
ترمب يتعهد بفرض "القانون والنظام" مع نشر الحرس الوطني في لوس أنجليس
تعهد دونالد ترمب الأحد بفرض "القانون والنظام" مع بدء عناصر من الحرس الوطني التمركز في مدينة لوس أنجليس بناء على أوامره، في انتشار نادر ضد رغبة حاكم الولاية، عقب اندلاع احتجاجات اتسم بعضها بالعنف إثر عمليات دهم ضد مهاجرين.
وقال ترمب للصحافيين إن القوات المرسلة إلى لوس أنجليس ستفرض "قانوناً ونظاماً قويين جداً"، مضيفاً "هناك أشخاص عنيفون، ولن نسمح لهم بالافلات (من العقاب) عن ذلك".
ورداً على سؤال حول تفعيل "قانون التمرد" الذي يتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترمب "ننظر بشأن القوات في كل مكان. لن نسمح بحدوث ذلك في بلدنا".
وقال الجيش الأميركي إن 300 جندي من الفرقة القتالية للواء المشاة 79 تم نشرهم في ثلاثة مواقع مختلفة في منطقة لوس أنجليس الكبرى وهم "يتولون حماية الممتلكات والطواقم الفيدرالية".
وانتشر عناصر بزيهم العسكري وأسلحتهم الآلية ودروعهم قرب بلدية المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وسط دعوات لـ"تحرك كبير" أمام المبنى الثانية بعد الظهر (21:00 توقيت غرينتش). كما أظهرت لقطات عدداً من العناصر وهم مجهزون بعدة كاملة لمكافحة الشغب.
يأتي ذلك بعد يومين على مواجهات أطلق خلالها عناصر فيدراليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه من توقيف عشرات المهاجرين في المدينة التي تضم جالية لاتينية كبيرة.
وجاء في منشور لحاكم الولاية غافين نيوسوم الأحد على منصة إكس أن "ترمب يرسل ألفين من عناصر الحرس الوطني إلى مقاطعة لوس أنجليس، ليس لتلبية احتياجات لم تلبَّ، بل لفبركة أزمة".
وتابع "إنه يأمل بحصول فوضى لتبرير مزيد من حملات القمع ومزيد من بث الخوف ومزيد من السيطرة. واصلوا التحلي بالهدوء ولا تستخدموا العنف أبداً. ابقوا سلميين".
وأكد جمهوريون الأحد وقوفهم إلى جانب ترمب في رفض تصريحات لنيوسوم وغيره من المسؤولين المحليين اعتبروا فيها أن الاحتجاجات سلمية بغالبيتها وأن نشر الحرس الوطني من شأنه أن يفاقم التوترات.
واعتبر متظاهرون تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات لم يتم إرسالها لحفظ النظام. وقال توماس هينينغ "أعتقد أنه تكتيك ترهيبي".
وتابع "هذه الاحتجاجات سلمية. لا أحد يحاول إلحاق أي أذى في الوقت الراهن، مع ذلك فإن عناصر الحرس الوطني متواجدون مع مخازن ممتلئة وبنادق كبيرة حول المكان في محاولة لترهيب الأميركيين من ممارسة حقوقنا التي يكفلها التعديل الأول" للدستور.
وقالت إستريلا كورال إن متظاهرين عبروا عن غضبهم من توقيف عمال مهاجرين كادحين لم يرتكبوا أي خطأ على يد عناصر ملثمين تابعين لسلطات الهجرة. وتابعت "هذا مجتمعنا ونريد أن نشعر أننا بأمان". وأضافت "إن نشر ترمب الحرس الوطني يثير السخرية. أعتقد أنه يصعد".
نيوسوم قال إن ترمب أرسل 2000 من عناصر الحرس الوطني لـ "فبركة أزمة" (أ ف ب)
وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالاً بموافقة المسؤولين المحليين.
وأوضح الناشط الأميركي كينيث روس الذي كان رئيساً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، أنها المرة الأولى منذ العام 1965 ينشر رئيس الحرس الوطني من دون طلب من حاكم الولاية. ورأى أن ترمب "يقوم باستعراض ليواصل مداهمات الهجرة".
منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، شرع ترمب في تنفيذ تعهده اتخاذ إجراءات صارمة ضد دخول المهاجرين غير المسجلين الذين شبههم بـ"الوحوش" و"الحيوانات".
والجمعة، نفذ عناصر مسلحون وملثمون تابعون لأجهزة الهجرة عمليات دهم في أجزاء عدة من لوس أنجليس، ما دفع حشوداً غاضبة إلى التجمع وأدى إلى مواجهات استمرت ساعات.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهر استطلاع لشبكة "سي بي أس نيوز" أجري قبل احتجاجات لوس أنجليس أن هناك غالبية طفيفة من الأميركيين الذين ما زالوا يؤيدون الحملة ضد الهجرة.
ودافعت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الأحد عن المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة. وقالت شينباوم إن "المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم (...) رجال ونساء نزيهون ذهبوا للبحث عن حياة أفضل وتأمين حاجات عائلاتهم. هم ليسوا مجرمين".
تزايد الانقسام السياسي
تبادل الجمهوريون والديمقراطيون الانتقادات اللاذعة الأحد بعد أن نشر الحرس الوطني في لوس أنجليس وسط احتجاجات ضخمة على تزايد المداهمات التي تثير انقساماً وتتضمن إلقاء القبض على مهاجرين.
وندد حكام ولايات أميركية ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الأحد بنشر ترمب قوات من الحرس الوطني في لوس أنجليس، مشيرين إلى أن الصلاحية في هذا الشأن تعود لحاكم الولاية.
وقال الحكام في بيان مشترك "إن تحرك الرئيس ترمب لنشر الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر". وأضافوا "من المهم أن نحترم سلطة الحكام التنفيذية التي تخولهم إدارة قوات الحرس الوطني في ولاياتهم".
وفي وقت سابق، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي في واحد من أشد الانتقادات المباشرة لترمب "من المهم أن نتذكر أن ترمب لا يحاول أن يعالج (مشكلة) أو يحافظ على السلم. إنه يتطلع إلى التأجيج والانقسام". وأضاف "حركته لا تؤمن بالديمقراطية أو الاحتجاج، وإذا سنحت لهم الفرصة لإنهاء سيادة القانون فسوف ينتهزونها".
اشتباكات بين قوات إنفاذ القانون والمتظاهرين خارج مركز احتجاز في وسط مدينة لوس أنجليس (أ ف ب)
أما السيناتور الديمقراطي كوري بوكر فقد ندد بنشر ترمب للقوات من دون موافقة ولاية كاليفورنيا، محذراً من أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر. واتهم بوكر الرئيس في تصريحات عبر شبكة "إن.بي.سي" بـ "النفاق"، مشيراً إلى تقاعس ترمب في السادس من يناير 2021 عندما اقتحم الآلاف من مؤيدي مبنى الكونغرس وعفوه لاحقاً عمن ألقت الشرطة القبض عليهم.
وقال السيناتور عن فيرمونت بيرني ساندرز إن الخطوة تؤكد "النزعة السلطوية لترمب". وندد في منشور له على منصات التواصل بـ"إجراء حملات دهم غير قانونية وباستدراج رد فعل وإعلان حال طوارئ واستدعاء القوات"، واصفاً ذلك بأنه "غير مقبول".
ودافع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن قرار ترمب، قائلاً إنه لا يشعر بأي قلق من نشر الحرس الوطني. وأضاف "أحد مبادئنا الأساسية هو الحفاظ على السلم من خلال القوة. ونحن نفعل ذلك في الشؤون الخارجية والشؤون الداخلية أيضاً. لا أعتقد أن هذا (إجراء) متشدد".
وتعليقاً على تلويح وزير الدفاع بيت هيغسيث بالاستعانة بمشاة البحرية (المارينز) لمؤازرة الحرس الوطني، قال جونسون إنه لا يرى مبالغة في ذلك، مضيفاً "علينا أن نكون جاهزين للقيام بما يلزم".
وقال السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد إن ترمب يحاول تهدئة التوتر مشيراً إلى مشاهد أظهرت المحتجين وهم يلقون بأشياء على قوات إنفاذ القانون.
وأشار لانكفورد إلى اضطرابات مماثلة في 2020 بسياتل وبورتلاند، إذ دعم الحرس الوطني قوات إنفاذ القانون المحلية وسط احتجاجات مناهضة للعنصرية.
وتعهد ترمب بترحيل أعداد غير مسبوقة من الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود الأميركية مع المكسيك، إذ حدد البيت الأبيض هدفاً لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بإلقاء القبض على ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مهاجر يومياً.
وصارت الاحتجاجات على المداهمات أحدث نقطة محورية في النقاش الدائر بالولايات المتحدة حول الهجرة وحقوق الاحتجاج ونشر قوات اتحادية للتعامل مع شؤون محلية. وأثارت الاحتجاجات أيضاً جدلاً حول حدود سلطة الرئيس وحق الجمهور في المعارضة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ترمب: اتفاقنا مع الصين «عظيم»
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفاق الإطار، الذي جرى التوصل إليه مع الصين، بأنه «عظيم»، وذلك في تدوينة له على حسابه الخاص على «سوشيل تروث». وكانت بكين قد أكدت، في وقت سابق، اليوم، اتفاقها التجاري الذي أعلنه ترمب، مشدِّدة على ضرورة التزام الجانبين بالتوافق، ومؤكدة أن الصين ملتزمة بوعودها دائماً. ويُمثِّل هذا الاتفاق، الذي جرى التوصُّل إليه، بعد اتصال هاتفي بين ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ، الأسبوع الماضي، هدنةً هشّةً في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادَين في العالم.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
طهران على حافة الانفجار النووي... وترمب يلوّح بالقوة
في مشهد يوحي بأن لحظة الانفجار باتت أقرب من أي وقت مضى، بدأت واشنطن إجراءات سحب طواقم دبلوماسية من سفاراتها في المنطقة، بينما تكثف إسرائيل استعداداتها لعمل عسكري قد يطاول العمق النووي الإيراني، وفق ما تؤكده تسريبات صحافية وتحليلات أمنية نشرت في صحف عالمية خلال الأيام الماضية. "نحن أمام لحظة فاصلة في التوازن النووي الإقليمي"، هذا ما خلصت إليه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقريرها الصادر في الـ 11 من يونيو (حزيران) الجاري، والذي كشف عن أن إدارة ترمب أصدرت أوامر مباشرة بإجلاء العائلات الأميركية من القواعد العسكرية في الخليج تحسباً لأية تطورات ميدانية مفاجئة في حال أقدمت إسرائيل على شن ضربة استباقية ضد منشآت التخصيب الإيرانية. الاختراق النووي وكشفت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" (IAEA) عن أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، وهي نسبة تعد الحد الفاصل بين الاستخدامات المدنية والعسكرية، وتكفي لصناعة قنبلة نووية. قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بعض القوات الأميركية أُعيد نشرها خارج مناطق التوتر في الشرق الأوسط كإجراء احترازي، مضيفاً أن "المنطقة قد تكون خطرة"، وشدّد على أن "الأمر بسيط جداً: لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"#نكمن_في_التفاصيل — Independent عربية (@IndyArabia) June 12, 2025 ويعمق هذا التطور المخاوف الدولية من نيات طهران النووية ويزيد التوترات داخل منطقة الشرق الأوسط التي تشهد بالفعل تصعيداً متسارعاً على أكثر من جبهة، إذ تؤكد تقارير الوكالة الدولية أن طهران راكمت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب تجاوز بعضها الحدود المسموح بها دولياً، مما يثير مخاوف من إمكان قيامها بخطوة مفاجئة نحو "الاختراق النووي"، أي القدرة على إنتاج سلاح نووي في وقت قصير جداً. ويرى مراقبون أن تخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى يعزز موقف إسرائيل التي تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً مباشراً لأمنها، وقد تقدم على خطوات استباقية لمنع اكتماله، سواء عبر ضربات عسكرية أو حملات تخريب سيبراني، كما قد يدفع هذا التطور الدول الخليجية إلى مراجعة حساباتها الأمنية والإستراتيجية، وبحسب التقرير ذاته فإن هذا السلوك الذي تتجاوز فيه إيران سقف الاتفاق النووي بهذا الشكل العلني يحدث للمرة الأولى منذ نحو 20 عاماً. وفي المقابل تدافع طهران عن أنشطتها النووية وتقول إنها مخصصة لأغراض سلمية، مؤكدة أن ارتفاع نسبة التخصيب جاء نتيجة للضغوط الغربية وعدم تنفيذ التعهدات الدولية برفع العقوبات الاقتصادية. الردع لا يتحقق إلا بالقوة وفي تقرير أكثر وضوحاً، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر أمنية مطلعة أن إسرائيل "أبلغت دولاً أوروبية حليفة أنها تخطط لضرب منشآت نووية إيرانية خلال أسابيع قليلة"، مؤكدة أن التحضيرات تشمل توجيه ضربات دقيقة باستخدام طائرات "F-35" وصواريخ ذات قدرة على اختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض، وتحديداً مواقع "نطنز" و"فوردو" و"أراك". وتضيف "التايمز" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أكثر قناعة بأن "النافذة الدبلوماسية أُغلقت" وأن الردع لا يتحقق إلا بالقوة، بخاصة بعد إعلان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" أن إيران لم تعد تمتثل لأي من القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015. أما صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" فنقلت في تقرير لها عن مسؤول عسكري كبير أن "الجيش الإسرائيلي أنهى جولات محاكاة مكثفة لضرب أهداف نووية إيرانية في عمق الأرض بمشاركة سلاح الجو والمخابرات، وأنه بات جاهزاً للتنفيذ في أية لحظة"، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تثق بأن إيران ستتراجع، وأن إستراتيجيتها الحالية تقوم على "تحطيم الطموح النووي قبل أن يتحول إلى واقع لا يمكن وقفه". واشنطن تتوقع الرد الإيراني فوراً وأشار المتخصص في الأمن القومي ديفيد سانغر ضمن تحليل نشر اليوم في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الإدارة الأميركية لا تمتلك تأكيداً حول موعد الضربة الإسرائيلية المحتملة ضد إيران، لكنها تُرجح أن الرد الإيراني سيكون سريعاً وشاملاً وقد يشمل استهداف قواعد أميركية في الخليج، إضافة إلى ضرب أهداف داخل إسرائيل. وأوضح سانغر أن أجهزة الاستخبارات الأميركية رصدت تحركات عسكرية إيرانية غير معتادة قرب منشآت نووية، إضافة إلى تكثيف ملاحظ في مناورات الدفاع الجوي، مما يشير إلى أن طهران تتهيأ لرد منسق على أي هجوم محتمل، وهو ما قد يفضي إلى تصعيد إقليمي متعدد الجبهات. وفي تحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" للكاتبة كارن دي يونغ، فقد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعلى رغم توجيهه رسائل دعم واضحة لإسرائيل، لكنه لم يمنحها الضوء الأخضر صراحة لشن ضربة، وأيضاً لم يضع أي خطوط حمر تمنعها. وأوضحت الصحيفة أن ترمب يعتبر أن الرد الإيراني سيعطيه ورقة ضغط انتخابية داخلية، ولا سيما أنه يظهر كرئيس "يحمي المصالح الأميركية من التهديد النووي الإيراني"، فيما يرى مسؤولون في الـ "بنتاغون" أن الضربة إن حصلت فقد تؤدي إلى حرب استنزاف مفتوحة في المنطقة تعيد الولايات المتحدة للميدان بعمق غير مرغوب فيه. الرد الإيراني: كل الخيارات مطروحة من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم في تصريح نقلته وسائل إعلام رسمية أن "أي عدوان صهيوني على منشآتنا النووية سيواجه برد ساحق يتجاوز الحدود التقليدية"، مضيفاً أن "طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أية محاولة لاستهداف أمنها القومي، والرد سيكون سريعاً ومباشراً وعلى أكثر من جبهة"، وذكر المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الرد لن يقتصر على المواقع العسكرية وحسب، بل سيطاول "مراكز القرار السياسي والمصالح الأميركية في المنطقة"، في تحذير واضح موجه لكل من واشنطن وتل أبيب. وبالتوازي أعادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بث مقاطع قديمة للجنرال قاسم سليماني يشير فيها إلى أن "حيفا وتل أبيب ستكونان أولى الضحايا في حال جرى استهداف إيران عسكرياً"، وهو ما فهم أنه جزء من إستراتيجية ردع نفسية تعيد التأكيد على قدرة طهران على خوض مواجهة واسعة النطاق. "خسائر لا يمكن احتواؤها" وفي تحذير صدر عن "معهد دراسات الحرب الأميركي"(ISW) ، أكد الخبراء أن الضربة الإسرائيلية إن نفذت فستقود حتماً إلى تصعيد لا يمكن احتواؤه، وقال التقرير إن "المسألة لم تعد ما إذا كانت هناك ضربة، بل متى؟ وأين؟ وكيف؟ وإن الحسابات الجيوسياسية الحالية تجعل من رد فعل إيران أكبر من مجرد قصف محدود"، أما "معهد كارنيغي للسلام الدولي" فقد اعتبر أن انهيار الاتفاق النووي بالكامل سيقود إلى سباق تسلح إقليمي يشمل السعودية وتركيا وربما مصر، مما سيغير قواعد اللعبة الإستراتيجية في الشرق الأوسط لعقود مقبلة. "المسدس على الطاولة" المحلل السياسي السعودي حمود الرويس قال في حديث خاص إلى "اندبندنت عربية" إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتبع نهجاً حاسماً في التعامل مع الملف الإيراني منذ ولايته الأولى، فألغى الاتفاق النووي المبرم مع طهران وفرض عليها عقوبات صارمة، معلناً بوضوح رفضه أي برنامج نووي إيراني. وأضاف الرويس أنه "خلال الولاية الثانية لترمب، وعلى رغم إعلانه السعي إلى إنهاء الحروب وتخفيف التوترات في المنطقة، لكن المواقف الإسرائيلية الأخيرة في شأن تغيير شكل المنطقة وتصريحاتها عن توجيه ضربات عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، دفعتا واشنطن إلى تبني مقاربة مزدوجة تتمثل في التحرك دبلوماسياً لكن مع التلويح بالقوة"، موضحاً أن إرسال المبعوث الأميركي ويتكوف، المعروف بخلفيته في العقارات لا السياسة، جاء بعد تهديدات أميركية ضمنية بالتصعيد العسكري، وقال إن ويتكوف دخل المفاوضات مع إيران بـ "المسدس على الطاولة" بتكليف مباشر من ترمب لفرض معادلة واضحة وهي لا برنامج نووياً في إيران في مقابل وقف التصعيد العسكري، وسبق ذلك، بحسب الرويس، سلسلة من الإجراءات الأميركية لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، من غزة ولبنان إلى العراق واليمن. وأضاف المحلل السعودي أن التهديد باستخدام القوة بات وسيلة ضغط رئيسة في مفاوضات واشنطن مع طهران يفعّل كلما تعثرت المحادثات، كما ظهر في خطوة سحب الموظفين غير الأساسيين من البعثات الأميركية في المنطقة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع شن حرب شاملة من دون موافقة الكونغرس، لكنها تحتفظ بحق الدفاع عن قواعدها العسكرية ومصالحها، ومؤكداً أنه في حال أقدمت إسرائيل على توجيه ضربات لإيران فإن الأخيرة قد تستهدف القواعد الأميركية التي تتمركز في كل من قطر والبحرين والعراق، باعتبارها جزءاً من الدعم غير المباشر لتلك العمليات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) دول الخليج محصنة ولكن وأكد الرويس أن دول الخليج العربي تملك قدرات دفاعية متقدمة وتتمتع بتنسيق أمني وعسكري مشترك عبر القيادة العسكرية الخليجية الموحدة وقوات درع الجزيرة، خصوصاً في ما يتعلق بسلاحي الجو والدفاع الجوي، مما يمكنها من حماية منشآتها الحيوية، وحذر من أن أي صدام عسكري مباشر سيضع دول الخليج في قلب المواجهة، خصوصاً إذا ما أُغلق مضيق هرمز، مما سيؤثر في صادرات النفط والغاز وخطوط الإمداد العالمية. وختم الرويس حديثه بأن إسرائيل لا تبدو مقتنعة بالحلول الدبلوماسية، بل إنها ترفض أية مفاوضات أميركية قد تبقي على نفوذ إيران في المنطقة أو تسمح لها بمواصلة تطوير قدراتها النووية، قائلاً إن "تل أبيب تسعى إلى إفشال هذه المحادثات وتتطلع إلى إعادة رسم ملامح المنطقة بما يخدم رؤيتها لشرق أوسط جديد يخلو من أية قوة إقليمية قادرة على منافستها".


رواتب السعودية
منذ 2 ساعات
- رواتب السعودية
«المرور» يحذر من قيادة المركبة بعكس الاتجاه
نشر في: 12 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي حذرت الإدارة العامة للمرور من قيادة المركبة في عكس الاتجاه، لما يؤديه ذلك الفعل من تعريض الشخص نفسه ومن حوله للمخاطر الجسيمة. وقالت إدارة المرور، عبر منصة إكس، إن ..قيادة المركبة بالاتجاه المعاكس لحركة السير يُعرضك ويُعرض الآخرين لخطر الحوادث… قيادة المركبة بالاتجاه المعاكس لحركة السير يُعرضك ويُعرض الآخرين لخطر الحوادث…المرور_السعودي ..سلامتك_تهمنا المرور السعودي (@eMoroor) June 12, 2025 وكانت الإدارة، أكدت في وقت سابق، أن قيادة المركبة بالاتجاه المعاكس لحركة السير مخالفة مرورية، وقيمة الغرامة المالية 3000 ريال / 6000 ريال. وأوضحت الإدارة العامة للمرور، أن القيادة بالمركبة بعكس اتجاه السير يُهدد سلامة قائدها وسلامة مستخدمي الطريق. وأوضح المرور السعودي، أبرز المخالفات المرورية التي لا تقل غرامتها عن 3000 ريال ولا تزيد على 6000 ريال، ومن بينها مخالفة السير عكس الاتجاه، وكذلك تجاوز إشارة المرور الضوئية في أثناء الضوء الأحمر، وتجاوز حافلات النقل المدرسي عند توقفها للتحميل أو للتنزيل، والعبث بعلامات الطريق أو العاكسات أو الشاخصات المنظمة لحركة السير. المصدر: عاجل