logo
بین الخداع الاستراتیجي والتمویة الاستباقي: هل تجاوزت ایران الضربة النوویة بالفعل؟!! (قراءة في منطق الردع الذکي)

بین الخداع الاستراتیجي والتمویة الاستباقي: هل تجاوزت ایران الضربة النوویة بالفعل؟!! (قراءة في منطق الردع الذکي)

اليمن الآنمنذ 5 ساعات

استهلال
لابد وأن تنطوي أی رؤية موضوعیة علی الحیاد المهني أولًا. لتتأسس بعیدًا عن الضیق وهشاشة التحیزات. وهذا ما أحاول أن أنتهجه کلما جد موضوع بمتناول عام. أو حدیث بطابع النقاش الأوسع نطاقًا والفحص من قبل فاعلیات عدة.
ذلک أن أي حياد مهني صارم، لابد وأن یکون حویطًا وبالخصوص حینما یتعلق الأمر بقضية تنطوي على تضليل عالمي متعدد الطبقات، والحاجة هنا إلی زاویة نظر 'تتخندق' بقدر ما تحتاج إلى خطاب وازن يروم الإنصاف لا الادعاء، ويعبر عن وعي تحليلي يعيد الاعتبار لما خفي بالخصوص خلف زعم استهداف البرنامج النووي الإيراني کنوع من اضفاء حال من زهو الهیمنة وتعالي مرکزيتها حتی علی ذهنیة المشاهد أو القارٸ من أی مکان فی العالم وهو یواجه سیل التصریحات المتناقضة: دافعها فلکلور الاحتفاء بمزاعم شتی أو حقائق بشریة تحتمل التناسب والنسبیة. وبعیدًا عن التفاصیل الصغیرة.
أسوق هنا رؤية أردتها محايدة وموغلة فی تحلیل نتوءات قد لا تلحظ في ظلال وقائع وطروحات قاتمة. فکم نحن کعرب بحاجة إلی إعمال الفکر بموضوعیة وأعمال افکار وتحلیلات تتوسل أخلاقية الحقيقة المفترضة حتی وسط محیط واسع من القش. وبمعزل عن اصطفاف السرديات.
لعل ما استوقفني كثيرًا هو تصريح مثير للانتباه، حیث قال المحلل الاستراتيجي الإيراني أمير موسوي إن طهران سحبت تجهيزاتها النووية من المواقع الحساسة قبل ما سُمي بـ'الضربة الأميركية' بثمانية أشهر، واصفًا العملية بأنها 'خطة تمويه معقدة لم ترصدها الأقمار الصناعية'. وأوضح أن الشاحنات التي ظهرت في صور الأقمار لم تكن إلا جزءًا من مخطط خداعي مدروس، وأن البرنامج النووي الإيراني 'بخير، بل بأفضل حال'. أما محمد إسلامي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فقد أضاف أن 'الترميم سيتم بسرعة فائقة'.
هذه التصريحات لا تستدعي ردودًا سياسية أو أمنية فحسب، بل تفتح الباب أمام قراءة تحليلية دقيقة، تحاول أن تفكك تضاريس ما جرى، وتعيد الاعتبار للمخفي خلف الضجيج، بعيدًا عن سطوة الروايات الجاهزة أو تصورات القوة الأحادية.
ممارسة التمويه كوعي استباقي لا كحيلة
أولا أجد في ترکز حديث موسوي حول سحب المعدات الحساسة من المواقع المستهدفة، اشارة إلى تحول في المنطق الاستراتيجي الإيراني من رد الفعل إلى صياغة وقائية واعية، تقوم على المعرفة الدقيقة بآلية الاستهداف الخارجي، وتقنيات الرصد، والتوقيت المتوقع.
فإذا صحّ أن عملية الإخلاء لمفاعل 'فوردو' قد تمت قبل أشهر من الضربة، وتحدیدًا قبل 8 أشهر کما یقول امیر موسوي فإننا أمام عقلنة للتعامل مع الخطر، لا أمام مجرد استعراض للذكاء العسكري.
وبلغة أوضح: فإن ما بدا هدفًا، قد يكون منذ زمن لم يعد كذلك.
بين صور الأقمار الصناعیة ومشهد الواقع: أين تكمن الحقيقة؟
يُفترض أن الأقمار الصناعية قادرة على تتبع كل حركة، لكن هل رصدت فعلًا ما كان ينبغي أن تراه؟ أم أن البصر التكنولوجي كان يعاني من عمى استراتيجي مقصود؟.
وبإزاء ذلک فتصريحات موسوي توحي بأن طهران لم تُفاجأ، بل كانت تُراقب من يراقبها، وهو ما يعيدنا إلى سؤال الأخلاق المهنية في الرواية الاستخباراتية: من يصدق من، ولماذا؟.
الأنفاق لا تحمي الحديد فقط.. بل تحصّن السردية
مثل دول قليلة في العالم، یبدو أن إيران اعتمدت منذ سنوات مبدأ 'الحماية الجوفية' لمنشآتها الحساسة.
فالأنفاق مثلًا لا تعني فقط التحصين من القصف، بل خلق فضاء رمزي مضاد للرؤية المعادية، حيث يتراجع المفهوم التقليدي للهدف القابل للضرب.
وبهذا المعنى، فإن الأنفاق ليست جغرافيا فقط، بل سياسة وظيفية تتستر في الغياب.
التوقيت كأداة تحليل لا كحكم مسبق
إن من السهل الحديث عن 'تأخر الضربة'، لكن القراءة الموضوعية تقتضي النظر إلى الأمر من زاوية أوسع:
ربما لم يكن هناك تأخر، بل كان هناك سبق من الطرف الآخر، والذي أعني بها إيران، في إعادة تعريف ما يمكن أن يُستهدف أصلًا.
فحين يُعاد تشكيل الميدان قبل بدء الاشتباك، لا يعود السؤال عن 'متى ضُربت المواقع؟'، بل: هل كانت تلك مواقع حيوية أصلًا لحظة الضربة التي استهدفتها؟.
'النووي بأفضل حال': هل يعكس ثقة أم يخفي ما هو أعمق؟
بإعمال رٶیة تحلیلیة إلی ما وراء اکمة ما قاله محمد إسلامي فی تصریح له: أن البرنامج النووي الإيراني لم يتضرر، بل أنه في 'أفضل حال'، لا يشي ذلک فقط بثقة الدولة، بل ربما يكون ردًا على محاولة كسر رمزية البرنامج لا بنيته.
هنا يمكن القول إن الرد لم يكن تقنيًا، بل وجوديًا: وبإعتبار أن ' البرنامج النووي الایراني' من وجهة نظر ایرانیة; قائم لأنه فكرة مستمرة، لا منشأة ثابتة.
إذًا من يملك السردية.. ومن يصوغ المعنى؟
ووسط تسونامي التحلیلات المتضاربة. في المقابل، كانت مصادر غربية قد أشارت في تصریحات متناقضة ومتأرجة الصیغ: إلى 'تعطيل جزئي' أو 'ضربات نوعية ناجحة'، وهو ما يعكس إزدواجية السردية الدولية، حيث تُنتج كل جهة قراءتها بناءً على موقعها من المعركة.
لكن السؤال الجوهري يبقى: هل يمكن الركون إلى الروايات التي تُبنى على صور مُفسّرة خارج سياقها؟.
أم أن منطق التحليل يقتضي تقليب وجهات النظر لفهم ما خفي لا ما أُعلن عنه؟.
جماليات الموقف المنتصف
أمیل صراحة في ظل في صراع تحكمه الأقمار الصناعية، والبروباجندات السياسية، والحروب غير المعلنة، إلی احتمالیة وجود حقیقة تفضي إلی حقاٸق. إذ تغدو الحقيقة نفسها مشروعًا قيد التشكيل.
وإزاء زخم الروايات التي تتنازع 'الحق في تفسير ما جرى'، يظل الصوت التحليلي المنصف هو الأجدر بالاقتراب من حقيقة لم تُقل كاملة بعد.
ليس المطلوب إذن أن نصطف، بل أن نفتح أعيننا على فجوات الرواية، ونقرأ التوقيت لا كفشل أو نصر، بل كمؤشر لإعادة تشكيل المسرح الخلفي للصراع.
وإذا كان البرنامج النووي الإيراني قد نجا، أو أعيد تحصينه، فإن ما نجا معه أيضًا هو الحق في امتلاك السردية خارج مراكز القوى الكبرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بین الخداع الاستراتیجي والتمویة الاستباقي: هل تجاوزت ایران الضربة النوویة بالفعل؟!! (قراءة في منطق الردع الذکي)
بین الخداع الاستراتیجي والتمویة الاستباقي: هل تجاوزت ایران الضربة النوویة بالفعل؟!! (قراءة في منطق الردع الذکي)

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

بین الخداع الاستراتیجي والتمویة الاستباقي: هل تجاوزت ایران الضربة النوویة بالفعل؟!! (قراءة في منطق الردع الذکي)

استهلال لابد وأن تنطوي أی رؤية موضوعیة علی الحیاد المهني أولًا. لتتأسس بعیدًا عن الضیق وهشاشة التحیزات. وهذا ما أحاول أن أنتهجه کلما جد موضوع بمتناول عام. أو حدیث بطابع النقاش الأوسع نطاقًا والفحص من قبل فاعلیات عدة. ذلک أن أي حياد مهني صارم، لابد وأن یکون حویطًا وبالخصوص حینما یتعلق الأمر بقضية تنطوي على تضليل عالمي متعدد الطبقات، والحاجة هنا إلی زاویة نظر 'تتخندق' بقدر ما تحتاج إلى خطاب وازن يروم الإنصاف لا الادعاء، ويعبر عن وعي تحليلي يعيد الاعتبار لما خفي بالخصوص خلف زعم استهداف البرنامج النووي الإيراني کنوع من اضفاء حال من زهو الهیمنة وتعالي مرکزيتها حتی علی ذهنیة المشاهد أو القارٸ من أی مکان فی العالم وهو یواجه سیل التصریحات المتناقضة: دافعها فلکلور الاحتفاء بمزاعم شتی أو حقائق بشریة تحتمل التناسب والنسبیة. وبعیدًا عن التفاصیل الصغیرة. أسوق هنا رؤية أردتها محايدة وموغلة فی تحلیل نتوءات قد لا تلحظ في ظلال وقائع وطروحات قاتمة. فکم نحن کعرب بحاجة إلی إعمال الفکر بموضوعیة وأعمال افکار وتحلیلات تتوسل أخلاقية الحقيقة المفترضة حتی وسط محیط واسع من القش. وبمعزل عن اصطفاف السرديات. لعل ما استوقفني كثيرًا هو تصريح مثير للانتباه، حیث قال المحلل الاستراتيجي الإيراني أمير موسوي إن طهران سحبت تجهيزاتها النووية من المواقع الحساسة قبل ما سُمي بـ'الضربة الأميركية' بثمانية أشهر، واصفًا العملية بأنها 'خطة تمويه معقدة لم ترصدها الأقمار الصناعية'. وأوضح أن الشاحنات التي ظهرت في صور الأقمار لم تكن إلا جزءًا من مخطط خداعي مدروس، وأن البرنامج النووي الإيراني 'بخير، بل بأفضل حال'. أما محمد إسلامي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فقد أضاف أن 'الترميم سيتم بسرعة فائقة'. هذه التصريحات لا تستدعي ردودًا سياسية أو أمنية فحسب، بل تفتح الباب أمام قراءة تحليلية دقيقة، تحاول أن تفكك تضاريس ما جرى، وتعيد الاعتبار للمخفي خلف الضجيج، بعيدًا عن سطوة الروايات الجاهزة أو تصورات القوة الأحادية. ممارسة التمويه كوعي استباقي لا كحيلة أولا أجد في ترکز حديث موسوي حول سحب المعدات الحساسة من المواقع المستهدفة، اشارة إلى تحول في المنطق الاستراتيجي الإيراني من رد الفعل إلى صياغة وقائية واعية، تقوم على المعرفة الدقيقة بآلية الاستهداف الخارجي، وتقنيات الرصد، والتوقيت المتوقع. فإذا صحّ أن عملية الإخلاء لمفاعل 'فوردو' قد تمت قبل أشهر من الضربة، وتحدیدًا قبل 8 أشهر کما یقول امیر موسوي فإننا أمام عقلنة للتعامل مع الخطر، لا أمام مجرد استعراض للذكاء العسكري. وبلغة أوضح: فإن ما بدا هدفًا، قد يكون منذ زمن لم يعد كذلك. بين صور الأقمار الصناعیة ومشهد الواقع: أين تكمن الحقيقة؟ يُفترض أن الأقمار الصناعية قادرة على تتبع كل حركة، لكن هل رصدت فعلًا ما كان ينبغي أن تراه؟ أم أن البصر التكنولوجي كان يعاني من عمى استراتيجي مقصود؟. وبإزاء ذلک فتصريحات موسوي توحي بأن طهران لم تُفاجأ، بل كانت تُراقب من يراقبها، وهو ما يعيدنا إلى سؤال الأخلاق المهنية في الرواية الاستخباراتية: من يصدق من، ولماذا؟. الأنفاق لا تحمي الحديد فقط.. بل تحصّن السردية مثل دول قليلة في العالم، یبدو أن إيران اعتمدت منذ سنوات مبدأ 'الحماية الجوفية' لمنشآتها الحساسة. فالأنفاق مثلًا لا تعني فقط التحصين من القصف، بل خلق فضاء رمزي مضاد للرؤية المعادية، حيث يتراجع المفهوم التقليدي للهدف القابل للضرب. وبهذا المعنى، فإن الأنفاق ليست جغرافيا فقط، بل سياسة وظيفية تتستر في الغياب. التوقيت كأداة تحليل لا كحكم مسبق إن من السهل الحديث عن 'تأخر الضربة'، لكن القراءة الموضوعية تقتضي النظر إلى الأمر من زاوية أوسع: ربما لم يكن هناك تأخر، بل كان هناك سبق من الطرف الآخر، والذي أعني بها إيران، في إعادة تعريف ما يمكن أن يُستهدف أصلًا. فحين يُعاد تشكيل الميدان قبل بدء الاشتباك، لا يعود السؤال عن 'متى ضُربت المواقع؟'، بل: هل كانت تلك مواقع حيوية أصلًا لحظة الضربة التي استهدفتها؟. 'النووي بأفضل حال': هل يعكس ثقة أم يخفي ما هو أعمق؟ بإعمال رٶیة تحلیلیة إلی ما وراء اکمة ما قاله محمد إسلامي فی تصریح له: أن البرنامج النووي الإيراني لم يتضرر، بل أنه في 'أفضل حال'، لا يشي ذلک فقط بثقة الدولة، بل ربما يكون ردًا على محاولة كسر رمزية البرنامج لا بنيته. هنا يمكن القول إن الرد لم يكن تقنيًا، بل وجوديًا: وبإعتبار أن ' البرنامج النووي الایراني' من وجهة نظر ایرانیة; قائم لأنه فكرة مستمرة، لا منشأة ثابتة. إذًا من يملك السردية.. ومن يصوغ المعنى؟ ووسط تسونامي التحلیلات المتضاربة. في المقابل، كانت مصادر غربية قد أشارت في تصریحات متناقضة ومتأرجة الصیغ: إلى 'تعطيل جزئي' أو 'ضربات نوعية ناجحة'، وهو ما يعكس إزدواجية السردية الدولية، حيث تُنتج كل جهة قراءتها بناءً على موقعها من المعركة. لكن السؤال الجوهري يبقى: هل يمكن الركون إلى الروايات التي تُبنى على صور مُفسّرة خارج سياقها؟. أم أن منطق التحليل يقتضي تقليب وجهات النظر لفهم ما خفي لا ما أُعلن عنه؟. جماليات الموقف المنتصف أمیل صراحة في ظل في صراع تحكمه الأقمار الصناعية، والبروباجندات السياسية، والحروب غير المعلنة، إلی احتمالیة وجود حقیقة تفضي إلی حقاٸق. إذ تغدو الحقيقة نفسها مشروعًا قيد التشكيل. وإزاء زخم الروايات التي تتنازع 'الحق في تفسير ما جرى'، يظل الصوت التحليلي المنصف هو الأجدر بالاقتراب من حقيقة لم تُقل كاملة بعد. ليس المطلوب إذن أن نصطف، بل أن نفتح أعيننا على فجوات الرواية، ونقرأ التوقيت لا كفشل أو نصر، بل كمؤشر لإعادة تشكيل المسرح الخلفي للصراع. وإذا كان البرنامج النووي الإيراني قد نجا، أو أعيد تحصينه، فإن ما نجا معه أيضًا هو الحق في امتلاك السردية خارج مراكز القوى الكبرى.

بالاسم والمنصب والصورة.. الكشف عن أخطر جاسوس إيراني سرّب أسرار مفاعل (فوردو) التووي للغرب
بالاسم والمنصب والصورة.. الكشف عن أخطر جاسوس إيراني سرّب أسرار مفاعل (فوردو) التووي للغرب

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

بالاسم والمنصب والصورة.. الكشف عن أخطر جاسوس إيراني سرّب أسرار مفاعل (فوردو) التووي للغرب

أخبار وتقارير (الأول) متابعات: لم يكن اكتشاف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية السرية نتيجة تحليل صور أقمار اصطناعية أو عملية استخباراتية معقدة، بل ثمرة خيانة داخلية حملت توقيع أحد أرفع المسؤولين السابقين في النظام الإيراني. بحسب تقارير استخباراتية بريطانية، تعود بداية الكشف عن "فوردو" إلى عام 2008، عندما زود علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق، جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) بمعلومات تؤكد أن المنشأة الواقعة تحت الأرض بعمق 90 مترًا ليست مجرد مخزن، كما كانت إيران تدعي، بل مفاعل حيوي مخصص لتخصيب اليورانيوم، وتضم نحو 3000 جهاز طرد مركزي. أكبري لم يكن موظفًا عاديًا، بل كان مقرّبًا من الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ويتمتع بوصول مباشر إلى معلومات بالغة الحساسية. ووفقًا للتقارير، تم تجنيده من قبل الاستخبارات البريطانية عام 2004 بعد استدراجه إلى السفارة البريطانية في طهران، حيث بدأ لاحقًا التعاون مع MI6 مقابل تأشيرات وجوازات سفر بريطانية، ومبالغ تجاوزت مليوني يورو، بالإضافة إلى عقارات في لندن وفيينا وإسبانيا، وشبكة شركات وهمية سهّلت تحركاته. لم تقتصر مهمته على "فوردو"، بل سرّب تفاصيل عن أكثر من مئة مسؤول في برامج إيران النووية والصاروخية، ومعلومات خاصة حول محسن فخري زاده، العقل المدبر للبرنامج النووي، والذي اغتيل عام 2020 في عملية نُسبت للموساد الإسرائيلي. ورغم الاشتباه به واعتقاله لفترة قصيرة عام 2008، فشلت السلطات الإيرانية حينها في تثبيت التهمة، فأطلقت سراحه وسُمح له بالسفر. لكنه عاد في 2019 إلى طهران بناءً على استدعاء شخصي من شمخاني، ليقع مجددًا في قبضة الأمن الإيراني. وفي عام 2023، أعلنت إيران رسميًا إدانته بتهمة "التجسس لصالح جهاز أجنبي" و"الإفساد في الأرض"، ونفّذت حكم الإعدام بحقه في يناير من العام نفسه، رغم إنكاره المستمر وتأكيده أن اعترافاته انتُزعت تحت التعذيب. مسؤولون سابقون في الاستخبارات البريطانية أكدوا لاحقًا أن أكبري كان المصدر الرئيسي في فهم الغرب لطبيعة منشأة "فوردو"، التي شكلت حجر الزاوية في البرنامج النووي الإيراني السري لعقود، حتى لحظة انكشافها من الداخل.

فضيحة استخباراتية تهز أمريكا.. البنتاجون يكشف حقيقة الضربات على إيران ويضع ترامب في مأزق!!
فضيحة استخباراتية تهز أمريكا.. البنتاجون يكشف حقيقة الضربات على إيران ويضع ترامب في مأزق!!

اليمن الآن

timeمنذ 8 ساعات

  • اليمن الآن

فضيحة استخباراتية تهز أمريكا.. البنتاجون يكشف حقيقة الضربات على إيران ويضع ترامب في مأزق!!

أخبار وتقارير (الأول) وكالات: كشفت 4 مصادر، لشبكة CNN، عن تقييم استخباراتي أمريكي أولي خلص إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية على 3 منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل من المرجح أن تؤدي إلى تأخيره بضعة أشهر فقط. ووفقا لأحد المصادر، فإن هذا التقييم، الذي لم يُنشر سابقا، أعدته وكالة استخبارات الدفاع، الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع (البنتاغون)، يستند إلى تقييم لأضرار المعارك أجرته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في أعقاب الضربات. ولا يزال تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية مستمرًا، وقد يتغير مع توافر المزيد من المعلومات الاستخبارية. لكن النتائج الأولية تتعارض مع مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة بأن الضربات "دمرت تمامًا" منشآت التخصيب النووي الإيرانية. وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، الأحد، الماضي أيضا بأن طموحات إيران النووية "قد قُضي عليها". وأكد اثنان من المصادر المطلعة على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمر، وقال أحدهما إن أجهزة الطرد المركزي "سليمة" إلى حد كبير. وأضاف: "إذن، فإن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية هو أن الولايات المتحدة أخرتها بضعة أشهر على الأكثر". وأقر البيت الأبيض بوجود التقييم، لكنه أبدى عدم موافقته عليه. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، لـCNN في بيان: "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وصنف على أنه سري للغاية، ولكن مع ذلك سُرب إلى CNN من قِبل شخص مجهول، ضعيف المستوى، في مجتمع الاستخبارات". وأضافت: "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمةً مُحكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، ويعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط 14 قنبلة، وزنها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل". وأكد الجيش الأمريكي أن العملية سارت كما هو مُخطط لها، وأنها حققت "نجاحا باهرا". لا يزال من المبكر جدًا بالنسبة للولايات المتحدة تكوين صورة شاملة عن تأثير الضربات، ولم يصف أيٌّ من المصادر كيفية مُقارنة تقييم وكالة استخبارات الدفاع بآراء الوكالات الأخرى في مجتمع الاستخبارات. وتواصل الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك من داخل إيران، في إطار تقييمها للأضرار. وكانت إسرائيل تشن غارات على منشآت نووية إيرانية لأيام سبقت العملية العسكرية الأمريكية، لكنها زعمت حاجتها إلى قنابل أمريكية خارقة للتحصينات، وزنها 30 ألف رطل، لإنجاز المهمة. وبينما أسقطت قاذفات B-2الأمريكية أكثر من 12 قنبلة على منشأتين نوويتين، هما مصنع فوردو لتخصيب الوقود ومجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم، إلا أن هذه القنابل لم تُدمّر أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب في الموقعين بشكل كامل، وفقًا لأشخاص مطلعين على التقييم. وأضافت المصادر أن التأثير على المواقع الثلاثة - فوردو ونطنز وأصفهان - اقتصر إلى حد كبير على الهياكل فوق الأرض، والتي تضررت بشدة. ويشمل ذلك البنية التحتية للطاقة في المواقع وبعض المنشآت فوق الأرض المستخدمة لتحويل اليورانيوم إلى معادن لصنع القنابل. وقال هيغسيث لـ CNN : "بناءً على كل ما رأيناه - وقد رأيته أنا شخصياً – فإن القصف قضى على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، وأصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماماً لكل هدف، وعملت بكفاءة عالية، وتأثير تلك القنابل موجود تحت جبل من الأنقاض في إيران؛ لذا فإن أي شخص يدّعي أن القنابل لم تكن مدمرة إنما يحاول تقويض الرئيس ونجاح المهمة." والثلاثاء، كرّر ترامب اعتقاده بأن الضرر الناجم عن الضربات كان كبيراً، وقال: "أعتقد أنها دُمرت بالكامل"، مضيفا: "لقد أصاب الطيارون أهدافهم، لقد مُحيت تلك الأهداف، ويجب أن يُنسب الفضل للطيارين." وعندما سُئل عن إمكانية إعادة إيران بناء برنامجها النووي، أجاب ترامب: "هذا المكان تحت الصخور. هذا المكان مُدمر." وبينما كان ترامب وهيغسيث متفائلين بشأن نجاح الضربات، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، الأحد، إنه بينما لا يزال تقييم الأضرار جاريًا، سيكون "من السابق لأوانه" التعليق على ما إذا كانت إيران لا تزال تحتفظ ببعض القدرات النووية. واتفق جيفري لويس، خبير الأسلحة والأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذي راجع عن كثب صور الأقمار الصناعية لمواقع الضربات، مع التقييم القائل بأن الهجمات لا يبدو أنها أنهت البرنامج النووي الإيراني. وقال لويس، في إشارة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي أعلنه ترامب، الاثنين: "جاء وقف إطلاق النار دون أن تتمكن إسرائيل أو الولايات المتحدة من تدمير العديد من المنشآت النووية الرئيسية تحت الأرض، بما في ذلك بالقرب من نطنز وأصفهان وبارشين". وبارشين هو مجمع نووي منفصل بالقرب من طهران. وذكر: "يمكن أن تُشكل هذه المنشآت أساسًا لإعادة بناء البرنامج النووي الإيراني بسرعة". والثلاثاء، أُلغيت جلسات إحاطة سرية لمجلسي النواب والشيوخ بشأن العملية، ولم يتضح على الفور سبب تأجيلها. وقال النائب الديمقراطي بات رايان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) إن "ترامب ألغى للتو إحاطة سرية في مجلس النواب بشأن الضربات على إيران دون أي تفسير، السبب الحقيقي؟ يزعم أنه دمر "جميع المنشآت والقدرات النووية، ويعلم فريقه أنهم لا يستطيعون دعم ثرثرته وهراءه". وكما ذكرت CNN، لطالما طُرحت تساؤلات حول ما إذا كانت القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة"، قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، المدفونة في أعماق الأرض، تدميرًا كاملًا - وخاصةً في فوردو وأصفهان، أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران. ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ضربت منشأة أصفهان بصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصة بدلًا من قنبلة خارقة للتحصينات. ويرجع ذلك إلى أن القنبلة لن تنجح على الأرجح في اختراق الطبقات السفلى من منشأة أصفهان، المدفونة على عمق أكبر من فوردو، وفقًا لأحد المصادر. ووفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن إيران تحتفظ أيضًا بمنشآت نووية سرية لم تُستهدف في الضربة، ولا تزال عاملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store