logo
عودة الاستعمار القديم الجديد

عودة الاستعمار القديم الجديد

أخبارنامنذ 8 ساعات

بمجيئ ترامب في ولايته أولى وبعودته الثانية لرئاسة أقوى دولة، عاد العالم لمرحلة الاستعمار التقليدي المباشر، ومسح كل بنود الأعراف الديبلوماسية، وأدخل حرارة المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لثلاجة التاريخ بكل قراراتها حول القضايا الشائكة في العالم، وكان الفيتو الأمريكي كسيف "داموقليدس "مسلط على كل قرار يصدر من المنتظم الدولي ليرديه قتيلا. وهكذا وبعقلية السمسار العقاري صار ينظر للعالم على أساس أنه "مجال حيوي " تماما كما كان ينظر هتلر للعالم الذي وثقه في كتابه "كفاحي" والذي يرى فيه هذا الديكتاتور، الذي رماه التاريخ في مزبلته، أن من بين أهدافه هو إمكانية "منح الأمان مكان تحت الشمس"
فهذا المشهد لا يختلف عن المشهد الذي صرنا نعيشه بتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار العالمي بعد انشغال روسيا بحربها مع أوكرانيا لإثبات وجودها على الحدود الغربية المحاذية لأوروبا، وشعورها بالتهديد الأمريكي، والضغط على الصين المهتمة أساسا بالتفوق الاقتصادي بحكم اعتباره أنه أساس الصعود لقمة العالم والتحكم في السياسة الدولية ، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية والفكر السياسي المتقاسم بين الحزبين الحاكمين الجمهوري والديموقراطي ، والمخترقين من قبل القوى الاقتصادية التي تتحكم فيها جماعات الضغط اليهودية اليمينية ،استطاعت أن تؤسس قاعدة سياسية تقوم على الهيمنة العسكرية المباشرة ، للتوسع والاستثمار وخلق مجالات حيوية ، وما تصريحات " ترامب" الأخيرة حول "كري لاند" و"باناما " قناة السويس والمرور المجاني "وكندا" وأخيرا وليس أخيرا "غزة " إلا واحدة من خرجاته التي لن تقف هنا ، بل سنشهد في المرحلة هاته ما يمكن تسميتها بعودة الاستعمار المباشر ، بعد أن عشنا مرحلة الحرب الباردة خلال تواجد القطبية الثنائية ومرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي وصعود التنين الصيني الاقتصادي ومقارعته الزعامة الاقتصادية مرحليا مع الولايات المتحدة الأمريكية ،ثم جاءت مرحلة العولمة التي كانت عبارة عن استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية على الأسواق بعملة الدولار التي اكتسحت العالم مما دفع دول اسيا الى إقامة منظمة "البريكس "في محاولة لتقليل الأثر المالي لعملة الدولار الأمريكي واستبداله بوحدة نقدية تحفظ للدول المنضمة لهذا التجمع الاقتصادي على استقلالها الاقتصادي وفرض وجودها في السوق العالمي بعيدا عن الهيمنة الأمريكية .
ومعلوم أن العلاقات الدولية منذ الأزل كانت الحروب بين المجتمعات طابعها، فصارت تلك الحروب وسيلة من وسائل الحصول على الأهداف حينما تتعثر الدبلوماسية والمفاوضات للتوصل لتلك الأهداف ولتلك المصالح الوطنية التي تسعى الدول المتنازعة، الحصول اليها، لذا أصبحت البشرية في تواصلها بين الحرب والسلم تتأرجح العلاقات فيما بينها، والحروب كما يصنفها العسكريون والاستراتيجيون هي حرب باردة وساخنة، وشاملة ومدنية، وحروب عصابات، وحروب تقليدية وغير تقليدية. ونحن الأن نعيش صعود الحروب المباشرة على شاكلة الحروب التقليدية إلا أن هذه المرة هي حروبا متطورة حيث أن الذكاء الاصطناعي جعلها حروبا وراء الشاشة ومن خلال الأقمار الاصطناعية التي ترصد الإنسان ولو كان في جوف الأرض كما وقع لما تم اغتيال قادة حزب الله وحماس وقادة عسكريين إيرانيين، من قبل الكيان الصهيوني وبدعم تقني من الجيش الأمريكي والبريطاني. .
إن الحروب في ظل القطبية الواحدة دخلت مرحلة جديدة قديمة، جديدة بحكم الأسلحة المتطورة المستعملة، وقديمة بالسبل المتبعة لاندلاع تلك الحروب ما بعد الحرب الباردة، حيث تبدو أنها أصبحت حروبا تقليدية ضمن موجة استعمارية كلاسيكية تجد مرجعيتها في الزمن الغابر الذي سجله التاريخ بمداد الدم البشري ودمار لكل البنيات وخرق لكل القوانين الدولية والإنسانية. وبذلك يمكن القول إن عالمنا اليوم دخل مرحلة عبارة عن عودة التاريخ القريب الذي كان يحمل موجة الاستعمار الكلاسيكي بكل ما يكتنف ذلك من تقهقر البشرية وتدني القيم الإنسانية وسواد العنصرية والكراهية ، وهذا الاستعمار بالذات عاد بكل ما مضى مع تنقيحات تجعله أكثر تطورا من حيث دقة الفتك لأنه يستعمل الذكاء الاصطناعي وكل المعلومات للتدمير ولا شيء غير التدمير ، ويجد هذا الاستعمار الكلاسيكي ركيزته في الإيديولوجية الرأسمالية المتوحشة وغير العقلانية والمجردة من الأخلاق والمبادئ الإنسانية والتي تتبع غريزة حيوانية هدفها الأساس هو الاستغلال الذي تقوم به قوة سياسية لتراب وثروات ليست ملكا لها ولا تشكل جزءا من ترابها الوطني بل تقضمه من تراب دولة أخرى تعتبرها متخلفة اقتصاديا أو تكنولوجيا وحتى ثقافيا ،حسب منظورها ، وبالتالي فالاستعمار بصفة عامة وفق "فريديريك كوبر" هو بالأساس سببه " سياسة الاختلاف " أي أن عنصر الاختلاف في جميع الأصعدة ، بما فيها من نمط العيش، والاعتقاد الديني والفكري، التقاليد ، العرق، كل هذا يلعب دورا في تلك العملية التي تحرك الفكر الاستعماري ليندفع للبحث عن مستعمرات أينما كانت ، ألم تكن بريطانيا الإمبراطورية التي استعمرت تقريبا كل القارة الأسيوية وكندا وأستراليا وأجزاء من القارة الإفريقية وجزء كبير من الشرق الأوسط ،وكما وصفتها جريدة " كاليدونيان ميركوري" سنة 1821 بالإمبراطورية التي "لا تغيب عنها الشمس ،" واليوم هذا الدور ورثته الولايات المتحدة الأمريكية لأنها نتاج ذلك الفكر الاستعماري الذي لا يقيم وزنا للآخرين ولا يهتم بتقتيلهم وتعذيبهم وتشريدهم للوصول للهدف الاستراتيجي للقوة السياسية- الاقتصادية ، التي تسعى للهيمنة والسيطرة على خيرات البلد الضعيف عسكريا ،والملاحظ أن الدول المستعمرة(بكسر الميم) تقع في شمال الكرة الأرضية والدول المستعمرة (بفتح الميم)في جنوبها . لذا نجد اول المستعمرين تحت مسميات مختلفة (حماية، انتداب، وصاية إدارية، سيطرة مبشرة) هم من البيض ذوي الأصول الأوروبية وتعود أسلافهم إلى الشعوب الأصلية لأوروبا والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. وهذه الحملة الاستعمارية كانت في القرون الماضية سارية المفعول وبصفة واضحة ومعلنة بين الكيانات المجتمعية مما أدى الى حروب في مناطق متعددة وأبرزها الحربين العالميتين، وهكذا عرف العالم أفظع مظاهر القتل والإبادة الجماعية للبشر، استعملت فيها كل أنواع الأسلحة المتطورة آنذاك والمدمرة حسب التطور الزمني والتكنولوجي. الى درجة استعمال السلاح النووي المدمر للإنسان وكل كائن حي ، وها نحن أمام حروب إقليمية هنا وهناك قد تتوسع لباقي بقاع العالم لأن تاريخ الحروب عرف ظاهرة الحرب منذ القديم مما يمكن تفسير ذلك بأن الإنسان دوما كما قال الفيلسوف "طوماس هوبز" يمر من مرحلة الطبيعة الى مرحلة المدنية ، ومن مرحلة الخوف الى مرحلة الرغبة ، لذا فالإنسان يعتبر ذئبا لأخيه الإنسان كما يعتقد هذا الفيلسوف الإنجليزي ، في كتابه " التنين"
وهكذا لابد لفهم الإمبريالية والعنصرية كما يقول إدوارد سعيد فلا بد من فهم "نظام الفكر الغربي " هذا الفكر الذي يرتكز على "سياسة تقوم على التوسع في الأرض وشرعنته" وبالتالي فأن أسس تلك الفلسفة التي يقوم عليها هذا الفكر الغربي تعطي الضوء الأخضر للدول الإمبريالية الغربية الحق في تدمير المجتمعات "غير المتحضرة " ومن هنا تنطلق كل الأسس والمبررات التي تعفي العالم المتحضر" من المساءلة سواء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية محكمة العدل الدولية .
من هنا يمكن التقرير أن الدول الغربية تجد في كل مواقفها تجاه شعوب الجنوب المتخلفة تدخل ضمن "إنقاذهم من التخلف الشرقي " ومن هنا أيضا جاء كل هذا التحامل العنصري الذي يركب قاطرة العنصرية والكراهية في تبرير حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على يد كيان مركب من مجتمع خليط الأصول ولا يجمعه إلا الانتماء للفكر التلمودي المرتكز على الكراهية والعنصرية تجاه كل عنصر غير يهودي، والهادف الى التوسع في الشرق الأوسط ومحو آثار وجود هذا الشعب الذي يشهد له التاريخ أنه استقر على هذه الأرض ، وبالتالي لا يمكن اقتلاعه منها بحكم أن اليهود كانوا في هذه الأرض أيام مصر الفرعونية ،وعلى أساس هذا المنطق وجب تغيير كل خرائط العالم وفق هذا النهج ولا أحد لن يجد موقعه على هذه الأرض (غرابة التفكير ونذالته).
وعليه فبعودة "ترامب" دخل العالم في مرحلة جديدة سماتها زعزعة السلم العالمي واضطراب الأمن العام للدول، لأنه رجل يحمل ويختزل كل طموحات العنصرية والكراهية لغير العرق الأبيض، لكل المجموعات المنتشرة بأمريكا وأوروبا الغربية. وبذلك ستعرف السياسة الخارجية الأمريكية تغييرا عميقا وملحوظا في تناول الملفات الجيوسياسية العالمية وحل القضايا المستعصية في الشرق الأوسط وأوكرانيا والمواجهات الصينية الأمريكية وأيضا مستقبل اروبا الدفاعي وعضوية الولايات المتحدة الأمريكية في الحلف الأطلسي.
ففيما يخص قضية الشرق الأوسط الأساسية وهي قضية الشعب الفلسطيني، فالولايات المتحدة هي خليفة بريطانيا صاحبة فكرة توطين اليهود في فلسطين ووعد بلفور 1917. ومنذ ذلك الوقت توالت النكبات : 1948 وحرب 6 أيام التي هزمت فيها كل الجبهات العربية وأحراق المسجد الأقصى 1967 بعد كل هذا المسار التاريخي للصراع ، وضع العرب كل البيض في سلة أمريكا، فتوالت الرحلات المكوكية بين واشنطن والعواصم العربية بدون الحصول على شيء ، بل تم التراجع على كل المكتسبات . وهكذا استمرت الدبلوماسية الأمريكية هي البوابة الوحيدة التي ينتظر منها خروج حل يفك عقدة الصراع العربي الفلسطيني، إلا انه مع الاستنزاف الديبلوماسي الأمريكي وتخاذل الأنظمة العربية ، إذ أن هذه الأخيرة التي لم تر مصلحة لاستمراريتها في المواجهة ، تراجعت وابتعدت عن مواقفها التي كانت نسبيا ثابتة مثل الالتزام بإقامة دولة فلسطينية ، بعدما كانت راديكالية ،وكان مؤتمر الخرطوم حاسما وحازما في موقف الدول العربية بإعلان اللاءات الثلاث: "لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل " الى أن اصبح اليوم العرب يهرولون للتطبيع مع هذا الكيان بخطى حثيثة ، لأنه كما قال إدوارد سعيد المثقف المتبصر والذي كان مستشارا لعرفات ثم استقال لما وقف على أن العرب ومنظمة التحرير الفلسطينية تتجه نحو ما وصفه "بدمج منظور المستعمر(بكسرالميم) في ذات المستعمر(بفتح الميم) بحيث يصبح غير قادر على فعل أي شيء دون وصايته ودعمه" ويضيف ان امريكا اخترعت جملة " عملية السلام" ولم يكن هناك سلام بالشرق الأوسط بل استعمار دائم يتوسع باستمرار اتباع سياسة القضم قطعة تلو أخرى وعليه تم احتلال العراق وتقسيم اليمن والسودان ، وتدمير سوريا ولبنان وإشغال الشعوب الأخرى بمشاكل وقضايا هم في غنى عنها (المغرب والجزائر وقضية الصحراء مصر وقضية سد النهضة مع إثيوبيا ، السعودية واليمن)
لقد غيرت الولايات المتحدة وجه الصراع في الشرق الأوسط بحيث جعلته كله يتمحور حول بقاء إسرائيل في أمان وازدهار ، ولو أدى ذلك الى الإبادة الجماعية لشعوب المنطقة ، وها هي قدا بدأت بمحو ما تبقى من الشعب الفلسطيني بعد 76 عام من القتل الوحشي وتدمير كل ما هو إنساني في الإنسان بدون مراعاة لا للقوانين الدولية ولا لقرارات الأمم المتحدة التي أصبحت منظمة ملحقة للولايات المتحدة وتابعة لها وحتى لو اتخذت قرارا لا يراعي وجود إسرائيل فالنقض هو مصيره.وها هو لبنان تحت السيطرة الفعلية للإسرائيل دون احترام يذكر للاتفاق المبرم برعاية أمريكا وفرنسا ، كما أن سوريا وهي في بداية لململة وجودها بعد أكثر من 12 سنة من الدمار من قبل الأسد الذي جعل من سوريا مقبرة لشعب بكامله ، ها هو الكيان الصهيوني ينقض على هذه الثورة الفتية في مهدها لتبقى سوريا بلا دفاع عن سيادتها وعن كرامتها ويظل الشعب السوري يعيش في عصر بدائي تابع للهيمنة الإسرائيلية ، وهذا كله لم يشف غليل الكيان الحاقد والعنصري وعينه الإجرامية على ايران وتدمير محاولاتها لبناء اقتصادها وقدراتها الدفاعية ، لتكون إسرائيل لوحدها بالمنطقة الآمرة والناهية .
إزاء هذا الواقع السياسي الذي تشكل فيه أمريكا الدركي العالمي الوحيد بعدما خلى لها الجو العام بانشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، والصين، بتأني دبلوماسيتها وعدم الاجترار للاندفاع الأمريكي، حتى لا تعرض شعبها للحرب مدمرة يكفيها أن تواجه حرب التنمية والازدهار الاقتصادي لتتمكن من بعد الدخول في حلقة أخرى يمكن من خلالها مواجهة أمريكا إذا ما التحمت بها كثيرا.
إن العالم اليوم أصبح على صفيح ساخن اجتمعت فيه كل عوامل اندلاع حرب عالمية ثالثة، والتالي يكفي أن تشتعل شرارة أخرى هنا أو هناك ليدخل العالم بأسره في دمار لن يبقي ولا يذر، حرب لا تكون كباقي الحروب لأن الذكاء الاصطناعي سيكون حاضرا بقوة وبالتالي فالدول المتخلفة ستمحى من الكرة الأرضية وإن كانت دوما غير مرئية ولم تؤخذ بعين الاعتبار في حسابات القوى العالمية، إلا كضحية تنهب منها الثروات الطبيعية واستغلال شبابها كيد عاملة بأرخص الأجور. واستعمال أراضيها كقواعد عسكرية، تسلب منها سيادتها وهي متفتحة الأعين.
ألسنا اليوم أمام هجمة القوة الكبرى على الدول الضعيفة، ألا يسمى هذا استعمارا مباشرا في منطق الاستراتيجيين العسكريين الجدد؟ أم هو عودة للاستعمار الجديد القديم . .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرباط تحتضن اجتماعا دوليا رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين
الرباط تحتضن اجتماعا دوليا رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين

برلمان

timeمنذ 2 ساعات

  • برلمان

الرباط تحتضن اجتماعا دوليا رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين

الخط : A- A+ إستمع للمقال من المرتقب أن تحتضن عاصمة المملكة المغربية الرباط، غدا الثلاثاء 20 ماي الجاري، الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين حول موضوع 'استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة'. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن 'الاجتماع سينطلق صباح الغد على الساعة التاسعة صباحا بمشاركة أكثر من خمسين وفدا وعدة وزراء خارجية والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، لويجي دي مايو'. وأكد المنظمون، في ورقة تقديمية توصل موقع 'برلمان.كوم' بنسخة منها أن 'المملكة المغربية، ستستضيف بشراكة مع مملكة هولندا، الاجتماع الخامس للتحالف يوم 20 ماي 2025 بالرباط، ونظرا لسياق الوضع السياسي المعقد والموسوم بعدم الاستقرار الذي يشوب الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، سيتم تنظيمه تحت عنوان: 'استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة'. ويروم الاجتماع، 'وضع تقييم للحصيلة المسجلة لجهود السلام المنجزة وتثمين قصص النجاح واستخلاص سبل الاستفادة منها بهدف تحديد إجراءات عملية محددة زمنياً تدفع بالتقدم نحو حل الدولتين، مع التركيز بشكل خاص على بناء اقتصاد ومجتمع فلسطينيين يخدمان مصالح الشعب الفلسطيني'. كما يهدف هذا الاجتماع بالأساس، حسب المصدر نفسه، إلى 'اتخاذ خطوات عملية تصبو إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وبالأخص: تقييم أثر جهود السلام السابقة؛ إبراز قصص النجاح؛ تعزيز التعاون الدولي والإقليمي؛ مراجعة جهود الدعم السابقة لفائدة الاقتصاد الفلسطيني؛ وصياغة توصيات سياسية حول تدابير بناء الثقة وتعزيز الحوار الشامل، وتحديد أساليب مبتكرة'. وسيتوزع النقاش في الاجتماع على ثلاث جلسات موضوعية تتناول المجالات ذات الأولوية، مقسمة على جلسة أولى تناقش 'تقييم أثر مبادرات السلام السابقة'، وجلسة ثانية، حول تعزيز المؤسسات الفلسطينية والحكامة، فيما ستناقش الجلسة الثالثة 'الأسس الاقتصادية للسلام'. وأكد المصدر أن 'الاجتماع سيُنظم على شكل حوار ليوم واحد سيشارك فيه مسؤولون حكوميون وممثلون عن زهاء 50 دولة ومنظمة دولية وإقليمية ملتزمة بحل الدولتين من جهات مختلفة من العالم'. وأشارت الورقة التقديمية إلى أن 'التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين يوفر منصة دبلوماسية أساسية تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، إذ من خلال تعزيز التنسيق الوثيق بين الحكومات والمنظمات الدولية يسعى التحالف إلى بلورة الجهود الدبلوماسية الحالية والنجاحات المنجزة إلى خطوات ملموسة وحاسمة نحو تحقيق السلام'. وأضاف المصدر أنه 'تم إطلاق التحالف العالمي خلال اجتماع وزاري عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في 26 شتنبر 2024، من قبل مجموعة الاتصال المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التي تضم البحرين ومصر وإندونيسيا والأردن ونيجيريا وفلسطين والسعودية وقطر وتركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والنرويج.

جدل في واشنطن حول قبول ترامب طائرة فاخرة من قطر
جدل في واشنطن حول قبول ترامب طائرة فاخرة من قطر

كش 24

timeمنذ 2 ساعات

  • كش 24

جدل في واشنطن حول قبول ترامب طائرة فاخرة من قطر

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جولة في الشرق الأوسط ليواجه عاصفة من التساؤلات المتصاعدة حول مدى ملاءمة قراره بقبول طائرة فاخرة مقدمة من قطر بقيمة 400 مليون دولار. وقد منح الجمهوريون الرئيس مساحة واسعة للمناورة في قضايا متعددة منذ بداية ولايته، دعما لأجندته السياسية. لكن هذه المرة، لم يسارع كثيرون منهم إلى الدفاع عنه، بعد أن أعلن صراحة نيته قبول الطائرة كهدية. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لصحيفة "ذا هيل": "إنها تشتيت لا داعي له"، واصفا المزاج العام داخل مؤتمر الحزب تجاه الصفقة المحتملة. ويرى كثير من الجمهوريين أن هذه الهدية لن تكون مجانية فعليا، نظرا إلى أن تجهيز الطائرة لتكون آمنة ومناسبة للطيران الرئاسي سيستغرق وقتا طويلًا، ما يدفع بعضهم إلى الاعتقاد بأن ترامب قد لا يستخدمها أبدا قبل انتهاء ولايته. وكان ترامب قد عبر مرارا عن استيائه من التأخيرات والتكاليف الزائدة في مشروع استبدال الطائرة الرئاسية Air Force One القائم، والذي تنفذه شركة "بوينغ" عبر عقد حكومي لبناء طائرتين جديدتين للرئاسة الأمريكية. لكن المشروع لا يزال يواجه عقبات تعرقل إنجازه. وقد تصاعدت هذه الأزمة في نهاية الأسبوع الماضي، حين أكد ترامب استعداده لقبول طائرة فاخرة من طراز (Boeing 747-8 Jumbo) مقدمة من قطر كهدية تسلم لوزارة الدفاع، على أن تنقل لاحقا إلى مكتبته الرئاسية بعد انتهاء ولايته. وأشار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى أن تحويل الطائرة القطرية إلى طائرة رئاسية سيتطلب عملية معقدة للغاية لتفي بجميع المعايير الأمنية والفنية اللازمة. وأعربوا عن قلقهم من مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي ونقل أسرار الدولة على متن الطائرة. وقالت السيناتور سوزان كولينز: "هذه الهدية من قطر محفوفة بتحديات قانونية وأخلاقية وعملية، من بينها خطر التجسس. لا أعلم كيف يمكننا تفتيشها وتجهيزها بالشكل الكافي لمنع ذلك". وأضافت: "وبحلول الوقت الذي تجهز فيه الطائرة للاستخدام، قد تكون ولاية الرئيس قد شارفت على نهايتها. ولست مقتنعة أصلًا بوجود حاجة لهذه الطائرة من الأساس". كما لم تلق هذه المبادرة ترحيبا حتى من بعض أشد مؤيدي ترامب في مجلس الشيوخ. فقد أعرب السناتور ريك سكوت عن مخاوفه بشأن ارتباط قطر بدعم حركة "حماس"، مكررا أكثر من مرة أنه لا يرى وسيلة مضمونة لجعل الطائرة آمنة بما فيه الكفاية لاستخدام الرئيس. وفي السياق ذاته، أعرب السناتور تيد كروز عن قلقه من احتمالات التجسس، قائلا: "الطائرة تثير مشكلات كبيرة تتعلق بالتجسس والمراقبة"، مضيفا: "لست من محبي قطر، فلديها سجل مقلق في تمويل متطرفين دينيين يسعون لقتلنا، مثل حماس وحزب الله. وهذه مشكلة حقيقية". أما بعض المشرعين الآخرين، فاختاروا إما الامتناع عن التعليق أو الاكتفاء بالدعوة لاحترام القانون، مشيرين إلى أن الصفقة لم تكتمل بعد وما تزال "افتراضية".

إعلان أمريكي عن مكافأة مالية كبيرة مقابل معلومات عن 'حزب الله'
إعلان أمريكي عن مكافأة مالية كبيرة مقابل معلومات عن 'حزب الله'

كش 24

timeمنذ 3 ساعات

  • كش 24

إعلان أمريكي عن مكافأة مالية كبيرة مقابل معلومات عن 'حزب الله'

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تخصيص مكافأة قد تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الشبكات المالية لـ"حزب الله" في أمريكا الجنوبية. وكتب الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع للوزارة في منشور عبر منصة "إكس": "حزب الله يمارس أنشطته في مناطق بعيدة عن مقره في لبنان، بما في ذلك في أمريكا الجنوبية. إذا كانت لديك معلومات حول تهريب حزب الله أو غسيل الأموال أو أي آليات مالية أخرى في منطقة الحدود الثلاثية، يرجى الاتصال بنا. قد تكون مؤهلا للحصول على مكافأة والانتقال".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store