logo
فرنسا وإيطاليا يسعيان لتوحيد الصف الأوروبي لمواجهة ترامب

فرنسا وإيطاليا يسعيان لتوحيد الصف الأوروبي لمواجهة ترامب

البوابة٠٣-٠٦-٢٠٢٥

يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إلى تجاوز سنوات من التوتر وإعادة ضبط بوصلة العلاقات بين باريس وروما. الاجتماع الثنائي المرتقب في روما لا يمثل مجرد لقاء بروتوكولي بين زعيمين أوروبيين، بل يحمل دلالات عميقة حول مستقبل التنسيق داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصًا في ظل اضطراب علاقات القارة مع واشنطن منذ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
رهانات ما قبل القمم
يتزامن اللقاء مع التحضيرات لاجتماعات مصيرية على رأسها قمتا حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة السبع، ما يمنحه طابعًا استراتيجياً. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن المحادثات قد تشكل فرصة لتمهيد الطريق أمام قمة ثنائية موسعة بين الحكومتين، في محاولة لإحياء ما تبقى من معاهدة "كويرينال" التي دخلت حيّز التنفيذ عام 2023، لكنها تعثّرت بسبب الخلافات السياسية المتكررة.
التحولات الجيوسياسية التي فجّرها ترامب، خاصة في مجالي التجارة والأمن، ما تزال تلقي بظلالها الثقيلة على العلاقات الأوروبية الداخلية. ففي الوقت الذي يُظهر فيه ماكرون نهجًا تعاونيًا مرنًا مع واشنطن، تبدو ميلوني أكثر قربًا أيديولوجيًا من ترامب، ما يخلق مفارقة واضحة بين رؤيتي الزعيمين لمكانة أوروبا في العالم، ولطبيعة علاقتها بالحليف الأطلسي.
يتوقع أن تتناول المحادثات مواضيع شديدة الحساسية مثل الحرب في أوكرانيا، التوازنات في الشرق الأوسط، وملفات اقتصادية وتجارية خلافية، أبرزها ملف شركة STMicroelectronics التي فجرت توترًا بعد أن تجاهلت ترشيح روما لعضوية مجلس إدارتها. هذه القضية، على رمزيتها، تعكس الصراع على النفوذ داخل الشركات المشتركة، وتعقيد العلاقات الفرنسية الإيطالية عند تقاطع الاقتصاد بالسياسة.
خطاب الود الظاهري والتوتر المتراكم
رغم تأكيد ميلوني أن "الخلافات بين القادة لا تعني خلافًا بين الدول"، إلا أن سردية الوقائع تشير إلى تاريخ من التجاذبات الأيديولوجية. منذ تولي ميلوني رئاسة الوزراء، لم تخفِ انزعاجها من سياسات ماكرون، الذي تعتبره تجسيدًا للنخبة الأوروبية المتعالية، بينما ينظر إليها ماكرون كامتداد لليمين الشعبوي الأوروبي، على شاكلة مارين لوبان. مواقفهما المتعارضة بشأن قضايا الهجرة، الحريات الفردية، والحوكمة الأوروبية، عمّقت الهوة الشخصية والسياسية.
رغم توقيع معاهدة "كويرينال"، التي وضعت أسس تعاون وثيق بين باريس وروما، فإن التنفيذ العملي بقي محدودًا بفعل التوتر السياسي. هذه الفجوة بين الرغبة المؤسسية والإرادة السياسية تهدد بفرملة أي تقارب حقيقي، خاصة في ظل تشكيك ميلوني المتكرر في المبادرات الفرنسية أحادية الجانب، وغياب التنسيق المنتظم بين الحكومتين.
من جهة، يبدو أن كلاً من ميلوني وماكرون يدركان أهمية التفاهم، لا سيما في ظل الحاجة الأوروبية لتوحيد الصفوف في مواجهة تحديات كبرى مثل الصين، روسيا، والهجرة الجماعية. ومن جهة أخرى، تقف الفوارق الأيديولوجية وتاريخ التجاذبات العلنية عائقًا أمام بناء شراكة استراتيجية مستقرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الدولة يبحث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء إيطاليا التطورات في المنطقة
رئيس الدولة يبحث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء إيطاليا التطورات في المنطقة

الإمارات اليوم

timeمنذ 9 ساعات

  • الإمارات اليوم

رئيس الدولة يبحث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي ورئيسة وزراء إيطاليا التطورات في المنطقة

بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله - خلال اتصالين هاتفيين - مع رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية، جورجيا ميلوني، العلاقات الاستراتيجية وسبل تعزيزها في مختلف الجوانب، بما يحقق المصالح المشتركة للجميع. كما بحث سموه مع الرئيس الفرنسي ورئيسة الوزراء الإيطالية، خلال الاتصالين، التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على الأمن والاستقرار الإقليميين، مشددين على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في المنطقة، وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية، بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها.

ماكرون: طلبت من إيران العودة لاستئناف المفاوضات
ماكرون: طلبت من إيران العودة لاستئناف المفاوضات

صحيفة الخليج

timeمنذ 12 ساعات

  • صحيفة الخليج

ماكرون: طلبت من إيران العودة لاستئناف المفاوضات

باريس - رويترز قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت إنه طلب من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال هاتفي استئناف المحادثات النووية. وأضاف في منشور عبر منصة إكس «مسألة القدرة النووية لإيران خطيرة، ويجب التوصل إلى حل لها عبر التفاوض. ولذلك، دعوت الرئيس بزشكيان للعودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، وهو السبيل الوحيد الممكن لتهدئة الوضع». وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته «الأسد الصاعد»، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم «استباقي» وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية «غير المسبوقة» تهدف إلى «ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى». وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «حدث خطير جداً» في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعاً استراتيجياً، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.

بين الدعم والتحفظ.. أوروبا تؤيد إسرائيل وتخشى التصعيد مع طهران.. فرنسا: لا نشارك في الهجوم.. لكننا مع تقليص قدرات إيران النووية
بين الدعم والتحفظ.. أوروبا تؤيد إسرائيل وتخشى التصعيد مع طهران.. فرنسا: لا نشارك في الهجوم.. لكننا مع تقليص قدرات إيران النووية

البوابة

timeمنذ 13 ساعات

  • البوابة

بين الدعم والتحفظ.. أوروبا تؤيد إسرائيل وتخشى التصعيد مع طهران.. فرنسا: لا نشارك في الهجوم.. لكننا مع تقليص قدرات إيران النووية

رغم التوترات المتصاعدة بين الدول الأوروبية وإسرائيل بسبب الحرب المستمرة في غزة، أعلنت كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا دعمها "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ضد التهديد النووي الإيراني. هذا الموقف الأوروبي جاء ليعكس معادلة دقيقة تجمع بين الإقرار بحقوق إسرائيل الأمنية والتمسك بالدعوة إلى ضبط النفس وتفضيل الخيار الدبلوماسي. في تطور لافت يوم الجمعة، سارعت الدول الأوروبية الثلاث إلى إعلان تضامنها مع إسرائيل عقب الهجوم الإسرائيلي الواسع على أهداف داخل إيران. جاء هذا في وقت لا تزال العلاقات بين أوروبا ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعاني من توترات واضحة، خصوصًا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي أثارت انتقادات متزايدة في العواصم الأوروبية. المستشار الألماني فريدريش ميرز كان من أوائل القادة الذين أكدوا "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مشددًا في ذات الوقت على ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. من جانبه، أشار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أن المملكة المتحدة تتفهم "القلق المزمن" من البرنامج النووي الإيراني. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد أبدى دعم بلاده "لعمليات الحماية والدفاع" عن إسرائيل في حال وقوع هجمات انتقامية، مع التأكيد على أن فرنسا لن تنخرط في أي عمليات هجومية. موقف مزدوج ماكرون أوضح أن دعم فرنسا لإسرائيل ليس "دعمًا غير مشروط ولا غير محدود"، في إشارة إلى أن باريس تحتفظ بمسافة معينة عن السياسة الإسرائيلية، رغم الاعتراف بحق تل أبيب في حماية أمنها. وأكد ماكرون أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة "قلّصت قدرات التخصيب النووي الإيراني"، وحققت – بحسب وصفه – "تأثيرات إيجابية" في تعطيل البرنامج الإيراني. ومع ذلك، لم يتردد ماكرون في الإشارة إلى أن بلاده "لم تشارك" في تلك الضربات ولم توافق على "الحاجة إلى عملية عسكرية"، متمسكًا بالموقف الفرنسي التقليدي الذي يُفضل الحلول الدبلوماسية على التصعيد العسكري. وأكد أن العالم "لا يمكن أن يتعايش مع إيران نووية"، خاصة في ظل دعم طهران لموسكو في الحرب ضد أوكرانيا. أوروبا بين الحل الدبلوماسي ودعم إسرائيل الموقف الأوروبي بدا متناقضًا مع جهود باريس ولندن وبرلين السابقة التي كانت تدعو صراحة إلى استئناف المفاوضات مع طهران، بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام ٢٠١٥. الأوروبيون كانوا من أبرز الأطراف الذين سعوا خلال السنوات الماضية إلى منع إسرائيل من شن هجوم عسكري على إيران، حتى في حال غياب الدعم الأمريكي. لكن في الأسابيع الأخيرة، وبعد استبعاد الأوروبيين من قنوات التفاوض المباشر بين واشنطن وطهران، بدأ الموقف يتغير تدريجيًا، أصبح الحذر الأوروبي من اتفاق "سطحي ومتسرع" يتفاوض عليه البيت الأبيض من دون تنسيق مع الحلفاء الأوروبيين واضحًا، لا سيما مع تولي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ملف التفاوض، وهو شخصية لا تحظى باحترام كبير في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، على عكس المفاوضين الإيرانيين المخضرمين. في المقابل، عززت باريس ولندن وبرلين مشاوراتها مع إسرائيل، ووفق مصادر دبلوماسية أوروبية، هناك قناعة متزايدة بأن البرنامج النووي الإيراني وصل إلى مرحلة متقدمة تستدعي اتخاذ إجراءات صارمة. داخل بعض الدوائر السياسية في باريس تحديدًا، بدأت تبرز مواقف لا تستبعد تأييد ضربات إسرائيلية محدودة إذا كانت كفيلة بتجميد البرنامج الإيراني لعقد من الزمن دون أن تشعل حربًا إقليمية شاملة. موقف فرنسي يثير الجدل لكن هذا التحول لم يمر من دون انتقادات. هيلويز فاييه، الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والمتخصصة في قضايا الردع النووي، اعتبرت أن الموقف الفرنسي يثير "الشكوك"، خاصة أن الضربات استهدفت منشآت نووية داخل دولة ذات سيادة، وهو أمر محفوف بالمخاطر الجيوسياسية. جزء من هذا التغير غير المتوقع في الموقف الفرنسي يعود إلى تعثر المساعي الأوروبية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع في فيينا عام ٢٠١٥. فالاتفاق الذي يُفترض أن تنتهي صلاحيته في أكتوبر المقبل يتضمن إعادة فرض عقوبات على طهران في حال عدم إحراز تقدم ملموس. ومع ذلك، يبدو أن طهران لم تعد تخشى هذا السيناريو، حيث رجّحت تحليلات غربية أن ترد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أعيد فرض العقوبات عليها. الاتفاق لم يعد كافيًا في السياق ذاته، ترى كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار النووي في جمعية الحد من التسلح الأمريكية، أن التهديد الإيراني بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لم يعد تهديدًا نظريًا، بل احتمال واقعي إذا استمر التصعيد الحالي. ويخلص بعض الخبراء إلى أن المفاوضات التي كانت تراهن عليها باريس ولندن وبرلين لم تكن لتؤدي إلى تفكيك حقيقي للبرنامج النووي الإيراني، بل كان أقصى ما يمكن تحقيقه هو استعادة عمليات التفتيش الروتينية وتمديد المدة الزمنية المتاحة أمام القوى الغربية للتصرف في حال تجاوزت طهران حدود التخصيب المسموحة. في المحصلة، الموقف الأوروبي الحالي يعكس براجماتية مقلقة: دعم لإسرائيل في الدفاع عن نفسها مع الاحتفاظ بتحفظات سياسية، وشكوك متزايدة حول جدوى الحلول الدبلوماسية مع إيران. أوروبا تبدو اليوم وكأنها تقف على خيط رفيع بين دعم الحليف الإسرائيلي والبحث عن حل سياسي يمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة كبرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store