logo
كلاوديا شينباوم... رئيسة مكسيكية تعرف التعامل مع ترمب

كلاوديا شينباوم... رئيسة مكسيكية تعرف التعامل مع ترمب

Independent عربية١٩-٠٣-٢٠٢٥

ما السبيل للتعامل مع جارٍ دأب التهديد من دون الدخول في مواجهة مباشرة أو الرضوخ لشريك لا غنى عنه؟ يبدو أن رئيسة المكسيك اليسارية كلاوديا شينباوم وجدت صيغة للتعامل مع دونالد ترمب، نظيرها الأميركي الذي هو على طرفي نقيض منها.
نجحت هذه العالمة من الطبقة الوسطى المتحفظة الطبع، وهي أول امرأة تتولى رئاسة المكسيك، في كسب احترام الرئيس الجمهوري الذي وصفها بالسيدة "الرائعة" لكن مع اتهام حكومتها بالتواطؤ مع تجار المخدرات.
وبعيداً من العلاقة الشخصية تسعى الرئيسة اليسارية البالغة 62 سنة إلى حماية المصالح الحيوية للتجارة الخارجية في بلدها من تهديدات واشنطن الجمركية (80 في المئة من الصادرات المكسيكية توجه إلى الولايات المتحدة)، مع رفض أي تدخل أميركي في الحرب على "كارتيلات" المخدرات.
واعتمدت استراتيجية تقوم على ثلاث ركائز للتعامل مع ترمب سمحت لها بالتوصل إلى اتفاق لتفادي حتى الثاني من أبريل (نيسان) المقبل رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على الصادرات المكسيكية من جهة وبتعزيز شعبيتها في البلد من جهة أخرى.
تتمتع عالمة الفيزياء الشهيرة هذه (تماماً مثل أنغيلا ميركل التي كانت أول امرأة تعين مستشارة لألمانيا) بحس منطقي وعقلاني يتيح لها الحفاظ على هدوئها وبرغماتيتها في وجه ترمب.
وتميزت بالهدوء ورباطة الجأش عندما أعلن ترمب حال الطوارئ على الحدود الممتدة على 3100 كيلومتر بين البلدين فور عودته للبيت الأبيض، كما تحرص على تفادي "الرد على رواية ترمب"، بحسب ما لفتت المتخصصة في العلاقات الثنائية بين البلدين في جامعة كاليفورنيا الجنوبية باميلا ستار.
ومن خلال تفادي المواجهة المباشرة مع ترمب تميزت بمواقفها عن زعماء آخرين في القارة مثل الكولومبي غوستافو بيترو ورئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو.
وقال الصحافي بيدرو ميغيل المقرب من الحزب الحاكم في المكسيك "نزعت التيستوستيرون من المعادلة".
فعندما أعلن الرئيس الأميركي في مطلع مارس (آذار) الجاري دخول الرسوم الجمركية بقيمة 25 في المئة حيز التنفيذ على الواردات من المكسيك بحجة أن سلطات البلد لا تبذل ما يكفي من الجهود للتصدي للاتجار بالفنتانيل والهجرة غير الشرعية، توعدت شينباوم خلال إحاطتها الصحافية اليومية بـ"تدابير تعريفية وغير تعريفية" كي لا يبدو أنها تذعن لضغوط ترمب.
لكنها تترك دوماً الباب مفتوحاً للحوار وتفسح مهلاً زمنية، وتسنى لها بذلك قبل إعلان تدابير الرد التوصل إلى اتفاق عبر الهاتف مع ترمب الذي علق الرسوم حتى الثاني من أبريل المقبل "عرفاناً" لها.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت أعلنت حدثاً عاماً تنوي خلاله استعراض تدابيرها شكل وقت تنظيمه تجمعاً شعبياً مع مشاركة عشرات آلاف الأشخاص (350 ألفاً بحسب الأرقام الرسمية).
وتحظى كلاوديا شينباوم بشعبية تتخطى نسبتها 80 في المئة في بلدها، وقليلة هي الأصوات المعارضة التي تتجرأ على انتقادها.
و"تكلمت" شينباوم مطولاً مع سلفها ومرشدها أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لفهم شخصية ترمب، على ما قال بيدرو ميغيل المقرب من الرئيس السابق.
وتعامل لوبيز أوبرادور مع الملياردير الجمهوري بين عامي 2019 و2021 وهو يعده "صديقاً".
واعتمدت شينباوم بدورها نهجاً "احترازياً" في مواجهة ترمب، على ما قالت باميلا ستار في إشارة إلى مضبوطات الفنتانيل الأولى التي أعلنتها المكسيك قبل عيد الميلاد بين انتخاب الملياردير الجمهوري وتنصيبه.
وتجلى "التعاون" في تسليم المكسيك 29 بارون مخدرات مشبوهاً إلى الولايات المتحدة ونشر نحو 10 آلاف عنصر أمن على امتداد الحدود للتصدي للاتجار بالفنتانيل.
وفي الوقت عينه رفضت الرئيسة "رفضاً قاطعاً" اتهام حكومتها بحماية عصابات الاتجار بالمخدرات.
وهي وضعت واشنطن أمام مسؤوليتها في ما يخص تهريب الأسلحة من الولايات المتحدة إلى المكسيك، مما يغذي دوامة العنف.
وأقر ترمب شخصياً بصرامة شينباوم، بحسب "نيويورك تايمز"، وقال لها في إحدى المكالمات الهاتفية "أنت قاسية" وهو إطراء من جانبه، وفق ما أوردت الصحيفة.
وكانت الرئيسة "صارمة وقوية"، على ما قالت روبرتا لاجوس سفيرة المكسيك لدى النمسا وكوبا وإسبانيا بين 1995 و2020، وقد "كللت استراتيجيتها بالنجاح".
وأشاد المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتز بـ"هدوئها" وحنكتها في التفاوض مع ترمب.
لكن الطريق ما زال طويلاً، وقد يوضع أسلوب شينباوم مجدداً على المحك في الثاني من أبريل المقبل مع انقضاء المهلة بالنسبة إلى الرسوم الجمركية، و"تفادت المكسيك رصاصة لكن ترمب ما زال يمسك بمسدس محمل بالرصاص"، على ما قالت باميلا ستار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد هجوم ترمب على الجامعات.. ألمانيا وهونج كونج تخططان لجذب الطلاب المتضررين
بعد هجوم ترمب على الجامعات.. ألمانيا وهونج كونج تخططان لجذب الطلاب المتضررين

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

بعد هجوم ترمب على الجامعات.. ألمانيا وهونج كونج تخططان لجذب الطلاب المتضررين

تأمل جامعات في آسيا وأوروبا، أن يمنحها هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير على جامعة هارفارد، ميزة حاسمة في سعيها لوقف هجرة العقول والمواهب التي استمرت لعقود إلى الولايات المتحدة، حيث اقترحت ألمانيا أن تُنشئ الجامعة فرعاً لها داخل حدودها. وقال وزير الثقافة الألماني ولفرام فايمر في تصريحات لـ "بلومبرغ"، إن هارفارد "قد تُنشئ حرماً جامعياً للمنفيين في البلاد"، مضيفاً: "إلى طلاب هارفارد والجامعات الأميركية الأخرى، أقول: أنتم مرحب بكم في ألمانيا". وجاءت هذه الخطوة بعد وقت قصير من إصدار جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا دعوةً، قالت فيها إن "أي طالب دولي مُسجل في هارفارد سيكون مُرحباً به لمواصلة دراسته في هونج كونج". وتزايدت هذه المبادرات منذ تولي ترمب منصبه، حيث خفض خلال هذه الفترة مليارات الدولارات من تمويل العلوم والصحة العامة والتعليم، وسرح عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين العاملين في هذه المجالات، وقلص منح البحث العلمي إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ويأتي ما يقرب من نصف طلاب الدراسات العليا في العلوم والهندسة من الخارج، ويتزايد قلق الباحثين المولودين في الخارج من احتمال استهدافهم، إذا شددت الإدارة حملتها على حاملي التأشيرات. واستهدفت إدارة ترمب بشكل خاص جامعات النخبة، بما في ذلك هارفارد وكولومبيا وكورنيل وبرينستون، بدعوى "فشلها" في حماية الطلاب اليهود في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أشعلت موجة من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الجامعات. واستغل البيت الأبيض قضية "معاداة السامية"، التي تُقر الجامعات بأنها مشكلة في حرمها الجامعي، لشن هجوم أوسع لإعادة تشكيل التعليم العالي، حيث يسعى البيت الأبيض إلى تفكيك مبادرات التنوع والمساواة والشمول، بالإضافة إلى مواجهة المؤسسات التي يراها متحيزة بشدة تجاه القضايا اليسارية. الهجوم الأكبر ضد هارفارد ومع ذلك، لم تتعرض أي مؤسسة لهجوم أكبر من هارفارد، أبرز جامعة في البلاد، إذ خفضت الحكومة الأميركية تمويلها للجامعة بما لا يقل عن 2.6 مليار دولار، وهددت وضعها كمؤسسة غير ربحية، وسعت إلى جعلها عبرة لغيرها من الجامعات لعدم امتثالها لمطالب مثل منح الحكومة رقابة أكبر على البرامج الأكاديمية، وعمليات القبول، والتوظيف. ولطالما كانت الجامعات الأميركية رائدة العالم في مجال البحث العلمي المتطور، لكن دول العالم الآن تنظر إلى علمائها كوسيلة لتنشيط اقتصاداتها. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة "نيتشر" في مارس الماضي، أن ثلاثة أرباع، أي أكثر من 1600 باحث أميركي يفكرون في التقدم لوظائف في الخارج، ومع ذلك، لا تزال العديد من الدول تواجه منافسة شرسة مع الولايات المتحدة. يأتي ما يقرب من نصف طلاب الدراسات العليا في العلوم والهندسة من الخارج، وفي حال انخفاض هذا العدد، تخشى شيرلي تيلجمان، الرئيسة السابقة لجامعة برينستون، من أن "يحل محل الطلاب الدوليين طلاب محليون، والذين لن يكونوا بالضرورة بنفس الكفاءة". وكانت الدول الأوروبية من بين الدول الأكثر صراحةً في مناشداتها للعلماء، مع توفير الأموال للجامعات ومعاهد البحث لاستخدامها في استقطاب الباحثين. وأطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة بقيمة 500 مليون يورو (569 مليون دولار) في وقت سابق من هذا الشهر لجذب الباحثين الأجانب، كما خصصت فرنسا 100 مليون يورو لجعل البلاد ملاذاً آمناً للعلوم، وخصصت إسبانيا 45 مليون يورو إضافية لبرنامج لتوظيف كبار العلماء، وتخطط بريطانيا للكشف عن خطتها الخاصة بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني (59 مليون يورو). يضاف هذا إلى جهود مؤسسات فردية في ألمانيا والسويد والنمسا وأماكن أخرى لجذب العلماء من خلال وظائف حديثة الإنشاء، وتمويل خاص، وتأشيرات سريعة. وتُفيد الجامعات الأوروبية بتلقيها سيلاً من الاستفسارات من الأكاديميين المقيمين في الولايات المتحدة، لكن مسألة ما إذا كان الباحثون سيختارون الانتقال في نهاية المطاف، نظراً لانخفاض متوسط ​​الرواتب في أوروبا وصغر حجم صناديق البحث تاريخياً، يعدّ سؤالاً مختلفاً.

فانس: ترمب سيتجنب الحروب المفتوحة وسيستخدم القوة العسكرية بحسم
فانس: ترمب سيتجنب الحروب المفتوحة وسيستخدم القوة العسكرية بحسم

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

فانس: ترمب سيتجنب الحروب المفتوحة وسيستخدم القوة العسكرية بحسم

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، لخريجي أكاديمية عسكرية، اليوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترمب يعمل على ضمان إرسال القوات المسلحة الأميركية إلى مناطق الخطر فقط في حال وجود أهداف واضحة، وليس في «المهام غير المحددة» و«الصراعات المفتوحة»، كما حدث في الماضي. وأوضح فانس، في خطابٍ ألقاه خلال حفل التخرج بالأكاديمية البحرية الأميركية، أن نهج ترمب «لا يعني تجاهل التهديدات، بل يعني التعامل معها بانضباط، وإذا أرسلناكم إلى الحرب، فإننا سنفعل ذلك مع وضع مجموعة محددة للغاية من الأهداف في الحسبان»، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء. وتابع فانس أن البديل في عهد إدارة ترمب سيكون تنفيذ ضربات عسكرية بشكل أسرع، مشيراً إلى القصف الذي أمر به ترمب مؤخراً - ثم أوقفه دون نتائج واضحة - ضد المسلّحين الحوثيين في اليمن. واستطرد قائلاً: «هكذا يجب استخدام القوة العسكرية، بشكل حاسم وبهدف واضح».

ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية
ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

ترمب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية الأميركية

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة، أربعة أوامر تنفيذية تهدف، بحسب مستشاره، إلى إطلاق "نهضة" الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة، مع طموح بزيادة إنتاج الطاقة النووية أربع مرات خلال السنوات الـ25 المقبلة. ويريد الرئيس الأميركي الذي وعد بإجراءات "سريعة للغاية وآمنة للغاية"، ألا تتجاوز مدة دراسة طلب بناء مفاعل نووي جديد 18 شهرا، ويعتزم إصلاح هيئة التنظيم النووي، مع تعزيز استخراج اليورانيوم وتخصيبه. وصرح ترمب للصحافيين في المكتب البيضوي: "الآن هو وقت الطاقة النووية"، فيما قال وزير الداخلية دوغ بورغوم إن التحدي هو "إنتاج ما يكفي من الكهرباء للفوز في مبارزة الذكاء الاصطناعي مع الصين". وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته للصحافيين: "نريد أن نكون قادرين على اختبار ونشر المفاعلات النووية" بحلول يناير (كانون الثاني) 2029. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية في العالم، إذ تمتلك 94 مفاعلاً نووياً عاملاً، لكن متوسط أعمار هذه المفاعلات ازداد حتى بلغ 42 سنة. ومع تزايد الاحتياجات على صعيد الكهرباء، والتي يحركها خصوصاً تنامي الذكاء الاصطناعي، ورغبة بعض البلدان في الاستغناء عن الكربون في اقتصاداتها، يزداد الاهتمام بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم. والعام 2022، أعلنت فرنسا التي تبقى صاحبة أعلى معدل طاقة نووية للفرد بواقع 57 مفاعلا، برنامجا جديدا يضم ستة إلى 14 مفاعلا. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أول هذه المفاعلات العام 2038. وتظل روسيا المصدر الرئيسي لمحطات الطاقة، إذ لديها 26 مفاعلا قيد الإنشاء، بينها ستة مفاعلات على أراضيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store