليّات الموضوع، لا هوامشه، بعيداً عن مناوشات مهاويس المنصات.
الكليات تعني أسئلة جادة حول جدوى الجامعة العربية، وإن كانت المصلحة المشتركة تقتضي بقاءها أو إصلاحها أو تطويرها إلى شكل عصري يستفيد من المنظمات الإقليمية الأخرى في العالم، ويكون صوتاً فاعلاً للعالم العربي، بدلاً من أن تبقى كياناً بعض دوله أكثر نفعاً منه للقضايا العربية.
ليس في الأمر ما يخجل من مراجعة منظومة العمل العربية، ووضع كل طرف فيها أمام مسؤولياته تجاه المجموع، والاستقرار على انطلاقة جديدة بالجامعة أو بديلها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 34 دقائق
- صحيفة الخليج
البحرية الإسرائيلية تهاجم ميناء الحديدة اليمني وتلوّح بالحصار
تصاعد التوتر، أمس الثلاثاء، بين الحوثيين وإسرائيل التي شنت هجوماً بالسفن البحرية على مدينة الحديدة جنوبي اليمن صباح أمس الثلاثاء، ولوّحت بفرض حصار عليه، لترد الجماعة اليمنية مساء بإطلاق صاروخ تمكّن الدفاع الجوي من اعتراضه وسقطت شظاياه شرقي تل أبيب، فيما تم تعليق الرحلات مؤقتاً في مطار بن غوريون. وبعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لثلاثة موانئ يمنية في أعقاب أنباء عن سقوط صاروخ أُطلق من اليمن قبل وصوله إلى الدولة العبرية، أكد الجيش الإسرائيلي شن هجوم على ميناء الحديدة، موضحاً أن سلاح البحرية نفذ الهجوم، وذلك للمرة الأولى بعد استخدام سلاح الطيران في المرات السابقة. وقال الجيش إن سفن الصواريخ هاجمت ميناء الحديدة رداً على استهداف الحوثيين إسرائيل بالمسيّرات وصواريخ أرض-أرض. وأضاف أن الهجوم يهدف لتعميق الضرر في ميناء الحديدة. وكان الجيش الإسرائيلي أمر مساء أمس الأول بإخلاء موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف غربي اليمن تمهيداً لاستهدافها. وأشاد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بسلاح البحرية لتنفيذه الهجوم الذي وصفه ب«الناجح» في ميناء الحديدة، قائلاً إن «يد إسرائيل الطويلة في الجو وأيضاً في البحر ستصل إلى كل مكان». وتابع أن إسرائيل حذّرت الحوثيين من أنه إذا استمر إطلاق الصواريخ باتجاهها فستتلقى الجماعة رداً قوياً وستتعرض لحصار بحري، بحسب وصفه، لكن الحوثيين لا يبدو أنهم سمعوا هذا التحذير وأطلقوا مساء صاروخاً باتجاه إسرائيل، حيث انطلقت صافرات الإنذار في تل أبيب الكبرى بعد الإعلان عن رصد إطلاق صاروخ من اليمن. وقال الجيش الإسرائيلي إن دفاعاته اعترضت صاروخاً واحداً أُطلق من اليمن، وذلك بعدما دوّت صافرات الإنذار في مئات المواقع، وهرع الإسرائيليون بكثافة إلى الأماكن المحصنة. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تُظهر محاولة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية اعتراض الصاروخ اليمني. وأطلق الجيش الإسرائيلي عدداً كبيراً من الصواريخ للتصدي للصاروخ، فيما تم تعليق العمل في مطار بن غوريون بتل أبيب بعد دوي صافرات الإنذار. وأكدت مصادر عبرية سقوط شظايا من عملية الاعتراض في مستوطنة روش هاعين شرق تل أبيب. وقبل ذلك، أعلن الحوثيون أنهم سيوسعون نطاق الهجمات داخل عمق إسرائيل. وأشاروا إلى أن استهداف ميناء الحديدة «لم يحدث أي تأثير يذكر على عمليات المساندة لغزة». ومساء الاثنين، قالت وسائل إعلام عبرية إنه تم اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل. وخلال الأشهر المنصرمة أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صواريخ أطلقت من اليمن وتسببت في حالات ذعر في مناطق عدة. كما شهدت رحلات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون اختلالات متكررة إثر تفعيل صافرات الإنذار، ما دفع شركات طيران إلى تعليق رحلاتها إلى تل أبيب. (وكالات)


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
مجازر إسرائيلية جديدة بحق المجوَّعين في غزة
واصلت إسرائيل، أمس الثلاثاء، ارتكاب مجازرها بحق الفلسطينيين عبر قصف مخيمات النازحين والمجوَّعين حول مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، فيما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق جديدة في شمال القطاع، في وقت اتهم محققون دوليون إسرائيل ب«الإبادة» بعد تدميرها النظام التعلمي ومواقع دينية وثقافية في غزة، بينما تفاقمت الأزمة الإنسانية وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة شاملة في القطاع، مشيرة إلى أن الطحين يسرق، في حين قام الجيش الإسرائيلي بتوفير غطاء جوي لجماعة «أبو الشباب» أثناء اشتباك مع مقاتلي «حماس»وواصل الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، في اليوم ال85 من استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شنّ غارات مكثفة في ظل أوضاع إنسانية كارثية تشمل تفاقم المجاعة وانهيار النظام الصحي واستمرار تهجير السكان وتزامن ذلك مع توسيع العمليات العسكرية شمالي القطاع، حيث أصدر الاحتلال أوامر إخلاء جديدة، وسط تكرار استهداف الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية، وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الساعات الماضية 54 قتيلاً، بينهم قتيلان تم انتشالهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى 305 إصابات وأكدت أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني ما زالت تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى الضحايا المحاصرين تحت الركام وفي الطرقات، نتيجة استمرار القصف وخطورة التحرك الميداني وصباح الثلاثاء، استقبلت مستشفيات القطاع 36 قتيلاً وأكثر من 208 إصابات من المناطق التي خُصِّصت لتوزيع المساعدات الغذائية، ما رفع إجمالي عدد ضحايا «لقمة العيش» إلى 163 قتيلاً، وأكثر من 1495 إصابة، في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية خروج مستشفى «الأمل» في خان يونس عن الخدمة نهائياً، بسبب الدمار الشامل وانعدام الإمكانيات التشغيلية وواصلت القوات الإسرائيلية استهداف المدنيين في أماكن النزوح بمختلف أنحاء القطاع، حيث أفادت فرق الدفاع المدني بوقوع قتلى ومصابين في قصف استهدف فلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات قرب محور «نيتساريم» وغرب مدينة رفح. من جهة أخرى، أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تُشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في «الإبادة». واعتبرت اللجنة في تقريرها أن «استهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والقادمة ويعرقل حقهم في تقرر المصر». وفي بيان مرفق، اتهمت اللجنة إسرائيل بأنها «دمرت النظام التعلمي في غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني ارتكبت فيه القوات الإسرائيلية جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة». وأكدت رئيسة اللجنة الجنوب إفريقية نافي بيلاي في البيان «نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة» وإذ أشار التقرير إلى أن مثل هذا التدمير لا يمثل «في حد ذاته إبادة جماعية» فإنه «دليل على أن مثل هذا السلوك قد يسمح مع ذلك باستنتاج وجود نية ارتكاب إبادة جماعية لتدمير مجموعة محمية» وستقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان في 17 حزيران/يونيو. في غضون ذلك، ذكرت الأمم المتحدة بأنها لم تتمكن من إيصال سوى كميات محدودة من الطحين إلى قطاع غزة، منذ أن خففت إسرائيل حصارها المفروض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وأشارت الأمم المتحدة في بيان رسمي إلى أن معظم تلك المساعدات تعرضت للنهب من قبل مسلحين ومدنيين يعانون الجوع الشديد وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي: إن المنظمة تمكنت من نقل 4600 طن من طحين القمح إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، الذي يُعد نقطة الدخول الوحيدة المفتوحة من قبل السلطات الإسرائيلية وأشار فرحان إلى أن منظمات الإغاثة قدرت الحاجة الفعلية بما بين 8000 و10000 طن لتوفير كيس طحين واحد لكل أسرة في القطاع، بما يسهم في تخفيف الضغط على الأسواق وتقليل حالة اليأس بين السكان. إلى ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء في جنوب قطاع غزة، استهدفت عناصر من حركة حماس خلال اشتباكهم مع مجموع يقودها ياسر أبو شباب. ووفقاً للتقرير الذي أوردته قناة «القناة 15 الإسرائيلية»، فإن طائرة إسرائيلية تدخلت بناء على سلسلة من «التصريحات المسبقة» لمهاجمة أربعة من عناصر «حماس»، خلال اشتباك مسلح مع عناصر أبو شباب. وبحسب التقرير، فإن الاشتباك بين عناصر حماس وعصابة أبو شباب أسفر عن قتلى في الجانبين، ووصلت مسيرة إسرائيلية إلى موقع الاشتباك، ورصدت تحركات الطرفين قبل أن يتدخل الجيش جواً، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها التي يُنفذ فيها الجيش الإسرائيلي هجوماً جوياً مباشراً لدعم مسلحين. (وكالات)


سكاي نيوز عربية
منذ 4 ساعات
- سكاي نيوز عربية
إيران.. أي خيارات في حال الهجوم عليها؟
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، يحذر من تداعيات أي هجوم على إيران، ويكشف وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، أن إيران هددت بالمباشرة بتصنيع قنبلة نووية، في حال هاجمت إسرائيل منشآتها