logo
أخبار العالم : العالم يزداد حرارة، هل تؤثر موجات الحر على أدمغة البشر؟

أخبار العالم : العالم يزداد حرارة، هل تؤثر موجات الحر على أدمغة البشر؟

الأحد 3 أغسطس 2025 03:00 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
الحرارة العالية تؤثر على الحاجز الذي يحمي الدماغ ما يجعله أكثر هشاشة وقابلية للاختراق
Article Information
يزداد العالم حرارة بسبب موجات الحر الشديدة الناتجة عن التغير المناخي، مما يدفع العلماء للتسابق من أجل فهم تأثير ارتفاع الحرارة على قدرات أدمغتنا البشرية.
لم يكد الرضيع جيك أتمّ شهره الخامس، حتى أُصيب بأول نوبة صرع كبرى، حيث تيبس جسده الصغير ثم أخذ يرتعش بسرعة. تقول والدته، ستيفاني سميث: "كان الجو حاراً جداً، وبالتالي ارتفعت درجة حرارته، ثم رأينا ما اعتقدنا أنه أفظع شيء سنراه على الإطلاق". "لكن للأسف، كان هناك ما هو أكثر من هذا."
بدأت نوبات الصرع تزداد في الطقس الحار. وفي أيام الصيف الخانقة والرطبة، كانت عائلة جيك تلجأ إلى استخدام كل أساليب التبريد الممكنة، وتصارع بشراسة للسيطرة على هذه النوبات.
خضع جيك لاختبار جيني في سن 18 شهراً، وشخّص الأطباء حالته بأنها متلازمة درافيت، وهي حالة عصبية تتضمن شكلاً من أشكال الصرع، وتصيب طفلاً واحداً من كل 15 ألف طفل تقريباً.
غالباً ما يصاحب هذه الحالة نوبات إعاقة ذهنية ومجموعة أمراض مثل التوحد واضطراب فرط الحركة وضعف الانتباه، بالإضافة إلى صعوبات في الكلام والحركة وتناول الطعام وحتى النوم. ويمكن أن تحدث النوبات بسبب ارتفاع الحرارة والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة.
يبلغ جيك الآن من العمر 13 عاماً، وتوضح والدته أنه عانى من نوبات كثيرة لا تحصى مع تغير الطقس، وتقول ستيفاني: "ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وموجات الحر تزيد من عبء التعايش مع هذه الحالة المدمرة أصلاً".
وتعد متلازمة درافيت واحدة من أمراض عصبية عديدة تزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة، كما يقول سانجاي سيسوديا، من كلية لندن الجامعية، وهو رائد في مجال تأثير تغير المناخ على الدماغ وطبيب أعصاب متخصص في الصرع، وسمع الكثير من عائلات المرضى عن تزايد المشاكل خلال موجات الحر.
يقول سيسوديا: "تساءلت في نفسي، بالطبع، لماذا لا يؤثر تغير المناخ أيضاً على الدماغ؟ ففي النهاية، هناك العديد من العمليات في الدماغ مرتبطة بكيفية تعامل الجسم مع الحرارة."
أثناء بحثه في المراجع العلمية، اكتشف مجموعة من الحالات العصبية التي تتفاقم مع ارتفاع الحرارة والرطوبة، منها الصرع، السكتة الدماغية، التهاب الدماغ، التصلب اللويحي، والصداع النصفي، وغيرها. كما اكتشف أن آثار تغير المناخ على أدمغتنا أصبحت واضحة بالفعل.
على سبيل المثال، خلال موجة الحر الأوروبية عام 2003، جاءت 7 في المئة من الوفيات الزائدة بسبب مشاكل عصبية مباشرة. وتم رصد أرقام مماثلة خلال موجة الحر في بريطانيا عام 2022.
كما أن الحرارة يمكن أن تغير أيضاً الطرق التي تعمل بها أدمغتنا، مما يجعلنا أكثر عنفاً وغضباً واكتئاباً.
والسؤال الآن، في ظل ارتفاع درجة حرارة العالم بسبب تغير المناخ، ما هو التأثير المتوقع للحرارة على أدمغتنا؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
موجات الحر الشديد تؤدي إلى تغيرات في السلوك والمزاج، وغالباً ما يؤدي إلى تفاقم الحالات العصبية
نادراً ما ترتفع درجة حرارة الدماغ البشري بمقدار درجة مئوية واحدة في المتوسط عن درجة حرارة الجسم الأساسية. لكن نظراً لكونه من أكثر أعضاء الجسم استهلاكاً للطاقة، فإن الدماغ يُنتج قدراً من الحرارة الذاتية (يسخن الدماغ ذاتياً)، عندما نقوم بعمليات التفكير والتذكر ونتفاعل مع العالم من حولنا.
هذا يعني أن أجسامنا تبذل جهداً كبيراً للحفاظ على برودتها، وهو ما يقوم به الدم خلال دورته عبر شبكة من الأوعية الدموية من أجل الحفاظ على درجة الحرارة، وكذلك التخلص من الحرارة الزائدة.
هذا ضروري لأن خلايا دماغنا حساسة جداً للحرارة. وهناك فهم أيضاً لأن وظيفة بعض الجزيئات التي تنقل الرسائل بين هذه الخلايا تعتمد على درجة الحرارة، ما يعني أنها كفاءة عملها تتأثر إذا ارتفعت درجة حرارة أدمغتنا أو حتى إذا انخفضت.
يقول الدكتور سانجاي سيسوديا: "لا نفهم تماماً كيف تتأثر المكونات المختلفة لهذه الصورة المعقدة (من الخلايا الدماغية). لكن يمكننا تخيلها كأنها ساعة، لم تعد جميع الأجزاء تعمل معاً بشكل صحيح."
على الرغم من أن الحرارة الشديدة تغير آلية عمل أدمغة الجميع، وقد تؤثر سلباً على اتخاذ القرارات وتدفع الناس إلى مخاطر أكبر، إلا أن المصابين بأمراض عصبية هم الفئة الأكثر تضرراً غالباً، لأسباب عديدة، منها على سبيل المثال ضعف عملية التعرق بسبب بعض الأمراض.
ويوضح سيسوديا أن تنظيم الحرارة وظيفة دماغية، وقد "تتعطل إذا لم تعمل أجزاء معينة من الدماغ بشكل صحيح."
ففي بعض حالات مرض التصلب اللويحي، يبدو أن درجة حرارة الجسم الأساسية تتغير. كما أن بعض الأدوية التي تعالج الأمراض العصبية والنفسية، مثل الفصام، تؤثر على تنظيم درجة الحرارة، مما يجعل من يتناولونها أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس، أو ما يُعرف طبياً بالإجهاد الحراري، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة المرتبطة بالحرارة.
يمكن لموجات الحر، التي تؤدي إلى ارتفاع الحرارة ليلاً، أن تؤثر على جودة النوم مما يؤثر على مزاج البشر، وقد يؤدي هذا إلى تفاقم أعراض بعض الحالات المرضية.
يقول الدكتور سيسوديا: "بالنسبة للعديد من المصابين بالصرع، فإن قلة النوم يمكن أن ترفع خطر الإصابة بنوبات مرضية."
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية نتيجة لتغير المناخ، سيزيد ذلك من الضغط على أجسادنا وأدمغتنا
تشير الدلائل إلى أن حالات دخول المستشفيات ومعدلات الوفيات بين المصابين بالخرف تزداد أيضاً خلال موجات الحر. قد يرجع هذا جزئياً إلى التقدم في السن، نظراً لأن كبار السن أقل قدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم، لكن الضعف الإدراكي لديهم قد يعني أيضاً ضعف القدرة على التكيف مع الحرارة الشديدة، فهم مثلا قد لا يشربون كمية كافية من الماء، أو ينسون إغلاق النوافذ، أو يخرجون في وقت ذروة الحرارة.
كما أن هناك ارتباط أيضاً بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حالات السكتة الدماغية والوفيات. في إحدى الدراسات التي حللت بيانات وفيات السكتة الدماغية من 25 دولة، وجد الباحثون أن الحرارة الشديدة أدت إلى حدوث حالتي وفاة إضافيتين من بين 1000 حالة وفاة ناجمة عن السكتة الدماغية الإقفارية.
تقول بيثان ديفيز، أخصائية طب الشيخوخة في مستشفيات جامعة ساسكس البريطانية: "قد لا يبدو هذا العدد كبيراً. ولكن مع بلوغ عدد الوفيات حول العالم بسبب السكتة الدماغية إلى سبعة ملايين وفاة سنوياً، فإن الحرارة العالية تتسبب في أكثر من 10 آلاف حالة وفاة إضافية بالسكتة الدماغية سنوياً".
وحذرت بيثان وزملاؤها من أن تغير المناخ من المرجح أن يفاقم هذا الوضع في السنوات القادمة.
ولأن البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل الأكثر تضرراً من تغير المناخ وتشهد أيضاً أعلى معدلات السكتات الدماغية، فإنها سوف تعاني من تزايد هذه الحالات المرتبطة بالحرارة.
وتضيف بيثان ديفيز: "سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم الفجوة الصحية بين البلدان وبعضها، وحتى داخل البلد نفسها ستزداد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية". وتتزايد الأدلة حول وجود خطر أكبر على كبار السن وأصحاب الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني، فهم أكثر عرضة لخطر الوفيات المرتبطة بالحرارة.
كما أن ارتفاع درجة حرارة العالم يضر بالنمو العصبي للأطفال الأصغر سناً.
وتقول جين هيرست، أستاذة صحة المرأة العالمية في إمبريال كوليدج لندن بريطانيا: "هناك ارتباط بين الحرارة الشديدة ومشكلات الحمل السيئة، مثل الولادات المبكرة". وقد وجدت مراجعة منهجية حديثة للأبحاث العلمية أن موجات الحر ترتبط بزيادة نسبة الولادة المبكرة إلى 26 في المئة، مما قد يؤدي إلى تأخر النمو العصبي وضعف إدراكي للأطفال.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
ارتفاع درجات الحرارة قد تؤثر على آلية عمل الدماغ البشر وانتقال الرسائل بين الخلايا العصبية
وتضيف جين: "مع ذلك، هناك الكثير مما نجهله. مثلاً من هم الأكثر عرضة للخطر ولماذا؟ لأن هناك 130 مليون امرأة تلدن أطفالاً كل عام، وكثيرات منهن في بلدان حارة، ولا يحدث لهن هذا."
كما أن الحرارة المفرطة الناجمة عن تغير المناخ قد تؤدي لضغوط إضافية على الدماغ، مما يجعله أكثر عرضة للتلف وبالتالي إصابته بأمراض عصبية تنكسية.
فالحرارة تؤثر أيضاً على الحاجز الذي يحمي الدماغ عادة، مما يجعله أكثر هشاشة وقابلية للاختراق، ويزيد من خطر انتقال السموم والبكتيريا والفيروسات إلى أنسجة الدماغ.
قد يزداد هذا الأمر أهمية مع ارتفاع درجات الحرارة وأيضاً انتشار البعوض الذي ينقل فيروسات قد تسبب أمراضاً عصبية، مثل زيكا وشيكونغونيا وحمى الضنك.
يقول توبياس سوتر، عالم الحشرات الطبية في المعهد السويسري للصحة الاستوائية والعامة: "يمكن أن يؤثر فيروس زيكا على الأجنة ويسبب صغر الرأس".
ويضيف: "ارتفاع درجات الحرارة واعتدال الحرارة في فصول الشتاء يعني أن موسم تكاثر البعوض (يكون طويلاً) يبدأ مبكراً وينتهي متأخراً."
ويمكن لموجات الحر أن تؤثر على مجموعة كبيرة من العمليات النفسية، بدءاً من النبضات الكهربائية للخلايا العصبية، ومروراً بخطر التفكير في الانتحار، والقلق المناخي، وقد تؤثر حتى على فاعلية الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات العصبية.
لكن العلماء ما زالوا يعملون على التحديد الدقيق لكيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة على أدمغتنا.
يؤثر الحر على الناس بطرق مختلفة جداً، بعضهم يزدهر في الطقس الحار، بينما يجده آخرون لا يُطاق.
يقول سيسوديا: "قد تكون هناك عوامل مختلفة ذات صلة بهذه الحساسية المختلفة، وقد يكون أحدها الاستعداد الوراثي."
يمكن للمتغيرات الجينية أن تؤثر على هياكل البروتينات التي قد تجعل بعض الناس أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
ويضيف: "قد تكون هناك خصائص كامنة مرتبطة باستجابة الإنسان للحرارة، لن تظهر إلا في حالة وجود ضغوط بيئية حرارية تؤدي في النهاية لخروجها"، "ما نراه اليوم من أعراض لدى الأشخاص المصابين باضطرابات عصبية قد تظهر على أشخاص غير مصابين بها مع تقدم تغير المناخ".
لا تزال هناك أسئلة أخرى بحاجة إلى إجابة. على سبيل المثال، هل درجة الحرارة القصوى، أم طول موجة الحر، أم درجة الحرارة الليلية، هي الأكثر تأثيراً؟ قد يختلف الأمر من شخص لآخر أو حسب الحالة العصبية.
لكن تحديد الفئات المعرضة للخطر وأسباب معاناتها أمر مهم جداً للمساعدة في وضع استراتيجيات لحماية الفئات الأكثر ضعفاً. قد يشمل ذلك أنظمة إنذار مبكر أو تأمينات لتعويض عمال اليومية عن الأجور التي سيخسرونها لعدم العمل بسبب الحر الشديد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عندما تم تأكيد أن شهر يوليو/تموز 2023 هو الشهر الأكثر حرارة على الإطلاق: "لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، وبدأ عصر الغليان العالمي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : كيف تحصل على الحديد في طعامك؟
أخبار العالم : كيف تحصل على الحديد في طعامك؟

نافذة على العالم

timeمنذ 9 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : كيف تحصل على الحديد في طعامك؟

الأحد 10 أغسطس 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل 2 ساعة هل ينتابك شعور بالتعب وضيق في التنفس؟ وهل تشعر بأن ضربات قلبك قوية داخل صدرك؟ هل قال لك أصدقاؤك إنك تبدو شاحباً بطريقة غير معتادة؟ إن حدث معك كل هذا فاعلم أنك ربما تعاني من الأنيميا بسبب نقص عنصر الحديد في الجسم، وهو أكثر الأمراض الشائعة في العالم بسبب سوء التغذية. ويشيع ذلك على وجه الخصوص بين الفتيات. وأشارت دراسة أجرتها اللجنة الاستشارية العلمية للغذاء في بريطانيا، تناولت عنصر الحديد والصحة في عام 2011، إلى أن 21 في المئة من السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 19 و34 عاما يعانين من مستويات أقل من الحد الأدنى الموصى به لبروتين "الفيريتين"، (المسؤول عن التحكم في تخزين وإطلاق عنصر الحديد في الجسم). وكنتُ قد اقترحتُ على صديقة تعاني من هذه الأعراض أنها ربما تحتاج لاستشارة طبيبها. وأظهرت تحاليل الدم أنها تعاني من الأنيميا، واندهش الطبيب من أنها مازال تصعد السلم حتى الآن، وكانت بعض أقراص الحديد كفيلة بمعالجة المشكلة. وإن كنت تفكر في تناول الأقراص فينبغي عليك استشارة الطبيب، لأنه ربما لم تكن بحاجة إليها وربما كان سبب الأعراض التي تعاني منها ناتجاً عن شيء آخر. من أين تحصل على الحديد اللّازم للجسم؟ أجسامنا لا تستطيع أن تنتج الحديد، لذا يتعين عليك أن تحصل عليه من مصدر غذائك، سواء عن طريق الأغذية الذي تحتوي بطبيعتها على الحديد أو عن طريق الأغذية المضاف إليها الحديد مثل الخبز الأبيض وحبوب الإفطار. وتكمن المشكلة في أن كل هذا الحديد ليس في هيئة تسمح بامتصاصه بالفعل. وطلب برنامج "ثق بي فأنا طبيب" لبي بي سي من عالم التغذية بول شاريب، من كلية كينغز كوليدج لندن، أن يحدد الأغذية التي ينبغي تناولها لزيادة مستويات الحديد على نحو طبيعي. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تناول الملفوف النيء غني بعنصر الحديد وقال إن اللحوم الحمراء غنية على نحو خاص بالحديد الذي يسهل امتصاصه، لكن في هذه الأيام يقلل كثيرون من استهلاكهم للحوم الحمراء أو يتوقفون عن تناولها. كما توجد مصادر جيدة للحديد في الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل الكرنب والسبانخ والبازلاء والعدس. وتكمن المشكلة في أن الجسم لا يمتص كمية كبيرة من الحديد من المصادر النباتية مقارنة باللحوم الحمراء. ويمكن الحصول على الحديد أيضاً من الخبز المضاف إليه الحديد أو حبوب الإفطار، على الرغم من انخفاض معدلات الامتصاص بها أيضاً. فنجان القهوة كيف تجهز طعامك؟ وما هي المشروبات التي يمكن أن تغير كمية الحديد التي يمتصها الجسم؟ أجرى العالم شاريب بعض التجارب لمحاكاة عملية الهضم عند الإنسان. وكانت التجربة تحاكي تأثير الإنزيمات الموجودة في الغذاء المهضوم والتفاعل الكيميائي الذي يحدث في خلايا الأمعاء في الإنسان لمعرفة كمية الحديد. وأظهر شاريب أنه في حال تناول عصير برتقال مع حبوب إفطار أضيف إليها الحديد، يمكنك امتصاص كمية كبيرة من الحديد مقارنة بتناول الحبوب بمفردها، لأن عصير البرتقال يحتوي على فيتامين سي، الذي يجعل من السهل امتصاص الحديد في الطعام. لكن للأسف إذا تناولت القهوة مع وجبة حبوب الإفطار صباحاً، فذلك يعني أن عملية امتصاص الحديد ستكون أقل بكثير. لماذا؟ يقول شاريب إن ذلك يرجع إلى أن القهوة غنية بالمواد الكيميائية التي يُطلق عليها اسم "بوليفينول"، التي تجعل الجسم أقل امتصاصا لعنصر الحديد. لذا، فإن كانت حبوب الإفطار هي المفضلة بالنسبة لك، فمن الأفضل أن تتناول كوباً صغيراً من عصير البرتقال أو ثمرة برتقالة، لأن ذلك سيساعد في زيادة امتصاص الحديد. وقد ترغب أيضاً في تأجيل تناول فنجان القهوة الصباحي لمدة تصل إلى 30 دقيقة على الأقل بعد تناول الإفطار. لكن ماذا إن كنت ترغب في الحصول على الحديد من مصادر طبيعية؟ يعتبر الملفوف النيء مصدراً جيداً للحديد، لكن طهيه على البخار يقلل كمية الحديد المتاحة، كما أن الغليان يقلل الحديد أكثر. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الملفوف، مثل البرتقال، غني بفيتامين سي، وعندما يتعرض للغليان، يذوب فيتامين سي في مياه الطهي. صدر الصورة، Science Photo Library لذا، إذا كنت ترغب في الحصول على أقصى حد من المواد الغذائية من الملفوف، فعليك أن تتناوله نيئاً. وينطبق نفس الشيء على الخضراوات الأخرى التي تحتوي على الحديد وفيتامين سي، مثل الكرنب والقنبيط. بيد أن الأمر يختلف كلياً بالنسبة للسبانخ. فقد وجدنا أن غلي السبانخ، يفقدها بالفعل 55 في المئة من الحديد "الحيوي" مقارنة بتناولها نيئة. وقال شاريب :"تحتوي السبانخ على مركبات يطلق عليها (أوكزالات) وهي تجذب الحديد أساساً". وأخيراً ماذا عن الخبز؟ وجدنا أن أفضل خبز يحتوي على عنصر الحديد هو الخبز المصنوع من العجين المتخمر، لأن القمح يحتوي على مادة كيميائية يطلق عليها اسم حمض "الفيتيك" الذي يقلل عملية امتصاص الحديد بالجسم.

أخبار العالم : حساسية الضوضاء: ما هي؟ وما علاقتها بإضرابات التركيز؟
أخبار العالم : حساسية الضوضاء: ما هي؟ وما علاقتها بإضرابات التركيز؟

نافذة على العالم

timeمنذ 5 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : حساسية الضوضاء: ما هي؟ وما علاقتها بإضرابات التركيز؟

الأربعاء 6 أغسطس 2025 06:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، هناك عدة طرق لعلاج الحساسية للضوضاء Article Information Author, كاتارينا زيمر Role, بي بي سي نيوز قبل 2 ساعة على الرغم من تجاهل الأطباء في أغلب الأحيان لحساسية الضوضاء، إلا أنها قد تُحدث آثاراً طويلة الأجل على صحتنا النفسية والجسدية. صوت الطقطقة مجدداً، ذلك الضجيج المتواصل الصادر عن الجيران الجُدد في الطابق العلوي، الذين يبدو أنهم منشغلون بتعليق الصور أو تركيب قطع الأثاث الجديد فيه. ورغم أن المبنى الذي أسكن فيه وسط برلين يتمتع بعزلٍ جيدٍ، ورغم أن الصوت ليس مرتفعاً إلى درجة تجعله مزعجاً لأحدٍ غيري، إلا أنه يثير غضبي. انتابني شعور بتوتر حاد، لكن الأسوأ من ذلك كان القلق الشديد من السؤال التالي: "متى سينتهون؟" لم تكن الضوضاء فقط هي ما يزعجني، إذ كنت ألاحظ طرقات خفيفة عبر السقف بينما يستعد الناس للنوم، ومن مكانٍ ما في المبنى، أسمع طنيناً حاداً صادراً عن مكنسة كهربائية، وضربات مكتومة لغسالة ملابس، ونباح كلب الجار الصغير طلباً لمكافأة. ناهيك عن الأصوات الصادرة عن أجهزة التكييف وغيرها. فالضوضاء – مهما كانت بسيطة – تقطع تركيزي وتفسد صفاء ذهني. ويمكن القول بأنني – كحال 20 إلى 40 في المئة من الناس – أعاني من حساسية الضوضاء، أي أنني أنزعج منها أكثر من الشخص العادي. ومن السهل اعتبار هذه الحساسية خللاً في الشخصية، أو دليلاً على الميل إلى العدوانية أو التذمر أو التوتر، لكن العلماء اكتشفوا خلال السنوات الأخيرة أن لها جذوراً بيولوجية حقيقية؛ إذ تستجيب أدمغة من يعانون من هذا النوع من الحساسية للضوضاء بطريقة مختلفة، وقد يولد بعضهم بهذا الخلل. والأسوأ من ذلك أن هذه الحساسية لا تؤثر فقط في المزاج العابر، بل تنعكس أيضاً على الصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل، ورغم قلة الحلول السهلة المتوافرة لهذه المشكلة، فإن إدراك هذه التأثيرات يمكن أن يساعد من يعانون منها على اتخاذ خطوات تجعل حياتهم أكثر سهولة من خلال التخفيف من حدتها. وقال المتخصص في علم الأعصاب دانييل شيبرد من جامعة أوكلاند للتكنولوجيا في نيوزيلندا: "دائماً ما كنت أرى أن هذه المشكلة غير جديرة بالاهتمام، كما يتجاهلها المتخصصون في الرعاية الصحية أيضاً". لكنه أضاف: "في السنوات الأخيرة فقط بدأ كثيرون يؤكدون على أن هذا الأمر يؤثر على المرضى بشكل ملموس"، مؤكداُ أنه "علينا أن نبدأ فعلاً في أخذ هذه المشكلة على مجمل الجد". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تختلف الحساسية للضوضاء عن أشكال أخرى من الاستجابة السلبية للأصوات المرتفعة لكن فرط حساسية الضوضاء لا يُعد من التشخيصات الطبية الرسمية، و يمكن لأي منا أن يكتشف ما إذا كان يعاني منه من خلال استبيانات مثل اختبار واينشتاين لحساسية الضوضاء المكون من 21 سؤالاً، من بينها على سبيل المثال، أسئلة عما إذا كان يزعجك همس الناس، أو صوت آلات الحلوى في صالات السينما، أو إذا كنت تغضب من الضوضاء أثناء محاولتك النوم أو العمل، وحتى ما إذا كانت الضوضاء تزعجك أثناء محاولة التركيز. وتختلف حساسية الضوضاء عن اضطرابات أخرى متصلة بالأصوات، مثل الميسوفونيا. فهذه الحالة تمثل انخفاضاً نوعياً في القدرة على تحمل أنواع معينة من الأصوات، كالمضغ، والنقر أو التكتكة، والتي تُثير مشاعر قوية من الاشمئزاز أو الغضب، بحسب شرح جنيفر بروت، الاختصاصية ومؤسسة الشبكة الدولية لأبحاث الميسوفونيا في الولايات المتحدة. كذلك تختلف حساسية الضوضاء عن حالة "فرط السمع"، إذ يشعر البعض بالألم أو بانزعاج شديد نتيجة لأنهم يسمعون الأصوات من حولهم أعلى مما هي عليه في الواقع. وعلى النقيض من ذلك، تشير الحساسية الضوضاء إلى استجابة عامة لجميع الأصوات، بغض النظر عن مدى ارتفاعها الحقيقي أو كيف يدرك البعض مستوى هذا الارتفاع. وتتضمن الأعراض، أن يجد الأشخاص الحساسون للضوضاء أن الصوت مزعج، وقد يثير لديهم ذلك مشاعر الانزعاج أو الغضب أو حتى الخوف والقلق. وقال شيبرد: "أتذكر أن أحدهم وصف الأمر بأنه يشبه طنين بعوضة تحوم حولك، لا يمكنك تجاهله مهما حاولت". وبالنسبة لمن يخشون الضوضاء، قد تتسبب هذه الحالة في ضغط نفسي شديد يدفع أجسامهم إلى الدخول في حالة من "القتال أو الهروب". وقال ستيفن ستانزفيلد، الطبيب النفسي والأستاذ الفخري في جامعة كوين ماري بلندن: "يرتفع لديهم معدل ضربات القلب مع ارتفاع ضغط الدم". وقد تتأثر جودة النوم أيضاً بهذا النوع من الحساسية، ففي دراسة أُجريت عام 2021، تابع الباحثون أنماط النوم لدى 500 من البالغين في الصين ومستويات الضوضاء الليلية على مدار أسبوع. وتبين أن الضوضاء نفسها لم تؤثر في جودة النوم بشكل مباشر، إلا أن الأشخاص الحساسين للضوضاء قالوا إن نومهم أقل راحة، وأقل تجديداً للطاقة، علاوة على شعورهم بحالة من المزاج السيئ والطاقة المنخفضة خلال النهار. ويرتبط التعرض للضوضاء أيضاً بمجموعة من الآثار الصحية طويلة الأمد، بما في ذلك أمراض القلب والسكري – وقد يكون الأشخاص الحساسون للضوضاء أكثر عرضة لتأثيراتها النفسية، وفقاً لما ذكره ستانزفيلد. وفي دراسة أُجريت عام 2021، قام ستانزفيلد وزملاؤه بمسح شمل 2398 رجلاً في بلدة كايرفيلي في ويلز ممن تعرضوا لمستويات متفاوتة من ضوضاء حركة المرور، وأظهرت النتائج أن من يعانون من حساسية الضوضاء كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب على المدى الطويل. وقد يتمثل أحد العوامل المسببة لذلك في أن من يصيبهم القلق يكون لديهم قدر أكبر من اليقظة تجاه ما يحيط بهم، وبالتالي يكون هؤلاء أكثر ميلاً للتأثر بالضوضاء من حولهم. لكن من المحتمل أيضاً أن حساسية الضوضاء تؤدي إلى تزايد القلق لديهم، ففي استطلاع رأي أُجري عام 2023 بمشاركة 1244 بالغاً يعيشون بالقرب من المطارات في فرنسا، كشفت النتائج أن الأشخاص الذين تزعجهم ضوضاء الطائرات بشدة – خصوصاً بعض من يعانون من حساسية الضوضاء – كانوا أكثر ميلاً للتأكيد على ضعف صحتهم العامة. لكن لماذا يتفاعل البعض بسلبية أكبر مع الضوضاء مقارنة بغيرهم؟ للإجابة على هذا السؤال، يمكنا الاطلاع على بعض الدلائل التي كشفتها الدراسات التي أُجريت على أدمغة الأشخاص الحساسين للضوضاء. فعندما قام شيبرد وزملاؤه بتوصيل المشاركين بأجهزة لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ، أظهرت أدمغة غير الحساسين للضوضاء نشاطاً متزايداً فقط عند سماع أصوات تهديدية. أما في حالة الأشخاص الحساسين للضوضاء، فيقول شيبرد: "تبدأ أدمغتهم بالتصعيد بغض النظر عن نوع الصوت، سواء كان صوتاً مهدداً أو غير مهدد". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تتسبب حساسية الضوضاء في أعراض واضطرابات في المخ والجسد وتوصل شيبرد وعالمة الأعصاب إلفيرا براتيكو، من جامعة آرهوس في الدنمارك – كل على حدة – إلى أدلة تشير إلى أن الأمر مرتبط بكيفية تصفية الدماغ للمعلومات المتعلقة بالأصوات غير المهمة. وكشفت تلك الأدلة التي توصلت إليها مجموعة شيبرد أن لدى الأشخاص الحساسين للضوضاء كتلة محددة من الخلايا داخل النواة الركبية الإنسية – وهي محطة ترحيل المعلومات الصوتية الواردة إلى الدماغ – تعمل بكفاءة أقل في مهمة تصفية الصوت مقارنةً بأدمغة غير المصابين بهذه الحالة. وقال شيبرد إن معظم الناس يستطيعون "تصفية هذه المعلومات والمضي قدماً في حياتهم، أما من يعانون من حساسية الضوضاء فلا يفعلون ذلك بنفس السهولة". ويبدو أن هذه القدرة على التصفية مهمة أيضاً أثناء النوم؛ إذ يُظهر معظم الأشخاص أثناء الاستغراق في النوم نمطاً من النشاط الكهربائي يُعرف بـ "المغازل"، ويُعتقد أنه يساعدهم على التكيف مع الضوضاء المحيطة. أما بالنسبة لمن يعانون من حساسية الضوضاء، فلديهم عدد أقل من هذه "المغازل"، مما يفسر بقاءهم في حالة تفاعل مستمر مع أصوات لا تزعج الآخرين عادةً. ومع ذلك، تبقى كيفية وصول الأدمغة إلى هذه الحالة لغزاً يصعب حله، إذ تشير دراسة فنلندية أُجريت على التوائم إلى أن حساسية الضوضاء غالباً ما تكون وراثية، مما يعني أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد وراثي لها منذ الولادة. ومع ذلك، تقول براتيكو إنه من الممكن أيضاً أن يتطور الشعور بالحساسية لدى الأشخاص الذين يعيشون في بيئات صاخبة تدريجياً بمرور الوقت. وقال ستانسفيلد إن المصابين بالقلق، أو الفصام، أو التوحد، معرضون بشكل خاص للإصابة بحساسية الضوضاء، وبينما قد تظهر هذه الحالة لدى البعض بعد التعرض لإصابات دماغية مؤلمة، فإنها يمكن أن تلازم أغلب المصابين بها مدى الحياة، مضيفاً أنه "من الصعب جداً، مقارنةً بمن لا يعاني من حساسية الضوضاء، التكيف مع الأصوات أو التعود عليها بحيث يفقد المرء استجابته المفرطة تجاهها". وقد يكون الحل المثالي لهذه المشكلة هو معالجة مصادر الضوضاء ذاتها، إذ يمكن لمخططي المدن تصميم ساحات داخلية هادئة في المباني السكنية، واستخدام مكونات أسفلتية مطاطية تقلل من ضوضاء المرور، أو إقامة حواجز مشتتة للصوت حول الطرق السريعة والمناطق المزدحمة. وبدأت بعض المدن في بلجيكا وفرنسا فعلياً بتطبيق هذه التدابير، إلى جانب تقليل السرعات المسموح بها للمركبات، وتعزيز البنية التحتية الخاصة بالدراجات الهوائية، وإنشاء مناطق هادئة في الحدائق وعلى ضفاف الأنهار. فرغم أن الضوضاء تُعد سبباً حقيقياً للمشكلات الصحية، إلا أنه – وفقاً لستانزفيلد – "من الممكن تفاديها فعلياً". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قد تساعد سدادات الأذن في التخفيف من الحساسية للضوضاء لكن وتيرة التقدم بطيئة، ما يضطر الكثيرين ممن يعانون من حساسية الضوضاء إلى الاعتماد على أنفسهم – مثل تجنب المناطق المزدحمة، أو عزل المساحات السكنية، أو استخدام سدادات الأذن، أو سماعات عزل الضوضاء. ومع ذلك، فإن هذه الوسائل غالباً ما تخفف من الأصوات دون أن تزيلها بالكامل، وتقول براتيكو: "حتى الأصوات الهادئة قد تكون مزعجة للشخص الحساس للضوضاء". وأحياناً يساعد علاج الحالات النفسية الكامنة - مثل القلق - باستخدام الأدوية في التخفيف من حدة حساسية الضوضاء، وفقاً لستانسفيلد. وقد يكون العلاج السلوكي المعرفي – وهو نوع من العلاج النفسي القائم على إدارة ردود الفعل النفسية والسلوكيات – مناسباً في الحالات التي يشعر فيها الأشخاص بالخوف من الضوضاء، ويقول ستانسفيلد: "لقد عالجت شخصاً بهذا النوع من العلاج، وأعتقد أنه يمكن أن يكون مفيداً إلى حد كبير". في غضون ذلك، ترى براتيكو أن العلاج بالموسيقى مع مختصين مؤهلين قد يكون مفيداً، ويعتمد ذلك على اختيار موسيقى هادئة وناعمة تهدئ النفس، وينشأ عنها ارتباط إيجابي مع الصوت. ولمن يرغب في تهدئة نفسه ذاتياً، نصحت براتيكو بالاستماع إلى موسيقى عددٍ محدودٍ من الآلات الناعمة مثل البيانو أو القيثارة، والموسيقى الكلاسيكية من عصر النهضة أو الباروك. وإذا كانت الموسيقى نفسها مزعجة، فقد يكون العلاج بالفن خياراً مناسباً: "شيء يمنح الإنسان شعوراً بالاسترخاء ويسمح له بالتعبير عن مشاعره وضبطها"، وفقاً لبراتيكو. أما بالنسبة لي، فقد ساعدتني سدادات الأذن، وسماعات عزل الضوضاء، ومنشفة ملفوفة حول رأسي، إلى حدٍ ما في التخفيف من الإزعاج.

أخبار العالم : ثمانية أطعمة تسبب الغازات، بعضها قد يفاجئك!
أخبار العالم : ثمانية أطعمة تسبب الغازات، بعضها قد يفاجئك!

نافذة على العالم

timeمنذ 5 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ثمانية أطعمة تسبب الغازات، بعضها قد يفاجئك!

الثلاثاء 5 أغسطس 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل 29 دقيقة إطلاق الغازات أمر طبيعي، فالشخص العادي يفعل ذلك من 5 إلى 15 مرة يومياً. وفي الواقع، فإن إطلاق الكثير من الغازات في بعض الأيام هو علامة على صحة جيدة - إذا تجاهلت طبعاً الشعور بالانزعاج أو الإحراج. وذلك لأن الأطعمة التي تُسبب الغازات غالباً ما تكون من الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف والمفيدة لصحة القلب، وهي أطعمة لا يستطيع جسمك هضمها بالكامل، لكن بكتيريا الأمعاء تستطيع ذلك. فما هي الأطعمة التي تُسبب الغازات؟ وأيها يجعل رائحة الغازات كريهة؟ ومتى ينبغي عليك مراجعة الطبيب؟ 1. الأطعمة الدهنية تباطؤ الهضم بسبب الأطعمة الدهنية قد يؤدي إلى تخمرها في الأمعاء، مما يُسبب رائحة كريهة. فاللحوم الدهنية صعبة الهضم، لأنها غنية بحمض أميني يُدعى "الميثيونين"، وهو يحتوي على الكبريت. وعندما تقوم بكتيريا الأمعاء بتفكيك الكبريت، تُنتج غاز كبريتيد الهيدروجين، المعروف برائحته الكريهة الشبيهة برائحة البيض الفاسد، وهو سبب الرائحة الكريهة المصاحبة للغازات الناتجة عن تناول اللحوم وأطعمة أخرى. 2. البقوليات صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، البقوليات هي أحد الأسباب الرئيسية لتكوين الغازات بسبب محتواها من الألياف والرافينوز الفاصوليا والعدس غنيّان بالألياف، لكنهما يحتويان أيضاً على مادة الرافينوز، وهي نوع من السكريات المعقدة التي لا يهضمها الجسم بسهولة. وتنتقل هذه السكريات إلى الأمعاء، حيث تتغذى عليها بكتيريا الجهاز الهضمي لإنتاج الطاقة، وينتج عن ذلك غازات مثل الهيدروجين والميثان، وأحياناً الكبريت ذو الرائحة الكريهة. 3. البيض على عكس الاعتقاد السائد، فالبيض لا يُسبب الغازات لمعظم الناس. لكنه يحتوي على الميثيونين، وهو حمض أميني غني بالكبريت. لذلك، إذا كنت لا ترغب في غازات ذات رائحة كريهة، فمن الأفضل تجنب تناول البيض مع أطعمة تُسبب الغازات مثل البقوليات أو اللحوم الدهنية. أما إذا كان البيض يُسبب لك الانتفاخ والغازات، فقد تكون مصاباً بحساسية تجاه البيض. 4. البصل البصل، والخرشوف، والثوم، والكراث تحتوي جميعها على الفركتانات، وهي نوع من الكربوهيدرات المعقدة التي قد تُسبب الغازات والانتفاخ. 5. منتجات الألبان منتجات الألبان من الأبقار والماعز تحتوي على اللاكتوز، وهو سكر قد يسبب تراكم الغازات. بالإضافة إلى ذلك، حوالي 65 في المئة من البالغين حول العالم يعانون بدرجات مختلفة من حساسية اللاكتوز، وتناول الألبان قد يسبب لهم الشعور بالانتفاخ والغازات. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، يُقدر أن ثلثي سكان العالم يعانون من حساسية اللاكتوز، لذا فإن منتجات الألبان يمكن أن تسبب الانتفاخ والغازات للكثيرين 6. القمح والحبوب الكاملة صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الحبوب الكاملة ومنتجات القمح صحية ولكنها قد تسبب الغازات توجد الفركتانات والألياف المُسببة للانتفاخ في الحبوب أيضاً، مثل الشوفان ومنتجات القمح، لذا قد يُسبب الخبز والمعكرونة والحبوب الكاملة الغازات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض الحبوب الكاملة مثل القمح والشعير على الغلوتين. وإذا كنت تعاني من حساسية الغلوتين، فقد تشعر بالغازات والانتفاخ بعد تناول الأطعمة المشبعة به. 7. البروكلي والقرنبيط والملفوف الملفوف، البروكلي، القرنبيط، الكرنب الأخضر، وغيرها من الخضروات الورقية الخضراء غنية جداً بالألياف، وقد تكون ثقيلة على جهازك الهضمي. لكن بكتيريا أمعائك تحب استخدام هذه الألياف كمصدر للطاقة، مما يؤدي إلى تكون الغازات. كما أن العديد من هذه الخضروات الصليبية - وهي خضراوات تتميز بأوراقها المتقاطعة - تحتوي على الكبريت، والرائحة الناتجة عنها شائعة. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، يمكن للخضروات التي تحتوي على الكبريت أن تزيد من رائحة الغازات 8. الفواكه العديد من الفواكه، مثل التفاح، والمانجو، والكمثرى، تحتوي على نسبة عالية من سكر الفركتوز الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، بعض أنواع التفاح والكمثرى غنية بالألياف. ويعاني عدد من الأشخاص من صعوبة في هضم الفركتوز، وقد يصابون بالغازات عند تناول هذه الفواكه الحلوة، لأن أجسامهم لا تستطيع تفكيك السكريات بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن حساسية الفركتوز ليست شائعة مثل حساسية اللاكتوز. هل يمكنك التوقف عن إطلاق الغازات؟ الفواكه، الخضروات، والبقوليات قد تسبب الغازات، لكن تناول حصص كافية منها يومياً أهم بكثير من محاولة التخلص من الغازات. وإذا لم تكن معتاداً على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، فإن زيادة الكمية بسرعة قد تسبب لك بعض الانزعاج. أضف الألياف إلى نظامك الغذائي تدريجياً لتجنب التأثيرات السلبية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، ينصح الخبراء بشرب كميات كبيرة من الماء لتقليل خطر الإصابة بالإمساك كما أن الحفاظ على الترطيب يقلل من خطر الإصابة بالإمساك، الذي يمكن أن يسبب زيادة الغازات. فإذا بقيت الفضلات في أمعائك، فإنها تستمر في التخمّر، مما ينتج غازات إضافية قد تكون ذات رائحة كريهة جداً. لذا حاول أن تتناول مشروباً مع كل وجبة واستمر في الترطيب طوال اليوم. وتوصي هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (إن إتش إس) أيضاً بشرب شاي النعناع لتخفيف الغازات والانتفاخ. كما أن المشروبات الغازية تحتوي على نسبة عالية من الغازات، وإذا كنت تشربها بكثرة فمن المحتمل أن تتجشأ وتزيد من الغازات لديك. وينطبق الأمر نفسه على مضغ العلكة أو شرب الحساء أو تناول الحبوب بالملعقة بسرعة، إذ يسبب ذلك ابتلاع كميات من الهواء، الذي لا بد له أن يخرج من جسمك. هل يجب عليك أن تشعر بالقلق؟ في معظم الحالات، لا تُثير الغازات القلق، فالكثير من أسبابها البسيطة لا تحتاج إلى تقييم أو علاج. لكن في بعض الحالات، قد تكون الغازات المفرطة علامة على وجود مشكلة صحية أعمق، فإذا كنت قلقاً، فمن الأفضل استشارة الطبيب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store