
باريس: مقتل أنس الشريف وزملائه في غزة اعتداء على الصحافة والحقيقة
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إنها تدين بشدة الهجوم الذي أودى بحياة صحافيين أثناء تأدية مهامهم، معربة عن بالغ قلقها إزاء الخسائر الكبيرة في صفوف الصحافيين في القطاع، والتي تجاوزت 200 ضحية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكدت الوزارة أن الصحافيين، شأنهم شأن المدنيين، يتمتعون بالحماية التي يكفلها القانون الإنساني الدولي، مشددة على ضرورة عدم استهدافهم، وضمان وصول الإعلاميين الدوليين بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة، بما يتيح لهم العمل بحرية واستقلالية لتوثيق الهجمات.
#Israël / #Territoirespalestiniens | La France condamne la frappe israélienne qui a causé la mort, dans l'exercice de leur mission d'information, d'une équipe de journalistes de la chaîne d'information Al-Jazeera dans la bande de Gaza.
➡️ https://t.co/lBGhdmtzQS pic.twitter.com/LVR7XmF67e
— France Diplomatie 🇫🇷🇪🇺 (@francediplo) August 12, 2025
والشهداء الستة هم: أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، محمد نوفل، ومحمد الخالدي الذي توفي لاحقاً متأثراً بجراحه. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنه باستشهادهم ارتفع عدد الصحافيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء هجومها على قطاع غزة إلى 238.
(وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
قتل أنس الشريف وزملائه: هل انتهى زمن الثقة العمياء بإسرائيل؟
في 10 أغسطس/آب الحالي، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة صحافيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة ومحمد الخالدي، باستهداف خيمتهم أمام مستشفى الشهداء في مدينة غزة، لينضموا إلى 232 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. أقر جيش الاحتلال بقتل مراسل "الجزيرة" أنس الشريف حصراً، ونشر ما زعم أنها "أدلة" على أنه "قيادي في حركة حماس تظاهر بصفة صحافي في شبكة الجزيرة"، واتهمه بأنه كان يقود "خلية تابعة للحركة ومسؤولاً عن تنسيق هجمات صاروخية ضد مدنيين إسرائيليين وقوات الجيش". لكن، كما أوضح مراسل الشرق الأوسط، ماثيو دوران، في موقع هيئة البث الأسترالية (إيه بي سي)، كان من الخطأ أن يتوقع الجيش الإسرائيلي أن تُستقبل هذه المزاعم من دون نقاش، ولا سيما أن استهداف الصحافيين يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي. تقرير دوران نشرته "إيه بي سي"، أكبر هيئة بث في أستراليا، التي لطالما وُصفت بالانحياز لإسرائيل. فقد تعرضت الهيئة لانتقادات حادة لإظهارها تحيزاً في تغطيتها للعدوان الإسرائيلي، كذلك طردت صحافية لنشرها تقريراً ينتقد إسرائيل، مع سياسات تمنع استخدام مصطلحات مثل "جرائم حرب"، و"إبادة جماعية"، و"تطهير عرقي"، "فصل عنصري"، أو "احتلال" لوصف جرائم إسرائيل في غزة والضفة الغربية المحتلة. وأشار التقرير إلى أن التشكيك في أي تصريحات إسرائيلية عما ترتكبه في غزة أصبح واسع الانتشار، حتى إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد مؤتمرات صحافية نادرة لمواجهة ما أسماه "حملة أكاذيب عالمية". وأضاف التقرير أن "عقلية 'ثقوا بنا' فقدت قوتها منذ زمن بعيد بعد 22 شهراً من الموت والدمار في غزة". يذكر أن إسرائيل تنكر غالبية الأخبار الواردة من غزة بزعم أنها "دعاية لحماس"، بينما تمنع وسائل الإعلام الأجنبية من الدخول إلا تحت إشراف جنود في مناطق محددة، بهدف إظهار أجزاء من القطاع تعزز روايتها للعالم. ولطالما وُجهت لإسرائيل اتهامات باستهداف الصحافيين الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد 238 عاملاً في المجال الإعلامي. سلطات الاحتلال برّرت ذلك من خلال دعاية تتهمهم بالإرهاب، فيما لفتت صحيفة ذا غارديان البريطانية إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قدّموا مراراً روايات مضللة ومتغيرة، وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن الأدلة التي اعتمدت عليها إسرائيل لتبرير اغتيال أنس الشريف مليئة بالتناقضات. إعلام وحريات التحديثات الحية أنس الشريف وزملاؤه... مرايا الدم في غزة ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ كُلّفت وحدة خاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي تحديد الصحافيين الذين يمكن تشويه سمعتهم واتّهامهم بأنهم مقاتلون؛ لاستهدافهم والتقليل من حدّة الغضب الدولي إزاء قتل العاملين في مجال الإعلام في قطاع غزة، وفقاً لما كشفته مجلة 972+ الإلكترونية ومنصة لوكال كول الإخبارية. وأفاد التقرير، المنشور الخميس الماضي، بأن "خلية إضفاء الشرعية" (legitimisation cell) أُنشئت بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لجمع معلومات يمكنها تعزيز صورة إسرائيل ودعم المساندة الدبلوماسية والعسكرية من الحلفاء الرئيسيين، وذلك استناداً إلى ثلاثة مصادر استخبارية. وبحسب التقرير، ففي حالة واحدة على الأقل، شوّهت الوحدة المعلومات عمداً لوصف صحافي زوراً بأنه مقاتل، وهي صفة تعني فعلياً في غزة حكماً بالإعدام. وقالت مصادر استخبارية لـ"972+" إن "خلية إضفاء الشرعية" عملت على تقويض عمل الصحافيين الفلسطينيين، وكذلك مكانتهم المحمية بموجب القانون الدولي. ونُقل عن أحد المصادر قوله إن الضباط كانوا متحمسين لإيجاد عامل في الإعلام يمكن ربطه بـ"حماس"، لاقتناعهم بأن الصحافيين في غزة "يشوّهون سمعة إسرائيل أمام العالم". وأضاف المصدر أنه في حالة واحدة على الأقل شوّهت الوحدة الأدلة لاتهام مراسل زوراً بأنه مقاتل متخفٍّ، على الرغم من أن هذه الصفة أُزيلت قبل إصدار أمر بالاغتيال، وقال أحد المصادر: "كانوا متحمّسين لوضعه على قائمة الأهداف، واعتباره إرهابياً، ليقولوا إن مهاجمته مبرّرة. قالوا: في النهار هو صحافي، وفي الليل قائد فصيل. كان الجميع متحمّساً، لكن حدثت سلسلة من الأخطاء وتجاوزات للإجراءات"، وأضاف المصدر نفسه: "في النهاية، أدركوا أنه كان بالفعل صحافياً، فحذف اسمه من قائمة الأهداف".


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
يوم تضامني في نقابة الصحافيين المصريين دعما لغزة وتنديدا باغتيال أنس الشريف ورفاقه
القاهرة: نظمت نقابة الصحافيين في مصر، السبت، يوما تضامنيا للمطالبة بوقف حرب التجويع والإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وتنديدا باغتيال الصحافيين بالقطاع، وفي مقدمتهم مراسلا قناة 'الجزيرة' أنس الشريف ومحمد قريقع. (الأناضول)


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
أنس الشريف وزملاؤه... مرايا الدم في غزة
لم تكن المدة الفاصلة بين الحوار الأخير الذي جمع مراسل قناة الجزيرة في غزة محمد قريقع بزميله مراسل قناة الكوفية محمد صبح، والقصف الإسرائيلي، سوى عشر دقائق. تبادلا خلالها أطراف الحديث عن آخر تطورات الاستهداف في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وخطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، ثم غادر كل منهما إلى خيمته، ولم تكن تفصلهما سوى بوابة مستشفى الشفاء وبضعة أمتار. بعد بث مباشر على القناة، ناقلًا آخر التطورات، شعر صبح فجأة بألم في قدمه وسقط أرضاً عند الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة مساء الأحد 10 أغسطس/آب 2025، وسط دخان كثيف حجب الرؤية وصراخ متعال في الخارج. أدرك أن قصفاً قريباً قد وقع. حاول النهوض مراراً، لكنه كان يسقط في كل مرة. يقول محمد صبح لـ"العربي الجديد": "كانت ليلة صعبة وعصيبة. عندما دخلت المستشفى، رأيت أنس الشريف ومحمد قريقع ممددين على الأرض مع بقية الزملاء. كان الوجع في القلب أكبر من إصابة قدمي. كنت أنظر إلى جثامينهم أثناء علاجي، وأتساءل: لماذا يُحرقون؟ هؤلاء الزملاء يستحقون التكريم لا الحرق. تذكرت اللحظات التي جمعتني بمحمد قريقع، وجلوسنا في المقهى وحديثه الدائم عن أطفاله وأحلامه". ذلك المساء، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة صحافيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة ومحمد الخالدي، باستهداف خيمتهم أمام مستشفى الشهداء في مدينة غزة، لينضموا إلى 232 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. أنس الشريف صوت غزة الذي لم يصمت كان صوت مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف يصل إلى كل بيت فلسطيني وعربي، ناقلاً وجع الناس وصمودهم. لم يترك هو ورفاقه الشهداء، محمد قريقع ومؤمن عليوة وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومحمد الخالدي، الميدان الذي استشهدوا فيه. بقع دمائهم المتناثرة على الأرض والجدران، وبقايا طعامهم وفرشهم، ظلت شاهدة على مجزرة دموية، شبيهة بالمجازر التي وثقوها بعدساتهم. في وصيته التي نشرت بعد استشهاده، كتب الشريف: "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون سنداً وصوتاًً لأبناء شعبي. عشت الألم في كل تفاصيله، وذقت الوجع والفقد مراراً، ورغم ذلك لم أتوان يوماً عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف. أوصي بفلسطين، درة تاج المسلمين ونبض قلب كل حر في هذا العالم". لم يتوقف الاحتلال عن التحريض عليه، إذ هدد أكثر من مرة، وتعرض منزله للقصف، كما استهدف والده فاستشهد في ديسمبر/كانون الأول 2023، وعاشت عائلته تحت وقع تهديدات مستمرة. بعد أن أثار مقطع بكائه على الهواء، متأثراً بما يتعرض له الفلسطينيون من تجويع في غزة، صدى واسعاً على منصات التواصل، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فيديو تحريضياً ضده. يقول شقيقه محمود لـ"العربي الجديد": "شعرنا أن الاحتلال ينوي استهدافه. ورغم التهديدات، بقي أخي في خيمته المعروفة للجميع ولم يختبئ. كان صوتاً لغزة ووجعها وألمها. الناس كانوا يترددون على خيمته ليطرحوا أسئلتهم ومناشداتهم، وكان يعمل على إيصالها للعالم". في آخر حديث بينهما، ناقشا تهديد الاحتلال بالسيطرة على غزة والنزوح، فأكد أنس أنه لن يغادر حتى لو خرج كل أهله. عرضت عليه مؤسسات أممية السفر مع عائلته خلال الحرب، لكنه رفض، مفضّلاً البقاء لنقل جرائم الاحتلال وقصص الناس، وجعل ظهوره على "الجزيرة" مرآة لما يجري. محمد قريقع… حكاية يتم مضاعف عصرَ الأحد، غادر محمد قريقع منزله إلى خيمة طاقم الجزيرة بجانب سور مجمع الشفاء الطبي عند الرابعة، وكان يفترض أن يعود في الحادية عشرة والنصف. مع تأخره، بدأت زوجته هالة موسى بالاتصال به، لكن بلا رد. اتصلت بأصدقائه، ثم تلقت اتصالات من أقرباء أثارت مخاوفها. هرعت إلى المستشفى لتجد زوجها مسجىً أمامها، كان جسده محترقاً بدمائه. أطفاله الثلاثة، زين (8 سنوات) وزينة (5 سنوات) وسند (سنتان)، ظنوا أن أمهم ستعود ومعها والدهم، لكنهم استقبلوها وحيدة، تحمل خبر اليتم. محمد، الذي عاش يتيم الأب، فقد والدته نعمة التي استشهدت بالاجتياح الإسرائيلي لمستشفى الشفاء عام 2024. بعد بحث مرير عنها، وجدها مقتولة على درج، وجسدها قد تحلل جزئياً. تحكي زوجته لـ"العربي الجديد": "ظل متأثراً باستشهاد أمه، لم يتقبل الرحيل. كان ولدها الوحيد، وكانت كل حياته". ومنذ بداية الحرب تفرق قريقع عن زوجته وأطفاله الذين نزحوا لجنوب القطاع، فيما بقي هو ينقل وجع غزة، ولم ير طفله سند الذي ولد في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلا خلال اتفاق التهدئة في يناير/ كانون الثاني 2025، بعد عودة النازحين، ليخفف عنه لقاء العائلة الفراغ الذي اكتوى به قلبه بعدما قتل الاحتلال أمه. تتذكر زوجته: "كان سعيداً، شعر أن الحياة عادت له، خاصة حين رأى سند لأول مرة". وبالرغم من العودة، إلا أن العمل في ذروة الحرب والأحداث المتسارعة، غيّب قريقع عن عائلته، تعلق زوجته بصوت مليء بالحسرة والحزن: "كان دائما منشغلا بالعمل، وحين كان يجلس معنا كان يشعرنا بحنانه. إعلام وحريات التحديثات الحية غزة تودّع شهودها والعالم يطالب بالعدالة محمد نوفل… كاميرا ترافق الصديق حتى الشهادة محمد نوفل، أحد مصوري طاقم "الجزيرة"، كان صديق طفولة للشهيد أنس الشريف، وجاره في مخيم جباليا. عملا معاً طوال الحرب، ونادراً ما عادا لمنزليهما. والده، المصوّر المخضرم رياض نوفل، يقول لـ"العربي الجديد": "من شدة انشغاله بالعمل، كان يأتي لزيارتنا مرات قليلة. زارني الجمعة وجمعتنا مائدة غداء، ثم عاد وزارني السبت. ضحكنا ولعب مع حفيدي، كنا نناديه بكنيته المفضلة: أبا يحيى. كانت روحه خفيفة ويحب المزاح. توفيت أمه قبل شهر، وكانت كل شيء بحياته، ومن شدة حزنه غاب عن المنزل ثلاثة أيام، ولم يستطع الدخول إليه". قبل استشهاد محمد عن 24 عاماً، فقد رياض نوفل نجله عمر الذي استشهد في 7 أكتوبر/تشرين أول 2024، ولديه أربعة أبناء وست بنات، وجميعهم تعلموا مهنة التصوير. يقول: "لدي استديو تصوير في منزلي. الكل أحب التصوير وتعلمه. لكن محمد كان جدياً في حبه وشغفه، وصداقته مع أنس الشريف جعلته زميلاً له؛ رافقه طوال الحرب، ورغم أننا كنا ننزح، إلا أنهما لم يفترقا". بنى له والده شقة قبل الحرب وعقد قرانه، لكن تلك الفرحة لم تكتمل بسبب الحرب، ويقول والده وهو يحاول حبس دموعه: "لم يكتمل النصيب". في المقبرة، بخطه الجميل خط رياض نوفل اسم نجله الشهيد على ورقة كانت شاهداً لقبره، كما خط أسماء شهداء المجزرة. محمد الخالدي… طموح قُطع قبل أن يكتمل محمد الخالدي كان بعيداً عن الخيمة المستهدفة، لكن شظية أصابته وأحدثت نزيفاً داخلياً أودى بحياته عن 37 عاماً. لحظة الاستهداف، كان والد الخالدي يتابع آخر تطورات الأحداث عبر إحدى الإذاعات التي تنقل عبر أثيرها التلفزيون العربي، وعندما أذاع خبر عاجل نبأ استهداف خيمة الصحافيين، أحس باستشهاد نجله. لم تمر دقائق كثيرة حتى تلقى اتصالاً من أبناء شقيقه الموجودين في المستشفى، وأكدوا له ما كان يشعر به. عمل الخالدي مع منصة ساحات التركية وموقع ميدل إيست آي، وكان يطمح لأن يصبح "يوتيوبر". يقول والده: "كان يدرك خطورة المهنة، لكن أصر على تقديم رسالة صادقة. كان لديه أسلوبه الخاص وطموح كبير للسفر والتطور".