
رسائل من الحرب العالمية الثانية
يستعد الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، كل على طريقته، للاحتفال بالذكرى الثمانين لانتهاء أخطر صراع عسكري في التاريخ باستسلام ألمانيا النازية وفرض الوصاية عليها وتقسيمها. وفيما كانت الهزيمة واضحة، كان النصر مثيراً للجدل بين الحلفاء، الذين ظلوا مختلفين، إذ يرى الغربيون أنهم آباء ذلك الانتصار، بينما يؤكد الروس أن جيشهم الأحمر السوفييتي كان القوة القاهرة التي سحقت الخطر النازي.
في الثامن من مايو/أيار من كل عام، تقيم بريطانيا وفرنسا وكندا احتفالات بالنصر في أوروبا، وفي التاسع من الشهر ذاته تقيم روسيا احتفالات مهيبة بحضور قادة أجانب، يتم خلالها استعراض عسكري ضخم، واستحضار لبطولات وتضحيات في تلك الحرب، ذلك لأن روسيا قدمت نحو نصف إجمالي الضحايا في مواجهة الجيش النازي بأكثر من 20 مليون إنسان، وتمكن الجيش الأحمر من شن هجوم مضاد اكتسح خلاله الجيش الألماني في شرق أوروبا حتى بلغ معقل أدولف هتلر في برلين، وتجاوزها غرباً حتى قابل القوات الأمريكية في تورجاو على نهر إلبه في وسط ألمانيا. ومع ذلك ظل الغربيون، (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا)، يقللون من شأن الانتصارات التي حققتها موسكو، وينسبون النصر الأكبر لقواتهم، رغم أن الوقائع لا تؤيد ذلك، وتشير إلى ما يشبه التكامل بين الجبهتين الشرقية والغربية في الهجوم الأخير على ألمانيا.
كثيراً ما اشتكى المسؤولون الروس وقبلهم السوفييت من جحود غربي فج للدور الذي نهض به آباؤهم وأجدادهم، واتهموا شركاءهم الأطلسيين بأنهم لا يرون إلا إنجازاتهم، رغم أن ألمانيا النازية دمّرت لندن بالقصف الجوي والصاروخي واحتلت باريس، دون قتال فعليّ. ولولا مغامرة هتلر في ما أسماها «عملية بربروسا»، ولو لم يَجُرّ الاتحادَ السوفييتي إلى الحرب، واكتفى بالجبهة الغربية، لربما انتهت الحرب بنتيجة مختلفة تماماً لما كانت عليه عام 1945، ولربما كان النظام الدولي الذي نشأ بعدها مغايراً لما كان أثناء فترة الحرب الباردة. ولكن للتاريخ أحكامه ومقتضياته، وانتصر الحلفاء مجتمعين، قبل أن يتفرقوا ويترسخ عداء عميق بين الشرق والغرب، ما زال إلى الآن، تعمّق بعد الحرب الدائرة في أوكرانيا.
في الذكرى الثمانين لذلك النصر، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسمية 8 مايو/أيار ليكون يوم النصر في الحرب العالمية الثانية، و11 نوفمبر/تشرين الثاني ليكون يوم النصر في الحرب العالمية الأولى، للاحتفال بهما للمرة الأولى، قائلاً إن بلاده انتصرت في الحربين، وهو محقٌّ في ذلك، لكن ذلك النصر لم يكن أمريكياً خالصاً بل مع الحلفاء الآخرين، وأهمهم بريطانيا وفرنسا ثم الاتحاد السوفييتي في الحرب الثانية.
قرار ترامب، يدخل في سياق تبادل الرسائل بشأن الجدل القائم حول نتائج تلك الحرب الكبرى، وهي نتائج تلقي بظلالها على ما يجري اليوم، وهنا توجه واسع لدى النخب في الدول الحليفة، وحتى لدى الألمان، بضرورة الاستمرار في التذكير بأحداث تلك الحرب وما قبلها والاستمرار في تعليمها للأجيال الشابة، وفي خلفية المشهد هناك قناعة بأن الصراع لم ينته، وأن جولة أخرى قد تندلع وتسمى الحرب العالمية الثالثة، وهو ما يبرر الهوس بالعسكرة والتسلح، لا سيما في أوروبا، التي باتت تعتقد أن بعض حلفاء الأمس يتحولون مع مرور الوقت إلى خصوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
إسرائيل ترد بـ"عنف" على الاتحاد الأوروبي
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان نشره المتحدّث باسمها أورين مارمورشتاين على منصة إكس: "نحن نرفض تماما توجّه" مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "الذي يعكس سوء فهم تامّا للواقع المعقّد الذي تواجهه إسرائيل (..) ويشجّع حماس على التمسّك بمواقفها". قرار الاتحاد الأوروبي وفي وقت سابق، قررت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إصدار أمر بمراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهو اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين، وذلك على خلفية حظر تل أبيب دخول المساعدات إلى غزة. ونقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) عن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب قوله إن هذا الأمر جاء في أعقاب قرار إسرائيل حظر دخول المساعدات إلى غزة. يأتي ذلك بعد أن حشدت هولندا ما يكفي من الدعم لمقترحها بمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بسبب استمرار الأخيرة في توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات. وفي بيان صدر، الاثنين، أصدرت فرنسا وبريطانيا وكندا بياناً مشتركا هددوا فيه بفرض عقوبات على إسرائيل في حال لم توقف عمليتها العسكرية في غزة، وفي حال لم ترفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
ترامب يعلن بناء "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بـ175 مليار دولار
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه.وفي نهاية يناير، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وتسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي الدولة العبرية من هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90 بالمئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وفي بادئ الأمر طوّرت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب العام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
عقوبات أوروبية جديدة ضد روسيا.. وتهديد بالمزيد
وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على منصة «إكس»، أن الاتحاد الأوروبي وافق على الحزمة الـ 17 من العقوبات على روسيا، والتي تستهدف قرابة 200 من سفن أسطول الظل، مضيفة: «يجري الإعداد لمزيد من العقوبات على روسيا.. كلما أطالت روسيا أمد الحرب، ازداد ردنا صرامة». وأعربت كالاس عن الأمل في اتخاذ الولايات المتحدة إجراء قوياً حال استمرت روسيا في رفض وقف إطلاق النار في أوكرانيا. «ندعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط بشكل فوري حتى يتسنى إجراء محادثات بشأن إحلال سلام عادل ودائم.. أوضحنا أن تأخير جهود إحلال السلام من شأنه مضاعفة عزمنا على مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها واستغلال عقوباتنا لتقييد آلة بوتين الحربية». وقال بيستوريوس على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبوتين أكدت مرة أخرى أن روسيا لا تزال غير مستعدة لتقديم تنازلات، مضيفاً أن بوتين يتحدث فقط عن وقف إطلاق النار وفقاً لشروطه. والتي تشمل تخلي أوكرانيا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وتنازلها عن الأراضي، وغيرها من الأمور. كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، إن مشاركة الإدارة الأمريكية في جهود تحقيق السلام في أوكرانيا أمر إيجابي للغاية، لكن يتعين استشارة الأوروبيين وأوكرانيا أيضاً. «لم يحصل على أي تنازل». وأعلن روبيو أن ترامب لا يريد فرض عقوبات جديدة على روسيا لأنه يعتقد أنه حاليا إذا بدأنا التهديد بعقوبات، سيتوقف الروس عن التحاور ومن المفيد أن نتحاور معهم وندفعهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات، مضيفاً: «إذا كان من الواضح أن الروس غير مهتمين باتفاق سلام ويريدون فقط مواصلة الحرب، فقد نصل إلى ذلك». وأضافت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي: «الكرة الآن في ملعب كييف.. ونظراً للتصريحات والأفعال الهستيرية والمتناقضة التي لاحظناها مؤخراً، بما في ذلك تكهنات زيلينسكي السابقة بشأن السلام، يجب عليهم الآن ترجمة الأقوال إلى أفعال وخطوات ملموسة»، معربة عن أملها في أن تنتصر غريزة كييف للحفاظ على ما تبقى من دولتها، ما يدفعها إلى اتخاذ موقف بناء. وقال البيان، إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 108 طائرات مسيرة تم إطلاقها من مناطق بريانسك وشاتالوفو وأوريول وميلروفو وبريمورسكو-أختارسك الروسية.