
13 حزيران 2025… هل هي آخر الحروب في المنطقة؟
كتب جان فغالي في' نداء الوطن': المعطى الجديد في هذه الحرب أن إيران تقاتل من دون 'ظهير إسنادي' (بحسب المصطلحات العسكرية)، فهي في الأساس خططت ليكون 'حزب الله' هو 'الفرقة السبَّاقة' لإشغال إسرائيل، تماماً كما حركة 'حماس' وبعض الميليشيات العراقية مثل 'كتائب حزب الله – العراق' و'عصائب أهل الحق' التي زار قائدها قيس خزعلي جنوب لبنان أكثر من مرة، بدعوة ورعاية من 'حزب الله' وتوعَّد بمهاجمة إسرائيل ، و'كتائب الإمام علي' و'سرايا السلام'، وهي الأقل تطرفاً بين سابقاتها.
هذه 'الفرق السبَّاقة' تعطَّلت قبل الساعة الصفر من 'الواقعة الكبرى' بدليل أن لا جبهة فُتِحَت مع إسرائيل، لا من جنوب لبنان ولا من غزة ولا من الميليشيات العراقية، وحتى المشاركة الحوثية لم تكن ذات فعالية.
وجدت إيران نفسها في عزلة، وهذا الوضع شبيه بوضع ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (ونهاية ألمانيا كانت الهزيمة أمام الحلفاء).
ومن عزلة إيران إلى 'حزب الله' المعزول الذي أبلغ إلى مَن يعنيهم الأمر أنه لن يدخل المعركة.
الميليشيات العراقية، بدورها، نأت بنفسها عن المشاركة.
انطلاقاً من كل هذه المعطيات، يتأكد أن إسرائيل خططت لهذه الحرب فيما إيران استعاضت عن التخطيط بالاكتفاء بالرهان على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لإسرائيل بشن الحرب، فتصرفت على هذا الأساس وبقيت تصعِّد كتغطية على موقفها، في المقابل باشرت إسرائيل العد العكسي لشن الحرب، وكان فجر الثالث عشر من حزيران بمثابة الساعة الصفر لانطلاق الحرب.
صوَّرت إسرائيل أنها تقاتل إيران، عن الجميع، لمنعها من إنتاج قنبلةٍ نووية تضع المنطقة على كف عفريت، فيما لم تنجح الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن برنامجها النووي، وفي الأساس لا 'يهضم' الغرب أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وهو ما رفضه أيام الشاه، فكيف سيقبل به أيام الجمهورية الإسلامية التي شعارها 'تصدير الثورة'، ولماذا لا يكون السلاح النووي منتَجاً للتصدير مع الثورة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 13 دقائق
- النهار
صباح "النهار": استنفار لبناني والحرب على إيران تعبث بالمنطقة... هل تغتال إسرائيل خامنئي؟
1- مانشيت "النهار": استنفار لبناني غير معلن لمنع الانزلاق... قلق فرنسي وباراك يحمل رسالة حازمة بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، بدا لبنان أسوة بدول المحيط وربما أكثر منها جميعاً في وضع شديد الترقب والحذر، الأمر الذي ترجمته إجراءات وخطوات أمنية وعسكرية نفذها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية أشبه ما تكون استنفاراً غير معلن تحسباً لأي اختراقات من شأنها أن تورط لبنان في تداعيات الحرب. وإذا كانت الأيام المنصرمة وفّرت عاملاً مشجعاً على التزام "حزب الله" عدم التورط والانزلاق في مغامرة خطيرة جديدة من شأنها استدراج رد إسرائيلي واسع ومدمّر مجدداً على لبنان، فإن الوقائع المتصلة بلبنان في عز تصاعد المواجهة التي تحولت حرباً مفتوحة يصعب التكهّن بإطارها الزمني كما بنتائجها الاستراتيجية، وتشير إلى أن لبنان صار الآن من الزاوية الأمنية العسكرية الداخلية كما من منظار ديبلوماسي خارجي تحت اختبار صارم للنأي بنفسه عن منزلقات هذه الحرب بأي شكل من الأشكال الميدانية، بما يبقي باب الترقب الحذر مفتوحاً على الغارب. للمزيد اضغط هنا. 2-بالفيديو- تُزوّد أوروبا بالنفط... إيران تستهدف مصفاة حيفا للطاقة بصواريخ باليستية في هجوم واسع النطاق فجر اليوم الاثنين على إسرائيل، أطلقت إيران ما لا يقل عن 100 صاروخ على مدينتَي تل أبيب وحيفا، استهدفت بعضها محطة للطاقة قُرب ميناء حيفا. وأعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أنّه تم رصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا في إسرائيل بعد هجوم إيراني بالصواريخ الباليستية على البنية التحتية للميناء. للمزيد اضغط هنا. 3- صاروخ إيراني يدمّر ملاجئ في إسرائيل... وأضرار كبيرة (صور) ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الإثنين أن صاروخاً إيرانياً تسبّب في تدمير ملاجئ في بتاح تكفا وسط إسرائيل. ولفتت إلى أن "الجبهة الداخلية تحقّق في حادث خطير وقع داخل غرفة محصّنة" في المنطقة. للمزيد اضغط هنا. 4- خوف من التطوّرات... خليجيون غادروا لبنان واستئجار بيوت خارج الضاحية! عُلم أنّ أعداداً من الخليجيين غادروا منازلهم في بعض قرى وبلدات الجبل، برّاً إلى سوريا وعبر الأردن بعد توقّف شركات طيران من التوجه الى بيروت، فيما شهدت قرى وبلدات كثيرة إقبالاً كبيراً على طلب البيوت من قبل بعض العائلات في الضاحية الجنوبية، خوفاً من أي تطورات مرتقبة. للمزيد اضغط هنا. 5- الذهب عند أع لى مستوى في شهرين مع تصاعد الحرب بالشرق الأوسط... كم بلغ؟ ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين في ظل لجوء المستثمرين للملاذات الآمنة بعد أن أثار تصاعد الهجمات بين إسرائيل وإيران المخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً. زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 3447.07 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 0021 بتوقيت غرينتش بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 22 نيسان / أبريل في وقت سابق من الجلسة. للمزيد اضغط هنا. اخترنا لكم من مقالات "النهار" لهذا اليوم: كتب نبيل بومنصف: نحن السابقون... كفى انتحاراً؟ بالمعنى الحرفي، حربياً ورمزياً، باتت الأيام الثلاثة المنصرمة من الحرب الإسرائيلية – الإيرانية تشكل النسخة المكبّرة الثانية عن الطبعة الأولى من حرب التصفية التي تولتها إسرائيل ضد "حزب الله" على كل المستويات القيادية والكوادر والعناصر متزامنة مع الحرب التدميرية الواسعة. للمزيد اضغط هنا. وكتب إبراهيم حيدر: حرب إسرائيل على إيران تعبث بالمنطقة... أخطار على لبنان و"حزب الله" مقيّد؟ بدأت الحرب الإسرئيلية- الإيرانية تتخذ أبعاداً أخرى وتنذر بمواجهة مفتوحة في المنطقة. فقبل أكثر من سنة، لم يكن بمقدور إسرائيل تنفيذ ضربات مثل هجومها الذي طال كل البنية الإيرانية وعصب النظام. ذلك أن إيران عند طوفان الأقصى كانت لديها مساحات سيطرة وأذرع وتقود محورا يمكنه إشغال إسرائيل والقتال ضدها، وهي تضع سيناريواتها المتقدمة دفاعاً عن برنامجها النووي. اليوم ومع الحرب الإسرائيلية تقاتل إيران بعدما وصل الأمر إلى بيتها، إذ بات النظام نفسه مهدداً ويدافع عن وجوده. للمزيد اضغط هنا. وكتب جاد فياض: هل تغتال إسرائيل خامنئي ويسقط النظام الإيراني؟ يتصدّر السؤال عن احتمالات تغيير النظام الإيراني واغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي الاهتمامات؛ فهل تُفضي العملية الإسرائيلية التاريخية إلى تغيير واقع إيران السياسي؟ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى هذه القضية، ووعد الإيرانيين بـ"تحقيق حريتهم"، في حين اعتبر مسؤول إسرائيلي خلال حديثه لـ"وول ستريت جورنال" أن اغتيال خامنئي "ليس خارج حدود" إسرائيل. للمزيد اضغط هنا. دخان الغارات الإسرائيلية يتصاعد في إيران (أ ف ب). وكتب حسين جرادي: السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة لـ"النهار": إسرائيل تُفجّر المنطقة لمنع أيّ أفق لحلّ الدولتين حثّ السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الدول التي كانت تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر حلّ الدولتين الذي تم تأجيله بسبب الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، على القيام بهذه الخطوة بصرف النظر عن التأجيل. وأمل منصور خلال حديث لـ"النهار" في أن لا تؤثر الحرب الجارية على جهود الدفع بمسار حلّ الدولتين، محمّلاً "القيادة المتطرفة" في إسرائيل مسؤولية إجهاض أي مسعى نحو أفق سياسي للحلّ، عبر "تفجير المنطقة". للمزيد اضغط هنا. وكتب يوسف بدر: نتنياهو وخطاب المُخَلِّص إسرائيل لا يمكن اختزالها في شخص بنيامين نتنياهو وكذلك إيران لا تنحصر في علي خامنئي، فإن كان كلاهما يسعى لاجتثاث الآخر، فإن هذا لن ينهي مآسي منطقتنا بسقوط إيران، بل بتحقيق التوازن أولاً، وهو ما ترجمه الشاه الإيراني محمد رضا الذي ساند الرئيس المصري، السادات، في حربه مع إسرائيل عام 1973، رغم العلاقة القويّة التي كانت تجمع طهران بتل أبيب آنذاك! للمزيد اضغط هنا. قصف صاروخي (أ ف ب). وكتب حسن المصطفى: "رابطة العالم الإسلامي"... أبعدُ من مجرد إدانة للهجمات الإسرائيلية! الضربة العسكرية الإسرائيلية تجاه إيران كانت محل شجبِ "رابطة العالم الإسلامي"، التي أصدرت بياناً يوم 13حزيران/ يونيو الجاري، أدانت فيه "الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق "البيان" الذي أشارت فيه "إلى خطورة انتهاك سيادة الدول والقانون الدولي وتداعيات ذلك على السلم والأمن الدوليين". للمزيد اضغط هنا.


تيار اورغ
منذ ساعة واحدة
- تيار اورغ
«الأسد الصاعد»: مواجهة إيران تمهيداً للصدام المحتوم مع الصين
د. إسحاق أندكيان - بعد انطلاق عملية «الأسد الصاعد» الإسرائيلية ضدّ إيران صباح الجمعة، بات من الواضح أنّ الصراع الصيني-الأميركي بات على قاب قوسَين أو أدنى. واعتمدت الولايات المتحدة الأميركية سياسة قطع أذرع إيران (الأخطبوط الصغير) تمهيداً لقطع أذرع الصين (الأخطبوط الكبير). فنتنياهو يحذّر من البرنامج النووي الإيراني وقدرة الأخيرة على امتلاك السلاح النووي منذ العام 2012، عندما ألقى خطابه الشهير في الهيئة العامة للأمم المتّحدة، ورسم خطّاً أحمر على صورة القنبلة التي أبرزها خلال الاجتماع عند حدّ تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، واعتبر أنّه لا يجوز لإيران تجاوزها، لأنّها النسبة التي تتيح لأي دولة إنتاج سلاح نوويّ. هذا الكابوس المسمّى "برنامج إيران النووي" شكّل المدماك الأساس للأمن القومي الإسرائيلي، إذ سعت إسرائيل إلى تعطيله أو تأجيل مفاعيله من خلال خطوات عدة منها اغتيال العلماء النوويِّين الإيرانيِّين، الهجوم السيبراني على المحطات النووية الإيرانية، حثّ الولايات المتحدة الأميركية على فرض عقوبات إقتصادية تعوق المسار الإيراني للإستحواذ على قدرة إنتاج السلاح النووي، ومعارضة الإتفاق النووي بين أميركا وإيران (خطة العمل الشاملة المشتركة) أيام الرئيس أوباما، بعدما وصفه بـ"خطأ تاريخي"، وصولاً إلى حدّ إعطاء الضوء الأخضر للموساد لشنّ عملية استخباراتية معقّدة عام 2018، قضت بتسلّل عملاء إلى مستودع سرّي في منطقة كهريزك في جنوب طهران، وسرقة 100 ألف وثيقة، بما في ذلك السجلّات الورقية وملفات الكمبيوتر، التي توثق عمل الأسلحة النووية في مشروع AMAD الإيراني بين عامَي 1999 و2003. إذاً، شكّل ملف البرنامج النووي الإيراني حالة قلق شديد لدى إسرائيل، لدرجة اعتباره خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي وَجبَ القضاء عليه، كما فعلت إسرائيل سابقاً مع المفاعل النووي قَيد الإنشاء في العراق عام 1981 والمفاعل النووي السوري قَيد الإنشاء في الكِبَر - دير الزور عام 2007.عاشت إسرائيل هاجس استحواذ إيران على إمكانية إنتاج السلاح النووي، وتحيّنت الفرصة للإنقضاض على المشروع النووي الإيراني، إلى أن وقعت أحداث 7 تشرين الأول 2023.فأحداث 7 تشرين الأول 2023 في غزة أفاقت المارد من القمقم. وتدخُّل وكلاء إيران في المنطقة لإسناد غزة جعل منهم أهدافاً استراتيجية لإسرائيل وأميركا، فسعت كلّ منهما إلى قطع أذرع الأخطبوط الإيراني لتسهّل هذه العملية السيطرة على رأس الأخطبوط. بالتالي، شكّلت عملية "البيجر" الخطوة الأولى تجاه قطع الذراع الإيرانية الأقوى في الشرق الأوسط، واستتبعتها بعمليات اغتيالات لأمينَين عامَّين وقادة "حزب الله" كخطوات عمليّة لإضعاف الدور العسكري والتخفيف من الخطر الأمني لـ"محور المقاومة" على إسرائيل. أمّا محاولة قطع الذراع الثانية والثالثة للأخطبوط الإيراني، فتمثّلت بالحرب على الحوثيِّين في اليمن والحرب على الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران على التوالي. طبعاً، قطع الأذرع الإيرانية الـ 4 ("حماس" في غزة، "حزب الله" في لبنان، الحوثيّون في اليمن، والحشد الشعبي في العراق)، مهّد الطريق للوصول إلى جسم ورأس الأخطبوط الإيراني، لأنّ الأخيرة فقدت أدوات الردع. وما سرّع الهجوم الإسرائيلي المباغت هو وصول المفاوضات الأميركية-الإيرانية حول الملف النووي الإيراني إلى حائط مسدود، على رغم من أنّ الأنظار كانت شاخصة لما ستؤول إليه مباحثات، أمس الأحد بين الطرفَين في سلطنة عمان.وأعطى الرئيس ترامب تلميحات عن قرب حدوث شيء ما، ليَكسر الجمود في المفاوضات النووية، عندما عبّر عن استيائه من طريقة سَير المفاوضات، واستتبعها بمواقف سلبية من المفاوضات تشير إلى تشكيكه بالتوصّل إلى اتفاق مع إيران في وقت قريب. عادةً ما تستخدم الولايات المتحدة سياسة العصا والجزرة في سياساتها الخارجية المتعلّقة بأمنها القومي، فتلوّح بالعصا لخصمها لتدفعه بقبول شروطها، لأنّ رفض القبول سيقابله عقاب وخيم من ناحية، ومن ناحية أخرى تلوّح بالجزرة أي بالمنافع التي سيتمتّع بها الخصم لو قبل بالشروط الأميركية. لكن بالعودة إلى عملية "الأسد الصاعد"، يبدو جلياً أنّ الولايات المتحدة استخدمت سياسية العصا والعصا، بمعنى أنّها أعطت إيران خيارين لا ثالث لهما وأحلاهما مرّ، لأنّها لو قبلت بالشروط الأميركية للاتفاق النووي فذلك لن يكون لمصلحة إيران من وجهة نظر الأخيرة، أمّا لو أنّها لم تقبل الشروط فتنتظرها ضربة قوية بالعصا الأميركية، أي إسرائيل، كما حصل من خلال عملية "الأسد الصاعد". بالنسبة إلى الرئيس ترامب، تشكّل عملية "الأسد الصاعد" ورقة ضغط قوية على إيران لإجبارها على تقديم تنازلات في المفاوضات والقبول بالشروط الأميركية، لأنّ البديل هو المزيد من العصي. هذا الموقف بدا جلياً عندما صرّح الرئيس ترامب يوم الجمعة بُعَيدَ بدء عملية "الأسد الصاعد"، أنّه اطّلع على الهجمات مسبقاً، وأنّ الولايات المتحدة ليست متورّطة عسكرياً، وأمِلَ أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات. تصريح الرئيس ترامب يحاول إبعاد أميركا عن عَين العاصفة وحصر مسؤولية العملية بإسرائيل. فكما لإيران وكلاء أو أذرع، كذلك لأميركا "حلفاء" في المنطقة، مع فارق واضح أنّ إيران تخلّت عن أذرعها وتبرّت منهم عندما كانوا بحاجة إلى دعمها، في حين أنّ أميركا دعمت حليفتها (التي يعتبرها كثيرون من ساسة أميركا بمثابة الولاية الأميركية الـ51) بتأمين الأسلحة والذخائر والدعم المادي والعسكري والاستخباراتي، واتخاذ خطوات عسكرية وأمنية وديبلوماسية إحترازية، في حال قرّرت إيران الردّ عسكرياً على إسرائيل. إذاً، تريد الولايات المتحدة أن تُنهي مسألة الملف النووي الإيراني، والتهديد الذي يفرضه على مستقبل الأمن القومي الإسرائيلي، لتتفضّى لمواجهة الصين والنموّ الاقتصادي المتصاعد للأخيرة، إذ بات يشكّل تهديداً مباشراً للمكانة الأميركية كقطب سياسي وأمني وإقتصادي أوحد في العالم. فالصين باتت تحتلّ المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة للناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة الأولى بتعادل القدرة الشرائية (PPP)، وتُعتبَر أكبر مصدّر صناعي في العالم. كما باتت تتفوّق في عدّة مجالات على الولايات المتحدة، منها على سبيل المثال لا الحصر الطاقة النظيفة، إنتاج الرقائق الإلكترونية، إنتاج السيارات الكهربائية والذكاء الإصطناعي، التي تشكّل بمجملها وسائل ومجالات للحروب غير النظامية (irregular warfare) بينهما. هذا بالإضافة إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تشبه حبل المشنقة الملتفّ حول العنق الاقتصادي لأميركا. إذا ما عدنا للتاريخ، نجد أنّ الحرب البيلوبونيسية (Peloponnesian War) بين أثينا وإسبرطة كانت حتمية، وقد وقعت بالفعل بسبب "نمو القوة الأثينية والخوف الذي أحدثه ذلك في إسبرطة". كذلك الأمر في أوروبا الوسطى، كان هناك خوف ألماني من أن يؤدّي تفكّك إمبراطورية هابسبورغ إلى تعزيز هائل للقوة الروسية - قوة أصبحت بالفعل هائلة - فوضعت الصناعات والسكك الحديد المموّلة من فرنسا، القوى العاملة الروسية في خدمة آلتها العسكرية. وفي أوروبا الغربية، كان هناك خوف بريطاني تقليدي من أن تُرسي ألمانيا هيمنة على أوروبا، التي - حتى أكثر من هيمنة نابليون - ستُعرّض أمن بريطانيا وممتلكاتها إلى الخطر، وهو خوف غذّاه إدراك وجود تصميم واسع النطاق داخل ألمانيا على تحقيق مكانة عالمية. بالعودة إلى التوترات بين الصين والولايات المتحدة، نجد أنّ النمو الاقتصادي الصاروخي للصين، وتفوّقها في مجالات عدة متعلّقة بالحروب غير النظامية، يُثير الريبة والخوف لدى الأميركيّين بحتمية الصدام بينهما. هذا بالإضافة إلى ما يروّج له بعض المفكّرين السياسيّين والفلاسفة الأميركيّين كجون مرشهايمر، حول حتمية التصادم الصيني الأميركي إنطلاقاً من نظرية الواقعية الهجومية (Offensive Realism)، ومفادها أنّ النظام الدولي لا يسمح بنهوض قوة عظمى من دون صدام مع القوة المهيمنة. وغراهام أليسون الذي طرح مفهوم "مصيدة ثيوسيديديس" بالإستناد على الحرب البيلوبونيسية التي ذكرتها أعلاه، وروبرت كابلان. إذاً، ما ورد أعلاه يتقاطع مع ما أعلنه الرئيس الصيني في مناسبات عدة من جهوزية الجيش الشعبي الصيني لغزو جزيرة تايوان بحلول عام 2027، أي عمليّاً بعد قرابة عامَين. فهل تشكّل عمليّة "الأسد الصاعد" ترتيباً للأوراق الأميركية في الشرق الأوسط من خلال "إنهاء" التهديد النووي الإيراني لإسرائيل وتمهيداً للتحضير لمواجهة الصين التي تبدو حتمية في عام 2027؟

المدن
منذ 2 ساعات
- المدن
غرافيتي ورسائل صوتية: إيرانيون يحلمون بتغيير النظام...ويحيون "العم نتنياهو"
انتشرت صور من مدن إيرانية في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر رسوماً وغرافيتي على الجدران، تحيي إسرائيل على عمليتها العسكرية ضد إيران التي بدأت قبل أيام بعد سنوات من الحرب بالوكالة بين العدوين اللدودين. وهو ما استغلّه وأعاد نشره معلّقون ومستخدمون إسرائيليون في السوشال ميديا. والصور التي أعادت وسائل إعلام نشرها، حملت رسائل إما تشكر إسرائيل على الضربات ضد النظام الإيراني، أو تتمنى سقوط النظام الإيراني، أو تتنبأ بأن الأوان قد آن للتغيير الجذري المرتقب في إيران بعد سنوات من الثورات الشعبية والاحتجاجات التي قوبلت بالقمع والقوة العسكرية. وذلك في حين تتصدر إيران عموماً، إلى جانب دول أخرى مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية، المؤشرات العالمية في قتل الصحافيين وسجنهم إلى جانب الإعدامات التي تلاحق الناس طبعاً بتهم مختلفة. Graffiti in — IRANIAN MEME FORCES (@sano_polo) ولسنوات، عانى النظام الإيراني الذي يقوده رجال الدين المتشددون منذ العام 1979، ثورات شعبية وتوترات داخلية تطالب بالإصلاح والتغيير والحياة المدنية، كان آخرها وأكبرها العام 2022 بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق إثر اعتقالها بتهمة ارتداء الحجاب بشكل فضفاض للغاية، ما فجر احتجاجات عارمة، كانت تتكرر من حين إلى آخر طوال عقود في الواقع، وتأخذ شكل اعتصامات مدنية وإضرابات عن العمل ومواجهات مع الشرطة ومظاهرات حاشدة في الشوارع وتحدٍّ لرجال الدين. وكان هناك جدال مستمر في وسائل الإعلام العالمية حول تزعزع النظام الإيراني من الداخل، من ناحية الفجوة بين قيادته ونخبته الحاكمة المتمتعة بالثروة والنفوذ، وبين الشعب الإيراني الذي يتوق للحرية، خصوصاً النساء والشباب الأصغر سناً، في حين يتم نشر الأفكار الدينية المتشددة للسيطرة على الفئات الأكثر محافظة بين الإيرانيين. وظهر ذلك بشكل توترات اجتماعية واقتصادية في قضايا مثل الحجاب ومراقبة النساء والفقر والأسعار ونشاطات إيران العسكرية في الخارج مثل دعم نظام بشار الأسد في سوريا سابقاً أو "حزب الله" في لبنان. Graffiti on the walls in Tehran, Iran — Jackson Heggy (@JacksonHeggy) والصور الأخيرة في إيران، في نظر كثر من المواطنين في الداخل والخارج، ليست خيانة، ولا استجداء بالعدو الخارجي على حساب شركاء الوطن، بل يرون أنها تدل على أن الشعوب التي تعيش في ظل أنظمة ديكتاتورية ترى في تلك الأنظمة عدواً أكبر من أي عدو خارجي، حيث يتم توجيه الجيش والقوى الأمنية لقمع الناس والأفراد، لا لحمايتهم. وهو ما يظهر في النموذج الإيراني، كما في نموذج بشار الأسد في سوريا، وغيرها من الأنظمة الشمولية التي قد تختلف في الطبيعة الأيديولوجية وتتشارك في طبيعة الممارسات القمعية. ورغم أن الغرافيتي يبقى محدوداً في عدد من الرسوم ضمن مدن كبرى، وتحديداً طهران، بشكل يجعل منه حالات فردية، إلا أنه في الواقع يعبر عن طيف أوسع من الاستياء ضد النظام الإيراني منذ عقود بين الإيرانيين الحالمين بحياة مدنية بعيدة من التشدد والعسكرة، بشكل لا يمكن إنكاره وقد يصل عند بعض الأفراد إلى حد الاستنجاد بالعدو الخارجي من أجل الخلاص، مهما قوبل ذلك السلوك بفكرة التخوين، وبعدما ارتطمت الاحاجاجات الإيرانية بحائط القمع الصلد. علماً أن هذا المشهد تبدّى أيضاً في دول أخرى مثل سوريا التي طالب شعبها يطالب في مظاهراته السلمية منذ العام 2011 ضد نظام الأسد، بالحماية الدولية والتدخل الدولي، Graffiti literally in Iran, the Iranians WANT Israel to do what they're doing. I find it MAD how you're then like "Israel shouldn't be doing this" and you're condemning them, IT'S MAD!!!! — Bjørn Skarpokse (@AshleyCorbett13) والغرافيتي الإيراني على محدوديته، استكمل وعمل النظام الإيراني خصوصاً بعد العام 2022 وقضية مهسا أميني، على خلق شعور وهمي بوجود التفاف شعبي حوله، وهو ما ظهر في لكن ذلك كان مجرد خطاب مناقض للواقع، حيث تعيش الدولة الإيرانية أزمة هوية، بسبب انقسام في الرؤى حول طبيعة البلاد، بين شعب يرى معظمه أنه وريث للحضارة الفارسية العريقة وكان حليفاً للغرب بعد الحرب العالمية الثانية، وبين دولة دينية إسلامية شيعية تسعى إلى نشر ولاية الفقيه في عموم الشرق الأوسط منذ الثورة الإسلامية التي كانت حدثاً استثنائياً غيّر شكل الشرق الأوسط في الواقع بتبنيه فكرة ولاية الفقيه كأيديولوجيا تتخطى الحدود القومية والجغرافية، ما أدى لتصاعد مضاد في الحركات الإسلامية السنّية في عموم المنطقة، وأفضى إلى صراع أوسع حول مفهوم الهوية والانتماء، بشكل كان حاضراً بعد الربيع العربي، خصوصاً في دول تفككت وعانت الحروب مثل سوريا واليمن. ومع الشد والجذب حول هوية الدولة الدينية من عدمها، حاولت طهران تقديم رموز جديدة للهوية الوطنية، مثل قاسم سليماني، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني الذي اغتالته الولايات المتحدة في ضربة جوية في العراق العام 2020. لكن رمزية سليماني لم تحقق نجاحاً حقيقياً رغم تقديمه كرجل مكافح عصامي شق طريقه من الفقر والتهميش نحو القيادة والمجد في دولة تعطي الفرص للمخلصين والأوفياء، ولم تنجح God bless the good people of Iran, who want peace and understand that our war is not against them, but the regime—the number one state sponsor of terrorism in the world. —graffiti in — Ron Cantor (@RonSCantor) وأفضى ذلك خلال السنوات الخمس الماضية إلى تصاعد في الدعاية الرسمية التي تمجد القيادات العسكرية، بشكل مختلف عن العقود السابقة عندما حرصت طهران على إبقاء القيادات العسكرية في الظل خوفاً من تصاعد شعبيتهم أو محاولة الانقلاب على حكم الملالي ورجال الدين الذين كانوا يتصدرون المشهد العام. فبعد عقود من الثورة الإسلامية التي أوصلت الملالي للسلطة العام 1979، تكافح طهران من أجل كسب قضيتها الثورية لدى فئة الشباب المقهورين بالفساد الداخلي والفقر والقمع، لكن ذلك لم يُترجم إلى نجاح ملموس، حيث تظهر رسوم الغرافيتي والرسائل الصوتية اليوم، فرحاً باستهداف تلك الشخصيات العسكرية تحديداً. Graffiti in Iran: Smells like collapse. — Habib Khan (@HabibKhanT) وقال أحد الإيرانيين في الداخل عبر رسالة صوتية: "أردت أن أشكر إسرائيل والعم نتنياهو على ما فعلوه الليلة، وأقول لمسؤولي النظام الإيراني: أنتم لا شيء. تدّعون أنكم قوة في المنطقة، لكن ثلاثة من كبار قادتكم قُتلوا في هجوم واحد". وأضافت متابعة أخرى: "أريد أن يخرج الإيرانيون إلى الشوارع للاحتجاج، ويتحدوا معاً ليطيحوا هذا النظام المتعطش للدماء".