
الشرق الأوسط تنافس حضاري ام سوق عقاري (1 / 2)
صراحة نيوز – كتب: د.عبدالله سرور الزعبي
تذكر بعض الروايات بان سيدنا ادم نزل في أحد المناطق الجغرافية الواقعة ضمن الشرق الأوسط الحديث، وهو الذي يشكل قلب العالم، وتلتقي فيه القارات العالمية القديمة (اسيا وافريقيا وأوروبا).
ان الحياة التي حظي فيها سيدنا ادم لم تنتهي بسلام، حيث قتل أحد ابناءه الاخر ونزفت اول دماء بشرية (وما زالت الدماء تنزف) في هذه المنطقة، ومنذ ذلك التاريخ وهو محط أحلام البشر والمتنافسين منهم للسيطرة عليه وعلى ثرواته.
فاذا كان أبناء ادم علموا البشرية دفن الموتى، فان السومريون، الذين يشير بعض المؤرخين بان اول ظهور لهم كان قبل 14,000 سنه، وبنوا مدينه اورك قبل 5000 سنه، وعلموا البشرية الكتابة، والادب عن طريق ملحمة جلجامش واستخدام العجلة. اما الاكاديون، فكانوا متعددي الثقافات، وأول من انشاء الحكومة المركزية، والفراعنة في مصر علموا البشرية فن البناء والهندسة، والبابليون اول من سن القوانين وبنوا الحدائق المعلقة، ومنحوا للنساء حقوق مساوية للرجال، والحيثين قاموا بصهر المعادن والاشوريون اول من انشووا المكتبات، وغيرها من الحضارات كالاخمينية (الفارسية الأولى) والفينيقية والكنعانية والآرامية والميدية والكلدانية والادومية والعبرية والحميرية والنبطية (البتراء شاهدة على انجازاتهم) والفارسية الزرادشتية، والاغريقية الهلنستية والرومانية (يشير بعض المؤرخين بان حروبهم في القرون الخمسة الميلادية الاولى كانت اشبه ما تكون دينية، بين المسيحية الهيلينية والزرادشتية) والعرب في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، حيث اتقنوا فن التواصل مع الاخرين للتكامل الاقتصادي، وغيرهم الكثير، وجميعهم لهم انجازات مختلفة في الزراعة والتجارية والبناء والفلسفة والعلوم الطبيعية والاجتماعية وغيرها.
كما ان هذه الحضارات كانت قد تعاونت فيما بينها أحيانا واختلفت الى درجة الابادة احياناً أخرى، وكل هذا يعود الى ان الصراع بأنواعه المختلفة هو من خصائص البشر، كما ان اختفاء تلك الحضارات كان بسبب عدم قدرة شعوبها من المحافظة على التنمية التي تؤمن لها الاستقرار الداخلي والتحالفات الأمنية غير الضرورية احياناً وعدم تقبل الحضارات الدخيلة.
يضاف الى ذلك بان المنطقة شهدت ظهور اول الأنبياء واخرهم، وظهور الديانات التوحيدية كاليهودية والمسيحية والإسلامية، والتي بظهورها انتهى ما تبقى من الحضارات السالفة الذكر في المنطقة.
وعلى الرغم من ان عصر الخلافة الاسلامية يعتبر العصر الذهبي للمنطقة من حيث الاكتشافات العلمية والابداع الادبي والقوة السياسية والعسكرية ومع كل ذلك فهي لم تنعم بالهدوء المطلوب فانطلقت الثورات الاموية، والعباسية والهجمات المغولية والحملات الأوروبية وغيرها، وكلها جاءت طمعاً في ثروات الشرق والسيطرة على الطرق الاقتصادية او انتقاماً، الى ان ظهرت الدولة العثمانية والتي انتهت مع انطلاقة الثورة العربية الكبرى عام 1916 وانتهاء الحرب العالمية الأولى حيث ظهرت اول حلقات التغير في الجغرافيا السياسية للمنطقة.
تبعها انهيار النظام الاستعماري مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وظهور دولة إسرائيل بقرار اممي، لتشكل الحلقة الثانية من التغير العميق في الجغرافيا السياسية للمنطقة (مع الاخذ بعين الاعتبار بان تغيرات أخرى حدثت في مناطق مختلفة في العالم)، لتبدأ مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي مدعوماً من القوى العظمى لصالح إسرائيل الوليدة.
ان الجغرافيا السياسية الجديدة أدت الى ظهور العديد من الثورات والصراعات الدينية والعرقية والتطرف وصولاً الى الصراع بين الشعوب والدول (التنافس الإيراني والتركي والعربي، من منطلق التاريخ الامبراطوري لكل منهم)، مما أدى الى زيادة في النفوذ الاسرائيلي ونفوذ الدول العظمى (خاصة الدول أعضاء نادي الحضارة الغربية المهيمنة خلال العقود السبعة الماضية) السياسي والتدخلات العسكرية ان تطلب الامر، كما سهل على الدول المتنافسة للفوز بمصادر الطاقة (النفط والغاز) باعتبارهما المحرك الرئيسي للاقتصاد الصناعي لدولهم.
اما مفهوم صراع (صدام) الحضارات، فالجميع يعتقد بانه ظهر عام 1990 من قبل برنارد لويس (جذور الغضب الإسلامي)، ومن ثم استخدمه هنتنغتون عام 1993 وعام 1996 في كتاب صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي (بعد سقوط الاتحاد السوفيتي مباشرة، والخطاء العراقي بدخول الأراضي الكويتية، وهذا الحدثان خلقا جغرافيا سياسية جديدة في العالم، وفوضى في الشرق الأوسط ستبقى اثارها طويلاً)، الا انه في الواقع كان قد اشير المصطلح من قبل يينون (الصحفي الإسرائيلي) عام 1982 كصراع إسلامي مسيحي يهودي، والذي سنعود اليها لاحقاً.
وعلى الرغم من الإشارة الى ان الحضارات المتصارعة هي الغربية والصينية، واليابانية والارثوذكسية والهندية واللاتينية والافريقية والبوذية والإسلامية في العالم، الا انه ومن وجهة نظر البعض بان المتصارعين على المنطقة هم المسلمين (سنه وشيعه) والارثوذكس من اهل المنطقة والحضارة الغربية، وبالتالي يفترض البعض بان الحضارة الغربية ستنتصر وستسيطر على المنطقة بالكامل.
اعتقد ان نظرية صدام الحضارات ظهرت لتخفي خلفها الخطط الاستراتيجية المرسومة للمنطقة والعمل جاري لتحقيق أهدافها مع تغير في التكتيك احياناً حسب الظروف الجيوسياسية العالمية والإقليمية.
ان أصحاب فكرة انتصار الحضارة الغربية لم يأخذوا بعين الاعتبار ان الشرق الأوسط، المنطقة الوحيدة بالعالم التي غادرت كافة الحضارات الدخيلة اليه وبقي فيها العرب المتجذرين بلغتهم ودياناتهم وهم الثابت الوحيد فيها. ومع كل ذلك ستبقى المنطقة ارض الاحلام ومحط انظار البشرية كافة وحتى نهاية التاريخ.
ان عاصفة التصريحات التي يشهدها العالم والصادرة عن الرئيس الأمريكي لشراء قطاع غزه كصفقة عقارية لم تأتي من فراغ. فقد سبقه الى ذلك ليفي اشكول في ستينات القرن الماضي، حيث اقترح دفع الأموال للفلسطينيين لترك أراضيهم والمغادرة، كما ان شمعون بيرس كان قد اقترح في تسعينات القرن الماضي تحويل غزه الى سنغافورة الشرق الأوسط عن طريق تطويرها كمركز تجاري وسياحي والصناعة التكنولوجية، منطلقاً من الموارد البشرية المتوفرة فيها ذات التعليم الجيد والمهارات التقنية المطلوبة لاقتصاد المعرفة آنذاك.
ثم جاء لاحقاً كوشنير في عام 2019 ليعلن بان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو نزاع عقاري، يمكن التعامل معه بصفقة مقبولة للجميع، يتبعها تطوير ساحل غزه بطريقة مذهلة، وتطوير قطاع النقل البحري والجوي والبري لتصبح بوابة اقتصادية عالمية، مع التأكيد على عدم التطرق للحلول السياسية، كما انه أشار في شباط 2024 الى ضرورة اخراج الفلسطينيين الى سيناء او النقب. ان تصريح ترامب بأخلاء غزة من أهلها، وهو المخالف للقوانين الدولية ادخل العالم في حالة من الارباك والفوضى، وهو الهدف الذي يسعى اليه بطريقته الخاصة بصنع الفوضى لدى الاخرين وارباكهم ومن ثم يعمل على إعادة الترتيب بطريقته التي تحقق له ما يسعى اليه.
كما ان ترامب في تصريحاته عن شراء غزه والسيطرة عليها، قد يكون انطلق من التاريخ الأمريكي في التوسع الجغرافي للدولة عن طريق شراء الأراضي من الدول، فعلى سبيل المثال شراء مانهاتن عام 1626من الهنود الحمر وشراء لويزيانا عام 1803 من فرنسا، وصفقة فلوريدا وما تبقى من لويزيانا عام 1859 من اسبانيا، وشراء جنوب لويزيانا وجنوب نيومكسيكو من المكسيك عام 1854، وشراء الاسكا من روسيا عام 1867، وجزر هاواي (التي انضمت الى الولايات المتحدة عام 1959) وجزر الفلبين عام 1898 من اسبانيا (استقلت الفلبين عام 1946) وجزر العذراء من الدنمارك عام 1917، ومحاولة شراء غرينلاند عام 1946 عند طريق الغاء ديون الدنمارك، ثم تكرار المحاولة في ستينات القرن الماضي، ومحاولة السيطرة على جزيرة سانت مارتن في خليج البنغال، الامر الذي رفضته رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة والتي تم الإطاحة بها عام 2024 باحتجاجات شعبيه (وهي التي تعزي سبب ذلك لرفضها الطلب الأمريكي). ان المدقق في تاريخ هذه الصفقات يجد ان أمريكا كانت قد انتهزت فرصة الازمات وخاصة الاقتصادية منها والتي كانت تعاني منها الدول التي وافقت على تلك الصفقات.
اما من حيث الاهتمام بالسواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، فقد سعت الدول الكبرى للسيطرة عليها، وتعود الى أفكار قيصر روسيا بطرس الأعظم لإيجاد موقع على ساحله لتسهيل السيطرة على العالم، تبعها فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول وصولاً الى امريكا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 4 أيام
- رؤيا
إلى أي جيل أنتمي.. وأي جيل هو الأقل حظا؟
أصبح تصنيف الأجيال أداة لفهم تأثير الأحداث التاريخية الكبرى على حياة الناس بدأت تسمية الأجيال رسميًا في منتصف القرن العشرين تُعرف الأجيال بأنها مجموعات من الأشخاص وُلدوا في فترات زمنية متقاربة، تشاركوا في تعليم وقيم ثقافية واجتماعية متشابهة، مما يشكل مواقفهم وسلوكياتهم. مع تطور العالم، أصبح تصنيف الأجيال أداة لفهم تأثير الأحداث التاريخية الكبرى على حياة الناس. ما هي الأجيال وكيف تُصنف؟ وفقًا لجيسون دورسي، الباحث في شؤون الأجيال، يُصنف الجيل بناءً على الأحداث التاريخية الفارقة التي شكلت تجاربه وتوقعاته المستقبلية. بدأت تسمية الأجيال رسميًا في منتصف القرن العشرين، مع تقسيم كل جيل إلى فترة زمنية تمتد لحوالي 15 عامًا. يُحدد مركز بيو للأبحاث الأجيال بناءً على سنوات الميلاد، مع ارتباط كل جيل بحدث حاسم يميزه، مثل هجمات 11 سبتمبر لجيل الألفية أو جائحة كوفيد-19 لجيل زد. الأجيال السبعة: خصائصها وأحداثها الحاسمة الجيل الصامت (1928-1945) الوصف: وُلد بين 1928 و1945، وسُمي بـ"الصامت" في مقال بمجلة تايم عام 1951، لتركيزهم على الانضباط وقلة التعبير العلني، حيث كان الأطفال "مرئيين وليس مسموعين". الحدث الحاسم: الحرب العالمية الثانية والكساد الكبير. الخصائص: عمليون، حذرون ماليًا، وشكلوا 7% من سكان الولايات المتحدة في 2022. التأثير: عاشوا ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة، مما جعلهم يقدرون الأمن المالي. جيل طفرة المواليد (1946-1964) الوصف: وُلد بين 1946 و1964، وسُمي بسبب الارتفاع الحاد في معدلات المواليد بعد الحرب العالمية الثانية. الحدث الحاسم: إعادة الإعمار بعد الحرب وحركات الحقوق المدنية. الخصائص: طموحون، تأثروا بالنمو الاقتصادي، وبلغ عددهم 71.6 مليون نسمة في الولايات المتحدة عام 2019. التأثير: استفادوا من الانتعاش الاقتصادي، لكنهم واجهوا تحديات التقاعد مع ارتفاع تكاليف المعيشة. جيل إكس (1965-1980) الوصف: وُلد بين 1965 و1980، ويُعرف بقلة عدده مقارنة بالأجيال الأخرى. الحدث الحاسم: نهاية الحرب الباردة وصعود اقتصاد السوق الحرة. الخصائص: متوازنون بين العمل والحياة، مستقلون، ومرنون. التأثير: تأقلموا مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، لكنهم واجهوا منافسة شديدة في سوق العمل. جيل الألفية (واي) (1981-1996) الوصف: وُلد بين 1981 و1996، وسُمي بسبب بلوغ أكبرهم سن الرشد مع بداية الألفية. الحدث الحاسم: هجمات 11 سبتمبر 2001، الركود الاقتصادي 2007-2009، وجائحة كوفيد-19. الخصائص: بارعون في التكنولوجيا، واجهوا صعوبات اقتصادية كبيرة، وأصبحوا أكبر جيل بالغ في الولايات المتحدة عام 2019. التأثير: واجهوا ارتفاع تكاليف التعليم، ديون الطلاب، وأزمات الإسكان، مما جعلهم "الأقل حظًا" وفقًا لصحيفة واشنطن بوست. جيل زد (1997-2012) الوصف: وُلد بين 1997 و2012، وهو أول جيل نشأ مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. الحدث الحاسم: جائحة كوفيد-19. الخصائص: واعون بالعدالة الاجتماعية، متمرسون تكنولوجيًا، ويهتمون بالقضايا البيئية. التأثير: تأثروا بالتعليم عن بُعد وتغيرات سوق العمل، لكنهم يتمتعون بمرونة رقمية عالية. جيل ألفا (2013-2024) الوصف: وُلد بين 2013 و2024، ويُعرف بكونه الأكثر اندماجًا مع التكنولوجيا. الحدث الحاسم: لم يُحدد بعد، لكن قد يرتبط بالتطورات التكنولوجية أو المناخية. الخصائص: يُلقبون بـ"أطفال الآي باد" بسبب اعتمادهم الشديد على الشاشات، ويُوصفون بـ"الجيل القلق" وفقًا لجوناثان هايدت. التأثير: يواجهون تحديات الصحة النفسية المرتبطة بالتكنولوجيا، لكنهم يتمتعون بإمكانات تعليمية غير مسبوقة. جيل بيتا (2025-2039) الوصف: سيبدأ المواليد من يناير 2025 حتى 2039، وسيشكلون 16% من سكان العالم بحلول 2035. الحدث الحاسم: لم يُحدد، لكنه قد يرتبط بتغير المناخ أو تقدم الذكاء الاصطناعي. الخصائص: منغمسون في الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية، واعون بالبيئة، ويركزون على التعاون المجتمعي. التأثير: سيعيشون في عالم مدمج رقميًا وماديًا، مع تحديات مناخية مباشرة، لكنهم سيستفيدون من الابتكارات الصحية والتعليمية. أي جيل هو الأقل حظًا؟ وفقًا لتحليل صحيفة واشنطن بوست وخبراء مثل جيسون دورسي، يُعتبر جيل الألفية (1981-1996) الأقل حظًا بسبب: الأزمات الاقتصادية: عاشوا الركود الاقتصادي الكبير (2007-2009) وركود 2020 بسبب كوفيد-19، مما أثر على فرص العمل واستقرارهم المالي. ديون الطلاب: واجهوا ارتفاع تكاليف التعليم العالي، حيث بلغ متوسط ديون الطلاب في الولايات المتحدة 43,000 دولار للفرد عام 2023. أزمة الإسكان: ارتفاع أسعار العقارات جعل امتلاك منزل أمرًا صعبًا، حيث زادت أسعار المنازل بنسبة 40% من 2010 إلى 2020. التأخر في المعالم الحياتية: تأخر الزواج، تكوين الأسرة، وتحقيق الاستقلال المالي مقارنة بالأجيال السابقة. مقارنة مع أجيال أخرى: الجيل الصامت وطفرة المواليد: استفادا من النمو الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية، رغم تحديات الحرب والكساد. جيل إكس: واجهوا منافسة في سوق العمل، لكنهم حققوا توازنًا اقتصاديًا نسبيًا. جيل زد: تأثروا بكوفيد-19، لكنهم يتمتعون بمرونة تكنولوجية وفرص رقمية. جيل ألفا وبيتا: يواجهون تحديات مناخية وتكنولوجية، لكنهم يستفيدون من تقدم الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية. على الرغم من ذلك، يُجادل البعض بأن جيل ألفا قد يكون أقل حظًا في المستقبل بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، مما يؤثر على الصحة النفسية، وتغير المناخ الذي قد يفاقم التحديات البيئية. كيف أعرف إلى أي جيل أنتمي؟ لتحديد جيلك، تحقق من سنة ميلادك وطابقها مع الفترات التالية: 1928-1945: الجيل الصامت. 1946-1964: طفرة المواليد. 1965-1980: جيل إكس. 1981-1996: جيل الألفية (واي). 1997-2012: جيل زد. 2013-2024: جيل ألفا. 2025-2039: جيل بيتا. على سبيل المثال، إذا وُلدت في 1990، فأنت تنتمي إلى جيل الألفية. إذا وُلدت في 2005، فأنت من جيل زد. مستقبل الأجيال: جيل بيتا وما بعده يتوقع مارك ماكرندل، عالم الديموغرافيا، أن يكون جيل بيتا الأكثر وعيًا عالميًا، بفضل تربية آباء من جيل الألفية وجيل زد الذين يركزون على: الحد من وقت الشاشة: لحماية الأطفال من إدمان الإنترنت. الوعي البيئي: تعزيز الاستدامة في مواجهة تغير المناخ. المساواة والتعاون: تربية جيل يهتم بالعدالة الاجتماعية. سيشهد جيل بيتا تكامل الذكاء الاصطناعي في التعليم، الرعاية الصحية، والعمل، مع استخدام تقنيات مثل الأجهزة القابلة للارتداء والبيئات الافتراضية. أما الأجيال القادمة، مثل جيل غاما (2040-2054) وجيل دلتا (2055-2069)، فستواجه تحديات وفرصًا جديدة مرتبطة بالتطور التكنولوجي والبيئي. نصائح لفهم الأجيال والتفاعل معها للأفراد: حدد جيلك لفهم تأثير الأحداث التاريخية على قيمك وسلوكياتك. للشركات: صمم استراتيجيات تسويقية تتناسب مع خصائص كل جيل (مثل التكنولوجيا لجيل زد، والاستدامة لجيل بيتا). للآباء: وازن بين استخدام التكنولوجيا والأنشطة التقليدية لدعم صحة أطفال جيل ألفا وبيتا النفسية. للمجتمع: عزز الحوار بين الأجيال لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ. وتُشكل الأجيال السبعة (الصامت، طفرة المواليد، إكس، الألفية، زد، ألفا، وبيتا) طيفًا يعكس تطور المجتمع عبر الأحداث التاريخية. يُعتبر جيل الألفية الأقل حظًا بسبب الأزمات الاقتصادية، ديون الطلاب، وتحديات الإسكان، بينما يواجه جيل ألفا مخاطر الصحة النفسية، وجيل بيتا تحديات مناخية مع فرص تكنولوجية هائلة.


سواليف احمد الزعبي
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سواليف احمد الزعبي
من هو روبرت بريفوست؟ تعرّف على ليو الرابع عشر.. أول بابا أمريكي
#سواليف انتخب الكاردينال روبرت بريفوست، المولود في شيكاغو والذي أمضى حياته المهنية في خدمة الكنيسة في بيرو، يوم الخميس بابا جديدا للفاتيكان، فمن هو؟ سيحمل بريفوست، البالغ من العمر 69 عامًا، اسم #ليو_الرابع_عشر، ليخلف البابا الراحل فرنسيس، الذي استدعاه إلى الفاتيكان عام 2023 لترؤس دائرة الأساقفة، وبذلك يصبح أول أمريكي يُعيّن حبرا أعظم في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الممتد على مدار ألفي عام. أمضى بريفوست، الذي جاب العالم، سنوات يقود المؤمنين في شيكاغو وبيرو وإيطاليا، وهو الآن مسؤول عن رعاية أكثر من 1.4 مليار شخص حول العالم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية. من أين هو؟ وُلد #بريفوست في #شيكاغو في 14 سبتمبر 1955، لوالديه لويس ماريوس بريفوست وميلدريد مارتينيز. نشأ في الجانب الجنوبي من شيكاغو، وكان يرتاد كنيسة القديسة مريم للصعود في شارع 137 الشرقي. يحمل بريفوست الجنسية الأمريكية والبيروفية، والتي يُرجح أنها ساعدته في الوصول إلى سدة البابوية، إذ إن الفاتيكان عادةً ما يتجنب اختيار مواطنين من القوى العظمى العالمية لهذا المنصب. ماذا نعرف عن نشأته؟ خدم بريفوست كشمّاس صغير، وارتاد مدرسة رعوية ومدرسة إكليريكية ثانوية. وبالإضافة إلى إتقانه الإنجليزية والإسبانية، فقد تعلّم الفرنسية من والده، والإيطالية من والدته. حصل على شهادة بكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا في ولاية بنسلفانيا، وسرعان ما قرر أن يصبح كاهنًا، فانضم إلى رهبنة القديس أوغسطين عام 1977. ماذا نعرف عن عائلته؟ كان والده لويس مشرفا على مدارس الضواحي الجنوبية في منطقة المقاطعة 169، وخدم كضابط بحري برتبة ملازم في البحر الأبيض المتوسط خلال الحرب العالمية الثانية. توفي عام 1997. أما والدته ميلدريد، فكانت أمينة مكتبة وكاثوليكية متدينة، وكانت تغني في جوقة كنيسة القديسة مريم. توفيت عام 1990. لدى بريفوست شقيقان: جون جوزيف بريفوست، ولويس مارتن بريفوست. رحلة بريفوست إلى البابوية بعد رسامته الكهنوتية، ارتقى بريفوست في صفوف رهبنة أوغسطين، وانضم إلى بعثات في بيرو عامي 1985 و1988، حيث أمضى في الأخيرة عشر سنوات يترأس مدرسة إكليريكية في تروخيو. وبعد إقامته في بيرو، عاد إلى أمريكا عندما تم انتخابه لرئاسة مقاطعة أوغسطين في شيكاغو، وقد تم انتخابه مرتين كقائد أعلى للرهبنة. تتبع البابا فرنسيس مسيرة بريفوست لسنوات، فعينه عام 2014 مشرفا على أبرشية شيكلايو للإشراف على أفقر منطقة في بيرو. وفي العام التالي، عُيّن أسقفًا على المنطقة. وبحلول عام 2023، اختاره البابا فرنسيس لرئاسة دائرة الأساقفة، وهي واحدة من أهم الإدارات في الفاتيكان والمسؤولة عن اختيار الأساقفة حول العالم. وفي أوائل عام 2025، منح البابا فرنسيس بريفوست أعلى مرتبة في مجلس الكرادلة، مما جعله المرشح غير الرسمي الأبرز لخلافته. ماذا نعرف عن مواقفه السياسية؟ بصفته حليفا مقربا من البابا فرنسيس، أشرف بريفوست على بعض أكثر الإصلاحات ثورية في عهد البابا الراحل. وقد شهد في عهده إضافة ثلاث نساء إلى اللجنة التي تصوّت على ترشيحات الأساقفة، وهي سابقة في تاريخ الكنيسة. كما دعم مواقف فرنسيس في مكافحة التغير المناخي وتعزيز شمولية الكنيسة. ومن الجدير بالذكر أنه انتقد لسنوات سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه الهجرة غير الشرعية، معتبراً أنها تتعارض مع تعاليم الكنيسة ومبادئ 'الحلم الأمريكي'. وقد واجه بريفوست انتقادات في عام 2000 عندما وُجهت له اتهامات بالتقصير أو الإهمال في التعامل مع قضايا اعتداءات جنسية ارتكبها كهنة في الولايات المتحدة وبيرو. ماذا نعرف عن معتقداته الدينية؟ يُعد بريفوست كاثوليكيًا متدينًا طوال حياته، وتحدث عن ضرورة القرب من الله عند وصوله إلى الفاتيكان عام 2023. وقال لصحيفة 'فاتيكان نيوز':'لقد تحدث البابا فرنسيس عن أربعة أنواع من القرب: القرب من الله، ومن الأساقفة الزملاء، ومن الكهنة، ومن شعب الله بأسره.' وتابع: 'يجب ألا نستسلم لإغراء العزلة أو الانفصال في قصر ما، مكتفين بمكانة اجتماعية أو رتبة داخل الكنيسة.. ويجب ألا نختبئ وراء فكرة عن السلطة لم تعد منطقية في عصرنا. السلطة التي لدينا هي للخدمة، ولمرافقة الكهنة، ولأن نكون رعاة ومعلمين'. وتوفي البابا فرنسيس، الذي قاد الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 2013، في 21 أبريل الجاري عن عمر ناهز 89 عاما إثر سكتة دماغية أدت إلى غيبوبة وتوقف القلب.

الدستور
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
رحلة مع كتاب «المدن والتجارة في الحضارة العربية الإسلامية» للأستاذ الدكتور مجد الدين خمش
نضال برقانمن خلال كتابه الجديد «المدن والتجارة في الحضارة العربية الإسلامية» يعمل الأستاذ الدكتور مجد الدين خمش، عميد كلية الآداب الأسبق في الجامعة الأردنية، على تحليل استثمار الحضارة العربية والإسلامية لطرق الحرير البرية والبحرية القديمة بشكل فاعل أسهم في صنع الروافد المالية، والثقافية، والسياسية الأساسية التي دعّمت المدن العربية الإسلامية ومكوّناتها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. مما أدى إلى ازدهارها، وتطوّرها، وتعاظم دورها الحضاري، خصوصًا بعد أن سيطرت الجيوش الإسلامية على طرق وممرات الحرير التجارية البرية والبحرية في عصرها الزاهر شرقًا وغربًا محقّقة السبق الحضاري على مستوى العالم القديم. و»طرق الحرير» مصطلح مجازي للإشارة إلى الروافد التي كانت تدعم صعود وازدهار الحضارات القديمة، خصوصًا البوذية، والفارسية، والصينية، والمغولية، والهندية، والرومانية، والإسلامية. فقد استثمرت جميعها طرق الحرير، أو طرق التجارة بمعنى أكثر دقة للحصول على الموارد المالية، والضرائب، والمواد الأولية والغذائية، والمعتقدات، والأفكار، والفنون. وشملت هذه الطرق تنوّعًا واسعًا من التسميات، منها: طرق الفراء، وطرق التجارة بين الصين ونهر السند، وشمال الهند، وطرق القمح، وطرق الذهب، وطرق البخور، وطرق العاج، وطرق العبيد، وغيرها من التسميات.ويُبرز الكتاب، وقد صدر عن دار «الصايل للنشر والتوزيع- عمّان، 2024، وجاء في 444 صفحة من القطع الكبير، العلاقات والارتباطات التجارية، والسياسية، والعسكرية، والثقافية بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارات القديمة في آسيا وأفريقيا، وأوروبا بشكل خاص من خلال إطار نظري مُدمج يستثمر منظور التاريخ العالمي، ونظريات النظام العالمي الحديث، وطروحات عديد الأدبيات التنموية في العلوم الاجتماعية، وطروحات العولمة، والانتقادات عليها. ولذلك، ولطبيعة الأدلة المستثمرة في الكتاب، ومنهجيته يمكن تصنيفه ضمن مجال «علم الاجتماع التاريخي».ويتم التركيز في الكتاب، بشكل خاص على العلاقات والروابط السياسية، والعسكرية، والحضارية العديدة المتداخلة بين الحضارة العربية والإسلامية والحضارة الأوروبية منذ ما قبل الإسلام، وحتى الوقت الحاضر. بما في ذلك تبادل السلع والمنتجات، والتقنيات، والفلسفات، والأفكار والمعتقدات، والفنون. وتم نقل نتاجات الحضارة العربية الإسلامية العلمية، والمادية، والثقافية إلى الدول الأوروبية مما ساهم في حركة التنوير والنهضة في أوروبا، وصولًا إلى الاكتشافات الجغرافية الأوروبية التي دعّمت الازدهار التجاري في أوروبا، ثم بدء الثورة الصناعية الأولى في بريطانيا، وبعدها في دول أوروبية أخرى. وانتشار الاستعمار الأوروبي في مناطق واسعة في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، والعالم العربي. وكانت القوى الأوروبية قد بدأت بترسيخ سيطرتها على الطرق التجارية العالمية البرية والبحرية منذ نهايات القرن الخامس عشر الميلادي. مما دعّم صعود وازدهار الحضارة الأوروبية، وسبّب تراجع مكانة الحضارة العربية الإسلامية. ذلك أن ازدهار وصعود الحضارة العربية الإسلامية، وضعفها وتراجعها كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بازدهار وانهيار سيطرتها على طرق الحرير الخاصة بها. دون إغفال تأثيرات الخلافات والصراعات السياسية والعسكرية الداخلية على السلطة والنفوذ، والغزوات المدمرة للتتار والمغول، والجيوش الصليبية على عواصم الحضارة الإسلامية، وصولاً إلى السيطرة العثمانية على مقاليد الأمور في الوطن العربي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى حين خضعت المنطقة العربية للاستعمار الأوروبي.ويشير الكتاب في أكثر من موضع إلى سعي الحكومات العربية المعاصرة لاستثمار قدراتها الذاتية، واتفاقيات العولمة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحالفاتها الاقتصادية والسياسية إقليميًا، وعالميًا لتطوير اقتصاداتها ومجتمعاتها لضمان النمو المستدام، وتحقيق رغد العيش لمواطنيها، والمساهمة النشطة في التجارة العالمية المعاصرة للصعود الحضاري من جديد. ذلك أن هذه الاستراتيجيات والقنوات التنموية تمثّل طرق حرير حديثة –بعضها رقميّ- لتراكم الثروة والسلطة، وتحسين المكانة الدولية للدول والحضارات المعاصرة. ويطرح الكتاب بالتالي مشروعًا نهضويًا عربيًا معاصرًا يمكن أن يدعم جهود الحكومات والمجتمعات لتحيق النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي.هذا، ويشكّل الكتاب إضافة جديدة نوعية للمكتبة العربية حيث يقدّم طروحات مبتكرة حول الدور الحضاري للمدن في الحضارة العربية والإسلامية في علاقاتها بطرق الحرير القديمة، والحضارات الأخرى القريبة والبعيدة التي ارتبطت بها تجاريًا، وسياسيًا، وثقافيًا. كما يمثّل نمطًا جديدًا في التأليف المدمج يسهم في تنمية الفكر والإبداع في الثقافة العربية المعاصرة. كما حقّق الكتاب القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع « التنمية وبناء الدولة»، الدورة الـ19، 2025.