
كيف سيغيّر GPT-5 قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي؟
وقد صُمم GPT-5 ليكون أكثر دقة في إجاباته وأقل ميلاً للهلوسة، مع استخدام لغة تتسم بقدر أكبر من الواقعية، حيث لن يكتفي هذا النموذج بالإجابة عن الاستفسارات، بل سيُحاور ويُخطط ويُبادر، كما لو أنه متعاون بشري مدرّب يتمتع ببُعد نظر.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان ، فإن التفاعل مع GPT-5 يُشبه التحدث إلى خبير يحمل درجة دكتوراه في أي مجال يخطر على البال، إلى حدّ قد يجعل المستخدمين ينظرون إلى نموذج GPT-4 السابق، وكأنه نموذج بدائي.
يعتمد إصدار GPT-5 على نظام موحّد، حيث أن بنية النظام لم تعد مقسّمة إلى نماذج متعددة بقدرات متفاوتة كما كان الحال في الإصدارات السابقة. فالإصدار الجديد يستند إلى طبقة واحدة أساسية ذكية وسريعة، تُمكّنه من التمييز تلقائياً بين الأسئلة الروتينية والقضايا المعقّدة، ليختار مستوى التفكير الأنسب لكل حالة، وهذا التكيّف التلقائي يتيح لـ GPT-5 التعامل بمرونة مع تنوّع الطروحات، فهو يعلم متى يستجيب بسرعة ومتى يحتاج إلى التروّي والتفكير المتعمّق لتقديم إجابة بمستوى الخبراء
احترافية البرمجة
يُحقق GPT-5 أرقاماً قياسية جديدة في معايير برمجة وتطوير مواقع ويب وتطبيقات وألعاب سريعة، كما أنه
يُقدّم أداء متطوّراً في مجالات الرياضيات والكتابة والصحة والإدراك البصري وغيرها، مما يُحوّل أفكار المستخدمين إلى واقع ملموس بلمسة.
وبحسب سام ألتمان فإن الأشخاص الذين لم يتلقوا في حياتهم أي تدريب في علوم الحاسوب ، سيتمكنون من خلال GPT-5 من إنشاء أي نوع من البرامج التي يحتاجونها بسرعة وسهولة لمساعدتهم في العمل أو في مهام أخرى.
قفزة في سعة المعالجة
ويتميز GPT-5 بقدرته على معالجة نصوص طويلة جداً دفعة واحدة، بحد أقصى يبلغ 400 ألف رمز وهو نطاق غير مسبوق، أي ما يُعادل مئات الصفحات من المحتوى، وهذا يعني أنه يستطيع قراءة وتحليل مستندات ضخمة، والاحتفاظ بتفاصيلها، ثم توليد ردود دقيقة بناءً على كامل السياق، دون الحاجة إلى تقسيم المعلومات أو فقدان الترابط بينها.
هل GPT-5 هو الذكاء الفائق؟
من خلال GPT-5، نشهد تحول الذكاء الاصطناعي من أداة لتقديم إجابات دقيقة إلى شريك يُفكر بطريقة منطقية، فـ GPT-5 أكثر بكثير من مُجرد روبوت يوفّر الإجابات، بل هو بمثابة زميل ذكي نثق بعمق خياراته السريعة ونعتمد على حدسه.
ولكن ورغم هذه القفزة النوعية في مستوى الذكاء ومعالجة المهام، لا يزال GPT-5 دون عتبة " الذكاء الفائق" أو "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI)، الذي يُعد الحلم النهائي لهذا المجال، فبحسب الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، يُعد GPT-5 خطوة مهمة إلى الأمام تُقربنا كثيراً من شيء يُشبه الذكاء الخارق.
ما تكلفة الوصول إلى GPT-5؟
يُمكن لجميع مستخدمي ChatGPT تجربة GPT-5، بما في ذلك أولئك الذين يستخدمون النسخة المجانية، حيث سيكون GPT-5 هو الوضع الافتراضي في جميع إصدارات ChatGPT.
ولكن فقط المشتركين في النسخة المدفوعة من ChatGPT سيحصلون على وصول قياسي وغير محدود لنموذج GPT-5 الجديد، في حين أن أولئك الذين يستخدمون النسخة المجانية سيتمكنون من طرح عدد محدود من الأسئلة قبل أن يعود النظام تلقائياً إلى استخدام نموذج mini.
فعند استنفاد الحد المجاني من استخدام GPT‑5، سيتم تحويل المستخدمين إلى نموذج "GPT‑5 mini" وهي نسخة أخف وأسرع وأكثر كفاءة من GPT-4، ولكن بقدرات محدودة مقارنة بنموذج GPT‑5 الكامل.
ردود فعل متباينة
ولكن ورغم الترويج الكبير الذي حظي به إطلاق نموذج GPT-5، إلا أن تقرير نشرته "بلومبرغ" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، ذكر أن الساعات الـ 48 التي تلت إطلاق النموذج، شهدت مراجعات متباينة من قبل المستخدمين ، حيث أعرب البعض عن إحباطهم من استمرار GPT-5 في اختلاق المعلومات، والتعثر في أسئلة الرياضيات والإملاء البسيطة، حيث قال نوح جيانسيراكوزا، الأستاذ المشارك في الرياضيات بجامعة بنتلي، إنه شعر أن الإطلاق كان مخيباً للآمال، مشيراً إلى أن التحسينات كانت هامشية.
من جهته أعجب إيثان موليك، الأستاذ في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، والذي يُجري تجارب متكررة على نماذج الذكاء الاصطناعي ، بقدرة GPT-5 على إجراء الأبحاث، والتوصل إلى ردود ذكية، وتبسيط عمليات البرمجة، مؤكداً أن النموذج الجديد، يقوم بأشياء استثنائية وأحياناً غريبة، فهو في بعض الأوقات يتحرك بمفرده تماماً ، وهذا ما يجعله مثيراً للاهتمام للغاية.
ويوم الجمعة، ردّ ألتمان على بعض التعليقات وقال إن GPT-5 كان يعاني من مشكلة في النظام، وتم إصلاحها، مؤكداً أن النموذج الجديد سيبدو أكثر ذكاءً من الآن وصاعداً، إلا أن GPT-5 عاد وتعطل مرة أخرى بعد تصريح ألتمان، وكانت النتيجة أن النموذج بدا أكثر غباءً بحسب "بلومبرغ".
ويقول رئيس شركة تكنولوجيا "مازن الدكاش"، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن العالم وبعد ظهور GPT-5 أصبح أمام فصل جديد بالكامل في تاريخ الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا لا يعني أن عصر الذكاء الاصطناعي كما نعرفه انتهى، فصحيح أن GPT-5 يضعنا على عتبة الذكاء الاصطناعي الذي يتفاعل مع البشر بطريقة أكثر طبيعية وذكاءً، وهو قادر على فهم سياقات معقدة وسلوكه التفاعلي سلس، ولكن في الوقت نفسه، هذا النموذج لا يزال بعيداً عن الذكاء الاصطناعي الخارق"AGI" الذي سينهي مفهوم الذكاء الاصطناعي كما نعرفه.
ويرى الدكاش أن GPT-5 يمثل بداية عصر يتطلب منا إعادة التفكير في كيفية التفاعل مع هذه التكنولوجيا ، فالفارق الجوهري هنا هو أن GPT-5 يجعل الذكاء الاصطناعي أقرب إلى زميل موثوق، بكفاءة أعلى في مختلف المهام، وهذا التحول يعني أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً حقيقياً في اتخاذ القرارات، وبالتالي لا يجوز النظر إلى GPT-5 كأداة تقنية جديدة فقط، بل كنقطة انطلاق لمناقشة أوسع، حول مستقبل هذه التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وكيفية دمجها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع بأسره، مع الحفاظ على القيم الإنسانية.
سبب التباين في الآراء
وشدد الدكاش على أنه لا يمكن محاسبة أي نظام معقد مثل GPT-5 بعد ساعات قليلة فقط من إطلاقه الرسمي، فحين تطلق شركات التكنولوجيا الكبرى تحديثات ضخمة، أو نماذج جديدة من الذكاء الاصطناعي، تمر هذه الأنظمة في مرحلة حساسة للغاية، تُعرف باسم "الإطلاق الأولي"، وفي هذه المرحلة لا تكون كل الوظائف والميزات مستقرة بنسبة 100 في المئة، لأن النظام يتعامل مع ملايين المستخدمين حول العالم في وقت واحد، مع تنوع هائل في الاستخدامات والطلبات، مشيراً إلى أن ذلك يؤدي إلى ظهور مشاكل مثل أخطاء في الحسابات أو حتى تعثر في الإملاء، وهذا أمر شائع وطبيعي خلال أول 48 ساعة من الإطلاق، ولهذا السبب فإنه من الطبيعي جداً أن نسمع عن مراجعات متباينة للمستخدمين.
عدم التسرع بالحكم
ويشرح الدكاش أن تطوير الذكاء الاصطناعي في هذه المستويات المتقدمة، يشبه بناء محرك طائرة أو مركبة فضائية، حيث تستمر التحديات التقنية بالظهور بشكل دائم عند التشغيل الفعلي، ففي النهاية يحتاج المستخدمون والمحللون إلى منح هذه التكنولوجيا الجديدة، فرصة للتطور والاندماج في بيئات العمل الحقيقية، وعدم إصدار أحكام نهائية مبكرة، معتبراً أن المرحلة التي تلي الإطلاق هي الأهم، حيث يتم تثبيت الأساسيات وصقل الأداء بناءً على التجارب الحقيقية، وهذا ما سيحدد مدى نجاح GPT-5 ونجاح أي نظام ذكاء اصطناعي متقدم في المستقبل القريب.
ورقة قوة لـ OpenAI
واعتبر الدكاش أن إطلاق GPT-5 يعزز موقع OpenAI كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية، وسط سوق تشهد تحركات متسارعة من شركات عملاقة، لذا فإن GPT-5 ليس فقط إنجازاً تقنياً، بل هو عامل حاسم وورقة قوة لـ OpenAI في سباق الهيمنة الاقتصادية على مستقبل الذكاء الاصطناعي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 40 دقائق
- الاتحاد
GPT-5.. ذكاء اصطناعي بمستوى الدكتوراه يكسر حدود المعرفة
في لحظة فارقة بتاريخ الذكاء الاصطناعي، أطلقت شركة OpenAI نموذجها الأحدث GPT-5، الذي يعد نقلة نوعية في القدرات التحليلية والمنطقية. هذا الإصدار لا يمثل مجرد تحديث تقني، بل ثورة حقيقية في طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا، فاتحًا أبوابًا واسعة للابتكار في مختلف المجالات، من البرمجة والتعليم إلى الصحة وصناعة المحتوى. ومع إتاحته لجميع مستخدمي منصة ChatGPT، سواء كانوا مجانين أو مشتركين، بدأت رحلة جديدة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. لكن في خضم هذا الحماس، ظهرت أصوات ناقدة تتحدث عن بعض المشاكل في الأداء وتغيير نماذج سابقة اعتاد عليها المستخدمون. قفزة نوعية.. من طالب ثانوي إلى خبير دكتوراه خلال عرض تقديمي دام أكثر من ساعة ونصف، أوضح سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، أن تطور نماذج GPT يشبه التطور من التحدث مع طالب في الثانوية (GPT-3)، إلى مستوى طالب جامعي (GPT-4)، والآن مع GPT-5 نصل إلى مستوى "خبير دكتوراه" يملك قدرة تفكير وتحليل متقدمة. النموذج الجديد أظهر تفوقاً ملحوظاً في اختبارات عالمية مثل SWE-bench وAIME 2025، مع تقليل كبير لمشكلة "الهلوسة" أو اختلاق المعلومات، مما يزيد من موثوقية الردود ودقتها. اقرأ أيضاً..أول روبوت بشري يدرس الدكتوراه في الصين متاح للجميع بثلاث نسخ تناسب كل الاحتياجات أعلنت OpenAI عن توفير GPT-5 بثلاث نسخ رئيسية لتناسب مختلف المستخدمين: GPT-5 الكامل: معزز للمهام المنطقية المعقدة. GPT-5 Mini: نسخة أخف وأسرع تناسب التطبيقات التي تحتاج إلى استجابة فورية وخفيفة. GPT-5 Nano: نسخة فائقة السرعة لتطبيقات زمن الاستجابة فيها حاسم. يتمتع المشتركون في الباقات المدفوعة بحدود استخدام أعلى وخدمات متقدمة، بينما يستطيع المستخدمون المجانيون الوصول إلى النموذج الكامل مع حدود استخدام معينة، وبعد الوصول إليها يتم تحويلهم إلى النسخة المصغرة. قدرات مذهلة في البرمجة والتطبيقات التفاعلية خلال العرض، أظهر GPT-5 قدرة فريدة في "الترميز الإبداعي"، حيث يمكنه ابتكار تطبيقات كاملة بناءً على طلب بسيط. فقد أنشأ خلال ثوانٍ تطبيق ويب تعليمي لتعلم الفرنسية يشمل بطاقات تعليمية واختبارات وتتبّع التقدم. كذلك تم تطوير ألعاب تفاعلية ثلاثية الأبعاد مثل لعبة "الفأر والجبن" التي تنطق كلمات فرنسية عند الفوز، مما يدمج بين التقنية والترفيه بأسلوب جديد. الأمان والشفافية في المقدمة لم تركز OpenAI فقط على الأداء، بل حرصت على تعزيز أمان GPT-5. إذ بات النموذج يقدم "إجابات آمنة" بدلاً من الرفض المباشر للأسئلة الخطرة، مع شرح واضح لأسباب رفض بعض الطلبات، ما يعزز الشفافية ويزيد من ثقة المستخدمين. نقلة نوعية في مجال الصحة والتعليم في مجال الرعاية الصحية، يُمكن لـ GPT-5 تحليل الأعراض بدقة واقتراح أسئلة إضافية تساعد المستخدمين على التواصل مع أطبائهم بشكل أفضل. كما يقدّم ميزات تعليمية مبتكرة مثل وضع "الدراسة والتعلم" باستخدام الصوت والصورة، بالإضافة إلى دمج خدمات مثل Gmail وGoogle Calendar لتخصيص تجربة المستخدم. التحديات والانتقادات: هل GPT-5 أقل ذكاءً من سابقه؟ على الرغم من التقدم الهائل، أبدى عدد من مستخدمي ChatGPT استياءً من أن GPT-5 يبدو "أقل ذكاءً" أو "أبرد شخصية" مقارنة بنموذج GPT-4o السابق الذي تم سحبه. خلال جلسة أسئلة وإجابات على Reddit، طالب مستخدمون OpenAI بإعادة GPT-4o، ما دفع سام ألتمان للرد بأن الشركة ستسمح لمشتركي Plus بالاختيار بين استخدام GPT-5 أو GPT-4o لفترة معينة، مع متابعة استخدام كل نموذج لاتخاذ قرار مستقبلي. المشكلة تعود جزئيًا إلى "الموجه الذكي" الذي يحدد أي نسخة من النموذج يجب استخدامها في كل مهمة، والذي لم يكن يعمل كما هو متوقع عند إطلاق GPT-5. ووعد ألتمان بأن الأداء سيتحسن قريبًا مع مزيد من الشفافية حول النموذج المستخدم في الرد. اقرأ أيضاً.. محرك بحث ذكي جديد يشعل سباق الذكاء الاصطناعي وينافس تشات جي بي تي GPT-5 في قلب منتجات التكنولوجيا الكبرى تم دمج GPT-5 في منتجات مايكروسوفت مثل Microsoft 365 Copilot، ونسخة Copilot للمستهلكين، بالإضافة إلى Azure AI Foundry لتسهيل دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الخارجية. وأشاد آرون ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة Box، بقدرات GPT-5 في معالجة المستندات المعقدة وتحليلها بدقة غير مسبوقة. GPT-5.. فريق خبراء في جيبك وصف سام ألتمان GPT-5 بأنه أشبه بـ "فريق من خبراء حاصلين على شهادات دكتوراه في متناول يدك في أي وقت"، مشيرًا إلى أن الحواجز أمام تنفيذ الأفكار تقلصت بشكل كبير، والآن بإمكان المستخدمين تحقيق مشاريعهم بطرق جديدة كليًا عبر هذا الذكاء الاصطناعي المتطور. ذكاء اصطناعي يغير المستقبل تمثل GPT-5 ثورة حقيقية في عالم الذكاء الاصطناعي، مع قدرة غير مسبوقة على التفكير والتحليل والتعلم الذاتي، ما يفتح آفاقاً واسعة للابتكار في مختلف القطاعات. إلا أن هذا التقدم يأتي مع تحديات هامة تتعلق بالشفافية، الأمان، واحتمالية سوء الاستخدام، مما يستوجب استمرار اليقظة والتطوير لضمان استفادة البشرية بأقصى حد مع تقليل المخاطر المحتملة. مع GPT-5، بات الذكاء الاصطناعي أقرب إلى الواقع اليومي أكثر من أي وقت مضى، حيث يتجاوز حدود الآلات ليصبح شريكًا حقيقيًا في الإبداع، العمل، والحياة. إسلام العبادي(أبوظبي)


عرب هاردوير
منذ 2 ساعات
- عرب هاردوير
إيلون ماسك يتوعد آبل بدعوى قضائية بسبب ممارسات احتكارية
أطلق إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة xAI ومؤسس منصة X، هجومًا علنيًا على شركة أبل مهددًا باتخاذ إجراءات قانونية عاجلة ضدها، متهمًا إياها بممارسات احتكارية تعرقل المنافسة في سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك في منشور على منصته X، حيث أوضح أن أبل تتبع سياسات تجعل من المستحيل لأي شركة منافسة، بخلاف OpenAI، أن تصل إلى المرتبة الأولى في متجر التطبيقات على نظام iOS. واعتبر ماسك أن هذا السلوك يشكل خرقًا واضحًا لقوانين مكافحة الاحتكار، مؤكدًا أن شركته ستباشر الخطوات القانونية دون تأخير. خلفية التوتر بين ماسك وأبل لم يكتف ماسك بالإشارة إلى سياسات أبل في الترتيب، بل اتهمها أيضًا بتجاهل إدراج تطبيقاته في قسم التطبيقات الموصى بها، رغم نجاحها الكبير. وأوضح أن منصة X تعد التطبيق الإخباري الأول عالميًا، بينما يحتل تطبيق الذكاء الاصطناعي Grok المرتبة الخامسة بين جميع التطبيقات في المتجر الأمريكي. وتساءل عما إذا كان استبعاد أبل لهذه التطبيقات يعكس تحيزًا أو دوافع سياسية. يأتي هذا التصعيد بعد أيام من إعلان ماسك بفخر أن Grok تفوق على تطبيقات ضخمة مثل جوجل ليحتل مركزًا متقدمًا بين التطبيقات المجانية. إلا أن تقارير مستقلة أكدت أن تطبيق ChatGPT، الذي تطوره OpenAI، يحتل المرتبة الأولى في قائمة التطبيقات المجانية، وهو الوحيد المدرج في قسم التطبيقات الموصى بها من أبل. شراكة أبل مع OpenAI تعود جذور الأزمة إلى العام الماضي، حينما أبرمت أبل اتفاقية شراكة استراتيجية مع OpenAI لدمج إمكانيات ChatGPT في أجهزتها المختلفة، بما في ذلك آيفون وآيباد وحواسيب ماك. أثار هذا القرار غضب ماسك الذي اعتبر دمج خدمات OpenAI على مستوى نظام التشغيل تهديدًا أمنيًا، وهدد حينها بحظر استخدام أجهزة أبل في جميع شركاته إذا مضت أبل في خططها. كما عززت أبل حضور OpenAI في متجرها عبر وضع رابط مباشر لتحميل نموذج ChatGPT-5 الجديد في واجهة قسم التطبيقات، وهو ما فسره ماسك كمؤشر واضح على انحياز أبل لصالح منافس مباشر لشركته xAI. منافسة محتدمة بين xAI وOpenAI يأتي الخلاف الأخير ضمن سياق تنافس شرس بين شركتي xAI وOpenAI. فقد أطلقت xAI في الشهر الماضي الإصدار الرابع من Grok ، في حين أعلنت OpenAI الأسبوع الماضي عن نموذج GPT-5 الذي يعد أحدث وأقوى منتجاتها. وتعود العلاقة بين ماسك وOpenAI إلى عام 2015، حين شارك في تأسيس الشركة، لكنه غادر مجلس إدارتها في 2018 بعد خلافات حول مسارها. ومنذ ذلك الحين، أصبح من أبرز منتقديها، بل رفع دعاوى قضائية ضدها وضد مديرها التنفيذي سام ألتمان، متهمًا إياهم بالتخلي عن الهدف الأصلي المتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي لخدمة البشرية كافة، وليس لتحقيق مصالح تجارية ضيقة. ردود الأفعال على اتهامات ماسك رد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، على اتهامات ماسك عبر منشور على X، واصفًا تصريحاته بأنها مثيرة للاستغراب، مشيرًا إلى ما سمعه من مزاعم حول استخدام ماسك لنفوذه في منصة X للتلاعب بالترتيبات بما يخدم مصالحه ويضر منافسيه. أما أبل، فلم تصدر أي تعليق رسمي على اتهامات ماسك حتى لحظة نشر الخبر، في حين رفضت xAI الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الدعوى المحتملة. سجل أبل مع قضايا الاحتكار هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها أبل نفسها في مواجهة اتهامات احتكارية. ففي العام الماضي، رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى ضدها تتهمها بإدارة نظام iOS ومتجر التطبيقات بطريقة تحد من المنافسة. وفي يونيو الماضي، رفضت محكمة أمريكية طلبًا عاجلًا من أبل لوقف قرارات تلزمها بعدم فرض عمولات على الروابط الداخلية لعمليات الدفع داخل التطبيقات، ومنعها من التحكم في تصميم هذه الروابط أو طريقة عرضها. أبعاد المواجهة المقبلة تعكس هذه الأزمة أبعادًا أوسع من مجرد نزاع تجاري، إذ تسلط الضوء على معركة النفوذ بين شركات التكنولوجيا الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي. لم يعد التنافس مقتصرًا على تطوير النماذج والبرمجيات، بل أصبح يشمل السيطرة على قنوات التوزيع والمنصات التي تحدد وصول التطبيقات إلى المستخدمين. ويرى محللون أن استمرار الصراع بين ماسك وأبل قد يمهد لواحدة من أبرز قضايا مكافحة الاحتكار في قطاع التكنولوجيا خلال السنوات القادمة، خاصة إذا ما قررت xAI المضي قدمًا في دعاويها. ومن شأن هذه القضية أن تثير نقاشات واسعة حول كيفية ضمان بيئة تنافسية عادلة في عصر يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة.


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
اختر مزاج روبوتك.. GPT-5 يمنحك حرية اختيار شخصية الذكاء الاصطناعي
أطلقت OpenAI، أحدث نموذج لها GPT-5، الذي يأتي مع إضافة بارزة هي إتاحة 4 شخصيات مميزة داخل ChatGPT، تتيح للمستخدمين اختيار أسلوب الرد الذي يناسب احتياجاتهم وأسلوبهم في المحادثة. الخطوة الجديدة تمنح المستخدمين القدرة على تخصيص طريقة حديث ChatGPT أثناء المحادثات النصية، من خلال اختيار إحدى الشخصيات الأربعة: الساخر (Cynic)، الروبوت (Robot)، المستمع (Listener)، والمهووس بالمعرفة (Nerd)، مع إمكانية التبديل بين هذه الشخصيات بسهولة في أي وقت، ودون أي قيود على الاستخدام. أسلوب مميز لكل شخصية كل شخصية من الشخصيات الأربعة تم تصميمها لتعكس نمطًا فريدًا من التفاعل: Cynic (الساخر): يقدم نصائح عملية ممزوجة بلمسة من السخرية والدعابة، ما يجعله مناسبًا للعصف الذهني أو الحصول على ردود غير تقليدية. Robot (الروبوت): يعتمد أسلوبًا مباشرًا ودقيقًا ويبتعد عن الحشو، مثالي للمهام التقنية أو استكشاف الأخطاء وحلول البرمجة. Listener (المستمع): يضفي بعدًا عاطفيًا وتعاطفًا في الردود، ما يفيد في المحادثات الشخصية أو دعم العملاء. Nerd (المهووس بالمعرفة): يتحدث بحماس ويشرح المواضيع بتفصيل كبير، مع مشاركة حقائق ممتعة، وهو مثالي للطلاب أو لمن يبحث عن فهم عميق بطريقة مشوقة. كيفية اختيار الشخصية يمكن للمستخدم اختيار الشخصية المفضلة عبر: فتح ChatGPT في المتصفح أو عبر تطبيق الهاتف. بدء محادثة جديدة. النقر على أيقونة الملف الشخصي في الزاوية اليمنى السفلية. اختيار "تخصيص ChatGPT" (Customize ChatGPT). من القائمة المنسدلة بجانب خيار "ما الشخصية التي تريد أن يمتلكها ChatGPT؟"، يتم تحديد إحدى الشخصيات الأربع. تعمل الشخصية المختارة في المحادثة الحالية، لكن يمكن تبديلها أو إيقافها في أي وقت، ما يمنح المستخدمين مرونة عالية وتجربة شخصية بالكامل. أثر الشخصيات الجديدة على تجربة الاستخدام تمنح هذه الإضافة ChatGPT طابعًا أكثر إنسانية وتحكمًا أكبر للمستخدم، إذ يمكن اختيار النبرة الأنسب للمهمة المطلوبة، سواء كانت كتابة بريد إلكتروني رسمي، أو صياغة رد عميل، أو شرح موضوع علمي معقد بأسلوب ممتع. كما أن هذا التخصيص يفتح المجال أمام استخدام ChatGPT في سياقات متعددة دون الحاجة للانتقال إلى أدوات ذكاء اصطناعي أخرى. ويعكس تقديم GPT-5 مع هذه الشخصيات المتنوعة توجه OpenAI نحو جعل الذكاء الاصطناعي أكثر قربًا من الأسلوب البشري، وأكثر قدرة على التكيف مع السياقات المختلفة، ما يعزز من إنتاجية وإبداع المستخدمين حول العالم. aXA6IDIzLjI2LjYyLjE5MyA= جزيرة ام اند امز NL