logo
الفنانة المغربية تيليلا: في "Beaucoup" أخاطب كل من يحمل المشاعر والأحاسيس..

الفنانة المغربية تيليلا: في "Beaucoup" أخاطب كل من يحمل المشاعر والأحاسيس..

مجلة سيدتيمنذ 12 ساعات

بقالب فني مميز، تطل "تيليلا" الفنانة العالمية ذات الأصول المغربية؛ لتقول للعالم "Je t'aime Beaucoup"، أي "أحبك جداً" باللغة الفرنسية. هذه الأغنية المنفردة الجديدة التي تمتزج فيها اللغات المختلفة، تعكس صورة ساحرة عن الفنانة الشابة التي اختارت الحرية رسالة ومساراً واسماً فنياً.
وبخلفية ثقافية متنوعة وغنية ووعي فني عالٍ، تسجل تيليلا دخولها الجديد إلى الساحة، ومصدر إلهامها المرأة الجريئة الواثقة بنفسها، الفخورة بثقافتها، والمنفتحة على العالم.
"سيدتي" حاورت الفنانة "تيليلا"، وغاصت معها في أعماق هذا المشروع الفني الجديد، وجوانب أخرى من شخصيتها وثقافتها وتطلعاتها المستقبلية.
الصور: من الفنانة تيليلا
التعبير عن الحب..
دخول جديد مميز للساحة الفنية سجلتِه بأغنيتكِ المنفردة الجديدة "Beaucoup"، أخبرينا المزيد عن هذا المشروع ونقاط قوته؟
هذه الأغنية تعني الكثير بالنسبة لي؛ فهي وُلدت من حالة عاطفية بسيطة، لكن موجودة في العالم أجمع، التعبير عن الحب من دون الحاجة إلى قول ذلك بالطريقة المعتادة. أردتُ أن أمزج في هذه الأغنية بين الرقة والقوة، والجرأة والنعومة، وكأنها إعلان حب وتعبير عن الذات في الوقت نفسه. كل شيء صُمم لينقل طاقة صادقة وعفوية تعكس هويتي، إن كان الفيديو، أو الأسلوب الموسيقي، أو الكلمات.
لمن تقول تيليلا Je t'aime beaucoup؟
أتوجه بالأغنية لكل من ألهمني، وآذاني، ودعمني، وأثر فيَّ، للحب بجميع أشكاله، وأيضاً لنفسي. كلمة "أحبك" التي تُهديها للآخرين، يجب أن تقولها أيضاً لنفسك، من المهم أن تُذكِّر نفسك بذلك الحب دوماً.
View this post on Instagram
A post shared by TILILA (@sheistilila)
ما الذي يعنيه استخدام لغات متعددة في أغنية واحدة؟ ومن جمهورك المستهدف؟
التنقل بين اللغات يعكس شخصيتي؛ أفكر بلغات متعددة، وأحلم بلغات متعددة. الغناء بالفرنسية والإنجليزية والعربية أمر طبيعي بالنسبة لي. يسمح لي بالوصول إلى تأثيرات عاطفية مختلفة، وبناء جسور بين الثقافات. لا أستهدف جمهوراً معيناً: أخاطب كل من يحمل المشاعر والأحاسيس.
أريد أن ترى الفتيات المغربيات أنفسهن من خلالي..
تظهرين في الفيديو بمظهر المرأة القوية والجريئة والرومانسية والمرحة في الوقت نفسه، هذا المزيج إلى أي مدى يشبه المرأة في العالم العربي؟
يشبهها كثيراً بالتأكيد؛ ف المرأة العربية ليست صورة نمطية ثابتة، بل متعددة الجوانب، ودائمة التطور، وتُعيد تعريف نفسها كل يوم. يمكن أن تكون حساسة وقوية، مرحة وجادة، عاشقة ومستقلة، وأنا أحاول إظهار هذا التعقيد، وهذا الثراء، باحترام وحداثة.
أي صورة تريدين للعالم أن يراها عن المرأة المغربية؟
صورة امرأة حرة، فخور بثقافتها، منفتحة على العالم. امرأة مبدعة، وجريئة، تتقدم من دون أن تُنكر جذورها. كذلك أريد أن ترى الفتيات المغربيات أنفسهن من خلالي ويقلن لأنفسهن: "وأنا يمكنني إيصال صوتي أيضاً".
مساحة من الحرية المطلقة
اسمك الفني يعني الحرية باللغة الأمازيغية؛ فما الذي تعنيه الحرية بالنسبة لكِ؟ وكيف يعكس هذا الاسم شخصيتك؟
الحرية، بالنسبة لي، هي القدرة على أن أكون ذاتي بالكامل، من دون خوف من أي حكم، وهي القدرة على الإبداع، والحب، والتعبير عن الذات، والاختيار. إنها مسار، وليست حالة ثابتة. اسمي الفني يُذكرني كل يوم بضرورة احترام هذه الحرية، لنفسي ولمن لم ينعموا بها بعد، أعتقد أنه يُناسبني تماماً، نعم.
الموسيقى متنفس للشباب اليوم لإيصال رسائلهم ووجهات نظرهم، تيليلا الشابة ما الذي أرادت قوله من خلال فنها المختلف؟
من خلال فني أريد أن أقول للجيل الشاب وخاصةً الفتيات، أن لديهن الحق في التعبير عن أنفسهن، وفي اختبار المشاعر والحب ورسم الأحلام. فني هو طريقة للقول: "أنا هنا، ولديَّ ما أشاركه". لسنا مجبرين على التكيف مع القوالب المعتادة أو التقيد بالقواعد الصارمة، والموسيقى، بالنسبة لي، مساحة من الحرية المطلقة.
العربية لغة شعرية موسيقية قوية..
تتقنين لغات عديدة لكن حدثينا عن مكانة اللغة العربية في مشاريعك الفنية؟
العربية لغة أعدت اكتشافها أحياناً مع الوقت. إنها لغة شعرية، موسيقية، قوية. تُعيدني إلى قصتي، وإلى أصولي. أريدها أن تعيش في أغنياتي، إلى جانب اللغات الأخرى التي أتحدثها؛ فلكل منها لونها الخاص.
الموسيقى المعاصرة باتت مفتوحة الأفق، والتميز فيها بات يحتاج لعناصر قوية جداً؛ فبأي عناصر تنافس تيليلا اليوم؟
أعتقد أن التنوع الثقافي الذي أمتلكه هو أعظم نقاط قوتي؛ فأنا قد نشأت بين لغات متعددة، وعوالم متعددة. أنا مغربية وفرنسية، ومواطنة عالمية. في موسيقاي، أعزف على أنماط موسيقية مختلفة موسيقى البوب، والسول، وقليل من الموسيقى الإلكترونية، وأحياناً موسيقى تقليدية. وأهم من ذلك كله؛ أن أروي قصصاً حقيقية بمشاعر صادقة.
هل لديك مشاريع أخرى قادمة؟
نعم، بالطبع؛ فهذه الأغنية جزء من عالم أوسع. وأعمل حالياً على ألبوم مُخطط له أن يصدر خلال العام المقبل، مع العديد من الفيديوهات الأخرى المُخطط لها بالفعل. هذه الأغنية هي بوابة، وخطوة أولى، وأسعى لمواصلة بناء هويتي الفنية، خطوة بخطوة، بأصالة وصدق وأدعوكم لاكتشاف جوهر هذا البيت الموسيقي بشكل تدريجي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحثة سعودية تستلهم روح الحرف اليدوية لتجميل المسكن
باحثة سعودية تستلهم روح الحرف اليدوية لتجميل المسكن

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

باحثة سعودية تستلهم روح الحرف اليدوية لتجميل المسكن

في إنجاز أكاديمي يعكس التلاقي بين الأصالة والحداثة، قدّمت الباحثة عهود طلال جميل حسنين، من قسم التصميم الداخلي بكلية التصاميم والفنون بجامعة أم القرى، تصورًا تصميميًا معاصرًا لمكملات المسكن، مستلهمًا من روح الحرف اليدوية السعودية، وذلك في دراسة تُعد الأولى من نوعها على المستوى العلمي المحلي. وطرحت الدراسة، تصاميم تجميلية مبتكرة توظف عناصر تراثية كالنقوش الخشبية، والسدو، والفخار، والخوص، ضمن أطر حديثة تراعي ذوق العصر واحتياجات المستخدم، دون أن تفرط في البعد المحلي أو تتنازل عن عمقها الرمزي. وأكدت الباحثة، أن هذا التوجه يسهم في تعزيز الهوية الثقافية داخل الفراغات السكنية، ويدعم استدامة الحرف اليدوية بوصفها موردًا ثقافيًا قابلًا للتطوير والاستثمار. ودعت التوصيات إلى تشجيع المصممين المحليين على استلهام الرموز البصرية للحرف السعودية في إنتاج مكملات ديكور تنسجم مع المعايير المعاصرة، إضافة إلى تفعيل ورش تدريبية للحرفيين من شأنها الارتقاء بجودة المنتجات وتوسيع حضورها في سوق التصميم الداخلي. نُوقشت الدراسة في قاعة كلية التصاميم والفنون بحضور لجنة علمية، ضمّت كلًا من: الدكتورة رانية علي أحمد عبدالرحمن (مشرفة ومقررة)، الدكتورة سميرة أحمد حسن الفيفي، الدكتورة هنادي محمد عمر قُمرة، الدكتورة هناء عدنان محمد وزّان والدكتورة ريم فاروق الصبّان (مناقشًا خارجيًا). وجاءت المناقشة ثرية بمداخلاتها، خاصة في ما يتعلق بجدوى الأفكار المطروحة وتحويلها إلى مشاريع فعلية في السوق المحلي ضمن منظومة الاقتصاد الإبداعي، لا سيما مع إعلان وزارة الثقافة 2025، عامًا للحرف اليدوية، وتلاقي هذا التوجه مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تمكين الصناعات الثقافية وتوطين الإبداع المحلي. أخبار ذات صلة

المكرمية فن حرفي دارج في أعمال الديكور المختلفة
المكرمية فن حرفي دارج في أعمال الديكور المختلفة

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة سيدتي

المكرمية فن حرفي دارج في أعمال الديكور المختلفة

شهدت الحِرفُ التقليديَّةُ، في الأعوامِ الأخيرةِ، انتعاشاً كبيراً، لا سيما مع توظيفها في ديكورِ المنزل، في مقدِّمتها المكرميَّة. والحِرفةُ الرائدةُ في هذا الإطارِ، تشتهرُ بعقدها وتطبيقاتها المتنوِّعة، وتوفيرها إمكاناتٍ لا حصرَ لها لإضفاءِ التفرُّدِ والدفء على المساحةِ الداخليَّة. ديكورُ المنزلِ، هو أكثرُ من مجرَّدِ ترتيبِ الأثاث، وطلاءِ الجدران. إنه شكلٌ من أشكالِ التعبيرِ عن الذات، ويتعلَّقُ الأمرُ بتنسيقِ مساحةٍ، لا تلبي احتياجاتِ القاطنين الوظيفيَّة فحسب، بل وتتوافقُ أيضاً مع أساليبهم الشخصيَّة، وأذواقهم، وراحتهم. ومن الملاحظِ راهناً رواجُ فنِّ المكرميَّة مجدَّداً، إذ يتناسبُ مع اتجاهاتِ ديكورِ المنزل الحاليَّة. حول ذلك، كان لـ «سيدتي» حديثٌ مفصَّلٌ مع المهندسةِ الداخليَّةِ سارة هنداوي، مؤسِّسةِ المشغلِ اليدوي KabKoub، التي بدأت العملَ بالمكرميَّةِ عام 2020. تاريخ المكرمية ‏«المكرميَّةُ نوعٌ من أنواعِ الأشغالِ الفنيَّة اليدويَّة، يقضي بصياغةِ المنسوجاتِ باستخدامِ الخيطان، وصنعِ العُقدِ لإنشاء أشكالٍ مختلفةٍ»، بحسب المهندسة. يرجعُ أصلُ فنِّ المكرميَّة إلى قرونٍ خلت، ففي العصورِ الوسطى، وبسببِ رحلات البحّارة المغاربة من شمالِ إفريقيا إلى أوروبا، هم قاموا باستخدامِ حبالٍ لإعدادِ قطعٍ فنيَّةٍ جذَّابةٍ من منطلقِ التسليةِ خلال وقتِ السفرِ الطويل. وعليه، أدخل المغاربةُ هذا الفنَّ إلى إسبانيا، وفرنسا في القرن الـ 15، وإيطاليا في القرنِ التالي. حظيت المكرميَّةُ في العصرِ الفيكتوري بشعبيَّةٍ واسعةٍ، إذ اتَّخذت النساءُ الفنَّ هوايةً لهن، وزيَّن منازلهن بقطعٍ جميلةٍ مشغولةٍ به بعد أن لاقى رواجاً كبيراً. كذلك الحال في أمريكا، فخلال السبعينياتِ الميلاديَّة، انتشرَ فنُّ المكرميَّة في البلادِ من خلال الملابسِ، وأعمالِ ديكورِ المنازل. وفي القرن الـ 21، أحيا الطرازُ البوهيمي الجديدُ المكرميَّة، فأصبح هذا الفنُّ موضةً عالميَّةً. عقد المكرمية ‏توضح المهندسةُ سارة أن «السكن مفهومٌ، يتجاوزُ مجرَّد العيشِ في شقَّةٍ، أو منزلٍ، فهو يتعلَّقُ بإنشاءِ مساحةٍ دافئةٍ، ومرحِّبةٍ، ومعبرةٍ عن مشاعر شخصيَّةٍ. إنه باختصارٍ أسلوبُ حياةٍ». وفي هذا الجانبِ، توفِّرُ مشغولاتُ المكرميَّةِ الفريدةِ والأصليَّةِ لمسةً شخصيَّةً في أي بيئةٍ، وأجواءً دافئةً وجذَّابةً، فالعملاءُ يبحثون بشكلٍ متزايدٍ عن أشياءَ مميَّزةٍ وأصليَّةٍ، ومصنوعةٍ بلمسةٍ شخصيَّةٍ. ‏هناك العشراتُ من عقدِ المكرميَّةِ التي يمكن استخدامها، بعضها بسيطٌ، وبعضها الآخرُ معقَّدٌ، وتشملُ العقدَ المربَّعةَ، والعلويَّةَ، والحلزونيَّة، والقرنفل، والتجميع، و«رأس لارك»، وغيرها. ‏ويصمِّمُ فنُّ المكرميَّة منتجاتٍ منزليَّةً عدة، منها: ‏حواملُ النباتاتِ أو ‏المجوهرات، ‏وأغطيةُ النوافذ، ‏و«التعليقاتُ» على الحائط، والمصابيحُ، و وسائد الأرائك ، والمرايا، وشراشفُ الطاولات، ‏والرفوفُ وأسطحُ الطاولات، ومقاعدُ صغيرةٌ وكبيرةٌ، إضافةً إلى ‏الملابس. ‏وتتعدَّدُ كذلك الأدواتُ الأساسيَّةُ التي تستخدمُ في صناعةِ فنِّ المكرميَّة، بينها: ‏مجموعةٌ مختلفةٌ من الأليافِ الطبيعيَّة، أو الأليافِ الصناعيَّة، ويبرز منها: ‏أسلاكٌ مختلفةُ السماكةِ من 3 إلى 6 ميلليمتراتٍ، وحبالٌ ملوَّنةٌ وخرزٌ. أمَّا ‏أكثرُ الألوانِ استخداماً، فهي الترابيَّة، لا سيما البيجُ، والبني، والأبيضُ المطفي، والذهبي، فضلاً عن ‏الأزرقِ، و‏الوردي، و الأخضرِ الزيتوني ، ‏ولونِ الفحم. المكرمية في أعمال الديكور ‏توضح سارة، أن «عديداً من قطعِ الديكور، تُصنعُ من فنِّ المكرميَّة، وتناسبُ كلَّ الأذواقِ، علماً أن القطعَ أنيقةٌ، وتعطي لمسةً بوهيميَّةً مثاليَّةً للمساحة». وتضيف: «فنُّ ‏ المكرميَّة، يستخدمُ بطريقةٍ تقليديَّةٍ، أو عصريَّةٍ، والمصنوعاتُ تضاف لكلِّ ركنٍ في المنزل، من السقفِ إلى الحائط، والكنبة، بل وحتى السرير. وتشملُ الطرقُ الجذَّابة لتزيين المنزلِ بالمكرميَّة الجدارياتِ، ‏إذ يمكن الاستعاضةُ عن اللوحاتِ بقطعٍ من هذا الفنِّ، توزَّعُ على الحائطِ فوقَ السرير في غرفة النوم ، أو في غرفةِ الجلوس، أو عند مدخلِ المنزل، وهذه القطعُ قابلةٌ للتخصيصِ لناحيتَي الشكل واللون المفضَّلَين». كذلك يحلو النباتُ الأخضرُ الذي تحمله قطعةٌ من المكرميَّة، أو ‏ المرايا ‏«واحدةٌ أو أكثر» المؤطَّرةُ بالفنِّ على حائطٍ في غرفةِ الجلوس، أو غرفةِ النوم، أو حتى فوقَ المغسلةِ في حمَّام الضيوف. ولإضافةٍ لمسةٍ مميَّزةٍ، تختارُ المهندسةُ الشراشفَ التي تغطي طاولاتِ الطعام، والطاولاتِ الصغيرة، وأغلفةَ الوسائدِ المرميَّة على الكنبة، أو على السريرِ ‏بمقاساتٍ وألوانٍ مختلفةٍ لإشاعةِ رونقٍ جديدٍ وفريدٍ في المنزل. أمَّا بالنسبةِ للرفوف، ‏فتستخدمُ الحبالَ الملوَّنة، وتدمجُ بالخشب، لتُعلَّق على الجدران، وتتزيَّن بالإكسسوارات، أو النباتات لمنحِ لمسةٍ طبيعيَّةٍ. ‏وفيما يخصُّ الكراسي الصغيرةَ والمقاعد، ترجعُ إلى زمنٍ منقضٍ، وتقدِّمها بطريقةٍ عصريَّةٍ، لتعطي طابعاً جديداً للمنزل، خاصَّةً في غرفةِ الجلوس، لتحلَّ بوصفها مقاعدَ إضافيَّةً، وحول طاولةِ السفرة، وفي حديقةِ المنزل. ‏وتعدُّ المصابيح المشغولة من فنِّ المكرميَّة الأكثرَ رواجاً العامَ الجاري، مع ملاحظةِ أن بعض المصنوعاتِ، تدمجُ بالحديد، وهناك نوعان منها، التقليدي لإضافةِ لمسةٍ بوهيميَّةٍ، ‏والمعاصرُ، ويستخدمُ في معظمِ أعمالِ الديكور، إذ يناسبُ كلَّ الأذواق. وتُخصَّص المصابيحُ المنفَّذة بالحبال للأسقفِ، والجدران، والأرضيات، وتعطي لمسةً محبَّبةً من حولها من خلال عكسِ الضوءِ الخيطانَ على الحائطِ. ‏ولناحية ديكورِ الجدران ، تقولُ المهندسة: «يمكن إضافةُ المكرميَّةِ إلى أي حائطٍ خشبي، أو مطلي، أو حجري مع مراعاةِ الأشكالِ والألوان، فإذا كان الجدارُ مطلياً بالأبيضِ، أو طلاءٍ آخرَ، فيمكن هنا إضافةُ جداريَّةٍ مكرميَّةٍ تقليديَّةٍ ذات حبكاتٍ وعقدٍ بارزةٍ، ومن الممكن تعدُّد الألوان في جداريَّةٍ واحدةٍ. أمَّا إذا كان الحائطُ خشبياً أو صخرياً، فتحلو عليه الجداريَّةُ المكرميَّةُ ناعمةُ الخيوطِ بلونٍ واحدٍ مع مراعاةِ تقليل العقد، أو انعدامها للحفاظِ على التوازن».

والثقافة العربية...؟
والثقافة العربية...؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

والثقافة العربية...؟

بعد أن كتبت المقالتين السابقتين اللتين تحدثت فيهما عن الثقافة الغربية وتساءلت: هل تراجعت؟ وأجبت عن السؤال جواباً أعدّه انطباعاً أقرب ما يكون لما يتلقاه الزائر الأجنبي مما يراه ويسمعه في البلد الذي يزوره، دون أن يختبره بدقة، ويمعن النظر فيه، وينقب ليرى ما وراء الظاهر، ويرجع لشهادات أخرى غير الشهادات التي أملت عليه جوابه – أقول إنني بعد أن كتبت هاتين المقالتين عن الثقافة الغربية خطر لي أن أطرح السؤال ذاته على الثقافة العربية، وهو أمر مفهوم؛ لأن ما نراه لدى الآخرين يلفتنا للنظر فيما لدينا. ونحن نعرف أن الثقافة الغربية كان لها دورها المؤثر في ثقافتنا الحديثة، وأننا لا نزال حتى اليوم نعود للثقافة الغربية لنرى ما جدّ فيها، وما يصح أن نتحاور حوله، وما يصح أن ننتفع به. لكنني وقفت بعد أن خطر لي هذا الخاطر متردداً شاعراً بصعوبة لم أشعر بها وأنا أكتب عن الثقافة الغربية، وهي مفارقة تحتاج إلى إيضاح؛ إذ كيف يكون حديث الكاتب عن ثقافته القومية التي نشأ فيها وتربى، وشارك في أنشطتها مرحلة بعد مرحلة أصعب من حديثه عن ثقافة أخرى لم يكن له فيها إلا ما يكون للزائر العابر؟! *** حين طرحت السؤال على الثقافة الغربية طرحته من الموقع الذي تكون فيه الرؤية مشروطة به، ويكون الجواب بالتالي مشروطاً بهذا الشرط، فأنا في جوابي عن السؤال أتحدث عما تمكنت من رؤيته وأنا في موقعي هذا، فمن المحتمل، بل المؤكد أن هناك جوانب بعيدة لم أرها. لأن الثقافة الغربية ثقافة حافلة، أو أنها بالأحرى ثقافات متعددة. فنون، وفلسفات، وعلوم، وتيارات، ومذاهب، لها ماضيها، ولها حاضرها. وفيها المعروف المشهور وهو على كثرته قليل إذا قيس بغير المعروف الذي لا يصل إليه علم الأجنبي. وهذا ما حسبت حسابه وأعطيته حقه فسألت ولم أطلق حكماً، ورجعت إلى شهادات الغربيين الذين تحدثوا عن ثقافتهم فاختلفوا فيما بينهم، لكن عدداً سبق للحديث فأعلن عن صور من التراجع الذي رآه عن قرب ورأيته أنا كما ذكرت من بعيد، ورجعت فيه لتقارير وإحصاءات منشورة صادرة عن مؤسسات غربية مختصة. ومع هذا، فباستطاعة أي كان أن يقدم شهادات مختلفة عن شهادتي، سواء كان غربياً أو كان مثلي أجنبياً؛ لأن معرفة الغربي بثقافته أوسع بطبيعة الحال، ولأن الأجانب مختلفون فيما بينهم. وأنا أرى ما أتيح لي أن أراه، ويرى أجنبي غيري ما لم أره مما يحتمل أن يتعارض مع ما رأيته أو يختلف عنه، وهو في الحالين شهادة أخرى تصحح ما رأيته أو تكمله، وأظل أنا شاهداً أجنبياً غير مطالَب بما يطالَب به المثقف الغربي أو الأجنبي المختص. والأمر ليس كذلك حين أطرح السؤال على ثقافتي القومية. *** حين أطرح السؤال على الثقافة العربية فالمنتظر أن يكون جوابي هو الواقع الذي أقدمه لغيري فلا يشك في صحة ما أقول لأنه التجربة الفعلية التي عشتها بكل كياني، فكأني وأنا أتحدث عن ثقافتي القومية أتحدث عن نفسي. لكن المسألة ليست بهذه البساطة. لأن الثقافة العربية أوسع وأغنى من أن يستطيع واحد من أبنائها أن يطرح عليها هذا السؤال ويجيب عنه إجابة يزعم أنها الحق الذي لا يقبل طعناً أو مراجعة أو إضافة. ومن المؤكد أن المثقف العربي المشارك في النشاط الثقافي يعرف عن ثقافته القومية أكثر مما يعرف الأجنبي مثله مثل كل مثقف في علاقته بثقافته القومية، لكنه مثله مثل غيره يعرف عن ثقافته أشياء وتفوته أشياء أخرى، خاصةً حين تكون ثقافته بهذه السعة وبهذا الغنى وبهذا التاريخ وما كان فيه من تحولات وتطورات وتأثيرات متبادلة مع الثقافات الأخرى. ويجوز بالطبع أن يعرف المثقف الأجنبي المختص، أقصد المستشرق أو المستعرب، في ميدان تخصصه ما لا يعرفه المثقف العربي البعيد عن هذا التخصص، فبوسعه أن يقدم في ميدان تخصصه دراسة ننتفع نحن العرب بما وجدناه فيها. وأنا كنت واحداً من الجمهور الواسع الذي كان يستمع إلى المستشرق الفرنسي الأستاذ جاك بيرك وهو يلقي محاضراته في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته في الساعة الخامسة بعد ظهر الاثنين من كل أسبوع عن عميد الأدب العربي طه حسين، وبعدها عن القرآن الكريم الذي قدم فيه ترجمة متميزة توّج بها تاريخه في الاستشراق وعمله في الكوليج دو فرانس. لكن الثقافة التي أتحدث عنها الآن ليست مجرد معلومات صحيحة أو قراءات جديدة وإنما هي قبل كل شيء انتماء، وبهذا الانتماء يجيب المثقف العربي عن هذا السؤال المطروح على ثقافته، وبه أيضاً ينظر القارئ في هذه الإجابة فيحكم عليها بشروط تختلف قليلاً أو كثيراً عن الشروط التي تستند لها قراءته للإجابة التي يقدمها الأجنبي؛ لأن الثقافة القومية تعبير عن شخصية أصحابها يميزها عن غيرها من الثقافات حتى حين يكون الموضوع الذي تعالجه مشتركاً مع الثقافات الأخرى. من هنا لا يستطيع المثقف العربي وهو يتحدث عن ثقافته القومية أن يكون محايداً تماماً، لا في نظر القارئ الأجنبي، ولا في نظر القارئ العربي الذي لا يستطيع هو الآخر أن يكون محايداً، فهو إما أن يكون مع ما يقرأه وإما أن يكون ضده أو مختلفاً معه. وقد دخلت هذه التجربة كثيراً، ليس فقط مع غيري، بل أيضاً مع نفسي. *** دخلت هذه التجربة مع الأجيال التي سبقت جيلي من الشعراء المصريين الذين شنوا علينا الحرب أنا ورفيقي الراحل صلاح عبد الصبور في خمسينات القرن الماضي وستيناته حين بدأنا ننشر قصائدنا التي خرجنا فيها على القواعد الموروثة في استخدام العروض العربي ولم تكن تجربة سهلة؛ لأن الذين تصدوا لنا كانوا مشاهير كباراً مقروءين مسموعي الكلمة يتقدمهم الكاتب الشاعر عباس محمود العقاد. لكننا استطعنا أن نقترب من جمهور الشعر وخاصة أبناء جيلنا الذين اتسعت ثقافتهم وتطورت ذائقتهم فوقفوا إلى جانب حركة التجديد التي أطلعت أجيالاً من الشعراء المجددين في مصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، ثم في تونس، وفلسطين، والمغرب، والسودان تحولت بهم التجارب الفردية الأولى إلى عصر جديد من عصور الشعر العربي. ثم كانت تجربتي التالية التي أديت فيها دوراً يراه البعض شبيهاً بالدور الذي أدّاه العقاد معي، وذلك حين اعتبرت قصيدة النثر نثراً قد يقترب من الشعر لكنه لا يستطيع أن يكون شعراً طالما افتقر لموسيقى الشعر. وأنا لم أطرح السؤال حتى الآن، ولم أجب عنه. وربما فعلت في المقالة القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store