logo
مقابر جماعية للأطفال في أيرلندا.. كيف اكتشفت وما الذي حدث؟

مقابر جماعية للأطفال في أيرلندا.. كيف اكتشفت وما الذي حدث؟

الجزيرة١٥-٠٧-٢٠٢٥
قاد بحث أجرته مؤرخة محلية الحكومةَ الأيرلندية إلى اكتشاف مقبرة جماعية غير موثّقة تضم رفات نحو 800 رضيع وطفل صغير في دار تراعه الكنيسة ببلدة توام غربي أيرلندا، وقد ظل هؤلاء الأطفال مجهولي الهوية أكثر من 65 عامًا، ولم يُكشف عن وجود هذه المقابر إلا قبل عقد فقط، بفضل جهود مؤرخة محلية.
ما الذي يحدث الآن؟
تجري أعمال التنقيب، التي بدأت يوم الاثنين ومن المتوقع أن تستمر عامين، في موقع دار "سانت ماري" للأمهات والأطفال، التي كانت تديرها راهبات من دير "بون سيكور" الكاثوليكية، والتي لم تعد موجودة الآن.
ويشرف على التنقيب "مكتب مدير التدخل المعتمد" في أيرلندا، بالتعاون مع خبراء من المملكة المتحدة وكندا وكولومبيا وإسبانيا والولايات المتحدة.
وقال مدير المكتب في توام الذي يقود عملية التنقيب، دانيال ماكسويني، إن الرفات ستُستخرج وتُحلل وتُحدد الهوية إن أمكن، ثم يُعاد دفنها، موضحا أن عملية استخراج الرفات "شديدة التعقيد" نظرا لتداخلها وغياب السجلات الأرشيفية، وصعوبة التمييز بين رفات الذكور والإناث ما لم يُستخرج الحمض النووي.
ما دور "الأمهات والأطفال"؟
أُنشئت دورُ "الأمهات والأطفال" في أنحاء أيرلندا في القرن العشرين لإيواء النساء الحوامل غير المتزوجات اللواتي لم يكن لديهن أي دعم، في مجتمع محافظ للغاية، وكانت غالبية هذه الدور تديرها مؤسسات دينية، وعلى رأسها الكنيسة الكاثوليكية.
في تلك الفترة، كانت النساء ينبذن من المجتمع ويلجأن إلى تلك الدور طلبا للمساعدة، فيتعرضن للإهمال وسوء المعاملة، ويُنتزع منهن أطفالهن لـ"تبنٍّ" لا يمكن تتبعه.
وبين عامي 1925 و1961، استضافت دار سانت ماري آلاف الأمهات غير المتزوجات وأطفالهن، إضافة إلى مئات العائلات مختلفة التكوين وعدد من الأطفال غير المصحوبين.
كيف عُثر على المقابر؟
اكتشفت المؤرخة كاثرين كورليس هذه المقابر قبل نحو عقد.
نشأت كورليس في توام، وكانت تتذكر بشكل غامض "أطفالًا نحيفين ومنعزلين يُقادون إلى الصف الدراسي في وقت لاحق من بقية الأطفال"، كما كتبت في صحيفة ذا أوبزيرفر أواخر الشهر الماضي.
وكتبت: "كان يُطلب منّا ألا نختلط بهم لأنهم يحملون أمراضا. لم يكملوا التعليم، وسرعان ما نُسوا"، وفي عام 2012، تذكرت كورليس هؤلاء الأطفال عندما طُلب منها المساهمة في منشور لجمعية التاريخ المحلية.
فتحدثت المؤرخة إلى كبار السن في المدينة وبدأت في جمع معلومات والبحث في الخرائط والسجلات، واكتشفت أن الأطفال الذين ماتوا في الدار قبل إغلاقها عام 1961 لم يكن لديهم سجلات دفن، رغم أنهم جميعا عُمدوا. لكن الكنيسة أنكرت معرفتها بوفاتهم أو دفنهم.
كما علمت أن صبيين في عام 1970 عثرا على عظام في جزء مكشوف من خزان الصرف الصحي، وتوصلت إلى وجود أدلة كافية على أن الأطفال والرضع دُفنوا في مقبرة جماعية، ووجدت سجلات تؤكد وفاة نحو 796 طفلا في الدار.
وذكرت كورليس، أن راهبات "بون سيكور" استأجرن شركة علاقات عامة لإنكار وجود المقبرة الجماعية، زاعمات أن العظام تعود إلى فترة المجاعة ، لكن وسائل الإعلام الأيرلندية التقطت نتائج بحثها، مما دفع الحكومة الأيرلندية في عام 2015 إلى فتح تحقيق في نحو 18 دارا من دور "الأمهات والأطفال".
وفي عام 2016، كشفت حفريات أولية في توام عن "كميات كبيرة من الرفات البشرية".
كيف مات هؤلاء الأطفال؟
تُظهر شهادات الوفاة الصادرة من الدولة أسبابا متعددة، منها السل، التشنجات، فقر الدم، التهاب السحايا، الحصبة، السعال الديكي، وفي بعض الحالات لم يُسجل سبب الوفاة.
وأول طفل مات كان باتريك ديران، وكان عمره 5 أشهر عندما توفي عام 1925 بسبب التهاب المعدة، في حين كان آخر من مات طفلة تدعى ماري كارتي، وكان عمرها 5 أشهر أيضا، وتوفيت عام 1960 دون تحديد سبب الوفاة.
كانت دار سانت ماري تقع داخل مبنى كبير يُعرف بـ"بيت العمل" بُني في منتصف القرن 19، وقد افتقر إلى التدفئة المركزية والمياه الساخنة والتجهيزات الصحية الملائمة طوال فترة تشغيله تقريبا.
وبحسب تقرير لجنة التحقيق في دور الأمهات والأطفال، تباينت شهادات النزلاء السابقين، فبعضهم وصف تجربته بأنها جيدة، بينما روى آخرون معاناة من قلة الطعام والراحة والدفء، ومنع بعض الأمهات من رؤية أطفالهن.
ماذا قالت الكنيسة؟
في عام 2014، قال رئيس أساقفة توام آنذاك، مايكل نيري إنه "مصدوم وحزين لسماع عدد الأطفال المتوفين، وهذا يُشير إلى حقبة من المعاناة والألم الشديد للأمهات وأطفالهن".
وأضاف: "نظرا لعدم مشاركة الأبرشية في إدارة الدار، لا توجد لدينا مواد عنها في أرشيفنا"، مشيرا إلى أن سجلات الرهبنة سُلمت لمجلس مقاطعة غالواي والسلطات الصحية عام 1961.
وفي يناير/كانون الثاني من نفس العام، أصدرت رهبانية بون سيكور بيان اعتذار وقعته إيلين أونور، جاء فيه: "لم نُطبق قيم المسيحية كما يجب خلال إدارة الدار. نقرّ بأن الأطفال الذين توفوا فيها دُفنوا بطريقة غير محترمة وغير مقبولة، ونحن آسفون بشدة لذلك".
وفي عام 2021، اعترف رئيس الأساقفة الكاثوليكي إيمون مارتن بأن الكنيسة الكاثوليكية كانت جزءا من ثقافة وصمت الناس وأساءت إليهم، وقال: "لهذا، ولكل الألم النفسي الذي ترتب عليه، أقدم اعتذاري الكامل للناجين ولكل من تأثروا شخصيا بهذه الحقيقة".
ماذا قالت الحكومة الأيرلندية؟
في يناير/كانون الثاني 2021، قدم رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن اعتذاره في البرلمان نيابة عن الدولة.
وفي نفس العام، نشرت الحكومة تقريرا من 3 آلاف صفحة استنادا إلى تحقيق بدأ عام 2015، وأسفر عن اعتذارات رسمية وتعهدات بنبش الموقع في توام.
وفي عام 2022، صدر قانون يسمح باستخراج الرفات وتحليلها.
ماذا قال أفراد عائلات النزلاء؟
قالت آنا كورغان، التي يُعتقد أن اثنين من أشقائها دُفنا في توام: إن "هؤلاء الأطفال حُرموا من كل حقوقهم الإنسانية في حياتهم، وكذلك أمهاتهم. وحرمتهم الدولة من الكرامة والاحترام بعد وفاتهم".
ورغم أن العديد من الأطفال الذين وُلدوا في هذه الدور نجوا، لكن نقلوا إلى ملاجئ أخرى أو تم تبنّيهم دون علم أمهاتهم وعائلاتهم، التي لم تعرف مصير أطفالها في كثير من الحالات.
هل حصل هذا في أيرلندا فقط؟
لا، فقد تعرض الأطفال في رعاية الدولة أو المؤسسات الدينية في دول أخرى إلى سوء المعاملة أيضا.
ففي نيوزيلندا، كشف التحقيق الملكي في عام 2024 أن واحدا من كل 3 أطفال أو أفراد في الرعاية تعرض لسوء معاملة بين 1950 و2019، حيث بلغ العدد نحو 200 ألف طفل وشاب وبالغ، وكانت الانتهاكات جسدية وجنسية، واستهدفت خاصة السكان الأصليين من الماوري وجزر المحيط الهادئ.
أما في كندا، فقد خلصت لجنة الحقيقة والمصالحة عام 2015 إلى أن نظام المدارس الداخلية شكّل إبادة ثقافية.
وكان هذا النظام عبارة عن شبكة من المدارس الداخلية للأطفال من السكان الأصليين، فصلوا قسرًا عن أسرهم "لإعادة برمجتهم"، واستمر من 1879 حتى 1997 تحت إدارة الكنيسة الكاثوليكية والأنجليكانية والمشيخية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أطفال غزة ينادون.. فهل يسبقهم الموت أم الأحرار؟
أطفال غزة ينادون.. فهل يسبقهم الموت أم الأحرار؟

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

أطفال غزة ينادون.. فهل يسبقهم الموت أم الأحرار؟

في بيوتنا نركض لأطفالنا إذا بكوا لنرى ما يريدون، وفي غزة يموت الأطفال جوعا وعطشا ولا أحد يركض إليهم إلا الموت، أليس كذلك؟ في أيامنا العادية، عندما يصرخ أطفالنا ويبكون، نركض إليهم نسأل: ماذا حدث؟ ماذا يريدون؟ نلبي طلباتهم في ثوانٍ، وإن لم نستطع نحاول إقناعهم. أليس كذلك؟ أطفال غزة لا يطلبون الكثير. يريدون فقط أن يأكلوا، أن يشربوا، أن يعيشوا كبقية أطفال العالم. يريدون أن يضحكوا لا أن يبكوا، أن يركضوا في الحقول لا أن يسقطوا في المقابر لكن ماذا عن أم غزة التي تسمع صراخ طفلها من شدة الجوع والعطش؟ بماذا تجيبه؟ بماذا تطمئنه حين يبكي بلا توقف وجوعه يصرخ ودموعه تحرق قلبها؟ هل يمكن للأم أن تقنع طفلها الجائع بأن يصبر بلا قطرة ماء ولا لقمة طعام؟ لا أدري عندما أنظر إلى ابنتي الصغيرة، وأنت يا قارئ، هل تدري؟ بالأمس كان أطفالها لا يشربون الحليب إلا محلى، ولا يأكلون الفواكه إلا بطلب، وكانوا يلحّون على الجبن والكيك، وكانت الأم تحاول إقناعهم بشرب الحليب ولو جرعة حرصا على صحتهم، أما اليوم فأمنيتها فقط أن تجد لهم كسرة خبز أو حفنة طحين. كيف يحتمل هذا القلب الأمومي؟ كيف؟ تخيّلوا معي، هؤلاء الأطفال الذين لم يذوقوا طعم الحياة بعد، أصبح الجوع والعطش يقتلانهم ببطء. رأيت الصور والمقاطع فهي: أجساد صغيرة بلا لحم، عظام بارزة، أقراص فقرات تظهر من شدة الجوع. ألسنة عطشى، عيون غائرة متعبة، أرواح صغيرة تستغيث، أليس هؤلاء الأطفال هم روحنا؟ أليس البيت يبتهج بضحكاتهم؟ أليست الدنيا تترنم حين يضحكون؟ أليست الأم التي تسهر الليالي لا تشكو حين ترى فلذة كبدها يبتسم في حضنها؟ أليس الأب حين يعود منهكا من عمله يطير عنه كل التعب حين يركض إليه أطفاله كالعصافير؟ أليس الجد الذي تؤلمه ركبتاه وظهره يحمل أحفاده على ظهره ضاحكا؟ أليست الجدة ملجأ الأطفال حين يخطئون في البيت؟ أليس كذلك؟ كل ما قرأناه عن الحقوق والإنسانية، هل دفن بلا كفن؟ لكن في غزة، هؤلاء الأطفال يموتون بلا دواء ولا طعام. بعد كل ما وصل إليه العالم من تطور وحداثة، يموت الأطفال جوعا! هل بقي لنا شيء من معايير الأخلاق والحضارة بعد هذا؟ كل ما قرأناه عن الحقوق والإنسانية، هل دفن بلا كفن؟ أظنها حيّة، وأتمنى لو كنت مخطئا. قرأت قبل أيام عن أب غزّي خرج من بيته يبحث عن الإغاثة بعدما دخلت الدبابات منطقته. قال لزوجته وأطفاله: "انتظروني، سأعود ومعي من يغيثكم." خرج إلى الشارع، وبعد عناء حصل على بعض المساعدة. لكنه حين عاد، انفجر بيته أمام عينيه واستشهدت زوجته وأطفاله جميعا. لا أدري كيف يعيش هذا الأب اليوم إن كان ما زال حيا، هل يطيق ذلك أي أب أو أي إنسان؟ كأنما القلب ينفجر من الحزن. وشاهدت أيضا مقطع فيديو لأخ صغير دخل خيمته يحمل كيس طحين. استقبلته شقيقته والأطفال بالرقص والفرح، كأنهم حصلوا على ألعاب جديدة. لا أدري: هل كانوا فرحين بالطحين أم بعودة أخيهم حيا؟ أما الصورة التي لا تفارقني فهي لطفل شهيد لا يزال ممسكا بكيس الطحين حتى آخر نفس، كأن روحه تقول لأحبابه في الخيمة: "هذا لكم". ، أما أنا فحياتي فداء لكيس طحين لأني أدرك قيمته لحياتكم يا أحبّتي. يا أحرار العالم! أطفال غزة لا يطلبون الكثير. يريدون فقط أن يأكلوا، أن يشربوا، أن يعيشوا كبقية أطفال العالم. يريدون أن يضحكوا لا أن يبكوا، أن يركضوا في الحقول لا أن يسقطوا في المقابر، أن يناموا بأمان لا تحت هدير الطائرات. ولا أدري: كيف يستطيع من يقصف الأطفال أن يحضن أطفاله عند عودته إلى بيته؟ أليس الأطفال أرواحنا؟ أليسوا هم الحياة كلها؟ في بيوتنا نركض لأطفالنا إذا بكوا لنرى ما يريدون، وفي غزة يموت الأطفال جوعا وعطشا ولا أحد يركض إليهم إلا الموت والعالم يغمض عينيه، صور الأطفال الذين يموتون جوعا تمر أمامه وكأنها مشاهد عابرة. كلمات المواساة لا تشبع الجائعين، وبيانات التعاطف لا تروي العطشى. يا أحرار العالم! أليس الأطفال أرواحنا؟ أليسوا هم الحياة كلها؟ في بيوتنا نركض لأطفالنا إذا بكوا لنرى ما يريدون، وفي غزة يموت الأطفال جوعا وعطشا ولا أحد يركض إليهم إلا الموت، أليس كذلك؟ اليوم، يرحل أطفال غزة جوعا، وصورهم ستطارد ضمير الأحرار ما بقيت الحياة. فكيف نتحمّل العيش حينها؟ ولا أقصد من يظنّون أنفسهم أحياء وضميرهم ميت، بل أتحدث مع الأحرار فقط. يا كل من لا يزال في قلبه ذرة رحمة: أطفال غزة ينادونكم. لا يريدون شعارات ولا بيانات، بل حقهم في الحياة. لا يريدون أن ينظر إليهم كأرقام في نشرات الأخبار، بل كأرواح تستحق أن تعيش. إذا اعتدنا صور أجسادهم النحيلة وعيونهم الجائعة، فسوف نموت نحن قبلهم أو نعيش أمواتا. قفوا مع غزة، فهناك أطفال ينتظرون من ينقذ أرواحهم قبل أن تطفأ ابتسامتهم إلى الأبد.

لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية
لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية

للحصول على الجنسية البريطانية، يجب أن يكون المتقدم البالغ قد عاش في المملكة المتحدة 5 سنوات، وأثبت حسن السيرة والسلوك ومعرفة جيدة باللغة الإنجليزية وبالثقافة والتاريخ البريطاني، لكن إجراءات تقديم الطلبات قد تكون شاقة. وفي ما يلي توضح صحيفة لوفيغارو الفرنسية 7 خطوات رئيسية لتجنب الرفض: 1- اختبار اللغة الإنجليزية B1: لا بد للمتقدم أن يثبت أن لديه المستوى B1 في اللغة الإنجليزية، وتكلفة هذا الاختبار 150 جنيها إسترلينيا، أما إذا كان مقدم الطلب قد أكمل سنة واحدة على الأقل من الدراسة في المملكة المتحدة فسيعفى، وكذلك من كانوا قد خضعوا لاختبار اللغة للحصول على التأشيرة. وتُرسل رسالة بريد إلكتروني بعد بضعة أيام لتأكيد ما إذا كان الشخص قد اجتاز الاختبار أم لا، وهو صالح لمدة عامين، وبعد هذه الفترة يجب إعادة الاختبار. 2- اختبار "الحياة في المملكة المتحدة": ويتضمن أسئلة عن معلومات عامة عن المملكة المتحدة (التكلفة: 50 جنيها إسترلينيا). ومن حيث المضمون فهو عبارة عن اختبار معرفة عامة حول جوانب مهمة من الحياة في المملكة المتحدة: التاريخ، والمؤسسات، والقيم، والخصائص المجتمعية الكبرى، وثقافة البلد.. وقد تكون الأسئلة صعبة، مما يعني أن المراجعة ضرورية لأن نسبة النجاح حوالي 70%. أن يكون الشخص قد عاش في المملكة المتحدة 5 سنوات (أو 3 سنوات إذا كان متزوجا بمواطنة أو مواطن بريطاني) وألا يكون الشخص قد غادر البلاد أكثر من 450 يوما خلال 5 سنوات، ولا أكثر من 90 يوما خلال العام الماضي، وأن يقدم تفاصيل كاملة عن أي سفر خارج البلاد. ثالثا: إكمال الملف أن يعد نموذجا إلكترونيا أو ورقيا (والورقي أبطأ). والمستندات المطلوبة: إثبات إقامة، اجتياز الاختبارات، تقديم سجل جنائي نظيف، توصيتان.. إلخ. والتكلفة الإجمالية للإجراء: 1735 جنيها إسترلينيا، غير مستردة. إعلان رابعا: على الشخص أن يسجل بياناته البيومترية خلال 45 يوما من التقديم، على الشخص أن يحدد موعدا لأخذ بصمات أصابعه وصورته عبر مزود الخدمة TLSContact الذي يعمل مع الحكومات لإدارة خدمات التأشيرات والقنصليات، ويتولى التعامل مع الجوانب الإدارية لطلب التأشيرة، ويقدم خدمات مجانية أو مدفوعة حسب الفترة الزمنية. متوسط مدة التنفيذ: شهران (بحد أقصى 6 أشهر) وسيُرسَل بريد إلكتروني للتأكيد في حال القبول. يجب أن يقام الحفل خلال 90 يوما من القبول ويؤدي المتقدم القسم ويتسلم شهادة التجنس. 1- التكلفة: 107 جنيهات إسترلينية. 2- موعد التسليم: بعد نحو 3 أسابيع. 3- المستندات المطلوبة: صورة، جواز سفر البلد الأصلي، إلخ.

مقابر جماعية للأطفال في أيرلندا.. كيف اكتشفت وما الذي حدث؟
مقابر جماعية للأطفال في أيرلندا.. كيف اكتشفت وما الذي حدث؟

الجزيرة

time١٥-٠٧-٢٠٢٥

  • الجزيرة

مقابر جماعية للأطفال في أيرلندا.. كيف اكتشفت وما الذي حدث؟

قاد بحث أجرته مؤرخة محلية الحكومةَ الأيرلندية إلى اكتشاف مقبرة جماعية غير موثّقة تضم رفات نحو 800 رضيع وطفل صغير في دار تراعه الكنيسة ببلدة توام غربي أيرلندا، وقد ظل هؤلاء الأطفال مجهولي الهوية أكثر من 65 عامًا، ولم يُكشف عن وجود هذه المقابر إلا قبل عقد فقط، بفضل جهود مؤرخة محلية. ما الذي يحدث الآن؟ تجري أعمال التنقيب، التي بدأت يوم الاثنين ومن المتوقع أن تستمر عامين، في موقع دار "سانت ماري" للأمهات والأطفال، التي كانت تديرها راهبات من دير "بون سيكور" الكاثوليكية، والتي لم تعد موجودة الآن. ويشرف على التنقيب "مكتب مدير التدخل المعتمد" في أيرلندا، بالتعاون مع خبراء من المملكة المتحدة وكندا وكولومبيا وإسبانيا والولايات المتحدة. وقال مدير المكتب في توام الذي يقود عملية التنقيب، دانيال ماكسويني، إن الرفات ستُستخرج وتُحلل وتُحدد الهوية إن أمكن، ثم يُعاد دفنها، موضحا أن عملية استخراج الرفات "شديدة التعقيد" نظرا لتداخلها وغياب السجلات الأرشيفية، وصعوبة التمييز بين رفات الذكور والإناث ما لم يُستخرج الحمض النووي. ما دور "الأمهات والأطفال"؟ أُنشئت دورُ "الأمهات والأطفال" في أنحاء أيرلندا في القرن العشرين لإيواء النساء الحوامل غير المتزوجات اللواتي لم يكن لديهن أي دعم، في مجتمع محافظ للغاية، وكانت غالبية هذه الدور تديرها مؤسسات دينية، وعلى رأسها الكنيسة الكاثوليكية. في تلك الفترة، كانت النساء ينبذن من المجتمع ويلجأن إلى تلك الدور طلبا للمساعدة، فيتعرضن للإهمال وسوء المعاملة، ويُنتزع منهن أطفالهن لـ"تبنٍّ" لا يمكن تتبعه. وبين عامي 1925 و1961، استضافت دار سانت ماري آلاف الأمهات غير المتزوجات وأطفالهن، إضافة إلى مئات العائلات مختلفة التكوين وعدد من الأطفال غير المصحوبين. كيف عُثر على المقابر؟ اكتشفت المؤرخة كاثرين كورليس هذه المقابر قبل نحو عقد. نشأت كورليس في توام، وكانت تتذكر بشكل غامض "أطفالًا نحيفين ومنعزلين يُقادون إلى الصف الدراسي في وقت لاحق من بقية الأطفال"، كما كتبت في صحيفة ذا أوبزيرفر أواخر الشهر الماضي. وكتبت: "كان يُطلب منّا ألا نختلط بهم لأنهم يحملون أمراضا. لم يكملوا التعليم، وسرعان ما نُسوا"، وفي عام 2012، تذكرت كورليس هؤلاء الأطفال عندما طُلب منها المساهمة في منشور لجمعية التاريخ المحلية. فتحدثت المؤرخة إلى كبار السن في المدينة وبدأت في جمع معلومات والبحث في الخرائط والسجلات، واكتشفت أن الأطفال الذين ماتوا في الدار قبل إغلاقها عام 1961 لم يكن لديهم سجلات دفن، رغم أنهم جميعا عُمدوا. لكن الكنيسة أنكرت معرفتها بوفاتهم أو دفنهم. كما علمت أن صبيين في عام 1970 عثرا على عظام في جزء مكشوف من خزان الصرف الصحي، وتوصلت إلى وجود أدلة كافية على أن الأطفال والرضع دُفنوا في مقبرة جماعية، ووجدت سجلات تؤكد وفاة نحو 796 طفلا في الدار. وذكرت كورليس، أن راهبات "بون سيكور" استأجرن شركة علاقات عامة لإنكار وجود المقبرة الجماعية، زاعمات أن العظام تعود إلى فترة المجاعة ، لكن وسائل الإعلام الأيرلندية التقطت نتائج بحثها، مما دفع الحكومة الأيرلندية في عام 2015 إلى فتح تحقيق في نحو 18 دارا من دور "الأمهات والأطفال". وفي عام 2016، كشفت حفريات أولية في توام عن "كميات كبيرة من الرفات البشرية". كيف مات هؤلاء الأطفال؟ تُظهر شهادات الوفاة الصادرة من الدولة أسبابا متعددة، منها السل، التشنجات، فقر الدم، التهاب السحايا، الحصبة، السعال الديكي، وفي بعض الحالات لم يُسجل سبب الوفاة. وأول طفل مات كان باتريك ديران، وكان عمره 5 أشهر عندما توفي عام 1925 بسبب التهاب المعدة، في حين كان آخر من مات طفلة تدعى ماري كارتي، وكان عمرها 5 أشهر أيضا، وتوفيت عام 1960 دون تحديد سبب الوفاة. كانت دار سانت ماري تقع داخل مبنى كبير يُعرف بـ"بيت العمل" بُني في منتصف القرن 19، وقد افتقر إلى التدفئة المركزية والمياه الساخنة والتجهيزات الصحية الملائمة طوال فترة تشغيله تقريبا. وبحسب تقرير لجنة التحقيق في دور الأمهات والأطفال، تباينت شهادات النزلاء السابقين، فبعضهم وصف تجربته بأنها جيدة، بينما روى آخرون معاناة من قلة الطعام والراحة والدفء، ومنع بعض الأمهات من رؤية أطفالهن. ماذا قالت الكنيسة؟ في عام 2014، قال رئيس أساقفة توام آنذاك، مايكل نيري إنه "مصدوم وحزين لسماع عدد الأطفال المتوفين، وهذا يُشير إلى حقبة من المعاناة والألم الشديد للأمهات وأطفالهن". وأضاف: "نظرا لعدم مشاركة الأبرشية في إدارة الدار، لا توجد لدينا مواد عنها في أرشيفنا"، مشيرا إلى أن سجلات الرهبنة سُلمت لمجلس مقاطعة غالواي والسلطات الصحية عام 1961. وفي يناير/كانون الثاني من نفس العام، أصدرت رهبانية بون سيكور بيان اعتذار وقعته إيلين أونور، جاء فيه: "لم نُطبق قيم المسيحية كما يجب خلال إدارة الدار. نقرّ بأن الأطفال الذين توفوا فيها دُفنوا بطريقة غير محترمة وغير مقبولة، ونحن آسفون بشدة لذلك". وفي عام 2021، اعترف رئيس الأساقفة الكاثوليكي إيمون مارتن بأن الكنيسة الكاثوليكية كانت جزءا من ثقافة وصمت الناس وأساءت إليهم، وقال: "لهذا، ولكل الألم النفسي الذي ترتب عليه، أقدم اعتذاري الكامل للناجين ولكل من تأثروا شخصيا بهذه الحقيقة". ماذا قالت الحكومة الأيرلندية؟ في يناير/كانون الثاني 2021، قدم رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن اعتذاره في البرلمان نيابة عن الدولة. وفي نفس العام، نشرت الحكومة تقريرا من 3 آلاف صفحة استنادا إلى تحقيق بدأ عام 2015، وأسفر عن اعتذارات رسمية وتعهدات بنبش الموقع في توام. وفي عام 2022، صدر قانون يسمح باستخراج الرفات وتحليلها. ماذا قال أفراد عائلات النزلاء؟ قالت آنا كورغان، التي يُعتقد أن اثنين من أشقائها دُفنا في توام: إن "هؤلاء الأطفال حُرموا من كل حقوقهم الإنسانية في حياتهم، وكذلك أمهاتهم. وحرمتهم الدولة من الكرامة والاحترام بعد وفاتهم". ورغم أن العديد من الأطفال الذين وُلدوا في هذه الدور نجوا، لكن نقلوا إلى ملاجئ أخرى أو تم تبنّيهم دون علم أمهاتهم وعائلاتهم، التي لم تعرف مصير أطفالها في كثير من الحالات. هل حصل هذا في أيرلندا فقط؟ لا، فقد تعرض الأطفال في رعاية الدولة أو المؤسسات الدينية في دول أخرى إلى سوء المعاملة أيضا. ففي نيوزيلندا، كشف التحقيق الملكي في عام 2024 أن واحدا من كل 3 أطفال أو أفراد في الرعاية تعرض لسوء معاملة بين 1950 و2019، حيث بلغ العدد نحو 200 ألف طفل وشاب وبالغ، وكانت الانتهاكات جسدية وجنسية، واستهدفت خاصة السكان الأصليين من الماوري وجزر المحيط الهادئ. أما في كندا، فقد خلصت لجنة الحقيقة والمصالحة عام 2015 إلى أن نظام المدارس الداخلية شكّل إبادة ثقافية. وكان هذا النظام عبارة عن شبكة من المدارس الداخلية للأطفال من السكان الأصليين، فصلوا قسرًا عن أسرهم "لإعادة برمجتهم"، واستمر من 1879 حتى 1997 تحت إدارة الكنيسة الكاثوليكية والأنجليكانية والمشيخية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store