logo
ماذا بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لهجته حيال "إسرائيل"؟

ماذا بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لهجته حيال "إسرائيل"؟

الديارمنذ 2 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
شدد قادة دول الاتحاد الأوروبي لهجتهم حيال "إسرائيل" خلال الأسبوع الحالي بعد عمليات قصف جديدة حصدت مئات الشهداء في قطاع غزة، لكن يبقى معرفة مدى التأثير الملموس لهذا التغيير في اللهجة.
وبدا الأمر جليا مع انتقاد ألمانيا -وهي حليف دائم ل"إسرائيل"- تكثيف الاحتلال هجومه على قطاع غزة، مع إعلان مستشارها فريدريش ميرتس أنه لم يعد يفهم هدف الجيش الإسرائيلي محذرا من أنه لن يتمكن بعد الآن من دعم حكومة نتنياهو الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.
وقال ميرتس إن "الطريقة التي تضرر جراءها السكان المدنيون، كما هي الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد ممكنا تبريرها بمحاربة حماس".
وقد وجدت لهجة برلين الصارمة الجديدة صدى أول أمس في بروكسل، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لاين، هجمات الأيام الماضية على البنية التحتية المدنية في غزة بأنها "بغيضة وغير متكافئة".
ووصف دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي هذه اللهجة بأنها "قوية وغير مسبوقة" من رئيسة المفوضية التي انحازت لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة.
ورأى هذا المسؤول أن التفسير لذلك هو "تغيير ميرتس للموقف" في بروكسل.
ومن جانبه قال جوليان بارنز-داسي، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في بودكاست للمركز البحثي، إن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا جدا، معتبرا أن ذلك يعكس تغيرا جذريا في الرأي العام الأوروبي.
انقسامات طويلة الأمد
لكن تحويل الأقوال أفعالا مسألة أخرى تماما، فقد رفضت ألمانيا -المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة- هذا الأسبوع الدعوات إلى وقف مبيعات الأسلحة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
لكن، وفي تهديد غير مباشر، حذّر وزير خارجيتها "إسرائيل" من تجاوز الحدود.
وقال يوهان فاديفول "ندافع عن سيادة القانون في كل مكان، وكذلك عن القانون الإنساني الدولي. وعندما نرى انتهاكا له سنتدخل بالطبع، ولن نوفر أسلحة تمكّن من ارتكاب المزيد من الانتهاكات".
ولطالما واجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في التأثير بالصراع في الشرق الأوسط بسبب الانقسامات الطويلة الأمد بين الدول الداعمة ل"إسرائيل"، وتلك التي تعتبر الأكثر تأييدا للفلسطينيين.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الأسبوع الماضي إطلاق مراجعة لتحديد ما إذا كانت "إسرائيل" تلتزم مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة أيدتها 17 دولةً من أصل 27 في التكتل.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس -أمس- إنها تأمل في عرض خيارات بشأن الخطوات التالية على وزراء الخارجية في اجتماع يعقد في 23 حزيران في بروكسل.
ويتطلب تعليق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل" إجماعا بين الدول الأعضاء، وهو ما يراه دبلوماسيون أمرا مستحيلا.
ويعد التكتل أكبر شريك تجاري ل"إسرائيل"، إذ بلغت قيمة تجارة السلع 42.6 مليار يورو عام 2024. وبلغت تجارة الخدمات 25.6 مليار يورو عام 2023.
وأكد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هناك دعم كاف لهذه الخطوة، التي تتطلب تأييد 15 دولة عضوا، تمثل 65% من سكان الاتحاد.
واعتبرت كريستينا كوش خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحول في السياسة الأوروبية.
ضغط دولي
في هذا الوقت، يتزايد الزخم لتكثيف الضغط على "إسرائيل" من دول تعد الأكثر انتقادا لها مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا.
وقال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو "رأيي الشخصي أن الأمر أشبه بإبادة جماعية" موضحا "لا أعلم ما هي الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث قبل أن نجرؤ على استخدام هذه الكلمة".
وتواجه "إسرائيل" اتهامات متزايدة بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، أعربت عنها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وعدد متزايد من الدول وفنانون من العالم بأسره، وتنفي "إسرائيل" قيامها بذلك.
وقد تكون الخطوة الملموسة المقبلة هي اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، مع سعي فرنسا إلى المضي قدما بذلك قبل مؤتمر دولي في حزيران المقبل.
وتساءل رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوليان بارنز داسي "هل سيكون لذلك تأثير فوري؟ على الأرجح كلا" لكنه تدارك "أعتقد أنه سيكون له تأثير إذا أدركت "إسرائيل" أنها لم تعد تتمتع بالحرية التي كانت لها لفترة طويلة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الاستخبارات التركية يعتزم حضور المفاوضات الروسية الأوكرانية
رئيس الاستخبارات التركية يعتزم حضور المفاوضات الروسية الأوكرانية

الديار

timeمنذ 29 دقائق

  • الديار

رئيس الاستخبارات التركية يعتزم حضور المفاوضات الروسية الأوكرانية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نقلت وكالة "تاس" عن مصادر أن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن ينوي حضور مفاوضات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، بينما سيكلف وزير الخارجية هاكان فيدان بالإشراف على سيرها. وقال المصدر: "من المقرر عقد اجتماع وفود تركيا وروسيا وأوكرانيا في الساعة 13:00 بتوقيت اسطنبول برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان. وسيتم بث كلمته الافتتاحية على الهواء مباشرة، كما من المتوقع أيضا أن يحضر الاجتماع رئيس الاستخبارات التركية قالن". وكان مصدر ديبلوماسي تركي قد أفاد بأن "وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يخطط للانضمام إلى المفاوضات في قصر جراغان في إسطنبول". ومن المقرر أن تعقد الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة بعد ظهر اليوم في اسطنبول، حيث سيترأس الوفد الروسي مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي.

الراعي: ليقف كلّ منا أمام مسؤولياته
الراعي: ليقف كلّ منا أمام مسؤولياته

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

الراعي: ليقف كلّ منا أمام مسؤولياته

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أعمال المؤتمر السابع لأساقفة الأبرشيات المارونية خارج النطاق البطريركي الذي انعقد في بكركي، بعنوان:" الابرشيات المارونية خارج النطاق البطريركي علامات رجاء في قلب الكنيسة المارونية"، بمشاركة مطارنة الطائفة في بلدان الانتشار والرؤساء العامين والرئيسات العامات. بعد الصلاة المشتركة، رحب الراعي بالمشاركين وقال:"موضوع المؤتمر واضح، وما يطمئننا أن شعبنا الذي يهاجر هناك من يلاقيه ويحتضنه في الخارج، حيث توجد رعايا وأبرشيات منظمة تستقبله، اضافة الى مطارنة محبين يقومون بواجباتهم كاملة، واشكركم جميعا على احتضانكم لأبنائنا، وهذا يدل على أن كل ابرشية من ابرشياتنا في الخارج هي علامة رجاء وأمل وارتياح للكنيسة ولشعبنا"، ولفت الى ان "في بعض الابرشيات هناك حاجة لكهنة ليقوموا بعملهم كاملا، لذلك على الكنيسة المحلية في لبنان واجب إرسال الكهنة الذين هم القوة بيد الأسقف، وفي هذا المؤتمر يجب أن نعالج هذه المواضيع بكل جوانبها". وختم مجددا الشكر للمشاركين والنجاح لهذا المؤتمر "وان يقف كل واحد منا أمام مسؤولياته بما يمثل". ثم عرض الأمين العام الأب كلود ندره للانجازات والأهداف والمقررات التي تحققت في المؤتمر السادس الذي انعقد في اوستراليا في العام 2023. بعدها بدأت جلسات عمل المؤتمر المغلقة التي تستمر ليومين، على ان يصدر في نهايته البيان الختامي ويتضمن المقررات والتوصيات والمواضيع التي تم بحثها.

رئيس الجمهورية بحث مع الدويهي مسار تنفيذ القرار 1701
رئيس الجمهورية بحث مع الدويهي مسار تنفيذ القرار 1701

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

رئيس الجمهورية بحث مع الدويهي مسار تنفيذ القرار 1701

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بحث رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع النائب ميشال الدويهي، مسار تنفيذ آلية القرار 1701، وانتظارات اللبنانيين في ما يتعلّق ببناء الدولة والمؤسسات. كما تناول البحث الإصلاحات المالية والاقتصادية وضرورة الإسراع في تنفيذها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store