
هافثور بيورنسون يُعيد كتابة التاريخ بتحطيمه للرقم القياسي في الرفعة الميتة (فيديو)
ويُعد هذا الرقم القياسي بمثابة تحقيق حلم بالنسبة له، حيث يعتبره تتويجًا لسنوات من العمل الشاق في بناء قوته الجسدية والذهنية. وقال ، بيورنسون الذي أظهر ثباتًا كبيرًا أثناء تنفيذ هذا التحدي، إنه لا يُعير اهتمامًا للأوزان الثقيلة بقدر ما يركز على أداء الحركة بطريقة صحيحة وأنيقة.
كيف دعم تيري كروز وأرنولد شوارزنيجر إنجاز هافثور بيورنسون؟
لم تقتصر التهاني على متابعيه فقط، بل لاقت إنجازاته اهتمام العديد من المشاهير في عالم الرياضة والترفيه. من بين هؤلاء كان تيري كروز و أرنولد شوارزنيجر، اللذان هنأوه عبر حساباتهما على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أشار بيورنسون إلى أن هذا النوع من الدعم له تأثير كبير في تعزيز دافع الإنجاز لديه.
ولم يكن ذلك الإنجاز الأول له، حيث سبق له أن توج ببطولات عدة في رياضة أقوى رجل في العالم، وحقق رقمًا قياسيًا في الرفعة الميتة، ما جعله محط إعجابٍ للكثيرين في الأوساط الرياضية. هذا النجاح يُظهر إصراره وتفانيه في مجال رياضته، على الرغم من الضغوط والتحديات التي يواجهها.
كيف واجه هافثور بيورنسون تحدياته الشخصية والرياضية؟
بعيدًا عن التحديات الرياضية، شهد هافثور بيورنسون أيضًا جوانب صعبة في حياته الشخصية. فقد فقد هو وزوجته كايلي طفلهما في حادثٍ مؤلم نتيجة إجهاض، وهو ما جعلهما يشاركان الحزن مع متابعيهم عبر منصات التواصل. إلا أن بيورنسون أصر على الاستمرار في مواجهة التحديات، سواء كانت عاطفية أو رياضية. كما أعرب عن أمله في أن تُسهم مشاركته في مشاركة قصة الحمل المفقود في التوعية حول قضية الإجهاض وألم الفقدان.
اقرأ أيضاً تيري كروز يكشف سر لياقته المذهلة في سن الـ56
ورغم الظروف الصعبة، فإن هافثور بيورنسون لم يتوقف عن مواصلة تحقيق أهدافه في رياضته وحياته، مشيرًا إلى أن التغلب على الصعاب جزء من قوته الداخلية التي ساعدته في بلوغ النجاح والتفوق في الرفعة الميتة وغيرها من التحديات الرياضية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 36 دقائق
- عكاظ
جزاء من جنس العمل
كانت تشبه شجرة السنديان بصبرها، وقد أثقل الزمان عينها بموت زوجها الذي تركها تصارع الظروف، ومتطلبات ابنتها الطفلة الوحيدة التي لا معيل لها سوى أمها، توالت السنوات فيما ابنتها آية التي كانت آية في أخلاقها وخلقها قد تخرجت من الجامعة تحمل إجازة في اللغة العربية، الاختصاص الذي أحبته منذ أن كان أبوها يسمعها القصائد ويقرأ لها القرآن، أرادت أنْ تعيد لأمّها ذلك الفضل لعلها تردُّ لها من قليل القليل الذي تشعر به تجاهها، فلولا صبرها وتحملها تبعات الدراسة لم تستطع أن تكمل دراستها، وتحصل على حلم الشهادة الجامعية الحلم الذي طالما أرادت تحقيقه على أرض الواقع. جاءت إلى أمها، قبّلت رأسها ويديها مبتسمةً قالت لها: لقد نذرت يا أمي لله أنه إذا تخرجت أن أعلمك القراءة والكتابة. ضحكت الأم وردّت: أبعد هذا العمر يا بنيتي؟ الله يسعدك بحياتك، المهم عندي أنك درست، وتخرجت، عيشي حياتك. - وستعيشينها معي، ردَّت البنت التي أصبحت تحمل الشهادة الجامعية. قدَّمت لأمها كتاباً وقالت لها: هذا الكتاب سيعلمك القراءة والكتابة، ومن خلاله سيكون بإمكانك قراءة القرآن الكريم الذي تحبين الاستماع إليه. دارت تساؤلات كثيرة في بال الأمّ الأُميّة، أرجعتها الذاكرة التي تكاد تغيب عن أشياء كثيرة في حياتها، لكنَّها لا تنسى أبداً صورة شبابها عندما كانت في عمر ابنتها، لم يكن ثمة تعليم في المنطقة، حاولت التهرب من الموقف الذي وجدت نفسها فيه أمام ابنتها المتعلمة وبلهجة محبّة قالت: - يا بنتي، أنا الآن في خريف العمر، وقد غربتْ شمسي، وأسأل الله حُسْنَ الختام، الله يرضى عليكِ، اتركيني فما عاد في العمر ما يستاهل التعب. - لكنّه نذر يا حبيبتي يا أمي، وأنا أريد أن اكتشف قدراتي معك، ضمَّتْها بحنان، مسحت شعرها، انهمرت دمعة من عيني الأم على خدِّ البنت، مسحت البنت دمعة الأم، وقالت: تعرفين أن الطبيب بحاجة كي يتدرَّب، والمحامي أن يتمرَّن، فهل تريدين أن تكون ابنتك معلمة فاشلة؟ سأعلمك، وهذا نذر يجب أن أوفيه، الآن جاء وقت وفاء الدين أرجوك هذا فرضٌ عليّ، وأكثر من واجب، بل هذا أقلّ القليل من الديون التي لك في ذمَّتي. استعادت الأم صورة أبويها الأميين وواقع حال الزمن الذي كانت تعيش فيه، وكيف تبدلت الحياة، وأردفت: هل تعلمين يا آية أنتم في هذا الزمن محظوظون؟ على دوري لم يكن هناك مدارس ولا تعليم، -ومع ابتسامة- لو أني درسْتُ كنت الآن مثلك أحمل شهادة جامعية، ولو لم أكن ذكية، لما كنتِ الآن جامعية. قبّلتها وهي تردّد: الحمد لله ما خاب ظني فيك، وقد حقق الله حلمي في أنك أنهيت تعليمك. وسارعت آية، وبحركة دلال، أشعرت الأم بأن ابنتها ما زالت تلك الطفلة التي إذا أصرَّت على أمر، فلا بدَّ أن تفعله، فهي تشبهها في ذلك، وأنا حلمي يا أمي الحبيبة أن أعلّمك. لم يكن أمام الأم سوى أن تهزَّ رأسها موافقة، وهي تقول: ذنبك على جنبك، وعليك أن تتحمَّلي طالبتك التي قد لا تكون ذكية مثلك. ومرَّت الأيام.. كانت الأم قد تشبَّعت بفكرة ابنتها أصبحت تستيقظ قبلها، تقرأ حروف اليوم السابق، لم تعد تخرج إلى زيارات الجارات، قلَّلتْ من ساعات نومها، صار شغلها الشاغل أن تجيد القراءة، وأن تتعلَّم جمع الحروف ونطقها، كانت تشعر بالسعادة البالغة، وهي تنطق جملة متكاملةً من دون أن تخطئ بكلمة، شعرت بشعور جميل يدبُّ في دمها، كانت تحمد الله على أنه وهبها هذه البنت، أصبحت تقرأ القرآن الكريم، ومع مرور الوقت، والممارسة أصبحت أكثر سرعةً في القراءة، وذات صباح أيقظت ابنتها، وهي تناديها: آية... - نعم أمي، ردّتْ البنت.. - أليس المفترض أن أقدّم امتحاناً لآخذ شهادة، ابتسمت، ضمَّت أمها بقوَّة، وهي تشعر بفرحة أمها التي أعادت إليها بعض فضل، فمثلما الأم أعطت عمرها ومالها لتعلّم ابنتها، حاولت البنت أن تردَّ لها ذلك الفضل، وأصبحت الأمُّ تعتاد القراءة كلَّ صباح مع فنجان القهوة، وصارت تقرأ في كتاب الله الكريم، وقد بدأت تشعر بجمال الكلمات، وتستفسر عن بعض المعاني التي كانت تجد فيها صعوبة في فهمها. كانت آية سعيدة بتحقيق ما آلت على نفسها أن تفعله منذ أن كانت طالبةً على مقاعد الدراسة، لأنَّ الجزاء من نوع العمل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 38 دقائق
- عكاظ
آخر الليل أول القصيدة
عاتبيني بالقصائدِ بلغةٍ فوضويّةٍ تصلّي على مشانقِ الاستعاراتِ بغمغمةِ الشِّعرِ يهطلُ وجدًا فوقَ نهدِ المسافةِ بماءِ الكلامِ الصّاعدِ من أولِ الشّغفِ حتى أقاصي الرّحيقِ عاتبيني بقبلةٍ على مقاسِ اللهفةِ تنامُ في سريرِ القصبِ يا جنيّةً تنامُ في البياضِ كيفَ هززْتِ روحي في وردِ المسرَّةِ؟ ولا فسحةَ تُدنيني من العبيرِ في اشتعالِ الأنوثةِ اهدلي في دمي لأصلّيَ لربِّ البنفسجِ ولأهيّئَ لصباحِكِ مروجًا من رذاذِ الفتنةِ تزرعُ رفرفةَ الضّوعِ في عيونِ الصّبايا قلبي زهرةٌ فاحَتْ.. وعينايَ انتظارٌ دثّريني بالندى، بمواويلِ النّهارِ لأرفرفَ في مقاليدِ نبضِكَ أجنحةً سرّيّةً في غمرةِ الهطلِ أنتِ دفءٌ أستشفُّ منهُ الخدرَ في آخرِ الليلِ في أولِ القصيدةِ يتسكّعُ القلبُ بينَ أشجارِ الحبِّ يقطفُ فاكهةَ القُبلِ وفي عينيكِ فاتحةُ الأملِ أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
محرك اقتصادي عالمي وقوة ناعمة تشكل مستقبل الأممالترفيه محرك للنمو الشامل
لم يعد الترفيه في زمننا الراهن مجرد رفاهية ثانوية يمكن الاستغناء عنها في خضم التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة؛ بل تحول إلى ضرورة إنسانية، استثمار استراتيجي، وقوة اقتصادية جبارة باتت تشكل عصب العديد من الاقتصادات الوطنية حول العالم، حيث يعد المتنفس الحيوي الذي يشحذ الهمم بعد عناء العمل، ليجدد الطاقات الكامنة في الأفراد، ويُعيدهم إلى معترك الحياة اليومية بفعالية ونشاط متجدد، مما يعزز الإنتاجية العامة ويحسن جودة الحياة. هذا الإدراك المتنامي لدور الترفيه، ليس فقط على المستوى الفردي والنفسي بل على الصعيدين المجتمعي والدولي، دفع الكثير من الدول المتقدمة والنامية إلى نقله من دائرة الكماليات البسيطة إلى صلب الاستثمارات الجادة والمشاريع الوطنية الكبرى، ليصبح ركيزة أساسية في بناء اقتصادات قوية، وتعزيز مستويات جودة الحياة، وصناعة مجتمعات أكثر ازدهاراً واستقراراً. إن الاهتمام المتزايد وغير المسبوق الذي تُبديه دول العالم المتقدمة والنامية على حد سواء بصناعة الترفيه ليس وليد الصدفة أو مجرد استجابة لتوجهات عابرة؛ بل هو نابع من إدراك عميق للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المتشعبة التي تُقدمها هذه الصناعة ببراعة فائقة. فبالإضافة إلى دورها الجوهري في تحسين جودة حياة المواطنين ورفع مستوى رضاهم العام عن بيئاتهم المعيشية، تُعدّ صناعة الترفيه محركًا اقتصاديًا هائلاً وقاطرة حقيقية للنمو المستدام. تتميز هذه الصناعة بكونها كثيفة العمالة بامتياز، وهذا يعني قدرتها الفائقة وغير العادية على استيعاب أعداد هائلة ومتنوعة من الأيدي العاملة في مختلف المستويات والخبرات والتخصصات؛ لأنها توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لملايين الأفراد حول العالم، بدءًا من الكفاءات العليا والمتخصصين في التخطيط الاستراتيجي، مرورًا بمنظمي الفعاليات الكبرى، الفنانين والممثلين والموسيقيين، الرياضيين المحترفين، وصولاً إلى المتخصصين في التقنيات الحديثة، خبراء التسويق الرقمي، محترفي الضيافة والسياحة، إضافة إلى العاملين في الخدمات اللوجستية، الأمن، وحتى قطاع النقل والمطاعم والتجزئة. هذه القدرة الفريدة على توليد الوظائف تجعلها أداة فعالة للغاية في استغلال الطاقات البشرية لأي دولة، وتساهم بشكل مباشر وفعال في خفض معدلات البطالة، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ويرفع من مستويات الإنتاجية العامة للدولة بشكل ملحوظ. إلى جانب توفير فرص العمل المستدامة، تُعدّ صناعة الترفيه مغناطيسًا ضخمًا وجذابًا للاستثمارات العالمية، سواء كانت محلية أو أجنبية. رؤوس الأموال الضخمة تبحث دائمًا عن الأسواق الواعدة والقطاعات التي تُظهر نموًا مطردًا وعائدات مجزية على الاستثمار، وصناعة الترفيه بشتى أنواعها تُقدم هذه الفرص الاستثمارية المتنوعة والجذابة التي تستقطب كبار المستثمرين. هذه الاستثمارات لا تقتصر على بناء المنشآت الترفيهية العملاقة والمشاريع الضخمة فقط، مثل المدن الترفيهية المتكاملة بمعايير عالمية، المسارح الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات، المجمعات السينمائية الفاخرة، أو الملاعب الرياضية الدولية ذات المواصفات العالمية؛ بل تمتد لتشمل تطوير التقنيات الترفيهية المبتكرة، دعم المواهب الفنية والرياضية الصاعدة وتنمية قدراتها، وتمويل وبناء وتطوير البنى التحتية اللازمة لاستضافة الفعاليات العالمية الكبرى، وكل ذلك يصب في صالح الاقتصاد الوطني ويعزز من قوته وتنافسيته على الصعيدين الإقليمي والدولي. أنواع الترفيه المتعددة.. رافد أساسي لتعزيز الاقتصادات الوطنية يتخذ الترفيه أشكالًا وأنواعًا عديدة ومتنوعة، وكل منها يساهم بطريقته الفريدة والمباشرة وغير المباشرة في دعم الاقتصادات الوطنية وتحفيز النمو الشامل، وتوليد إيرادات متدفقة. يبرز الترفيه الفني بكل أشكاله المتعددة، بدءًا من المسارح الحية التي تقدم عروضًا مبهرة، الحفلات الموسيقية الضخمة التي يشارك فيها نجوم عالميون وعرب، المعارض الفنية التشكيلية التي تعرض أعمالاً فنية مبدعة، وصولاً إلى المهرجانات الثقافية والسينمائية الدولية التي تجذب الأنظار، فكل هذه الفعاليات لا تجتذب جمهورًا واسعًا من الداخل والخارج فحسب، بل تخلق حراكًا اقتصاديًا كبيرًا حولها يشمل الفنادق والمطاعم وخدمات النقل والتسوق، كما تُشكل هذه الفعاليات منصة حيوية لعرض الثقافة المحلية الغنية وتعزيز التبادل الثقافي والحضاري مع العالم. وعلى صعيد آخر، يقف الترفيه الرياضي كقوة اقتصادية ضاربة لا يمكن تجاهلها. استضافة البطولات الرياضية الكبرى، مثل كأس العالم لكرة القدم، الألعاب الأولمبية، سباقات فورمولا 1، أو البطولات العالمية للألعاب الإلكترونية، تُدر إيرادات ضخمة لا تُحصى من حقوق البث التلفزيوني العالمية، مبيعات التذاكر التي غالبًا ما تنفد في ساعات، عقود الرعاية والإعلانات مع كبرى الشركات العالمية، والإنفاق السياحي الكبير المصاحب لهذه الفعاليات من قبل المشجعين والزوار. هذا بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الرياضية الحديثة من ملاعب ومرافق تدريب ومراكز رياضية متطورة، والتي تعود بالنفع على الأجيال القادمة وتساهم في بناء مجتمع رياضي وصحي. ولا يمكن إغفال الدور المحوري للترفيه السياحي، الذي يشمل تطوير المنتزهات الترفيهية العالمية المستوى، المنتجعات الفاخرة التي تقدم تجارب استثنائية، والوجهات السياحية التي تعتمد بشكل كبير على تقديم تجارب ممتعة ومبتكرة للزوار. هذه المكونات تساهم مجتمعة وبشكل مباشر في زيادة الإنفاق السياحي، فالسائح العصري لا يأتي لزيارة المواقع التاريخية أو الطبيعية فحسب، بل يبحث عن تجربة ترفيهية متكاملة وممتعة تدفعه للإنفاق السخي على الإقامة في الفنادق الفاخرة، تناول الطعام في المطاعم المتنوعة، التسوق في المراكز التجارية الكبرى، واستخدام وسائل النقل المختلفة، مما يضخ أموالًا طازجة في شرايين الاقتصاد المحلي ويعزز من إيرادات القطاعات الخدمية والتجارية ويخلق دورة اقتصادية إيجابية. إضافة إلى ذلك، هناك أيضاً أنواع أخرى ناشئة ومهمة تكتسب زخماً متزايداً، مثل الترفيه الرقمي الذي يشمل صناعة الألعاب الإلكترونية التي تُقدر بمليارات الدولارات، وتطوير تطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز، وإنتاج المحتوى الرقمي الجذاب. كما يبرز الترفيه التعليمي الذي يدمج المتعة بالمعرفة في المتاحف التفاعلية والمراكز العلمية والمدن التعليمية المصغرة، مما يعزز التعلم التجريبي ويجذب الشباب، فهذه الأنواع المتنوعة تساهم مجتمعة في إثراء المشهد الاقتصادي وتوفير خيارات أوسع للمستهلكين، وتفتح آفاقاً جديدة للابتكار والاستثمار. أبعد من الأرقام والإحصائيات الاقتصادية البحتة، يحمل الترفيه بعدًا استراتيجيًا وسياسيًا بالغ الأهمية لا يُستهان به، فهو يمثل قوة ناعمة هائلة للدول على الساحة العالمية. تُعرف القوة الناعمة بأنها القدرة على التأثير وجذب الآخرين دون استخدام الإكراه أو القوة المادية، وهذا بالضبط ما يفعله الترفيه ببراعة. إن القدرة على إنتاج محتوى ترفيهي جذاب ومؤثر يصل إلى ملايين البشر حول العالم، أو استضافة فعاليات عالمية مرموقة تجتذب أنظار الإعلام الدولي والجمهور، أو حتى تصدير نجوم ومواهب بارزة في مجالات الفن والرياضة والموسيقى والألعاب، حيث يمنح كل ذلك الدولة نفوذًا ثقافيًا وحضاريًا فريدًا يعزز صورتها ويقوي مكانتها على الساحة الدولية. يُمكن الترفيه الدول من عرض ثقافتها الغنية وتراثها العريق وقيمها الأصيلة للعالم أجمع بطريقة محببة وجذابة، مما يساعد على كسر الحواجز الثقافية، وتبديد الصورة النمطية، وجذب الانتباه الإيجابي نحو الدولة وشعبها، وبناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب والحضارات المختلفة. هذا التأثير الثقافي يمتد ليخدم أهدافًا أعمق؛ فهو يسهم بشكل فعال في بناء سمعة دولية إيجابية للدولة، مما يعزز بدورها الثقة لدى المستثمرين الأجانب ويفتح شهيتهم للاستثمار في هذه الدولة المزدهرة، كما يزيد من جاذبية الوجهات السياحية، ويفتح آفاقًا جديدة للعلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي في مجالات متنوعة. هذا التحول يجعل الدولة ليست مجرد وجهة اقتصادية تستقطب رؤوس الأموال، بل تتحول إلى مركز للإبداع الفني والثقافي، ورافد أساسي للحضارة الإنسانية، ومصدرًا للتأثير الحضاري الذي يترك بصمة لا تُمحى في الوعي العالمي، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية. لم يعد الترفيه ترفًا أو مجرد نشاط ثانوي يمكن الاستغناء عنه في أي لحظة، بل أصبح استثمارًا استراتيجيًا ضروريًا لا غنى عنه في بناء الدول الحديثة التي تتطلع إلى مستقبل مشرق. إنه يمثل حجر الزاوية في بناء اقتصادات متنوعة ومستدامة وقادرة على التكيف مع المتغيرات العالمية المتسارعة، كما أنه يُشكل نافذة واسعة تطل منها الدول على العالم، معززةً بذلك مكانتها وقوتها الناعمة في المشهد الدولي المتغير والمتسارع، ومحققةً مستويات غير مسبوقة من الازدهار والرفاهية لمواطنيها على كافة المستويات.