
سوريا توقّع مذكرات تفاهم استثمارية بـ14 مليار دولار تشمل مطار دمشق بتمويل قطري ومترو العاصمة بتمويل إماراتي
وسط دعم أمريكي لافت، ورعاية من رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، شهد قصر الشعب في دمشق، الأربعاء، إطلاق شراكات استراتيجية لـ12 مشروعا بقيمة 14 مليار أمريكي، ستشكل نقلة نوعية للبنية التحتية والحياة الاقتصادية، بحسب ما أكد عليه مدير هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي.
شارك في حفل إطلاق المشاريع عدد كبير من المسؤولين الرسميين في دمشق، إلى جانب رجال أعمال عرب وسوريين. وظهر الرئيس الشرع يتوسط الصف الأول من الحضور وجلس على يساره المبعوث الأمريكي توماس براك وعلى يمينه وزير الخارجية اسعد الشيباني.
محركات توليد فرص العمل
وفي كلمته المقتضبة، أكد الهلالي أن سوريا بدأت مرحلة جديدة، معتبرا أن الاجتماع بمثابة إعلان واضح وصريح ان سوريا منفتحة على الاستثمار وعازمة على بناء مستقبل باهر ومستعدة للعمل مع شركائنا الموثوقين.
وقال: نعلن اليوم عن مجموعة من الشراكات الاستراتيجية الكبرى وعددها 12 مشروعا بقيمة اجمالية تبلغ 14 مليار أمريكي ستمتد عبر سوريا لتشكل نقلة نوعية للبنية التحتية والحياة الاقتصادية، معتبرا أن من بين أبرزها مطار دمشق الدولي باستثمار يصل إلى 4 مليارات دولار، ومترو العاصمة باستثمار يبلغ ملياري دولار، إلى جانب مشروع أبراج دمشق في ريف العاصمة باستثمار يقدر بملياري دولار، ومشروع أبراج ومول البرامكة داخل العاصمة باستثمار يصل إلى 560 مليون دولار.
وأكد الهلالي أن ما سبق ليست مجرد استثمارات عقارية أو بنى تحتية، بل هي محركات لتوليد فرص العمل وجسور ثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين، ومنصات لشراكات طويلة الأمد، معتبرا أن هذه هي البداية فقط. وقال: نفتح الباب أمام مستقبل من التعاون يقوم على أسس من القانون والشفافية ويستند على إرادة السوريين وعزيمتهم التي لا تكسر.
المركز بين تركيا وقطر
وفي كلمته التي نقل خلالها تهاني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال مبعوثه إلى سوريا وسفير واشنطن في أنقرة، توماس براك، إنه عندما ننظر إلى مدينة دمشق فإننا ننظر إلى تاريخ عريق لمدينة تمتد لآلاف السنوات، ظلت فيه مركزا للتجارة والنقل في المنطقة، موضحاً أن الأرض السورية لطالما قدمت قادة عظماء، وباتت اليوم تشكل المركز بين تركيا وقطر.
واستذكر براك واحدة من أقوال ترامب المفضلة، معتبراً أنها تنطبق على الرئيس الشرع، وقال إن رؤية شخص واحد ولمرات عديدة تبقى مجرد حلم، ولكن رؤية هذا الشخص عندما يحتضنه ويحبه مجتمعه، تتحول إلى واقع جميل ورائع.
تركيز على السكن
بدوره، أوضح مستشار الهيئة العليا للتنمية الاقتصادية أيمن حموية، في مؤتمر صحافي بعد حفل الإعلان عن الاتفاقيات، أن التركيز كبير على المشاريع السكنية كونها من أكثر المشاريع المستهلكة لليد العاملة على مستوى البلاد بشكل كامل، مرجعا الأمر إلى أن سوريا تواجه مشكلة بالإسكان بسبب قصف النظام البائد للقرى والمدن.
وقال إن الحكومة السورية تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واقتصادية آمنة ومحايدة والانتقال إلى الاقتصاد الحر وهذا ما نعمل عليه من خلال القوانين الجديدة التي تم إصدارها.
مشاريع للمحافظات
حَظِي الحفل بتغطية إعلامية خاصة، وشهد التقاط الصور التذكارية مع الرئيس أحمد الشرع خلال مراسم تبادل الاتفاقيات بين الأطراف الموقعة. وقد شملت المشاريع المُعلَن عنها معظم المحافظات السورية، بدءا من مشروع مترو الأنفاق ومطار دمشق الدولي الجديد، مرورا بأبراج البرامكة والمدينة السكنية الجديدة في ريف العاصمة، ومشروع ماروتا دمشق، ووصولا إلى بوليفار حمص، ووادي الجوز في حماة، والحيدرية ومول المهندسين في حلب، ومرسى شمس السياحي في اللاذقية، ومجمع مارينا السياحي في طرطوس، ومشروع إعادة التدوير والاستدامة في إدلب، وفندق داما سراي في دير الزور.
وبعيد تبادل نسخ الاتفاقيات تم الإعلان عن عقد جلسة مناقشات جانبية لاستكمال المحادثات حول مشاريع أخرى ليتم الإعلان لاحقا عن توقيع اتفاقياتها عند إنجازها.
مطار بتمويل قطري
ركز الحفل في جانب منه على أهم المشاريع التي تم انجاز اتفاقاتها، وكان في المقدمة الإعلان عن إنشاء واحد من أفضل مطارات العالم قادر على استيعاب 31 مليون مسافر سنويا في العاصمة دمشق وتنفذه شركة "يو سي سي' القابضة القطرية على مراحل بقيمة استثمارية تصل إلى 4 مليارات دولار.
ويقوم المشروع على خطة لتطوير مطار دمشق الدولي الحالي تشمل تجميل طريق المطار ثم إعادة تأهيل مبنيي الركاب الأول والثاني بقدرتيهما الاستيعابية التي تصل إلى 6 ملايين مسافر سنويا، على أن يتم في المرحلة التالية إنشاء مطار جديد على ثلاثة مراحل تستوعب المرحلة الأولى عشرة ملايين مسافر سنويا، تليها المرحلة الثانية بطاقة 7.5 مليون مسافر سنويا، والمرحلة الثالثة بذات القدرة الاستيعابية، وسيتضمن المطار الجديد مطاعم عالمية وسوقا حرة، ويستوحى تصميمه من حرفة صانعي السيوف السورية.
مترو العاصمة
من بين المشاريع الهامة، مترو العاصمة الذي ينفذ بالتعاون مع "الشركة الوطنية للاستثمار' الإماراتية وبقيمة ملياري دولار. وعبر هذا المشروع تنطلق دمشق لسد فجوات الازدحام والتوسع السكاني، إذ سيكون نواة شبكة نقل متكاملة، وقد تم اختياره كأولية لأنه يربط بين المناطق السكانية الكثيفة ومراكز النشاط الكبرى في العاصمة، ويمتد خطه من معضمية الشام غربا حتى القابون شرقا بطول 16.5 كيلومترا. يتضمن 17 محطة تخدم أحياء حيوية مثل المزة وجامعة دمشق والحجاز وساحة التحرير والعباسين ومحطة انطلاق سفريات القابون.
سيعبر الخط في ممر حضري ليخدم 250 ألف زائر و300 ألف موظف و70 ألف طالب يوميا، أي بتوقعات لاستخدام يومي يصل إلى اكثر من 750 ألف راكب، على أن يتم ربط الخط مع محطتي الحجاز والقابون بالسكك الحديدة وخطوط نقل أخرى مستقبلية، وستتنوع خيارات التنفيذ بين النفق والجسر والعمل على سطح الأرض حسب خصوصية كل منطقة وتأثيرها العمراني والبصري.
20 ألف شقة
أما مشروع "أبراج دمشق' والذي سينفذ في ريف العاصمة فسيضم 60 برجا مبنيا وفق المعايير الحديثة وتنفذها شركة أوباكو الإيطالية بالتعاون مع شركة يوباكو السورية ووزارة الاشغال العامة والإسكان والمؤسسة العامة للإسكان في سوريا.
و'أبراج دمشق' هي مدينة متكاملة تعيد تعريف السكن الحديث وتحتوي على 20 ألف شقة سكنية موزعة على 60 برجا بـ25 طابقا مع 4 أبراج بارتفاع 45 طابقا، إلى جانب مرافق مختلفة تشمل المسابح والملاعب الرياضية والفنادق والمراكز التجارية وفعاليات خدمية ومرافق تعليمية وصحية ودينية، بتكلفة تقديرية تصل إلى 2.5 مليار يورو مع توفير أكثر من 200 الف فرصة عمل.
رسائل سياسية
واعتبر المستشار الاقتصادي أسامة القاضي أن ما شهدته دمشق، الأربعاء، بمثابة واحدة من الكرنفالات الاقتصادية التي تقوم بها الإدارة السورية الحالية وتتوالى منذ المنتدى الاقتصادي السوري.
وفي تصريح له نقلته قناة "الإخبارية' السورية الرسمية أوضح القاضي أن "هذه المشاريع هي بمثابة رسائل اقتصادية وسياسية بأن الاستقرار والمناخ الجاذب هو ما يؤكد عليه الجميع، وحضور المبعوث الأمريكي توماس براك يبين حجم الدعم والتشديد على أهمية استقرار سوريا لاستقرار عموم المنطقة وعدم السماح بزعزعة البلاد'، مذكرا بأن شركات أمريكية وقعت قبل فترة ليست بالبعيدة لإنتاج الطاقة. واعتبر أن هذه الاستثمارات التي هي مجرد دفعة أولية تمثل حضورا سياسيا واقتصاديا سيعطي دفعا اكثر، وستكون هناك موجات أخرى كبيرة قادمة من الاستثمارات إلى سوريا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
الاقتصاد العالمي: التكنولوجيا ترفع وتيرة النمو
د. عدلي قندح جو 24 : شهد شهر يوليو 2025 مشهداً اقتصادياً معقداً تداخلت فيه مؤشرات النمو مع رياح تضخمية متقلبة، في بيئة استثمارية جمعت بين فرص بارزة وتحديات حقيقية. فقد ساهمت تسويات النزاعات التجارية وتحركات البنوك المركزية في صياغة مسار الأسواق، بينما لعبت نتائج قطاع التكنولوجيا دور المحرك الرئيس لارتفاع المؤشرات الأمريكية، في حين تراجعت الأصول الدفاعية تحت ضغط قوة الدولار وتراجع القلق من التضخم قصير الأجل. من أبرز المحركات الاقتصادية الكبرى لهذا المشهد نذكر ما يلي: 1. تسوية النزاع التجاري عبر الأطلسي جاء الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على فرض تعريفة أساسية بنسبة 15% كعامل مفصلي أعاد الوضوح إلى المشهد التجاري العالمي، وأوقف تصعيداً كان سيؤدي إلى توترات اقتصادية أعمق. ورغم أن هذه الخطوة مثّلت عبئاً اقتصادياً على أوروبا، فإنها عززت ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، وانعكس ذلك على قوة مؤشر الدولار الذي ارتفع بنسبة 3.20%، ما أدى بدوره إلى ضغط على السلع المقومة بالدولار، وعلى رأسها الذهب. 2. توقف دورة خفض الفائدة قرار كل من الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي التوقف المؤقت عن خفض أسعار الفائدة لم يكن تغييراً في الاتجاه، بل وقفة تكتيكية لمراجعة التطورات. الفيدرالي الأميركي أبدى تحفظه نتيجة المخاطر التضخمية الناجمة عن الرسوم الجمركية، بينما تبنى المركزي الأوروبي موقفاً أكثر توازناً. وأسفر ذلك عن ارتفاع طفيف في عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.37%، وهو ما يعكس توقعات الأسواق ببقاء السياسة النقدية مشددة نسبياً حتى الربع الرابع من العام. 3. التضخم وموسم الأرباح رغم أن الرسوم الجمركية أضافت مزيداً من الضغوط التضخمية، فإن نتائج الربع الثاني جاءت مفاجئة بالإيجاب، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا، ما دفع مؤشر ناسداك لتحقيق أفضل أداء شهري بين المؤشرات الرئيسة بنسبة +2.76%. كما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة +2.46% بدعم من قوة الاستهلاك المحلي، بينما سجل مؤشر داو جونز مكاسب طفيفة قدرها +0.16%. في المقابل، تراجع الذهب بنسبة -0.42% إلى 3,289.93 دولار للأونصة، في إشارة إلى انخفاض الطلب على أدوات التحوط. وفي قراءة جغرافية وقطاعية للأسواق لابرز ثلاثة قارات محركة للنمو الاقتصادي في العالم، نلاحظ مايلي: في الولايات المتحدة: قاد قطاع التكنولوجيا الموجة الصعودية مدفوعاً بارتفاع الطلب على الخدمات الرقمية وحلول الذكاء الاصطناعي، مع بقاء الاستهلاك المحلي في حالة صمود ملحوظ. في أوروبا: الأداء جاء متبايناً تحت ضغط العملة وتراجع القطاعات الدفاعية، وهو ما يعكس التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية. في آسيا: بيانات الصادرات الصينية القوية والفائض التجاري المفاجئ عززت أداء الأسواق الإقليمية، رغم استمرار ضعف الطلب الداخلي في الصين، ما أبقى التوقعات مفتوحة أمام تدخلات تحفيزية. ولدى تحليل النشاط في أسواق الدخل الثابت، يلاحظ محافظة السندات ذات الدرجة الاستثمارية على استقرار الفوارق الائتمانية عند نحو 110 نقاط أساس، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في جودة الائتمان المؤسسي. وفي المقابل، ارتفعت علاوة المخاطر على السندات عالية العائد إلى حوالي 330 نقطة أساس، ما يشير إلى تحوط تدريجي تحسباً لأي تباطؤ اقتصادي. اما المشهد في أهم الأسواق الناشئة، فكان كما يلي: في الصين: واصلت الصادرات أداءها القوي، لكن ضعف الطلب المحلي قد يدفع السلطات لاعتماد حزم تحفيزية. في البرازيل: واجهت ضغوطاً قوية بعد فرض الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 50% على صادراتها، ما أدى إلى تراجع العملة وسط توترات سياسية محتملة. في الهند: استقرار الروبية وتدفقات الاستثمارات الأجنبية القوية يعكسان استمرار جاذبية الإصلاحات الاقتصادية. وفيما يتعلق بالأصول البديلة، كان المشهد كما يلي: الذهب: انخفض تحت تأثير قوة الدولار وتحسن معنويات المخاطرة. النفط: تحرك في نطاق محدود بين 64.64 و70.50 دولاراً للبرميل، في ظل توازن العرض والطلب، مع استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب. العملات الرقمية: حافظ البيتكوين على مستوى يفوق 107,000 دولار، بينما واصل الإيثريوم تسجيل أداء قوي مدفوعاً بعودة الاهتمام المؤسسي. تتجه أنظار الأسواق نحو بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ( PCE ) وتصريحات مسؤولي الفيدرالي في اجتماع جاكسون هول، مع متابعة دقيقة لأي تطورات جديدة على صعيد الرسوم الجمركية. وفي هذه البيئة، تبدو الاستراتيجية الأمثل هي تعزيز الانكشاف على الأصول عالية الجودة، خاصة في سوق الائتمان الأمريكي، مع الاستفادة من فرص سندات الشركات في الأسواق الناشئة، والحفاظ على تنويع جغرافي متزن للمحافظ الاستثمارية. لذا فأن التوزيع الامثل لأي استراتيجية استثمارية متوازنة يمكن أن تشكل الأسهم فيها 50% من المحفظة مدعومة بحوالي 30% في السندات لتوفير الاستقرار، مع تخصيص 10% للنقد لتعزيز السيولة و10% للاستثمارات البديلة بهدف تنويع مصادر العائد وتقليل المخاطر. في ظل بيئة اقتصادية عالمية تتسم بالتعقيد والتقلب، تظل التكنولوجيا المحرك الرئيس الذي يعزز وتيرة النمو ويعيد تشكيل آفاق الاستثمار والتنافسية. إن إدراك هذه المتغيرات واستشراف تأثيراتها المستقبلية يمثل ركيزة أساسية لصنع السياسات المالية والنقدية التي تتسم بالمرونة والفعالية، وتعزيز القدرات المؤسسية والفردية على التكيف مع المستجدات الاقتصادية. لذا، يصبح من الضروري اعتماد استراتيجيات استثمارية متوازنة ومدروسة تستند إلى تنويع الأصول وجودة الاستثمار، لتوفير الحماية اللازمة وتحقيق النمو المستدام. وفي هذا السياق، تبقى متابعة التطورات التقنية والاقتصادية، وتحليل دقيق للمؤشرات العالمية، عناصر حاسمة في توجيه القرار الاقتصادي على المستويين الوطني والعالمي، بما يضمن تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق رفاهية الشعوب . تابعو الأردن 24 على


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
النتائج المالية النصفية للشركات تظهر نموا متسارعا يدعم الاقتصاد الوطني
أخبارنا : أظهرت النتائج المالية النصفية للشركات المدرجة في بورصة عمان متانة البنية الاقتصادية الوطنية ومرونتها وقدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، بعد تسجيل العديد من القطاعات الحيوية نموا ملحوظا في الأرباح، مدفوعة بتحسن البيئة التشغيلية، والاستقرار النقدي، والإصلاحات الحكومية المتواصلة، ما يدل على تحول نوعي في مناخ الاستثمار ويعزز من جاذبية السوق المالي الأردني إقليميا ودوليا. وبحسب بيانات بورصة عمان، ارتفعت الأرباح بعد الضريبة العائدة لمساهمي الشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة عمان المزودة لبياناتها المالية إلى 1.5 مليار دولار مقارنة مع 1.3 مليار دولار للنصف الأول من عام 2024 بنسبة 9.4 %، وكذلك ارتفاع الأرباح قبل الضريبة لهذه الشركات لتصل إلى 2.171 مليار دولار للنصف الأول من عام 2025 مقارنة مع 2 مليار دولار للنصف الأول من عام 2024، بنسبة 7 %، وارتفاع الأرباح بعد الضريبة للقطاع المالي بنسبة 12.5 %، وقطاع الخدمات بنسبة 5.3 %، وأرباح قطاع الصناعة بنسبة بلغت 4.6 %. وقال الرئيس التنفيذي لبورصة عمان، مازن الوظائفي، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن النتائج المالية النصفية التي أعلنتها الشركات المدرجة أخيرا تعكس أداء إيجابيا ومؤشرا واضحا على متانة الاقتصاد الوطني وقدرته على التكيف مع التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو والتقدم. وأكد أن هذه النتائج جاءت مدفوعة بجملة من العوامل الاقتصادية والسياسات الحكومية والإصلاحات التي عززت بيئة الاستثمار في المملكة، مشيرا إلى أن ارتفاع عدد الشركات الرابحة إلى 104 شركة مقارنة مع 69 شركة في الفترة المماثلة من العام الماضي، دليل على تحسن ملحوظ في الأداء التشغيلي لمختلف القطاعات الاقتصادية، وأن الأرقام تتحدث بوضوح عن قوة الشركات المدرجة ومدى تجاوبها مع التحولات الاقتصادية الإيجابية في البلاد. وأضاف إن الأداء الإيجابي للبورصة تجلى أيضا في تحسن الرقم القياسي العام 17.1 % وارتفاع مؤشر العائد الكلي بنسبة 26.6 % مع نهاية شهر تموز الماضي مقارنة مع بداية العام، كما ارتفعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة بمقدار 6.5 مليار دولار لتصل إلى نحو 34 مليار دولار بزيادة بلغت نسبتها 26% منذ مطلع العام الحالي. كما ارتفع معدل حجم التداول اليومي ليصل إلى حوالي 15 مليون دولار مقارنة مع مستويات العام الماضي، ما يعكس تزايد اهتمام المستثمرين بالسوق المالية الأردنية وثقتهم في استقرارها وآفاقها المستقبلية. وأشار إلى أن أداء الشركات المدرجة وخاصة في قطاعات البنوك والصناعة والخدمات، كان له تأثير مباشر على مؤشرات الاقتصاد الكلي حيث أسهم في زيادة الإيرادات الضريبية وبالتالي تعزيز إيرادات الخزينة العامة وتحسين قدرة الدولة على خدمة الدين العام وزيادة الإنفاق على المشاريع التنموية والخدمات العامة. وبين أن هذه التطورات الإيجابية تعزز من تنافسية الاقتصاد الأردني، وتسهم في توفير المزيد من فرص العمل وتحسين ميزان المدفوعات وزيادة الصادرات، مؤكدا أن نجاح الشركات في تحقيق هذه الأرباح ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني من خلال زيادة التوزيعات النقدية وتحفيز الاستهلاك والاستثمار. وفيما يتعلق بمسؤوليات الشركات، شدد الوظائفي على ضرورة التزامها بالإفصاح عن بياناتها المالية ضمن المدد القانونية وبأعلى درجات الشفافية والدقة، داعيا إلى مواصلة الالتزام بمعايير الحوكمة وتعزيز علاقات المستثمرين وتأسيس وحدات متخصصة لذلك داخل الشركات من أجل تعزيز الثقة مع المساهمين والمستثمرين وكافة الجهات ذات العلاقة. وأشار إلى أن أداء البورصة يعكس التطورات الاقتصادية في المملكة، وأن تحسن المؤشرات المالية والفنية في السوق هو نتيجة طبيعية لتحسن مناخ الاستثمار وتنفيذ الحكومة لبرامج تحديث وتطوير الاقتصاد، موضحا أن البورصة تمثل مرآة حقيقية للاقتصاد الوطني وأن التفاعل بين الأداء المالي للشركات والمؤشرات الاقتصادية العامة بات أكثر وضوحا خلال الفترة الأخيرة. وأكد الرئيس التنفيذي لبورصة عمان أن استمرار الأداء الإيجابي يتطلب تعاونا وتكاملا بين الأطراف المعنية كافة من شركات ومستثمرين وحكومة وهيئات تنظيمية من أجل تعظيم مكتسبات المرحلة الحالية والبناء عليها لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة. أستاذ المالية في جامعة آل البيت الدكتور عمر غرايبة، أكد أن الأداء القوي الذي حققته العديد من الشركات الأردنية المدرجة في بورصة عمان خلال النصف الأول من العام الجاري لم يكن محض صدفة، بل جاء نتيجة مجموعة من العوامل المتكاملة التي عكست تحسنا ملحوظا في البيئة التشغيلية والاقتصادية العامة في المملكة. وأضاف إن قراءة دقيقة للتقارير المالية تكشف أن هذا الأداء الجيد يرتكز على سبعة محاور رئيسة شكلت الأساس لنمو الأرباح وتحقيق نتائج إيجابية في ظل ظروف إقليمية ودولية متقلبة. وأوضح أن أول هذه العوامل يتمثل في تحسن النشاط التشغيلي للعديد من الشركات، حيث ساعد انخفاض أسعار النفط عالميا على تقليص كلف الإنتاج والنقل، ما أدى إلى تحفيز الطلب المحلي وزيادة التوسع في الأسواق الخارجية، كما ساعدت إعادة هيكلة بعض الإدارات وتطبيق أساليب إنتاج أكثر كفاءة على تحسين الأداء العام. وبين أن ضبط التكاليف وتبني سياسات تقشفية أو تحسين إدارة المصاريف أسهم بشكل مباشر في زيادة هوامش الربحية، خاصة لدى الشركات التي تبنت التحول الرقمي لتقليل النفقات التشغيلية. وأشار إلى أن جزءا من الأرباح المحققة يعود أيضا إلى ارتفاع العوائد من استثمارات الشركات في الأوراق المالية والعقارات والمشاريع المشتركة، كما لعب تحسن المناخ الاقتصادي المحلي دورا داعما، خاصة مع استقرار سعر صرف الدينار، وتباطؤ معدلات التضخم، بالإضافة إلى تحسن مؤشرات مثل السياحة والتحويلات المالية من الخارج. وأكد غرايبة أن بعض الشركات استطاعت أن تستفيد بذكاء من التغيرات القطاعية، خصوصا في قطاعات البنوك والتعدين والصناعات الدوائية والطاقة، والتي شهدت تحسنا لافتا بفعل ظروف السوق وارتفاع الأسعار العالمية لبعض السلع الأولية، أو نتيجة لحوافز وتسهيلات حكومية مباشرة. ولفت إلى دور البيئة التشريعية والتنظيمية، حيث أفادت بعض الشركات بأن الإجراءات الحكومية الأخيرة والتسهيلات التنظيمية ساعدت على تحسين بيئة الأعمال وفتح آفاق جديدة للنمو، كما أسهمت الإدارة الفعالة للمخاطر وتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية في تعزيز الاستقرار المالي للشركات. وقال الدكتور غرايبة إن عددا من الشركات الأردنية بدأ يربط بين تحسن أدائه المالي والتحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة، خاصة في القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة كالصناعات التحويلية والأسمنت والدواء والزراعة والفنادق، مشيرا إلى أن اعتماد أنظمة الطاقة الشمسية أسهم في خفض فاتورة الطاقة التشغيلية بشكل واضح، ولا سيما في ظل استمرار ارتفاع أسعار الكهرباء التقليدية. --(بترا)

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
"إيباك" منظمة إرهابية في قلب واشنطن .. فمن يجرؤ ؟!!
سؤال يتردد في أذهان البشرية جمعاء وتختلف الآراء حوله، وهو متى سيكون العالم أكثر هدواءً وتنتهي الحروب وصناعة الأوبئة والعبث بمستقبل سكان العالم؟، وحتى نجد جواباً لهذا السؤال علينا أن نبحث في إدارة العالم ومن يملك رأس المال وكيف تجمع في أيادي قلة من الناس، وحينها سنعرف بوضوح من يفرض سيطرته على أصحاب القرارات السياسية والعسكرية واستطاع تحويلهم إلى دُمى خشبية، يتحركون على شاشات سوداء حتى لا تظهر الخيوط التي تربطهم بأيدي مُحركيهم الظلاميون. ولا يخفى على أحد أن الماسونية وُجدت لهذه الغاية ولكن خطورتها ستتراجع إذا لم يكن لها أذرع مؤثرة في الدول صاحبة القرارت العالمية، لذا توأمت مع الصهيونية لتحقيق ذات الأهداف لتتوافقا على زراعة منظمة تحت مسمى 'إيباك' وهي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية، ولها غايات محددة تقوم على خدمة الكيان الصهيوني أكثر من خدمتها للولايات المتحدة وتدين بالولاء لرئيس وزراء الكيان أكثر من ولائها للرئيس الأمريكي، وتعمل على استنزاف اقتصاد واشنطن لمصلحة الارتقاء بتل أبيب المحتلة، وقد اعتبرها الرئيس كنيدي منظمة تعمل لمصلحة دولة اجنبية واتهمها بخيانة الولايات المتحدة ليتم اغتياله على مرأى من الشعب الأمريكي. لذا سيبقى العالم في خطر ومستقبله مظلم إذا ما استمرّت هذه اللجنة بالوجود، وحافظت على عملها بالعبث بالتركيبة السياسية في الدولة الأقوى عالمياً يفرضها سيطرتها على الكونغرس، لتجعل من واشنطن شريكة في جرائم الإبادة الجماعية في غزة بفضل المساعدات المالية والتسليح، ليتولد شعور عند شعوب العالم وطلبة الجامعات الأمريكية بأن الكونغرس التابع لإيباك مفلس أخلاقياً وإنسانياً لا سيما ان الدراسات أثبتت أن غالبية الشعب الأمريكي مع وقف العدوان على غزة، كونه جريمة بشرية ويستنزف موارد الولايات المتحدة وقد وصل دعمهما للكيان وحروبه اكثر من ثلاثة ترليون دولار، في وقت تعتبر واشنطن بأمس الحاجة لهذه الأموال لزيادة الاهتمام بالتعليم والصحة والبنية التحتية. وتسببت غزة بصمودها في وجه العدوان الصهيوني باعادة تعامل الشعب الأمريكي مع هذه اللجنة، ليخرج الرئيس السابق اللاحق دونالد ترامب بتصريح خطير حين قال: "لم يكن أحد يتصور قبل سنوات أن يصبح اللوبي الصهيوني بهذا الضعف في الولايات المتحدة، فقبل سنوات قليلة لم يجرؤ أحد على انتقاد اسرائيل، خوفًا على منصبه، أما اليوم فنرى أعضاء في الكونغرس والجامعات يرفعون أعلامًا مناهضة لاسرائيل"، ليتجاوز الشعب الأمريكي الخطوط الحمراء المتعارف عليها رغم أن "إيباك" تسيطر على الكونغرس وعلى العديد من مراكز القوى في مركز القرار الأمريكي. وفي المقابل ينظر أصحاب القيم الإنسانية إلى "إيباك" على أنها منظمة إرهابية بسبب عبثها في السياسة الأمريكية بشرائها لذمم عدد كبير من أعضاء الكونغرس ليصاب النظام السياسي بالشلل، ويتحول الكونغرس لمجمع فاسد ليصبح النظام السياسي الأمريكي الأكثر فساداً في العالم، وظهرت واشنطن كعاصمة للإرهاب بتخلصها من معارضي الكيان الصهيوني، فيما عززت "إيباك" حروبها الداخلية وكان أبرزها محاربة عضو مجلس النواب الأمريكي من أصول فلسطينية رشيدة طليب وحاول الضغط لأبعادها وعرضت الأموال الطائلة لاستبدالها، لكنها فشلت بعد ظهور صورتها الحقيقية لتكون سقطة كبيرة لقوة لجنة الإرهاب الصهيوأمريكية والتي ستتبعها سقطات قد تحولها لمجموعة مطاردة دولياً كونها محرك رئيسي لجرائم الإنسانية في العالم. آخر الكلام: حديث أحد أفراد عائلة روتشيلد عن أراض بحجم الولايات المتحدة خلف القطب الجنوبي ما هو إلا كذبة جديدة لزيادة إلهاء شعوب العالم بخرافات لا أصول لها، حتى لا يفكر أحد في الحقيقة وحتى يزداد الغباء وينتشر على طريقة السيرك الروماني المبني على نظام الإلهاء.