logo
أخبار العالم : حرب غزة: هل يدفع الأطفال ثمن الحرب من أعمارهم؟

أخبار العالم : حرب غزة: هل يدفع الأطفال ثمن الحرب من أعمارهم؟

الأحد 3 أغسطس 2025 08:40 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، عائلة سعيد طنبورة
التعليق على الصورة،
قال سعيد (يمين الصورة) إن ابنته ميرا أُصيبت بطلق ناري في ممر إخلاء، على بُعد نحو كيلومتر واحد من نقطة تفتيش إسرائيلية.
قبل ساعة واحدة
جمعت بي بي سي في تحقيق استقصائي، نُشر 1 أغسطس/آب 2025، موادا وأدلة عن 168 حالة إصابة أطفال فلسطينيين بإطلاق نار في قطاع غزة، ووجدت في 95 حالة أن الإصابات كانت في منطقة الرأس أو الصدر، وكان عمر الأطفال، في 76 حالة منها، أقل من 12 عاما.
وتمكَّنت بي بي سي من الحصول على روايات شهود عيان، في 59 حالة من حالات إصابة الرأس أو الصدر، إما بشكل مباشر أو من خلال أطباء وباحثين في مجال حقوق الإنسان.
وتشير المواد والأدلة والمعلومات التي جمعتها بي بي سي إلى أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأطفال في 57 حالة من هذه الحالات.
ويمتد النطاق الزمني للحالات التي وثّقتها بي بي سي من الأسابيع الأولى للحرب وحتى يوليو/ تموز 2025.
ومن ضمن الحالات التي حققت فيها بي بي سي، إصابة الطفلة ميرا طنبورة، عمرها 6 سنوات، برصاصة اخترقت ظهرها، وفقا لشهادة والدها.
وقال والد الطفلة إن الواقعة جرت يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي، على طريق صلاح الدين، جنوب غربي مدينة غزة.
وبحسب رواية الأب، فتش عناصر الجيش الإسرائيلي العائلة في وقت سابق من ذلك اليوم، عند نقطة تفتيش الجيش الإسرائيلي، بعد فرارهم من شمال غزة. وبعد نحو كيلومتر واحد من تجاوزهم نقطة التفتيش، كان الأب يتحدث إلى سائق حافلة، وكانت الطفلة ميرا وبعض الأقارب يقفون على بعد أمتار قليلة.
وقال الأب: "استدرت إلى الخلف، فأطلق القناص النار على ابنتي في قلبها"، وأضاف "أنا على يقين أنه كان قناصا، فلم تكن سوى رصاصة واحدة أصابت قلبها مباشرة".
وأطلعت بي بي سي على صور أقمار اصطناعية التقطت في اليوم السابق لتلك الواقعة، أظهرت تمركزا لأفراد الجيش الإسرائيلي عند نقطة التفتيش. كما وثق مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي وجود جنوده له في هذا الموقع وفي هذا التوقيت.
ولا تسمح إسرائيل للصحفيين الأجانب بدخول غزة، كذلك يُصعب الدمار الكبير المنتشر والنزوح المستمر للسكان من مهمة التحقيق وجمع المعلومات.
ومنذ بدء حرب غزة، يعبّر الأطباء عن قلقهم من وقائع إصابة الأطفال بطلقات نارية في غزة. وتحدثت بي بي سي، خلال مراحل إعدادها التحقيق، إلى 30 طبيبا وممرضا، كما فحصت وحللت مئات الصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى صور للأشعة وملاحظات طبية ومذكرات يومية، تم مشاركتها مع بي بي سي.
وقدمت بي بي سي الأدلة التي جمعتها إلى الجيش الإسرائيلي، فكان رد الجيش الإسرائيلي بأنه يعمل "ضد التنظيمات الإرهابية في بيئات حضرية معقدة، وقد تقع أخطاء، أو أضرار غير مقصودة أثناء القتال".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه عندما يكون هناك "شك معقول"، في أن أحد عناصر الجيش قد تصرف "على نحو يتعارض مع القيم والتعليمات، يتم مراجعة الحادثة ومعالجتها بالجدية اللازمة".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "يُحظر تماما إلحاق الأذى المتعمد بالمدنيين، وخاصة الأطفال".
وفي سياق المطالبات بضرورة حماية أطفال غزة، دعا نائب المديرة التنفيذية المعني بالعمليات الإنسانية والإمداد في اليونيسف، تيد شيبان، السلطات الإسرائيلية إلى "مراجعة قواعد الاشتباك العسكرية بهدف حماية المدنيين والأطفال". كما حث شيبان إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وتحدث شيبان إلى الصحفيين في نيويورك، في 1 أغسطس/آب 2025، عقب عودته من زيارة استغرقت خمسة أيام إلى إسرائيل وقطاع غزة والضفة الغربية.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة "ألا يُقتَل الأطفال وهم ينتظرون في طابور بمركز للتغذية أو يجمعون المياه، ويجب ألا يكون الناس في حالة من اليأس تدفعهم إلى اقتحام قوافل المساعدات للحصول على الطعام".
ويعيش قطاع غزة وضعا إنسانيا صعبا للغاية، في ظل نقصٍ حادٍ في الطعام والشراب والمواد الطبية الأساسية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد 3 من أغسطس/آب 2025، بارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى 60,839 قتيلا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 149,588 مصابا، منذ بدء الحرب في 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إلى مقتل 18 ألفا و592 طفلا فلسطينيا، منذ بدء حرب غزة.
برأيكم،
هل يدفع أطفال غزة ثمن الحرب من أعمارهم؟
ما تفسير سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا الأطفال في حرب غزة؟
هل هناك تعمد في إصابة الأطفال في غزة، كما جاء في بعض الشهادات؟
ما دلالات ما قاله خبراء في تحقيق بي بي سي من أن الأرجح هو أن هؤلاء الأطفال ربما قُتلوا على يد قناصة؟
وهل خذل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أطفال غزة؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 4 أغسطس/آب.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'طرق سرية ورسائل مشفرة لتقاضي موظفي حماس رواتبهم وسط الحرب'
'طرق سرية ورسائل مشفرة لتقاضي موظفي حماس رواتبهم وسط الحرب'

خبر صح

timeمنذ 3 ساعات

  • خبر صح

'طرق سرية ورسائل مشفرة لتقاضي موظفي حماس رواتبهم وسط الحرب'

كشف تقرير لشبكة 'بي بي سي' عن الطريقة التي تعتمدها حركة 'حماس' في دفع رواتب الموظفين الحكوميين في قطاع غزة، رغم استمرار الحرب منذ أكتوبر 2023. 'طرق سرية ورسائل مشفرة لتقاضي موظفي حماس رواتبهم وسط الحرب' من نفس التصنيف: المصريون في كوريا الجنوبية يستمرون في التصويت لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 تقرير يكشف عن دفع حماس رواتب حوالي 30 ألف موظف حكومي زعم التقرير أن الحركة لا تزال قادرة، على الرغم من الضغوط العسكرية والسياسية، على دفع رواتب نحو 30 ألف موظف حكومي بآلية سرية تعتمد على الدفع النقدي المباشر، بإجمالي يصل إلى 7 ملايين دولار، وأكد ثلاثة موظفين حكوميين تحدثت إليهم 'بي بي سي' أنهم تسلموا مؤخرًا ما يقرب من 300 دولار لكل منهم. وبحسب الشبكة، يتلقى الموظفون رواتبهم مرة كل عشرة أسابيع، بمعدل حوالي 20% فقط من رواتبهم الأساسية، في وقت تزداد فيه معاناة سكان غزة مع ارتفاع معدلات التضخم ونقص الغذاء، حيث وصل سعر كيلو الدقيق مؤخرًا إلى 80 دولارًا، وهو الأعلى على الإطلاق وسط اتهامات من وكالات الإغاثة لإسرائيل بفرض قيود تفاقم الأزمة. وبسبب غياب نظام مصرفي فعال، أصبح تسلم الراتب نفسه أمرًا معقدًا ومحفوفًا بالمخاطر، حيث تستهدف إسرائيل بشكل منتظم موزعي الرواتب ضمن جهودها لتعطيل البنية الإدارية للحركة. توزيع الرواتب يتم عبر رسائل مشفرة يوضح التقرير أن عملية توزيع الرواتب تتم عبر رسائل مشفرة تُرسل إلى الموظفين أو زوجاتهم، تحدد موعدًا ومكانًا للقاء شخص مجهول غالبًا ما يكون رجلًا أو امرأة، يقوم بتسليم ظرف نقدي ثم يختفي على الفور، وقال موظف في وزارة الشؤون الدينية التابعة لحماس: 'في كل مرة أخرج لاستلام راتبي، أودع عائلتي، فأنا لا أعلم إن كنت سأعود… لقد نجوت من غارة استهدفت إحدى نقاط التوزيع' وفي شهادة أخرى، تحدث معلم يعمل لدى 'حماس' عن تسلمه 1000 شيكل (نحو 300 دولار) من أوراق نقدية بالية، صالحة منها فقط 200 شيكل، وعلق بالقول: 'بعد شهرين ونصف من الجوع، يدفعون لنا نقدًا ممزقًا لا يُقبل في الأسواق' مواضيع مشابهة: تركيا تعزز وجود الأونروا بإنشاء مكتب في أنقرة وأشار إلى أنه غالبًا ما يضطر للوقوف في طوابير توزيع المساعدات أملاً في الحصول على كميات قليلة من الدقيق لإطعام أسرته. وذكر التقرير أن إسرائيل أعلنت في مارس 2024 عن اغتيال إسماعيل برهوم، المسؤول المالي لحماس، في غارة استهدفت مستشفى ناصر بخان يونس، متهمة إياه بتحويل أموال إلى الجناح العسكري للحركة. ورغم الغارات واستهداف البنية التحتية، لا تزال 'حماس' قادرة على تمويل الرواتب، وأوضح أحد كبار المسؤولين بالحركة المطلعين على عملياتها المالية أن الحركة خزنت قبل عملية 7 أكتوبر نحو 700 مليون دولار نقدًا، بالإضافة إلى مئات الملايين من الشواكل، داخل شبكة أنفاق تحت الأرض. وتنفي 'حماس' الاتهامات الإسرائيلية المتكررة بشأن استيلائها على المساعدات التي دخلت غزة خلال فترات وقف إطلاق النار، فيما تستمر في الاعتماد على شبكات مالية بديلة للحفاظ على وجودها الإداري داخل القطاع.

كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟
كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟

مصراوي

timeمنذ 3 ساعات

  • مصراوي

كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟

بعد نحو عامين من الحرب، أصبحت القدرة العسكرية لحركة حماس ضعيفة، وباتت قيادتها السياسية تحت ضغط شديد. ومع ذلك، استمرت حماس طوال فترة الحرب في استخدام نظام سري لدفع رواتب 30 ألف موظف مدني نقدًا، بإجمالي يبلغ 7 ملايين دولار (5.3 ملايين جنيه إسترليني). وتحدثت بي بي سي مع 3 موظفين مدنيين، أكدوا أنهم تلقوا خلال الأسبوع الماضي ما يقارب 300 دولار لكل واحد منهم. ويُعتقد أن هؤلاء من بين عشرات الآلاف من الموظفين الذين يتلقون كل عشرة أسابيع، ما يزيد قليلًا عن 20 % من رواتبهم التي كانت قبل الحرب. وفي ظل التضخم المتصاعد، تسبب هذا الراتب الرمزي، الذي لا يمثل سوى جزء بسيط من الراتب الكامل، في تزايد الاستياء حتى بين أتباع الحركة. ولا تزال أزمة نقص الغذاء الحادة - التي تُلقي وكالات الإغاثة باللوم فيها على القيود الإسرائيلية - مستمرة في غزة، حيث بلغ سعر كيلوجرام الدقيق في الأسابيع الأخيرة ما يصل إلى 80 دولارًا، وهو أعلى سعر على الإطلاق. ,مع غياب نظام مصرفي فعّال في غزة، أصبحت عملية استلام الرواتب معقدة وخطيرة في بعض الأحيان. إذ تعمل إسرائيل بانتظام على تحديد واستهداف موزّعي الرواتب التابعين لحماس، في محاولة لتعطيل قدرة الحركة على الحكم. وغالبًا ما يتلقى الموظفون، من ضباط الشرطة إلى موظفي الضرائب، رسالة مشفرة على هواتفهم، تطلب منهم الذهاب إلى موقع محدد في وقت محدد "لمقابلة صديق على كوب شاي". وفي نقطة اللقاء، يقترب شخص - رجل أو أحيانًا امرأة - من الموظف ويسلّمه بسرية ظرفًا مغلقًا يحتوي على المال، ثم يختفي. وتحدث موظف في وزارة الأوقاف في غزة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، عن المخاطر التي يواجهها عند استلام راتبه. ويقول: "في كل مرة أذهب فيها لاستلام راتبي، أودّع زوجتي وأطفالي. أعلم أنني قد لا أعود. في عدة مناسبات، استهدفت الغارات الإسرائيلية نقاط توزيع الرواتب، وقد نجوت من أحد تلك الضربات التي استهدفت سوقًا مزدحمة في مدينة غزة". أما علاء، الذي غيّرنا اسمه حفاظًا على هويته، يعمل معلمًا في مدرسة حكومية، ويعيل عائلة مكونة من ستة أفراد. وقال لبي بي سي: "استلمت 1000 شيكل (حوالي 300 دولار) من أوراق نقدية بالية، لكن لم يقبلها أي تاجر. فقط 200 شيكل كانت قابلة للاستخدام، والباقي، بصراحة، لا أعرف ما أفعل به". وأضاف: "بعد شهرين ونصف من الجوع، يدفعون لنا نقودًا ممزقة. غالبًا ما أضطر للذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات على أمل الحصول على القليل من الطحين لإطعام أطفالي. أحيانًا أعود بشيء قليل، لكن في معظم الأحيان أفشل". وفي مارس، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت إسماعيل برهوم، رئيس الشؤون المالية لحكومة حماس، خلال غارة على مستشفى ناصر في خان يونس، متهمةً إياه بتحويل الأموال إلى الجناح العسكري للحركة. ولا يزال من غير الواضح كيف تتمكن حماس من مواصلة دفع الرواتب، رغم تدمير جزء كبير من بنيتها الإدارية والمالية. غير أن مسؤولًا رفيعًا في حماس، شغل مناصب عليا ويعرف جيدًا آليات تمويل الحركة، قال لـبي بي سي، إن الحركة خزّنت ما يقرب من 700 مليون دولار نقدًا، إلى جانب مئات الملايين من العملة المحلية (الشيكل) داخل أنفاق تحت الأرض قبل هجوم 7 أكتوبر 2023 على بلدات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة، الذي أشعل الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمّرة. ويُعتقد أن هذه الأموال كانت تحت إشراف مباشر من قائد الحركة السابق يحيى السنوار وشقيقه محمد، واللذين استشهدا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. "طرود غذائية لعائلات عناصرها" واعتمدت حماس تاريخيًا على الإيرادات من الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على سكان غزة، بالإضافة إلى ملايين الدولارات من الدعم القطري. أما كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي يعمل عبر نظام مالي منفصل، فتتلقى تمويلها بشكل رئيسي من إيران. كما قال مسؤول كبير في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، التي تعتبر أحد أقوى التنظيمات الإسلامية في العالم، إن حوالي 10 % من ميزانيتهم كانت تُوجّه أيضًا لحماس. ومن أجل تحقيق إيرادات خلال الحرب، واصلت حماس فرض الضرائب على التجّار، كما قامت ببيع كميات كبيرة من السجائر بأسعار مبالغ فيها وصلت إلى 100 ضعف سعرها الأصلي. فقبل الحرب، كان ثمن علبة السجائر (20 سيجارة) يبلغ 5 دولارات، أما الآن فقد تجاوز 170 دولارًا. وبالإضافة إلى المدفوعات النقدية، وزّعت حماس طرودًا غذائية على أعضائها وعائلاتهم عبر لجان طوارئ محلية، يتم تغيير قيادتها باستمرار خشية الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة. وقد أثار ذلك غضبًا شعبيًا، حيث يتهم العديد من سكان غزة الحركة بتوزيع المساعدات فقط على أنصارها، وتجاهل بقية السكان. واتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام، وهو ما تنفيه حماس. ومع ذلك، أفادت مصادر من داخل غزة لبي بي سي، بأن كمية من المساعدات استولت عليها حماس بالفعل خلال تلك الفترة. وقالت نسرين خالد، وهي أرملة تعيل ثلاثة أطفال بعد وفاة زوجها بالسرطان قبل خمس سنوات، لبي بي سي: "عندما اشتدّ الجوع، لم يكن أطفالي يبكون فقط من الألم، بل من رؤيتهم لأطفال جيراننا الذي يتبعون لحماس وهم يتلقون طرودًا غذائية وأكياس دقيق. أليسوا هم سبب معاناتنا؟ لماذا لم يؤمّنوا الغذاء والماء والدواء قبل مغامرتهم في 7 أكتوبر؟".

أخبار العالم : كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟
أخبار العالم : كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟

نافذة على العالم

timeمنذ 4 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : كيف استطاعت حماس الاستمرار في دفع جزء من رواتب الموظفين المدنيين؟

الخميس 7 أغسطس 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA Article Information Author, رشدي أبو العوف Role, مراسل شؤون غزة في اسطنبول قبل 43 دقيقة بعد نحو عامين من الحرب، أصبحت القدرة العسكرية لحركة حماس ضعيفة، وباتت قيادتها السياسية تحت ضغط شديد. ومع ذلك، استمرت حماس طوال فترة الحرب في استخدام نظام سري لدفع رواتب 30 ألف موظف مدني نقداً، بإجمالي يبلغ 7 ملايين دولار (5.3 ملايين جنيه إسترليني). وتحدثت بي بي سي مع ثلاثة موظفين مدنيين، أكدوا أنهم تلقوا خلال الأسبوع الماضي ما يقارب 300 دولار لكل واحد منهم. ويُعتقد أن هؤلاء من بين عشرات الآلاف من الموظفين الذين يتلقون كل عشرة أسابيع، ما يزيد قليلًا عن 20 في المئة من رواتبهم التي كانت قبل الحرب. وفي ظل التضخم المتصاعد، تسبب هذا الراتب الرمزي، الذي لا يمثل سوى جزء بسيط من الراتب الكامل، في تزايد الاستياء حتى بين أتباع الحركة. ولا تزال أزمة نقص الغذاء الحادة - التي تُلقي وكالات الإغاثة باللوم فيها على القيود الإسرائيلية - مستمرة في غزة، حيث بلغ سعر كيلوغرام الدقيق في الأسابيع الأخيرة ما يصل إلى 80 دولاراً، وهو أعلى سعر على الإطلاق. ومع غياب نظام مصرفي فعّال في غزة، أصبحت عملية استلام الرواتب معقدة وخطيرة في بعض الأحيان. إذ تعمل إسرائيل بانتظام على تحديد واستهداف موزّعي الرواتب التابعين لحماس، في محاولة لتعطيل قدرة الحركة على الحكم. وغالباً ما يتلقى الموظفون، من ضباط الشرطة إلى موظفي الضرائب، رسالة مشفرة على هواتفهم، تطلب منهم الذهاب إلى موقع محدد في وقت محدد "لمقابلة صديق على كوب شاي". وفي نقطة اللقاء، يقترب شخص - رجل أو أحياناً امرأة - من الموظف ويسلّمه بسرية ظرفاً مغلقاً يحتوي على المال، ثم يختفي. وتحدث موظف في وزارة الأوقاف في غزة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، عن المخاطر التي يواجهها عند استلام راتبه. ويقول: "في كل مرة أذهب فيها لاستلام راتبي، أودّع زوجتي وأطفالي. أعلم أنني قد لا أعود. في عدة مناسبات، استهدفت الغارات الإسرائيلية نقاط توزيع الرواتب، وقد نجوت من أحد تلك الضربات التي استهدفت سوقاً مزدحمة في مدينة غزة". أما علاء، الذي غيّرنا اسمه حفاظاً على هويته، يعمل معلماً في مدرسة حكومية، ويعيل عائلة مكونة من ستة أفراد. وقال لبي بي سي: "استلمت 1000 شيكل (حوالي 300 دولار) من أوراق نقدية بالية، لكن لم يقبلها أي تاجر. فقط 200 شيكل كانت قابلة للاستخدام، والباقي، بصراحة، لا أعرف ما أفعل به". وأضاف: "بعد شهرين ونصف من الجوع، يدفعون لنا نقوداً ممزقة. غالباً ما أضطر للذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات على أمل الحصول على القليل من الطحين لإطعام أطفالي. أحياناً أعود بشيء قليل، لكن في معظم الأحيان أفشل". وفي مارس/آذار، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها قتلت إسماعيل برهوم، رئيس الشؤون المالية لحكومة حماس، خلال غارة على مستشفى ناصر في خان يونس، متهمةً إياه بتحويل الأموال إلى الجناح العسكري للحركة. ولا يزال من غير الواضح كيف تتمكن حماس من مواصلة دفع الرواتب، رغم تدمير جزء كبير من بنيتها الإدارية والمالية. غير أن مسؤولاً رفيعاً في حماس، شغل مناصب عليا ويعرف جيداً آليات تمويل الحركة، قال لـبي بي سي، إن الحركة خزّنت ما يقرب من 700 مليون دولار نقداً، إلى جانب مئات الملايين من العملة المحلية (الشيكل) داخل أنفاق تحت الأرض قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على بلدات إسرائيلية في منطقة غلاف غزة، الذي أشعل الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمّرة. ويُعتقد أن هذه الأموال كانت تحت إشراف مباشر من قائد الحركة السابق يحيى السنوار وشقيقه محمد، واللذين قتلا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. "طرود غذائية لعائلات عناصرها" واعتمدت حماس تاريخياً على الإيرادات من الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على سكان غزة، بالإضافة إلى ملايين الدولارات من الدعم القطري. أما كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي يعمل عبر نظام مالي منفصل، فتتلقى تمويلها بشكل رئيسي من إيران. كما قال مسؤول كبير في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، التي تعتبر أحد أقوى التنظيمات الإسلامية في العالم، إن حوالي 10 في المئة من ميزانيتهم كانت تُوجّه أيضاً لحماس. ومن أجل تحقيق إيرادات خلال الحرب، واصلت حماس فرض الضرائب على التجّار، كما قامت ببيع كميات كبيرة من السجائر بأسعار مبالغ فيها وصلت إلى 100 ضعف سعرها الأصلي. فقبل الحرب، كان ثمن علبة السجائر (20 سيجارة) يبلغ 5 دولارات، أما الآن فقد تجاوز 170 دولاراً. وبالإضافة إلى المدفوعات النقدية، وزّعت حماس طروداً غذائية على أعضائها وعائلاتهم عبر لجان طوارئ محلية، يتم تغيير قيادتها باستمرار خشية الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة. وقد أثار ذلك غضباً شعبياً، حيث يتهم العديد من سكان غزة الحركة بتوزيع المساعدات فقط على أنصارها، وتجاهل بقية السكان. واتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام، وهو ما تنفيه حماس. ومع ذلك، أفادت مصادر من داخل غزة لبي بي سي، بأن كمية من المساعدات استولت عليها حماس بالفعل خلال تلك الفترة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store