
باسيل لـ"جدل": الحكومة الحالية عبارة عن عجز في حصر السلاح في عودة اللاجئين وفي الإصلاح
أكّد رئيس 'التيار الوطنيّ الحر' النائب جبران باسيل، أنّ اللبنانيين جميعهم دفعوا ثمن وجود سلاح 'حزب الله'، 'لذلك يجب أن تستفيد منه الدولة اللبنانية وليس إيران، كذلك الحوار يجب أن يكون حاسمًا وليس عملية شراء وقت'.
وقال، في حديث ضمن برنامج 'جدل': 'حزب الله' قويّ في الداخل اللبنانيّ فـ'ما حدا يعمل عليه أبداي'.
وشدّد على أنّ سلاح 'حزب الله' جزء من حلّ إقليميّ كبير وانتظار التسليم يتوقّف على مصير ما سيحدث جرّاء التفاوض أم الحرب.
واعتبر أنّه عندما أخذ رئيس الجمهورية جوزاف عون، موضوع تسليم السلاح على عاتقه لم يستطع تغيير شيء ،'فلا حوار جدّيًا وتصريحات الشيخ نعيم قاسم تدل على ذلك'.
ودعا الحزب إلى الانخراط في مشروع بناء الدولة وتسليم السلاح إلى الدولة.
ولفت باسيل إلى أنّ إيران استطاعت الدفاع عن نفسها من دون أن تستخدم 'حزب الله'، 'إذًا سلاح الحزب لا يستطيع أن يردع إسرائيل لا داخليًا ولا محوريًا لذلك مهمّة الدفاع يجب أن تصبح في يد الدولة اللبنانية'.
وقال: 'ما رأيناه اليوم في النبطية إهانة لكل لبنانيّ وانتهاك اعتادت إسرائيل على ممارسته لذلك يحتاج لبنان إلى وسيلة دفاع عن نفسه ومنذ أن وقّع الحزب على الاتفاقية كان يجب البدء بعملية حصر السلاح وتسليمه إلى الدولة والمسار الجدّيّ لتسليم السلاح لم يبدأ أبدًا بعد'.
ورأى أنّ الأهم من وجود موازين القوى أن يكون هناك إرادة وطنية داخلية متماسكة حول سيادة الدولة وحماية لبنان من إسرائيل.
وأشار إلى عدم وجود نيّة لتغيير نظام إيران إذ إنّي أعتقد أن لا بديل له أميركا تريد أن تستفيد من توازن القوى في المنطقة و'الإخراج' الأخير انتهى.
وأوضح أنّ النظام القائم في سوريا يريد أن يتجاوب مع المطلوب من الخارج من جهة وأن يتجاوب مع الفكر الذي انطلق منه فهو طامح لإرضاء الغرب والعقيدة الفكرية وهما متناقضان.
وأكّد أنّ استهداف الكنيسة في سوريا استهداف للتنوع فيها وهو يقع في مسؤولية الدولة السورية ورفاقها في المنطقة ولبنان.
وقال باسيل: 'اتُفق على اسم قائد الجيش قبل الاتفاق على انتخاب الرئيس عون'.
ورأى أن لا إرادة للإصلاح فلم يُقر أي قانون إصلاحيّ منذ العام ٢٠١٩ إلّا قانون السرية المصرفية ولم يكن ليُقر بالصيغة التي هو عليها لو لا الضغط الخارجيّ.
وتساءل 'كيف لحكومة تعمل على الإصلاح أن لا تجاوب على أكثر من سؤال واحد من أصل عشرة أسئلة نقدية قدّمناها لها'؟
وأوضح أنّه لا يجد فرقًا بين حكومة اليوم وحكومة تصريف الأعمال سابقًا 'وأين قانون الفجوة المالية'؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريباً"، مرجّحاً إمكانية إنجازه "خلال الأسبوع المقبل"، على الرغم من استمرار تصعيد العدوان الإسرائيلي على القطاع. وجاءت تصريحات ترامب مساء الجمعة، خلال مشاركته في احتفال أقيم في البيت الأبيض عقب توقيع اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية بوساطة أميركية وقطرية. وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين بشأن جهود التوصّل إلى اتفاق في غزة، قال ترامب: "كنت أتحدّث للتوّ مع بعض المعنيين بمحاولة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس"، لافتاً إلى أنّ الإدارة الأميركية تعتقد "أنه خلال الأسبوع المقبل سنكون قادرين على التوصّل إلى وقف لإطلاق النار". وتأتي تصريحات ترامب في وقتٍ يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط غياب مؤشرات جدية على استعداد حكومة الاحتلال للعودة إلى طاولة المفاوضات. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم مكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى "الشرق الأوسط"، ستيف ويتكوف، إنهم "لا يملكون في الوقت الحالي أي معلومات إضافية يمكن الكشف عنها سوى تصريحات ترامب". اليوم 08:38 اليوم 08:05 ولم يصدر أيّ تعليق حتى الساعة من السفارة الإسرائيلية في واشنطن على طلب التعليق بشأن تصريحات ترامب، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، كشف مصدر مطلع للوكالة، أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، يعتزم زيارة واشنطن يوم الاثنين المقبل، لإجراء محادثات مع مسؤولين في إدارة ترامب بشأن تطورات غزة والملف الإيراني. وأضاف المصدر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "قد يزور البيت الأبيض أيضاً"، من دون أن يحدَّد موعد لهذه الزيارة. هذا وأثارت تصريحات ترامب جدلاً واسعاً داخل "إسرائيل"، ولا سيّما بعد أن نقلت قناة "كان 11" عن مسؤول كبير في المفاوضات، قوله إن التصريحات "لم تأتِ عبثاً"، بل هي جزء من "عملية كبرى يُفترض أن تنتهي بوقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الأسرى، وإغلاق ملفات محاكمة نتنياهو، إلى جانب خطوات إقليمية مرتقبة". بموازاة ذلك، تصاعدت أصوات محذّرة من داخل "إسرائيل" من تكلفة الاستمرار في الحرب. وقال رئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي سابقاً، غيورا آيلاند، إن "الحرب في غزة استنفدت نفسها، وبرأيي هذا واضح منذ نصف سنة. الأثمان التي ندفعها لا يستوعبها عقل". في المقابل، يصرّ وزراء متشدّدون في حكومة الاحتلال على مواصلة العمليات العسكرية، ويرون في أي تهدئة "خضوعاً لشروط حماس"، ما يعمّق الخلاف السياسي في "إسرائيل" حول مستقبل الحرب والرهانات الداخلية المرتبطة بها. من جهتها، جدّدت حركة حماس قبل أيام، موقفها الإيجابي من جهود الوساطة، وأكدت "انفتاحها على أيّ مقترحات أو أفكار جديّة من شأنها التوصّل إلى اتفاق شامل"، مع تأكيدها أنّ المقاومة الفلسطينية ما زالت تملك زمام المبادرة. وشدّدت حماس في الوقت ذاته، على أنّ أيّ اتفاق، "يجب أن يضمن وقفاً دائماً للعدوان، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء الحصار وبدء الإعمار"، في موقف يعكس ثبات موقف المقاومة إزاء "الرزمة الشاملة" للاتفاق.


LBCI
منذ 2 ساعات
- LBCI
أسرار الصحف المحلية ٢٨-٦-٢٠٢٥
- خفايايقول خبير إستراتيجي فرنسي إن الفارق بين 'إسرائيل' وإيران هو أن 'إسرائيل' تحمل تطلعات وترسم سياسات يثبتكلّ يوم أن إمكاناتها حتّى عند توافر الدعم الغربي، والأميركي خصوصًا، أقل بكثير من اللازم لتحقيقها، بينما يحدثالعكس مع إيران فهي تملك تواضعًا وواقعية بالتطلع لدور أقلّ بكثير مما تتيح إمكاناتها، لكنّها تحمل مبادئتجعل التصادم معها حتميًا ما يكشف ضخامة إمكاناتها ويصنع لها دورًا لم تكن قد حدّدته هدفًا لها، وبالتوازيتدخل 'إسرائيل' حروبًا تحتاج إلى بيئة ومدى إستراتيجيّ في الجغرافيا والديمغرافيا غير متاحين ويستحيل الحصولعليهما، بينما تملك إيران في الجغرافيا والديمغرافيا بيئة ومدًى إستراتيجيًا ما يتيح لها اكتشاف ضآلة ما تستدعيهمنها هذه الحروب التي تفرض عليها غالبًا دون أن تذهب هي إليها. - كواليسالعصبة الفكريّة التي بدأت منذ طوفان الأقصى تنتحب على غزّة تحت شعار التضامن وتكيل الاتهامات ضدّ قوىالمقاومة ومحورها، رغم كلّ التضحيات والإنجازات وعند الحديث عن النظام العربيّ، تجيب فورًا بأن لا جدوى منالرهان على المتخاذل أصلًا، لكن الأمل كان في مَن يدّعي أنه مقاوم، وتعتبر هذا القول كافيًا لتبرير حملتها عادتلتنظيم حملة اتهام لإيران بخذلان غزّة رغم ضخامة ما أنجزته إيران من إصابات عمق الوعي الصهيوني الاستيطانيخلال الحرب بصواريخها وتكرّر معزوفة أما النظام العربي المتخاذل فلا ينتظر منه شيء، لكنّها فرصة لامتحانالمقاومين أو أدعياء المقاومة، لكن هذه العصبة وقعت في فضيحتين كشفتا نفاقها: الأولى موقفها منالحكم الجديد في سورية وهي لا تتحدّث بحرف عن اجتماعات التطبيع بين هذا الحكم وكيان الاحتلال وعدائهللمقاومة وتجاهله لغزّة التي أقام لها الاحتفالات قبل أن يصير حكمًا، والثانية موقفها من ضربة إيران لمقر قيادةالقوات الأميركيّة وغرفة عملياتها في العديد وقد استنفرت ضدّها تحت عنوان اعتبارها عدوانًا فارسيًا على أرضعربية. صحيفة اللواء - همس: لا يُخفي مرجع حجم الضغوطات التي يتعرض لها لجهة وضع رزنامة زمنية في ما يتعلق بمصير السلاح شمالالليطاني. - غمز: شكلت مواقف رئيس حزب وسطي صدمة لدى فريق حليف، وانكبت التساؤلات على اتّجاه الرسالة الخارجية منوراء ذلك. - لغز: لا يحسد سفير في مركز حساس مهمّة خلفه في المركز، لاضطراره للتعامل مع مندوبة دولة صديقة لـ"إسرائيل"،وتتميَّز بعدم لباقتها الدبلوماسية. صحيفة الجمهورية - تبلغ أحد المسؤولين ثناء مسؤول غربي على موقفه من مسألة حساسة. - ُطرِحت على مسؤول كبير فكرة إعداد قانون جديد، يرمي إلى وقف الفلتان العشوائي الحاصل على الشاشاتومواقع التواصل الاجتماعي، عبر اتّخاذ إجراءات قاسية وفرض غرامات مالية ضخمة، على من يثبت تورّطه بإطالقشائعات واتهامات باطلة. - سئل سياسي بارز عن سبب امتناعه عن التعليق على الحرب بين "إسرائيل" وإيران، فأجاب: المسألة أكبر منا... وبلاما نتفلسف ونحكي كلام بلا طعمة لا بيقدم ولا بيأخر.


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
في الحديث عن معايير النصر والهزيمة
لم تكن الحرب المباشرة بين "إسرائيل" وإيران سوى ارتداد من ارتدادات معركة طوفان الأقصى التي غيرت البيئة الاستراتيجية في المنطقة، ولا تزال مفاعيلها مستمرة حتى اليوم. الخطأ الاستراتيجي لـ"إسرائيل" تمثل في اعتقادها أن فقدان إيران لحلفائها في المنطقة أفقدها القدرة على المجابهة، وبالتالي فإن استهدافها من الخارج بات ممكناً، بعد أن جرى العمل على الداخل ولسنوات طويلة. الحديث عن أن "إضعاف حلفاء إيران في المنطقة نقل المعركة إلى الداخل الإيراني" لم يعد دقيقاً، والحقيقة أن طهران استطاعت عبر حلفائها تأجيل المعركة إلى حين امتلاكها القوة القادرة من خلالها على ردع خصومها. المواجهة بين طهران والولايات المتحدة الأميركية كانت مقررة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بمعنى أن السياسة الإيرانية استطاعت تأجيل تلك المواجهة لحوالى نصف قرن من الزمن. يبدو أن "إسرائيل" قد نجحت في صناعة "طابور خامس" في الداخل الإيراني، لكنه كان محكوماً عليه بصفة الخيانة من قبل الشعب الإيراني، سواء أكان مؤيداً للحكومة أم معارضاً لها. نضج المعارضة السياسية في إيران حال دون انزلاقها إلى مستنقع العمالة مع الخارج، وزاد من فرص التقارب بينها وبين الحكومة، على قاعدة الشراكة والعمل لمواجهة التحديات التي تستهدف وجود إيران كلها، بعيداً عن لغة التخوين التي اعتادت حكومات المنطقة على إطلاقها على أي معارضة تقف في وجهها. عقيدة "الدفاع المتقدم" أو ما يسمى "طوق النيران" التي استطاعت إيران انتهاجها، تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وكانت النتيجة الحتمية لها هي نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، لكن ذلك تم بعد أن استطاعت طهران بناء قوة الردع الكافية. في الحديث عن معايير الربح والخسارة لا بد من التأكيد أن من يبدأ الحرب يعدّ منتصراً فيها إذا ما استطاع تحقيق الأهداف التي وضعها مسبقاً. أما المدافع عن أرضه، فمجرد البقاء والقدرة على الاستمرار يشكلان انتصاراً لوجهة نظره. لقد كانت الأهداف المعلنة للحرب هي إسقاط النظام في إيران أو تدجينه، وهو ما لم يتحقق. وتدمير البرنامج النووي لإيران، ويبدو أن الادعاءات الأميركية بذلك لم تقنع أحداً، وما الإصرار الأميركي على العودة إلى المفاوضات إلا دليل على ذلك. فما الجدوى من المفاوضات إذا كان قد تم تدمير البرنامج النووي الإيراني على حد زعمهم؟. أما الرغبة في تدمير البرنامج الصاروخي لإيران، فقد حرصت طهران على ختم المعركة برشقة صاروخية مستهدفة الداخل الإسرائيلي، معلنة استمرار قدراتها الصاروخية المتطورة. في التحليل السياسي علينا التمييز بين الرغبة والقوة والقدرة، فالتفكير الرغبوي ليس بالضرورة هو ما يمكن تطبيقه على أرض الواقع، حتى لو امتلكت القوة اللازمة لذلك، نتيجة لغياب الإرادة أو القدرة على التنفيذ، أو الاصطدام بإرادة الطرف الآخر، وقدرته وإصراره على حسم المعركة. هذه المعادلة تنطبق وبشكل كبير على الكيان الصهيوني وعدم قدرته على تنفيذ مخططاته، رغم امتلاكه فائض القوة القادرة على تنفيذ تلك المخططات من الناحية النظرية. أكثر من سنة وثمانية أشهر مرت على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وما زالت المقاومة قادرة على الرد، والشعب الفلسطيني أكثر تمسكاً وإصراراً على النصر، وهو ما زاد من مأزق حكومة الحرب الإسرائيلية، وجعلها تفكر في البحث عن "مهرب خارجي"، عبر افتعال المواجهة مع طهران. إذا كان بن غوريون هو من أسس "دولة إسرائيل" بشكلها الحالي، فإن نتنياهو هو من استطاع توسعتها، هذا الحلم هو ما يسعى نتنياهو لتحقيقه، وهو ما دعمه ترامب حين اعتبر أن إسرائيل صغيرة، وأنه يفكر في العمل على توسعتها. إثنا عشر يوماً من العدوان الصهيوــ أميركي على إيران، أثبتت للعالم أن من أراد تغيير شكل الشرق الأوسط لم يستطع حتى تغيير ملابسه، وخاصة أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى منزل عائلة نتنياهو، كما أجبرت المستوطنين على النزول إلى الملاجئ. إذا كان الهجوم الإسرائيلي على إيران قد فاجأ العالم، فإن الدفاع الإيراني قد فاجأنا جميعاً، فعلى الرغم من سياسة الاغتيالات التي مارستها "إسرائيل"، فإن طهران استعادت زمام المبادرة، وأثبتت أن لديها أجيالاً متسلسلة من القيادات، ليسوا أقل خبرة وبأساً ممن سبقوهم. لقد أثبتت الأيام أن المفاعلات النووية الحقيقية هي العقول التي تمتلكها إيران، وهي المفاعلات التي يصعب القضاء عليها. امتلاك طهران لأكثر من 30 ألف عالم نووي، ووجود 21 مفاعلاً نووياً فيها، موزعة على 12 منطقة، يزيدان من مناعتها، ويجعلان فكرة القضاء على برنامجها النووي شبه مستحيلة، وكل ما يمكن فعله هو العمل على تعطيله بعض الوقت. 27 حزيران 10:04 27 حزيران 08:53 الشباب في "إسرائيل" لم يعيشوا حرباً كهذه، فآخر مواجهة بين "إسرائيل" ودولة أخرى كانت في حرب أكتوبر عام 1973، والتي لم تكن سوى "حرب تحريك"، الهدف منها الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتوقيع اتفاقية للسلام بين مصر والكيان الصهيوني. "الخداع الاستراتيجي"، الذي نفذته "إسرائيل" وبمشاركة الولايات المتحدة الأميركية يبدو أنه لم ينجح، فالاستعدادات الإيرانية كانت حاضرة، والدليل هو قيام طهران بإفراغ المواقع النووية التي تعرضت للهجمات الأميركية من محتوياتها، قبل عدة أشهر. الصور التي نُشرت والتي أظهرت قيام شاحنات بنقل مواد من تلك المواقع، يبدو أنها لم تكن سوى نوع من الخداع الذي مارسته طهران، إدراكاً منها أن حركة تلك الشاحنات مراقبة، وبالتالي فإن المكان الذي ستصل إليه سيكون معروفاً لأعدائها. الرد الإيراني على العدوان الصهيوني جاء منضبطاً، الهدف منه الابتعاد عن توسيع دائرة المواجهة في المنطقة، لكن التدخل الأميركي المباشر، فرض على إيران حتمية الرد. الخيارات أمام طهران عديدة، وكان أولها العمل على إغلاق مضيق هرمز، وهو الخيار الذي استبعدته طهران، كونه يضر بمصالحها، ومصالح حلفائها، وعلى رأسهم الصين. الصين التي كانت استراتيجيتها تركز على الاستفادة من كل أزمة تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، باتت ترى أن مجرد الاستفادة من الأخطاء الأميركية لم يعد كافياً، وأنه لا بد من وضع حد لتلك الأخطاء. على أن يكون ذلك على الطريقة الصينية (من دون الدخول في مواجهة مباشرة مع أميركا)، والاكتفاء بتزويد الحلفاء بأسلحة نوعية تؤمن تفوقهم العسكري وقدرتهم على الردع، على غرار ما فعلته خلال دعمها لباكستان في معركتها الأخيرة مع الهند. صحيح أن العلاقة مع باكستان أكثر أهمية لبكين (حلف وثيق) من العلاقة مع طهران (حلف جديد)، لاعتبارات كثيرة أهمها أن باكستان تدخل في مواجهة مع الهند (العدو التاريخي للصين)، إضافة إلى أن هذه العلاقة أكثر تجذراً وتاريخية من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وإيران التي وقعت في العام 2021. مع الأخذ في الاعتبار أن انشغال أميركا في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط يريح الصين ويخفف الضغط الأميركي عنها، فالحرب الأميركية على تنظيم القاعدة أجلت المواجهة مع الصين لأكثر من عشرين عاماً. أما روسيا، فإن جل تركيزها منصب على الحرب في أوكرانيا، وترى أن الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" قد يسهم في تخفيف دعمها لأوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار أهمية إيران بالنسبة إلى روسيا. الاستراتيجية الروسية تقوم على نظرية "النواة والغلاف"، فالنواة هي روسيا، والغلاف هو الدول المحيطة بها، وتأتي إيران ضمن الغلاف الجنوبي لروسيا، رغم أنهما بلدان غير متجاورين. الروس مستعدون للتضحية بإيران من أجل أوكرانيا، بينما الصين تهمها إيران أكثر، وخاصة أن البلدين وقّعا شراكة استراتيجية مدتها 25 عاماً، وأن مصالح الصين مع دول المنطقة تتعاظم وبشكل مضطرد. لم تكن طهران لتستهدف المصالح الأميركية إلا بضوء أخضر من حلفائها، فجاء استهداف قاعدة العديد في قطر تكريساً لمبدأ "الرد المتماثل" ولم يكن بالضرورة رداً الهدف منه نقل رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، فتهديدات ترامب لإيران بعدم الرد حتّمت عليها الرد على أكبر قاعدة عسكرية أميريكة في المنطقة. بعد العدوان الأميركي على طهران، جرى الحديث عن تراجع قدرات إيران الصاروخية، فجاء الرد الإيراني ليؤكد تماسك قدراتها الصاروخية حتى الساعة الأخيرة من المعركة، حين استهدفت بئر السبع. نهج "نشر الحرائق" الذي يمكن لإيران افتعاله في المنطقة لم يكن وارداً، باعتباره من آخر الخيارات التي قد تلجأ إليها طهران، فيما لو استشعرت أن المعركة باتت تهدد وجودها، وهو ما لم يحدث مطلقاً. بمعنى أن "إسرائيل صرخت أولاً"، وكانت طهران أكثر براعة في سياسة "عض الأصابع" التي اعتادت عليها، وأدركت أهمية "النفس الطويل" في إدارة المعركة، بينما اعتادت "إسرائيل" على "حرب الأيام المعدودة"، فلا طاقة لمستوطنيها على الصبر، وخاصة أن قوارب الفارين منهم قد ملأت البحر. لم تستطع "إسرائيل" ولا الولايات المتحدة الأميركية جر إيران إلى اللجوء إلى خيار شمشون، وبالتالي استعداء الجميع، وهو ما لم يتحقق نتيجة لإدراك دول المنطقة خطورة سيناريو "هزيمة إيران"، فيما لو حدث. هزيمة إيران تعني شيئاً واحداً، وهو أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ستبتلعان المنطقة، وهو ما يثير حفيظة القوى الدولية، والقوى الفاعلة في الإقليم. التحليلات المنطقية للأحداث هي أكثر التحليلات بعداً عن الحقيقة، فالسياسة لا منطق لها، وعلم السياسة علم غير محايد بكل تأكيد. لقد كانت الحرب على إيران اختباراً لمفاصل الإقليم ولحلفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما الحرب المقبلة فستكون بهندسة جديدة ستعصف بدول كثيرة في المنطقة. الحديث الإسرائيلي عمّا سُمّي "التحالف الإبراهيمي"، يؤكد أن الحرب المقبلة في الشرق الأوسط ستشهد تحالفاً إسرائيلياً سنياً ضد الجبهة الشيعية، وهنا آمل أن تكون قراءتي للمشهد خاطئة. لقد كانت طهران هي المنتصر في هذه المعركة لأنها لم تعلن بعد نهاية الحرب، ولأنها استطاعت التمييز بين خسائر الحرب ونتائجها، فالخسائر يمكن تحملها، إذا كانت النتيجة هي النصر.