
محكمة تلغي حكما يلزم جامعة تعز بدفع 16 مليون دولار لشركة مقاولات
وكانت هيئة تحكيمية، يرأسها محافظ تعز السابق د. أمين محمود، قد أصدرت في يوليو 2024 حكمًا يقضي بتعويض شركة 'الرحاب للهندسة والمقاولات'، التي يملكها الوزير الأسبق أحمد صوفان، على خلفية مشروع مباني كلية الطب بجامعة تعز، رغم أن المشروع لم يُستكمل، ولم تُنفذ الشركة أكثر من 70% منه، بحسب الوثائق الرسمية.
وحسب المصادر، فإن الشركة كانت قد تسلمت كامل مستحقات المشروع، المقرة بـ22 مليون دولار، ثم طالبت بتعويض إضافي ضخم عبر التحكيم، مستندة إلى حجج تتعلق بالحرب.
وأكدت تقارير فنية يمنية أن الشركة هي من أخلّت ببنود العقد، وتوقفت عن العمل قبل اندلاع النزاع المسلح، وأوصت تلك التقارير بتغريم الشركة لصالح الجامعة بمبلغ يفوق 4 ملايين دولار، ومصادرة ضمانها البنكي.
وكان النائب العام قد وجّه في 6 أغسطس 2024، رئيسَ نيابة استئناف الأموال في تعز، بتكليف الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بمراجعة أعمال المشروع وإجراءات التحكيم، والرفع بتقرير مفصل.
وصدرت التوجيهات بعد تحذيرات أثارها النائب علي المعمري، مما قال إنها 'جريمة فساد تورطت فيها شخصيات حكومية سابقة'.
وقال المعمري، في منشور على منصة 'إكس': 'الدولة قد تخسر أكثر من 16 مليون دولار نتيجة تورط شخصيات حكومية في قضية فساد واضحة، ولدينا وثائقها، وتتعلق بمشروع كلية الطب بجامعة تعز'.
وذكر أن شركة الرحاب، التي فشلت في إنجاز مشروع كلية الطب بجامعة تعز في وقته المحدد قبل الحرب، 'بدلًا من دفعها غرامة تصل إلى 4 ملايين دولار، ستحصل على 16 مليون دولار كتعويضات'.
يُذكر أن القضية تعود إلى عقد أُبرم مع شركة الرحاب عام 2011، لإنشاء وتجهيز مباني كلية الطب بتمويل جزئي من الصندوق السعودي، وكان من المفترض تسليم المشروع في فبراير 2015، إلا أن الشركة توقفت عن العمل منتصف 2014.
ورغم ذلك، طالبت لاحقًا بتعويضات تجاوزت قيمة المشروع، ما كشف عن محاولات لتحويل تقصيرها إلى مكاسب مالية بدعم من أطراف رسمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
ما في مستطاع الدرون فعله وما تعجز عنه في المعارك الحربية
خلال أسبوعين من يونيو (حزيران) الماضي، نفذت القوات المسلحة الأوكرانية والإسرائيلية عمليتين من بين أجرأ العمليات وأكثرها طموحاً في التاريخ العسكري الحديث. في الأول من يونيو، استخدمت أوكرانيا مئات المسيرات الانتحارية قصيرة المدى، جرى تهريبها إلى عمق الأراضي الروسية، وتمكنت من إلحاق أضرار كبيرة أو تدمير ما لا يقل عن 11 قاذفة استراتيجية روسية، وذلك ضمن "عملية شبكة العنكبوت". ثم، اعتباراً من الـ13 من يونيو، وضمن "عملية الأسد الصاعد"، استخدمت إسرائيل مسيّرات هجومية جرى تهريب أجزائها تباعاً إلى داخل إيران، لتدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، مما مكنها من فرض سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية. في كلتا الحالتين، تمكنت طائرات مسيّرة لا تتجاوز كلفة الواحدة منها بضعة آلاف من الدولارات من تدمير أو شل قدرات تساوي عشرات أو مئات ملايين الدولارات من الأنظمة الدفاعية المتطورة التي يصعب تعويضها. وتُشكّل هاتان العمليتان الاستثنائيتان مؤشراً إلى تحول أوسع في أساليب خوض الحروب. فعلى رغم أن أوكرانيا وإسرائيل ما زالتا تعتمدان على أنظمة تسليح تقليدية مرتفعة الكلفة - خصوصاً أن نجاح إسرائيل في إيران استند إلى استخدام مكثف للطائرات المقاتلة المأهولة - فإن الأنظمة غير المأهولة، التي بات الذكاء الاصطناعي يعزز أداءها بوتيرة متسارعة، أصبحت عنصراً حاسماً لتحقيق التفوق في ساحات القتال. وليس في ذلك ما يثير الدهشة: فوفقاً لمسؤولين أوكرانيين، باتت المسيّرات الهجومية الانتحارية مسؤولة عن 70 في المئة من الإصابات على الخطوط الأمامية في الحرب مع روسيا. وعام 2024، رأى رئيس لجنة الأمن القومي الأميركي المعنية بالذكاء الاصطناعي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "غوغل"، إريك شميدت، أن انتشار المسيّرات الرخيصة أفقد تقنيات مثل الدبابات قيمتها القتالية، ووصفها بـ"عديمة الجدوى"، داعياً الولايات المتحدة إلى "التخلص منها" واستبدالها مسيّرات بها. وفي منشورات له على منصة "إكس" في العام نفسه، سخر إيلون ماسك من مواصلة إنتاج الطائرات المقاتلة المأهولة من طراز "أف-35"، قائلاً إن "حروب المستقبل ستتمحور بالكامل حول المسيّرات". وعلى رغم تنامي التوافق على أهمية التحول نحو أنظمة التسليح الحديثة، لا تزال وزارة الدفاع الأميركية تُوجه الجزء الأكبر من إنفاقها نحو أنظمة الأسلحة التقليدية المرتفعة الكلفة. وقد أظهرت "عملية مطرقة منتصف الليل" - وهي الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة في الـ22 من يونيو الماضي ضد مواقع نووية إيرانية بمشاركة أكثر من 125 طائرة، بينها سبع قاذفات من طراز "بي-2" - أن الأسلحة المأهولة الباهظة الثمن لا تزال تحتفظ بدور محوري في ميدان المعركة. ومع ذلك، فإن تطور طبيعة الحروب يفرض على أقوى جيش في العالم أن يواكب هذا التحول. فبينما ينفق البنتاغون عشرات المليارات سنوياً على صيانة وتحديث حاملات الطائرات، وطائرات "أف-35"، والدبابات، لم يخصص سوى 500 مليون دولار للمسيّرات المنخفضة الكلفة ضمن الجولة الأولى من "مبادرة ريبليكاتور" التي أُطلقت عام 2023. وعلى رغم أن المبادرة تمثل انطلاقة واعدة، فإن حجم الاستثمار الأميركي في هذا المجال لا يزال بعيداً من تلبية متطلبات خوض حرب حديثة وعالية الكثافة، إذ يقلّ بعشر مرات في الأقل من المستوى المطلوب. ولن يكون الانتقال إلى نموذج قتالي هجين - يجمع بين أعداد كبيرة من الوسائل الرخيصة نسبياً وعدد أقل من المنصات والأسلحة العالية الكلفة - مهمة سهلة. فبعد عقود ركّزت خلالها الولايات المتحدة على تطوير ترسانة محدودة من الأنظمة المتقدمة، بات لزاماً عليها أن تعوّض ما فاتها من وقت عبر الاستثمار في قدرات جديدة تقوم على أنظمة غير مأهولة، منخفضة الكلفة ولكن عالية الدقة - وهي ما يُعرف اليوم بـ"الكتلة الدقيقة" [مقال "حروب الكتلة الدقيقة" للكاتب نفسه، تُرجِم في أكتوبر "تشرين الأول" 2024]. ويتطلب هذا التحول أيضاً دمج تلك القدرات الجديدة مع الأنظمة التقليدية القائمة، لتمكين الجيش الأميركي من العمل بأساليب أكثر ابتكاراً وكفاءة. وإذا لم يتكيّف البنتاغون مع واقع الحروب المتغير، فقد يخسر قدرته على ردع خصومه قبل أن يشنوا هجماتهم - بل وربما يفقد القدرة على الانتصار في الحروب ذاتها. التأقلُم أو الفناء لقد أظهرت العمليتان الأوكرانية والإسرائيلية أن هجمات "الكتلة الدقيقة" يمكن أن تُحقق أثراً مدمراً، حتى ضد خصوم يملكون تقنيات متقدمة. ففي "عملية شبكة العنكبوت"، لجأت أوكرانيا إلى مجموعة من التقنيات الحديثة، من بينها نظام طيار آلي مفتوح المصدر [أي قابل للتطوير والاستخدام من دون ترخيص تجاري] يُتيح للمسيّرات العمل ذاتياً في حال ضعف أو انقطاع الاتصال بينها وبين المُشغّل البشري. واستخدمت منظومة تصويب مدعومة بالذكاء الاصطناعي، جرى تدريبها على التعرّف إلى القاذفات الروسية استناداً إلى مسوحات ثلاثية الأبعاد لطائرات روسية وسوفياتية معروضة في متاحف الطيران الأوكرانية. ويُجسد نجاح العملية - إلى جانب قدرة أوكرانيا على تهريب أكثر من 100 مسيّرة لمسافة تزيد على 2000 ميل (أكثر من 3200 كيلومتر) داخل الأراضي الروسية - نمطاً بات واضحاً منذ بداية الحرب: الأنظمة العسكرية المرتفعة الكلفة أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى لهجمات "الكتلة الدقيقة"، خصوصاً حين تكون مكشوفة في قواعد جوية أو موانئ بحرية. أما "عملية الأسد الصاعد" الإسرائيلية، فقد كشفت عن هشاشة أنظمة دفاعية باهظة الكلفة - كأنظمة الدفاع الجوي - أمام قدرات "الكتلة الدقيقة" المنخفضة الثمن، بغض النظر عن مدى العمق الذي تتمركز فيه داخل أراضي العدو. فقبل وقت طويل من بدء الهجوم في منتصف يونيو، كان عملاء إسرائيليون قد هرّبوا أجزاء من المسيّرات إلى داخل إيران، ليُعاد تجميعها لاحقاً لضرب أنظمة الدفاع الجوي بشكل سريع ومن دون أن تُكتشف. وباستخدام أنظمة غير مأهولة منخفضة الكلفة، فرضت أوكرانيا وإسرائيل على خصومهما كلفة غير متماثلة [أي أن الخسائر التي تكبّدها الخصم فاقت بكثير كلفة الوسائل المستخدمة لضربه]. وعلى رغم أن الحجم الكامل لخسائر روسيا جراء "عملية شبكة العنكبوت" لا يزال غير واضح، تؤكد أوكرانيا أنها دمرت أكثر من 40 طائرة. وقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن 11 قاذفة روسية دُمّرت أو أصيبت بأضرار جسيمة، تزيد قيمتها بمئات الأضعاف على كلفة المسيّرات التي استُخدمت في استهدافها. وحتى إذا خسرت روسيا طائرة واحدة فقط من كل طراز من الطائرات المتقدمة التي يُعتقد أن أوكرانيا دمرتها، فإن ذلك يشكل خسارة فادحة: إذ تُقدَّر كلفة طائرة الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً بنحو 330 مليون دولار، بينما تصل كلفة القاذفات الروسية البعيدة المدى إلى نحو 270 مليون دولار. في المقابل، تتراوح كلفة المسيرات الرباعية الأوكرانية بين 600 و1000 دولار للواحدة، مما يعني أن الكلفة الإجمالية للقدرات التي استخدمتها أوكرانيا في "شبكة العنكبوت" لم تتجاوز على الأرجح 117 ألف دولار، أي جزء ضئيل من كلفة صاروخ واحد من طراز "خا-101"Kh-101 المحمول على إحدى القاذفات الروسية المستهدفة، وأقل أيضاً من كلفة صاروخ "جافلين" الأميركي المضاد للدبابات، البالغ نحو 200 ألف دولار، والذي زُوّدت به أوكرانيا. لم تستثمر الولايات المتحدة في المسيرات المنخفضة الكلفة إلا ضمن مدى ضيق تماماً على رغم أنهما وقعتا في سياقين مختلفين تماماً، تُسلط عمليتا "شبكة العنكبوت" و"الأسد الصاعد" الضوء على نمط متصاعد في الحروب الحديثة: الجيوش التي تبالغ في الاعتماد على أنظمة تسليح تقليدية مرتفعة الكلفة قد تجد نفسها في وضع صعب خلال الحروب الطويلة التي تستنزف القدرات، وإذا لم تبادر الدول الغنية إلى التكيف، فلن تتمكن من تحمل خسارة سوى عدد محدود من تلك الأنظمة قبل أن تصبح كلفتها باهظة إلى حدّ لا يمكن تحمّله، سواء من الناحية المالية أو السياسية. فأسلحة "الكتلة الدقيقة" لا تقل كلفة فحسب عن نظيراتها التقليدية، مما يمنح حتى الجيوش ذات الموارد المحدودة القدرة على مجاراة خصوم أقوى، بل إنها تُنتج أيضاً بوتيرة أسرع بكثير. فأوكرانيا باتت تصنع ملايين المسيّرات سنوياً، في حين ستحتاج روسيا إلى أعوام طويلة لإعادة بناء أسطول قاذفاتها المتضرر. وهذا الفارق في زمن الاستبدال قد يُسهم في تحقيق توازن ميداني، أو حتى في حسم نتيجة نزاع طويل الأمد بين دولة تستنزف مواردها في أنظمة تقليدية باهظة يصعب تعويضها، ودولة تمتلك قدرة على التوسع السريع في إنتاج أسلحة "الكتلة الدقيقة". ولا تقتصر الاستفادة من هذه المزايا على أوكرانيا وإسرائيل، بل إن خصومهما بدأوا أيضاً في استغلالها. فقد ردّت موسكو على "شبكة العنكبوت" بتنفيذ واحدة من أضخم الهجمات بالمسيرات منذ بداية الحرب، كادت تُربك منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية المجهَدة أساساً. كما ردّت إيران على الضربات الإسرائيلية الأولى بإطلاق موجات من المسيّرات والصواريخ المنخفضة الكلفة نحو أهداف إسرائيلية. وعلى رغم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت معظم هذه الهجمات، فإن الرد الإيراني كان كافياً لإثارة مخاوف لدى مسؤولين إسرائيليين وأميركيين من احتمال نفاد صواريخ الاعتراض لدى الجيش الإسرائيلي. كما أجبر الهجوم المضاد إسرائيل على اللجوء مجدداً إلى استخدام مقاتلاتها لاستهداف منصات الإطلاق الإيرانية على مدى 12 يوماً من القتال، بكلفة يومية قُدّرت بمئات ملايين الدولارات. استدعاء القوة الضاربة وعلى رغم أن المسيّرات المنخفضة الكلفة تزداد أهمية في ميدان القتال، تبقى القدرات التقليدية، مثل الغواصات الشبحية والطائرات المقاتلة والقاذفات، ذات فاعلية - لا سيما عند دمجها مع الأنظمة الأرخص. فعلى سبيل المثال، مكّنت ضربات إسرائيل على الدفاعات الجوية الإيرانية في الـ13 من يونيو، باستخدام مسيّرات هجومية انتحارية، طائرات إسرائيلية متطورة (ولاحقاً أميركية) من اختراق الأجواء الإيرانية وقصف مواقع نووية شديدة الحساسية وأهداف استراتيجية أخرى، من دون أن تواجه مقاومة تُذكر. واللافت أن إيران لم تُطلق صاروخاً واحداً من نوع أرض-جو على الطائرات الأميركية، وتؤكد الحكومة الإسرائيلية أن أياً من طائراتها المأهولة لم تُسقط. أسهم استخدام إسرائيل المبكر لأنظمة الأسلحة غير المأهولة في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية في تقليل الأخطار المالية والبشرية التي كانت لتترتب على فشل الهجوم الأول، في حال أُسقطت المسيّرات. وبعد تمهيد الأجواء، استعانت إسرائيل بطائراتها المأهولة لضرب أهداف مثل منشأة "نطنز" النووية، بقدرة تدميرية ودقة تفوق ما تستطيع المسيّرات تحقيقه. وبصورة مماثلة، لجأت روسيا إلى الدمج بين أنظمة منخفضة الكلفة، مثل مسيّرات "شاهد-136"، وصواريخ متقدمة، بهدف إنهاك أو تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية، تمهيداً لضرب أهداف ذات قيمة استراتيجية عالية. وعلى رغم أن أنظمة الأسلحة الشبحية [التي لا تستطيع أجهزة الرادار رصدها] باهظة الكلفة وتستغرق أعواماً لإنتاجها، فإنها تظل بالغة الفاعلية. فلكي تتمكن الولايات المتحدة من إلحاق أضرار جسيمة بمنشأتَي "فوردو" و"نطنز" النوويتين المدفونتين عميقاً تحت الأرض، اضطرت إلى استخدام 14 قنبلة خارقة للتحصينات يبلغ وزن الواحدة منها 30 ألف رطل (نحو 13.6 ألف كيلوغرام)، وهي ذخائر لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة. وقد استُخدمت سبع قاذفات شبحية من طراز (بي-2) تبلغ كلفة الواحدة منها نحو ملياري دولار - لأنها الوحيدة القادرة على حمل هذه القنابل وإيصالها. ومع أن المسيّرات الانتحارية تمتاز بمزايا كثيرة، فإنها ببساطة غير قادرة على حمل قوة نارية تتجاوز 400 ألف رطل (نحو 182 ألف كيلوغرام). إن الاستثمار الحصري في أنظمة "الكتلة الدقيقة" يفرض بطبيعته حدوداً على نوعية الأهداف التي يمكن للجيوش تدميرها. وفي هذا السياق، يُمثّل الجيش الإيراني نموذجاً واضحاً على أخطار الاعتماد المفرط على أسلحة منخفضة الكلفة. فعلى رغم امتلاك طهران أحد أوسع برامج المسيّرات في العالم، فإن افتقارها إلى قوة جوية حديثة حال دون قدرتها على ضرب أهداف عسكرية ومدنية إسرائيلية محصنة، أو إرغام إسرائيل على إعادة النظر في خططها الحربية. الجمع بين الأنظمة المتقدمة والمنخفضة الكلفة كما كانت الحال في الماضي، لا يزال النصر في الحروب الحديثة يتطلب تنسيقاً بين عناصر متعددة من القوة العسكرية. فقد استند انتصار الحلفاء في "يوم الإنزال" عام 1944 إلى تناغم دقيق بين سلاح الجو والبحرية والمدفعية، لتفكيك الدفاعات النازية وتمهيد الطريق أمام القوات البرية للسيطرة على شواطئ النورماندي. وقد تطلّب ذلك إتقان أحدث أشكال القتال المشترك المتاحة في ذلك الحين. أما اليوم، فإن الجمع بين الأنظمة المتطورة المرتفعة الكلفة وتلك المنخفضة الكلفة والسريعة الإنتاج يشكّل النسخة المعاصرة من هذا النمط من الحروب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتُظهر العمليات الثلاث - "شبكة العنكبوت"، و"الأسد الصاعد"، و"مطرقة منتصف الليل" - أن الجيوش التي تمتلك موارد كافية بحاجة إلى الاستثمار في كلا النوعين من القدرات، المتقدمة والبسيطة، لتعزيز قدرتها على الردع. ففي الوقت الذي تُسرّع فيه الصين وتيرة تحديث قدراتها العسكرية في مختلف المجالات، بما في ذلك أسلحة "الكتلة الدقيقة"، لم تخصّص الولايات المتحدة سوى نسبة ضئيلة من إنفاقها الدفاعي لتطوير الأنظمة المنخفضة الكلفة، وهي تلك التي يمكن إنتاجها على نطاق واسع وتحديثها سريعاً وفق متطلبات الميدان. فقد بلغ الإنفاق الأولي على "مبادرة ريبليكاتور نحو 500 مليون دولار فقط، أي ما يعادل 0.05 في المئة من ميزانية الدفاع الأميركية لعام 2024. وبسهولة، تستطيع الولايات المتحدة أن تزيد إنفاقها على قدرات "الكتلة الدقيقة"، بما في ذلك المسيّرات الانتحارية ومنصات الاستطلاع، إلى عشرة أضعاف ما تنفقه حالياً، من خلال إعادة توجيه جزء من الموارد المخصصة لبنود أخرى ضمن الميزانية الضخمة للبنتاغون. كذلك يمكن للوزارة أن تمضي بسهولة في تنفيذ رؤية تقوم على تشغيل الطائرات المأهولة والمسيّرة جنباً إلى جنب، وشراء أعداد كبيرة من الزوارق السطحية غير المأهولة وذاتية التشغيل، لتعزيز قدراتها في الاستطلاع والقوة النارية على البحر. ومع ذلك، حتى في هذا العصر الجديد الذي تتصاعد فيه أهمية أنظمة "الكتلة الدقيقة"، ينبغي للبنتاغون أن يواصل الاستثمار في القاذفات الشبحية والغواصات، التي يصعب رصدها أو تدميرها. تاريخياً، أظهرت التجارب أن الدول التي تفشل في التكيف بفعالية مع التحولات في طبيعة الحروب، تكون أقل قدرة على ردع أعدائها وأكثر عرضة لخسارة النزاعات المستقبلية. ففي مطلع الحرب العالمية الثانية، نجحت القوات الجوية اليابانية في تدمير طرادين بريطانيين اعتُبرا في السابق عصيين على الاستهداف، في مياه المحيط الهادئ. وفي "حرب الـ100 عام"، غيّر استخدام إنجلترا للقوس الطويل قواعد الاشتباك، منهياً عهد الفرسان بهزيمة فرنسا في معركة "كريسي". وإذا استمرت الولايات المتحدة في التقليل من الاستثمار في أسلحة "الكتلة الدقيقة"، مقابل الإبقاء على استثماراتها التقليدية، فقد لا تواجه مصيراً كارثياً مباشراً، لكنها قد تشهد تراجعاً تدريجياً في قدرتها على الردع، أمام خصوم يعتقدون أنهم قادرون على استنزاف عزيمتها. وفي الوقت ذاته، ينبغي لواشنطن ألا تغفل عن الأنظمة الشبحية المتقدمة، من منصات وأسلحة يصعب اكتشافها، والتي تُشكّل ركائز أساسية في تفوقها العسكري، ولا أن تنساق وراء أحدث التقنيات وأكثرها بريقاً، على أمل أن تمثل حلاً سحرياً. فالاستعداد لحروب المستقبل لا يعني التخلي عن أدوات الماضي، لكنه يتطلب مرونة وحنكة لم تُظهرهما الولايات المتحدة بعد. مترجم عن "فورين أفيرز" 4 يوليو (تموز) 2025 مايكل سي. هورويتز هو زميل أول لشؤون التكنولوجيا والابتكار في مجلس العلاقات الخارجية، وأستاذ ريتشارد بيري ومدير "بيت بيري العالمي" في جامعة بنسلفانيا. شغل سابقاً منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لتطوير القوة والقدرات الناشئة. لورين أ. كاهن هي محللة أبحاث أولى في مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة في جامعة جورجتاون. جوشوا أ. شوارتز هو أستاذ مساعد للعلاقات الدولية والتكنولوجيا الناشئة في "معهد كارنيغي ميلون للاستراتيجية والتكنولوجيا". وكان سابقاً زميلاً في برنامج "الاستراتيجية الكبرى، والأمن، وبناء الدولة" في "كلية كينيدي بجامعة هارفارد" ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.


الوئام
منذ 6 ساعات
- الوئام
وزير الإعلام السوري: اتفاقيات استثمارية مرتقبة مع السعودية بـ21 مليار ريال
أعلن وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أن منتدى الاستثمار السعودي السوري المرتقب سيشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية واستثمارية تبلغ قيمتها نحو 21 مليار ريال سعودي. وأوضح المصطفى، خلال مؤتمر صحفي خُصص للحديث عن المنتدى، أن ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، يلعب دوراً محورياً في دعم جهود رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيداً بالدور الريادي للمملكة في دعم الشعب السوري. وأشار إلى أن سوريا ستوقّع في هذه المرحلة 44 اتفاقية مع الجانب السعودي، تُقدّر قيمتها بنحو 6 مليارات دولار، موضحاً أن هذه الاتفاقيات ستُسهم في توفير حوالي 50 ألف فرصة عمل مباشرة. وأضاف أن 'سوريا الجديدة' تسعى لتقديم نفسها كفرصة واعدة للاستثمار، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية تُعد فاعلاً أساسياً في النظامين الإقليمي والدولي.


الوئام
منذ 7 ساعات
- الوئام
الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض رسوم على الواردات الأمريكية
تسعى المفوضية الأوروبية للحصول على الضوء الأخضر من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية عقابية على كمية الواردات من الولايات المتحدة بقيمة 95 مليار يورو (4ر111 مليار دولار) في حال فشل المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة ومضي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في خطته لفرض رسوم على منتجات الاتحاد الأوروبي بنسبة 30% اعتبارا من أول أغسطس المقبل. ومازال الاتحاد الأوروبي يأمل في الوصول إلى حل تفاوضي للنزاع مع واشنطن بشأن اختلالات الميزان التجاري والتهديدات بفرض رسوم جمركية. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إنه رغم السعي لتجنب فرض الرسوم الماضية، فإنه تم رفع حزمة إجراءات مضادة إلى عواصم الدول الأعضاء للحصول على موافقتها عليها. وتشمل الإجراءات الأوروبية المقترحة قائمتين معدلتين للسلع الأمريكية تم تقديمهما في وقت سابق، تشملان منتجات صناعية وزراعية. وكان من المقرر أن يُجري مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس شيفكوفيتش، اتصالًا هاتفيًا مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، قبل أن يلتقي سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة آخر التطورات في وقت لاحق من اليوم.