logo
الربيع: حماس لم تتوقع "إبادة جماعية" في غزة

الربيع: حماس لم تتوقع "إبادة جماعية" في غزة

عمون٣٠-٠٤-٢٠٢٥

عمون - في ندوة ألقاها الكاتب والصحفي أحمد ذيبان الربيع، طرح سؤالًا محوريًا وإشكاليًا يشغل الإعلام والمحافل السياسية، يتعلق بتقييم عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
هل أخطأت حماس في عملية 7 أكتوبر؟
بدأ الربيع ندورته بسؤال: "هل أخطأت حركة حماس في تنفيذ عملية 7 أكتوبر؟" وأعرب عن اعتقاده بأن الحركة كانت تتوقع ردًا إسرائيليًا، ربما لعدة أشهر، لكنها لم تتوقع أن يتحول الأمر إلى "حرب إبادة جماعية ومحرقة حقيقية" وسقوط هذا العدد الهائل من الضحايا. ورأى أن الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن حركات التحرر الوطني تقدم التضحيات، لكن حجم الدمار في غزة تجاوز كل التوقعات.
وأوضح الربيع أن الاستراتيجية الإسرائيلية في حروبها ضد الجيوش العربية تقوم على الحروب الخاطفة، لكن في غزة، تواجه إسرائيل "عقيدة قتالية أو 'جهادية'" لدى مقاومي القسام وفصائل المقاومة، المستعدين للاستشهاد. واستشهد بمقولة إرنست همنغواي "الإنسان لم يُخلق للهزيمة.. قد يُدمر لكنه لا يُهزم"، مؤكدًا أن هذه العقيدة كانت متوفرة بشكل فردي في الجيوش النظامية، مستذكرًا بطولات مثل قائد معركة القدس عام 1948، عبد الله التل.
وتطرق الربيع إلى إحياء دولة الاحتلال لما يسمى "ذكرى الكارثة والبطولة" أو "المحرقة – الهولوكوست" في 27 نيسان العبري، والتي تسبق ما يسمونه "عيد الاستقلال الإسرائيلي" بثمانية أيام، معتبرًا أن الأخير هو في الحقيقة تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني الأولى عام 1948.
وشكك الربيع في دقة الأرقام التي تستخدمها الحركة ولوبياتها حول مقتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين، معتبرًا أنها مزاعم تستخدم للابتزاز السياسي والحصول على الدعم. وأشار إلى أن وسائل الإعلام لم تكن منتشرة في ذلك الوقت كما هي الآن.
في المقابل، أكد الربيع أننا نعيش منذ 7 أكتوبر 2023 "محرقة حقيقية" في قطاع غزة، تنقلها وسائل الإعلام مباشرة، نتيجة لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال، والتي أسفرت عن استشهاد ما بين 50 إلى 60 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين والجرحى، وتحويل الحياة في القطاع إلى جحيم. وأشار إلى تدمير مقومات الحياة والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومرافق الأونروا.
ووصف الربيع ما يتعرض له قطاع غزة بأنه "الكارثة والبطولة" الحقيقية، حيث يطال الدمار والقتل كل شيء، بينما تسجل المقاومة بطولات غير مسبوقة بإمكانيات بسيطة. وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وقضيته رغم المعاناة الهائلة.
وأشار الربيع إلى إصدار الأمم المتحدة قرارًا في عام 2005 بإحياء ذكرى "المحرقة" في 27 يناير من كل عام، وتضمينه تعليمات لتطوير مناهج تعليمية للحفاظ على المناطق الأثرية المتعلقة بها، وتعميمها لتبرير الوجود الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
ولفت الربيع إلى مفارقة نجاح الحركة في إقامة كيان استعماري استيطاني رغم أنه يتشكل من مهاجرين لا تربطهم علاقة قومية حقيقية، ونجاحها في ترسيخ "ثقافة المحرقة" في الأدبيات الغربية، بينما فشل العرب في توحيد صفوفهم رغم ما يملكون من مقومات. وأشار إلى خطورة اتفاقيات التطبيع "الإبراهيمية".
واستعرض الربيع تاريخ العمل الفدائي الفلسطيني منذ انطلاق حركة فتح عام 1965، مرورًا بالعمليات في الأردن بعد هزيمة 1967، وصولًا إلى بروز حركة حماس عام 1986 والانتفاضة الثانية.
وتطرق إلى الحصار الإسرائيلي على غزة بعد سيطرة حماس عام 2007 والعمليات العسكرية المتكررة، وصولًا إلى حرب "طوفان الأقصى" التي كسرت هيبة جيش الاحتلال وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والأسرى والعتاد.
وأوضح الربيع أن صمود المقاومة الفلسطينية بأسلحتها البسيطة يعود إلى التسلح بالعقيدة "الجهادية" والروح الاستشهادية، والنمط الفدائي الجديد الذي يعتمد على القتال من "مسافة صفر" وشبكة الأنفاق الواسعة.
وختم الربيع متمنيًا أن يكون حديثه جزءًا من ذاكرة هذه الحرب "الهمجية" التي فاقت بوحشيتها ما يُنسب إلى النازية، مستنكرًا قصف طائرات الاحتلال لخيام النازحين وتجاهل المواثيق الدولية، متسائلًا عن كيفية تدريس القانون الدولي الإنساني في ظل هذه الجرائم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عضو كنيست: أكثر من 200 فلسطيني ذبحوا في غزة خلال 48 ساعة
عضو كنيست: أكثر من 200 فلسطيني ذبحوا في غزة خلال 48 ساعة

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

عضو كنيست: أكثر من 200 فلسطيني ذبحوا في غزة خلال 48 ساعة

قال عضو الكنيست الإسرائيلي عوفير كسيف، الثلاثاء، إن أكثر من 200 فلسطيني "ذبحوا" خلال 48 ساعة الماضية جراء العمليات العسكرية المتصاعدة في قطاع غزة فيما شُرد مئات آلاف آخرون. اضافة اعلان وكسيف نائب عن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساوة"، وهو حزب عربي ـ يهودي مشترك يرفض حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة ويدعو إلى وقفها. وقال كسيف في منشور على منصة إكس: "أكثر من 200 فلسطيني ذبحوا خلال 48 ساعة الماضية، وشُرد مئات الآلاف". وأضاف أنه بالنسبة إلى الأغلبية في إسرائيل، فإن القتلى الفلسطينيين "ليس لديهم اسم ولا هوية". وتابع: "بالأمس، حاولتُ أن أروي قصة أحدهم، الدكتور عبد الله مقاط، الذي كان يدير مكتبة عامة في غزة، وأُحرق حتى الموت مع عائلته بأسرها"، في إشارة إلى كلمة له بالكنيست. وأضاف في منشوره: "لكن بالنسبة إلى الفاشي في الكنيست، كان هذا الأمر فوق طاقتي، وبالنسبة إلى مجرمي الحرب، فإنه يُحظر إضفاء الطابع الإنساني على فلسطيني واحد. لكن لن يُحطموا معنوياتي لمواصلة النضال من أجل مستقبل أفضل لكلا الشعبين على الأرض". وأشار إلى أن النائبة طالي غوتليب من حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حاولت اعتراض كلمته في الكنيست الاثنين، حيث نقل عنها قولها: "الرجل مجنون، أخرجوه من القاعة". أما عضو الكنيست من "الليكود" أوفير كاتس، فوصف كسيف بأنه: "داعم للإرهاب، داعم لحماس!"، وفق تعبيره. والاثنين، عاد كسيف إلى الكنيست بعد أن قررت لجنة السلوكيات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إبعاده 6 أشهر وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين، على خلفية انضمامه إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في إطار حربها المتواصلة على قطاع غزة. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.-(الأناضول)

الأونروا: الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال
الأونروا: الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

الأونروا: الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال

قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، لويز ووتريدج، إن الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال التي يعيشها المواطنون هناك. اضافة اعلان وبحسب الموقع الرسمي للأونروا، أفادت ووتريدج، الليلة الماضية، بأن هناك ما يكفي من الغذاء في مستودعاتها لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر، مشيرة إلى توفر الإمدادات الطبية والمستلزمات التعليمية أيضا، غير أن العراقيل الإسرائيلية تعيق وصول المساعدات إلى قطاع غزة. وأضافت "المساعدات على بعد ثلاث ساعات من قطاع غزة، ومع ذلك، ما زلنا نرى صور أطفال يعانون من سوء التغذية، ونسمع قصصا عن أسوأ الظروف المعيشية، كان يجب أن تكون هذه الإمدادات في غزة الآن، فلا داعي لإضاعة الوقت". وقالت ووتريدج، إنه بعد 11 أسبوعا من تشديد السلطات الإسرائيلية حصارها على قطاع غزة، سمحت بدخول 5 شاحنات فقط. وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ الثاني من آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.-(بترا)

هآرتس: ما ترتكبه "إسرائيل" في غزة "جريمة حرب جماعية"
هآرتس: ما ترتكبه "إسرائيل" في غزة "جريمة حرب جماعية"

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

هآرتس: ما ترتكبه "إسرائيل" في غزة "جريمة حرب جماعية"

أقرت صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، بأن ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة يعد "جريمة حرب جماعية". وقالت في افتتاحيتها: "لا يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إخفاء الجرائم التي يرتكبانها بالفعل أو تلك المخطط لها في المستقبل القريب: تدمير غزة، واحتلالها، وتنظيم التهجير الجماعي". اضافة اعلان وأضافت الصحيفة: "بالنسبة إليهما (نتنياهو وسموتريتش)، الكارثة الإنسانية مجرد قضية دبلوماسية عامة". والاثنين، أكد نتنياهو إصراره على مواصلة إبادة واحتلال غزة، وقال في تسجيل مصور بثه على منصة تلغرام: "سنسيطر على (نحتل) جميع أراضي قطاع غزة، هذا ما سنفعله". وتابعت الصحيفة: "إن ما تفعله إسرائيل في غزة ليس مسألة دبلوماسية عامة، بل جريمة حرب جماعية، فالصور القادمة من غزة وصمة عار لا تُمحى في ضمير إسرائيل الأخلاقي". وزادت: "بدلا من إطالة أمد هذه الكارثة، يتعين على الحكومة أن تسمح بدخول مساعدات إنسانية كبيرة لوقف المجاعة الجماعية للفلسطينيين على الفور وإنهاء الحرب من خلال اتفاق وقف إطلاق النار يضمن عودة جميع الرهائن" تقصد الأسرى الإسرائيليين بغزة. وتواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. فيما وسع الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية إبادته في قطاع غزة، معلنا "عملية برية في شمالي وجنوبي القطاع". يأتي ذلك في وقت تشهد فيه قطر مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، في محاولة جديدة لإبرام اتفاق لوقف حرب الإبادة وتبادل أسرى. وأعلنت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية بغزة، وهو ما ترفضه الأخيرة ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.-(الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store