
شاب هندي تسبب باختفاء العملة المعدنية بعدن ليصبح أحد أغنياء العالم!
من ذاكرة التاريخ
(الأول) متابعة خاصة:
قبل حوالي 60 عامًا، شهدت مدينة عدن قصة مثيرة بطلها تاجر هندي فطين استغل تركيبة الدينار المعدني وهي عملة اليمن الجنوبي سابقا، في مدينة عدن، لتحقيق أرباح طائلة
وفي التفاصيل، بحسب عاصم الغامدي فقد اكتشف التاجر أن الدينار المصنوع من الفضة يحتوي على ما يقارب 15 جرامًا من الفضة النقية، وهو ما يشكل حوالي 70% من وزن العملة. ولاحظ أن قيمة هذه الفضة الخام أعلى من قيمة صرف العملة نفسها في السوق مقابل العملات الأخرى.
ويضيف الغامدي، أن الشاب الهندي استغل هذه المفارقة الذكية، وبدأ في جمع أكبر قدر ممكن من العملات المعدنية من السوق المحلية حتى اختفت العملة الفضية تقريبًا من التداول.
وبعد تجميع كميات كبيرة من الريالات، قام التاجر بصهرها وتحويلها إلى سبائك من الفضة النقية، ثم قام ببيعها في الأسواق العالمية محققًا أرباحًا كبيرة من الفرق بين قيمة الفضة وقيمة العملة الرسمية.
وتسببت هذه العملية الذكية في اختفاء الدينار الفضي من التداول في عدن بشكل شبه كامل، مما أثر على حركة السوق والتجارة في تلك الفترة.
وتعتبر هذه الحادثة مثالًا نادرًا على كيفية استغلال القيمة الكامنة للمواد الخام في العملات لتحقيق مكاسب مالية كبيرة.
هكذا نسجت عدن قصتها معه
تترك المدن في أهلها أثراً يؤثث نفسياتهم، كما تبلور حياتهم بملامحها وهويتها الممتدة، وبذات القدر، قد تضع قدراً مغايراً للعابرين عليها على نحو سيشكل لاحقاً نقطة تحول فارقة في حياة ذلك المار، أو المقيم في جوانبها على السواء.
هذا ما فعلته مدينة عدن اليمنية بأثرى أثرياء قارة آسيا، الهندي، موكيش أمباني، المولود في المدينة، الساحلية التي عاش فيها زمناً مع أسرته قبل أن يعود رفقة والديه إلى بلده الأم حاملاً ما جادت به أيامها القائظة كحال كثير من الأثرياء المحليين، ممن شكلت المدينة نواة ثرواتهم الممتدة.
مدينة الحظ الأول
بحسب تصنيف قائمة "فوربس" للمليارديرات فإن أمباني المولود في 19 أبريل (نيسان) من عام 1957 في مدينة عدن اليمنية، انضم إلى نادى أثرياء العالم بثروة تتجاوز 100 مليار دولار. فهل ابتسم حظ المدينة للفتى الهندي وصنعت منه تاجراً ماهراً كما هي الحال بوالده وكثير من اليمنيين والأجانب الذين بدأوا غلتهم منها يوم كانت تضم بين جنبات ميناءها المهم ومناطق "خور مكسر" و"أروى" و"المعلا" و"التواهي" وغيرها، كبريات الشركات والمصارف ومكاتب التوكيلات والمصانع العالمية منذ بداية وحتى ما بعد منتصف القرن الماضي؟
ماذا لو؟
لم يكن الفتى موكيش على الأرجح يعلم أن وراء سواحل تلك المدينة سراً تخبئه له الأيام فور مغادرتها، وهنا يبدو السؤال مثيراً: كيف لو بقي موكيش كحال كثير من الجاليات الهندية في أحياء وأزقة "الزعفران" و"الخساف" و"كريتر" في المدينة التي وصفت تاريخياً بأنها "ثغر اليمن الباسم"؟
من المرجح أن حاله ستكون كمعظم من يبحث الآن عن الماء والكهرباء والعلاج في منطقة يعاني أهلها من ارتفاع كبير في درجة الحرارة والرطوبة العالية، كما هو الأمر بارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والضرورية والأدوية والخدمات وانعدامها.
هيمنة وصعود
بعد مغادرة اليمن، اتجهت أسرة أمباني إلى موطنها الرئيس بالهند وانضم إلى مدرسة هيل جرانج هاي سكول، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيماوية من جامعة مومباي.
وكان قد ورث أعمال والده الراحل في عام 2005 لتكرير النفط والبتروكيماويات، وسعى الهندي البالغ من العمر 64 عاماً، إلى تحويل مجموعة الطاقة إلى عملاق لتجارة التجزئة والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية.
أيام في عدن ويومان في المخاء
كما أن وحدة الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة به التي بدأت خدماتها في عام 2016، تعد الشركة المهيمنة في سوق خدمات الاتصالات في بلاده التي ينتمي لها شرائح من أعتى الأغنياء، ويعيش فيها أشد الناس فقراً وحاجة.
البداية والوفاء
يمتلك أمباني الآن، ثروة تبلغ 101 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات، بعد أن زادت بمقدار 23.8 مليار دولار منذ بداية العام الحالي.
بحسب الباحث في تاريخ عدن بلال غلام، فإن والد موكيش ككثير من التجار اليمنيين والأجانب بدأوا أعمالهم التجارية من عدن، وفيها جمع أول مبلغ للثروة الضخمة التي يتولاها الآن أمباني.
يوضح غلام أنه وفقاً للموقع الإلكتروني التابع لشركة موكيش، فوالده الثري الهندي بدأ تجارته بمبلغ 100 ألف دينار (بحسب عملة جنوب اليمن حينها) جمعه عندما كان يعمل موظفاً في شركة "البس" التابعة لرجل الأعمال الفرنسي يومذاك أنتونيو بس، الذي كان مقر شركته في منطقة "كريتر" جنوبي المدينة، وهي شركة ضخمة في صناعة السفن والإلكترونيات وغيرها.
ومع أن الواجب يقع على عاتق السلطات المتعاقبة، يعتب غلام على موكيش وغيره من التجار المحليين والدوليين الذين اعتبر أنهم "تنكروا للمدينة التي احتضنتهم في بداياتهم ولم يبادلوها الوفاء المطلوب وهي تمر اليوم بأصعب فتراتها من انعدام الخدمات والمشافي والكهرباء وغيرها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 5 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
روسيا الثالثة عالميا في فائض الميزان التجاري
أشارت الإحصاءات إلى أن روسيا احتلت حتى نهاية العام الماضي المركز الثالث عالميا بفائض الميزان التجاري فيما لا تزال الصين تحظى بأعلى فائض، والولايات المتحدة بأكبر عجز تجاري عالميا. ووفقا لدراسة أجرتها وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، شملت بيانات التجارة في 91 دولة، حققت تجارة 33 منها فائضا إجماليا بلغ 2.3 تريليون دولار، بينما سجلت اقتصادات 58 اقتصادا عجزا إجماليا بلغ 2.8 تريليون دولار. وحققت الصين فائضا تجاريا بلغ 991 مليار دولار تليها ألمانيا بـ258 مليار دولار، وروسيا بـ151 مليار دولار. وشملت القائمة الخمس الأولى أيضا أيرلندا التي تراجعت من المركز الثالث إلى الخامس بفائض بلغ 98 مليار دولار، وهولندا التي حققت فائضا قدره 89 مليار دولار وصعدت ثلاث مراتب. وبين الدول العشر الأولى في فائض الميزان التجاري كانت سويسرا (77 مليار دولار)، والسعودية (73 مليارا)، والنرويج (69 مليارا)، والبرازيل (59.5 مليارا)، وإيطاليا (55 مليارا). في المقابل، سجلت الولايات المتحدة أكبر عجز تجاري في العام الماضي، بلغ 1.3 تريليون دولار. وكانت أقرب "منافس" لها في هذا المؤشر بريطانيا بواقع 303 مليارات دولار. أما الهند التي احتلت المركز الثاني العام الماضي في عجز الميزان تراجعت هذا العام مركزا واحدا لتصبح الثالثة بواقع 263 مليار دولار، فيما شملت قائمة "العجزة" الخمسة فرنسا بـ111 مليارا وتركيا بـ82 مليارا.


26 سبتمبر نيت
منذ 7 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
روسيا تدخل قائمة أكبر 3 اقتصادات عالمية من حيث فائض التجارة
أجرت وكالة سبوتنيك تحليلا اقتصاديا أثبت أن روسيا أصبحت ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الفائض التجاري في حين لا تزال الصين تتلقى أكبر دخل صاف من التجارة وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية لـ91 دولة رئيسية. أجرت وكالة سبوتنيك تحليلا اقتصاديا أثبت أن روسيا أصبحت ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الفائض التجاري في حين لا تزال الصين تتلقى أكبر دخل صاف من التجارة وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية لـ91 دولة رئيسية. وقامت وكالة سبوتنيك بتحليل بيانات التجارة التي نشرت بالفعل أرقامًا عن العام الماضي ومن بين هذه البلدان حصلت 33 دولة فقط على فائض تجاري بلغ 2.3 تريليون دولار إجمالًا في حين دخل 58 اقتصادًا في المنطقة الحمراء بواقع 2.8 تريليون دولار. وكانت الصين أكبر الرابحين من التجارة العام الماضي إذ بلغ الفائض التجاري لها 991 مليار دولار وفي المرتبة التالية كما في العام السابق تأتي ألمانيا بإيرادات تجارية صافية بلغت 258 مليار دولار. وتحتل روسيا المركز الثالث بفائض تجاري قدره 151 مليار دولار لتتقدم أربعة مراكز نتيجة لذلك وتضم المراكز الخمسة الأولى أيضا أيرلندا، التي تراجعت من المركز الثالث إلى المركز الخامس بفائض بلغ 98 مليار دولار وهولندا التي سجلت فائضا قدره 89 مليار دولار وصعدت ثلاثة مراكز. وشملت الدول العشر الأولى التي حققت أعلى ربح من التجارة أيضًا سويسرا 77 مليار دولار والمملكة العربية السعودية 73 مليار دولار والنرويج 69 مليار دولار والبرازيل 59.5 مليار دولار وإيطاليا 55 مليار دولار. وفي الوقت نفسه سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عجز تجاري في العام الماضي بلغ 1.3 تريليون دولار وكان أقرب منافس لها هي بريطانيا على الرغم من أن عجزها التجاري كان قد بلغ 303 مليارات دولار.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 8 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
ضربة للبحرية الألمانية.. تأجيل بناء 6 فرقاطات حتى عام 2030 على الأقل
برلين- سبأ: أفادت وسائل إعلام ألمانية، نقلاً عن مصادر، بتأجيل استكمال بناء 6 فرقاطات من فئة "إف 126" للبحرية الألمانية حتى عام 2030، على الأقل. وطلبت البحرية الألمانية أول 4 فرقاطات في عام 2020، واثنتين أخريين في يونيو 2024، من شركة بناء السفن الهولندية "دامن نافال" بقيمة إجمالية تبلغ نحو 9 مليارات يورو (10.23 مليار دولار). وكان من المقرر أن تدخل أولى السفن الخدمة في عام 2028. وأشار تقرير نشرته صحيفة ألمانية، إلى أن مصادر مطلعة تعمل حاليًا على بدء التشغيل ابتداء من عام 2030. ووفقًا للتقرير، فإن الشركة الهولندية غير راضية عن شروط العقد، التي تنص على ضرورة إكمال 70% على الأقل من الطلب في أحواض بناء السفن الألمانية. ومع ذلك، ذكر التقرير أن ممثلي البحرية الألمانية وشركة بناء السفن غير مستعدين للتعليق علنًا على الصعوبات التي نشأت أو تحديد مواعيد دقيقة جديدة لإكمال البناء. وأعلنت شركة "دامن نافال" عن تأخير في تسليم السفينة الأولى، وتعمل الشركة المتعاقدة حاليًا على خطة مشروع شاملة منقحة وموثوقة مع مقاوليها، وفقًا لما ذكرته هيئة الأسلحة وتكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الألمانية في الجيش الألماني، وفقا للتقرير. وتمتلك البحرية الألمانية، وفقًا للبيانات المنشورة على موقع الجيش الألماني، حاليًا 11 فرقاطة، تنتمي 4 منها إلى فئة "إف 123" وتم إطلاقها في الفترة من 1994 إلى 1996، وكان من المفترض استبدالها بفرقاطات من فئة "إف 126" الجديدة بعد عام 2028، حسبما حددت الصحيفة الألمانية.