
يريدونك أنت
هذه الأمنية الصغيرة تختصر عالماً كاملاً من الممارسات والسياسات، بعضها خجول.
فمن جهة، نرى قوانين ومبادرات تُعلي من شأن كبار السن وتضعهم في مقدمة الأولويات.
ومن جهة أخرى، لايزال الشعور بالوحدة يتسلل إليهم من حيث لا ندري.
جاءت «السياسة الوطنية لكبار المواطنين»، التي أطلقتها وزارة تنمية المجتمع عام 2018، كإطار اتحادي يضم سبعة مسارات، تبدأ بالصحة وتنتهي بجودة الحياة، مروراً بالتواصل المجتمعي والاستقرار المالي والمشاركة المدنية.
في أبوظبي، وُلدت «بركتنا»؛ مبادرة تحمل في اسمها جوهر الفكرة.
تمنح الأسر ثماني ساعات من الرعاية المؤقتة أسبوعياً، وتسهّل حصول الموظفين على نظام عمل مرن لرعاية آبائهم، وتوفر وحدات سكنية مهيّأة داخل منازل الأبناء، وتحسينات منزلية لكبار السن، وتمدد القروض السكنية لخمس سنوات إضافية.
ودبي لا تكتفي بالخدمات الحكومية، بل توفر بطاقات خصم ومواقف مجانية، وعلاجاً طبيعياً في المنازل، وخدمة زيارات دورية.
كل إمارة - بطريقتها - قالت: كبار المواطنين مسؤوليتنا. لكن مهما تعددت الخدمات، سيبقى الفراغ على المائدة مؤلماً إن لم يملأه ابن.
القانون يحميهم، نعم.
لكن من يشاركهم فنجان قهوة الصباح؟
من يسمعهم وهم يكررون القصة للمرة العاشرة؟
من يُربّت على أكتافهم حين لا يقولون شيئاً لكن نظراتهم تقول كل شيء؟
ولأن القوانين والتسهيلات لا تكفي لإزالة أي شعور لا يرغبون فيه، هنا يأتي دور الأبناء والأسرة.. أن يكونوا معهم بأوقاتهم وقلوبهم.
هم كبارنا.. لا يريدون سوى ضحكات أبنائهم حولهم، وشعورهم بأنهم مازالوا مهمين.
وأخيراً، لا تثقلهم بهمومك ومشاكلك.
فهم أكثر رقة مما تظن، وأسرع تأثراً مما تتخيل.
مهما كبرت، ستبقى في أعينهم ذلك الابن الصغير الذي يخافون عليه من النسمة الباردة.
انقل لهم ما يُسرّهم، لا ما يُحزنهم.
الإمارات آمنة بنظامها، ومدنها، ومبادراتها، لكن كبار السن سيكونون أكثر أماناً حين يشعرون بأن أبناءهم بجوارهم.
هم لا يريدون كثيراً..
هم فقط يريدونك أنت.
* إعلامي وكاتب صحافي
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
1830 مليون متر مكعب مياهاً جوفية مستخرجة في أبوظبي 2024
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن المياه الجوفية لا تُستخدم في أبوظبي كمصدر رئيس لمياه الشرب، إلا أنها تلعب دوراً حاسماً في دعم الأنشطة الزراعية والبيئية، وتُستهلك كميات كبيرة منها في ري المزروعات وتنسيق الحدائق، بالإضافة إلى عمليات زرع نباتات الزينة، وهذا الاعتماد المكثف جعل المياه الجوفية المورد الأساسي في هذه القطاعات، لكنها في الوقت نفسه مورد محدود، ويستنزف بوتيرة تتجاوز بكثير معدلات تجددها الطبيعية، ما يشير إلى خطر طويل الأمد على الاستدامة البيئية والاقتصادية في الإمارة. وبحسب هيئة البيئة في أبوظبي، تُلبي المياه الجوفية نحو 71 % من إجمالي احتياجات المياه في أبوظبي، وهذا الرقم المرتفع يعكس مدى الاعتماد عليها، لكنه أيضاً يسلّط الضوء على هشاشة الوضع المائي في الإمارة، خاصة في ظل ما تشير إليه الدراسات من انخفاض مستمر في معدلات التجدد الطبيعي، نتيجة شح الأمطار لفترات طويلة، بل انعدامها أحياناً، وتضاف إلى هذه الأزمة الضغوط الناتجة عن التوسع في الأنشطة الزراعية والاستخدامات الصناعية، ما أسهم في تفاقم استنزاف المياه الجوفية بشكل متسارع. ويُظهر تحليل الوضع، أن الإفراط في استخراج المياه الجوفية لم ينعكس فقط على كمياتها، بل أدى كذلك إلى تدنٍ في نوعيتها، فقد ساهم التوسع في ضخ المياه إلى زيادة معدلات الملوحة في العديد من المواقع، سواء بسبب السحب العميق من المكامن، أو نتيجة تسرب مياه البحر في المناطق الساحلية. وتشير التقديرات إلى أن 97 % من احتياطيات المياه الجوفية في أبوظبي، تُصنّف بأنها شديدة أو متوسطة الملوحة، ولا تصلح لمعظم الاستخدامات دون عمليات تحلية، فيما لا تتجاوز نسبة المياه العذبة 3 %. ولا تزال مشكلة استنزاف المياه الجوفية تتفاقم، مدفوعة بزيادة معدلات الضخ، التي بلغت 1870 مليون متر مكعب في عام 2023، وهو ما يعادل نحو 20 ضعف معدلات تجدد المياه الجوفية الطبيعية، وهذا الفارق الكبير، يسلّط الضوء على أزمة حقيقية، تهدد احتياطات المياه على المدى البعيد، إذ صنّفت بعض المناطق في الإمارة بالفعل، على أنها مناطق مستنفدة، بسبب تدهور المخزونات وتراجع مستويات المياه. من جهة أخرى، أكدت هيئة البيئة في أبوظبي، أن التحديات المائية لا يمكن فصلها عن غيرها من التحديات البيئية والاقتصادية، فزيادة ملوحة المياه واستنزاف المخزونات الجوفية، يؤثران مباشرة في الإنتاج الغذائي، كما أن زيادة الاعتماد على التحلية، تفرض أعباء جديدة على موارد الطاقة، وترفع من كلفة المياه على المستويين الفردي والمؤسسي، كل هذه العوامل، سواء نُظر إليها بشكل منفرد أو في إطار مترابط، تنعكس على صحة الإنسان وسبل العيش والاقتصاد المحلي. وفي ظل التغيرات المناخية العالمية، والتراجع في كميات الأمطار التي لا تتجاوز في المتوسط ما بين 90 إلى 140 مليون متر مكعب سنوياً، تعتمد خطة أبوظبي على إبراز واعتماد مقاربات متكاملة لإدارة الموارد المائية في أبوظبي، تقوم على الترشيد، وإعادة التدوير، والتوسع في استخدام التكنولوجيا.


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
البصمة الكربونيةـ لمدينة دبي
في رؤية دبي لجودة الحياة 2033، لا تقتصر معايير الرفاه على التطور العمراني والخدمات الحديثة، بل تشمل أيضاً الاهتمام العميق بالبيئة الطبيعية، باعتبارها عنصراً أساسياً في تحقيق التوازن بين الإنسان ومحيطه، وفي تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للسكان. ورغم أن دبي تقع في بيئة صحراوية بطبيعتها، إلا أنها استطاعت خلال العقود الماضية أن تطور منظومة بيئية متكاملة تجمع بين الاستدامة والتنوع البيولوجي والابتكار في إدارة الموارد. من المحميات الطبيعية، إلى الشواطئ المفتوحة، والمزارع العضوية، والمساحات الخضراء داخل الأحياء السكنية، تُثبت الإمارة أن الحفاظ على البيئة ليس عائقاً أمام التنمية، بل أحد مقوماتها الأساسية. وتطمح دبي من خلال استراتيجية جودة الحياة إلى مضاعفة المساحات الخضراء، وتحسين جودة الهواء، والحفاظ على الحياة الفطرية، إلى جانب التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، والتقليل من البصمة الكربونية للمدينة. كما تسعى الإمارة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، وتمكينهم من تبنّي سلوكيات مستدامة في حياتهم اليومية. ومن أبرز المبادرات الداعمة لهذا المحور: تطوير محمية رأس الخور ومحمية المرموم، ومشروع زراعة مليون شجرة، وتحويل ممرات المشي والركض إلى مسارات طبيعية خضراء، إضافة إلى مبادرات إعادة التدوير، وتشجيع أنماط التنقل الصديقة للبيئة كالدراجات الكهربائية والحافلات النظيفة. وتولي الاستراتيجية أهمية خاصة لتوفير بيئة معيشية صحية في كل حي من أحياء دبي، من خلال تعزيز التهوية الطبيعية، وتقليل الضوضاء والتلوث، وتوفير حدائق ومناطق استجمام قريبة من السكان. كما ترتكز على إشراك المجتمع المدني والمدارس والقطاع الخاص في تنفيذ البرامج البيئية. إن محور البيئة الطبيعية في استراتيجية جودة الحياة يعكس وعياً متقدماً بأن المدن الناجحة لا تُقاس بناطحات السحاب فقط، بل بقدرتها على توفير هواء نقي، وظلال خضراء، وفضاءات هادئة تتيح للإنسان أن يتنفس ويتأمل ويعيش بانسجام مع الطبيعة.


صحيفة الخليج
منذ 9 ساعات
- صحيفة الخليج
حدائق دبي تجذب 16.7 مليون زائر خلال النصف الأول
حققت الحدائق العامة والمرافق الترفيهية التابعة لبلدية دبي إقبالاً قياسياً في عدد الزوار خلال النصف الأول من عام 2025، وصل إلى أكثر من 16 مليوناً و700 ألف زائر، بزيادة أكثر من ربع مليون زائر مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2024.