logo
حول التقارب المصري- الإيراني أخيرا

حول التقارب المصري- الإيراني أخيرا

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

كان هناك تطور إعلامي حول العلاقات بين مصر وإيران في الأيام الماضية، إذ زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة الإثنين الماضي، والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره بدر عبدالعاطي.
عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً بعد ذلك أعلنا فيه عن رغبة الطرفين بالتنسيق في شتى القضايا واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طهران والقاهرة، وتطلعهما لتقوية العلاقات بينهما، مما قد يقود لاستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها إيران ومصر عام 1980 بسبب استقبال الرئيس المصري آنذاك الشاه المخلوع ودفنه بالقاهرة بعد وفاته.
ضجت وسائل إعلامية مختلفة حول هذا التقارب، بعضها تفسر أسبابه، وبعضها تحذر منه، وأخرى تخوف منه، ورابعة فرحة به.
التفسير:
فسر البعض دعوة الوزير الإيراني كنوع من الانتقام من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لثلاث دول خليجية وتجاهل مصر في هذه الزيارة، وحصوله على اتفاقات ووعود ومذكرات تفاهم تصل تقديراتها إلى تريليونات الدولارات.
هذا التفسير قاصر، فلو أن التقارب كان بين الصين ومصر، لصح القول إن مصر تتوجه نحو الصين المنافس الأقوى اقتصادياً للولايات المتحدة الأميركية وثاني أكبر اقتصاد بالعالم. أما إيران فهي مفلسة اقتصادياً وتعاني عقوبات اقتصادية شديدة وعزلة دولية خانقة، لذا من غير المنطقي القول إن مصر توجهت للعلاقة مع إيران لأسباب اقتصادية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأن الزيارة أيضاً ليست الأولى للوزير عراقجي، فقد زار القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي وأكل الكشري فيها، هذه المرة أكل في مطعم "نجيب محفوظ" وصلى بالحسين.
الانتقام من دول الخليج:
توجهت مصر لإحياء العلاقة مع إيران انتقاماً من دول الخليج التي "أعطت" ترمب تريليونات الدولارات ولم تعطِ مصر شيئاً، ولأن زيارة ترمب لم تشمل القاهرة. وهذا القول مجاف للحقيقة، لأن دول الخليج تقيم علاقات مع إيران وتنادي ليل نهار بالتعاون معها على أسس من المصالح وحسن الجوار، فكيف تنتقم مصر من الخليج بإقامة علاقة معها ودول الخليج تسبقها بالعلاقة مع طهران؟ كما لم تقصر دول الخليج يوماً بواجبها تجاه مصر، بلا منة، وبشهادة الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه، ومصر ليست بالجاحدة ولا بالمتخلية عن التزاماتها. أما جدول ومحطات زيارات ترمب فلا تحددها دول الخليج ولا غيرها.
تحذير وتخويف:
راح البعض يوجه التحذيرات لمصر ويخوفها من التقارب مع إيران: ستعمل على تشييع مصر على الطريقة الولائية، وسوف تحول المقامات الدينية في مصر إلى "ملطمة" شبيهة بتلك التي عملتها بسوريا والعراق، وستثير النعرات الطائفية فيها، وتعمل جاهدة على تخريبها مثلما دمرت وخربت العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهكذا.
لقد أغفل هؤلاء أن مصر رصدت وترصد السياسة الإيرانية في المنطقة، وليست بغافلة عن تاريخ تدخلاتها بالمنطقة العربية، ومن ثم فعليهم توفير نصائحهم، فهل من المعقول أن يغيب عن مصر أن الخطاب الإيراني الداخلي لا يزال يعبئ الأنصار لتصدير الثورة؟ فلدى مصر مراكز للتحليل والمعلومات ترصد الأنشطة الإيرانية التخريبية في المنطقة، ولن تكون مصر بتاريخها لقمة سائغة للمخططات الإيرانية كما يظن هؤلاء.
ويزيد هذا الفريق، أن إيران لن تفيد مصر أو تساعدها في تجاوز صعوباتها الاقتصادية، فإيران نفسها تعاني صعوبات اقتصادية أشد بكثير مما تواجهه مصر. لكن العلاقات بين الدول لا تقوم بالضرورة على الفوائد المادية وحسب، فقد يكون هناك تبادل لخبرات تعليمية وثقافية وصناعية وتكنولوجية.
مصر وإيران دولتان كبيرتان في المنطقة، ونتمنى أن تعزز عودة العلاقات بينهما الاستقرار بالمنطقة. العلاقات بين البلدين شأن يخصهما ولا شأن لأحد آخر بذلك. من حق المراقب والمتابع أن يسجل ملاحظاته ويقول رأيه ويحلل وينظر كما يحلو له، لكن للمعترضين على تطور علاقاتهما، فإن لسان حال الدولة المصرية والشعب المصري يقول باللهجة المصرية الفصحى: "وأنت مالك؟"، وترجمتها بالخليجي "وأنت شكو؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يدعم اعتقال حاكم كاليفورنيا بعد اعتراضه على نشر الحرس الوطني
ترمب يدعم اعتقال حاكم كاليفورنيا بعد اعتراضه على نشر الحرس الوطني

شبكة عيون

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة عيون

ترمب يدعم اعتقال حاكم كاليفورنيا بعد اعتراضه على نشر الحرس الوطني

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الاثنين، إنه سيدعم اعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم في تصعيد كبير للصراع المتزايد مع الحاكم الديموقراطي بشأن احتجاجات الهجرة التي هزت لوس أنجلوس خلال الأيام الماضية. وجاءت تصريحات الرئيس الجمهوري بعد أن تعهد نيوسوم بمقاضاة الحكومة الاتحادية بسبب نشر قوات الحرس الوطني في جنوب ولاية كاليفورنيا، واصفا ذلك بأنه عمل غير قانوني. وفي الوقت الذي تواجه فيه لوس انجليس رابع يوم من الاحتجاجات على المداهمات المتعلقة بالهجرة في المدينة، اشتبك الديموقراطيون والجمهوريون حول ما أصبح أكبر بؤرة صراع في جهود إدارة ترامب الحثيثة لترحيل المهاجرين الذين يقيمون في البلاد بصورة غير قانونية. وقال نيوسوم على منصة إكس "سنقاضي دونالد ترمب"، وأضاف "هذه أزمة مصطنعة. إنه يخلق الخوف والرعب للسيطرة على ميليشيا حكومية وانتهاك الدستور الأمريكي". ووصف نيوسوم تصرفات ترامب بأنها "خطوة لا لبس فيها نحو الاستبداد". وقال روب بونتا المدعي العام في ولاية كاليفورنيا في بيان إن مكتبه رفع دعوى قضائية. ويسمح القانون الاتحادي للرئيس بنشر الحرس الوطني في حالة تعرض البلاد للغزو، أو إذا كان هناك "تمرد أو خطر حدوث تمرد"، أو إذا كان الرئيس "غير قادر مع القوات النظامية على إنفاذ قوانين الولايات المتحدة". وتتهم الدعوى التي رفعتها كاليفورنيا ترامب بتجاوز سلطته بموجب القانون وتطلب من المحكمة إعلان عدم قانونية أفعاله. وبعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض يوم الاثنين بعد قضاء ليلة في كامب ديفيد، سأله أحد المراسلين عما إذا كان على توم هومان مسؤول السياسات الأمنية المتعلقة بالحدود والهجرة اعتقال نيوسوم. وهدد هومان باعتقال أي شخص يعرقل جهود إنفاذ قوانين الهجرة، بما في ذلك حاكم الولاية. وأجاب ترمب "كنت سأفعل ذلك لو كنت مكان توم. أعتقد أنه أمر رائع... جافين يحب الدعاية، لكنني أعتقد أنه سيكون أمرا رائعا". ونعمت الشوارع في لوس أنجلوس التي يقودها الديمقراطيون بالهدوء يوم الاثنين بعد اندلاع الاحتجاجات ليلة الجمعة. واعتقل مسؤولو وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ما لا يقل عن 44 شخصا بسبب انتهاكات مزعومة تتعلق بالهجرة. واستمرت المظاهرات التي شابها العنف أحيانا خلال مطلع الأسبوع، مما دفع ترمب إلى إصدار أمر بنشر الحرس الوطني. وأكد البيت الأبيض والجمهوريون في الكونجرس أن الاحتجاجات مثلت سببا أدعى للجمهوريين في الكونجرس لإقرار مشروع قانون ترمب "مشروع قانون كبير وجميل" الذي من شأنه زيادة الأمن على الحدود والإنفاق العسكري. ومن شأن مشروع القانون، الذي يُدرس الآن في مجلس الشيوخ بعد أن أجازه مجلس النواب ،أن يخفض الضرائب ويخفض مزايا برنامج الرعاية الطبية ويتخلص من مبادرات الطاقة الخضراء. على أهبة الاستعداد قالت القيادة الشمالية الأمريكية إنها نشرت 300 فرد من الحرس الوطني في كاليفورنيا في ثلاثة مواقع في منطقة لوس أنجلوس. وقالت وزارة الأمن الداخلي إن مهمة الحرس هي حماية المباني الاتحادية. ووقف ضباط إنفاذ القانون يوم الاثنين عند التقاطعات المحيطة بمبنى إدوارد ر. رويبال الاتحادي، الذي يضم مرفق الاحتجاز حيث أُرسل العديد من المهاجرين المحتجزين بعد إجراءات وكالة الهجرة والجمارك في أحياء لوس انجليس. ووقفت بعض قوات الحرس الوطني عند مدخل السيارات المؤدي إلى مركز الاحتجاز. وغطت الكتابات المناهضة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك جدران المبنى الاتحادي ونوافذه وعملت فرق على تغطية الشعارات بالطلاء. وتجمع مئات من المتظاهرين قرب مبنى بلدية لوس أنجلوس للمشاركة في مسيرة داعمة للزعيم النقابي المعتقل ديفيد هويرتا. ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عن هويرتا وهتفوا بالإسبانية "كلنا ديفيد هويرتا".

إيران تتوقع إجراء الجولة المقبلة من المحادثات مع أميركا في عمان الأحد
إيران تتوقع إجراء الجولة المقبلة من المحادثات مع أميركا في عمان الأحد

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

إيران تتوقع إجراء الجولة المقبلة من المحادثات مع أميركا في عمان الأحد

تصر إيران على أن من حقها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حين تعتبر إدارة الرئيس الأميركي تخصيب إيران لليورانيوم "خطاً أحمر". ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قد جرى التخطيط لإجرائها الأحد المقبل في مسقط وذلك وفقاً لمنشور للوزارة على حسابها بتطبيق تيليغرام الإثنين. وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر نقلاً عن مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته أن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستُعقد إما يوم الجمعة في أوسلو أو الأحد في مسقط. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن أن الولايات المتحدة وإيران ستعقدان الخميس محادثات جديدة حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعدما قالت طهران إنها ستقدم "قريباً" مقترحها بشأن اتفاق محتمل. وقال ترمب في تصريح لصحافيين رداً على سؤال حول تسلم مقترح إيراني مضاد بشأن اتفاق محتمل "لدينا اجتماع مع إيران الخميس لذا سننتظر حتى الخميس". وأضاف أن طهران مفاوض صعب المراس، مشيراً "نقوم بالكثير من العمل بشأن إيران في الوقت الراهن.. الأمر ليس سهلاً... إنهم مفاوضون متمرسون". عرض معقول أعلنت إسرائيل أن الرئيس الأميركي أبلغ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الإثنين أن واشنطن قدمت "عرضاً معقولاً" لطهران في إطار مفاوضاتهما بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب إن "رئيس الوزراء (...) تحدث مع ترمب هذا المساء" وقد أبلغه الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة قدمت عرضاً معقولاً لإيران، وأنها تتوقع تلقي رد في الأيام المقبلة". والمفاوضات متعثرة عند مسألة تخصيب اليورانيوم، بعد مقترح أميركي يبدو أنه لم يقنع طهران. وقال ترمب "يريدون التخصيب (اليورانيوم)، لا يمكنهم التخصيب". وأجرى البلدان خمس جولات تفاوض منذ أبريل (نيسان) سعياً إلى إيجاد بديل من الاتفاق الدولي المبرم مع إيران في العام 2015 لكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وكان ترمب تخلى عن ذاك الاتفاق في ولايته الرئاسية الأولى في العام 2018. وتصر إيران على أن من حقها تخصيب اليورانيوم بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حين تعتبر إدارة الرئيس الأميركي تخصيب إيران لليورانيوم "خطاً أحمر". تحذير إيراني من ضربة عسكرية لمنشآتها النووية من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن الإيرانيين أبلغوه بأن أي ضربة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية قد يزيد من إصرار طهران على تطوير سلاح نووي. جاءت تصريحات غروسي في سياق مقابلة نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة "جيروزاليم بوست" وبثتها قناة "آي 24 نيوز" أمس الإثنين. وقال غروسي خلال المقابلة "يمكن أن يكون للضربة تأثير مركب، وأقول صراحة، ستزيد من عزمها على السعي لامتلاك سلاح نووي أو الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي". لكن غروسي شكك وفقاً لما ذكرته "جيروزاليم بوست" في أن إسرائيل ستقدم على قصف المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن البرنامج النووي الإيراني "يمتد على نطاق واسع وعميق". وتابع أن "تعطيله يتطلب قوة ساحقة ومدمرة".

حربٌ تدور في واشنطن
حربٌ تدور في واشنطن

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

حربٌ تدور في واشنطن

الخصومة الحالية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحليفه رجل الأعمال إيلون ماسك نشبت فجأة، وسرعان ما تحوّلت إلى حرب بجبهات كثيرة، وخسائر كبيرة. أتاحت طبيعة العلاقة بين الطرفين والثقة التي سادت بينهما في سابق الأوقات، الفرصة أمام كل طرف للنيل من الآخر. ورغم ما يميّز المتخاصمين من شُهرة وثَراء، فإن الكفّتين غير متعادلتين، لأن ترمب رئيسٌ منتخبٌ لأقوى دولة في العالم عسكرياً واقتصادياً، وبيده صُنع القرار، هذا أولاً. أما ثانياً، فإنّه من غير المسموح لأي رئيس دولة أن يُهزم في خصومة شخصية مُعلنة، فما بالك برئيس أميركا؟ في السياسة أو التجارة وعالم الأعمال، أو الرياضة، حفظ لنا التاريخ وقائع حروب كثيرة، بين إخوة وأصدقاء وشركاء وحلفاء. نتائج تلك الحروب قد لا تحتاج إلى تذكير. لكن البشر لا يقرأون التاريخ. وإذا قرأوه فإنهم لا يتّعظون بدروسه. ولذلك السبب يكررون الأخطاء نفسها، بالتعثر في المطبّات نفسها، ولا يتورعون عن الوقوع بعيون مفتوحة في الحفر نفسها، رغم كثرة علامات التحذير المنصوبة على جوانب الطرق! الرئيس ترمب وحليفه السابق ماسك ليسا في حاجة إلى تذكير بتلك الحقائق. إلا أنّهما اختارا طريق الحرب، وخوض ما لا بدّ من خوضه من معارك. هل كان بالإمكان ترميم ما تصدّع من جسور قبل انهيارها؟ الإجابة قد تكون بنعم، أو بلا. الأمر يتوقّف على الزاوية التي ينظر منها المرء إلى علاقة كانت تعدُّ استثنائية، تحت بند تحالف سياسي. تلك العلاقة ولدتْ وشبّتْ وكبرتْ بسرعة عجيبة، وتهشّمتْ شظايا في وقت قصير جداً، وبسرعة أكبر. نحن الآن جميعاً مدعوون لنكون شهود عيان ومراقبين ومتفرجين أيضاً؛ لأنّ حرباً تنشبُ بين أغنى رجل أعمال في العالم، وأقوى رجل سياسي في العالم، وتدار معاركها على صفحات الجرائد، وشاشات التلفزيون، ومواقع الإنترنت، نادرةُ الحدوث. وقد لا تكتفي بما هو متوفر لها من حبال نشر غسيل، لكثرة ما سيتم عرضه. الآن، وقد نشبت الحرب، ظهر كثيرون على الملأ يتبجحون بكونهم تنبأوا بحدوثها منذ وقت مضى. وهذا ليس بغريب. فالحقيقة، كما علمتنا التجارب، هي أولى الضحايا في أي حرب. والحرب الدائرة حالياً بين الرئيس ترمب وحليفه سابقاً رجل الأعمال ماسك لن تكون استثناءً. وقد لا يكون مهمّاً الآن البحث عمن بادر بإطلاق النار أولاً. لكن من المهمّ التذكير بأن الرجلين يشتركان في كونهما نرجسيين. يُعرّف علماء النفس الشخص النرجسي بأنه «شخص لديه إحساس مبالغ فيه بأهميته. ويحتاج ويسعى إلى الحصول على كثير من الاهتمام... ويفتقر إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين والإحساس بهم. لكن خلف قناع الثقة الشديد، فإنه غير متأكد من قيمته الذاتية، وينزعج بسهولة من أدنى انتقاد». التقارير الإعلامية الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، تؤكد أن الرئيس ترمب قادر على إنزال ضربات قاتلة بخصمه، لاحتواء ترسانته على أسلحة فتّاكة. أبرزها امتلاكه صلاحية إصدار قرارات بسحب كل العقود الحكومية من شركات إيلون ماسك، ومنعه من الحصول على أي عقود أخرى. وهذا ما حدث مؤخراً. السؤال حول مدى قدرة الخصم على تحمّل هذه الضربة ليس صعب الإجابة. ثروة إيلون ماسك ليست أموالاً مكدسة في حسابات مصرفية، بل هي أصول ثابتة، ترتفع وتنخفض قيمتها في الأسواق المالية وفق الظروف. التقارير الإعلامية تقول إن قيمتها مؤخراً انخفضت 150 مليار دولار أميركي، أو أكثر. مشكلة رجل الأعمال ماسك أنه تورط في طرد آلاف الموظفين الحكوميين من أعمالهم، خلال ترؤسه لوزارة الكفاءة، بغرض تخفيض العجز في الميزانية بالحد من الإنفاق. وأدّى ذلك إلى غضب شعبي كبير تمثل في حملة مضادة كبيرة في أميركا وخارجها تدعو إلى مقاطعة شراء ما تنتجه شركاته من منتجات وأبرزها السيارات الكهربائية من ماركة «تسلا». ونجحت الحملة بشكل كبير، وأضرّت به وبالمساهمين. وها هو الآن، يجد نفسه محصوراً بين ثقلي حجري رحى العداء مع الرئيس وأنصاره، وخسارة أمواله، وعداء الآلاف ممن تسبب في طردهم، إضافة إلى ذلك غضب ونقمة شركائه المستثمرين. الرئيس ترمب أوصد كل الأبواب أمامه للصلح. وفي الوقت ذاته، بدأ المساهمون في شركاته في الدعوة علناً إلى استبداله بواسطة مدير تنفيذي آخر؛ حرصاً على عدم إفلاس الشركات. وفي خضم تسارع الأحداث، لم يعد السؤال عن السبب وراء اندلاع الحرب مهمّاً، لأن الحرب، حسب وصف نائب الرئيس جي دي فانس، دخلت مرحلة استخدام السلاح النووي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store