logo
"فايننشال تايمز": غزة.. حرب بلا نهاية؟

"فايننشال تايمز": غزة.. حرب بلا نهاية؟

الميادينمنذ 4 أيام
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً يتناول فشل "إسرائيل" العسكري والسياسي المتزايد في غزة رغم استمرار الحرب المدمرة منذ أكتوبر 2023، ويسلّط الضوء على التباين بين الخطاب الرسمي الإسرائيلي والواقع الميداني، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية والدولية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
عندما أسفر كمينٌ لمقاتلي حركة حماس عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين في غزة هذا الشهر، صُدم الرأي العام الإسرائيلي، ليس بسبب عدد الضحايا فحسب، ولكن أيضاً بسبب موقعه.
مدينة بيت حانون الشمالية، التي كانت على مسار هجوم "الجيش" الإسرائيلي الأول عندما غزا غزة لأول مرة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، تقع حالياً داخل "منطقة عازلة" عسكرية إسرائيلية. وقد تعرضت لأربع هجمات إسرائيلية منفصلة.
إنّ تمكن عناصر حماس من شن الهجوم في المدينة - أو ما تبقى منها - أثار سؤالاً محرجاً للعديد من الإسرائيليين: ما الذي تحققه "إسرائيل" فعلياً في غزة؟
يصرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره، كما كانوا منذ 7 أكتوبر، على أنّ القوة العسكرية فقط هي التي ستنجح في تحرير الأسرى الخمسين المتبقين الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس وتدمير الجماعة المسلحة.
ومع ذلك، وبعد 21 شهراً، لم يتحقق أي من هذين الهدفين بالكامل. معظم غزة الآن في حالة دمار، مع مقتل ما يقارب 60 ألف فلسطيني، وفقاً لمسؤولين محليين. وقد أبدى الحلفاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، غضباً متزايداً تجاه "إسرائيل" بسبب الخسائر في صفوف المدنيين. وبالنسبة إلى عدد متزايد من المنتقدين المحليين، تبدو الحملة العسكرية بلا هدف على نحو متزايد، إذ يُضحى بالجنود الإسرائيليين والرهائن والمدنيين الفلسطينيين لتحقيق أهداف نتنياهو السياسية.
بالنسبة إليهم، فإنّ إصرار رئيس الوزراء على مواصلة الحرب هو غطاء سياسي للحفاظ على تماسك ائتلافه - الذي هدد أعضاؤه من اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة إذا أنهى الصراع - كل ذلك في الوقت الذي يغرق الجيش في مستنقع ناشئ.
قال مايكل ميلشتاين ضابط مخابرات سابق في الجيش الإسرائيلي: "إنها حرب استنزاف... بلا هدف أو غرض استراتيجي، كالسير في مستنقع".
وشهدت الخسائر الإسرائيلية ارتفاعاً في الآونة الأخيرة، إذ قُتل 35 جندياً في غزة منذ حزيران/يونيو مقارنة بـ 11 جندياً في الأشهر الثلاثة التي تلت خرق نتنياهو لوقف إطلاق النار قصير الأمد في آذار/مارس.
وقال ميلشتاين: "حماس لا تزال موجودة، بل هي نشطة أيضاً. إنها لا تزال القوة المهيمنة داخل القطاع. لم يتم إيجاد بديل حقيقي، ولم تتم إعادة أي رهائن" أحياء منذ آذار/مارس.
اتهم بعض النقّاد الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب. ويخشى آخرون، بما في ذلك العرب والفلسطينيون وكثيرون غيرهم في مختلف أنحاء العالم، من أن يكون هناك هدف آخر وراء الهجوم الإسرائيلي: جعل القطاع غير صالح للسكن وإجبار سكان غزة على الخروج منه إلى الأبد.
تُظهر استطلاعات الرأي أنّ الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيد اتفاقاً يضمن تحرير الرهائن في غزة، والذين يُعتقد أنّ نحو 20 منهم على قيد الحياة، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب الأطول في تاريخ البلاد بالفعل.
اليوم 12:48
اليوم 10:53
ولكن على الرغم من استمرار المحادثات في قطر بشأن وقف إطلاق نار جديد لمدة 60 يوماً في القطاع، فإنّ الوعود التي قُدّمت في وقت سابق من هذا الشهر بتحقيق تقدم سريع تبيّن أنها وهمية.
ومن المعروف أنّ "إسرائيل" وحماس على خلاف بشأن مدى انسحاب الجيش الإسرائيلي. وتسعى الحركة الفلسطينية المسلّحة إلى الحصول على ضمانات - رفض نتنياهو تقديمها - بأن الحرب ستنتهي بشكل دائم بعد الهدنة المؤقتة.
مع استمرار عدم التوصل إلى اتفاق، شنّ الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع هجوماً برياً واسع النطاق على مدينة دير البلح وسط غزة، وهي أحد آخر الجيوب المتبقية في القطاع، والتي لم تغزُها "إسرائيل" بعد، وذلك بسبب معلومات استخباراتية تفيد باحتجاز إسرائيليين هناك.
وتعمل القوات الإسرائيلية، التي تنتشر الآن في نحو ثلاثة أرباع غزة، أيضاً على مشارف مدينة غزة وفي مدينة خان يونس الجنوبية. وقد سُوّيت أجزاء كبيرة من بقية غزة، بما في ذلك مدينة رفح الجنوبية، بالأرض.
وفي حين قُضي على حماس إلى حد كبير كقوة قتالية منظمة، فقد تمكنت الحركة من تجنيد آلاف المقاتلين الشباب الجدد، وفقاً لتقييمات استخباراتية إسرائيلية وأميركية، وهي تواصل فرض سيطرة داخلية فعالة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة "إسرائيل".
ولا تزال خلايا معزولة تشن هجمات خاطفة قاتلة من أنفاقها المتبقية ومخابئها والآثار المحيطة بها.
ويشنّ "الجيش" الإسرائيلي غارات جوية متواصلة يزعم أنها تستهدف مقاتلي حماس، لكنه يقتل في هذه العملية عشرات المدنيين بشكل شبه يومي، وفقاً للسلطات الصحية المحلية.
وقال رئيس أركان "الجيش" الإسرائيلي، إيال زامير، للجنود في بيت حانون الأسبوع الماضي: "نحن نقترب من مفترق طرق حاسم للغاية. إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسنتوقف ونعيد التموضع وفقاً للخطوط التي حددها المستوى السياسي"، مضيفاً: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن توجيهي هو تكثيف العمليات القتالية وتوسيع نطاقها قدر الإمكان".
ثمة دلائل واضحة على خلاف بين "الجيش" الإسرائيلي وحكومة نتنياهو حول ما يعتقدون أنه ينبغي أن تكون عليه الخطوات التالية لـ"إسرائيل".
يؤيد زامير والقيادة العليا للجيش الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة نصف الرهائن المتبقين على الأقل في البداية، وفقاً لشخصين مطلعين على مداولات الحكومة الإسرائيلية.
يقول الجنرالات إنّ البديل هو في الواقع استعادة القطاع بأكمله، بما في ذلك إرسال قوات إلى مناطق جديدة مثل دير البلح، ما قد يعرض حياة الرهائن للخطر، مع وقوع العبء الكامل لإدارة المنطقة على عاتق الجيش الإسرائيلي.
ولكن بالنسبة إلى مؤيدي الحرب، فإن ضمان "القضاء" على حماس سيتطلب المزيد من العمل العسكري، إما لإجبارها على تسريح قواتها وإما لهزيمتها بشكل كامل ونهائي في ساحة المعركة. وقد صرّح نتنياهو بأنه لن ينهي الحرب إلا بعد إعادة جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، و"عدم تشكيل غزة تهديداً لإسرائيل".
في غياب حل تفاوضي، سيستمر شعب غزة في دفع ثمن باهظ، إذ هُجّرت الغالبية العظمى من السكان بالفعل عدة مرات، وهم على حافة المجاعة، وفقاً لمنظمات الإغاثة الدولية، لكن مع غياب أي نهاية في الأفق، يُحذّر نقاد محليون، مثل ميلشتاين، من أنّ غزة أصبحت ما يُسمّيه "عاصمة الأوهام الإسرائيلية": "مكان يُخبر فيه قادة البلاد أنفسهم وجماهيرهم بقصص نصر وشيك ولكنه غير واقعي".
قال ميلشتاين: "قصة هذه الحرب أنّ فيها الكثير من الإنجازات التكتيكية، لكن من دون أي إنجاز استراتيجي".
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس لم تعد متمسكة بمطالبها السابقة !
حماس لم تعد متمسكة بمطالبها السابقة !

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 39 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

حماس لم تعد متمسكة بمطالبها السابقة !

أفادت مصادر مطَّلعة الأحد، بأن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأنها معنية بإنهاء الملفات العالقة، ولم تعد متمسكة بمطالبها السابقة بالنسبة للوضع في قطاع غزة المحاصر. وأضافت أن الضغوط الدولية على جميع الأطراف قد تساهم في استئناف المفاوضات هذا الأسبوع. كما تابعت أن هذه الضغوط تمارس بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت. وأكدت أن الشارع الفلسطيني يضع أولوية لوقف الحرب، وفتح المعابر، وعودة المساعدات الإنسانية، فوق أي اعتبار آخر. جاء هذا بعدما تبادلت أميركا وإسرائيل من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، الجمعة الماضية، الاتهامات حول فشل مفاوضات غزة، إذ اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحركة بأنها لا ترغب في إبرام اتفاق. كما تعهد الرئيس الأميركي بضرورة "القضاء على حماس، التي لا تهتم بإبرام أية صفقة". في المقابل، ردّ عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم الجمعة، واتهم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بمخالفة السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة بعدما أشار إلى تعثر المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل للتوصل إلى هدنة في غزة. وقال نعيم: "تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف السلبية، تخالف السياق الذي جرت فيه جولة المفاوضات الأخيرة تماما، وهو يعلم ذلك تماما، ولكنها تأتي في سياق خدمة الموقف الإسرائيلي"، نقلا عن "فرانس برس". وعلى الجانب الإسرائيلي، أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أن حكومته تدرس الآن خيارات "بديلة" لتحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة الأسرى من غزة وإنهاء حكم حركة حماس في القطاع. تأتي هذه التطورات السياسية بينما أطلقت وزارة الصحة بغزة نداءً إنسانياً عاجلاً، دعت فيه المجتمع الدولي ومؤسساته والمنظمات الإنسانية إلى التدخل الفوري لوقف الحرب وإنقاذ النظام الصحي المنهار وتحسين ظروف الحياة. ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع الحرب المستمرة مع إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. من جهتها، تعاني مستشفيات غزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وانهيار شبه كامل في قدراتها التشخيصية والعلاجية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: ليكن واضحا أننا سنحقق الهدف وسندمر حركة حماس، وسنواصل القتال وسنواصل العمل حتى نحقق جميع أهدافنا ونحقق "النصر الكامل".
رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: ليكن واضحا أننا سنحقق الهدف وسندمر حركة حماس، وسنواصل القتال وسنواصل العمل حتى نحقق جميع أهدافنا ونحقق "النصر الكامل".

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: ليكن واضحا أننا سنحقق الهدف وسندمر حركة حماس، وسنواصل القتال وسنواصل العمل حتى نحقق جميع أهدافنا ونحقق "النصر الكامل".

Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عاجل 24/7 17:40 رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: ليكن واضحا أننا سنحقق الهدف وسندمر حركة حماس، وسنواصل القتال وسنواصل العمل حتى نحقق جميع أهدافنا ونحقق "النصر الكامل". 17:40 رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: ندخل المساعدات إلى غزة ولن يكون هناك أي أعذار بعد الآن. 17:08 البابا لاوون: أتابع بقلق بالغ الوضع الإنساني المتردي في غزة، حيث يسحق الجوع السكان المدنيين الذين لا يزالون يتعرضون للعنف والموت. 17:08 البابا لاوون: أدعو الى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، والاحترام الكامل للقانون الإنساني. 16:34 رئيسة المكتب الإعلامي الإقليمي لأطباء بلا حدود: ندعو المجتمع الدولي للتحرك للضغط على "إسرائيل" بشأن غزة، وطفل من بين كل 4 أطفال يعاني من سوء تغذية بالقطاع. 16:34 إذاعة الجيش "الإسرائيلي": إصابة قائد كتيبة استطلاع وضابطين وجندي في حدث أمني قرب رفح جنوبي قطاع غزة.

الاحتلال يقرّ بمقتل جندي وإصابة 9 على الأقل بمعارك خان يونس جنوب غزة
الاحتلال يقرّ بمقتل جندي وإصابة 9 على الأقل بمعارك خان يونس جنوب غزة

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

الاحتلال يقرّ بمقتل جندي وإصابة 9 على الأقل بمعارك خان يونس جنوب غزة

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي وإصابة 9 آخرين على الأقل من وحدة الاستطلاع الصحراوية، خلال ما وصفته بأنه "حدث أمني" دار في خان يونس جنوب قطاع غزة. اليوم 17:00 اليوم 16:18 وفي التفاصيل، ذكرت وسائل الإعلام، أنّ من بين المصابين 3 حالات وُصفت حالتهم بالحرجة للغاية، في حين وُصفت إصابات 4 آخرين بأنها خطِرة. بدوره، أقرّ "جيش" الاحتلال بإصابة ضابط وجندي من وحدة الاستطلاع بجروح خطرة خلال "حدث أمني". وفي وقتٍ سابق، أعلن "الجيش" الإسرائيلي عن مقتل ضابط تكنولوجيا وصيانة، وجندي من نخبة "غولاني" خلال معركة يوم أمس السبت، جنوبي قطاع غزة، حيث تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن عبوة ألصقها عناصر من حماس بناقلة الجند "نمر" في خان يونس، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store