
«التبريد» في عين التينة يُعيد «الودّ» بين سلام وحزب الله ترقب لخليفة أورتاغوس... وعرقجي لن يبحث ملف السلاح تحذير أمني من التوتر داخل المخيّمات...خلافات بين بعض الفصائل مُقلقة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
عاد لبنان ساحة انتظار لمجموعة تطورات خارجية، يفترض ان تتوضح معالمها في الفترة المقبلة. خروج المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس من «الباب الصغير»، وبانتظار تعيين بديل عنها، يترك السياسية الاميركية في حالة فراغ، في ظل عدم وضوح المقاربة الجديدة ، على الرغم من محاولة حلفاء واشنطن في الداخل، الايحاء بان خسارة اورتاغوس شكلية ولا تراجع للزخم الاميركي في الضغط على المسؤولين اللبنانيين، لايجاد حل سريع لملف سلاح حزب الله.
علما ان مصادر اخرى ترى في التغيير ابعد من مجرد معاقبة موظفة على ادائها، بل بداية لمرحلة من الواقعية التي ستنتهجها الادارة الاميركية، بعد تراجع الملف اللبناني عن رأس اولوياتها. وحتى تتضح الصورة، في ظل استمرار المجزرة المفتوحة في غزة، سيسمع المسؤولون اللبنانيون اليوم وجهة النظر الايرانية من التطورات المرتبطة بالملف النووي، وتأثيرها في ملفات المنطقة من وزير الخارجية الايرانية عباس عرقجي، ولا صحة للمعلومات المتداولة بان ملف السلاح سيكون ضمن جدول الزيارة.
وفيما بدأت تتكشف الكثير من العقبات والعثرات امام ملف تسليم السلاح الفلسطيني، في ظل «عاصفة» من الخلافات داخل حركة «فتح»، ووسط تحذيرات امنية من صراع محتمل داخل المخيمات، بادر رئيس الحكومة نواف سلام الى «رأب الصدع» مع «الثنائي الشيعي»، بعدما تلقى نصيحة من رئيس الجمهورية جوزاف عون على هامش جلسة الحكومة الاخيرة، بضرورة تبريد الاجواء وعدم السماح لسوء الفهم بالتحول الى خلاف عميق، يؤدي الى اهتزاز العمل الحكومي. فكان لقاء عين التينة بالامس ايجابيا بين سلام والرئيس نبيه بري، الذي كان هادئا في مقاربة الملفات، واتفق على فتح دورة استثنائية لاقرار القوانين الاصلاحية، فيما حرص رئيس الحكومة على توضيح مواقفه خصوصا من التطبيع وسلاح المقاومة واعادة الاعمار، وقد فتحت هذه الزيارة الطريق امام لقاء قريب بين سلام وقيادة حزب الله، بعدما تبادل الطرفان بالامس «رسائل» الود.
جلسة «التبريد»
فبعد أيام من التوتر بين سلام وحزب الله، وبعد ايام على كلام بري عن رئيس الحكومة «بيسخن منسخن ببرد منبرّد»، بادر رئيس الحكومة بزيارة لافتة إلى عين التينة، وعقد معه اجتماعاً دام ساعة من الوقت، تركّز على بحث المستجدات السياسية والميدانية وملف إعادة الإعمار في الجنوب، وكان لافتا تأكيد سلام عدم وجود ربط بين السلاح واعادة الاعمار. وساهم هذا الاجتماع في توضيح الأمور التي لم تبلغ مرحلة «العتاب» خلال الجلسة.
وفي هذا السياق، لفتت مصادر عين التينة «للديار» ان اللقاء كان «ايجابيا»، مشيرة الى ان تصريح سلام يعكس هذا الجو. واضافت «ان اللقاء كان ضروريا، وهو يندرج في اطار اللقاءات المطلوبة بين الرئاسات الثلاث، في اطار التنسيق والتعاون، لا سيما ان الوضع الدقيق والصعب الذي تمر به البلاد يستدعي مثل هذا التنسيق، عدا تبديد بعض الالتباسات التي ظهرت مؤخرا.
وردا على سؤال اوضحت المصادر»ان البحث بين سلام وبري تناول جملة مواضيع، وجرى التركيز على موضوع اعادة الاعمار، الذي يشدد عليه الرئيس بري كاولوية اساسية، مع الضغط من اجل الزام العدو «الاسرائيلي» تنفيذ اتفاق وقف النار ووقف اعتداءاته وخروقاته، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، وعودة الاسرى اللبنانيين».
ما هي الاولويات؟
واشارت المصادر الى انه جرى الاتفاق والتأكيد على اولوية اعادة الاعمار ، لافتة الى كلام الرئيس سلام بعد اللقاء لجهة عدم ربط اعادة الاعمار بعملية السلاح». واضافت مصادر عين التينة ان البحث تناول مشاريع القوانين الاصلاحية، وكان الرأي متفقا على انجازها واحالتها الى المجلس لمناقشتها واقرارها، وتطرق الى فتح الدورة الاستثنائية للمجلس للقيام بدوره التشريعي لهذا الغرض، واقرار المشاريع واقتراحات القوانين الاخرى.
تبديد التوتر
وفيما لم تشأ المصادر ان تتحدث عن تفاصيل ما جرى بين الرئيسين، حول الاجواء التي سادت بعد تصريحات سلام الاخيرة حول سلاح المقاومة وحزب الله، ومسالة السلام والتطبيع مع «اسرائيل»، أوضحت مصادر مطلعة لـ«الديار»ان هذا الموضوع اخذ حيزا مهما من البحث في اللقاء، مشيرة الى ان كلام سلام على فتح ابواب السراي او منزله وترحيبه باللقاء مع النائب محمد رعد ووفد حزب الله في اي وقت، يعكس جوا ايجابيا لتجاوز وتبديد التوتر السياسي الاخير. ولم تستبعد المصادر ان يصار الى حصول مثل هذا اللقاء قريبا، ووضع الامور في اطار الالتزام بالبيان الوزاري واولوياته.
توضيح المواقف
وبعد اللقاء، حرص سلام على توضيح موقفه من مختلف القضايا، خصوصاً من حديثه عن حصرية السلاح وانتهاء زمن تصدير الثورة الإيرانية وعلاقته بحزب الله. وقال : «الموضوع لا تبريد ولا تسخين، الموضوع هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفياً. أنا لم أخرج بكلمة عنه، ولم أقل لا كلمة زيادة ولا كلمة ناقصة منه. وهذا ما اعلنته قبل أسبوع واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وأردده، والرئيس بري أكثر من متفهم لهذا الشيء، وهو يعرف أنني لم أقل كلمة خارج ما نحن متفقون عليه في البيان الوزاري. وهذا ما صوّت عليه النواب وكلنا ملتزمون به».
واضاف»بحثنا مع دولة الرئيس في موضوع إعادة الإعمار في الجنوب، وهو ذكّرني بأنني قلت إنني ملتزم بالإعمار، وأكدت له مرة ثانية أنني ملتزم بإعادة الإعمار... وإن شاء الله قريبًا ترون من الأموال القليلة التي استطعنا حشدها لليوم، كيف سنحرك عملية إعادة الإعمار في الجنوب».
السلاح واعادة الاعمار؟
وعن حجم الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار، وهل العملية مرتبطة بنزع السلاح؟ قال سلام: «أولاً نحن في حاجة الى أكثر من 7 مليار دولار»، مشيرًا إلى «أنه خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للبنان، وهو كان صاحب فكرة مؤتمر لإعادة الاعمار، لم يكن هناك ربط بعملية سحب السلاح، وأيضًا عندما أقر البنك الدولي مبلغ ال 250 مليون دولار لم أر ربطًا بعملية السلاح».
الانفتاح على حزب الله
وحول العلاقة مع حزب الله وإمكان حصول لقاء مع كتلة الوفاء للمقاومة، وتصريح النائب محمد رعد حول ترك بقية ود، أجاب: «أنا ايضاً أترك للود مع الحاج محمد رعد، وسنقابل الود بالود، وأهلًا وسهلًا بالحاج محمد والحزب، في الوقت الذي يريدونه سواء في المنزل او في السرايا وفي الوقت الذي يختارونه».
«ود» من رعد
وردّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على تصريح سلام بالقول» شكرا لودّ دولة رئيس الحكومة». واضاف في تصريح «لقناة المنار»سنلاقيه في أقرب وقت، وندلي بر أينا في ما نراه مصلحةً لشعبنا وبلدنا».
من سيخلف اورتاغوس
في غضون ذلك، لا صحة لما يتداوله البعض عن زيارة وداعية للمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، واشارت مصادر مطلعة الى ان لا مواعيد لها مع اي مسؤول لبناني، وزيارتها يبدو انها الغيت بعدما اقيلت من منصبها، ومن ابرز المرشحين لخلافتها على الساحة اللبنانية جويل رايبورن، الذي سيعين قريبا كمساعد لوزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى.
«مورغان أورتاغوس أقيلَت من منصبها» ، هذا ما اكدته مصادر أميركية ، وتضيف أن أسباب إقالة «أورتاغوس» لا علاقة لها بالملف اللبناني لا من قريب ولا من بعيد، بل هي أسباب مهنية بامتياز تتعلق بطريقة تعاطي «أورتاغوس» مع زملائها في الخارجية الأميركية. وتضيف المصادر أن «أورتاغوس» لن يصار إلى ترقيتها، ولن تتعين في مهام خارجية، لا في الشرق الأوسط ولا في غيره، بل ستوكل إليها مهام في الداخل وتحديدا في وزارة الخارجية الأميركية .
الخروج من «الباب الصغير»
وحتى الآن لا معلومات حول الاسباب الحقيقية الكامنة وراء اقالة اورتاغوس، الا ان اسلوبها غير الديبلوماسي في التعامل مع الملف اشعل «الضوء الاحمر» في دوائر القرار في واشنطن، بعد تقارير سلبية من السفارة الاميركية في بيروت، تحدثت عن الاضرار الجسيمة التي الحقتها اروتاغوس بالعلاقة مع الحلفاء. اما مسالة الزخم الاميركي تجاه لبنان، فليس واضحا حتى الآن كيفية تعامل الادارة الاميركية مع الملف، خصوصا ان المبعوثة الاميركية السابقة اخفقت في ادارة سياسة واشنطن على الساحة اللبنانية، وخرجت من «الباب الصغير»، بعدما ثبت عدم مهنيتها وعدم قدرتها على اثبات حضورها في اولى مهماتها الخارجية.
عراقجي لن يناقش السلاح
وفي وقت يفترض ان ينقل وزير خارجية ايران رسالة الى المسؤولين اللبنانيين حول تطورات المنطقة، تزامنا مع المفاوضات النووية مع واشنطن، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان مسألة سلاح المقاومة ليست على جدول اعمال وزير الخارجية الايرانية، ولن يتدخل في شأن لبناني داخلي هو جزء من حوار بين المقاومة ورئيس الجمهورية جوزاف عون. علما ان عراقجي معني بتأكيد حرص بلاده على استقرار لبنان، الذي يواجه الاعتداءات «الاسرائيلية»، وهو سيؤكد على دعم الجمهورية الاسلامية لاي خطوة تؤدي الى تحرير ما تبقى من اراض محتلة، وسيشدد على ان بلاده لا تفاوض واشنطن عن احد في المنطقة، لكن لا ضير في استفادة الحلفاء من وهج اي اتفاق نووي محتمل. وفي هذا السياق، سيطلع المسؤولين اللبنانيين على موقف طهران من المفاوضات وعدم تراجعها عن «خط احمر» يتعلق بتخصيب اليوارنيوم على اراضيها.
ازمة السلاح الفلسطيني
في ملف آخر، تشير الخلافات داخل «البيت» الفلسطيني الى أن مهمة نزع السلاح من داخل المخيمات ستكون شائكة جدًا، ووفق المعلومات فان زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد إلى بيروت، هو محاولة لاحتواء الأزمة التي نشبت داخل حركة فتح ، بعدما تصاعدت التوترات والانقسامات عقب زيارة الرئيس عباس.
والخلاف وقع بين سفير السلطة الفلسطينية أشرف دبور وبعض الكوادر في الحركة، وفي مقدمتهم ابن الرئيس الفلسطيني ياسر ، الذي يتولى الموضوع الأمني والسياسي في لبنان، خصوصا انه وقبيل وصول عباس إلى لبنان، زار وفد أمني كبير من السلطة الفلسطينية لدراسة موضوع السلاح، ودبور كان خارج هذه المشاورات، ما ترك تباينات وخلافات. في وقت طالبت كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي بإشراكهما في قضية تسليم السلاح للدولة اللبنانية.
ادارة خاطئة للملف
واعترف مصدر فلسطيني بارز بأن الرئيس عباس لم يدر مسألة تسليم السلاح كما يجب، أو إقامة توازن بين حرية العمل والتملك والحقوق المدنية للفلسطينيين، وهو خطأ كبير أدى إلى ما أدى إليه. وهناك قيادات بارزة داخل «فتح» تعتبر أن القرار جاء دون تنسيق مع القيادة الفلسطينية في لبنان وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، ما أدى إلى شعور بالتهميش وإثارة مخاوف حول مستقبل الدور الفصائلي في المخيمات.
تحذيرات امنية
وتتخوف مصادر معنية بالملف، من ان ينعكس استمرار الخلافات داخل «فتح»، وتباين المواقف مع باقي الفصائل سلبا على الوضع الأمني في المخيمات، خصوصا «عين الحلوة». وثمة تعويل على نتائج زيارة عزام الأحمد لرأب الصدع داخل الحركة، وتهدئة الأجواء مع باقي الفصائل الفلسطينية، وهي مهمة صعبة لا تخلو من المطبات، وثمة ضغط من السلطات الامنية اللبنانية المعنية بالملف الفلسطيني، كي تتم الامور على نحو هادىء كيلا ينفجر «صاعق» التفجير داخل المخيمات، وهو ما لا رغبة لاحد بحصوله، لان تداعياته ستكون كارثية على المخيمات وعلى الامن في لبنان.
الجيش.. وعلم «جولاني»
وفيما تواصل قوات الاحتلال اعتداءتها جنوبا، قام عدد من ضباط وجنود من الجيش اللبناني بازالة علم لواء غولاني للعدو «الإسرائيلي»، من موقعه في تلة رويسات الحدب في أطراف بلدة عيتا الشعب - قضاء بنت جبيل، كما قامت قوة من الجيش بازالة السواتر الترابية والألغام التي اقامها العدو في المنطقة، وعزز انتشاره عند اطراف خلة وردة الى الغرب من عيتا الشعب.
بلاسخارت في «اسرائيل»
في غضون ذلك، بدأت امس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت زيارة «لإسرائيل»، حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين «الإسرائيليين». وافاد بيان عن مكتبها بأن «الزيارة تشكل جزءًا من المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصة، حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024 حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وتواصل المنسقة الخاصة دعوة جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها، وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 19 دقائق
- الديار
دريان في رسالة الأضحى: الإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم وضرورة وطنية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين من مكة المكرمة، لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك جاء فيها: "في كل عام ملايين المسلمين في ضيافة الرحمن، فيتقبل الله طاعتهم وحجهم ودعاءهم وصلاتهم، فيعود الحاج كيومَ ولدته أمه. فهي سلسلة الرحمة المتصلة منذ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لا تنقطع، ولا تضعف، ولا تتراجع. وعندما نؤدي الفريضة التي كُتبت علينا، لا نتذكر دعوة إبراهيم عليه السلام فقط، بل نتذكر أيضا تضحيته وهي الرمز الذي يراعيه المسلمون في شعائر الحج. إنه الأصل الأصيل للعراقة في الدعوة والرسالة، وفي توجه النبي الخاتَم وهو من مكة موئل البيت الحرام وقد قال صلوات الله وسلامة عليه: إن مكة مسقط رأسه، وبسبب وجود البيت الحرام فيها، هي أحب بقاع الأرض إليه، ولولا أن القوم أخرجوه منها لما خرج. هو موسم ماجد من أي جهة أتيته، في الإخلاص لله، والتضحية والعبادة الخالصة لوجهه، ورجاء بل يقين الفرج بالدعاء عند البيت العتيق. منذ ما يزيد عن مائة عام يقاتل الفلسطينيون من أجل الحرية والدولة، وهم يتعرضون لمذابح وإبادة ما شهدت البشرية مثلها في غير الحروب الكبرى، لماذا يحصل ذلك؟ لأنه لا حساب ولا عقاب ولا عتاب على المستوى الدولي، والقُطُر المفروض أنها سائدة في العالم. أين السواد وأين الإصغاء لنداءات الأطفال والنساء والشيوخ والعجَّز وصرخاتهم؟ وأين هي حقوق الإنسان التي هي من شِرعة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن تجاه هؤلاء المعذبين في فلسطين؟ وفي كل فترة آخرها قبل أيام، يقوم أحد الصهاينة المحتلين باقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. كل الجهات تحذر من الحروب الدينية، لكن جهات النفوذ والتأثير وصُناع القرار لا تقول شيئا عندما يجري اقتحام المسجد الأقصى من جانب عصابات من المستوطنين. ما يزالون يبحثون عن آثار للهيكل المزعوم في هذه المساحة التي لا تتسع لهذه الأهوال، لكنه التعصب الأعمى الذي لم يعرفه المسلمون ولا البشرية في تاريخهم القديم، ولا يريدون معرفته في العصر الحاضر، لكنه يوشك أن يكون مفروضا عليهم. لا نريد أن نُخيف العالم، ولا أن نخاف منه، وإنما نريد العيش الآمن والعزيز في هذا العالم. في الواقع لا يريد أحد هذا النهر الجاري من الدماء البريئة المسفوكة. وكما يريد الفلسطينيون التخلص من المحتل، فكذلك لبنان وجنوبه. ما عادت الاعتداءات الإسرائيلية قابلة للهضم بأي صيغة، ولا بأي ثمن. ولذلك يكون على المجتمع الدولي المسارعة في إدانة حرب البغي والعدوان، والعمل على وقف النار. إنها صرخة تهتز لها القلوب والعزائم ومشاعر البشر. نريد أن يتوقف هذا القتل والإبادة للبشر والحجر، وهذا الازدراء للمقدسات، وهذا العمل العدواني على الأفراد والمجموعات، والأمل في مستقبل آخر وأجيال أخرى ستكون بالتأكيد أشد حرصا على مكافحة العدوان! السلام قيمة كبرى ولا حياة ولا بقاء للبشر بدونه. لكن أهل العدوان لا يريدون ذلك لهذه الملايين في غزة، وفي خارج غزة. وهم لا يريدونه لنا في لبنان الذي ما يزالون يحتلون أرضه، ويضطهدون إنسانه. ولذلك وفي حضور الأضحى، أضحى إبراهيم ومحمد نقول ما قاله الله لإبراهيم عندما أرادوا به كيدا فجعلهم عز وجل الأخسرين، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. نحن في لبنان كلنا أمل بهذا العهد والحكومة ورئيسها التي نريد منها أن تعمل على إخراجنا من أزمة السلاح ومن استمرار العدوان إلى رحاب السلام. ونريد منها الخروج من الأزمات المالية، والاقتصادية، والمعيشية، والاجتماعية. ونطالب بالسياسات الصالحة والمستقيمة أن نتجاوز أزمنة ما كانت قيم العدالة والإنصاف والاستقامة سائدة فيها. فالإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم، وضرورة وطنية قصوى وحاضرة، وهو دعوة الأنبياء والرسل، لبنان بحاجة إلى إصلاح متكامل في الحياة السياسية والوطنية والمؤسساتية في الأداء، ما كنا مسرورين بالأجواء المتشنجة في الانتخابات البلدية. لكننا كنا مطمئنين ومتفائلين بحضور الدولة ومؤسساتها الأمنية والسياسية وحياديتها وبنضالها، من أجل استعادة الثقة والاحترام، وبنزاهتها وتأمين كل سبل الحرية للمواطنين، ليتحملوا مسؤولية اختيارهم لهذه المجالس البلدية المؤتمنة على مصالح الناس في نطاق مهامها. أيها الإخوة، أيها المواطنون، نتشارك في الدولة الواحدة، والهوية الواحدة، والاحترام المتبادل، والعيش المشترك، وقيم المواطنة، والتضامن والسلام. ونريد لوطننا وإخواننا في الجوار الفلسطيني السوري أن تنفتح أجواؤهم وبيئاتهم على كل خير وسلام، وأمن بعد الشقاء، والقتل، والتهجير". وهنأ مفتي الجمهورية اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة بعيد الأضحى المبارك.


الديار
منذ 21 دقائق
- الديار
رعد بعد لقائه سلام: حريصون على التوافق وعالجنا في الجلسة الكثير من القضايا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، بعد لقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي، إلى "أننا دخلنا للقاء رئيس الحكومة مبتسمين لأننا لا نضمر إلا الود وخرجنا مبتسمين لاننا نريد التوافق في هذه المرحلة"، وقال: "نحن حريصون على التوافق معه ومع كل مكوّنات هذا البلد ومع كل الوزارات". ولفت إلى "أننا نحاكم الاداء الصادر عن كل مسؤول وعن كل من يتولى مهام وطنية في هذه المرحلة وفي كل مرحلة"، وقال: "لا نعتقد أن التباين في الرأي يفسد في الودّ قضية"، مؤكدا أنّ "هذه الجلسة المختصرة عالجنا فيها الكثير من القضايا والمواضيع تتسم بالاصلاحات". وقال إن سلام "شهد لنا في تعاوننا في المجلس النيابي حول القوانين الإصلاحية". وكشف رعد "أننا قدمنا افكارًا عملية تفصيلية في موضوع اعادة الاعمار وسنتابع هذه الافكار حتى نشرع بتنفيذها"، مضيفًا "نحن نعرف ان هذه المرحلة صعبة ونعرف ان العدو لا ينفذ ما تم الاتفاق عليه ولبنان ادى كل التزاماته". وأكّد أنّ "موضوع السلاح يبحث بطريقة موضوعية تحفظ مصلحة البلد وخيارات أبناء البلد في التصدي لكلّ عدوان إسرائيلي يُمكن أن يُطلّ على لبنان ويُهدّد أمنه واستقراره"، مضيفًا "ليس هناك ما يعيق تعاوننا مع الحكومة التي نحن جزء منها وما يحاول البعض أن يبثه من ملوثات وأفكار واهمة لا تعبر عن أدائنا ولا عن وجهة نظرنا". وأشار رعد إلى أنّ "أولويتنا في هذه المرحلة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، إعادة الأسرى، وقف الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية والاغتيالات الموصوفة على طرقات الجنوب، وإعادة الإعمار".


ليبانون ديبايت
منذ ساعة واحدة
- ليبانون ديبايت
أول تصعيد منذ تولي الشرع السلطة: قذائف باتجاه إسرائيل وقصف إسرائيلي مضاد!
أكّدت السلطات السورية، أنها "لن تشكّل تهديداً لأي طرف في المنطقة، وذلك بعيد قصف إسرائيلي أمس الثلاثاء على جنوب البلاد ردّاً على إطلاق مقذوفين في اتجاه إسرائيل، منددة بمحاولة زعزعة الاستقرار". وأعلنت إسرائيل أنها "قصفت جنوب سوريا الثلاثاء بعد إطلاق مقذوفين باتجاهها سقطا في مناطق غير مأهولة من دون أن يسفرا عن أضرار، في أول هجوم من هذا النوع من الجانب السوري منذ تولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع السلطة قبل 6 أشهر". وأكدت وزارة الخارجية السورية، وفق مكتبها الإعلامي، في تصريحات نقلها الإعلام الرسمي، أن "سوريا لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة"، معتبرة أن هناك "أطرافاً عديدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة". واعتبرت، أن "التصعيد يمثّل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية، ويزيد من حالة التوتر في المنطقة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة والحلول السلمية". وتشكّل العمليات الإسرائيلية المتواصلة على سوريا، منذ الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد، إحدى أبرز التحديات التي يواجهها الشرع في إطار مساعيه لبسط سلطته وضبط الأمن على كامل الأراضي السورية. وتبنّت مجموعتان، وفق بيانات تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، القصف باتجاه إسرائيل. وبثّت إحداهما وتدعى "كتائب الشهيد محمّد الضيف" (القائد العسكري لحماس الذي قتلته إسرائيل في غزة)، مقطعاً مصوراً قالت، أنه يظهر "لحظة سقوط الصواريخ على مواقع الاحتلال في الجولان المحتل". وقال الجيش، أن المقذوفين تسبّبا بتفعيل صفارات الإنذار في حاسبين ورمات ماغشيميم الواقعتين في جنوب هضبة الجولان التي احتلت اسرائيل أجزاء منها في 1967 وأعلنت ضمها في 1981. وردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي، قبل أن تقصف طائراته "أسلحة تابعة للنظام السوري في منطقة جنوب سوريا". ويرى المحلل السوري بسام السليمان، أن "المستفيدين من التصعيد في جنوب سوريا هما إيران"، التي شكّلت مع مجموعات موالية لها أبرز داعمي الأسد، وإسرائيل التي لا تريد وجود سلطة قوية في دمشق لانها ترغب أن أن "يكون المركز ضعيفاً على حساب الأطراف، ولهذا تريد تحميل الشرع المسؤولية" عن التصعيد. وقال من دمشق أن "قصف بشكل متكرر البنية التحتية للجيش السوري، يعرقل نشوء قوة قادرة على ضبط كل سوريا"، متهماً إسرائيل بـ"تحريك بعض المكونات ضد الدولة السورية". وخلال عهد الاسد، شكّل جنوب سوريا، حيث توجد فصائل معارضة احتفظ بعضها بسلاحه خلال سنوات النزاع، مسرحاً لمجموعات صغيرة موالية لايران وحزب الله اللبناني، تبنت مراراً إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وتوجد في جنوب البلاد حالياً فصائل معارضة في محافظة درعا أعلنت انضمامها مؤخراً إلى وزارة الدفاع، بينما تحتفظ فصائل درزية بسلاحها في محافظة السويداء المجاورة.