
الطلبة ينظفون شاطئ الصويرة
شارك نحو 250 طالبا من المدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة، الأربعاء، في حملة لجمع النفايات البحرية بشاطئ مدينة الرياح.
وتوخت هذه المبادرة البيئية، المنظمة من قبل المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبدعم من عدد من الشركاء المؤسساتيين والجمعويين، توعية المشاركين وعموم الناس بأهمية المحافظة على الساحل والبيئة البحرية.
وإلى جانب عملية جمع النفايات، تميزت هذه المبادرة التي أطلق عليها اسم 'يوم المبادرة الأزرق'، بسلسلة من الأنشطة التربوية والترفيهية، منها على الخصوص، ورشات تحسيسية حول الرهانات البيئية، ومعارض فنية حول إعادة التدوير ومنافسات تروم تشجيع المبادرات لفائدة التنمية المستدامة.
وأوضحت رئيسة المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات، خلود كاهيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الحملة تندرج في سياق دينامية شاملة تهدف إلى تقوية التزام الشباب من أجل حماية البيئة، مع العمل على النهوض بمقاربة تشاركية ومندمجة.
وأضافت أن هذه المبادرة، التي تتجاوز إطار العمل البيئي البسيط، تتوخى الاحتفاء بدور الصويرة باعتبارها مدينة رائدة في مجال الاستدامة البيئية على الصعيد الوطني، وتعكس أيضا، الالتزام بجعل الشأن الإيكولوجي أولوية، والارتقاء بمدينة الرياح كنموذج للتنمية المستدامة على الصعيد الدولي.
من جانبه، أبرز الإطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الصويرة، محمد المنجح، دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم المبادرات البيئية وتوعية الشباب حول الرهانات الإيكولوجية، مؤكدا أن 'هذه المبادرة تندرج في سياق التنمية المستدامة للمدينة، التي تراهن على تراثها الطبيعي والثقافي لتقوية جاذبيتها السياحية، مع المحافظة على بيئتها'.
بدورها، عبرت الطالبة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، آية آيت كوبي، عن اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث، مشيرة إلى أن هذا النوع من المبادرات يشكل فرصة ثمينة لتوعية الشباب إزاء حماية الساحل وتشجيعهم على اعتماد ممارسات أكثر احتراما للبيئة.
ونوه الطالب زكرياء عياد، من جهته، بهذه المبادرة المحمودة، معتبرا أنها تعزز اليقظة الإيكولوجية للأجيال الشابة وتحفزهم على اعتماد سلوكات مواطنة وإيكولوجية في حياتهم اليومية.
من جانبهم، أشاد باقي المشاركين، من ضمنهم مؤطرون وممثلو الجمعيات الشريكة، بهذه التعبئة الجماعية، معربين عن رغبتهم في رؤية مثل هذه المبادرات تتضاعف في المستقبل من أجل حماية أفضل للتراث الطبيعي للؤلؤة المحيط الأطلسي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وجدة سيتي
١١-٠٥-٢٠٢٥
- وجدة سيتي
حديث الجمعة : (( ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار ثم لا يجدون وليّا ولا نصيرا سنّة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا ))
حديث الجمعة : (( ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار ثم لا يجدون وليّا ولا نصيرا سنّة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا )) من المعلوم أن الله عز وجل تعهد في كل الرسالات المتتالية التي بعث بها رسله الكرام صلواته وسلامه عليهم أجمعين لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، وجعل ذلك سنة ماضية في الخلق إلى قيام الساعة . ومن الآيات البيّنات التي ضمنها الله تعالى رسالته الخاتمة المنزلة على خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قوله عز من قائل : (( ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار ثم لا يجدون وليّا ولا نصيرا سنّة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا )) ، ففي هاتين الآياتين الثانية والثالثة والعشرين من سورة الفتح يذّكر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومن خلاله يذكّرعموم المؤمنين إلى يوم الدين بسنته الماضية في خلقه التي وعدهم بها حين يقاتلهم الكافرون ، وهي سنة خلت فيمن كان قبلهم من المؤمنين ، ولا تبديل لها . ولما كانت العبرة في كلام الله تعالى بعموم لفظه، لا بخصوص أسباب نزوله ، فإن هذا الوعد منه سبحانه وتعالى كان لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولمن كانوا معه يومئذ من المؤمنين ،كما كان من قبل لمن سبقه من المرسلين الكرام صلواته وسلامه عليهم أجمعين، ولمن كانوا معهم من المؤمنين ، وهو وعد لن يتخلف، ولن ينقطع أبدا ما دام في الدنيا كفار يقاتلون المؤمنين حتى تقوم الساعة . وموعود الله سبحانه وتعالى هو حتمية فرار الكافرين حين يقاتلون المؤمنين ، وحتمية حرمانهم ممن يواليهم أو ينصرهم ، وهذه سنته سبحانه وتعالى التي خلت في الأولين ، وهي مستمرة في الآخرين لا تبديل لها إلى يوم الدين . ولقد جاء في كتب التفسير أن هذا الوعد الإلهي مشروط بنيّة صادقة لنصر دينه مصداقا لقوله تعالى في الآية السابعة من سورة محمد : (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) ، وقوله أيضا في الآية الأربعين من سورة الحج : (( ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )) ، فهذان وعدان ناجزان منه سبحانه وتعالى إلى قيام الساعة . وقال المفسرون إن نصر الله عز وجل يكون على قدر الإيمان ، وعلى قدر تقواه سبحانه وتعالى . ولقد كان نصر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن كانوا معه من المؤمنين يوم بدر بقدر إيمانهم وتقواهم على ما كانوا عليه من قلة وذلة ، وما كان عليه في المقابل الكفار من كثرة وعدة وعتاد، ومع ذلك لم يجد هؤلاء يومئذ من يواليهم ، ولا من ينصرهم لسابق وعد الله تعالى الناجز ، ولسريان سنته التي لا تبديل لها . مناسبة حديث هذه الجمعة هو تنبيه عموم المؤمنين إلى ما قد يغفل عنه بعضهم مما وعد به الله تعالى عباده المؤمنين الذين تصدق نيتهم في نصر دينه وإعلاء كلمته أو يظنون أن وعده قد يتعطل أو أن سنته تتبدل بسبب تغير أحوال الناس في زماننا هذا ،وقد قويت شوكة أهل الكفر ، وكثر عددهم ، وزادت قوتهم ، وكثرت أحلافهم ، وتطورت عدتهم ، وتنوع عتادهم . وقد يقال لا مجال لمقارنة حروب المؤمنين مع الكافرين بالأمس مع حروبهم في هذا الزمان لاختلاف أسباب القوة ، وتطور العتاد والعدة ، وذلك إما لضعف إيمان القائل أو لقلة يقينه بوعد الله الناجز والذي لا تبديل له . وقد يقال إن الله تعالى قد أمر المؤمنين بالإعداد قبل منازلة الكافرين ، وهذا أمر صحيح إلا أن المؤمنين قد يعوزهم الإعداد اللازم ، ويضطرون اضطرارا إلى قتال الكافرين لعدوان هؤلاء عليهم ، ويكون دين الله عز وجل في حاجة إلى من ينصره كما كان الحال يوم بدر ، فما الذي يجب عليهم القيام به في مثل هذه الحال ؟ هل يواجهون المعتدين مع يقين بأن الله عز وجل وعدهم الوعد الصادق الناجز بنصرهم إن صدقوا في إيمانهم وفي نصر دينه ،وباندحار أعدائهم أم يستسلمون لهم ؟ إن ما يمر به المؤمنون في أرض الإسراء والمعراج اليوم ، وفي هذا الظرف بالذات هو هذه الحال بالضبط ، ذلك أنهم حوصروا في أرضهم بقطاع غزة منذ سنة 2005 بعد انسحاب عدوهم الصهيوني من أرضهم بعد احتلاله من قبل ، واستمر الحصار الخانق عليهم طيلة عقدين من الزمان ، وخلال هذه المدة كان عدوهم يهاجمهم بآلته العسكرية المدمرة ، وقد كان اعتداؤه عليهم أربع مرات سنة 2008 ، وسنة 2009 ، وسنة 2012 ، وسنة 2014 ، وتعرضوا خلالها لعدوان الإبادة الجماعية ، وتعرضت ديارهم للدمار خراب . ولما أحسوا منه التخطيط الماكر لعدوان جديدا عليهم دلت عليه مؤشرات منها ما سمي صفقة القرن، بادروه بهجوم عليه في المنطقة التي يحتلها قبل أن يهاجمهم. وهذه هس الحقيقة التي لا غبار عليها ، وهذا يدل على أن عدوهم قد فرض عليهم القتال فرضا ، وليسوا هم من اختاروه كما يُروَّج عنهم ذلك ، وأن قصدهم إنما هو تحرير أرضهم من نير احتلال بغيض يريد إبادتهم أو تهجيرهم عنها قسرا ،وعلى رأس ما هدفوا إلى تحريره بيت المقدس، ومسجده الأقصى الذي دأب عدوهم على تدنيسه باستمرار ، وهو مهدد بالهدم لإقامة هيكله المزعوم ، وهذا مؤشر على أنهم إنما أرادوا نصر دين الله عز وجل وإعلاء كلمته . فكيف يلومهم اللائمون على ما شرع الله تعالى لهم ، وما شرعته حتى الشرائع البشرية حين تحل الأوطان ؟ وكيف يشكك المشككون في نواياهم الموكول أمرها إلى الله عز وجل وحده ، وليس من حق أحد أن يتكهن بها إلا أن يقع في إثم سوء الظن الذي نهى عنه سبحانه وتعالى إن كان الظانّ يظن نفسه مؤمنا حقا ؟ وليس من حق من لا يقدم لهم عونا أو دعما ، وهو واجب ديني على كل مؤمن أن يلومهم أو يشكك في نواياهم ، وخير له أن يصمت حتى لا يبوء بإثم يحمل وزره يوم العرض على الله عز وجل . ومن كان يستعظم قوة الخلق دون استحضار قوة الخالق سبحانه وتعالى ، وهو يدعي الإيمان ،وينتسب إلى حظيرة المؤمنين ، فإنه يسيء الأدب معه ، وقد ينزلق إلى ما هو أخطر من ذلك حين يتجاهل وعد الله الناجز أو يشكك فيه أو يكذبه أو يستهين به أو يستبعده في هذا الزمان لقصور نظره وتعطيل عقله حين تعظم قوة المخلوق عنده ، ويبلغ به اليأس مبلغه، فيعتقد جازما أن ليس لوعد الله تعالى إنجازا وهو يقرأ قوله تعالى : (( ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )) ، يمر بها مرورا الكرام . ولقد ورد في الذكر الحكيم ذكر سنته هذه التي خلت من قبل ، وتلتها سنن أخرى مثلها على امتداد العصور المتتالية ، وقد عاش الناس في هذا الزمان مثلها كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر في أرض المسلمين الأفغان الذين نصرهم الله على الإنجليز، والروس، والأمريكان ومعهم دول حلف الناتو على ما كان عندهم من نقص في العدد، والعدة، والعتاد . وكان نصره لهم على قدر أرصدتهم من الإيمان والتقوى ، ووفق ما علم سبحانه وتعالى من صدقهم في نصر دينه وإعلاء كلمته . وعليه على المؤمنين الذين يحرصون على صيانة أرصدتهم من الإيمان والتقوى، غير مرتابين، ولا شاكين أن يستيقنوا أن وعد الله عز وجل الذي وعد به عباده المؤمنين من نصر إن صدقوا في نصر دينه ناجز لا محالة. وعليهم أن يصونوا ألسنتهم من سوء الظن بالمجاهدين في أرض الإسراء والمعراج أو من التشكيك في جهادهم ورباطهم تحت ذريعة الإشفاق على ضحاياهم من المدنيين ، وأن يساءلوا أنفسهم ما الذي قدموه لهم ؟ اللهم إنك أنت علام الغيوب ،لا يخفى عليك سبحانك شيء من أمر عبادك المجاهدين في سبيلك بأرض الإسراء والمعراج ، ولا نزكيهم عليك ، فعجل اللهم لهم بوعدك الناجز الذي لا نرتاب، ولا نشك فيه ،وأقراللهم عيونهم بنصرك المبين واقهر اللهم من اعتدى عليهم وظلمهم . والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


وجدة سيتي
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- وجدة سيتي
حديث الجمعة : (( الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا ))
حديث الجمعة : (( الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا )) من المعلوم أن إرادة الله عز وجل اقتضت أن يبعث في البشرعبر الأزمنة المتعاقبة مرسلين يبلغونهم رسالاته التي ضمّنها هديه وفيه خيرهم في عاجلهم وآجلهم. وقد ختم سبحانه وتعالى المرسلين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله إلى العالمين ، وأوكل إليه تبليغ رسالته الخاتمة المصدقة لما بين يديها من رسالات، والمهيمنة عليها ، والمكملة لها بما تحتاجه البشرية من هدي وتشريعه إلى يوم الدين . ولقد اصطفى الله تعالى حملة رسالاته إلى خلقه منذ بدء الخليقة ممن اصطفاهم واجتباهم من خيرة خلقه، وقد صنعوا على عينيه ، وأودع فيهم من الصفات والخصال والمؤهلات ما يؤهلهم للقيام بأعظم مهمة على الإطلاق باعتبار ما يبلغونه عنه من هدي فيه خلاص البشرية في الدارين. ومعلوم أن مهمة التبليغ عن الله عز وجل تتطلب الجرأة والشجاعة من المرسلين المبلغين عنه ،لأن الظروف التي أحاطت بمهمتهم كانت غالبا في منتهى الخطورة والصعوبة بسبب استكبار وتعنت من يرسلون إليهم، ذلك أن رسالات الله عز وجل كانت تتضمن ما يغير من سوء أحوال قد ألفوها ودرجوا عليها ، فيشق عليهم أن يتخلوا عنها ، ويكون رد فعلهم تكذيب المرسلين ، وتهديدهم بكل أنواع التهديد بما في ذلك التصفية الجسدية . وكان المرسلون صلوات الله سلامه عليهم أجمعين يؤدون مهمة التبليغ بكل شجاعة ، لا يخشون إلا الله عز وجل الذي كان يلهمهم العزم، والصبر ، وتحمل كل أذى يلقونه من الذين ينكرون رسوليتهم ورسالاتهم. ولقد قص علينا القرآن الكريم الكثير من أخبار أولئك المرسلين وهم يواجهون متاعب التبليغ، وقد أثنى الله تعالى عليهم ، وأشاد بصبرهم وثباتهم أمام ما كانوا يواجهونه من متاعب ومخاطر جمة . ولقد قتل منهم وهم على صبرهم وثباتهم لا يخشون إلا خالقهم سبحانه وتعالى . ومما سجله الوحي وله علاقة بتبليغ الرسالات عن الله عز وجل لخلقه قوله تعالى في الآية التاسعة الثلاثين من سورة الأحزاب : (( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا )) ،وهي آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمره الله تعالى أن يغير عرفا فاسدا من الأعراف التي درج عليها الناس في جاهليتهم، وهو تحريم الاقتران بحليلة الدعيّ إذا طلقها ، وكان ذلك مما أحله الله تعالى ،وأباح في شرعه، وجعله سنة في خلقه. وعلينا أن نتصور حال الحرج الذي واجهه رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وقد أمره الله تعالى أن يتزوج بابنة عمته زينب بنت جحش التي كانت تحت زيد بن حارثة الذي كان دعيّا تربي في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان الناس آنذاك يحرمون ذلك ، بل يستشنعونه إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطاع ربه فيما أمره دون اكتراث بأحد أو خشية من أحد مع أنه لم يكن من السهل يومئذ أن يُحطم عرف فاسد من أعراف الناس وقد ساد فيهم، وورثوه عن آبائهم وأجدادهم ، وكان أمرا عظيما في اعتقادهم خصوصا وأن أول من أبطله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إبطاله بأمر من الله عز وجل ، وهو عبارة عن تبليغ تشريعه الذي شرعه لعموم المؤمنين إلى قيام الساعة . وهذا الحدث إنما ساقه الله تعالى ليكون فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إسوة للذين آمنوا به حين يتعلق الأمر بتغيير ما ليس مما شرعه سبحانه وتعالى ، وقد دأب الناس عليه اعتقادا وعادة ، وكان يشق عليهم التخلي عنه وتركه . ولما كانت العبرة بعموم لفظ كلام الله عز وجل لا بخصوص أسباب نزوله كما هو الحال في هذه الآية موضوع هذا الحديث لهذه الجمعة ، فإن حكمها ينطبق على تبليغ كل ما لا يقبله الناس أولا يستسيغونه بسبب ما يعتادون عليه من أحوال أو سلوكات ضالة ، لأنه يشق عليهم التخلي عنها والعودة إلى ما شرع لهم الله تعالى ، وما أمرهم به مما بلغه لهم رسوله صلى الله عليه وسلم من قرآن كريم وسنة مشرفة. ولا شك أن المعتبر فيما يجب تبيلغه هو خشية الله تعالى دون خشية أحد سواه في أمر الناس ما اعتادوا عليه من عادات وتقاليد ينزلها أصحابها منزلة المقدس وهي مخالفة لشرع الله تعالى . ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته يواجه العادات والتقاليد التي درج عليها الناس في جاهليتهم ، من قبيل تحريم الزواج من حليلات الأدعياء لا يخشى في ذلك أحدا إلا الله عز وجل ، فسار على نهجه بعده الخلفاء الراشدون لا يخشون في تبليغ ما أمر الله تعالى بتبليغه أحدا ثم سار على نهجهم عموم الصحابة رضوان الله عليهم ، واقتدى بهم في ذلك التابعون ، وكل من تبعهم بإحسان من أهل العلم لا يخشون في ذلك أحدا إلا الله ، وظلوا على ذلك منذ البعثة النبوية ، وسيبقى على هذه الحال إلى قيام الساعة، وهم قدوة لعموم المسلمين الذين يستجيبون لأمر الله تعالى بالتبليغ عنه دون خشية أحد سواه، وهو الرقيب عليهم سبحانه وتعالى . مناسبة حديث هذه الجمعة هو تذكير عموم المؤمنين بما تعبدهم به الله تعالى من خشيته دون سواه فيما يجب تبليغه من شرعه درءا لمفاسد التقاليد والعادات ، وعلى رأس من يجب تذكيرهم بذلك أهل العلم الذين هم ورثة الأنبياء استجابة لأمر الله تعالى ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم . وما أحوج الأمة المسلمة اليوم إلى السير على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم في خشية الله تعالى دون سواه فيما يجب الجهر به من قول الحق ونصرته ، ونحن في هذا الظرف بالذات، والمسجد الأقصى مهدد بالتهويد والهدم والزوال ، وأهله المنافحون عنه والمرابطون من أجله يبادون إبادة جماعية ، وعموم الأمة تتفرج عليهم مشغولة بكل أنواع اللهو، إلا القلة قليلة منها التي تسيّر المسيرات والمظاهرات لنصرتهم بالكلمة وهو أضعف الإيمان ، وليس لها من سبل إلى نصرتهم بسبب الحصار الخانق المفروض عليهم بكل قسوة ، وولاة أمورالمسلمين لا يبالون بما هم فيه من شدة ، وبما يعانون منه من ظلم الصهاينة وحلفائهم ، وهم يستنصرونهم ، ويستنجدون بهم ليل نهار ، ولا ناصر ، ولا منجد ، ولا مغيث ، ولا من يوصل إليهم رغيف خبز أو جرعة ماء أو جرعة دواء، وهم في العراء وتحت خيام مرقعة عبارة عن أسمال ، ووسط الردم الذي يقصف ليل نهار … وما خفي أعظم . و أمام هذا الوضع انقسم علماء الأمة إلى قسمين : قسم آثر خشية الله عز وجل على خشية سواه ، وقد رفعوا أصواتهم منددين بما يفعله اليهود والصليبيون بالمسلمين في أرض الإسراء والمعراج ، ويحثون الأمة وولاة أمورها على نصرتهم ، ويذكرونهم بما أوجب الله تعالى عليهم من واجب النصرة ، وقسم آخر اختاروا ـ مع شديد الأسف والحسرة إما الصمت المطبق وهو ما لا يليق برتبهم العلمية خشية غير الله تعالى أو اختاروا الانحشار في زمرة المترسمين الذين يخشون فقدان رسومهم وامتيازاتهم ، ويخشون إغضاب ولاة أمورهم ، منصرفين إلى مدحهم والثناء عليهم دون تذكيرهم بما أوجب الله تعالى عليهم من نصرة عباده المؤمنين المستضعفين ، أو تذكيرهم بما ولاهم من مسؤولية جسيمة سيسألون عنها بين يديه يوم العرض عليه وهوعليهم رقيبا لا يخفى عليه من أمرهم شيئا . اللهم إنا نسألك الخشية منك دون سواك ، ونسألك الصبر والثبات على ذلك حتى نلقاك ونحن كذلك غير مفتونين في ديننا . اللهم إنا نسألك بفرج قريب عاجل لإخواننا في غزة والضفة ، وأنت أعلم بما هم فيه من شدة ، و من قتل وهدر لدمائهم ، وتجويع لهم ، وحصار ،وتهجير ، وليس لهم من ناصر ولا من منقذ سواك ، وقد تقاعس المليار ونصف المليار من المسلمين عن نجدتهم التي أوجبتها عليهم . اللهم أن كان دعاؤنا محجوبة استجابته عندك بسبب ذنوبنا ، فاستجب اللهم دعاء أطفال صغار لم يذنبوا ، ودعاء من لا ترد لهم دعاء من عبادك الصالحين . اللهم عليك بالظالمين الصهاينة وأعوانهم إنهم لا يعجزونك وأنت رب العالمين القاهر فوقهم ، وجبار السماوات والأرض ، اللهم قد أمهلتهم حتى ظنوا من جهلهم أنه لا قدرة ولا قوة لك سبحانك . والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أخبارنا
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- أخبارنا
القدوة الصالحة من أسرار النجاح
لا يخلو كتاب من كتب التربية من تعزيز القدوة كإحدى الوسائل التربوية المهمة لفعاليتها وأثرها العميق في الحياة، ففي مرحلة ما من حياة المجتمع، وفي اللحظات المصيرية الحاسمة التي تساهم في رسم المستقبل، يحتاج الناس إلى نموذج، إلى أيقونة مُلهمة لتخطي الصعاب، وتجاوز ما يمثل تحديا أو تهديدا يمكن أن يقود إلى اليأس أو حالة من فقدان الأمل. إن اختيار القدوة من أهم القرارات التي تؤثر على حياتنا، والقدوة ليست مجرد شخصية تُثير إعجابنا أو نكتفي بمتابعة أخبارها، بل هي مرآة للقيم التي نسعى لتجسيدها في حياتنا، ودليل عملي لتحقيق الطموحات، إنها نموذج مُلهم يدفع الآخرين للسير على خطاها. إن القدوة هي الشخصية التي نستلهم منها أفكارنا، أخلاقنا، وطريقة تعاملنا مع المواقف المختلفة، وتكمن قوة القدوة في قدرتها على توجيهنا وتحفيزنا لتطوير أنفسنا، من خلال ما تقدمه من مثال حي للنجاح والتفوق. قد تكون هذه الشخصية فردًا قريبًا، كأحد أفراد العائلة، أو شخصية تاريخية عظيمة، أو حتى شخصًا معاصرًا ناجحًا في مجاله. إن اتخاذ شخص ما قدوة ليس إلغاء لشخصيتك واستقلاليتك، بل هو في الحقيقة تعزيز لهذه الجوانب بالاستفادة من الآخرين. لماذا نحتاج إلى القدوة؟ • الحاجة إلى القدوة تنبع من الطبيعة الإنسانية التي تميل للتعلم من النماذج الحية، عندما نرى شخصًا حقق ما نطمح إليه، نصبح أكثر يقينًا بأن أهدافنا ممكنة التحقيق. • القدوة تساعدنا أيضًا على تجنب الأخطاء، فهي تقدم دروسًا مستفادة من تجاربها، وتمنحنا رؤية واضحة للطريق الذي يجب أن نسلكه، مما يوفر الوقت والجهد والمال. • القدوة لها تأثير كبير على التصورات والأفكار التي تنطلق منها الأعمال. • القدوة من أفضل الوسائل التربوية المؤثرة في النشء؛ لأنها تطبيق عملي يثبت قدرة الإنسان على التخلي عن الانحرافات، والتحلي بفضائل الأعمال والأقوال، فهي تنقل المعرفة من الإطار النظري إلى الواقع العملي المؤثر. إن النموذج الكامل للقدوة هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي انتهت إليه جميع الكمالات البشرية: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21). الصفات التي تميز القدوة الصالحة إذا كان القدوة هو الشخص الذي يلهم الآخرين بتصرفاته، وأخلاقياته، وقيمه، فما هي الصفات التي تميز القدوة الصالحة؟ إن أهم هذه الصفات هي: 1. الأخلاق العالية والالتزام بالقيم تُعتبر الأخلاق السامية أساس أي قدوة. الشخص الذي يتسم بالنزاهة والصدق والإحسان في تعامله مع الآخرين يترك تأثيرًا عميقًا في نفوسهم. يجب أن يظهر في القدوة الانسجام بين الأقوال والأفعال. 2. العمل الجاد والاجتهاد لا يأتي النجاح صدفة، بل بالعمل المستمر، والقدوة الحقيقية هو من يعمل بجد لتحقيق أهدافه وطموحاته دون أن يتخلى عن مبادئه. 3. التواضع واحترام الآخرين الشخص القدوة يتحلى بالتواضع، ولا يتعالى على الآخرين مهما بلغ من المكانة أو النجاح. يتعامل مع الجميع بمساواة واحترام، ويشجع من حوله على النمو والتحسن. التواضع يجعل القدوة قريبا من قلوب الناس، مما يعزز تأثيره الإيجابي. 4. العلم والمعرفة القدوة يجب أن يكون على دراية واسعة في مجالاته. امتلاك العلم والمعرفة يمكنه من أن إلهام الآخرين وتشجيعهم على طلب العلم والتطور. 5. القدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع القدوة الحقيقية تمتلك القدرة على تحفيز الآخرين وإلهامهم لتبني سلوكيات إيجابية. يمكن لهذا التأثير أن يتجسد في تشجيع الآخرين على تحقيق أحلامهم أو على اتباع قيم معينة مثل: التعاون، والتسامح، والكرم. هذا التأثير ليس بالضرورة بالكلمات فقط، بل بالأفعال التي تُظهر هذه القيم بوضوح. 6. الثبات أمام التحديات الحياة مليئة بالصعاب، والقدوة هو من يواجه التحديات بشجاعة وثبات. قدرته على التعامل مع المواقف الصعبة تعطي الآخرين درسًا في القوة والإصرار، وتجعلهم يدركون أن النجاح يتطلب التحلي بالصبر والروح القتالية. أهمية القدوة في بناء المجتمعات وجود القدوة الصالحة في المجتمع يُعتبر ركيزة أساسية للتقدم،فالقدوة تُعلّم القيم الإيجابية، وتساعد على تقوية العلاقات الاجتماعية. كما أن وجود مثل هذه الشخصيات يُحفّز الأجيال القادمة على اتباع السلوكيات الصحيحة والمشاركة في تنمية مجتمعهم. أخيرا القدوة ليست منصبًا أو مكانة اجتماعية، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب من الشخص التحلي بصفات إنسانية سامية. في عالم اليوم، نحن بحاجة إلى قدوات تُلهمنا فعل الأفضل، وتدفعنا للعمل من أجل مستقبل مشرق. لذلك، يجب أن يسعى كل فرد ليكون قدوة حسنة في محيطه؛ لأن التأثير يبدأ بخطوة بسيطة، لكنه يمكن أن يغير الكثيرمن السلبيات.