logo
ملوحة المياه وتلوثها هاجس صحي وبيئي متجدد بالبصرة

ملوحة المياه وتلوثها هاجس صحي وبيئي متجدد بالبصرة

الجزيرةمنذ 3 أيام

مع قدوم فصل الصيف والحرارة، تجدد أزمة المياه في محافظة البصرة مخاوف السكان والجهات المعنية، إذ تعاني المحافظة منذ سنوات من تحديات جمة في توفير مياه شرب ذات جودة مقبولة، وسط أزمة مستمرة تراوح أسبابها بين التغير المناخي جراء الجفاف وقلة التساقطات، وارتفاع درجة الحرارة، وسوء التخطيط وتراجع مياه الأنهار.
وتأتي هذه الموجة الجديدة من الأزمة وسط تحذيرات بشأن التداعيات الصحية والاجتماعية والبيئية الخطيرة، لا سيما مع الارتفاع الحاد في مستويات التلوث والملوحة التي بلغت مستويات عالية جدا في بعض المناطق.
وتجاوزت نسب الملوحة في البصرة بحسب تقديرات رسمية مستويات خطيرة وغير مسبوقة، إذ وصلت في بعض المناطق إلى أضعاف الحدود العالمية المسموح بها لمياه الشرب والاستخدام البشري.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة الملوحة بلغت 30 ألف جزء من المليون في منطقة الفاو و19 ألفا في مركز البصرة، وراوحت بين 5800 و6 آلاف في شمال الهارثة. ووفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، يجب ألا تزيد نسبة الملوحة في مياه الشرب عن 1000 درجة من مقياس "تي دي إس" (TDS).
ويعود هذا التركيز الملحي بالأساس إلى شحّ الأمطار وتراجع التدفقات المائية من تركيا وإيران وخصوصا في نهري دجلة والفرات والسدود الداخلية، إضافة إلى تصريفات مياه الصرف الصحي، واختلاط مياه شط العرب، ملتقى نهري دجلة والفرات، بمياه الخليج العربي المالحة.
وبالإضافة إلى مياه الشرب الحيوية للسكان، أثرت ملوحة المياحة وتلوثها على القطاع الزراعي وتربية الماشية، إذ تشير التقديرات إلى تراجع المساحات الزراعية في المنطقة بسبب التركيزات العالية من الأملاح.
مخاطر صحية وبيئية
ويشير رئيس قسم الصحة العامة بالمحافظة الدكتور تحسين صادق النزال إلى أن النسب الحالية تتجاوز المعدلات الطبيعية وغير مقبولة لسلامة المياه، وتشكل مخاطر صحية مباشرة وغير مباشرة على الإنسان، خاصة أن المياه الملوثة تعتبر ناقلا للعديد من الأمراض الجرثومية مثل الكوليرا والتيفوئيد والطفيليات.
وأكد أن أغلب المشاكل الحالية تتركز في الجانب الكيميائي، وتحديدا ارتفاع نسبة الملوحة في المياه، وهو ما تتفق عليه نتائج فحوصاتهم مع نتائج مديرية الماء، مشيرا إلى أن هذه المشكلة مزمنة في البصرة نظرا لارتفاع نسبة الأملاح في نهري دجلة والفرات وتزداد حدتها في فصل الصيف.
وكشف النزال عن تباين كبير في نسب الملوحة بين مناطق البصرة، فقد تصل في بعض المناطق الجنوبية مثل أبي الخصيب إلى مستويات عالية جدا تتجاوز بكثير المعايير الصحية المعتمدة من قبل وزارة الصحة، والتي تحدد الحد الأقصى المسموح به بـ1000 وحدة قياس للملوحة (TDS).
وحول تداعيات ارتفاع نسبة الملوحة في البصرة، أوضح المالكي أن الإنسان هو المتضرر الأول، مشيرا إلى ورود شكاوى حول تلوث المياه برائحة المجاري في بعض المناطق، لافتا إلى تضرر القطاع الزراعي، خاصة مزارعي الحنطة والشعير والخضراوات الصيفية، نتيجة نقص الإطلاقات المائية.
وأوضح النزال أنه على الرغم من ارتفاع نسبة الملوحة، فإن الفحوصات الجرثومية الأخيرة أظهرت نتائج جيدة وصلاحية المياه في المشاريع، وذلك بفضل العمل المشترك مع مديرية ماء البصرة.
وبخصوص الآليات المتبعة لضمان جودة مياه الشرب في المحافظة، أشار النزال للجزيرة نت إلى أن فرق الرقابة الصحية تقوم برصد دوري لحالات المخالفة في مشاريع ومحطات المياه الحكومية والخاصة، بما في ذلك أكثر من 100 محطة لتحلية المياه منتشرة في عموم المحافظة، حيث يتم سحب عينات وفحصها شهريا في مختبر الصحة العامة.
وبيّن أن الفحوصات المختبرية تشمل الجوانب البيولوجية (الجرثومية) والكيميائية للمياه. وفي ما يتعلق بمشاريع المياه الحكومية والمحطات، يتم إجراء زيارات شهرية مشتركة مع مديرية ماء البصرة لسحب عينات المياه وفحصها.
وإلى جانب مراقبة جودة المياه في المحطات والمشاريع، لفت النزال إلى أن فرقهم الصحية تقوم أيضا برصد جودة المياه في شبكات التوزيع عبر أخذ عينات من 3 نقاط (بداية المشروع، ومنتصفه، ونهايته)، لرصد بعض المشاكل المتعلقة بالتكسر في الأنابيب.
حلول جذرية مطلوبة
من جهته، حذر عضو مجلس محافظة البصرة إياد المالكي من صيف لاهب وساخن ينتظر محافظة البصرة بسبب قلة الأمطار هذا الشتاء وتناقص الإطلاقات المائية من تركيا والسدود الداخلية الأخرى.
ودعا المالكي الحكومة العراقية ومجلس الوزراء إلى اتخاذ قرار شجاع ومصيري بإنشاء سد في محافظة البصرة كحل جذري للحفاظ على حصة المحافظة من المياه.
وقال المالكي للجزيرة نت إن البصرة شكلت خلية أزمة لمواجهة النقص المتوقع في المياه، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم التزام تركيا بالإطلاقات المائية المتفق عليها دوليا، بالإضافة إلى استهلاك السدود الداخلية في العراق كميات كبيرة من المياه قبل وصولها إلى الجنوب.
وأشار إلى أنه بعد متابعات حثيثة وتواصل مع وزير الموارد المائية، تمت زيادة الإطلاقات المائية مؤخرا، مما أسهم في انخفاض نسبة الملوحة في قضاء المدينة من 2400 إلى 1500، واعتبر ذلك مؤشرا إيجابا إذا استمر هذا الوضع.
وفي ما يتعلق بدور الحكومة المركزية، ناشد المالكي مجلس الوزراء التواصل مع الجانب التركي لزيادة الإطلاقات المائية، لكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة تبني الحكومة العراقية قرارا إستراتيجيا بإنشاء سد في البصرة لحماية مستقبل المحافظة المائي.
وأكد أن تصريف المياه إلى البحر دون الاستفادة منها أمر غير منطقي، وأن بناء سد سيسهم في الحفاظ على الثروة المائية والسمكية والحيوانية وإنعاش الأهوار في عموم العراق.
وأشار المالكي أيضا إلى أنه يجري العمل على توفير محطات تحلية بدلا من محطات التصفية في مناطق مثل سيحان وأبي الخصيب والفاو، وإلى وجود خطط لمد أنابيب من نهر دجلة في القرنة لتغذية قضاء المدينة ومنطقة عز الدين سليم ومركز محافظة البصرة. كما أكد أنه في حال استمرار الإطلاقات المائية الحالية، من المتوقع تجاوز الأزمة الحالية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزارة الصحة في غزة تحذر من شراء الأدوية من البسطات أو الأكشاك
وزارة الصحة في غزة تحذر من شراء الأدوية من البسطات أو الأكشاك

الجزيرة

timeمنذ 22 دقائق

  • الجزيرة

وزارة الصحة في غزة تحذر من شراء الأدوية من البسطات أو الأكشاك

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الثلاثاء من شراء الأدوية من البسطات أو الأكشاك التي تنتشر في الأسواق والطرقات لما يشكل ذلك من خطر حقيقي على صحة وحياة المواطنين. وقالت صحة غزة ، في بيان صحفي نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم ،إن غالبية الباعه في هذه النقاط العشوائية غير حاصلين على ترخيص من وزارة الصحة، مايترتب على ذلك من بيع ووصف أدوية خاطئة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى الوفاة . وأضافت أن الأدوية المتداولة في النقاط العشوائية تعرض وتحفظ في ظروف تخزين سيئة تحت حرارة وأشعة الشمس، مما يؤدي إلى فقدانها لفعاليتها وتلفها وزيادة خطر تحولها إلى مواد ضارة بالصحة. ودعت الوزارة المواطنين إلى عدم شراء أية أدوية من خلال هذه النقاط ، والتوجه إلى الصيدليات الرسمية المرخصة من الوزارة والتي تضمن جودة الأدوية المتداولة فيها ووجود أشخاص مؤهلين بها.

يوم في حياة 3 غزيين.. همسات الصمود في ظل الجوع
يوم في حياة 3 غزيين.. همسات الصمود في ظل الجوع

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

يوم في حياة 3 غزيين.. همسات الصمود في ظل الجوع

"ما زلنا على قيد الحياة من خلال تبادلات صغيرة، فبالأمس، ناضلنا من أجل السكر، وغدا سنقايضه بالخبز، فلا شيء يدوم"، هكذا تصف خلود، وهي زوج أحد الغزيين الثلاثة، جزءا من المعاناة الناجمة عن هذه الحرب. بكلماتهم الجريئة والمؤثرة، يقدّم ظاهر وإسراء وسارة لمحة عن معاناة البقاء اليومية في غزة في ظل حصار خانق للمساعدات، وترسم يومياتهم صورة نابضة بالحياة للصمود الذي يختبر بالجوع والنزوح وظلال الصراع المستمر، ويكشفون عن التدابير الاستثنائية التي يتخذها الناس العاديون عندما تصبح أبسط مقومات الحياة ترفا بعيد المنال. هذا ما يمكن أن يمثل مقدمة لتقرير أعدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول حياة 3 غزيين في ظل الحصار والحرب والجوع: أولا ظاهر (33 عاما) نازح إلى خان يونس جنوب غزة: حياة ظاهر عبارة عن بحث شاقّ عن القوت وسط ارتفاع حادّ في الأسعار وندرة في المواد الغذائية، فبعد أن كان قادرا على إعالة أسرته بكرامة، يقضي الآن ساعات في المساومة حتى على الخضروات الفاسدة. ويشعر بالعجز الشديد وهو يرى التحليق المستمر للمسيرات الإسرائيلية في السماء، ويحمل في نفسه حزنا عميقا لفقدان جنينه، ولمشهد إصابة زوجته الحامل خلود أثناء قصف بعد فرارهما من منزلهما في الشمال بحثا عن الأمان. ولا تزال خلود منهكة نفسيا وجسديا، وتشكّل نحافة ابنهم يوسف، البالغ من العمر 4 سنوات، مصدر قلق دائم، فالضروريات البسيطة، مثل استخدام حمام مشترك، تتطلب انتظارا طويلا وتولد شعورا بالذنب. ويعتمد البقاء على تبادلات صغيرة ومقايضة بين أشياء أساسية كالملح والسكر ويظل يتابع أخبار خلود بالهاتف، وتنتهي أيامه وهو في هم وغم من استمرار أزيز المسيرات والبحث اليائس عن أي شيء لتأمين وجبة اليوم التالي، مما يبرز هشاشة الوضع المعيشي، فحتى الحصول على الطعام الفاسد يعتبر الآن انتصارا في كفاحه اليومي للحفاظ على حياة عائلته. ثانيا إسراء (33 عاما) نازحة في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة: تتميز حياة إسراء بصراع لا هوادة فيه من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف النزوح القاسية، إنها لاجئة فلسطينية قدمت من مصر إلى غزة عام 2005 فاستمتعت بالشعور بالانتماء لأرض الأجداد، لكن ها هي الآن تعاني من صدمة الغارات الجوية المستمرة، في تناقض صارخ مع أحلامها السابقة بدراسة تكنولوجيا المعلومات. تقضي سارة أيامها في مهام شاقة كجلب الماء المالح للتنظيف والانتظار في طوابير طويلة للحصول على مياه الشرب الشحيحة، يعتصر الحزن قلبها وهي تتحدث عن فقدان زوجها لوظيفته وما كانت توفره لهم من كريم العيش. يعدّ الطبخ تحديا يوميا، حيث تعتمد على الحطب المتناثر، وغالبا ما تكون الوجبات هزيلة من المعكرونة المسلوقة أو العدس لها ولأطفالها الثلاثة. وتتحمل إسراء عبء إعالة أطفالها، وتطاردها ذكريات حروب الماضي والحرمان الحالي، ورغم جهودها لطلب المساعدة عبر الإنترنت، إلا أنها تشعر أن العالم قد سئم من محنتهم. وتكشف ذكرياتها عن حبها العميق لأطفالها وخوفها الشديد من مستقبل لا يبدو أنه يقدم سوى المزيد من المعاناة اليائسة، وتبرز أن أملها في أبسط وسائل الراحة، كوجبة كاملة، يبرز مدى صعوبة وضعهم. ثالثا، سارة (27 عاما) نازحة إلى جنوب غزة: تعيش سارة في مدرسة مكتظة تابعة للأونروا مع عائلتها الكبيرة، بمن فيهم أبناء إخوتها الأيتام الذين ترعاهم، لقد انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد تدمير منزل عائلتها في شمال غزة، مما أجبرها على النزوح مرات عديدة. يدور كفاحها اليومي للبقاء على قيد الحياة حول تأمين الطعام من مطبخ مشترك، وهي مهمة غالبا ما يقوم بها إخوتها الأصغر سنا الذين يواجهون منافسة شديدة ويعودون أحيانا خالي الوفاض. والد سارة، الذي غمره الحزن في البداية بعد فقدان ابنه الأكبر، استأنف مهمة البحث عن الطعام الصعبة، فالطبخ عمل أساسي يتطلب مهارة، مثل إشعال قطع من خراطيم المياه لإشعال النار، كما أن جلب الماء مهمة شاقة هي الأخرى. ومع تناقص الإمدادات غدت النظافة الأساسية أمرا صعبا، وما يزيد قلق سارة هو التهديد المستمر بالضربات الإسرائيلية، أما ألمها فيتجلى في عجزها عن مواساة أبناء أخيها الصغار الأيتام. لقد أصبح مفهوم شراء الطعام غريبا عليها، وحل محله استهلاك يائس لمواد دون المستوى المطلوب، ويكمن أملها في الحصول على مساعدات لتخفيف جوعهم. ورغم المشقة الهائلة، تجد سارة إحساسا غير متوقع بالقدرة على أداء مهام لم تتخيلها يوما، في تناقض صارخ مع حياتها السابقة كمصففة شعر. والواقع أن هذه الروايات الثلاث من غزة تقدم شهادة قوية ومؤلمة حول التكلفة الإنسانية والحرمان الناجم عن استمرار الحرب، وتشكّل مذكرات هذه المجموعة نداء صارخا بالحاجة الملحّة إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإيجاد حّ دائم لتخفيف معاناة الناس العاديين العالقين في براثن الأزمة.

إلى متى يظل العالم ينظر لغزة وهي تموت دون أن يحرك ساكنا؟
إلى متى يظل العالم ينظر لغزة وهي تموت دون أن يحرك ساكنا؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

إلى متى يظل العالم ينظر لغزة وهي تموت دون أن يحرك ساكنا؟

كتبت الصحفية والشاعرة نور العاصي أول عمود لها من مسقط رأسها في قطاع غزة ، وقالت إنها تحلم بالرحيل بعد أن أنهكتها الأحزان و المجاعة والنفي القسري، ولكنها قبل ذلك تدعو العالم إلى مد يد المساعدة لأهل غزة. وفي مقال لها بموقع ميديا بارت، كتبت الصحفية التي عرفت نفسها بأنها عاملة في المجال الإنساني ونازحة داخل بلدها، أن غزة الآن ليست محاصرة بالقنابل والرصاص فقط، بل بالجوع أيضا، وبالتالي فإن أملها الضئيل في البقاء على قيد الحياة بدأ يتلاشى تدريجيا منذ أن منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. هنا -كما تقول الكاتبة- ينام الناس بين القمامة دون مياه نظيفة ودون نظام صرف صحي مناسب ودون نظافة أساسية، ولذلك تتفشى الأمراض، ويموت الأطفال الذين أنهكهم الجوع بسبب الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ) والتهابات الجلد. ومنذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير، تقول نور العاصي "أصبحت أعمل بجهد أكبر، وكرست نفسي لإعداد التقارير حتى أثناء امتحاني الأخير، وفي كثير من الأحيان، أقف ساعات في الشارع تحت أشعة الشمس الحارقة والرياح الباردة لجمع شهادات من العائلات التي انهار عالمها". وتبرز الصحفية التي تعاني مشاكل في الجهاز الهضمي بسبب تناول الأطعمة المعلبة المنتهية الصلاحية أحيانا، أن الطبيب الذي استشارته شخّص آلام ساقيها الشديدة بأنها "تعود إلى ارتفاع معدل الترسيب الذي تفاقم بسبب الوقوف وسوء التغذية وانعدام العلاج"، وذلك في ظل انعدام الأدوية والفيتامينات، أي "استحالة الشفاء هنا". وذكّرت نور العاصي بحالة المصابين من ذوي الحروق الشديدة والجروح المفتوحة ومبتوري الأطراف، وقالت إنهم لا يحصلون على نصف الاحتياجات الغذائية اليومية الدنيا للبقاء على قيد الحياة، إذ يقول يحيى الذي لم تتلق إصابة ساقه العلاج "قيل لنا أن نتحلى بالصبر، ولكن كيف تطلب من رجل جائع أن يتحلى بالصبر؟". وقالت أم أحمد وهي تبكي "انظري إلى بشرة طفلي، التقطي له صورة حتى يرى العالم ما فعلت بنا لامبالاته"، وعلقت الصحفية بالقول "هذه ليست مجاعة طبيعية، بل هي أداة تستخدمها إسرائيل لكسر غزة، لكسر روحنا وإرادتنا في العيش على هذه الأرض. وهي تحقق ذلك". فـ"في كل يوم تجعل إسرائيل فكرة الرحيل النهائي أكثر جاذبية، وهي تريد منا أن نتخلى عن غزة، تريد إجبارنا على نسيان جذورنا وأحلامنا وتضحياتنا، حتى أصبح الكثير منا عندما يفكر في فلسطين يتذكر معاناتنا التي لا تنتهي من الجوع والجنائز والإذلال، ولن أكذب، أنا واحدة منهم. سأكون كاذبة لو قلت إنني لم أحلم بالمغادرة". وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب تقترب من عامها الثاني بما فيها من دمار لا يمكن تصوره، ومع ذلك لم يتم إحراز أي تحرك حقيقي نحو إيجاد حل، موضحة أن ما يعيشه أهل غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل هو مجاعة من صنع الإنسان في القرن الحادي والعشرين، ومجازر في وضح النهار، والعالم لا يحرك ساكنا. وختمت نور العاصي بالقول "أكتب هذا لا كصحفية، بل أيضا كناجية، جريمتها الوحيدة أنها ولدت في غزة. أكتب لأن أصوات شعبي تغرق في هدير الظلم، ولأننا حتى في مواجهة الجوع والنزوح والموت، لا نزال متمسكين بإنسانيتنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store