
العاهل الأردني: الكارثة الإنسانية في غزة وصلت إلى مراحل لا يمكن وصفها
كما أكد ضرورة أن يدفع الانتشار المقلق للمجاعة والمعاناة بين المدنيين في غزة المجتمع الدولي، لاتخاذ إجراءات فورية وموحدة.
وقال إنه من الضرورة ألا يتم تسييس الجهود الإغاثية، مشدداً على أن استهداف المدنيين الجوعى خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات أمر غير مقبول.
وأكد الملك الأردني المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والاحترام التام للقانون الإنساني الدولي، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في غزة دون اعتراض.
وأوضح أن الأردن قاد جهوداً إقليمية عبر إرسال قوافل المساعدات لغزة، والتنسيق لها، وتوفير الدعم الطبي الحثيث، وتسهيل الإجلاء الطبي الآمن للمصابين، معرباً عن امتنانه الكبير للدعم الذي قدمته ألمانيا للاستجابة الإنسانية في القطاع.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية، قال العاهل الأردني: «يجب أن يتوقف التصعيد المستمر والخطير في الضفة الغربية، والاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس»، مؤكداً أن الوضع حرج ويهدد بإشعال أزمة إقليمية أوسع.
ودعا الجميع للعمل معاً للدفع باتجاه وقف الحرب وإنهاء التصعيد، من أجل توفير أفق سياسي يمهد الطريق للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، معرباً عن تقديره لدعم ألمانيا لحل الدولتين.
كما أكد الملك عبد الله دعم الأردن سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وهي متطلبات أساسية لتعافيها واستقرارها على المدى الطويل؛ مشيراً إلى أن استقرار سوريا مهم للمنطقة، واستمرار الدعم الدولي لها ضروري لتجنب عودة الأزمة، ولدعم السوريين في إعادة بناء دولتهم وضمان أمنها واستقرارها وازدهار جميع المكونات المتعددة لشعبها.
كما أكد ملك الأردن حرص بلاده المستمر على تحقيق السلام في المنطقة، مضيفاً: «سنستمر في العمل عن قرب مع ألمانيا، لتحقيق الاستقرار وحماية حقوق وكرامة الجميع في المنطقة».
من جانبه، قال ميرتس إن طائرتين ألمانيتين ستنقلان مساعدات من الأردن، لإسقاطها جواً في غزة، بدءاً من يوم غد، واصفاً ذلك بأنه إشارة بسيطة ولكنها مهمة.
وأضاف: «ربما لا يسهم هذا العمل إلا بشكل طفيف في المساعدات الإنسانية، ولكنه يرسل إشارة مهمة: نحن موجودون هنا، نحن في المنطقة».
وأشار إلى أن طائرتين من طراز «إيه 400 إم» في طريقهما الآن إلى الأردن؛ حيث ستتزودان بالوقود ثم تكملان مهمتهما الإغاثية في نهاية الأسبوع على أبعد تقدير، بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، مرحِّباً بالخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، ولكنه أكد ضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ يوم واحد
- العربية
"بتهمة التخابر".. محكمة حوثية تقضي بإعدام نجل الرئيس الأسبق صالح
أصدرت محكمة عسكرية حوثية في صنعاء، الخميس، حكما بإعدام نجل الرئيس اليمني الراحل أحمد علي عبدالله صالح ومصادرة ممتلكاته بتهمة "التخابر". وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين، أن المحكمة العسكرية المركزية أصدرت حكمها بحق أحمد علي عبد الله صالح، حيث قضى الحكم بإدانته بـ"جرائم الخيانة والعمالة والتخابر مع العدو، وكذا إدانته بجريمة الفساد ومعاقبته بعقوبة الإعدام ومصادرة ممتلكاته". كما قضى الحكم بـ"استرداد الأموال المختلسة في جريمة الفساد، بالإضافة إلى عقوبات تكميلية أخرى متعلقة بالوظيفة العامة"، وفقا للوكالة. ولم يصدر تعليق من مكتب نجل صالح حتى الآن. النجل الأكبر لصالح والعميد أحمد هو النجل الأكبر للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الذي قتل على يد جماعة الحوثي في ديسمبر 2017 من بين أشقاء عديدين (ستة ذكور، وثماني إناث)، ولد في عام 1972 بالعاصمة صنعاء، وفيها درس مراحل التعليم النظامي، وحصل على بكالوريوس في علوم الإدارة من الولايات المتحدة الأميركية، والماجستير من الأردن، وتلقى دورات مختلفة في العلوم العسكرية في كلتا الدولتين. خاض تجربة قصيرة في المجال السياسي، حين ترشح للانتخابات البرلمانية عن الدائرة (11) في أمانة العاصمة صنعاء، والتي فاز فيها على نحو ساحق، وفي عام 1999، بدأ في إنشاء القوات الخاصة التي تولى قيادتها تاليًا، وحظيت بتأهيل ودعم أميركي مباشر، ثم قاد قوات الحرس الجمهوري اليمني، المكونة من نحو 17 لواءً، تشكّل العمود الفقري لنظام حكم والده الدي استمر على مدى 33 عاماً، والتي امتازت بأفضلية نوعية في التدريب والعتاد من بين وحدات القوات المسلحة اليمنية كلها. وعقب الإطاحة بنظام حكم والده في العام 2012، أقاله الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي من منصبه العسكري، وعينه سفيرًا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2013، واستمر سفيراً حتى إقالته عام 2015م.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
"دمار واسع": صحافيون يرصدون وضع غزة من داخل طائرة مساعدات
من طائرة للجيش الأردني من طراز "سي-130"، يلقي ثمانية جنود حزماً كبيرة الواحدة تلو الأخرى فوق قطاع غزة حيث المجاعة تهدّد أكثر من مليوني شخص في ظل حرب متواصلة منذ قرابة 22 شهراً. تُفتح المظلات التي عُلّقت بها الحزم المحمّلة بمواد غذائية ومساعدات أساسية، وتنزل الحزم التي طبع عليها العلم الأردني ببطء نحو القطاع المدمّر والمحاصر والغارق في العتمة. يُسمح للصحافيين المتواجدين في الطائرة وبينهم صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية، بالتقاط صور العملية التي استمرّت ساعتين، بينها بضع دقائق فقط فوق قطاع غزة. يمكن من الطائرة رؤية مساحات واسعة من الدمار في القطاع الفلسطيني حيث تخوض إسرائيل وحركة "حماس" حرباً مدمّرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر هجوم لـ"حماس" على جنوب إسرائيل. وانطلقت الطائرة العسكرية الأردنية من قاعدة الزرقا الجوية القريبة من عمان، ورافقتها طائرة إماراتية شاركت في عملية إنزال المساعدات. تمّ إلقاء ثمانية طرود من الطائرة الأردنية يحتوي كل منها على طن واحد من المواد الغذائية، منها سكر وحليب أطفال وحبوب. وحصل الإنزال في منطقة قريبة من شارع الرشيد المحاذي لشاطىء غزة. وأعلنت إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي استئناف إلقاء المساعدات من الجو على غزة بالتزامن مع "تعليق تكتيكي" يومي محدود لعملياتها العسكرية في بعض مناطق القطاع. وبالإضافة إلى الأردن والإمارات اللذين نفّذا منذ ذلك الحين سلسلة عمليات، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا عزمها إقامة "جسر جوي" مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية الى غزة. وألقت بريطانيا الثلاثاء أولى شحنات مساعدتها من الجو. داخل الطائرة، بدا التأثر واضحا على وجوه العسكريين. وكان بعضهم يتمتم بكلمات تدعو الله إلى أن "ينهي معاناة أهل غزة ويخفف عنهم ويصبّرهم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال قائد الطائرة الذي يحمل رتبة رائد والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه "بين ما كنّا نراه عن غزة في التلفزيون وما نراه الآن، أي كيف كانت في السابق وكيف هي اليوم، فرق كبير. إنه مشهد مأساوي ومحزن جدا عندما نرى البنايات والمجمعات السكنية ممسوحة مسحأ". وأوضح أنه يتمّ إلقاء حزم المساعدات "من ارتفاع منخفض نوعاً ما، بحدود ألفي قدم، ونرى الناس يلحقون بالطائرة" حتى يبدأ إلقاء المساعدات. "هذا يدلّ إلى أي حد وضعهم سيء". وتمنّى أن "يعمّ السلام العالم، وإن شاء الله تنتهي مأساة إخواننا في غزة". وبحسب بيان للجيش الأردني، ألقت الطائرة التابعة للقوات الجوية الإماراتية هي الأخرى ثمانية أطنان من المساعدات الغذائية. واعتبر العاهل الأردني عبد الله الثاني أول أمس الأربعاء أن "غزة تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث"، مضيفاً أن "جهود الإغاثة الحالية، على رغم أهميتها، لا تكفي لمواجهة هول معاناة جسيمة كهذه". وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الثلاثاء في كلمة خلال مؤتمر في الأمم المتحدة يهدف إلى إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، "إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد سنقوم بها، لأنها تستحق أن تنقذه". ودعت الأمم المتحدة إلى "إغراق" غزة بالمساعدات لتجنّب المجاعة.


Independent عربية
منذ 3 أيام
- Independent عربية
دعوات دولية إلى إغراق غزة بالمساعدات والضغوط على إسرائيل تتصاعد
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء إن تدفق المساعدات إلى قطاع غزة يجب أن يصبح هائلاً كالمحيط، واصفاً تحذيراً أصدرته مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي للجوع، اليوم بأنه يؤكد "ما كنا نخشاه من أن غزة على شفا المجاعة". وقال غوتيريش "يجب أن تتدفق إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود في موجات ومن دون عوائق"، مضيفاً في بيان أن "الفلسطينيين في غزة يواجهون كارثة إنسانية لها أبعاد مروعة، وهذا ليس تحذيراً وإنما هو واقع يتكشف أمام أعيننا"، فيما دعت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم إلى إغراق قطاع غزة بكميات كبيرة من المساعدات الغذائية لتجنب "مجاعة على نطاق واسع". وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) والـ "يونيسف"، إنه "يجب إغراق غزة فوراً ومن دون عوائق بكميات كبيرة من المساعدات ومواصلة ذلك يومياً لتجنب مجاعة على نطاق واسع". دول أوروبية تتحرك وفي السياق قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن طائرتين ألمانيتين ستنقلان مساعدات من الأردن لإسقاطها جواً في غزة بدءاً من غد الأربعاء، واصفاً ذلك بأنه إشارة بسيطة ولكنها مهمة، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في برلين أنه "ربما لا يسهم هذا العمل إلا بصورة طفيفة في المساعدات الإنسانية، لكنه يرسل إشارة مهمة وهي نحن موجودون هنا، نحن في المنطقة". وأردف قائلاً إن طائرتين من طراز "إيه 400 إم" في طريقهما الآن إلى الأردن حيث ستتزودان بالوقود ثم تكملان مهمتهما الإغاثية في نهاية الأسبوع على أبعد تقدير، بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، مرحباً بالخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات، لكنه أكد ضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات. وكشف المستشار الألماني عن أن ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ستوفد "على الأرجح يوم الخميس من الأسبوع المقبل" وزراء خارجيتها إلى إسرائيل للمطالبة بإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، مضيفاً "ننطلق من مبدأ أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة بالكامل للاعتراف بضرورة التحرك الآن". من جانبه أعرب الملك عبدالله الثاني عن امتنانه لمبادرات إلقاء المساعدات من الجو، إلا أنه أشار إلى أنها لا تمثل سوى "قطرة في بحر"، ودعا إلى السماح بدخول مزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، كما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة الصحافة الفرنسية اليوم بأن فرنسا ستقوم خلال الأيام المقبلة بعمليات إلقاء مساعدات من الجو فوق غزة "لتلبية الحاجات الأساس والملحة للسكان المدنيين"، وأكد المصدر أن "أقصى الاحتياطات ستتخذ لضمان سلامة السكان خلال هذه العمليات". وأوضح المصدر "أن هذه العمليات لا تهدف الى أن تكون بديلاً عن زيادة ملحوظة في حجم المساعدات والتي تتطلب من إسرائيل فتح المعابر البرية من دون تأخير، وفرنسا تعمل أيضاً على عمليات إيصال مساعدات براً، وهو السبيل الأكثر نجاعة على الإطلاق لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية بكميات وفيرة ومن دون عوائق والتي يحتاجها السكان بشدة". وفد "حماس" إلى تركيا وغادر وفد "حماس" المفاوض اليوم العاصمة القطرية الدوحة متوجهاً إلى تركيا بهدف بحث "آخر التطورات" بعد تعثر المفاوضات مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد مسؤول في الحركة وكالة الصحافة الفرنسية، وقال المسؤول إن "وفداً قيادياً من 'حماس' برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش غادر الدوحة متجهاً إلى إسطنبول حيث يجري الوفد الذي يضم أيضاً أعضاء وفد 'حماس' المفاوض برئاسة خليل الحية، لقاءات عدة مع المسؤولين الأتراك حول آخر تطورات مفاوضات الهدنة التي توقفت الأسبوع الماضي". وجرت مفاوضات غير مباشرة لأكثر من أسبوعين بين وفد إسرائيلي وآخر من "حماس" برعاية الوسطاء وبينهم قطر، في محاولة للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة الماضي أن "حماس" لا تريد اتفاقاً بعدما أكد موفده إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف الخميس الماضي فشل المفاوضات، مشككاً في نيات الحركة. وقال العضو في المكتب السياسي لـ "حماس" باسم نعيم الجمعة الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن آخر المفاوضات تناولت تفاصيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فيما قال مسؤولون آخرون في الحركة إنهم فوجئوا بالتصريحات الأميركية، مؤكدين أن المفاوضات كانت تحرز تقدماً. إسرائيل ترفض الضغط الدولي قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الثلاثاء إن الوضع في غزة "صعب"، لكن هناك أكاذيب حول وجود تجويع، فيما أعلن المرصد الرئيس للأمن الغذائي في العالم أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة المحاصر والمدمر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهراً بين إسرائيل وحركة "حماس". في الأثناء، قالت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة، إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أسفر عن مقتل 60 ألف فلسطيني على الأقل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأعلنت إسرائيل أول من أمس الأحد تعليق العمليات العسكرية لـ10 ساعات يومياً في مناطق محددة بغزة وفتح ممرات مساعدات جديدة فيما أسقطت الإمارات والأردن إمدادات جواً على القطاع حيث أثارت صور لفلسطينيين جوعى قلق العالم. ورفض وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ما وصفه بـ"حملة مضللة" من الضغط الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطينية. وقال للصحافيين إن إنهاء إسرائيل النزاع بينما لا تزال "حماس" في السلطة في غزة، وتحتجز الرهائن سيكون "مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء". وأضاف، "لن يحدث ذلك، بغض النظر عن مقدار الضغط الذي يمارس على إسرائيل". وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن الضغط العسكري في غزة فعال ولكنه ليس الخيار الوحيد، مضيفاً أن إسرائيل مستعدة أيضاً لاستخدام الدبلوماسية. "أسوأ سيناريو مجاعة" تزامناً، حذر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) الذي وضعته الأمم المتحدة والصادر اليوم، بأن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة". وأكد هذا المرصد الذي تسهم فيه وكالات أممية متخصصة ومنظمات غير حكومية وهيئات محلية أن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع "لن تكون كافية لوقف الكارثة الإنسانية"، مشدداً على أن عمليات إدخال المساعدات براً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". وطالب بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بصورة "فورية ومن دون عقبات"، مشدداً على أنها الوسيلة الوحيدة لوقف "الجوع والموت" اللذين يتصاعدان بسرعة. وصدر هذا التحذير بعدما نبهت منظمات إنسانية عدة في الأيام الأخيرة من وفيات على ارتباط بالجوع في القطاع. وذكر التصنيف استناداً إلى بياناته الأخيرة أنه تم بلوغ "عتبة المجاعة" في "معظم أنحاء قطاع غزة"، مشيراً إلى تزايد الوفيات بين الأطفال. وجاء في التقرير أنه "تم نقل ما يزيد على 20 ألف طفل لتلقي العلاج جراء إصابتهم بسوء تغذية حاد بين أبريل (نيسان) ومنتصف يوليو (تموز)، وأكثر من ثلاثة آلاف منهم يعانون سوء تغذية وخيماً". وأفاد التقرير بتزايد الوفيات بسبب الجوع بين الأطفال الصغار، وذكر أن "أدلة متزايدة تظهر أن تفشي المجاعة وسوء التغذية والأمراض تتسبب بزيادة في الوفيات المرتبطة بالجوع". دبابة إسرائيلية قرب الحدود مع غزة (أ ف ب) الحاجة إلى تدفق المساعدات حذر التقرير من أن "وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دون عوائق" هو السبيل الوحيد لوقف تزايد الوفيات. وأضاف أن "الفشل في التحرك الآن سيؤدي إلى انتشار واسع للموت في معظم أنحاء القطاع". وفي ظل ضغوط دولية مكثفة، أعلنت إسرائيل أول من أمس عن "تعليق تكتيكي" يومي لم تحدد إلى متى سيستمر، من الـ10 صباحاً حتى الثامنة مساءً، في مناطق محددة من غزة لأغراض إنسانية، مشيرة إلى دخول أكثر من 120 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، فيما قامت بعض الدول مثل الأردن والإمارات بإلقاء مساعدات غذائية جواً فوق القطاع. لكن المرصد لفت إلى أن عمليات الإلقاء من الجو لن تكون كافية "لوقف الكارثة الإنسانية"، فضلاً عن أنها باهظة الكلفة وتنطوي على أخطار. وأكد أن تسليم المساعدات براً "أكثر فاعلية وأماناً وسرعة". وشدد على أن السكان الأكثر ضعفاً الذين يعانون سوء تغذية حاداً وبينهم أطفال "في حاجة إلى الحصول على علاج منقذ للحياة بصورة متواصلة" من أجل التعافي. ولفت إلى أنه "من دون تحرك فوري، سيستمر الجوع والموت في الانتشار بسرعة ومن دون توقف". وقال المرصد إن تحذيره لا يعد بمثابة تصنيف جديد للمجاعة، بل يهدف إلى لفت الانتباه إلى الأزمة بناءً على "آخر الأدلة المتوافرة" حتى الـ25 من يوليو. وأكد أنه يعمل على "توصية" أكثر دقة يصدرها في أسرع وقت ممكن ويضمنها تصنيفاته. وكان التصنيف المرحلي المتكامل أفاد في تقرير في مايو (أيار) بأن قطاع غزة يواجه مستوى "حرجاً" من خطر المجاعة فيما 22 في المئة من سكانه مهددون بأن يعانوا وضعاً "كارثياً". "كارثة تذكر بمجاعة إثيوبيا وبيافرا" بدوره قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم إنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى غزة على رغم الإجراءات الجديدة التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول مزيد من الإمدادات إلى القطاع. وقال كبير مستشاري البرامج الإقليمية في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط أفريقيا روس سميث خلال إحاطة إعلامية في الأمم المتحدة بجنيف عبر الفيديو، "لم نحصل على التصريح اللازم لنقل الكميات التي طلبناها". وقال سميث، "هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن. إنه يذكرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي"، مؤكداً ضرورة "التحرك العاجل". استهداف مخيم النصيرات أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في غزة أن 30 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، قتلوا في سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الإثنين - الثلاثاء على مخيم النصيرات في وسط القطاع. وقال محمود بصل، "مجزرة جديدة في مخيم النصيرات ارتكبها الاحتلال إثر غارات جوية إسرائيلية ليلاً وفجر اليوم استهدفت عدداً من منازل المواطنين في منطقة المخيم الجديد في النصيرات، غالبيتهم من النساء والأطفال"، مضيفاً أنهم "نقلوا إلى مستشفى العودة" في المخيم. وأكد المستشفى وصول القتلى، "من بينهم 14 امرأة و12 طفلاً". وأشار في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن "الوضع كارثي في المستشفى مع الأعداد الكبيرة من المصابين والقتلى، ولا توجد لدينا إمكانات كافية لإجراء عمليات جراحية يحتاج إليها معظم المصابين". وفي منطقة المواصي في خان يونس جنوب القطاع قتل أربعة أشخاص من عائلة الآغا هم شاب وشقيقه وزوجته وابنه في غارة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين، كما قتل فلسطينيان من عائلة البطش في غارة إسرائيلية على شقة سكنية في حي الرمال غرب مدينة غزة. من جهة ثانية أعلن مستشفى العودة في النصيرات أنه استقبل صباح اليوم سبعة قتلى وأكثر من 40 إصابة بنيران إسرائيلية حصلت "قرب نقطة توزيع مساعدات في منطقة جسر وادي غزة" في وسط القطاع. هولندا تحظر دخول وزيرين إسرائيليين في الأثناء ورد في رسالة نشرت في وقت متأخر مساء أمس أن الحكومة الهولندية قالت إنها ستستدعي سفير إسرائيل لدى البلاد للتنديد بالوضع "الذي لا يحتمل ولا يمكن الدفاع عنه" في غزة، وأنها فرضت حظراً على وزيرين في الحكومة الإسرائيلية يمنعهما من دخول هولندا. وقال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكمب في بيان، "قررت الحكومة إعلان الوزيرين الإسرائيليين (بتسلئيل) سموتريتش و(إيتمار) بن غفير شخصين غير مرغوب فيهما وتعهدت بتسجيلهما كأجنبيين غير مرغوب فيهما في نظام شنغن". وأشار إلى أن الوزيرين المنتميين إلى اليمين المتطرف "حرضا مراراً على عنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين، ويدعوان باستمرار إلى توسيع المستوطنات غير القانونية ويحضان على تطهير إثني في قطاع غزة". وبعد هذا الإعلان، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي توبيخاً رسمياً لسفيرة هولندا. وقال ساعر في منشور على "إكس" إن الحكومة الهولندية "اختارت تحويل صداقة طويلة الأمد مع إسرائيل إلى عداء علني تجاهها، وتحديداً في وقت عصيب تمر به، وذلك على الأرجح بدافع المصالح السياسية". وعلق بن غفير على "إكس"، "في مكان حيث يتم التسامح مع الإرهاب والترحيب بالإرهابيين، يعد وزير يهودي إسرائيلي غير مرغوب فيه، ويمنح الإرهابيون الحرية وتتم مقاطعة اليهود". من جانبه قال سموتريتش، "بالنظر إلى النفاق الأوروبي، وانقياد قادته لأكاذيب الإسلام المتطرف الذي يهيمن ومعاداة السامية المتنامية (في أوروبا)، لن يتمكن اليهود من العيش هناك بأمان حتى في المستقبل". ويأتي القرار الهولندي في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والنرويج الشهر الماضي. وقالت الحكومة الهولندية إنها تؤيد توصية الاتحاد الأوروبي بالحد من وصول إسرائيل إلى برنامجها الرئيس لتمويل الأبحاث، وأضافت أنها ستضغط من أجل فرض عقوبات تجارية أوروبية إذا تبين أن إسرائيل تنتهك اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي في شأن زيادة إمدادات المساعدات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إبادة جماعية إلى ذلك قالت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في حق الفلسطينيين بغزة، لتصبحا أول أصوات رئيسة تخرج من داخل المجتمع الإسرائيلي وتوجه أقوى اتهام لإسرائيل التي تنفي ذلك بشدة. وأصدرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية ومنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في إسرائيل تقريريهما خلال مؤتمر صحافي في القدس، وقالتا إن إسرائيل تقوم "بعمل منسق ومتعمد للقضاء على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". وركزت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في إسرائيل على الأضرار التي لحقت بمنظومة الرعاية الصحية في غزة، قائلة "دمرت أفعال إسرائيل البنية التحتية للرعاية الصحية في غزة بطريقة محسوبة وممنهجة". ونفت إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها بالإبادة الجماعية منذ الأيام الأولى للحرب، ومنها ما جاء في دعوى رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي وندد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفها بأنها "مشينة". ووصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اتهامات المنظمتين بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وقال "لا توجد نية مبيتة، (وهي) أساس توجيه تهمة الإبادة الجماعية. ببساطة من غير المنطقي أن ترسل دولة 1.9 مليون طن من المساعدات، معظمها من المواد الغذائية، إذا كانت هناك نية للإبادة الجماعية". ورفض الجيش الإسرائيلي أيضاً ما خلص إليه التقريران ووصفه بأنه "لا أساس له من الصحة". وقال إنه يلتزم القانون الدولي ويتخذ إجراءات غير مسبوقة لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين في ظل استخدام "حماس" لهم "دروعاً بشرية".