
عصيد: التيار المحافظ يركب على 'قميص ابتسام' لأغراض سياسية
أثارت متابعة الناشطة الحقوقية المغربية ابتسام لشكر جدلاً واسعاً، بعد أن استُدعيت من طرف النيابة العامة على خلفية نشرها صورة ترتدي فيها قميصاً اعتبرته 'مسيئاً للذات الإلهية'.
القضية، التي تعود جذورها إلى منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 31 ماي، عادت إلى الواجهة في الأسبوع الثاني من شهر غشت، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشأن توقيت التحرك القضائي، وأهداف بعض الأطراف التي حاولت الركوب على الملف سياسياً.
ورغم أن القضية عرفت نقاشا واسعا حول حدود ممارسة حرية التعبير في المغرب، إلا أن ما طفا على السطح بوضوح هو استغلال بعض مكونات التيار المحافظ للقضية كفرصة لتأجيج مشاعر الغضب الأخلاقي، وتحويلها إلى منصة تعبئة انتخابية موجهة ضد خصومهم السياسيين.
و بحسب متتبعين ، فإن المتابعة القانونية للناشطة المعروفة بمواقفها الجريئة ضمن حركة 'مالي' تحولت بسرعة من ملف قانوني إلى قضية رأي عام، قبل أن تُوظف من قبل بعض الأصوات المحافظة كذريعة للهجوم على توجهات الحكومة الحالية، وخصوصاً على تصريحات وزير العدل عبد اللطيف وهبي.
اللافت أن بعض الخطابات التي خرجت من رحم التيار المحافظ لم تركز على نقاش قانوني عقلاني أو حتى ديني عميق، بل سعت إلى تحويل النقاش من مسألة حقوق وحريات إلى مسألة هوية وأخلاق وقيم، في مسعى واضح لتأليب الرأي العام واستمالة قاعدة انتخابية محافظة في أفق الاستحقاقات المقبلة.
أحمد عصيد: السلطات وتيارات التطرف يتقمصون دور 'حماة الله'
في تصريح معبّر، قال المفكر والفاعل الحقوقي أحمد عصيد إن ما جرى مع ابتسام لشكر يكشف مدى هشاشة الدولة في تعاملها مع الحريات الفردية، معتبراً أن استدعاء ناشطة بسبب قميص 'يفترض أنه مسيء' هو مؤشر على أن الإيمان في هذه البلدان 'ليس مسألة شخصية حرة'، بل هو جزء من 'نظام عام' محروس ومراقب، لأغراض سياسية أكثر منها دينية.
وأضاف عصيد:'في الدول الديمقراطية الراقية لا تتدخل السلطات لحماية الله من المجذفين، لأنها تعلم أن الإيمان الراسخ للأفراد لا تزحزحه مزاحات اللادينيين أو الملحدين، في بلدان الهشاشة تقدم السلطة والتيار المتطرف أنفسهم 'حماة لله'، لأن الإيمان أصلا ليس فردياً وليس اختياراً حراً، بل هو نظام مراقب لأنه في النهاية لعبة سياسية ذات مآرب دنيوية غير شريفة.'
حين يصبح 'الدين' واجهة للتموقع السياسي
هذا التفاعل المفرط لا يمكن عزله عن السياق السياسي العام، حيث يجد جزء من التيار المحافظ نفسه في موقع دفاع بعد تراجع شعبيته في السنوات الأخيرة. ومن هنا، فإن قضية ابتسام لشكر تبدو كمادة خصبة لإعادة إحياء الخطاب التقليدي المحافظ، عبر تقديم نفسه كحامٍ للقيم المجتمعية و'الهوية الوطنية' في مواجهة ما يُوصف بـ'الاختراق الغربي' أو 'التفسخ الأخلاقي'.
والأخطر من ذلك، هو تحويل رموز من المجتمع المدني إلى 'أعداء رمزيين' يتم شيطنتهم على منابر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يفتح الباب أمام خطاب الكراهية ويزيد من منسوب الاستقطاب داخل المجتمع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ ساعة واحدة
- العالم24
أمواج المهدية تحتضن أول بطولة عالمية للناشئين في ركوب الأمواج
برقية تعزية في وفا..ة المرحوم إدريس بوشارب ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المشمول برحمة الله تعالى، إدريس بوشارب، رحمه…


العالم24
منذ 8 ساعات
- العالم24
الزاوية القادرية البودشيشية ترد على شائعات تنازل شيخها عن المشيخة
أصدر عدد من أتباع الطريقة القادرية البودشيشية ومناصريها، اليوم الأربعاء 13 غشت الجاري، توضيحًا رسمياً ينفون فيه ما تم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي بشأن ادعاءات تفيد بتنازل الشيخ منير القادري بودشيش عن المشيخة لفائدة شقيقه الأصغر، معاذ القادري. وأكد البيان أن هذه المزاعم لا تمت للحقيقة بصلة، واصفاً إياها بـ'الادعاءات الكاذبة والمغرضة' التي تهدف، بحسب تعبيره، إلى زرع الفتنة وشق وحدة الصف داخل الطريقة القادرية البودشيشية. وأوضح ذات البلاغ، أن الشيخ منير القادري لا يزال يتولى المشيخة بكامل صلاحياته، مواصلاً التزامه بالطريق الروحي والدعوي في إطار الثوابت الدينية والوطنية للمملكة، وتحت رعاية أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله. ودعا البيان، الذي نُشر عبر الصفحة الرسمية للمنشد نجيب فضولي، عموم المتابعين إلى توخي الحذر، والتثبت من صحة الأخبار، محذراً من الانجرار وراء الإشاعات التي تستهدف استقرار الطريقة ووحدتها. وختم البيان بالتأكيد على أن الطريقة القادرية البودشيشية ستبقى كما كانت، قائمة على نهج موحد، ومنهج صافٍ، مستمسكة بثوابتها الروحية والدينية.


بلبريس
منذ 8 ساعات
- بلبريس
المغرب يخلد الذكرى 46 لاسترجاع وادي الذهب بوفاء متجدد
في أجواء الحماس الوطني الفياض والتعبئة الوطنية الشاملة والمستمرة، يخلد الشعب المغربي، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، غدا الخميس الذكرى الـ 46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، والتي تشكل حدثا تاريخيا مشهودا جسد ملحمة بطولية في مسيرة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها بالمناسبة، أنه في يوم 14 غشت 1979، وفدت على عاصمة المملكة الرباط وفود علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ سائر قبائل إقليم وادي الذهب، لتجديد وتأكيد بيعتهم لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، المغفور له الحسن الثاني، معبرين عن تعلقهم المكين بالعرش العلوي المجيد وولائهم وإخلاصهم للجالس عليه على هدي آبائهم وأجدادهم، واصلين الماضي بالحاضر، ومؤكدين تمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بالانتماء الوطني وبوحدة التراب المقدس من طنجة إلى الكويرة،محبطين مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالحقوق المشروعة للمملكة. وقد ألقت وفود مدينة الداخلة وإقليم وادي الذهب بين يدي المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، نص البيعة، بيعة الرضى والرضوان، معلنين ارتباطهم الوثيق والتحامهم بوطنهم المغرب. وشكل هذا الحدث لحظة تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة التي حمل مشعلها بإيمان واقتدار وتبصر وبعد نظر مبدع المسيرة الخضراء المظفرة، عندما خاطب رحمه الله أبناء القبائل الصحراوية المجاهدة قائلا: 'إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر'. ومما زاد من بهاء وروعة هذا اللقاء التاريخي ودلالاته، قيام جلالته، طيب الله ثراه، بتوزيع السلاح على وفود القبائل في إشارة رمزية إلى استمرار الكفاح من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية وعن استتباب الأمن والأمان والاستقرار بالأقاليم الجنوبية المسترجعة إلى الوطن. وما كادت تمر إلا بضعة أشهر حتى تحقق اللقاء مجددا بين مبدع المسيرة الخضراء وأبناء إقليم وادي الذهب، عندما حل به في زيارة رسمية بمناسبة احتفالات عيد العرش المجيد، حيث تجددت العروة الوثقى ومظاهر الارتباط القوي بين العرش العلوي المنيف وأبناء هذه الربوع المناضلة من الوطن، هذا الارتباط الذي أحبط كل مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة. فسار المغرب على درب البناء والنماء والارتقاء بأقاليمه الجنوبية إلى مدارج التقدم والازدهار، وإدماجها في المجهود الوطني للتنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة، مدافعا عن وحدته كاملة ومبرزا للعالم أجمع مشروعية حقوقه وإجماع الشعب المغربي على الدفاع عنها والذود عنها بالغالي والنفيس. وأكدت المندوبية السامية أن يوم 14 غشت 1979 يعد يوما تاريخيا مشهودا في سلسلة الملاحم والمكارم في سبيل تحقيق الوحدة الترابية واستكمال السيادة الوطنية. إنه تتويج لمسيرة نضالية طويلة ومريرة وزاخرة بالدروس والعبر، إذ بعد عقود من الوجود الاستعماري الاسباني بالأقاليم الجنوبية، تواصلت مسيرة تحرير ما تبقى من الأجزاء المغتصبة بدءا بمدينة طرفاية في 15 أبريل 1958 ثم سيدي إفني في 30 يونيو 1969، فالأقاليم الجنوبية المسترجعة غداة المسيرة الخضراء التي انطلقت في 6 نونبر 1975 بفضل عبقرية وحنكة جلالة المغفور له الحسن الثاني و نضالات وبطولات أبناء هذه الربوع المجاهدة، وأخيرا استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979. وواصل سليل الأكرمين وباني المغرب الجديد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حمل مشعل الدفاع عن وحدة التراب الوطني، موليا عنايته القصوى لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة ورعايته الكريمة لأبنائها، تعزيزا لأواصر العروة الوثقى والتعبئة الوطنية الشاملة والمستمرة لمواجهة كل مؤامرات خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بأحقية المغرب في صحرائه، ومجسدا حكمة المغرب وتبصره وإرادته في صيانة وحدته الترابية المقدسة. وهكذا، بعد مرور 46 سنة على عودة هذا الإقليم إلى الوطن، تواصل بنفس العزم والحزم والإصرار مجهود تنمية هذا الجزء الغالي من الوطن، للارتقاء به إلى قطب جهوي ليس قياسا مع جهات البلاد فحسب، ولكن بالنسبة لكافة مناطق الساحل والصحراء. فمنذ استرجاع هذا الإقليم والأقاليم الجنوبية الأخرى، انطلقت أوراش عمل كبرى لإنجاز مشاريع وبرامج استثمارية وتنموية في كافة المجالات وعلى شتى الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والثقافية والبشرية وإقامة التجهيزات الأساسية والبنى التحتية والارتكازية لإرساء اقتصاد جهوي قوي وخلاق للقاعدة المادية للإنتاج وموفر لفرص الشغل. ومن الجدير بالذكر أن تصور مشاريع تنموية دامجة ومستدامة يضع المواطن في صلب الأولويات، وهو خيار مهد الطريق أمام تحول عميق وجذري في جهة الداخلة وادي الذهب والجهات الصحراوية الثلاث، وهي مناطق من الوطن لم تشهد أية تنمية اقتصادية واجتماعية إبان فترة احتلالها. لكنها تعيش اليوم على وقع دينامية متواصلة في مختلف مجالات التنمية الشاملة والمتكاملة والمندمجة في الاقتصاد الوطني. ويعتبر النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعيون يوم 6 نونبر 2016، بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، خطوة أخرى في المسار التنموي، ترتكز في مضمونها على التنمية المتكاملة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. وأكدت المندوبية السامية، في بلاغها أن الاحتفاء بالذكرى الـ 46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب ككل سنة، واستحضار قيمها ودلالاتها، ودروسها وعبرها، 'يدعونا للتأمل والتدبر لاستقراء هذه المرحلة من مظاهر ومعالم البناء والنماء التي بصمت تاريخ عهد الاستقلال الزاهر والزاخر بمشاريع وبرامج تنموية ناهضة وبانية للوحدة الترابية والاقتصاد الوطني والمجتمع الجديد المرسخ لقيم ومقاصد التطوع والتضامن والتكافل، و المعزز للعدالة الاجتماعية والمجالية'. وأبرز البلاغ أن هذه هي الرسائل السامية التي تتوخى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إيصالها وانتقالها من جيل إلى جيل بما تحمله من معاني وتجليات القيم الروحية والوطنية التي ينبغي إشاعتها باستمرار في نفوس وأوساط الناشئة والشباب والأجيال المتعاقبة، لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني وبالهوية المغربية الأصيلة. وأضاف أن أسرة المقاومة وجيش التحرير لتغتنم مناسبة تخليد الذكرى الـ 46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب المجيدة، لتجدد ولاءها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، وتعلن عن استعدادها الكامل وتعبئتها المستمرة وراء قائد البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل تثبيت المكاسب الوطنية والدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، متشبثين بالمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية. وقد حظي هذا المشروع بالإجماع الشعبي لكافة فئات وشرائح ومكونات الشعب المغربي وأطيافه السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية، ولقي الدعم والمساندة من المنتظم الأممي الذي اعتبره آلية ديمقراطية وواقعية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول أحقية المغرب في السيادة على ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة. وبهذه المناسبة، أعدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير برنامجا حافلا بالأنشطة والفعاليات المخلدة للذكرى الـ 46 للحدث التاريخي العظيم لاسترجاع إقليم وادي الذهب، يتضمن مهرجانا خطابيا بالقاعة الكبرى لولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، يوم الخميس 14 غشت الجاري يتم خلاله تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتوزيع إعانات مالية وإسعافات اجتماعية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة المستحقة للدعم المادي والاجتماعي. كما سيتم بنفس المناسبة، تنظيم برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية بسائر النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية، وكذا بفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير المبثوثة عبر التراب الوطني وتعدادها 106 وحدة، بتنسيق وشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والهيآت المنتخبة والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.