العناني: قادرون على الخروج من الأزمات
عمان – الدستورقال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني إن الأردن قادر على أن يخرج من الأزمات، مؤكدا أنه يتمتع بسمعة ممتازة دوليا.وفي لقاء مع «بودكاست كامل»، عبر «الدستور»، أجراه الزميل كامل النصيرات، أشار العناني إلى الشراكة الاستراتيجية التي وقعت بين الأردن والاتحاد الأوروبي، بحضور جلالة الملك، مؤكدا أنها مهمة جدا في توقيتها ودلالتها.ورأى العناني أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «لا يستطيع أن ينفذ كل ما يريد» بشأن تهديداته للمنطقة والعالم، خاصة أن المجتمع الدولي لن يرضى بذلك.وحول الاقتصاد الأردني أكد العناني أنه «لا خوف عليه»، رغم أنه يشكل تحديا، لافتا إلى أن قراءات الدخل والدخل المتوسط جيدة في الأردن، وأن الفروقات في الدخل ليست عالية كثيرا مقارنة بالعالم.وتاليا تفاصيل الحوار..نرحب في «بودكاست كامل» عبر جريدة الدستور، بالسياسي والاقتصادي الكبير، الدكتور جواد العناني.. ما رأيك في الاقتصاد اليوم بعد كل هذه التغيرات وبعد الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، والتحولات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم؟- نحن الآن نعيش أسوأ فترة في تاريخ العالم منذ بدء الخليقة، من حيث توزيع الثروة والدخل، هناك 1 بالمئة من سكان العالم يملكون 93 بالمئة من ثروة العالم، وهذا لم يحصل في تاريخ البشرية سابقاً، لذلك نحن نعيش ظرفا قد يكون من أكثر الظروف تحديا، ولا يمكن للعالم أن يستمر على هذا الحال بهدوء وأمن، خاصة أننا أصبحنا أكثر من 8 مليارات نسمة على وجه الكرة الأرضية.** ما أسباب ذلك، هل هناك علاقة بالأيديولوجيات التي حدثت، تطبيق رأس المال الحر، وتطبيق الاشتراكية، تصادمهما..؟- عندما انهزمت الاشتراكية الدولية، وتراجعت قدرة العمال ونقابات العمال في العالم على التأثير على تحسين الأجور، وأصبح عرض العمل كثيرا جداً، وتقدمت التكنولوجيا وأصبحت الآلة محل الإنسان، بدأت تبرز لدينا مشكلة أساسية، هي أن الأجور ثابتة أو تتراجع مع الوقت عملياً، بينما الأرباح تزداد، لذلك أدى هذا بعد سنوات طويلة إلى تكدس الثروة، وبعد ذلك مع وجود التكنولوجيا المتطورة جداً وقدرتها على أن تغزو أسواق العالم وتأخذ كثيرا من مداخيل العالم، انحصرت في عدة شركات وفي عدة أشخاص.السبب الثاني من أهم أسباب تركز الثروة هو الأراضي والعقار، لأنه عندما ارتفعت أسعار العقار اغتنى من استثمروا بكميات ضخمة جداً في العقار بشكل كبير، فمصدر الغنى في العالم هو التكنولوجيا الحديثة المتطورة والعقار. ومآلات هذا الاقتصاد ستؤدي إلى اضطراب عالمي.** عندما نتحدث عن اضطراب عالمي، هل يعني ذلك الحروب؟ هل نحن مقبلون على حرب عالمية ثالثة حقيقية؟ - من أسباب الحرب العالمية الثانية، ركود عام 1928 (الكساد الكبير) وتركز الثروة والفقر وثورات العمال التي خرجت.. فذلك قطعاً يؤدي إلى تنافس الدول على الثروات وإلى الازدحام والاضطراب وعدم الصبر على الآخرين.** هل الأمور ذاهبة إلى حرب بين معسكرين، رأسمالي واشتراكي، بين الصين وأميركا، وهل الاصطدام حاصل كما يقال؟ - لا يوجد في العالم الآن شيء اسمه اشتراكية، حتى في الصين، وإن كانت الدولة هناك تملك الكثير من المرافق، ولكن مؤسسات الدولة تتصرف كمؤسسات رأسمالية.. السوق الحر لديهم ولكن الأسهم تعود ملكيتها للدولة.الهند كدولة مثلاً فيها غنى، وهي الآن رابع أو خامس دولة حجماً في العالم ومن المتوقع أن تصبح في نهاية الثلاثين ثالث أكبر اقتصاد في العالم، أيضاً يوجد بها تركز ثروة هائل جداً. الصين يظهر فيها كل سنة 5-6 مليارديرات جدد.** في ظل كل هذه الدوامة، أين الأردن؟ - كل قراءات الدخل والدخل المتوسط جيدة في الأردن، فلا توجد تلك الفروقات، لكن في الفترة الأخيرة، بدأت الأمور تتغير.الأردن فيه الكثير من أصحاب الملايين وبدأ يصبح هناك تركز في الثروة، ولكن الأغنياء لدينا لا يظهرون أنفسهم كثيرا.مع ذلك فإن الفروق في الأردن ليست عالية كثيرا كما في دول كثيرة في العالم.** الاقتصاد الآن في الأردن أليس عليه خوف؟ - لا، لكن الاقتصاد دائماً تحد، ولا يمكن أن يكون في منتهى الأريحية.** نريد التحدث عن ترامب والأردن.. في الآونة الأخيرة كل الحديث عن هذا الموضوع، كيف تنظر إلى هذا التحدي؟ - أولاً يجب أن نحسب بدقة أكبر، فهذه الأمور لا تحسب بالعموميات، ولا بما قاله ترامب، فهي بحاجة لدراسة دقيقة، أشخاص يدرسون لغة الجسد لترامب، وأشخاص يحللون ماذا قال في أماكن أخرى، وأشخاص ينظرون إلى كل الأمور التي يتحدث بها، فإذا نظرنا إلى الأمور التي قالها، كم دولة عادى ترامب من بداية تسلمه؟ عادى العالم كله، وتحدى العالم كله، لكنه بدأ يتراجع.يجب أن نعلم أن ترامب لا يستطيع تنفيذ كل ما يريد، وأن هناك دولا كثيرة لن تكون راضية، ويجب أن يكون لنا نحن علاقة مع هذه الدول.الدول الأوروبية وقعت مع الأردن اتفاقية شراكة استراتيجية بقيمة 3 مليارات يورو لمدة ثلاث سنوات، بحضور جلالة الملك وفي مبادرة ممتازة، ومهمة جدا في توقيتها.هذا يعني أن أوروبا لا ترى فينا إلا دولة محترمة تستحق أن يتم الوقوف معها وتتحدى الأمريكان، وهذا أمر مهم.يجب أن نعلم أننا إذا خسرنا صداقة أميركا فهنالك دول كثيرة مستعدة أن تعوض ذلك وأن تقف معنا، فنحن دولة إنسانية عميقة الجذور نحترم حقوق الإنسان ونحترم الأديان ونحترم الناس وكراماتهم، لا نعدم ولا نقوم بالقتل الجماعي ونتعامل مع المظاهرات التي تخرج بكل رحمة وإنسانية ونقدم لهم الماء، وهذا في تقديري يعطي الأردن سمعة ممتازة.إذا كانت دولة بهذه السمعة تترك لتكون ضحية لرجل ما زال متحمساً جداً، معنى ذلك أن هناك مشكلة في العالم، وأنا لا أعتقد أن الأردن سيترك وحده.أخيراً أعتقد أن الشعب الأردني سيواجه خيارات صعبة، نحن لسنا مختلفين عن غيرنا، وفي الماضي واجهنا مشكلات صعبة واستطعنا الانتصار عليها. وفي نهاية التسعينيات كانت علينا مديونية عالية وظروف صعبة وخرجنا منها. الأردن قادر على أن يخرج من الأزمات، ولا أحد يستطيع أن يقسو عليه للأبد، بل يقسو عليه لفترة معينة. وخطة ترامب في أنه يمكن أن يهمل حقوق الأردن وحقوق مصر ويطبق ما يريد ويفرض التهجير تتعارض مع المصالح الاستراتيجية العليا للدول وسمعة الحكام وسمعة المسؤولين ومستقبلهم، فلن يرضى أحد بذلك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
الشراكة الأردنية الأوروبية.. نموذج للعلاقات الإستراتيجية
ليلى خالد الكركـي يرتبط الأردن بعلاقة تاريخية وطويلة الأمد مع الاتحاد الأوروبي ممتدة إلى عقود، ويعد شريكا رئيسا في الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي، وهناك تنسيق مستمر ودعم ملموس ولقاءات على أعلى المستويات في القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية. ويلخص هذه العلاقة المتأصلة اتفاقية الشراكة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي والأردن عام 2002، وتقديم الاتحاد للأردن بين عامي 2014 و2020، حوالي (2.8) مليار يورو من المساعدات المالية الثنائية، الأمر الذي يجعل من المفوضية الأوروبية أكبر داعم للمملكة. وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن والاتحاد الأوروبي سجلا علامة فارقة في علاقاتهما من خلال إطلاق شراكة استراتيجية وشاملة متواصلة، والعمل معا لتحقيق الاستقرار الإقليمي. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، كان الاتحاد الأوروبي شريكا موثوقا للأردن وحريصا على دعم مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي التي تنتهجها المملكة والدور الذي تؤديه في تحقيق الاستقرار في منطقة تشهد كثير من التحديات والصراعات الإقليمية. وفي كل عام تتعمق هذه الشراكة القوية حتى باتت الآن أقوى من أي وقت مضى، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي الأردن في طليعة الدول المنخرطة في الحرب على الإرهاب، وقد أبدى تضامناً هائلاً في استضافته أعداداً غفيرة من اللاجئين السوريين. لذلك، يؤكد الاتحاد الأوروبي أنه سيبقى إلى جانب الأردن ملتزما التزاماً كاملاً تجاه دعم الشعب الأردني والحكومة الأردنية في مجابهة التحديات. ويخطط الاتحاد الأوروبي في الفترة الواقعة من 2021 إلى 2027 لدعم 3 أولويات رئيسة في المملكة: الحكم الرشيد، والنمو الأخضر والاقتصاد المستدام، والتنمية البشرية والتوظيف. وعبر القيام بذلك يترجم الاتحاد في تعاونه مع الأردن، تنفيذ الأهداف الرئيسة للشراكة المتجددة مع الجوار الجنوبي للاتحاد، وكذلك الصفقة الخضراء للاتحاد لتعزيز الوقاية والتخفيف من تغير المناخ، مع ربطها بفرص عمل جديدة. وبالتزامن مع حلول عيد الاستقلال تؤكد المفوضية الأوروبية استمرارها في دعم الأردن للوقوف في وجه الصعوبات والتحديات في المنطقة، وخاصة مسألة اللاجئين على أراضيه، حيث يستضيف أكثر من (1.3) مليون لاجئ سوري على أراضيه، والاتحاد الأوروبي مستمر بالتزامه دعم جهود الأردن السخية في هذا المجال. وفي كانون الثاني من العام الجاري 2025 تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حزمة مالية واستثمارية بقيمة ثلاثة مليارات يورو (3.12 مليار دولار) للأردن. وتتضمن هذه المساعدات المالية للأعوام 2025-2027، منحا بقيمة 640 مليون يورو، واستثمارات بحجم 1.4 مليار يورو، ومخصصات لدعم الاقتصاد بنحو 1 مليار يورو. ويعتزم الاتحاد الأوروبي والأردن العمل في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعاون الإقليمي والأمن والدفاع والتجارة والاستثمار والتعليم ومساعدة اللاجئين. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن التمويل يأتي في إطار شراكة «استراتيجية» جديدة مع الأردن، وإنه «في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية والأزمات المتنامية في المنطقة، يعد تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن القرار الصحيح في التوقيت المناسب». وفيما يتعلق بتطورات الحرب الدائرة على غزة منذ 19 شهرا، تدعم المفوضية الأوروبية الجهود الأردنية الرامية إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لتأمين دخول المساعدات الإنسانية. ونوهت فون دير لاين في تصريحات سابقة لها إلى أن «الأردن يلعب دورا حاسما في تعزيز وقف إطلاق النار في غزة»، وأن الاتحاد الأوروبي يقر بأهمية الأردن كمركز إقليمي للمساعدات الإنسانية، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهد بالفعل في بداية العام الجاري بتخصيص 130 مليون يورو لعمليات المساعدات الإنسانية في غزة وتم تسهيل عمليات إجلاء مئات الأطفال من غزة والذين يتلقون العلاج الآن في دول عديدة من دول الاتحاد، مشيدة بمبادرة الأردن التي أعلنها جلالة الملك باستقبال 2000 طفل من غزة للعلاج في الأردن. ويعود تاريخ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والاتحاد الأوروبي إلى عام 1977، حيث شهد ذلك العام توقيع اتفاقية التعاون التي دخلت حيز التنفيذ عام 1978. ويتألف الإطار الذي تنتظم داخله العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف بين الأردن والاتحاد الأوروبي بعدة أمور تبدأ من الشراكة الأورومتوسطية التي تم إطلاقها خلال المؤتمر الأورومتوسطي الذي عقد في برشلونة عام 1995 لإرساء سياسة طموحة ذات أهداف بعيدة المدى بهدف تدعيم التعاون بين الاتحاد الأوروبي من جهة ودول حوض البحر المتوسط من جهة أخرى.

الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
من عبق الاستقلال
في 25 أيار من عام 1946، صدر بيان تاريخي عن المجلس التشريعي الأردني تلقاه الشعب بالبهجة العارمة، ومن ما جاء فيه: «... تحقيقا للأماني القومية وعملا بالرغبة العامة... واستنادا الى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية... إعلان البلاد الأردنية دولة مستقلة استقلالا تاما وذات حكومة ملكية وراثية نيابية». و في ذلك اليوم المجيد ألقى جلالة الملك المؤسس خطابا عميقا ومؤثرا تضمن في أحد أجزائه التالي: «إنه لمن نعم الله أن يدرك الشعب بأن التاج معقد رجائه ورمز كيانه ومظهر ضميره ووحدة شعوره، بل انه لأمر الله ووصية رسله الكرام ان يطالع الملك الشعب بالعدل وخشية الله، لان العدل أساس الملك ورأس الحكمة مخافة الله. وإننا في مواجهة أعباء ملكنا وتعاليم شرعنا وميراث أسلافنا لمثابرون بعون الله على خدمة شعبنا، والتمكين لبلادنا، والتعاون مع إخواننا ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب جميعا ومجد الإنسانية كلها. على أننا ونحن في جوار البلد المقدس فلسطين العربية الكليمة؛ ستظل فلسطين بأعيننا وسمعنا. متوجهين الى الله العلي القدير بان يسدد خطانا ويثبتنا في طاعته وحفظ أمانته وأن يهدينا صراطا مستقيما». وكانت رحلة الاستقلال قد بدأت مع حقبة التأسيس منذ عام 1921 من خلال الحوار الوطني السياسي الساخن لسنوات قبل اقرار المجلس التشريعي للمعاهدة مع بريطانيا عام 1929، وكان موضوع الاستقلال المنتظر والمرتقب هو الهاجس الاكبر لدى الرعيل الاول في ذلك الوقت. و بقيت بريطانيا تؤجل محادثات الاستقلال بدعوى ان الظروف الدولية غير مواتية ومنها الحرب العالمية الثانية. وفي 1942 ارسل دولة توفيق ابو الهدى كتابا الى المعتمد البريطاني اعلمه فيه بنية البلاد الحاسمة بالاستقلال. وفي عام 1944 كتب سمو الأمير عبد الله إلى رئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرتشل ليؤكد على حتمية انهاء الانتداب. وفي 20 شباط 1946 سافر سمو الأمير الى لندن ومعه وفد رسمي مكون من السادة إبراهيم هاشم وعبد المنعم الرفاعي وبهاء الدين طوقان. وتم الاتفاق في 22 اذار من ذات العام على اجراءات إنهاء الانتداب، ومعها بدأت مرحلة متجددة من مسيرة بناء الدولة الحديثة ومؤسساتها. رحم الله الملك المؤسس، والملك طلال، والملك الحسين، وأطال في عمر سيدنا الملك عبد الله الثاني، وحفظ ولي عهده المفدى. فهنيئاً لنا بعيد الاستقلال، وعاش الأردن حراً منيعاً مهاباً.


خبرني
منذ 9 ساعات
- خبرني
أردوغان: سنواصل معارضة احتلال إسرائيل أراضي سورية
خبرني - خبرني - قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أردوغان أبلغ الرئيس السوري أحمد الشرع خلال محادثات في إسطنبول اليوم السبت بأن تركيا ترحب بقراري الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا. وجاء في بيان على منصة إكس أن أردوغان قال أيضا إن "احتلال إسرائيل وعدوانها على الأراضي السورية أمر غير مقبول" وإن تركيا ستواصل معارضته في جميع المحافل.