
بأسطول 750 طائرة.. «دبي لصناعات الطيران» ثالث أكبر شركة لتأجير الطائرات عالمياً
استطاعت دبي أن تغير قواعد اللعبة في قطاع النقل الجوي ونقلت نواة الطيران شرقاً، فمن مدرج رملي بسيط في ستينات القرن الماضي تواصلت طموحات الإمارة لتحلق عالياً، فأنشأت مطار دبي الدولي، أكبر مطار في العالم، وأطلقت «طيران الإمارات» كأكبر ناقلة دولية، ووسّعت أفقها مع «فلاي دبي»، والآن ترسم ملامح المستقبل في مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيصبح الأضخم بطاقة استيعابية تصل إلى 260 مليون مسافر سنوياً، وفي قلب هذا التفوق الجوي والحضور العالمي، يبرز نجم كيان عملاق جديد يسطع من قلب دبي: «شركة دبي لصناعات الطيران» التي أصبحت، قبل أيام، ثالث أكبر شركة لتأجير الطائرات من حيث عدد الطائرات في العالم، إثر مجموعة من عمليات الاستحواذ، ووصل إجمالي أصول الشركة إلى 13.1 مليار دولار (48 مليار درهم) بنهاية مارس 2025، فيما أصبحت «دبي لصناعات الطيران» تمتلك الآن أسطولاً يتكون من 750 طائرة مملوكة ومدارة وقيد الطلب.
قطاع الطيران
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، لـ«الإمارات اليوم»، إن «قطاع الطيران في دبي يمثّل ركيزة أساسية ضمن الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، التي وضعت نصب أعينها تحويل الإمارة إلى مركز عالمي لحركة السفر والتجارة».
وذكر سموه، بصفته رئيس مجلس إدارة شركة دبي لصناعات الطيران، أن «بزوغ كيانات طيران عالمية ناجحة من دبي لم يكن محض مصادفة، بل ثمرة لرؤية بعيدة المدى، هدفها أن يصبح قطاع الطيران في دبي اليوم قوة مؤثرة في الساحة الدولية».
وأكد سموه أن «نهج قطاع الطيران، الذي انطلق من مدرج رملي في ستينات القرن الماضي، إلى مطار دبي الدولي، حلّق بطموحات الإمارة عالياً، ليصبح أكبر مطار في العالم، من حيث عدد الركاب الدوليين، إضافة إلى شركة (طيران الإمارات) التي أصبحت أكبر ناقلة دولية في العالم، مروراً بتدشين شركة (فلاي دبي) التي وسّعت آفاق الربط الجوي الإقليمي والعالمي».
وتابع سموه: «كذلك أثمرت هذه الرؤية نجاحاً كبيراً لشركة دبي لصناعات الطيران، التي تعد أحد اللاعبين الأساسيين في منظومة الطيران العالمية التي تبنيها دبي بثبات واحترافية، وتقدّم الشركة خدماتها لأكثر من 200 عميل من شركات الطيران».
وأشار سموه إلى الدور المحوري لشركة دبي لصناعات الطيران، في دعم قطاع النقل الجوي عالمياً، وتوفير حلول مرنة ومبتكرة لشركات الطيران حول العالم. ومن خلال إدارتها لأسطول واسع ومتنوع من الطائرات، واستثماراتها الذكية في الأصول، تمكّنت الشركة من ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً متكاملاً في مجال الطيران.
وأكد سموه أن «ما تحقق في دبي هو نتيجة مباشرة لاستثمار متواصل في البنية التحتية، والتقنيات المتقدمة والكوادر البشرية»، مضيفاً أن «دبي ستظل في الطليعة ترسم ملامح المستقبل في صناعة الطيران، وتقدّم نموذجاً عالمياً يحتذى في الابتكار والمرونة والريادة».
رؤية طموحة
وتأسست شركة دبي لصناعات الطيران عام 2006، وبدأت عملياتها مدفوعة برؤية طموحة تهدف إلى ترسيخ دبي مركزاً عالمياً للطيران. ومنذ ذلك الحين، قطعت الشركة خطوات واسعة رسخت من خلالها موقعها في طليعة شركات تأجير الطائرات العالمية. وفي غضون أقل من عقدين، تحولت الشركة إلى واحدة من أبرز شركات تأجير الطائرات في العالم، لتُجسد نموذجاً حياً على قدرة دبي على بناء شركات عالمية تنافس في أسواق عدة، وذات طابع استراتيجي كقطاع الطيران.
وتعد شركة دبي لصناعات الطيران (دي إيه إي)، اليوم شركة عالمية متخصصة في خدمات الطيران، وتزاول نشاطها عبر قسمين هما قسم تأجير الطيران، وقسم الهندسة. وتقدّم الشركة التي تتخذ من دبي مقراً لها، خدماتها لأكثر من 200 عميل من شركات الطيران، فيما يزيد على 85 دولة من مواقعها الثمانية في دبي ودبلن وليمريك وعمّان، وسنغافورة وميامي ونيويورك وسياتل.
التأجير والهندسة
أما بالنسبة لقسم تأجير الطائرات في الشركة، فلديه أسطول يضم نحو 750 من الطائرات التي تراوح بين المملوكة والمدارة وقيد الطلب والمفوض بإدارتها، من طرز «إيرباص» و«إيه تي آر» و«إمبراير» و«بوينغ»، بقيمة 22 مليار دولار (نحو 80.8 مليار درهم)، وذلك إثر عملية استحواذ كبيرة خلال العام الجاري على «نورديك أفييشن كابيتال».
وفي المقابل، يقدّم قسم الهندسة في الشركة خدماته للمتعاملين في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، من منشأته المتطورة في العاصمة الأردنية عمّان التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 17 من الطائرات ذات البدن العريض أو الضيق. وقد تم اعتماد الشركة للعمل على 15 طرازاً من الطائرات، كما تحظى باعتماد أكثر من 25 جهة تنظيمية عالمية.
وفي إطار الرؤية الطموحة التي تبنّتها دبي لتكون عاصمة عالمية للطيران، لم تكتفِ الإمارة بتطوير البنية التحتية لمطاراتها، أو إطلاق ناقلات وطنية ناجحة مثل «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، بل عملت على بناء منظومة متكاملة تغطي جوانب جديدة في قطاع الطيران. وكان من بين أهم هذه المشروعات شركة دبي لصناعات الطيران.
الاستحواذ على «أواس»
وأجرت «دبي لصناعات الطيران»، خلال السنوات الماضية، مجموعة من عمليات الاستحواذ التي مكّنتها من أن تصبح واحدة من أبرز شركات تأجير الطائرات في العالم، ففي أغسطس 2017 استحوذت على مجموعة شركات «أواس»، ومقرها العاصمة الإيرلندية دبلن، لتصبح من أكبر شركات تأجير الطائرات في العالم، حيث كانت «أواس» تحتل حينها المركز الـ10 في القطاع، وكانت تزاول نشاطها منذ أكثر من 30 عاماً، بأسطول يضم 263 من الطائرات المملوكة والمدارة وقيد الطلب، بأحجام تراوح بين «البدن الضيق» و«العريض».
وبحسب البيانات، ضمت قاعدة عملاء «أواس» حينها أكثر من 85 شركة طيران في أكثر من 45 بلداً. ومع هذا الاستحواذ، زادت «دبي لصناعات الطيران» أسطولها المملوك والمدار ليصل إلى نحو 400 طائرة، بقيمة تزيد على 14 مليار دولار أميركي (نحو 51 مليار درهم)، ونحو 117 عميلاً من شركات الطيران في 57 دولة.
وأظهرت بيانات للشركة أن هذا الاستحواذ زاد حجم محفظة أعمالها بأكثر من الضعف، وأسهم في تعزيز مكانة «دبي لصناعات الطيران» في السوق.
وفي مارس من العام الجاري 2025، وقعت «دبي لصناعات الطيران»، اتفاقات مع أطراف عدة للاستحواذ على 17 طائرة بقيمة إجمالية تبلغ نحو مليار دولار (3.67 مليارات درهم)، وتكونت هذه المحفظة بالكامل من طائرات الجيل الجديد، 89% منها طائرات ذات بدن ضيق، وتنقسم إلى 80% من إنتاج شركة «إيرباص»، و20% من إنتاج شركة «بوينغ».
وأوضحت الشركة أنه تماشياً مع التزامها بتحسين أسطولها من طائرات الجيل الجديد، وتقليل متوسط عمر الأسطول، فقد أضافت هذه الطائرات الموفرة للوقود والمزودة بالتكنولوجيا الحديثة إلى محفظتها.
صفقة «نورديك»
وفي مطلع العام الجاري، أعلنت «دبي لصناعات الطيران» عن اتفاقية للاستحواذ على مجموعة شركات «نورديك أفييشن كابيتال» العاملة في قطاع تأجير الطائرات منذ أكثر من 30 عاماً. وفي مايو الجاري، أعلنت «دبي لصناعات الطيران» استكمالها لعملية الاستحواذ المعلنة على 100% من رأس المال القائم لشركة «نورديك أفييشن كابيتال» والشركات الموحدة التابعة لها، وذلك من شركة «إن إيه سي القابضة المحدودة»، وقدرت القيمة الإجمالية لهذه الصفقة بنحو ملياري دولار (نحو 7.34 مليارات درهم).
وعقب إتمام هذه الصفقة، أصبحت «دبي لصناعات الطيران» تمتلك أسطولاً يتكون من 750 طائرة مملوكة ومدارة وقيد الطلب، علماً بأن أسطول الطائرات المملوكة والمدارة يشمل نحو 650 طائرة مؤجرة لـ161 شركة طيران في 74 دولة. وإضافة إلى ذلك، التزمت «دبي لصناعات الطيران» بالاستحواذ على نحو 100 طائرة من شركات «بوينغ» و«إيرباص» و«إيه تي آر».
وقالت الشركة في بيان، إن هذه الصفقة ستسهم في تعزيز مكانتها عالمياً في سوق تأجير الطائرات، مع تحسين قدرتها على تقديم حلول أكثر كفاءة وفاعلية، من حيث الكلفة لعملائها الحاليين والمستقبليين.
وبحسب بيانات الشركة، فإن أسطولها الحالي يضعها في المرتبة الثالثة عالمياً بين شركات تأجير الطائرات، من حيث عدد الطائرات.
تصنيف ائتماني
وفي يونيو من العام الماضي 2024، رفعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، تصنيف شركة دبي لصناعات الطيران إلى مستوى «BBB» مع نظرة مستقبلية مستقرة، وتوقعت الوكالة أن يكون الطلب قوياً على الطائرات المستأجرة من شركات الطيران.
وخلال العام الجاري، أكدت وكالة «KBRA» تصنيف «دبي لصناعات الطيران» الائتماني عند «+BBB» ورفعت نظرتها المستقبلية من «مستقرة» إلى «إيجابية». وقالت الشركة في تقريرها المالي بنهاية عام 2024، إن أداءها حظي بتقدير وكالتي «فيتش» للتصنيف الائتماني، و«موديز» لخدمات المستثمرين، اللتين رفعتا تصنيفها الائتماني بفضل كفاءتها العالية في إدارة شؤونها المالية، بما في ذلك الالتزام بتحقيق كفاية رأس المال، والحفاظ على سيولة كبيرة.
الصيانة والهندسة
ووقعت «دبي لصناعات الطيران» في عام 2016، اتفاقية نهائية للاستحواذ على 80% من «الشركة الأردنية لصيانة الطائرات» (جورامكو) من «مجموعة أبراج». وتأسست الشركة الأردنية لصيانة الطائرات (جورامكو) في عام 1963، وتحظى بمكانة بارزة كشركة مستقلة تقدّم خدمات صيانة وتصليح وتجديد الطائرات التجارية، لمجموعة واسعة من العملاء في الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب آسيا وإفريقيا، وروسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة.
وتقدّم «جورامكو» خدماتها لنماذج عدة من الطائرات المصنعة، وهي حائزة اعتماد العديد من السلطات التنظيمية، بما في ذلك هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن، وهيئة الطيران الفيدرالي الأميركية، ووكالة سلامة الطيران الأوروبية، والهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات.
أداء قوي للسنة المالية 2024
سجلت شركة دبي لصناعات الطيران أداء قوياً خلال السنة المالية 2024 في مختلف المؤشرات، مقارنة بمستويات العام السابق، وبحسب بيانات الشركة، بلغ عدد الطائرات المستحوذ عليها 83 طائرة (30 طائرة مملوكة، و53 طائرة مدارة)، فيما بلغ عدد الطائرات المبيعة 68 طائرة (19 مملوكة و49 مدارة)، كما بلغ عدد اتفاقات التأجير والتمديدات والتعديلات الموقعة 233 اتفاقية بنهاية السنة المالية، وارتفعت الأرباح قبل خصم الضرائب بنسبة 45% إلى نحو 1.95 مليار درهم (532.3 مليون دولار)، مقارنة بـ1.34 مليار درهم (366.3 مليون دولار) في 2023.
وقالت الشركة إنها شهدت في عام 2024 أداء مميزاً، حيث اتخذت خطوات مهمة من خلال استحواذها على طائرات مملوكة ومدارة، ما أدى إلى رفع الإيرادات 9%، وزيادة الأرباح قبل الضرائب بنسبة 45%، ما مكّنها من تحقيق نتائج قوية في هامش الربح قبل الضريبة والعائد على حقوق الملكية.
وأكدت الشركة أن ميزانيتها العمومية بنهاية عام 2024 أقوى من أي وقت مضى، فيما لاتزال مقاييسها لكفاية رأس المال والسيولة والتمويل ضمن النطاقات المحددة، ما انعكس في إجراءات التصنيف الائتماني التي اتخذتها وكالتا «موديز» و«فيتش». ووصل إجمالي أصول الشركة إلى 13.1 مليار دولار (48 مليار درهم) بنهاية مارس 2025.
وبحسب البيانات، كانت جميع طائرات الشركة في نهاية عام 2024 إما مؤجرة ضمن اتفاقات تأجير طويلة الأجل، أو في المراحل الأخيرة من المفاوضات مع شركات طيران. كما تضمن سجل الطلبات التزامات بعقود إيجار طويلة الأجل حتى منتصف عام 2026.
بدوره، حقق قسم الهندسة في الشركة نتائج قياسية، إذ ارتفعت إيراداته السنوية 33% إلى 186.4 مليون دولار (نحو 684 مليون درهم)، في حين زادت أرباحه 94% إلى 43.2 مليون دولار (نحو 158.5 مليون درهم). ومع إضافة حظيرة طائرات حديثة تضم خمسة خطوط جديدة في منشأتها (جورامكو) في العاصمة الأردنية عمان، توقعت الشركة أن تزداد قدرتها على استقبال الطائرات بنحو 30%، ما يعزز مكانة «جورامكو»، كونها واحدة من الشركات البارزة في صيانة هياكل الطائرات وتصليحها وتجديدها في المنطقة.
أحمد بن سعيد:
. قطاع الطيران في دبي ركيزة أساسية ضمن رؤية القيادة الرشيدة لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للسفر والتجارة.
. بزوغ كيانات طيران عالمية ناجحة من دبي، لم يكن مصادفة، بل ثمرة لرؤية بعيدة المدى.
. ما تحقق في دبي هو نتيجة لاستثمار متواصل في البنية التحتية، والتقنيات المتقدمة، والكوادر البشرية.
. «دبي لصناعات الطيران» تُقدّم خدماتها لأكثر من 200 عميل من شركات الطيران في 85 دولة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
نهيان بن مبارك: النظام المالي للإمارات نموذج عالمي للانفتاح
أبوظبي: «الخليج» افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعمال مؤتمر المستثمرين السنوي الثاني عشر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تنظمه شركة «أرقام كابيتال، بالتعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX)، وذلك بمشاركة أكثر من 500 من كبار التنفيذيين والمستثمرين العالميين، وصنّاع السياسات الذين اجتمعوا في أبوظبي، لمناقشة آفاق الاستثمار والتحولات الهيكلية في المنطقة. يجمع المؤتمر ممثلين عن أكثر من تريليون دولار من الأصول تحت الإدارة، من مؤسسات استثمارية، وشركات رأس مال مخاطر، وأسهم خاصة، ومؤسسات حكومية، وشركات وطنية وشركات ناشئة في مراحل النمو. ألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الكلمة الافتتاحية، مؤكداً خلالها أن النظام المالي في دولة الإمارات يُعد نموذجاً عالمياً في الانفتاح، والمرونة، والتنمية الشاملة، مشدداً على أهمية بناء مستقبل اقتصادي يرتكز على الاستدامة، والمسؤولية المجتمعية، والتعاون الدولي. وقال: إن المؤتمر هو منصة رائدة تجمع قادة الأسواق المالية من منطقتنا والعالم. ويسعدنا أن نرحب بهذا الجمع النخبوي تحت خيمتنا العربية، التي ترمز إلى بيئة استثمارية منفتحة، أصبحت اليوم من بين الأكثر حيوية على مستوى العالم. وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك: ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار:«من الرؤية إلى خلق القيمة: استكشاف تحوّل الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وهو شعار يعكس حقيقة ما أنجزته أبوظبي ودولة الإمارات من خطوات عملية نحو مستقبل مزدهر، فالعاصمة أبوظبي ليست فقط مركزاً للمال والأعمال والتعليم والصحة، بل هي مدينة المستقبل، ومصدر للإبداع والابتكار، تسعى لخدمة الإنسانية جمعاء». وأكد أن خطة أبوظبي 2030 تجسّد تطلعات الدولة لبناء مجتمع متماسك ومستدام، يجمع بين الحفاظ على الإرث الثقافي والانفتاح على العالم، مشيراً إلى أن من أهم محاور هذه الخطة: التنمية المستدامة، الاقتصاد القائم على المعرفة، الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الطاقة المتجددة، التعليم والصحة، الفنون، الشفافية، والتعاون العالمي. أعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن فخره بما حققته دولة الإمارات من تطور في أسواقها المالية، قائلاً: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أصبحت دولة الإمارات مركزاً ديناميكياً يخدم أكثر من ملياري نسمة في منطقة تمتد من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا وما بعدها».


Khaleej Times
منذ 2 ساعات
- Khaleej Times
"أوبن إيه آي" تخطط لإنشاء مركز بيانات عملاق بقدرة 5 جيجاواط في أبوظبي
تستعد شركة "أوبن إيه آي"، مبتكرة تطبيق "شات جي بي تي"، لإنشاء مركز بيانات ضخم بقدرة 5 جيجاواط في أبوظبي، والذي من المحتمل أن يكون أحد أكبر مراكز البيانات على مستوى العالم، مما يمثل فرصة لتغيير قواعد اللعبة في مجال الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي. ويُمثل هذا المشروع، الذي طُوّر بالتعاون مع شركة (G42) عملاقة التكنولوجيا بأبوظبي، إنجازاً هاماً في سعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، ويُبرز التوسع الاستراتيجي لشركة "أوبن إيه آي"خارج الولايات المتحدة. وبينما لا تزال التفاصيل طي الكتمان، تُشير مصادر مُطلعة على المشروع إلى احتمال الإعلان عنه قريباً، مُبشّراً بعصر جديد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط. يُعدّ حرم أبوظبي حجر الزاوية في مبادرة "ستارغيت" التابعة لشركة "أوبن إيه آي"، وهي مشروع مشترك مع "سوفت بنك"و"أوراكل" أُعلن عنه في يناير 2025، ويهدف إلى بناء مراكز بيانات ضخمة حول العالم لدعم تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم. وعلى عكس منشأته التي تبلغ قدرتها 1.2 جيجاواط قيد الإنشاء في "أبيلين"، بـ"تكساس"، فإن مشروع الإمارات العربية المتحدة يتفوق على نظيره الأمريكي، حيث يتمتع بسعة أكبر بأكثر من أربعة أضعاف. وتبلغ مساحة المنشأة 10 أميال مربعة، وتتطلب طاقة تعادل خمسة مفاعلات نووية، وستضمّ رقائق متطورة، حيث تتطلب المرحلة الأولية التي تبلغ قدرتها 1 جيجاواط 500 ألف معالج من أحدث معالجات "إنفيديا". ستشارك "أوبن إيه آي" هذه القدرة مع شركات أخرى، مما يعزز الأثر الإقليمي للمشروع. ويستند هذا المشروع إلى شراكة عميقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تنبع من التعاون الذي تم في عام 2023 بين "أوبن إيه آي" و(G42)، برئاسة صاحب السمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأشاد "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، بتبني دولة الإمارات العربية المتحدة المبكر للذكاء الاصطناعي، مشيراً خلال محاضرة في أبوظبي عام 2023 إلى أن الدولة سبّاقة في هذا المجال. ويشمل المشروع أيضاً شركة "أوراكل"، وربما شركة "أم جي إكس" (MGX)، وهي كيان استثماري في أبوظبي، مع احتمال انضمام شركاء أمريكيين آخرين. ويتماشى هذا مع إطار عمل ثنائي أوسع لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك البيع المحتمل لأكثر من مليون شريحة "إنفيديا" متطورة للإمارات العربية المتحدة، كجزء من استراتيجية أمريكية للحفاظ على الهيمنة التكنولوجية عالمياً. إن بروز الإمارات العربية المتحدة كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يخلو من التعقيدات. فقد أثارت العلاقات التاريخية بين مجموعة (G42) والصين مخاوف المسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من وصول التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة إلى بكين دون قصد. وقد أججت هذه المخاوف، التي تفاقمت بفعل حجم المشروع، نقاشات داخل إدارة "ترامب" حول مخاطر "نقل" قدرات الذكاء الاصطناعي إلى الخارج. ولا تزال مخاوف الأمن القومي بشأن مشاركة أشباه الموصلات المتطورة قائمة، نظراً لدورها المحوري في تطوير الذكاء الاصطناعي. ورغم هذه التوترات، يتقدم المشروع، تزامناً مع زيارة الرئيس "دونالد ترامب" الأخيرة إلى الشرق الأوسط، حيث نُوقشت صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يُمثل مركز البيانات قفزة نوعية نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. تُضفي مشاركة "أوبن إيه آي" مصداقيةً، وتُشير إلى الثقة في البيئة التنظيمية والمنظومة التكنولوجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما يَعِد المشروع بفوائد اقتصادية، بدءاً من خلق فرص العمل واستقطاب شركات التكنولوجيا العالمية، مع تعزيز دور أبوظبي كمركز للابتكار. يعكس مشروع "أوبن إيه آي" في الإمارات العربية المتحدة توجهاً أوسع نحو عولمة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وبينما تخطط الشركة لإنشاء ما يصل إلى 10 مراكز بيانات إضافية في الولايات المتحدة، فإن مشروعها في الشرق الأوسط يُحقق رؤية طموحة بقدرة 5 جيجاوات عُرضت في البداية على إدارة "بايدن". ومن خلال تحقيق هذا الهدف في الخارج أولاً، تُسرّع "أوبن إيه آي" من صعود الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما قد يُعيد تشكيل المشهد التكنولوجي العالمي. ومع استمرار المفاوضات وتشكيل حرم أبوظبي، ستستفيد دولة الإمارات العربية المتحدة ليس فقط من البنية التحتية، بل من دور محوري في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وربط الشرق بالغرب في سباق تكنولوجي محموم، وفقاً لخبراء الذكاء الاصطناعي. Issacjohn@


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
«التعليم العالي» تعتمد تحويل «كلية ليوا» إلى «جامعة»
أعلنت «كلية ليوا» تحوّلها إلى «جامعة ليوا» بناء على القرار الصادر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، القاضي باعتماد هذا التحويل لفرعي الجامعة في أبوظبي والعين. وجاء القرار عقب استيفاء «جامعة ليوا» للشروط والمتطلبات المحددة، في خطوة نوعية تُجسّد الالتزام بالتميّز الأكاديمي والتطور المؤسسي لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي. وقال رئيس مجلس أمناء «جامعة ليوا»، الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري: «يؤكد هذا الإنجاز مكانة الجامعة بين المؤسسات الأكاديمية المتميّزة والرائدة في دولة الإمارات، والثقة التي تحظى بها نظير جهودها في الارتقاء بجودة التعليم وبناء الكفاءات القادرة على مواكبة احتياجات سوق العمل وخدمة المجتمع». وتضم «جامعة ليوا» أربع كليات، هي: كلية إدارة الأعمال وكلية الإعلام والعلاقات العامة وكلية العلوم الطبية والصحية وكلية الهندسة والحوسبة، وتُقدم 30 برنامج ماجستير وبكالوريوس ودبلوم في تخصصات عدة، من بينها الهندسة، والعلوم الطبية والصحية، وإدارة الأعمال، والإعلام الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والعلوم الإنسانية، وغيرها من التخصصات النوعية.