
"خلل اقتصادي".. إيران معرضة لخسارة العراق قريباً
شفق نيوز/ رصد معهد "منتدى الشرق الاوسط" الأمريكي، "الخلل الاقتصادي" القائم بين العراق وإيران، لافتا الى أن التداعيات الاستراتيجية المحتملة لتقلص النفوذ الاقتصادي الايراني في العراق في المرحلة المقبلة، قد يجعل طهران معرضة لخسارة بغداد، باعتبارها إحدى آخر دفاعاتها الجيوسياسية والمالية المهمة في المنطقة.
وذكر تقرير المعهد الأمريكي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إن إيران برغم النقص الحاد الذي تواجهه محليا فيما يتعلق بامدادات الكهرباء والغاز الطبيعي والصعوبة في الحصول على المدفوعات بسبب العقوبات الامريكية، فانها مستمرة في تصدير موارد الطاقة الى العراق، وهو ما يمثل تناقضا في حساباتها الجيوسياسية على المدى الطويل والتي تستهدف "ترسيخ نفوذها بعمق في الاقتصاد والنظام السياسي العراقي".
وبعدما لفت التقرير إلى أن صادرات ايران الى العراق تضاعفت خلال العقدين الماضيين، أكثر من مائة مرة، بما يظهر عمق هذا التشابك، قال التقرير إن "صادرات الطاقة الايرانية الى العراق اصبحت ركيزة اساسية لنفوذها في هذا البلد، حيث انتقلت صادراتها غير نفطية المتواضعة اليه من 145 مليون دولار في العام 2005، الى 11.9 مليار دولار في العام 2024، وهو ما يمثل 20% من مجمل صادراتها غير النفطية، وهو رقم لا يشتمل على حوالي 3 مليارات دولار من صادرات الكهرباء والغاز الى العراق خلال العام الماضي".
وبحسب تقرير المعهد، فإن بياناته المستندة الى ارقام الجمارك الايرانية، تظهر ان ايران صدرت السلع والخدمات الى العراق بما قيمته اكثر عن 100 مليار دولار على مدى العقدين الماضيين. كما ان ايران، بحسب التقرير، بدات تصدير الكهرباء الى العراق في العام 2005، مما ادى الى توليد حوالي 10 مليارات دولار من الايرادات على مدى العقدين الماضيين.
وتابع، انه منذ العام 2017، اضافت ايران صادرات الغاز، حيث سلمت اكثر من 60 مليار متر مكعب على مدى 7 سنوات، بقيمة تقارب 18 مليار دولار.
وبالإجمال، أكد أن صادرات ايران الى العراق بلغت 130 مليار دولار على مدى 20 عاما، في حين بقيت الواردات الايرانية من العراق هامشية، حيث انها كانت قبل العقوبات الامريكية على ايران في العام 2018، تصل الى بضع عشرات الملايين من الدولارات سنويا، ووصلت مؤخرا الى حوالي 500 مليون دولار.
ورأى التقرير، أن "هذا الخلل الاقتصادي أدى الى اعتماد العراق على السلع والطاقة والخدمات الايرانية، وهو ما اتاح لايران، ممارسة نفوذ سياسي في بغداد، وتمويل جماعاتها المؤيدة لها، واستخدام الشبكات المالية العراقية لتسهيل تهريب العملات وبيع النفط سرا تحت الاسم العراقي.
وبعدما أشار التقرير الى القيود العديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الامريكية على العديد من البنوك العراقية، أوضح ان هذه الاجراءات عززت من صعوبة وصول ايران الى العملات الصعبة عبر العراق، والتي تمثل شريان حياة حيويا في ظل عزلة طهران الاوسع عن النظام المالي العالمي.
ورأى التقرير ان نفوذ إيران الإقليمي تراجع منذ منتصف العام 2024 بعد الضربات الاسرائيلية ضد وكلائها وسقوط نظام بشار الاسد في سوريا، مما جعل دور ايران في العراق اكثر عرضة للخطر.
ولهذا، اعتبر التقرير أن هذا الوضع خلق للعراق مساحة جديدة لتعزيز استقلاليته، في حين أن حملة "الضغط الأقصى" التي شنتها إدارة دونالد ترامب على طهران شجعت بغداد على البدء في تنويع شراكاتها والحد من اعتمادها على المحور السياسي والاقتصادي الذي تمثله ايران.
وبين أن صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش الاقتصاد العراقي بنسبة 1.5% خلال العام 2025، حيث يعتبر الإلغاء التدريجي لاعفاءات واردات الطاقة الامريكية، بمثابة عامل مساهم في ذلك، مضيفا انه برغم مضاعفة تركيا لصادراتها من الكهرباء الى العراق هذا العام، إلا أن عجز الغاز في العراق لا يزال بلا حلول حل على المدى القصير، وهو ما يمثل تهديدا خطيرا لشبكة الكهرباء والصناعة، وقد يتسبب بحدوث انقطاع للتيار الكهربائي خلال الصيف ووقوع اضطرابات مدنية.
وتابع التقرير ان العراق، وبعدما فرضت واشنطن حملة "الضغط الاقصى" على طهران في العام 2018، صار يشهد تراكما في الديون لايران والتي لم يتم تسديدها مقابل الغاز والكهرباء، واصبحث تقارب 8 مليارات دولار.
واضاف انه "برغم ذلك، فان طهران تصر على مواصلة صادراتها، بالاستناد حساباتها الاستراتيجية وليس على منطقها الاقتصادي"، معتبرا ان هذا النفوذ قد يتراجع، حيث ان صندوق النقد الدولي يتوقع انخفاض اجمالي صادرات ايران في العام 2025 بمقدار 11 مليار دولار بالمقارنة مع العام 2024، بينما يتوقع الصندوق ايضا تراجعا يوميا قدره 300 الف برميل في صادرات النفط الايرانية بسبب تجدد الضغط الامريكي، بالاضافة الى انخفاض اسعار النفط العالمية".
وبعدما اشار التقرير إلى أن قيود وزارة الخزانة الامريكية على وصول البنوك العراقية الى الدولار، سيؤدي الى تقويض قدرة طهران على استعادة اموالها، ونتيجة لذلك خسر الريال الايراني نحو 50% من قيمته في العام 2024 بينما يتوقع صندوق النقد تراجع الناتج المحلي الاجمالي لايران بمقدار 60 مليار دولار في العام 2025، ليصل الى 341 مليار دولار، وهو ما يمثل المستوىالادنى له منذ 18 عاما.
وأكد أن النفوذ الاقتصادي لايران على العراق لا يزال كبيرا، الا انه هش، مضيفا ان القيود المالية الامريكية، والاستياء الداخلي في العراق من التدخل الايراني، وخطط بغداد لتنويع مصادرها الغازية، تشكل كلها تهديدات خطيرة لنفوذ طهران.
وأشار إلى أنه في حال نجح العراق في تقليص استيراد السلع الايرانية واستبدال الغاز الايراني بامدادات محلية او تركمانية، وعزز من استجابة نظامه المصرفي للمعايير الدولية، فان ايران "قد تخسر احد اخر دفاعاتها الجيوسياسية والمالية المهمة في المنطقة".
واعتبر التقرير، أنه فيما يتعلق بالولايات المتحدة وحلفائها، فان تقوية استقلال العراق في مجال الطاقة وسلامته المالية، يجب ان تمثل اولوية استراتيجية، مضيفا انه فيما يتعلق بايران، فان تكلفة التمسك بالعراق في وقت قريب، قد تتخطى المكاسب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 6 ساعات
- وكالة أنباء براثا
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الأسرى بعملية كبرى نتيجة لمحادثات إسطنبول
أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا، اليوم السبت (24 أيار 2025)، عن عملية تبادل كبرى للأسرى تم الاتفاق عليها خلال أول محادثات مباشرة بينهما منذ أكثر من 3 سنوات جرت في إسطنبول الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه "أُعيد 270 عسكريًا روسيًا و120 مدنيًا، بينهم مدنيون عادوا من منطقة كورسك أسرتهم القوات المسلحة الأوكرانية، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف. وفي المقابل، تم تسليم 270 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية و120 مدنيًا". بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه تم تنفيذ عملية "تبادل للأسرى مع روسيا شملت 390 شخصًا تنفيذًا للجزء الأول من اتفاقية التبادل 1000 مقابل 1000"، وتوقع "استمرار تبادل الأسرى يومي السبت والأحد وإتمام الاتفاق بالكامل". واتفقت روسيا وأوكرانيا خلال محادثات استمرت ساعتين في إسطنبول الأسبوع الماضي على تبادل ألف أسير، لكنهما لم تتفقا على وقف إطلاق النار الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب تعليقًا على عملية التبادل: "هل يمكن أن يكون هذا بداية لشيء أعظم؟"، في إشارة إلى إمكانية توصل الطرفين إلى وقف لإطلاق النار. وتقول أوكرانيا إنها مستعدة على الفور لوقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، لكن روسيا -التي بدأت الحرب في 2022 وتحتل الآن حوالي خُمس أوكرانيا– تقول إنها لن توقف الحرب حتى تلبى شروطها أولًا. وأكد زيلينسكي أن كييف "تدرس كل الاحتمالات" بشأن مكان عقد اجتماع ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما "تركيا والفاتيكان وسويسرا". وأثار البابا ليو الـ 14 والولايات المتحدة وإيطاليا احتمال إجراء المفاوضات المقبلة في الفاتيكان.


ساحة التحرير
منذ 8 ساعات
- ساحة التحرير
قيادات فلسطينية تغادر سوريا بعد تضييق من السلطات ومصادرة الممتلكات!
قيادات فلسطينية تغادر سوريا بعد تضييق من السلطات ومصادرة الممتلكات! أكد مصدران في المقاومة الفلسطينية أمس الجمعة أن قادة في فصائل المقاومة الفلسطينية كانت وفق وصف حكام دمشق الجدد 'مقرّبة من الحكم السابق وتلقت دعما من طهران'، غادروا سوريا، بعد تضييق من السلطات ومصادرة ممتلكاتهم. وكانت واشنطن التي تصنّف فصائل فلسطينية عدة 'منظمات إرهابية'، حضّت السلطات الجديدة قبيل أسابيع من رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا على تحقيق شروط عدة، بينها أن 'تمنع إيران ووكلاءها من استغلال الأراضي السورية'(حسب وصفها). وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع خلال لقائهما في الرياض الأسبوع الماضي بـ 'ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين'، وفق البيت الأبيض. وأكد قيادي في المقاومة الفلسطينية رفض الكشف عن هويته وأصبح خارج دمشق أن 'معظم قادة فصائل المقاومة الفلسطينية التي تلقت دعما من طهران غادروا دمشق' الى دول عدة بينها لبنان. وعدّد من بين هؤلاء خالد جبريل، نجل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وخالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي في سوريا، وزياد الصغير، الأمين العام لحركة فتح الانتفاضة. و يذكر أن الأمناء العامين المذكورة أسماؤهم أعلاه الذين فرض عليهم مغادرة دمشق، لهم تاريخ نضالي مشرف في مقاومة الاحتلال ، و فصائلهم نفذوا عمليات بطولية خلال طوفان الأقصى و تصدوا للاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية و غزة و خاصة فتح الانتفاضة بجناحها العسكري قوات العاصفة و الجبهة الشعبية -القيادة العامة بجناحها العسكري كتائب الشهيد جهاد جبريل. لكن نلاحظ أن التغير الجديد في دمشق بكل حيثياته أتى كالخنجر في ظهر القضية الفلسطينية في زمن الإبادة.. طوفان 2025-05-24


شفق نيوز
منذ 9 ساعات
- شفق نيوز
تسوركوف مقابل أمهز وايرانيين.. العراق "صندوق أسود" لخفايا صفقة تقترب من الحسم
شفق نيوز/ كشف مصدر مطلع، مساء السبت، عن آخر تطورات ملف الباحثة الإسرائيلية المختطفة في العراق إليزابيث تسوركوف، والمفاوضات التي انطلقت مؤخراً للإفراج عنها ضمن ترتيبات تجرى بين أطراف متعددة عراقية وإيرانية وأمريكية. وقال المصدر، لوكالة شفق نيوز، إن "المفاوضات بشأن تسوركوف انتقلت لتطورات جديدة، فبعد أن أمر رئيس الوزراء العراقي عدم تدخل الجهات الحكومية بهذا الملف، طالبت الجهات المفاوضة من الجانب الأمريكي للتدخل لإطلاق سراح عدد من الشخصيات أبرزهم أحد عناصر حزب الله (عماد امهز) الذي اختطفه الكوماندوز الاسرائيلي الى جانب آخرين لا يتجاوز 5 من بينهم ايرانيان، ومعروف أنه طهران تدفع بهذه المفاوضات وان المفاوضات وصلت إلى مسارات جيدة". ووفق المصدر، جرت المفاوضات أولاً بين أطراف أمريكية ومسؤولين عراقيين وممثلين عن الجهة الخاطفة، وتضمنت حديثاً عن فدية، المفاوضات دارت حول الفدية، إذ طلبت الجهة الخاطفة 500 مليون دولار، وبعدها انخفضت إلى 200 مليون دولار". لكن بالنسبة للأمريكيين، فهم يرفضون الدفع على اعتبار أن الفدية ستذهب لتمويل الجهة الخاطفة أو شرعنه لنشاط الاخيرة مما أثر أو غير من مسار المفاوضات، بحسب المصدر المطلع على هذه المحادثات. وأكد المصدر، سلامة المختطفة تسوركوف، وهي حالياً موجودة في دولة محايدة وربما يشهد الأسبوع القادم تسليم الأسرى المحتجزين لدى إسرائيل، مقابل تسليم المختطفة الاسرائيلية، التي تتمتع بصحة جيدة ومحتجزة الآن لدى دولة عربية وسيطة وضامنة. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قد كشفت بوقت سابق من اليوم، عن تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف، المحتجزة في العراق منذ أكثر من عامين. وذكرت الصحيفة في تقرير لها اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "الصفقة المقترحة تتضمن الإفراج عن تسوركوف مقابل إطلاق سراح معتقل إيراني موقوف في العراق، إلى جانب ستة أشخاص آخرين، في إطار تفاهمات غير معلنة بين بغداد وواشنطن". في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي كبير مساء السبت أنه لا يوجد أي تقدم في المحادثات لإطلاق سراح إليزابيث تسوركوف في العراق، وفقاً لموقع اكسيوس. وأكد المسؤول، أن التقارير التي نشرتها وسائل إعلام متعددة حول التوصل إلى اتفاق غير صحيحة وأن الولايات المتحدة لن توافق على إطلاق سراح المواطن الإيراني الذي قتل أميركياً في العراق.