
أستمتع بالكتابة ولا أمانع الشراكة في النص
نستضيف وبكل سرور مؤلف وكاتب سيناريو، شاب أبدع في أعماله واستطاع أن يجسد المشاعر والأفكار بأسلوب مميز من خلال مجموعة أعمال شاهدها المتتبع عبر القنوات الليبية خلال شهر رمضان الماضي … وكانت معه هذه الحوارية السريعة .
من هو .. أنيس بوجواري ؟؟.
أنيس بوجواري شاب ليبي بسيط يهوى كتابة السيناريو منذ الصغر رغم دراسته وتخرجه من مجال آخر وهو طب وجراحة الفم والأسنان.
كيف بدأت رحلتك مع الكتابة ؟
بدأتْ الرحلة منذ كنتُ في المرحلة الابتدائية حيث كنتُ مهتمًا بكتابة القصة القصيرة وشاركتُ في مسابقات مدرسية حظيتُ وقتها بتشجيع كبير من الاختصاصية الاجتماعية التي تنبأتْ لي بمستقبل في مجال الكتابة، علاوة على تشجيع الأسرة ودعمهم.
أهم أعمالكَ ومحطاتكَ ؟.
اعتبر كل خطوة مهمة ومفيدة ليَّ ولكن احتكاكي بالوسط الفني المصري زادني خبرة وصقلًا للموهبة فأنت تتعامل مع خبرات كبرى ولعل أول خطوة غيرت مسار حياتي في مجال الكتابة الفيلم المصري القصير )واحدة خمسة وعشرين(، الذي تحصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان «كازبلانكا» السينمائي وسط منافسات من أفلام من إيطاليا وفرنسا وقتها علاوة على مسرحية )الطيار( للمخرج محمد جبر ومن بطولة أحمد فلوكس مرورًا بالخطوة المهمة من خلال تقديمي لفيلم سينمائي كوميدي وهو )خمسة محي الدين أبو العز( ومن اخراج شادي علي وبطولة النجم المصري أحمد فتحي.
هل ترى الكتابة في شهر رمضان موضة ام فرصة ؟.
أرى أنها المنفذ الوحيد لتقديم أعمال في ليبيا فنحن لا نملك سوقًا دراميًا خارج رمضان كباقي الدول، وهو أمر مزعج لأن الدراما يجب أن تكون على مدار السنة.
أربعة أعمال دفعة واحدة في شهر رمضان .. لماذا ؟!.
لم اسعَ لتقديم هذا العدد من الأعمال لكنها جاءت بمحض الصدفة من خلال تشجيع الثلاثي المتمثل في المخرج هاشم الرزوق، والمنتج عماد بن حامد، والإعلام هشام البوسيفي عندما رشحوني لكتابة مسلسل «كتيب عائلة» واعتقد السبب أن لا مكان لعرض الأعمال سوى في رمضان ولكن سعيتُ للإختلاف بين طبيعة كل عمل وآخر.
عمل تطمح في كتابته ؟.
أُحبُ كتابة الأعمال التي تلامس الواقع في شكل تشويقي في أسلوب السرد حتى لو كانت طبيعة العمل كوميدية لكني اطمح لتقديم عمل مختلط من جنسيات عربية مختلفة.
ما الذي ازعجك بعد انتهاء بث أعمالك؟.
لدي مأخذ واحد على بعض من انتهجوا فكرة مهاجمة العمل الفني من باب السمع دون المُشاهدة فمن يهاجمون ينتهجون فكرة الهجوم مع الركب .. كما استغربتُ البعض من انتحال شخصية النقاد رغم أنهم لا يعرفون قواعد النقد الفني، وما تناولوه كان بشكل ينم على الفراغ النقدي.
هل ترى أن الإعلام الليبي قام بدوره لدعم أصحاب الأقلام في القصة أو السيناريو ؟.
للأسف لم يقمْ الإعلام بانصاف كُتّاب السيناريو فمازال كاتب السيناريو رغم انه أساس العمل الفني لم يلقَ الضوء عليه بالشكل المطلوب ويوجد كُتّاب رائعون لم يجدوا فُرص حتى اللحظة.
هل ارهقك العمل الدرامي ؟.
بالعكس استمتع بكتابة كل عمل واعطيه حقه لأنه بمثابة الإمانة والمسؤولية أما تنفيذه فهو أمانة تقع على المخرج والممثلين.
هل الفنان الليبي محتاج إلى صقل وتجارب أم هو جاهزٌ حسب تجربتك ؟.
يحتاج الفنان الليبي لصقل وتجارب عديدة لتقوية موهبته ويحتاج للإحتكاك ببعض الصنّاع من الخارج وهو ما بدأ يحدث على مستوى الصورة تحديدًا، فمؤخرًا قدمتُ أعمالاً ذات صورة خلابة تضاهي الخارج، هناك من ينتقد دخول غير الليبي في جل أعمالنا وهنا اقصد الفريق التقني والإنتاجي؟.
بالعكس الفن ليس له وطنًا، فالنجومية الحقيقية تولد من الثقة بالنفس والاحتكاك بعوامل خارجية تعمل في المجال منذ سنوات وفرضت نفسها على الساحة فمثلاً الدراما الكويتية، والسعودية بدأتْ تزدهر مؤخرًا لاستعانتها بعوامل تقنية خارجية.
ماذا ينقص المبدع الليبي ليكون موجودًا طيلة العام في القنوات؟.
الأمر هنا يتوقف على مغامرة إنتاجية وحماس من إحدى القنوات لتقديم عمل فني خارج موسم رمضان والكوادر مستعدة، ورهن الاشارة لخوض تلك المغامرة.
مع أو ضد في الشراكة في الكتابة التلفزيونية.؟.
لا مانع من الشراكة الكتابية حال وجود تناغم بين الكُتّاب، ولا مانع من أن يكون صاحب الفكرة أو القصة شخص وكاتب السيناريو شخص ثانٍ، ولكن تلك التجربة قد تصاب بالترهل في حال كتابة كل شخص لحلقة مما قد يفقد الدراما بريقها.
)وين عريسك جاك … النجدين .. كتيب عائلة .. اعراض انسحاب( أي منها الأقرب منك؟.
كل عمل له مكانة في قلبي فكتيب عائلة اعتز به كونه مدرسة، ولون جديد جمع بين الدراما والكوميديا وطرح أزمة الصراع على الميراث بشكل مختلف غير تقليدي والاجمل بالنسبة ليَّ أن معظم شخصيات هذا العمل غير مثاليين في الدراما وهو ما اعتبره شيئاً صادق وواقعي في حين أن النجدين 2 هو عمل بمثابة تحدٍ كوني اقدم من خلاله لون الدراما والاكشن المليء بالتشويق وهو بعيد عن لون الكوميديا تمامًا خصوصًا مع قضايا جريئة يقدمها العمل كالالحاد، وعقوق الوالدين، وتجارة الأدوية الفاسدة أما اعراض انسحاب فهي مغامرة كبيرة فالعمل تدور معظم أحداثه في المستشفى ويقدم ما يقارب من تسعة نماذج للمجتمع الليبي على مختلف طبقاته وثقافاته وكان مليئاً بالاسقاطات غير المباشرة، و وين عريسك جاك هو عمل قائم على مشكلات المرأة التي تأخرتْ عن الزواج، والمرأة المطلقة في إطار كوميدي يتخلله بعض الصراع النفسي لبطلة العمل، وأخيرًا أنا سعيد لاني تعاونتُ مع ثلاثة مخرجين في تلك الأعمال لكل منهم لونه ومدرسته الخاصة هاشم الزروق، محمد الزليطني، حمزة بليبلو كما اتعامل مع شركات انتاج راقية بقيادة عماد بن حامد والتي عرضت عملين على قناة )المسار( وأحمد مجبر وقناة «لبدة»، علاوة على نجوم كبار من مراحل زمنية مختلفة أمثال الاساتذة عبدالباسط بوقندة وخالد كافو وسالم عيسى وصلاح الاحمر وعبير الترهوني ونجوم من جيل مختلف أصيل بحير وخالد ابريك وعادل بوشهبة ونضال كحلول وعبد الباسط الحداد، وأحمد كعيب، واحمد الرياني ونوال العوضي وآخرين.
تقييمك لأداء الممثل الليبي ؟.
_الممثل الليبي يحتاج لمخرج قادر على إدارته والسيطرة عليه لاخراج موهبته والغوص داخل الخفايا التي لا يعلمه عن نفسه.
لدينا كتّاب رائعون لم يجدوا فرصة حتى اللحظة
الممثل الليبي يحتاج لمخرج قادر على إدارته

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فبراير
١١-٠٥-٢٠٢٥
- فبراير
أستمتع بالكتابة ولا أمانع الشراكة في النص
نستضيف وبكل سرور مؤلف وكاتب سيناريو، شاب أبدع في أعماله واستطاع أن يجسد المشاعر والأفكار بأسلوب مميز من خلال مجموعة أعمال شاهدها المتتبع عبر القنوات الليبية خلال شهر رمضان الماضي … وكانت معه هذه الحوارية السريعة . من هو .. أنيس بوجواري ؟؟. أنيس بوجواري شاب ليبي بسيط يهوى كتابة السيناريو منذ الصغر رغم دراسته وتخرجه من مجال آخر وهو طب وجراحة الفم والأسنان. كيف بدأت رحلتك مع الكتابة ؟ بدأتْ الرحلة منذ كنتُ في المرحلة الابتدائية حيث كنتُ مهتمًا بكتابة القصة القصيرة وشاركتُ في مسابقات مدرسية حظيتُ وقتها بتشجيع كبير من الاختصاصية الاجتماعية التي تنبأتْ لي بمستقبل في مجال الكتابة، علاوة على تشجيع الأسرة ودعمهم. أهم أعمالكَ ومحطاتكَ ؟. اعتبر كل خطوة مهمة ومفيدة ليَّ ولكن احتكاكي بالوسط الفني المصري زادني خبرة وصقلًا للموهبة فأنت تتعامل مع خبرات كبرى ولعل أول خطوة غيرت مسار حياتي في مجال الكتابة الفيلم المصري القصير )واحدة خمسة وعشرين(، الذي تحصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان «كازبلانكا» السينمائي وسط منافسات من أفلام من إيطاليا وفرنسا وقتها علاوة على مسرحية )الطيار( للمخرج محمد جبر ومن بطولة أحمد فلوكس مرورًا بالخطوة المهمة من خلال تقديمي لفيلم سينمائي كوميدي وهو )خمسة محي الدين أبو العز( ومن اخراج شادي علي وبطولة النجم المصري أحمد فتحي. هل ترى الكتابة في شهر رمضان موضة ام فرصة ؟. أرى أنها المنفذ الوحيد لتقديم أعمال في ليبيا فنحن لا نملك سوقًا دراميًا خارج رمضان كباقي الدول، وهو أمر مزعج لأن الدراما يجب أن تكون على مدار السنة. أربعة أعمال دفعة واحدة في شهر رمضان .. لماذا ؟!. لم اسعَ لتقديم هذا العدد من الأعمال لكنها جاءت بمحض الصدفة من خلال تشجيع الثلاثي المتمثل في المخرج هاشم الرزوق، والمنتج عماد بن حامد، والإعلام هشام البوسيفي عندما رشحوني لكتابة مسلسل «كتيب عائلة» واعتقد السبب أن لا مكان لعرض الأعمال سوى في رمضان ولكن سعيتُ للإختلاف بين طبيعة كل عمل وآخر. عمل تطمح في كتابته ؟. أُحبُ كتابة الأعمال التي تلامس الواقع في شكل تشويقي في أسلوب السرد حتى لو كانت طبيعة العمل كوميدية لكني اطمح لتقديم عمل مختلط من جنسيات عربية مختلفة. ما الذي ازعجك بعد انتهاء بث أعمالك؟. لدي مأخذ واحد على بعض من انتهجوا فكرة مهاجمة العمل الفني من باب السمع دون المُشاهدة فمن يهاجمون ينتهجون فكرة الهجوم مع الركب .. كما استغربتُ البعض من انتحال شخصية النقاد رغم أنهم لا يعرفون قواعد النقد الفني، وما تناولوه كان بشكل ينم على الفراغ النقدي. هل ترى أن الإعلام الليبي قام بدوره لدعم أصحاب الأقلام في القصة أو السيناريو ؟. للأسف لم يقمْ الإعلام بانصاف كُتّاب السيناريو فمازال كاتب السيناريو رغم انه أساس العمل الفني لم يلقَ الضوء عليه بالشكل المطلوب ويوجد كُتّاب رائعون لم يجدوا فُرص حتى اللحظة. هل ارهقك العمل الدرامي ؟. بالعكس استمتع بكتابة كل عمل واعطيه حقه لأنه بمثابة الإمانة والمسؤولية أما تنفيذه فهو أمانة تقع على المخرج والممثلين. هل الفنان الليبي محتاج إلى صقل وتجارب أم هو جاهزٌ حسب تجربتك ؟. يحتاج الفنان الليبي لصقل وتجارب عديدة لتقوية موهبته ويحتاج للإحتكاك ببعض الصنّاع من الخارج وهو ما بدأ يحدث على مستوى الصورة تحديدًا، فمؤخرًا قدمتُ أعمالاً ذات صورة خلابة تضاهي الخارج، هناك من ينتقد دخول غير الليبي في جل أعمالنا وهنا اقصد الفريق التقني والإنتاجي؟. بالعكس الفن ليس له وطنًا، فالنجومية الحقيقية تولد من الثقة بالنفس والاحتكاك بعوامل خارجية تعمل في المجال منذ سنوات وفرضت نفسها على الساحة فمثلاً الدراما الكويتية، والسعودية بدأتْ تزدهر مؤخرًا لاستعانتها بعوامل تقنية خارجية. ماذا ينقص المبدع الليبي ليكون موجودًا طيلة العام في القنوات؟. الأمر هنا يتوقف على مغامرة إنتاجية وحماس من إحدى القنوات لتقديم عمل فني خارج موسم رمضان والكوادر مستعدة، ورهن الاشارة لخوض تلك المغامرة. مع أو ضد في الشراكة في الكتابة التلفزيونية.؟. لا مانع من الشراكة الكتابية حال وجود تناغم بين الكُتّاب، ولا مانع من أن يكون صاحب الفكرة أو القصة شخص وكاتب السيناريو شخص ثانٍ، ولكن تلك التجربة قد تصاب بالترهل في حال كتابة كل شخص لحلقة مما قد يفقد الدراما بريقها. )وين عريسك جاك … النجدين .. كتيب عائلة .. اعراض انسحاب( أي منها الأقرب منك؟. كل عمل له مكانة في قلبي فكتيب عائلة اعتز به كونه مدرسة، ولون جديد جمع بين الدراما والكوميديا وطرح أزمة الصراع على الميراث بشكل مختلف غير تقليدي والاجمل بالنسبة ليَّ أن معظم شخصيات هذا العمل غير مثاليين في الدراما وهو ما اعتبره شيئاً صادق وواقعي في حين أن النجدين 2 هو عمل بمثابة تحدٍ كوني اقدم من خلاله لون الدراما والاكشن المليء بالتشويق وهو بعيد عن لون الكوميديا تمامًا خصوصًا مع قضايا جريئة يقدمها العمل كالالحاد، وعقوق الوالدين، وتجارة الأدوية الفاسدة أما اعراض انسحاب فهي مغامرة كبيرة فالعمل تدور معظم أحداثه في المستشفى ويقدم ما يقارب من تسعة نماذج للمجتمع الليبي على مختلف طبقاته وثقافاته وكان مليئاً بالاسقاطات غير المباشرة، و وين عريسك جاك هو عمل قائم على مشكلات المرأة التي تأخرتْ عن الزواج، والمرأة المطلقة في إطار كوميدي يتخلله بعض الصراع النفسي لبطلة العمل، وأخيرًا أنا سعيد لاني تعاونتُ مع ثلاثة مخرجين في تلك الأعمال لكل منهم لونه ومدرسته الخاصة هاشم الزروق، محمد الزليطني، حمزة بليبلو كما اتعامل مع شركات انتاج راقية بقيادة عماد بن حامد والتي عرضت عملين على قناة )المسار( وأحمد مجبر وقناة «لبدة»، علاوة على نجوم كبار من مراحل زمنية مختلفة أمثال الاساتذة عبدالباسط بوقندة وخالد كافو وسالم عيسى وصلاح الاحمر وعبير الترهوني ونجوم من جيل مختلف أصيل بحير وخالد ابريك وعادل بوشهبة ونضال كحلول وعبد الباسط الحداد، وأحمد كعيب، واحمد الرياني ونوال العوضي وآخرين. تقييمك لأداء الممثل الليبي ؟. _الممثل الليبي يحتاج لمخرج قادر على إدارته والسيطرة عليه لاخراج موهبته والغوص داخل الخفايا التي لا يعلمه عن نفسه. لدينا كتّاب رائعون لم يجدوا فرصة حتى اللحظة الممثل الليبي يحتاج لمخرج قادر على إدارته


فبراير
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- فبراير
مِن وحي سُوسة:
لمن كُتبت، ومن كًتبها؟!!!. الجميلةُ «سوسة» مدينة أثرية ليبية متعدَّدة الحضارات، غنية بآثارها الجميلة، وتعد متحف آثار. عرفتْ تاريخيًا باسم )أبولونيا( ، وتعني «رب الموسيقى، والسماء». تأسستْ عام 631 ق.م، وأطلقوا عليها اسم «أبولونيا» نسبة إلى «أبوللو» إله الجمال والموسيقى، تتمتع المدينة بمناخ رائع وطبيعة ساحرة، وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتقع شمال شرق مدينة قوريني بحوالي 20كم، وتبعد عن مدينة دارنس «درنة» حوالي 88كم، وعن هيوسبريدس «بنغازي» مسافة 220 كم. تعد من أجمل المدن الليبية على الإطلاق، وذكرها الرحالة، والشعراء والكُتَّاب في مؤلفاتهم، ولم يستحمل الشاعر المصري علي محمد أحمد سحر جمالها فقال فيها قصيدة «من وحي سوسة» هي الأشهر، تضم ما يقارب الخمسين بيتاً، نظمها بعد عودته من رحلة قام بها الطلاب والمدرسون في مدرسة بنغـازي الثانوية إلى مدينة سوسة الليبية، وقد نشرها في صحيفة «البشائر» الليبية في عددها الصادر يوم27 يوليو 1953م، وأهداها إلى شاعر الوطن «أحمد رفيق المهدوي». ولد الشاعر علي محمد في إحدى قري طنطا بمصر عام 1918م وتخرج في «دار العلوم» بالقاهرة عام 1946م، ودرَّس اللغة العربية في مدرسة بنغازي الثانوية، ثم انتقل إلى مدرسة مفتاح الماجري الثانوية بمدينة سوسة الجميلة، ولم يغادر مصر إلا عندما حصل على عقد عمل كمدرس في ليبيا، وهي الدولة الوحيدة التي ذهب إليها، ولم يزر تونس إطلاقًا، بل لم يخرج من مصر إلا لليبيا فقط، حتى وفاته رحمه الله. «سوسة» التونسية مطلة على البحر بساحل جميل، ولا يوجد بها جبل، وسوسة الليبية مطلة على البحر، وتقع بين البحر، والجبل الأخضر الأشمُّ. الشاعر المصري الأستاذ علي محمد في وصفه لقصيدة «من وحي سوسة» عندما وقف على شط البحر كان الجبل من ورائه، وكان يقصد الجبل الأخضر الأشمُّ، حيث قال: )لما وقفتُ هناك ذات مساء، البحرُ يبدو من أمامي موغلاً في الأفق، والجبل الأشمُّ ورائي(. هذه أبياتُ قصيدة )من وحي سوسة(: أرأيتَ سوسةَ والأصيـل يلفّها في حلّةنُسجت من الأضواءِ؟! أمّا أنا فلقد أُخذتُ بسحرهــا لمّا وقفتُ هناك ذات مسـاءِ! حدقتُ في أرجائها من شرفتي فعشقتُ منظر هذه الأرجاء البحرُ يبدو من أمامـي موغـلاً في الأفق، والجبل الأشمُّ ورائي والشمسُ تسكب في الغروب أشعةً حمراء فـوق اللجةِ الزرقـاء هبطتْ إلى سطح المحيط فنصفهـا يبدو عليه، ونصفها في المـاء عزمتْ عن الكون الرحيلَ فخضبت آفاقه بدموعها الحمراء وهنا على شطان سوسه يا لها من جنة سحرية الإغراء نامت على البحر الجميل كظبيةٍ مذعورة هربت من الصحراء عذراء في يوم الزفاف تهيأتْ للعرس وانتظرتْ على استحياء يسرى نسيمُ الليل طلقًا ناعمًا ينساب بين رياضها الفناء وعلى التلال أشعة وردية سالت كأقداح من الصهباء وعلى النخيل من الأصيل غلالة فتانة الأصباغ ذات بهاءِ تبدو الطبيعة فيه أجملما ترى في سائر الأرجاء والأنحاء * اسم سوسة تاريخياً تغير اسم سوسة تاريخياً عدّة مراتٍ بتغير الحقب الزمنية. أثناء ظهور المسيحية كان اسمها «سوزوسا»، نسبة إلى أحد ألقاب السيدة مريم العذراء عليها السلام ويعني المنقذة، استمر الاسم حتّى الفتح الإسلامي، وتمّ تغييره إلى سوسة المحروسة. أثناء الاحتلال الايطالي لليبيا أعاد الايطاليون اسم «أبولونيا» من جديد حتى قامت الدولة الليبية. أطلق اسم سوسة على الكثير من المناطق في الدول المغاربية منها )ليبيا، وتونس(، وغيرهما. ولد فيها الفلكي، وعالم الرياضيات «إراثوسثينيس» 276 – 194 ق.م ، الذي كان أميناً لمكتبة الإسكندرية، واستطاع قياس محيط الأرض، كما يوجد إلى الشرق منها بحوالي 15كم كهف هوى افطيح، ومنها كان يصدر نبات السلفيوم المهم آنذاك. ومن آثار المدينة التي تعبر عن تاريخها العريق: الأسوار المحيطة بها التي تم بناؤها في العصر الهليني، ومنها الجزء الحصين الذي يعرف بالأكروبوليس. الأبراج متعددة الأشكال. الكنائس الشرقية والوسطى والغربية، وكنيسةٌ أخرى ذات حنيةٍ ثلاثية التصميم تقع خارج أسوار المدينة. المقابر، والحمامات الباقية من العصرين البيزنطي والروماني، وحوض الملكة «كليوباترا» التي كانت تستمتع به عند زيارتها للمدينة. قصر الدوق البيزنطي الذي كان مقراً للحكم في القرن السادس الميلادي. المسرح الإغريقي الروماني. متحفٍ سوسة وهو متحفٍ خاصٍ بالمدينة، إنشاء بعد أن تمت في المدينة الكثير من أعمال التنقيب والحفريات والبحث عن الآثار، ويضمّ المتحفٍ العديد من الآثار التي تمّ العثور عليها، ومن هذه الآثار بعض المنقوشات ولوحات الفسيفساء، وفيه أيضاً قاعدةً لتمثالٍ يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد وقد كتبت على هذا التمثال قصيدةٌ شعريةٌ كتبها الشاعر «كاليماخوس» في الفترة حوالي 305-204 قبل الميلاد لتبجيل ملك قورينائية «ماجاس». يحتوي المتحف أيضاً على نقشٍ جنائزيٍ يعود للعصر الروماني، وأيضاً فيه جزءٌ من غطاء قبرٍ إغريقي عليه رموز إغريقية، وتمثالٌ لآلهة الحكمة «أثينا»، وتمثالين لاثنتين من نساء سوسة قامتا بأعمالٍ جليلةٍ للمدينة، ومن بين التماثيل المعروضة في هذا المتحف تمثال نحت لسيدة قد همّت بفتح صندوق ملابسها يعود تاريخه إلى نهاية القرن الخامس ق.م، وقبرٌ صغيرٌ كانت توضع فيه عظام الموتى بعد حرقها، وبعض تيجان الأعمدة التي استعملت في بناء المدينة. كما يحتوي المتحف على بعض اللوحات الفسيفسائية، وعلى الكثير من القطع الأثرية مثل بعض التماثيل والنقوش الكتابية واللوحات الفسيفسائية التي عُثر عليها في عدة مواقع من المدينة، من بينها لوحة فسيفسائية وجدت بأرضية الكنيسة الشرقية بالمدينة تعود إلى القرن الخامس أو السادس ميلادي، ونصب تحديد أرض عليه كتابة منقوشة باللغة الإغريقية يعود إلى القرن الميلاد الأول. كذلك توجد في سوسة بعض الآثار الموجودة تحت البحر، والسبب في ذلك حسب تحليل العالم الاركيولوجي الليبي دكتور فضل القوريني رحمه الله، هو الهبوط المستمر للطبقات الأرضية في المدينة عن مستوى سطح البحر ممّا أدى إلى غمر الآثار كلياً بالمياه. هذه المدينة الجميلة معظم سكانها كريتلية، أحد مكونات المجتمع الليبي، الذين وفدوا إليها من جزيرة كريت اليونانية، الذين قدموا الكثير عبر تاريخهم المشرف ولم يبخلوا على ليبيا بشيء.


فبراير
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- فبراير
كوادرو على جدران براح..
بتنظيم وحدة العمل الثقافي التابعة لمركز السلام واستضافة مؤسسة براح للثقافة و الفنون انطلق مساء السبت معرض كوادرو للصور الفوتوغرافية. يضم هذا المعرض بعض من نخبة المصورين الليبيين. من مختلف المدن وهم: علي القرقوري، ماهر العوامي، مفتاح الخشمي، علي سعيد الساعدي، خليل بن إسماعيل، سامية السنوسي، منير الربع، محمد إدريس منينة، عادل إسماعيل… يأتي تنظيم هذا المعرض في إطار جهود مركز السلام ومؤسسة براح للثقافة والفنون لدعم الحركة الفنية في ليبيا، وإتاحة الفرصة للمصورين الليبيين لعرض أعمالهم وتبادل الخبرات. كما يهدف المعرض إلى إبراز دور الصورة الفوتوغرافية كأداة فنية قادرة على توثيق الأحداث، وتسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة في المجتمع.