
تفاصيل لخطة احتلال غزة ومئات القادة الإسرائيليين السابقين يحذرون
كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية جزءا من تفاصيل خطة عسكرية لاحتلال قطاع غزة سيناقشها الكابينت غدا، في حين حذر مئات القادة الإسرائيليين السابقين من احتلال القطاع.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في وقت لاحق، لمناقشة خطة احتلال غزة والتي يعارضها رئيس الأركان إيال زامير، واصفًا إياها بالفخ الإستراتيجي.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت بنشر المزيد من التفاصيل حول إحدى الخطط العسكرية التي سيناقشها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) غدا بشأن غزة.
وقالت إن الحديث يدور عن ما وصفته بمناورة برية تمتد من 4 إلى 5 أشهر، وفق تقديرات واضعي الخطة، التي سيتولى تنفيذها من 4 إلى 6 فرق عسكرية.
وتحدثت عن هدفين رئيسيين للخطة أحدهما يتعلق باحتلال مدينة غزة والمخيمات الواقعة في وسط القطاع، في حين يتمثل الثاني في تهجير السكان، أو ما وصفته بدفع سكان القطاع جنوبا بهدف تشجيعهم على الخروج من القطاع.
والثلاثاء، اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية، قرارًا بالمضي في احتلال غزة، خلال اجتماع مغلق مع وزراء ومسؤولين أمنيين، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن مصدر مطلع لم تسمه.
خلافات وتحذيرات
وبشأن المواقف من الخطة التي تثير خلافات بين المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل؛ ذكرت القناة أن وزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس حزب شاس الديني أرييه درعي، يدعمان موقف رئيس الأركان إيال زامير ويرفضان توسيع الحرب على غزة.
كما حذر مئات القادة الأمنيين والدبلوماسيين الإسرائيليين السابقين، من احتلال قطاع غزة، باعتبار ذلك يمثل حكما بالإعدام على الأسرى، وخطوة تجرّ تل أبيب إلى كارثة سياسية واجتماعية واقتصادية.
جاء ذلك في بيان لحركة قادة من أجل أمن إسرائيل، التي تضم أكثر من 550 مسؤولا سابقا في الأجهزة الأمنية ودبلوماسيين سابقين، نشرته مساء الأربعاء بحسابها على منصة إكس.
وقالت الحركة إنها تحذّر رئيس الوزراء وحكومته من اتخاذ قرار متسرع باحتلال قطاع غزة، خلافًا للتوصية المهنية لرئيس الأركان، وموقف غالبية مواطني إسرائيل، الذين هم أصحاب السيادة.
وأضافت أن الاحتلال الكامل للقطاع، حتى لو كان ممكنًا، قد يكون بمثابة حكم بالإعدام على المختطفين، ويعرّض الجنود للخطر، وقد يجرّ إسرائيل إلى كارثة سياسية، واجتماعية واقتصادية.
ورأت الحركة، التي تضم رؤساء سابقين للأركان والموساد والأمن العام (الشاباك) والشرطة ومجلس الأمن القومي ومسؤولين سابقين بالخارجية أن هناك بدائل إقليمية ودولية لاحتلال غزة لكن الحكومة ترفض مناقشتها.
ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير الاتجاه وإعادة المختطفين، ووقف الحرب، وإيجاد بديل سلطوي لحماس بروح المبادرة المصرية، والاندماج في تحالف إقليمي، والاستعداد للتحدي الأساسي ممثلا في حرب ثانية مع إيران.
تحذير فرنسي
وبشأن المواقف الخارجية، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الأخير ناقش تطورات الحرب في غزة مع أعضاء جمهوريين بالكونغرس الأميركي خلال لقائه معهم أمس.
كما حذّر سفير فرنسا لدى إسرائيل فريدريك جورنيس، من احتلال قطاع غزة، مشددا على أن هذه الخطوة تعني حربا لا نهاية لها.
وقال السفير الفرنسي في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "نحن على مفترق طرق، والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يدرس الخيارات المتاحة، ومن المهم بالنسبة لي أن أقول إن هناك خيارات أخرى للتخلص من حماس وتحقيق الأمن لإسرائيل، غير حرب لا نهاية لها".
وشدد على أن احتلال قطاع غزة، مثلما يقولون في الجيش الإسرائيلي، مكلف ومعقد.
وخاطب حكومة نتنياهو قائلا: "واصلوا العمل على اتفاق، واستغلوا الفرصة التي نعرضها عليكم للعمل مع شركاء عرب والتخطيط لليوم التالي. لا تنظروا إلى هذا كعداء تجاهكم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
مطالبات بمخاطبة الهند ضد شركات هائل
اليوم السابع – عدن: تصاعدت مطالبات سياسيين جنوبيين، للحكومة بمخاطبة الهند لسحب الامتياز الممنوح لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه، بالبيع الحصري للقمح لها، ومنحه لتجار آخرين. تصدر للمطالبة بهذا عضو الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي الجنوبي واثق الحسني، الذي طالب الحكومة، بإنهاء احتكار شركات هائل سعيد أنعم للقمح، واستبدالها بتجار آخرين، رداً على رفضها تخفيض سعر الدقيق بعد تحسن سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي والريال السعودي. وقال الحسني في تغريدة على منصة "إكس": " على رئاسة الوزراء إرسال برقية للهند بتغيير الاتفاقية الاخيره القاضية ببيع القمح لمجموعة هائل سعيد الموقعة من رئيس الوزراء السابق معين عبدالملك ووضع أسماء لعدة تجار وليس لتاجر واحد بوكالات رسمية، وإصدار قرار بسحب اتفاقية تأجير صوامع الغلال لمجموعة هائل سعيد". مضيفاً في تغريدة ثانية: "مافي مجال المغالطات ولو كانت هناك نقاط جباية على الدقيق في عدن لخرج رشاد هائل عن صمته وتنفس الصعداء". مردفاً: "للعلم القمح له مرسى خاص بالمعلا وبجواره مطاحن الغلال ويخرج من الدكة جاهز يوزع على التجار والبقالات القريبة منه والبعيدة حيث لا توجد نقطة جباية داخل المدينة لكن بسعر مرتفع للغاية". يأتي هذا بعد أن وقعت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه، في ورطة جديدة، كشفت تلاعباً كبيراً في تسعيرة منتجاتها، وتعمداً في مفاقمة المعاناة الإنسانية لسكان العاصمة عدن وعموم الجنوب، في مقابل تواطئها مع حزب الاصلاح (الاخوان في اليمن). مجموعة هائل سعيد تقع في ورطة جديدة واتخذ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي، موقفاً حاسماً من شركة هائل سعيد أنعم، بعد رفضها تخفيض أسعار المواد الغذائية والسلع التي تنتجها عقب تحسن سعر صرف العملة. موقف حاسم للزبيدي من شركة هائل سعيد وصدر قرار جنوبي عاجل وحازم ضد مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه وعدد من الشركات التجارية الكبيرة على خلفية موقفها من تحسن صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية في العاصمة عدن وعموم الجنوب. قرار عاجل ضد شركات هائل وشهاب و رفضت مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه، خفض أسعار السلع والمواد الغذائية التي تنتجها بعد استعادة الريال اليمني جزءاً من قيمته عقب تسجيله انهياراً كبيراً خلال الفترة الماضية. شركات هائل سعيد ترفض خفض الاسعار


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
تهديد 'إسرائيل' باحتلال قطاع غزة كاملًا مغامرة تُثير الانقسام في تل أبيب
ثلاث ساعات كانت كافية لدى من يسمى برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو؛ لاتخاذ قرار بالمضي نحو احتلال قطاع غزة كاملًا، بعد مشاورات أمنية عقدها مع عدد من الوزراء والمسؤولين العسكريين. الخطة الإسرائيلية بتطويق غزة والمخيمات الوسطى في القطاع، خلقت حالة من الجدل بين القيادات الإسرائيلية، حيث يسيطر الخوف من هذه المهمة على تلك القيادات خاصة مع فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها بعد 'طوفان الأقصى' 2023. احتلال القطاع، صوريًا يأتي لغرض استعادة الأسرى، وهزيمة حماس بحسب التبريرات الإسرائيلية، النوايا السوداء للاحتلال هي مضاعفة ارتكاب جرائم الإبادة بموافقة أمريكية، فـ 'نتنياهو' لا يلقي بالًا للأسرى الصهاينة ويستعد للتضحية بهم، مقابل تهجير سكان غزة، وقتلهم قبل كل ذلك. المخاوف الإسرائيلية من خطة احتلال كامل القطاع، هي نتاج خسائر متراكمة حتى اليوم، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام وسرايا القدس من توجيه ضربات قاتلة لجنود الاحتلال من خلال الكمائن المركبة والنوعية واستخدام العبوات الناسفة والقذائف التي تخرج دباباتهم عن الخدمة وتدمر بشكل شبه كلي، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية، التي لحقت بالكيان. هيئة البث الإسرائيلية، نقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو أنه قرر توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لتشمل كل المناطق بما فيها تلك التي يمكن أن يوجد بها الأسرى. وأضافت المصادر أن نتنياهو اتخذ القرار رغم من معارضة رئيس الأركان، وأن رئيس الوزراء حصل على ضوء أخضر من ترمب. التصريحات التي أصدرها رئيس وزراء الاحتلال، تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية وإنسانية معقدة ومترابطة، المرحلة الأهم في الخطة هي دخول جيش الاحتلال إلى كل شبر في القطاع، وتأمينه بحسب المخطط، رغم أن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، حذر بشكل صريح من أن السيطرة على القطاع، ستورط جنودهم، في حرب استنزاف طويلة، وتعرض حياة ما تبقى من الأسرى للخطر، وسيضاعف هذا المخطط من العبء على قواتهم، بدلًا من ذلك رأي 'رئيس الأركان' أن من الأفضل – وسط المقاومة الشرسة – هو تطويق مناطق محددة للضغط على المقاومة، ومن ثم الدخول في مفاوضات من موقع أفضل مما هو حاصل حاليًا. وبالنظر إلى التكلفة البشرية والمادية، فإن جيش الاحتلال أكد أن تنفيذ مخطط السيطرة على قطاع غزة يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أشهر مع عامين إضافيين لتدمير الأنفاق، وكل هذا يعني فقدان المزيد من جنودهم، إضافة إلى أن القطاع يضم ما يقارب مليونين ونصف من السكان، وهذا في حد ذاته يُمثل عبئًا لوجستيًا وإداريًا هائلاً. من جهة ثانية يرى محللون أن نتنياهو يُهدد باحتلال غزة؛ لإرضاء شركائه في الائتلاف الحكومي من اليمين المتطرف، وللضغط على حماس والجهاد في مفاوضات الأسرى، ولتحسين موقفه السياسي الداخلي، ضاربًا بالتحذيرات من الفشل أو الخسائر عبر الحائط. كارثة إنسانية ومذابح جماعية المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، أكد أن تنفيذ مخطط 'إسرائيل' باحتلال كامل قطاع غزة، سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، ومذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، وفرض حصار مطبق عليهم، ما يفاقم من منع دخول المساعدات الغذائية، بشكل نهائي، وبالنظر إلى موقف أهالي الأسرى الصهاينة من قرار 'نتنياهو' فإنهم يرون أن ذلك بمثابة حكم بالإعدام على ذويهم. تمثل تصريحات نتنياهو جزء من استراتيجية سياسية تهدف إلى تحقيق أهداف داخلية، لكنها تصطدم بواقع عسكري معقد وتحذيرات من عواقب إنسانية وخيمة، بالإضافة إلى انقسام داخلي عميق حول جدوى وخطورة هذه الخطوة. القناة 12 العبرية كشفت أن 'إسرائيل' انقلبت على المفاوضات بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق مع المقاومة، وقالت القناة إن 'إسرائيل' انسحبت بشكل مفاجئ من المفاوضات دون مبررات واضحة. وأوضحت القناة على أن حماس لم تضع شروطًا مستحيلة، مضيفة أن الفجوات بين الطرفين لم تكن حقيقية لدرجة تؤدي لانهيار المفاوضات. يبدو أن الموقف الأمريكي تجاه الخطة الإسرائيلية باحتلال كامل القطاع، يؤيد هذا التوجه، فالرئيس الأمريكي ترامب قال إن 'احتلال قطاع غزة بأكمله أمر متروك لإسرائيل'، وأضاف ترامب – ردًا على سؤال من قبل الصحفيين حول دعمه لـ'احتلال إسرائيل لغزة': 'لا أعرف ما هو المقترح، أعلم أننا موجودون هناك الآن لإطعام الناس'. تصريح ترمب بهذا الخصوص أثار جدلًا لدى مراقبي الوضع، فالبعض قال إن تصريحات الرئيس الأمريكي، تُساند 'إسرائيل' وتمنحها الضوء الأخضر لتكثيف هجماتها العسكرية في القطاع، بينما يرى آخرون أن الهدف من هذه التصريحات بما فيها اعتزام جيش الاحتلال احتلال غزة بشكل كامل، تهدف إلى الضغط على حماس والمقاومة حتى تنهار تحت الضغط العسكري والدبلوماسي وترضخ للتسليم، وهو ما يبدو مستحيلًا. لكن الخبراء اتفقوا على أن التصريحات تعني بوضوح لا لبس فيه 'دعم شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين الذي يدعون لتصعيد الحرب والسيطرة على غزة وطرد سكانها من خلال «الهجرة الطوعية» وإعادة بناء المستوطنات التي تم تفكيكيها بعد انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005'. الموقف العربي المخزي من التهديد الإسرائيلي باحتلال كامل قطاع غزة عوض عنه الموقف اليمني، ففي كلمته الأسبوعية حول آخر المستجدات في غزة والمنطق، حذر السيد عبد الملك الحوثي، من أن مضي الاحتلال في تنفيذ هذا القرار له كلفته وخسائره الباهظة والكبيرة، مشيرًا الى أن تردد العدو في الإقدام على هذه الخطوة هو حساباته للكلفة الباهظة التي هو موقن بها. وأضاف الحوثي: 'العدو الإسرائيلي يقول إنه حصل على إذن من الأمريكي للتصعيد في قطاع غزة، ومعنى ذلك استمرار كل أشكال الدعم الأمريكي للعدو'، مبينًا أن أي تصعيد صهيوني في قطاع غزة سيفشل، وإن ارتكب الجرائم الكبيرة، لكنها لن تحقق النتيجة التي يسعى للوصول إليها وتابع قائلًا : العدو الإسرائيلي سيفشل في تثبيت احتلاله وسيطرته التامة على قطاع غزة، ولن يحسم المعركة بإذن الله، فوضع 'الجيش الإسرائيلي' مهزوز بعد أن تكبد الخسائر الكبيرة نتيجة العدوان على قطاع غزة. وأوضح أن أقدم العدو الإسرائيلي على محاولة احتلال كامل قطاع غزة فهو يثبت من جهة أخرى بأنه لم يعد يكترث إطلاقًا لمصير أسراه الذين يتضررون بالتجويع كغيرهم من بقية الناس في قطاع غزة.


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
ماذا يجري بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا؟
وجهت جماعة الحوثي تحذيرات شديدة اللهجة واتهامات "بالخيانة والارتزاق" إلى قادة وعناصر في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقا وشريكهم في صنعاء، مصحوبة بحديث عن "مخطط" يجري تنفيذه بتوجيه من "أجهزة استخبارات صهيونية". ووجه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي -في خطاب تلفزي- تحذيرا "لكل من تسول له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من أدوات الخيانة والغدر والإجرام" مؤكدا أن موقفهم سيكون "حازما وحاسما مع تلك الأدوات". وعقب الخطاب، دشن إعلام ونشطاء وقادة من الحوثيين حملة تفصح عن كشف "مخطط لاستهداف الجبهة الداخلية اليمنية، من خلال أدوات محلية مدعومة من الخارج، تتحرك ضمن عناوين حزبية ومطلبية، ظاهرها مصلحة المواطن والتعبير والتظاهر وإقامة الفعاليات والأنشطة الحزبية، وباطنها التآمر والخيانة خدمة للصهاينة". مخطط وأكد عضو المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد أن "المغامرة ليست تخمينا، بل مخطط يتم تفعيله حاليا، ويراد له أن يبدأ بشكل متدرج ابتداء من أغسطس/آب الجاري، الذي يصادف ذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، مرورا بسبتمبر/أيلول القادم وحتى ديسمبر/كانون الأول المقبل الذي شهد عام 2017 فتنة ومقتل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح". وقال الأسد عبر صفحته بمنصة إكس إن "أدوات المؤامرة تستخدم ذكرى تأسيس الحزب كنقطة انطلاق لتأجيج وتحريك الشارع اليمني وبعض العناصر المرتبطة ببقايا مشروع صالح، عبر رفع شعارات تستغل المعاناة الاقتصادية كمطالب مدنية، لكنها في حقيقتها هي ذراع استخباري لخدمة مشاريع العدو الإسرائيلي، هدفها إحداث حراك داخلي شعبي ثم تحرك عسكري خارجي ضد أنصار الله وموقف صنعاء المساند للمقاومة في غزة". واعتبر أن تحذير الحوثي ليس فقط ردعا "بل إشارة مبكرة لكشف المؤامرة قبل وقوعها، وأن من أسقط فتنة ومؤامرة 2017 سيسحق مؤامرة 2025 وستفشل أمام وعي الشعب وصلابة الجيش ويقظة الأمن وتماسك القيادة". ويبدو أن فيلما وثائقيا بثته قناة إخبارية عربية قد استفز الحوثيين، خاصة وأنه تحدث عن "المعركة الأخيرة" للرئيس الراحل علي صالح، سردت فيه رواية مقتله على يد الحوثيين في كمين مسلح خارج صنعاء بينما كان يحاول الوصول إلى حصن عفاش بمسقط رأسه وقبيلته بمنطقة سنحان، خلال معركة ديسمبر/كانون الأول 2017. وظهر في الفيلم "مدين" نجل صالح وتحدث عن رواية مقتل والده وعن "خيانات واختراقات" تعرض لها والده عقب تنحيه عن السلطة عام 2011 بعد 33 عاما من الحكم نتيجة ثورة الشباب الشعبية، إبان ما عُرف بثورات الربيع العربي. ترتيبات ولاحظ مراقبون أن تزامن بث الفيلم مع قرب ذكرى تأسيس حزب المؤتمر وظهور مدين، الذي كان مرافقا لوالده في اللحظات الأخيرة وخاض معه "المعركة الأخيرة" ضد الحوثيين الذين كان شريكا لهم في السلطة بصنعاء، فيه إشارات إلى ترتيبات إقليمية لإعادة تغيير المشهد اليمني بإدخال عناصر ورموز تحظى بنفوذ وقبول في الشارع اليمني، وفي مركز القوة في صنعاء من جيش وأمن وقبائل وقوى حزبية. وتزامن هذا الأمر مع ورود معلومات عن توجهات لدى الحزب للاحتفاء بذكرى تأسيسه في 24 من الشهر الجاري، وحشد جماهيره وأنصاره ومؤيديه في ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء، لإظهار "شعبية وقوة الحزب وأنه الجسم السياسي الأكبر في اليمن". وتفاجأ كثير من اليمنيين بإصدار المحكمة العسكرية المركزية في صنعاء حكما بإعدام أحمد علي عبد الله صالح النجل الأكبر لصالح والوريث المحتمل سابقا لوالده في حكم البلاد، وكان يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري ونائب رئيس الحزب، بتهمة "الخيانة والعمالة والتخابر مع العدو والفساد" وأمرت بمصادرة ممتلكاته واسترداد الأموال المنهوبة. ويرى الباحث السياسي عبد العزيز المجيدي أن هذا الحكم يبرز "صورة مفارقة كبيرة، فهو لم يتبنّ موقفا واضحا حيال الحوثيين بعد مقتل صالح، وأحمد علي يشغل منصب نائب رئيس الحزب في صنعاء، وهو ما تبقى من الحزب الذي يتمسك بشراكته مع الحوثيين ويشكو من إقصائه من السلطة، فيما يشغل رئيس المؤتمر صادق أبو راس نائبا للقيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم بصنعاء)". ويقول المجيدي للجزيرة نت إن الحوثيين يستبقون هواجسهم بشأن ميراث علي صالح وجسمه السياسي ممثلا بالمؤتمر الشعبي، لذلك يبادرون بين الحين والآخر لاتخاذ خطوات، رغم جمود أنشطة وتحركات الحزب وانعدام جاذبية أحمد علي كوريث محتمل لوالده "فضلا عن حالة السبات التي يعيشها". وأشار إلى غياب أي مبررات لتفسير إصدار حكم الإعدام "غير صناعة قضية تسمح للحوثيين بالتصعيد واتخاذ إجراءات أمنية مبنية على المزاعم أكثر منها حقائق، خاصة وأنهم متوجسون دائما، ويعيشون داخل حالة قلق مستمر من أي تطورات محلية أو إقليمية أو دولية". تحرك دولي ولا يستبعد المجيدي أن "أكثر ما يؤرق الحوثيين هو النفوذ الذي كان يحظى به صالح داخل الجيش ودفعه لمشاركتهم في السيطرة على صنعاء، وصار الجيش بأغلب قدراته البشرية والتسليحية تحت سيطرتهم". وتابع "ليس هناك سبب ظاهر يشير إلى رغبة إقليمية أو دولية لرعاية دور سياسي لنجل صالح، ولم يستجد أي شيء يدعو لقلق الحوثيين. والفيلم الوثائقي عن المعركة الأخيرة لصالح معهم ربما أراد أن يقول شيئا، لكن أحمد علي ليس ذلك البطل الذي أراد الفيلم بصورة غير مباشرة الحديث عنه". ومن جانبه، يرى القيادي بحزب المؤتمر عادل الشجاع أن الحوثيين "برغم الفترة الطويلة التي قضوها في مصادرة مؤسسات الدولة واستخدام القوة المفرطة لقمع الناس بقوة السلاح، إلا أنهم يشعرون أنهم جسم منفصل عن الشعب وأنهم لا يمتلكون حاضنة شعبية تقبل بهم، فيعيشون حالة الخوف المستمر". وفي حديث للجزيرة نت، قال الشجاع إن "أهم كيان يخشاه الحوثيون هو المؤتمر الشعبي العام كونه متغلغلا في الوسط العسكري والقبلي والإداري والشعبي، وهو صاحب انتفاضة 2 ديسمبر/كانون الأول التي فصلت بين الجمهوريين والإماميين". وفيما يتعلق بمسألة الحكم بالإعدام على نجل صالح، رأى أن الحوثيين "يدركون حضور أحمد علي في كل المستويات السياسية والعسكرية، والتحرك الدولي الذي يبحث عن قيادة بديلة لما هو موجود تتحلى بالشعبية". المصدر: الجزيرة