
أرقام القطيع تفجر الجدل حول الدعم العمومي.. و"أنوك" تخرج عن صمتها
الاتهامات، التي جاءت على لسان برلمانيين خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، مؤخرا ألقت بظلال من الشك حول مصداقية الإحصائيات الرسمية وفعالية نظام التتبع والتقييم.
في هذا السياق، أكد رشيد الحموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، أن الجمعية باتت موضوع انتقادات متزايدة، متهماً إياها بالوقوف وراء أرقام مبالغ فيها بخصوص عدد رؤوس الأغنام والماعز.
وأوضح أن الدعم العمومي يتم احتسابه بناءً على هذه الأرقام، الأمر الذي يفتح الباب أمام شبهات حول تضخيم الأرقام بشكل متعمد لأهداف غير معلنة.
وأشار إلى أن الجمعية كانت الجهة التي أسندت إليها مهمة إحصاء القطيع وترقيمه، في وقت لم يتمكن فيه العديد من المواطنين من أداء شعيرة الأضحية هذه السنة.
وتوقف الحموني عند ما وصفه بممارسات غير ديمقراطية داخل الجمعية، من قبيل عزل منخرطين بسبب انتقادات وجهوها حول تأخر صرف الدعم المخصص للفلاحين برسم سنتي 2023 و2024، مضيفاً أن الجمعية أصدرت بلاغات تهديدية في حق منتقديها، وتم فعلاً طرد عدد منهم.
كما طالب الوزارة الوصية بتوضيحات حول مدى مسؤولية الجمعية عن الأرقام التي قدمت لجلالة الملك بخصوص القطيع، معتبراً أن النتائج المتوقعة بعد تكليف وزارة الداخلية بالإحصاء ستكون صادمة وستكشف عن تفاوتات بين الواقع وما تم التصريح به سابقاً.
من جهته، قدم أحمد البواري، الوزير المنتدب المكلف بالفلاحة، توضيحات حول علاقة الوزارة بالجمعية، مشيراً إلى أن "أنوك" تعتبر شريكاً مهنياً تأسس سنة 1967، ومعترف بها كجمعية ذات منفعة عامة منذ سنة 1988.
وأبرز أن دور الجمعية يقتصر على تأطير المربين وتحسين سلالات الأغنام والماعز، حيث تضم أكثر من 15 ألف منخرط موزعين على 173 تجمعاً لإنتاج الفحول، كما تم تفويضها منذ سنة 2000 لتدبير سجلات أنساب السلالات.
وأكد الوزير أن الجمعية تخضع سنوياً لعملية تدقيق الحسابات من طرف مدقق مستقل، وتخضع كذلك لمراقبة المجلس الأعلى للحسابات، إلى جانب أجهزة الرقابة المالية العمومية، نافياً وجود أي دعم غير مشروع. كما أبدى استعداده للتفاعل مع كل الشكايات والمعطيات التي يتم تقديمها في هذا الشأن.
في المقابل، خرجت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز عن صمتها من خلال بيان توضيحي، نفت فيه ما أسمته "الادعاءات غير المؤسسة"، مؤكدة أنها لا تستفيد من أي دعم عمومي مباشر، وأن دورها يقتصر على الوساطة في توزيع الدعم لفائدة المنخرطين بناء على معايير تقنية محددة.
وأوضحت في بيانها أن المستفيدين يساهمون بنسبة 30% من قيمة إعانة تحسين النسل، حسب مقرر جمع عام يعود لسنة 2019. وشددت الجمعية على أن نشر قوائم المستفيدين أمر غير ممكن إلا برغبة أصحابها، بالنظر لكونها بيانات ذات طابع شخصي.
وعلى صعيد آخر، نفت الجمعية بشكل قاطع أن تكون قد أشرفت على ترقيم القطيع الوطني بشكل كامل أو على تلقيح رؤوس الماشية، معتبرة أن هناك خلطاً بين عملية ترقيم رؤوس المواشي المعدة لعيد الأضحى وبين التعداد العام للقطيع الوطني، وهو ما يدخل ضمن صلاحيات مصالح أخرى تابعة للدولة.
كما ردّت الجمعية على الاتهامات التي جاءت ضمن ندوة عقدتها الجمعية المغربية لحماية المال العام، والتي ربطت "أنوك" بشبهات فساد في توزيع الدعم الموجه للمحسنين، وتدبير عملية توزيع الأغنام على المتضررين من زلزال الحوز، وخصم مبالغ مالية من الدعم دون وجه حق، فضلاً عن عدم نشر لائحة المستفيدين وادعاء احتكار عمليات الترقيم والتلقيح.
واعتبرت الجمعية أن هذه الاتهامات تفتقد للدقة وتبخس مجهوداتها في تأطير الفلاحين وتحسين السلالات المحلية.
في خضم هذا الجدل، لجأت وزارة الفلاحة إلى اعتماد صفقات تفاوضية عاجلة لاستيراد 30 مليون حلقة لترقيم الأغنام والماعز والأبقار والإبل، وذلك في إطار التعبئة الوطنية لتنفيذ التوجيهات الملكية المتعلقة بإعادة هيكلة القطيع الوطني وتأهيل سلاسل الإنتاج الحيواني.
ويهدف هذا الإجراء إلى إرساء نظام دقيق لتتبع الثروة الحيوانية وضمان توزيع منصف وفعال للدعم العمومي.
ورغم الطابع التقني لهذا الإجراء، فقد أثار تساؤلات في أوساط المهنيين والفاعلين السياسيين حول ما إن كان يمثل انطلاقة فعلية لإصلاح جذري أم مجرد حل ظرفي لإسكات الأصوات الناقدة.
وبينما تعتبر الحكومة هذا القرار تأسيسياً، يرى كثيرون أنه تكرار لسياسات ظرفية تنقصها الرؤية الاستراتيجية وتغيب عنها أدوات التقييم الصارم للمردودية والعدالة المجالية والاجتماعية في توزيع الدعم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 4 ساعات
- المغرب اليوم
ترامب يُهدد بضربات جديدة على منشآت إيران النووية بعد تصريحات عراقجي بشأن حجم الأضرار ورفض التفاوض
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لشن ضربات متكررة على المنشآت النووية الإيرانية "إذا لزم الأمر".جاء تهديد ترامب بعد أن تحدّث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لقناة فوكس نيوز الأمريكية عن أضرار جسيمة أعقبت الهجوم السابق، وأن بلاده غير مستعدة للشروع في مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرمنامج النووي حاليا. وكتب ترامب في موقع "تروث سوشيال": "وزير الخارجية عباس عراقجي يتحدث عن المنشآت النووية الإيرانية: "الأضرار بالغة، لقد دُمرت".. هذا ما قلته بالطبع، وسنكرره إذا لزم الأمر". وفي 21 يونيو الماضي، دمرت الضربات الأمريكية باستخدام قاذفات B-2 المنشآت النووية في أصفهان ونطنز وفوردو، التي كانت مخبأة تحت جبل على عمق نصف ميل. وقد سبقت هذه الضربات هجمات إسرائيلية أسفرت عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى و14 عالما نوويا على الأقل. لكن تقديرات حجم الدمار اختلفت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين آخرين. فقد أكد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن الضربات "أبادة" المنشآت النووية الإيرانية، مشيرا إلى أن الأضرار الأكبر حدثت تحت الأرض. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغزيث إن تأثير القنابل "مدفون تحت أنقاض" في إيران، وأن من يشكك في نجاح العملية يحاول تقويض الرئيس. أما مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، فقد صرح بأن الضربات ألحقت "أضرارا بالغة" بالبرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن العملية شملت إسقاط 14 قنبلة ثقيلة من نوع "بونكر بستر" خلال مهمة استمرت 18 ساعة. من جهتها، قالت هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية إن موقع فوردو أصبح "غير قابل للتشغيل"، وأن الضربات أعاقت البرنامج النووي الإيراني "لعدة سنوات". كما اتفق مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون على أن إيران لم تتمكن من نقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات، وأن أجهزة الطرد المركزي في نطنز وفوردو تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها. ووصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي الأضرار بأنها "هائلة"، مؤكدا أن إيران ستواجه صعوبات كبيرة في مواصلة برنامجها النووي بنفس الوتيرة السابقة. بدورها، أشادت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي بالعملية، قائلة إن العالم أصبح "أكثر أمانا" بفضل القيادة الحاسمة لترامب. قد يهمك أيضــــــــــــــا ترامب يربط دعم ملعب واشنطن كوماندرز باستعادة الاسم التاريخي للفريق


كش 24
منذ 5 ساعات
- كش 24
نحو ألف إسرائيلي تجندوا للتجسس لصالح إيران
كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية، الاثنين، أن نحو ألف مواطن إسرائيلي، غالبيتهم من اليهود، وافقوا على العمل في التجسس لصالح إيران بدافع الطمع في المال. ورغم أن معظم الجواسيس الذين أُلقي القبض عليهم حتى الآن لم تكن لديهم إمكانية الوصول إلى أسرار أمنية، وكان ضررهم محدوداً نسبياً، فإن جهاز المخابرات («الشاباك») لا يزال يشعر بالقلق. وبحسب الخبير الاستراتيجي في شؤون المخابرات، يوسي ميلمان، فإن قادة المخابرات اعتقدوا في البداية أن «المتعاونين مع العدو» هم من هامش المجتمع، لكن في الفترة الأخيرة بدأ المزيد من الإسرائيليين الذين يمكن وصفهم بـ«المعياريين» ومن قلب التيار العام، بإجراء اتصالات مع الإيرانيين، حتى في أثناء الحرب مع إيران. وبحسب معطيات «الشاباك» ووزارة القضاء، فإنّه خلال السنة الماضية وحدها كشفت أكثر من 25 قضية تورّط فيها إسرائيليون وافقوا على التجسس لصالح إيران، وتم تقديم أكثر من 35 لائحة اتهام خطيرة. عملياً، تضاعف عدد حالات التجسس منذ 7 أكتوبر 2023. ويدور الحديث عن نحو 1000 إسرائيلي تواصلت معهم جهات تجسس إيرانية، في الغالب عبر الشبكات الاجتماعية. وأُدين حتى الآن شخص واحد فقط في قضايا التجسس لصالح إيران، وهو موتي ممان (72 عاماً) من عسقلان، وهو رجل أعمال سابق حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. أما باقي المتورطين فلا يزالون بانتظار المحاكمة. وتجاهل بعضهم أو رفض محاولات التواصل من الجانب الإيراني، في حين استجاب آخرون، لكن محققي «الشاباك» تمكّنوا من رصدهم مبكراً وتحذيرهم من الاستمرار. في المقابل، نفذ عدد غير قليل المهام التي كُلّفوا بها بعد إغرائهم بالمال، وفقاً للصحيفة. وتقول «هآرتس» إنّه «منذ نحو سنتين، يواجه (الشاباك) صعوبة في منع ظاهرة وجود مئات الإسرائيليين الذين يوافقون على الاتصال مع أجهزة استخبارات إيرانية، من بينهم أيضاً أشخاص وافقوا على التعاون معها وخيانة الدولة. فإلى جانب نجاح (الشاباك) في إحباط واعتقال المشتبه فيهم، فإنه فشل في مهمة ردع إسرائيليين عن التجسس. ويبدو أنّ هذا هو سبب قرار (الشاباك) وجهاز الإعلام الوطني في مكتب رئيس الحكومة إطلاق حملة دعائية وطنية استثنائية وغير مسبوقة، بعنوان: أموال سهلة وثمن باهظ». وقد انطلقت الحملة بعد يوم واحد من تقديم لائحة اتهام أخرى ضد جندي، بسبب مخالفات تتعلق بالاتصال مع عميل أجنبي وتقديم معلومات للعدو؛ فقد أقام الجندي، بعلم مسبق، علاقات مع جهات إيرانية في أثناء الحرب، ونقل إليها مقابل مبلغ من المال معلومات عن اعتراض الصواريخ، وعن بطاريات «القبة الحديدية»، وعن مواقع سقوط صواريخ إيرانية. وأفاد ميلمان بأن ظاهرة تجنيد إيراني لمواطنين إسرائيليين بهدف التجسس قد أخذت في التوسع بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، لتشمل شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي، من مختلف الخلفيات الدينية والعِرقية والعمرية، بمن في ذلك جنود في الخدمة النظامية والاحتياط. وأوضح ميلمان أن القاسم المشترك بين معظم المتورطين هو الدافع المالي، بخلاف حالات تجسس سابقة في تاريخ إسرائيل التي كانت مدفوعة بدوافع آيديولوجية لصالح الاتحاد السوفياتي. ورأى أن هذا التحول يعكس أزمة قيم داخل المجتمع الإسرائيلي، وتفككاً في التضامن الجماهيري؛ ما دفع السلطات إلى إطلاق حملة توعية إعلامية بعنوان «أموال سهلة وثمن باهظ». وأشار إلى أن الشعور المتنامي بانعدام الثقة في الدولة ومؤسساتها، وغياب الردع، يسهمان في تفاقم الظاهرة التي وصفها بأنها مؤشر خطير على تراجع الالتزام بالقيم المجتمعية الأساسية.


برلمان
منذ 5 ساعات
- برلمان
'لوموند' في مرمى الانتقادات بعد محاولة تلميع صورة مهدي حيجاوي المطلوب دوليا بتهم النصب وتسهيل الهجرة غير الشرعية (فيديو)
الخط : A- A+ إستمع للمقال أثار مقال نشرته صحيفة 'Le Monde' الفرنسية استياء واسعا بعدما سعت من خلاله إلى تلميع صورة مهدي حيجاوي، المطلوب للعدالة المغربية بموجب مذكرة توقيف دولية، بتهم تتعلق بالنصب وتسهيل الهجرة غير الشرعية. وفي هذا السياق، اعتبرت أصوات إعلامية فرنسية أن هذا التناول يُعد خرقا فادحا لأخلاقيات المهنة، ويشكل إساءة مباشرة لضحايا الأفعال المنسوبة إلى الحيجاوي، فضلا عن كونه استخفافا بالجهود التي تبذلها المؤسسات المغربية في محاربة الجريمة المنظمة. وشددت المصادر نفسها على أن المغرب دولة قانون، وأن محاربة الفساد والشبكات الإجرامية لا يمكن أن تُختزل في سرديات ضحية لا أساس لها، تروّج لها بعض المنابر بدافع الإثارة أو الانحياز.