logo
إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس

إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس

قدس نتمنذ 6 ساعات

بقلم: مصطفى إبراهيم
مصطفى ابراهيم : - لا يبدو الصراع بين إسرائيل وإيران مجرد مواجهة عسكرية اعتيادية. فخلف أزيز الطائرات ودويّ الصواريخ، تدور معركة أكثر عمقاً، معركة الإرادة، والقدرة على التحمل، والسيطرة على السردية الإعلامية. منذ اليوم الأول، أصبح واضحًا أن الطرفين يسعيان لتحقيق إنجازات تتجاوز الحسابات العسكرية المباشرة، للمس في عمق بنية النظام في الطرف الآخر، وتوازنات القوة في المنطقة.
وحسب ما تتناوله وسائل الاعلام الإسرائيلية والمحللين والخبراء العسكريين، تسعى إسرائيل، بعد الضربة الافتتاحية القوية، إلى ترسيخ تفوقها الجوي في سماء غرب إيران، وتوظيفه في استهداف أكثر دقة لمراكز حساسة تتعلق بالبنية الأمنية والنووية للنظام الإيراني. وقد نجحت في اغتيال عدد من الشخصيات المؤثرة داخل المؤسسة النووية والعسكرية، ما يبعث برسائل مزدوجة، للداخل الإيراني، بأن النظام عاجز عن حماية نخبته العلمية والعسكرية وللخارج، بأنها قادرة على الوصول متى وأينما تشاء.
في المقابل، لم تلتزم إيران بدورها التقليدي كمفعول به في المعادلة. فقد استهدفت عمق الداخل الإسرائيلي، ليس فقط عسكريًا، بل وبنية تحتية في مناطق مدنية، في محاولة واضحة لكسر صورة "الجبهة الداخلية. ورغم أن دقة الصواريخ الإيرانية تطورت، فإن خسائرها في المنصات والمخزون بدأت تتضح، ما قد يدفعها إلى تبني سياسة أكثر حذرًا أو تقنينًا في إطلاق الصواريخ خلال الأيام المقبلة. وذلك حسب محللين إسرائيليين.
الصراع الحالي ليس ميدانيًا فقط، بل رمزي وإعلامي أيضًا. إيران، التي تعاني داخليًا من احتجاجات وشكوك شعبية متزايدة، تُكثف من دعايتها، حتى لو تطلّب الأمر فبركة أخبار عن إسقاط طائرات إسرائيلية أو توقيع إسرائيل على اتفاق استسلام، كما زُعم عبر حسابات على مواقع التواصل. هذا السلوك يعكس حجم الحرج الذي يشعر به النظام الإيراني، خاصة مع فشل الرواية الرسمية في تفسير الاختراقات الجوية.
على الرغم من أن البرنامج النووي الإيراني هو الهدف المعلن للهجمات الإسرائيلية، إلا أن النتائج لا تبدو حاسمة بعد. صحيح، تمّت تصفية علماء، وتضررت منشآت، ولكن لا يوجد ما يؤكد تدمير مخزونات اليورانيوم المخصب أو أجهزة الطرد المركزي. إسرائيل تدرك أن وقف هذا البرنامج بالكامل يتطلب أكثر من مجرد ضربات محدودة، وربما يفتح الباب لتصعيد آخر إذا ما شعرت طهران بأن النظام بات على المحك.
رغم أن الطرفين يتعرضان لأضرار، إلا أن حجم المعاناة ليس متساويًا. وبما أن هذه حرب إعلامية بقدر ما هي عسكرية، فإن كل طرف يسعى لإخفاء خسائره.
يدعي بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين بالقول: إنه ربما يكون الإنجاز الأبرز لإسرائيل حتى الآن هو الجمع بين تصفية شخصيات بارزة وتحقيق تفوق جوي. فالنظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي يواجه تحديات داخلية كبيرة، وهو نظام غير شعبي بطبيعته. وإذا كان خامنئي ينظر إلى السماء ويتخيل طائرات إف-35 الإسرائيلية تحلق هناك، فلا شك أن ذلك يؤثر على ثقته. قد تدفع هذه الضغوط النظام إلى التشدد أكثر خشية الظهور بمظهر الضعيف، مما قد يعجّل بانهياره. ويُخشى في المقابل من أن يرد النظام باختراق نووي معلن، كأن يجري تجربة في صحراء مفتوحة.
أما على صعيد الصواريخ، فقد أحرزت إسرائيل تقدمًا مهمًا عبر تدمير عدد من منصات الإطلاق وتقليص المخزون الصاروخي. وقد شهد عصر أمس إطلاق دفعة صغيرة نسبيًا من إيران استهدفت مواقع استراتيجية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إيران ستلجأ إلى تقنين في استخدام ترسانتها الصاروخية. ومع ذلك، فإن أي صاروخ ينجح في تجاوز أنظمة الاعتراض يمكن أن يُحدث أضرارًا جسيمة.
الصراع الإسرائيلي-الإيراني تجاوز كونه معركة حدود أو نفوذ، إنه اختبار استراتيجي لقدرة كل نظام على البقاء في وجه أزمة متعددة الأبعاد، عسكرية، داخلية، ودولية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس
إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس

قدس نت

timeمنذ 6 ساعات

  • قدس نت

إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس

بقلم: مصطفى إبراهيم مصطفى ابراهيم : - لا يبدو الصراع بين إسرائيل وإيران مجرد مواجهة عسكرية اعتيادية. فخلف أزيز الطائرات ودويّ الصواريخ، تدور معركة أكثر عمقاً، معركة الإرادة، والقدرة على التحمل، والسيطرة على السردية الإعلامية. منذ اليوم الأول، أصبح واضحًا أن الطرفين يسعيان لتحقيق إنجازات تتجاوز الحسابات العسكرية المباشرة، للمس في عمق بنية النظام في الطرف الآخر، وتوازنات القوة في المنطقة. وحسب ما تتناوله وسائل الاعلام الإسرائيلية والمحللين والخبراء العسكريين، تسعى إسرائيل، بعد الضربة الافتتاحية القوية، إلى ترسيخ تفوقها الجوي في سماء غرب إيران، وتوظيفه في استهداف أكثر دقة لمراكز حساسة تتعلق بالبنية الأمنية والنووية للنظام الإيراني. وقد نجحت في اغتيال عدد من الشخصيات المؤثرة داخل المؤسسة النووية والعسكرية، ما يبعث برسائل مزدوجة، للداخل الإيراني، بأن النظام عاجز عن حماية نخبته العلمية والعسكرية وللخارج، بأنها قادرة على الوصول متى وأينما تشاء. في المقابل، لم تلتزم إيران بدورها التقليدي كمفعول به في المعادلة. فقد استهدفت عمق الداخل الإسرائيلي، ليس فقط عسكريًا، بل وبنية تحتية في مناطق مدنية، في محاولة واضحة لكسر صورة "الجبهة الداخلية. ورغم أن دقة الصواريخ الإيرانية تطورت، فإن خسائرها في المنصات والمخزون بدأت تتضح، ما قد يدفعها إلى تبني سياسة أكثر حذرًا أو تقنينًا في إطلاق الصواريخ خلال الأيام المقبلة. وذلك حسب محللين إسرائيليين. الصراع الحالي ليس ميدانيًا فقط، بل رمزي وإعلامي أيضًا. إيران، التي تعاني داخليًا من احتجاجات وشكوك شعبية متزايدة، تُكثف من دعايتها، حتى لو تطلّب الأمر فبركة أخبار عن إسقاط طائرات إسرائيلية أو توقيع إسرائيل على اتفاق استسلام، كما زُعم عبر حسابات على مواقع التواصل. هذا السلوك يعكس حجم الحرج الذي يشعر به النظام الإيراني، خاصة مع فشل الرواية الرسمية في تفسير الاختراقات الجوية. على الرغم من أن البرنامج النووي الإيراني هو الهدف المعلن للهجمات الإسرائيلية، إلا أن النتائج لا تبدو حاسمة بعد. صحيح، تمّت تصفية علماء، وتضررت منشآت، ولكن لا يوجد ما يؤكد تدمير مخزونات اليورانيوم المخصب أو أجهزة الطرد المركزي. إسرائيل تدرك أن وقف هذا البرنامج بالكامل يتطلب أكثر من مجرد ضربات محدودة، وربما يفتح الباب لتصعيد آخر إذا ما شعرت طهران بأن النظام بات على المحك. رغم أن الطرفين يتعرضان لأضرار، إلا أن حجم المعاناة ليس متساويًا. وبما أن هذه حرب إعلامية بقدر ما هي عسكرية، فإن كل طرف يسعى لإخفاء خسائره. يدعي بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين بالقول: إنه ربما يكون الإنجاز الأبرز لإسرائيل حتى الآن هو الجمع بين تصفية شخصيات بارزة وتحقيق تفوق جوي. فالنظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي يواجه تحديات داخلية كبيرة، وهو نظام غير شعبي بطبيعته. وإذا كان خامنئي ينظر إلى السماء ويتخيل طائرات إف-35 الإسرائيلية تحلق هناك، فلا شك أن ذلك يؤثر على ثقته. قد تدفع هذه الضغوط النظام إلى التشدد أكثر خشية الظهور بمظهر الضعيف، مما قد يعجّل بانهياره. ويُخشى في المقابل من أن يرد النظام باختراق نووي معلن، كأن يجري تجربة في صحراء مفتوحة. أما على صعيد الصواريخ، فقد أحرزت إسرائيل تقدمًا مهمًا عبر تدمير عدد من منصات الإطلاق وتقليص المخزون الصاروخي. وقد شهد عصر أمس إطلاق دفعة صغيرة نسبيًا من إيران استهدفت مواقع استراتيجية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إيران ستلجأ إلى تقنين في استخدام ترسانتها الصاروخية. ومع ذلك، فإن أي صاروخ ينجح في تجاوز أنظمة الاعتراض يمكن أن يُحدث أضرارًا جسيمة. الصراع الإسرائيلي-الإيراني تجاوز كونه معركة حدود أو نفوذ، إنه اختبار استراتيجي لقدرة كل نظام على البقاء في وجه أزمة متعددة الأبعاد، عسكرية، داخلية، ودولية. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

"هآرتس": نشوة الإسرائيليين بضرب إيران لم تدم سوى 12 ساعة
"هآرتس": نشوة الإسرائيليين بضرب إيران لم تدم سوى 12 ساعة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 8 ساعات

  • فلسطين أون لاين

"هآرتس": نشوة الإسرائيليين بضرب إيران لم تدم سوى 12 ساعة

في تحليل إخباري بصحيفة هآرتس كتب المحلل الاستخباري والإستراتيجي يوسي ميلمان أن النشوة التي عمت (إسرائيل) بعد ورود تقارير أولية تفيد بأن جيشها نجح في اغتيال عدد من كبار الجنرالات والعلماء النوويين الإيرانيين لم تدم بالكاد سوى 12 ساعة. فقد انتاب المجتمع الإسرائيلي شعور بأنهم نالوا أخيرا ثأرهم من إيران بعد 46 عاما من دعواتها إلى تدمير دولة الاحتلال الإسرائيلي. لكن هذا الشعور سرعان ما تبدد وتحول الفرح إلى حزن وقلق بعد أن ردت طهران بـ5 موجات من الصواريخ، تماما مثلما حدث في الحروب السابقة على لبنان وقطاع غزة. وقد أثار القصف الإيراني حفيظة حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب رغم أن (إسرائيل) معتادة على إطلاق الصواريخ والقذائف على مدنها، وفق تحليل هآرتس. ووصف بعض النقاد ادعاء وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء بأنه محض نفاق، حيث إن (إسرائيل) نفسها قصفت مواقع مدنية في طهران، مما أسفر عن استشهاد 50 مدنيا، بينهم أطفال. نشوة غريبة وذكر ميلمان أن أحد كبار عملاء الموساد السابقين ممن تجسسوا في الماضي على بعض المواقع النووية قال له إن نشوة الإسرائيليين بنجاح الضربات الأولى تبدو غريبة تماما بالنسبة له. وأوضح العميل أن إيران دولة على العتبة النووية بعد أن وصل تخصيبها لليورانيوم نسبة 60% "ولا تحتاج سوى إلى تحفيز من مرشدها الأعلى (علي خامنئي) لاتخاذ قرار صنع قنبلة نووية". لكن كاتب المقال لفت إلى أن خامنئي يواجه حاليا معضلة كبيرة تتمثل في أن أمامه خيارين، أحدهما الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية كما فعلت كوريا الشمالية ذات مرة، والآخر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90% اللازمة لصنع أسلحة نووية. ونقل الكاتب عن عميل آخر رفيع المستوى في جهاز الموساد -لم يكشف عن اسمه أيضا- القول إن "الحرب تقاس بخواتيمها لا بمدى نجاح الضربة الأولى مهما كانت مبهرة"، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يضع حدا للحرب. ويعتقد ميلمان أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشاملة تعتمد على استخدام (إسرائيل) سوطا للقيام بالعمل "القذر"، وهو ضرب إيران لإجبارها على التوصل إلى اتفاق. وعلى الرغم من ذلك فإنه يرى أن إرغام إيران على التوقيع على مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يقضي على هدف نتنياهو المتمثل في منع طهران من امتلاك أي برنامج نووي على الإطلاق. المصدر / وكالات

سيناريوهات الحرب الاسرائيلية الايرانية 2025
سيناريوهات الحرب الاسرائيلية الايرانية 2025

معا الاخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • معا الاخبارية

سيناريوهات الحرب الاسرائيلية الايرانية 2025

اندلعت شرارة الحرب الايرانية الاسرائيلية مؤخراً بقيام إسرائيل بشن هجمات جوية مدمرة على إيران، وأطلقت إسرائيل على هذه العملية اسم "الأسد الصاعد"، وهدفت كما أعلنت تل أبيب الى القضاء على البرنامج النووي والصاروخي الإيراني. وحتى هذه اللحظة، دمرت إسرائيل مئات من الأهداف النووية والصاروخية الإيرانية، واغتالت العديد من قادة الدولة العسكريين وعلماء الفيزياء النووية، بينما قامت طهران بتوجيه ضربات محدودة التاثير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة خلال الليلتين الماضتين رداً على الهجوم الاسرائيلي. وبرغم أنه من المبكر تحديد نتائج هذه الحرب، الا أن بعض النتائج يمكن توقعها بالنظر الى ميزان القوى بين الطرفين، وهذه النتائج هي: - نجاح إسرائيل بإبطاء المشروع النووي الإيراني لأكثر من عشرين عام على الأقل، وبالتالي فإن أي مفاوضات مستقبلية حول هذا البرنامج لن تكون الا توقيع على خلو ايران من أي برامج نووية بما فيها عمليات تخصيب اليورانيوم. - تراجع القوة الصاروخية الايرانية الى درجة كبيرة، حيث إن مخزون إيران من الصواريخ الباليستية لا يتعدى 2000 صاروخ فقط حسب رأي الخبراء، وهو الأمر الذي سيؤدي الى ضعف قدرات ايران في الرد على الهجوم الاسرائيلي لقترة طويلة لاسيما في غياب القوة الجوية الايرانية. - ظهور اسرائيل كقوة مسيطرة في الشرق الأوسط في نظام شرق أوسطي جديد تستطيع فيه فرض هيمنتها ونفوذها على العديد من دول الشرق الأوسط، لاسيما أنها نجحت بمفردها في ضرب إيران، وهو الأمر الذي يتطلب قوة جوية كبيرة جدا وقنابل تزن عشرات الالاف من الأطنانً لطالما شك المراقبون بوجودها عند اسرائيل. وفي هذا الإطار، فإن تسمية هذه المعركة بالأسد الصاعد له دلالته المميزة على إيمان إسرائيل العميق بأنها اذا قضت على التهديد الايراني فإنها ستنفرد في هيمنتها على المنطقة ككل. - أفول التأثير والنفوذ الايراني في المنطقة، وخاصة أنها فقدت خلال العامين الماضيين أهم أذرعها العسكرية في المنطقة مثل حماس والحوثيين وسوريا الأسد وحزب الله، وهو الأمر الذي لم يعد يمكنها من التأثير على إسرائيل كما كان كان الحال عليه في العقود السابقة. وفي الاطار السابق، هنالك عدة سيناريوهات يمكن أن تحدد مسار الحرب الاسرائيلية الايرانية وهي: أولاً: عودة إيران الى المفاوضات مع الجانب الأمريكي من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الهجوم الاسرائيلي مقابل تعهد إيران بعدم تخصيب اليورانيوم. ثانياً: اعلان اسرائيلي بتوقف الهجمات من جانب واحد بدون التوصل الى اتفاق سياسي مع إيران التي ستوقف هجماتها المضادة اذا ما أوقفت اسرائيل الحرب كما أعلن رئيس الدولة الايراني مسعود بزشكيان، حيث تكتفي إسرائيل بهذه الحالة بإبطاء مشروع إيران النووي لعقود طويلة دون الحاجة الى توقيع اتفاق سياسي، بينما ستنظر إيران الى أي اتفاق يقيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم بأنه اعتراف صريح منها بأنها هزمت في هذه المعركة، وهي الحالة التي لا تريدها طهران. ثالثا: قيام ايران بتوسيع الصراع سواء بإغلاق مضيق هرمز أو ضرب القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة، الا ان هذا السيناريو سيكون ذا تكلفة عالية، حيث ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالرد العنيف عليها دون قدرة منها لمواجهة القوة الأمريكية الكبيرة. رابعاً: قيام طهران بإثارة حالة عدم الاستقرار والفوضى في الدول العربية المجاورة مثل الاقليات الشيعية في العراق والكويت وعمان والبحرين وسوريا، وهذا السيناريو محكوم بطرق تعامل الأنظمة العربية مع هذه الحراكات الشعبية، وأعتقد ان لا فرصة حقيقية لنجاح مثل هذه الحراكات الشعبية في ظل المتغيرات الحالية . خامسا: قيام اسرائيل بتوسيع نطاق أهداف الحرب اذا ما شعرت بأنها قادرة على استيعاب صدمة الضربات الصاروخية أو أي مفاجئات أخرى، وهذا قد يتصل بضرب المباني الحكومية ومحطات توليد الكهرباء وأبار الغاز. وربما في وقت لاحق، قد تتطور أهداف إسرائيل الى تغيير النظام لاسيما أنه من الواضح وجود قوات موساد وعملاء تعمل في إيران، إضافةً الى تنامي رغبة المعارضة في الانقضاض على النظام اذا ما استشعرت ضعفه. في الواقع، أعتقد أن أقرب سيناريو للتحقيق هو السيناريو الثاني، (توقف الحرب دون الوصول الى اتفاق)، حيث تفضل إيران عدم التوقيع على اتفاقية تمنع برنامجها النووي من إنتاج قنبلة نووية بينما تكتفي إسرائيل بتعطيل قدرات إيران النووية لعقود قد تكون طويلة. وفي هذه الحالة تظهر إيران أمام شعبها وحلفائها بانها لم تهزم وبأنها مصرة على الاستمرار بتخصيب اليورانيوم دون إعلان صريح عن حجم الخسائر التي مني بها برنامجها النووي والصاروخي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store