logo
بعثة تقصي الحقائق بالسودان توصي بتوسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية

بعثة تقصي الحقائق بالسودان توصي بتوسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية

التغيير١٩-٠١-٢٠٢٥
قال التقرير إن الطرفين ارتكبا أيضا أعمال عنف وتحرش واحتجاز غير قانوني لمتطوعين محليّين. حدثت هذه الانتهاكات والجرائم في مناخ يسوده الإفلات من العقاب، نظرا لتقاعس الطرفين المستمر عن محاسبة قواتهما
التغيير: كمبالا
أكدت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' أن بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة أوصت بتعزيز المحاسبة لأطراف الصراع في السودان، بما في ذلك توسيع اختصاص المحكمة الجنائيّة الدوليّة لتغطية جميع أنحاء السودان. والنظر العاجل في إنشاء آلية قضائيّة دوليّة منفصلة.
وقالت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' إن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لايزال مستمرًا مع ارتكاب الأطراف المتصارعة، لاسيما الدعم السريع، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات أخرى للقانون الإنساني الدولي.
وأضافت المنظمة في تقرير مطول بتاريخ السبت 18 يناير، أن قوّات الدعم السريع وحلفاؤها ارتكبوا عمليّات قتل غير قانونية على نطاق واسع، شملت إعدامات جماعية، وأعمال عنف جنسي، واستهداف لممتلكات مدنية، واستخدام أسلحة متفجّرة ثقيلة بشكل متكرر في مناطق مكتظة بالسكان.
كما قصفت القوّات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها مناطق مأهولة بالسكان بشكل عشوائي، ودمّرت البنية التحتية المدنية عمدا، وارتكبت أعمال عنف جنسي، وإعدامات بإجراءات موجزة، وتعذيب في حق المعتقلين، وتشويه للجثث.
وأوضح التقرير أن الطرفين تعمّدا عرقلة المساعدات الإنسانية. كما دُمّر النظام الصحي في البلاد، مع تكرّر الهجمات والتوغلات في المستشفيات، فضلا عن احتلال فضاءات الرعاية الصحية بشكل مستمرّ.
وقال التقرير إن الطرفين ارتكبا أيضا أعمال عنف وتحرش واحتجاز غير قانوني لمتطوعين محليّين. حدثت هذه الانتهاكات والجرائم في مناخ يسوده الإفلات من العقاب، نظرا لتقاعس الطرفين المستمر عن محاسبة قواتهما.
النزاع والانتهاكات في الخرطوم
وتناول التقرير الانتهاكات في ولاية الخرطوم، مشيرا إلى أنها ظلت مركزا للقتال، حيث نفذت قوات الدعم السريع والقوات المسلّحة السودانية هجمات باستخدام أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة بالسكان.
ووفقا لـ'مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه' (ACLED)، وهي منظمة دولية تجمع البيانات، تم تسجيل 110 حوادث إطلاق نار بالمدفعية في شهر أغسطس وحده.
وأشار التقرير إلى تعمّد الطرفين المتحاربين استهداف المُسعفين المحليّين بالترهيب، والاحتجاز غير القانوني، والهجمات العنيفة، وغيرها من الانتهاكات. قُتل عشرات المُسعفين المحليين. في عدّة حالات، ارتكبت قوات الدّعم السريع اعتداءات جنسيّة ضدّ المسعفين المحليّين.
وعن إقليم الدارفور قال التقرير: منذ أبريل شهدت ولاية شمال دارفور حلقات عنيفة من القتال. في البداية، هاجمت قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها قرى قرب الفاشر، عاصمة الولاية. حتى يونيو أحرقت 43 قرية على الأقل. ثم فرضت حصارا على المناطق الخاضعة لسيطرتها حول الفاشر، ولا يزال الحصار قائما، ممّا ساهم في خلق وضع إنساني كارثي.
وأضاف أن القتال بين قوّات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، من جهة، والقوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة من الجماعات المسلّحة في دارفور، أسفر عن مقتل المئات وإجبار عشرات آلاف المدنيين على الفرار.
وزاد: انخرط الطرفان في قتال عنيف داخل 'مخيم أبو شوك' للمُهجّرين وفي محيطه، شمال غرب الفاشر. في 8 يونيو أصابت قذيفة هاون واحدة على الأقلّ وذخيرتان متفجرتان عيادة طوارئ يديرها متطوّعون، ممّا أدّى إلى إصابة أربعة أو خمسة أشخاص بالداخل، منهم طفل.
وتعرّضت آلاف المنازل في المدينة للحرق. في أعقاب قتال عنيف جدّ في 22 مايو، أحرقت منازل جنوب غرب مخيم أبو شوك، من قبل قوات الدّعم السريع حسب الافتراض. وتمكّنت 'هيومن رايتس ووتش' من تحديد المواقع الجغرافيّة لفيديوهات لقوات الدعم السريع بجوار الحرائق في مناطق سكنيّة. كما قصفت الأطراف المتحاربة بشكل متكرّر مرافق الرعاية الصحيّة، بل إنّ قوّات الدعم السريع تعمّدت استهدافها.
وأوضحت 'هيومن رايتس ووتش' أن تقارير ذكرت أنّ القوات المسلحة السودانية نفذت غارات جوية في العديد من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.
أجزاء أخرى من السودان
قال التقرير إن قوات الدعم السريع قتلت عشرات المدنيين، وأصابت واغتصبت واختطفت العديد من الآخرين في هجمات على هبيلة وفايو، وهما بلدتان في ولاية جنوب كردفان، بين ديسمبر 2023 ومارس 2024.
عرقلة المساعدات الإنسانيّة
أكد التقرير أن الأطراف المتحاربة تعمدت عرقلة حركة المساعدات، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني الدولي. وظلّ حضور الإغاثة الدوليّة في المناطق المتضررة من النزاع ضئيلا. واتهم خبراء الأمم المتحدة القوتين في يونيو باستخدام المجاعة كسلاح حرب.
وأضاف أن السّلطات التابعة للقوات المسلّحة السودانيّة، فرضت بما في ذلك استخباراتها العسكرية على وجه الخصوص، العديد من القيود البيروقراطيّة التعسفيّة التي أعاقت عمل المنظمات الإنسانية وقدرتها على الوصول إلى المحتاجين.
وتابع بالقول كما فرضت السلطات الموالية للقوّات المسلّحة السودانيّة حصارا فعليا على الإمدادات الطبية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدّعم السريع في الخرطوم. وتسبّب الوجود المستمر لقوات الدعم السريع واقتحامها للمستشفيات ونهب المساعدات على نطاق واسع في منع المدنيين من الحصول على هذه المساعدات.
العنف الجنسي المرتبط بالنزاع
عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع قال التقرير إن قوات الدّعم السريع أخضعت النساء والفتيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الخرطوم وبحري وأم درمان للعنف الجنسي على نطاق واسع، والزواج القسري وزواج الأطفال. كما تمّ التبليغ عن عنف جنسي ارتكبته القوّات المسلحة السودانية عند استيلائها على أجزاء من أم درمان في مطلع 2024.
وأوضح التقرير أن هجمات الأطراف المتحاربة على مرافق الرعاية الصحيّة والمسعفين المحليّين تسببت في عرقلة وصول الضحايا إلى الرعاية والدّعم المطلوبين بشكل عاجل بعد الاغتصاب، فضلا عن عرقلة المساعدات بشكل مستمرّ.
التعذيب وسوء المعاملة ضدّ المحتجزين
أكد التقرير أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تعاملتا بشكل مسيء مع المحتجزين في سياق ينتشر فيه الاحتجاز غير القانوني على نطاق واسع، والاختفاء القسري لمئات الأشخاص.
وقالت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في السودان إن كلا الطرفين يرتكبان عمليّات احتجاز تعسفي واسعة، باستخدام مواقع غير رسميّة للاحتجاز.
وأكد التقرير إنه على الرغم من التحقيقات الدولية الجارية، ظل الإفلات من العقاب هو القاعدة مع تقاعس الأطراف المتحاربة عن التحقيق بشكل موثوق أو مقاضاة قواتها.
وأشار إلى أن بعثة تقصّي الحقائق التابعة للأمم المتحدة اعتبرت هذا الإفلات من العقاب واحدا من الأسباب الجذرية الرئيسية لعقود من مخالفات وانتهاكات حقوق الإنسان، وقدّمت توصيات لتعزيز المحاسبة، بما في ذلك من خلال توسيع اختصاص المحكمة الجنائيّة الدوليّة لتغطية جميع أنحاء السودان، والنظر العاجل في إنشاء آلية قضائيّة دوليّة منفصلة. تمّ تمديد ولاية بعثة تقصّي الحقائق لدعم وتقديم توصيات لتعزيز المحاسبة عن الانتهاكات الجسيمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخرطوم.. عاصمة الخوف والنهب المسلح
الخرطوم.. عاصمة الخوف والنهب المسلح

التغيير

timeمنذ 2 أيام

  • التغيير

الخرطوم.. عاصمة الخوف والنهب المسلح

منتدى الإعلام السوداني رغم مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، فإن المشهد الأمني في العاصمة الخرطوم لا يزال يزداد سوء وانهيارا. بعد استعادة الخرطوم والجزيرة وسنار من قوات الدعم السريع لصالح الجيش، تركّزت العمليات العسكرية الكبرى على جبهات دارفور وكردفان ، وتُرك المدنيون في العاصمة لمواجهة واقع مروع من الفوضى والانفلات، يصل إلى النهب والابتزاز تحت تهديد السلاح واحيانا القتل. فالعاصمة الخرطوم التي كانت تنبض بالحياة قبل الحرب، تتحول ببطء إلى مدينة مفككة يسكنها الخوف، وتغيب عنها الدولة. وكشف الوضع الأمني المنهار عن ظهور فئات جديدة من الناهبين، تضم عصابات مدنية تشكلت أثناء الحرب من مجرمين فارين من السجون، إلى جانب مجموعات ترتدي الزي الرسمي لكنها لا تنتمي لأي جهة معلومة. وحسب تقارير موثوقة من منظمات حقوقية فإن الانتهاكات على المدنيين في الخرطوم ظلت مستمرة حتى بعد خروج قوات الدعم السريع، ما يرجح أنه تتم من داخل المؤسسة العسكرية النظامية نفسها. في تقرير صادر عن منظمة 'تحالف السودان للحقوق' (Sudanese Alliance for Rights – SAR) في أبريل 2025، تم توثيق عشرات الحالات التي قام فيها جنود يرتدون الزي الرسمي للقوات المسلحة السودانية بانتهاكات في مناطق مثل الكلاكلة والصحافة والحتانة. تضمنت تلك الانتهاكات اقتحام منازل، نهب ممتلكات، وترويع السكان، وغالبا ما تمت في وضح النهار، دون أي مقاومة أو تدخل رسمي. من جهتها، أشارت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' في تقريرها السنوي إلى تزايد حالات النهب في المناطق التي دخلها الجيش عقب انسحاب قوات الدعم السريع. وأكدت شهادات من سكان أمدرمان والخرطوم أن جنودا من الجيش شاركوا في نهب ممتلكات خاصة والسطو على منازل خالية. كما عبّر كثيرون عن إحباطهم من غياب أي محاسبة داخل المؤسسة العسكرية، ما يشير إلى وجود تواطؤ أو على الأقل 'صمت مؤسسي'. تقرير آخر نشرته صحيفة 'ذا غارديان' البريطانية في مارس 2025 كشف عن وجود مراكز احتجاز غير رسمية داخل مناطق خاضعة لسيطرة الجيش، يُعتقد أن مدنيين اعتُقلوا فيها دون تهم واضحة. وقد أُشير في التقرير إلى ممارسات تشمل التعذيب وسوء المعاملة، وهو ما يتنافى مع كل القوانين المحلية والدولية، ويكشف عن تجاوزات لم تخرج بعد إلى العلن بالكامل. الأمر لا يقف عند الانتهاكات المباشرة، بل يشمل أيضا حالات تقاعس وامتناع عن حماية المدنيين. في أبريل 2025، وقعت مجزرة مأساوية في منطقة الصالحة بأمدرمان، نُسبت مسؤوليتها إلى قوات الدعم السريع، لكن شهود عيان أفادوا أن وحدات من الجيش السوداني كانت متمركزة على بعد مسافة قريبة من موقع المجزرة، وأُبلغت مسبقا بوجود تهديد، ومع ذلك لم تتحرك لمنعه. هذا التقاعس العسكري، في لحظة كانت تستدعي التدخل، يثير تساؤلات خطيرة عن حدود المسؤولية الأخلاقية والمهنية للجيش. في موازاة هذه التقارير، تنتشر يوميا شهادات من مواطنين سودانيين على منصات التواصل الاجتماعي، منها Reddit، توثق حالات متكررة لعمليات نهب نفذها جنود الجيش في أحياء شرق النيل وأم درمان. تقول إحدى المواطنات: بعد خروج قوات الدعم السريع، قلنا أخيرا سنرتاح، لكن دخل عناصر الجيش وفتشوا البيوت، وأخذ العفش والذهب، وقالوا إن ما قاموا به هو إجراء روتيني. هذا الواقع جعل من الصعب التمييز بين من يُفترض أن يكون في موقع الحماية، ومن يمارس الانتهاك، خاصة في ظل تلاشي خطوط السلطة المركزية، وتعدد الجهات المسلحة، واختلاط الأزياء الرسمية بالعصابات المدنية. في الشارع الخرطومي يختلط الخوف بالذهول ففي حي الكلاكلة القبة، روت أم سارة (اسم مستعار) وهي معلمة سابقة، 'للتغيير' كيف أوقفها مسلحون أمام أطفالها خلال عودتهم إلى المنزل، حيث سرقوا هاتفها ومحفظتها، وهددوها بالسلاح. وتقول إن أحدهم صرخ بها: 'ابقي ساكتة، الجيش ما حينفعك'. لم تستطع حتى تقديم بلاغ، لأن أقرب قسم شرطة مغلق منذ شهور. في حي الصحافة، تحدث محمد (اسم مستعار) وهو موظف سابق في شركة خاصة، عن نقطة تفتيش وهمية اعترضته أثناء عودته من العمل. ارتدى المسلحون زيا عسكريا مختلطا، وطلبوا منه مبلغ 25 ألف جنيه نظير 'تأمين المرور في منطقة خطرة'. سلّموه ورقة مختومة بختم غريب يحمل اسم 'لجنة الأحياء'، ثم اختفوا في سيارة دفع رباعي لا تحمل لوحات. حتى الأسواق، التي كانت تشكل نبض الحياة في العاصمة، لم تسلم من هذا الانفلات. في سوق ليبيا بأمدرمان، تروي عطيات (اسم مستعار) وهي بائعة ملابس، كيف أصبحت تتعرض للنهب شبه اليومي من قبل مجموعات مسلحة تأتي على متن ركشات (تكتوك) ودراجات نارية، وتدعي الانتماء إلى استخبارات الجيش. تقول عطيات: 'بياخدوا البضاعة ويقولوا (دي مساهمة للدولة). الزبائن بقوا ما بيجوا، والسوق مات'. في أبريل الماضي أعلنت قوات الشرطة السودانية استئناف العمل الشرطي في 59 مركزًا بولاية الخرطوم. ونقل موقع (سودان تربيون) عن المتحدث باسم قوات الشرطة، العميد فتح الرحمن محمد التوم، قوله إن الشرطة تلقت بلاغات معظمها يرتبط بالحرب والانتهاكات التي مارستها قوات الدعم السريع، لكن 'أقسام الشرطة لم تسجل أي بلاغات تتعلق باستخدام السلاح خارج نطاق العمليات العسكرية'. في هذا الفراغ الأمني الذي تعيشه الخرطوم، يشير المواطنون إلى أن الجريمة لم تعد مرتبطة بحالة القتال بين الطرفين، بل أصبحت نمطا متكرّرا، منفصلا عن خطوط التماس العسكري. واللافت في استطلاعات المواطنين أن معظم حالات النهب تحدث في مناطق لم تشهد وجودا حقيقيا لقوات الدعم السريع، ما يُسقِط فرضية أن كل عمليات الفوضى تُنسب لهذه القوات فقط، ويدفع إلى إعادة النظر في المسؤولية الشاملة للجهات النظامية. الواقع الأمني المنهار كشف عن عناصر متعددة تقوم بالنهب، بعضها يضم مجرمين فارين من السجون. كما ظهر عناصر ما يسمى بـ 'لجان حماية الأحياء'، وهي تشكيلات محلية مسلحة يُفترض أنها وُجدت لحماية السكان، لكنها تمارس الابتزاز وفرض الإتاوات كما تفعل العصابات تماما. في بعض المناطق وفي ظل غياب الشرطة، وتعطّل جهاز النيابة والقضاء، لم تعد هناك جهة يُمكن للمواطنين الرجوع إليها. ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد صحيفة (التغيير) في إطار عكس التردي الأمني والكلفة العالية التي يدفعها المواطنون في الخرطوم حتى بعد توقف العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتشير المادة إلى غياب تام لعناصر الشرطة والنيابات، ما يغيب بدوره أي جهة قانونية يمكن الرجوع إليها.

توترات بين أسمرا وأديس أبابا.. شرارة تغذي حرب السودان وتتغذى بها
توترات بين أسمرا وأديس أبابا.. شرارة تغذي حرب السودان وتتغذى بها

التغيير

time٠٥-٠٨-٢٠٢٥

  • التغيير

توترات بين أسمرا وأديس أبابا.. شرارة تغذي حرب السودان وتتغذى بها

وجود تحشيد عسكري في مناطق حدودية بين اريتريا واثيوبيا، ومع زيادة التوترات بين البلدين بدأ كل طرف في جمع معارضة الطرف الآخر، كما اجتمع في أديس ابابا مجموعة 'لواء ناميدو' بالإضافة للمجلس الوطني لتجمع المعارضين الاريتريين الذي التئم بعد غياب عن الساحة السياسية امتد ل10 سنوات. التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن في ظل التوترات في حدود السودان الشرقية بين دولتي اثيوبيا واريتريا تبرز مخاوف اقليمية من اندلاع حرب جديدة في المنطقة تتغذى على حرب السودان وتقوض مبادرات ايقافها. إعلان حرب 'إنه يعلن الحرب، ومن المخزي أنه من أجل التستر عليها يرسل شكاوى ضد اريتريا للأمين العام للأمم المتحدة' هذا ما قاله الرئيس الاريتري اسياس افورقي في مقابلة رسمية منشورة على صفحة وزارة الاعلام في نهاية يوليو الماضي. وطالب أفورقي نظيره الاثيوبي آبي أحمد، في ذات المقابلة، بحل مشاكل بلاده الداخلية قبل جر الشعب الإثيوبي إلى حروب غير مرغوب فيها. وكان وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس، ندد في رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي بما وصفه بـ'الاحتلال الإريتري للأراضي الإثيوبية'، و'الاستفزازات المتكررة'، ودعم إريتري لجماعات مسلحة معارضة، معتبراً أن هذه الأفعال تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وبدأت العلاقة بين أسمرا واديس ابابا في التدهور منذ توقيع اتفاق سلام 'بريتوريا' في نوفمبر 2022 بين حكومة إثيوبيا والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بقيادة 'ديبريتسيون جبريميكل' لجهة عدم موافقة 'أفورقي' على إنهاء الحرب واصراره على سحق التيغراي. كما أشار 'أفورقي' خلال حديثه في المقابلة الرسمية بطرف خفي إلى رغبة أديس ابابا في الحصول على منفذ بحري ليس من حقها. وفيما لم يستغل آبي أحمد التقارب الكبير الذي حدث مع أسمرا ابان حربه مع التيغراي مطلع العام 2020 من أجل الوصول لتفاهمات حول استخدام ميناء 'عصب' ما جعل الحديث حول ضرورة وجود منفذ بحري في الوقت الحالي بمثابة تهديد بالحرب. نذر مواجهات أفادت تقارير إعلامية إلى وجود تحشيد عسكري في مناطق حدودية بين اريتريا واثيوبيا، ومع زيادة التوترات بين البلدين بدأ كل طرف في جمع معارضة الطرف الآخر. حيث يتواجد حاليا بأثيوبيا 'التجمع الوطني العفر الإريتري' الذي يعمل على تكوين جماعات مسلحة، وصرح علي محمد عمر، العضو التنفيذي والمتحدث باسم الجمعية الوطنية العفرية في إريتريا قائلا: 'الحكومة الإثيوبية أعطتنا الفرصة للتحرك والتحدث. كما اجتمع في أديس ابابا مجموعة 'لواء ناميدو' بالإضافة للمجلس الوطني لتجمع المعارضين الاريتريين الذي التئم بعد غياب عن الساحة السياسية امتد ل10 سنوات. من جهتها جمعت اريتريا مجموعات العفر الاثيوبيين المعارضين للرئيس آبي أحمد، كما فتحت خط مع قوات الفانو المتمردة على أديس ابابا وتتجمع في إقليم الأمهرا. وفي الأثناء اجتمع 'أفورقي' السبت الماضي، الموافق 2 أغسطس، مع قيادات مليشيات مسلحة سودانية حضره كل من: الأمين داؤود، شيبة ضرار، إبراهيم دنيا ومحمد طاهر بيتاي دون الكشف عن أجندة اللقاء. حرب بالوكالة وكشف محرر موقع عدوليس الإخباري الإريتري جمال همد لـ (التغيير) عن حملات تجنيد إجباري تقوم بها حكومته في مختلف الأقاليم تصاحبها حركة لجوء واسعة للشباب الاريتري إلى الأراضي السودانية. واستبعد همد وقوع حرب شاملة بين البلدين مشيرا إلى احتمالة حدوث مناوشات وحرب بالوكالة يستخدم فيها كل طرف معارضي الطرف الآخر. وعزا همد استبعاده لقيام حرب شاملة لوصول الطرفين لمرحلة الانهاك بسبب الحروب الطويلة ' خاصة اريتريا التي تعاني من نقص بشري وقدرات اقتصادية وأدوات عسكرية'. صحفي اريتري: حركة تجنيد واسعة تقوم بها الحكومة للشباب في مختلف أقاليم البلاد اتفق مع محرر موقع عدوليس المحلل السياسي السوداني ووزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح قاطعا بأن اريتريا لن تكون قادرة على التصدي لحرب مع اثيوبيا لجهة وجود تفاوت في مستوى القوة بين البلدين 'عدد السكان في اريتريا مجو 4 ملايين شخص فيما يتراوح عدد سكان اثيوبيا بين 120 الى 130 مليون نسمة' مشيرا إلى أن الغلبة السكانية تنعكس على الجيش. وقال صالح لـ (التغيير): الجيش الاثيوبي كبير وقوي مذكرا باقترابه من الوصول لأسمرا ابان الحرب الاثيوبية الاريترية ولم يدفعه للتراجع وقتها لإلا التحذيرات الأمريكية. وأضاف وزير الإعلام السابق أن اريتريا دولة صغيرة ذات موارد محدودة وشحيحة مشيرا إلى العزلة التي تعيشها بعيدا عن التحالفات الإقليمية والدولية 'ربما تؤدي الحرب إلى إعادة احتلال اثيوبيا لأريتريا' فيصل صالح: السودان سيتورط في الحرب بين اثيوبيا واريتريا حال استخدمت الأخيرة المليشيات السودانية التي دربتها في أراضيها من جهته اختلف المحلل السياسي الاثيوبي عبد الشكور حسن مع الصحفي الاريتري همد الذي استبعد حدوث حرب مباشرة، وقال لـ (التغيير) إن احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين بلاده وجارتها اريتريا واردة بسبب الاستقطاب الحاد 'والأنانية التي يشهدها العالم'. واتهم حسن أطرافا دولية وإقليمية، لم يسمها، بأنها تسعى وتدفع لحدوث هذه المواجهات المسلحة. المنفذ البحري وشدد المحلل السياسي الاثيوبي على أن بلاده أعلنت رغبتها في الحصول على المنفذ البحري عبر الطرق السلمية، والسلمية فقط، وأكد أن التصعيد العسكري المحتمل لن يكون بهذا السبب. والقى بالاتهام للاتجاه بالصدام على الرئيس الاريتري أفورقي الذي قال إنه خلق أزمات في دول السودان والصومال وجيبوتي وجنوب السودان والكونغو تهربا من الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلاده. وقال: 'إسياس أفورقي يستمر في القيام بدور وظيفي ظل يلعبه منذ السبعينات وما زال على حساب مصالح شعوب ودول المنطقة'. من جانبه وصف محرر موقع عدوليس جمال همد موضوع الموانئ الاريترية ' وامتلاكها سلما وحربا ' حسب الخارجية الاريترية والوصول الاثيوبي للبحر الأحمر فزاعة يستخدمها طرفي النزاع للتحشيد والتهرب من اسئلة الداخل. وأضاف: رئيس الوزراء الاثيوبي يحاول أن يكسب بها معاركه الداخلية مع مسلحين الفانو ليعزلهم سياسيا فيما يستخدمها أفورقي لحماية نظام حكمه الذي يتهاوى، حد تعبيره. وأكد همد لـ (التغيير): صحة الادعاءات الاريترية باحتلال إثيوبيا لمناطق حدودية محملا رئيس بلاده مسؤولية هذا الاحتلال لتأجيله حسم الأمر ابان ما وصفها ب'سنوات العسل' بين البلدين. وقال: 'كان اسياس وآبي احمد حينها يبيتان النية لتدمير جبهة تحرير شعب تغراي'. آثار كارثية على السودان حل مشكلة السودان ليس مجرد خيار، وعلى الجميع المساهمة فيها 'ليس خيارا أن نلتزم الصمت ونتفرج' هذه بعض إفادات الرئيس الاريتري في الحوار الرسمي المشار إليه سابقا، وموقف أسمرا الداعم للجيش السوداني ليس خافيا على أحد كما توجد عدد من المليشيات المسلحة التي تتدرب في أراضيه. لكن اندلاع حرب بين اسمرا واديس ابابا ستكون لديها عواقب وخيمة على الحرب السودانية وفق وزير الإعلام السابق الذي أشار إلى انتشار مقاتلي التيغراي في البطانة والجزيرة وغيرها من المناطق، مشيرا إلى دعم حكومة بورتسودان لهم لجهة اعتقادها بأن اثيوبيا تدعم قوات الدعم السريع. ورجح صالح أن تعود هذه القوات للقتال عبر الحدود الاثيوبية حال نشوب اشتباكات بين اسمرا واديس ابابا مشيرا الى انه في المقابل ربما تستغل اريتريا المليشيات السودانية المسلحة التي دربتها في اراضيها وسلحتها في القتال. وقال: 'معظم هذه المليشيات متحالفة مع الحكومة الأمر الذي سيورط السودان في أي صراع ينشب بين اثيوبيا واريتريا'. وقطع صالح بأن توريط السودان ستكون له تأثيرات كبيرة على المستوى العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي، قاطعا بأنه ستكون هناك حركة لجوء كبيرة من اثيوبيا واريتريا باتجاه السودان الذي ما زال يرزح تحت وطأة لاجئين سابقين من البلدين ولديه لاجئين في كل دول الجوار ونازحين 'المشهد سيكون معقدا'. حلول إقليمية المخاوف المتصاعدة من اندلاع حرب جديدة لن ينحصر تأثيرها في منطقة القرن الأفريقي فقط بل ستمتد إلى شمال وشرق القارة وفق وزير الإعلام السوداني السابق، تتطلب تحركات إقليمية ودولية عاجلة لاحتواء الصراع قبل اندلاعه، خاصة وأن الحرب السودانية المستمرة لثلاث سنوات الآن فشلت كل المبادرات الإقليمية والدولية في اخمادها. وبينما كشف محرر موقع عدوليس الإخباري عن قيادة دولة إقليمية كبرى، رفض تسميتها، لمفاوضات بعيدا عن عاصمتها شكك المحلل السياسي الاثيوبي في دور المنظمات الإقليمية والدولية التي وصفها ب'العاجزة' عن العمل لتحقيق مصالح شعوب ودول المنطقة. وقطع حسن في حديثه مع (التغيير) بأن القول الفصل للقوى الدولية والإقليمية المستفيدة من الصراعات والنزاعات.

خطوة ثانية!!
خطوة ثانية!!

التغيير

time٠٢-٠٨-٢٠٢٥

  • التغيير

خطوة ثانية!!

صباح محمد الحسن طيف أول: كان أولها صبر لامس اليقين وآخرها أمل قالد الطموح وبينهما حلم وقف ينتظر مطرحاً لكي يستريح !! وعندما تحدثنا عن إلغاء اجتماع الرباعية بواشنطن ، ذكرنا أن ذلك تأجيل وليس إلغاء ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل في مساعيها لإيجاد حل للأزمة السودانية. ولم تمر 48 ساعة حتى أكدت الخارجية الأمريكية اهتمامها بالملف السوداني ومواصلة بحث السبل للوصول الي ما ترمي اليه ، وبحث وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في اجتماع مشترك بينهما، ملف الأزمة السودانية والاتفاق على ضرورة الانتقال إلى حكم مدني في السودان. وأكد الطرفان طبقاً لبيان صحفي صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس خلال نقاشهما للأهداف المشتركة الرامية إلى تعزيز السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، على أهمية هذا التحول للحكم المدني في السودان، كخطوة أساسية نحو الاستقرار السياسي والسلام المستدام في البلاد. والمُلاحِظ يرى تحولا سريعا في الموقف الأمريكي بعد إلغاء الاجتماع، جعل وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو يتولى ملف القضية السودانية، بدلا من مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، الذي كان آخر تصريح له في ٢ يوليو الماضي، وتراجُع بولس، وتقدم روبيو، يعني ويؤكد زيادة الاهتمام الأمريكي بالملف السوداني وليس اهماله مما يأخذ المراقب الي عتبة السؤال هل الرئيس دونالد ترامب كلف وزير خارجيته بالملف السوداني، بدلا عن مستشاره بولس ، دون إعلان لذلك، ليتعامل روبيو مباشرة مع الدول الأعضاء في الرباعية، مما يكشف جليا جدية الإدارة الأمريكية، والإسراع في حسم الخلافات قبل المؤتمر، فربما يكون تحركات تؤكد أن هناك موعد قريب يعيد الرباعية الي باحة البيت الأبيض من جديد بغرض الوصول الي حل للازمة السودانية!! فهل يكون في سبتمبر المقبل حسب تصريحات السفير المصري بواشنطن ،ام أن أمريكا ستستغل مشاركة رؤساء الدول في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة لجعل مستوى التمثيل أعلى!! وليست هي الصدفة التي جعلت التواصل مع مصر اول مفتاح في بوابة الحل السلمي للازمة السودانية من الجانب الأمريكي بعد الغاء المؤتمر، ولكن لأن ذات المفتاح هو الذي تسبب في إغلاق نافذة اجتماع الرباعية لذلك أن خطوة العودة الي 'الاتفاق' على الطاولة الأمريكية ستلعب فيه مصر دورا جديدا يختلف عن دورها قبل الاجتماع الملغي!! فلقاء الوزير الأمريكي مع وزير خارجية مصر يُعد خطوة جوهرية ربما تكون ثمارها أكبر مما كان سيتم مناقشته في إجتماع الرباعية لأن طرح القضايا وبحثها بطريقة ثنائية يتم بعمق أكثر ويناقش جذور الأزمة لذلك يكون له تأثيره المباشر على تقدم الحل كما ان حديث روبيو عن( ضرورة الانتقال الي حكم مدني في السودان) يعني عدم الاعتراف بحكومة كامل ادريس التي ' تحمل الاسم' ، وهو ايضا ينسف كل الحيل والخدع البصرية التي استخدمها البرهان وفلوله في إخراج مسرحية الحكومة المدنية كواجهة، ما يعني فشل الخطة' المعمولة' بخبث من قبل القيادات الإخوانية ومطالبة وزير الخارجية بحكومة مدنية جديدة هي إجابة على السؤال الذي ظل عالقا هل يعترف المجتمع الدولي بالحكومة التي شكلها البرهان !؟ إجابة تدخل كامل في غرفة العزلة مع البرهان، دون أن يحدث ضجيج وامريكا لم تكتف امس الأول بمناقشة القضية السودانية مع الخارجية المصرية، لكنها أيضا أوصت الرئيس الاريتري اسياس افورقي بالسلام، فالرجل كان قد بعث برسالة تهنئة خاصة الي الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر من العام الماضي قال فيها، (إنه يهنئ ترامب بمناسبة عودته التاريخية وانتخابه الرئيس السابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية في وقت حاسم للغاية حيث السلام العالمي في خطر)!! رد عليها ترامب في أمس الأول 30 يوليو ، اي بعد9 أشهر برسالة لخصت لأفورقي الشكل المطلوب للعلاقة بين البلدين قال فيها ترامب : ( نقدر رسالة التهنئة و نشير الي استعدادنا لإعادة تأسيس علاقة وطنية قائمة على الاحترام بيننا وبينكم تقوم على الصدق والاحترام وفرص تحسين ودعم السلام في جميع انحاء القرن الافريقي والبحر الأحمر) ويشير الرد الي تجاوز ترامب في رده الحديث عن العلاقات الثنائية بين بلاده واريتريا ، بحديث عن المنطقة عامة لعلمه بالدور الذي يلعبه أفورقي في الحروبات!! وبهذا تكون امريكا بخطوة ثانية نحو حل الأزمة السودانية أوضحت لمصر أهمية وضرورة دعم إحلال السلام وتمسكها بالحل المطروح واهمية الخطوة، وأبلغت افورقي بضرورة توقفه عن دعم الحرب .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store