logo
الناظور تحت الظلال: طبيب نفسي يكشف لأريفينو عن أسرار لعنة معابر مليلية و'السم الأبيض' الذي ينهش مستقبل المدينة بصمت

الناظور تحت الظلال: طبيب نفسي يكشف لأريفينو عن أسرار لعنة معابر مليلية و'السم الأبيض' الذي ينهش مستقبل المدينة بصمت

أريفينو.نت١٦-٠٥-٢٠٢٥

أريفينو.نت / خاص–
في تصريحات حصرية لموقع 'أريفينو.نت'، دق طبيب نفسي ينحدر من مدينة الناظور ، ناقوس الخطر بشأن التداعيات النفسية والاجتماعية الوخيمة التي خلفها إغلاق معبري باب مليلية بني انصار وفرخانة على سكان المنطقة، مؤكداً أن الأزمة الاقتصادية الخانقة الناجمة عن توقف التهريب المعيشي دفعت بنسبة مقلقة من السكان، خاصة الشباب، إلى براثن الإدمان على المخدرات، ولا سيما الأنواع القوية منها.
من التهريب المعيشي إلى اليأس الاقتصادي: تداعيات كارثية على مجتمع الناظور
.
أوضح الطبيب النفسي أن منطقة الناظور، لعقود طويلة، اعتمدت بشكل كبير على ما يُعرف بـ'التهريب المعيشي' من مدينة مليلية المحتلة. هذا النشاط، وإن كان غير منظم، شكل مصدر دخل رئيسي لآلاف الأسر، ووفر سيولة نقدية حركت عجلة الاقتصاد المحلي. وقال: 'كان التهريب المعيشي بمثابة صمام أمان اجتماعي واقتصادي للعديد من سكان الناظور والمناطق المجاورة. مع إغلاق المعابر بشكل مفاجئ ومستمر، وجد هؤلاء أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا عمل، بلا مصدر رزق، وفي مواجهة مستقبل غامض ومقلق'.
وأضاف أن هذا التحول الاقتصادي المفاجئ لم يقتصر تأثيره على العاملين مباشرة في التهريب، بل امتد ليشمل قطاعات واسعة أخرى تأثرت بانخفاض القدرة الشرائية وتوقف التدفقات المالية التي كانت تغذي الأسواق المحلية. وتابع: 'شهدنا إغلاق محلات تجارية، ركوداً في قطاع الخدمات، وزيادة في معدلات البطالة بشكل لم تشهده المنطقة من قبل. هذا الوضع خلق بيئة خصبة لليأس والإحباط الجماعي'.
صدمة الإغلاق: كيف تحولت الضغوط النفسية إلى بوابة للإدمان على المخدرات القوية؟
من منظور نفسي، أكد المختص النفسي أن الأزمات الاقتصادية الحادة غالباً ما تكون مصحوبة بارتفاع ملحوظ في معدلات الاضطرابات النفسية. وأشار إلى أن 'فقدان العمل ومصدر الدخل بشكل مفاجئ يمثل صدمة نفسية قوية. يبدأ الأمر بالقلق والتوتر، ثم يتطور إلى شعور بالعجز، وفقدان القيمة الذاتية، وقد يصل إلى الاكتئاب الحاد'.
ووفقاً للطبيب النفسي، فإن هذه الضغوط النفسية الهائلة، مع غياب آفاق واضحة للحلول، تدفع البعض للبحث عن مهرب من هذا الواقع المرير. وهنا، تظهر المخدرات كخيار وهمي للهروب. وأوضح: 'في ظل انسداد الأفق والشعور باليأس، يجد بعض الأفراد، خاصة الشباب الذين كانوا يعتمدون على مداخيل سريعة من التهريب، في تعاطي المخدرات وسيلة للتخفيف المؤقت من معاناتهم النفسية، أو للشعور بنشوة زائفة تنسيهم قسوة واقعهم'.
شهادة من الداخل: مختص نفسي يرصد التحول المقلق في سلوكيات شباب الناظور.
كشف الطبيب النفسي أنه لاحظ خلال ممارسته المهنية في الناظور زيادة مقلقة في حالات الإقبال على المخدرات، وتحديداً المخدرات القوية مثل الكوكايين والهيروين وحبوب الهلوسة (القرقوبي)، التي لم تكن منتشرة بهذا الشكل المخيف في السابق. وقال: 'في الماضي، كانت المشاكل المتعلقة بالإدمان تتركز حول أنواع أقل فتكاً. لكن اليوم، نواجه حالات إدمان على مخدرات شديدة الخطورة، ذات تأثيرات تدميرية على الصحة الجسدية والعقلية للمتعاطي، وعلى النسيج الأسري والمجتمعي ككل'.
وعزا هذا التحول إلى عدة عوامل، منها سهولة نسبية في الحصول على هذه المواد بسبب تغير طرق التهريب وتحول بعض شبكاته نحو المخدرات بعد توقف السلع، بالإضافة إلى حالة اليأس التي تجعل الشباب أكثر قابلية لتجربة أي شيء يعتقدون أنه قد ينسيهم همومهم.
ناقوس الخطر: هل أصبحت المخدرات القوية المهرب الجديد من واقع مرير؟
حذر الطبيب النفسي من أن استمرار هذا الوضع ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل المنطقة. 'نحن لا نتحدث فقط عن أزمة اقتصادية، بل عن أزمة اجتماعية وصحية عميقة. الإدمان على المخدرات القوية يدمر الأفراد والأسر، ويزيد من معدلات الجريمة، ويستنزف موارد المجتمع'.
ودعا إلى ضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات ومجتمع مدني وأسر، لمواجهة هذه الآفة. وأكد على أهمية توفير بدائل اقتصادية حقيقية ومستدامة لشباب المنطقة، بالتوازي مع تكثيف حملات التوعية بمخاطر الإدمان، وتوفير مراكز علاج ودعم نفسي للمدمنين لمساعدتهم على التعافي والاندماج من جديد في المجتمع.
وختم الطبيب النفسي تصريحه لـ'أريفينو.نت' بالتأكيد على أن 'تجاهل هذه الصرخة هو بمثابة ترك جيل بأكمله يغرق في دوامة المخدرات، وهو ما لا يمكن لأي مجتمع أن يتحمله. الحلول يجب أن تكون شاملة وتأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية للأزمة'.
إقرأ ايضاً

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الناظور تحت الظلال: طبيب نفسي يكشف لأريفينو عن أسرار لعنة معابر مليلية و'السم الأبيض' الذي ينهش مستقبل المدينة بصمت
الناظور تحت الظلال: طبيب نفسي يكشف لأريفينو عن أسرار لعنة معابر مليلية و'السم الأبيض' الذي ينهش مستقبل المدينة بصمت

أريفينو.نت

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • أريفينو.نت

الناظور تحت الظلال: طبيب نفسي يكشف لأريفينو عن أسرار لعنة معابر مليلية و'السم الأبيض' الذي ينهش مستقبل المدينة بصمت

أريفينو.نت / خاص– في تصريحات حصرية لموقع 'أريفينو.نت'، دق طبيب نفسي ينحدر من مدينة الناظور ، ناقوس الخطر بشأن التداعيات النفسية والاجتماعية الوخيمة التي خلفها إغلاق معبري باب مليلية بني انصار وفرخانة على سكان المنطقة، مؤكداً أن الأزمة الاقتصادية الخانقة الناجمة عن توقف التهريب المعيشي دفعت بنسبة مقلقة من السكان، خاصة الشباب، إلى براثن الإدمان على المخدرات، ولا سيما الأنواع القوية منها. من التهريب المعيشي إلى اليأس الاقتصادي: تداعيات كارثية على مجتمع الناظور . أوضح الطبيب النفسي أن منطقة الناظور، لعقود طويلة، اعتمدت بشكل كبير على ما يُعرف بـ'التهريب المعيشي' من مدينة مليلية المحتلة. هذا النشاط، وإن كان غير منظم، شكل مصدر دخل رئيسي لآلاف الأسر، ووفر سيولة نقدية حركت عجلة الاقتصاد المحلي. وقال: 'كان التهريب المعيشي بمثابة صمام أمان اجتماعي واقتصادي للعديد من سكان الناظور والمناطق المجاورة. مع إغلاق المعابر بشكل مفاجئ ومستمر، وجد هؤلاء أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا عمل، بلا مصدر رزق، وفي مواجهة مستقبل غامض ومقلق'. وأضاف أن هذا التحول الاقتصادي المفاجئ لم يقتصر تأثيره على العاملين مباشرة في التهريب، بل امتد ليشمل قطاعات واسعة أخرى تأثرت بانخفاض القدرة الشرائية وتوقف التدفقات المالية التي كانت تغذي الأسواق المحلية. وتابع: 'شهدنا إغلاق محلات تجارية، ركوداً في قطاع الخدمات، وزيادة في معدلات البطالة بشكل لم تشهده المنطقة من قبل. هذا الوضع خلق بيئة خصبة لليأس والإحباط الجماعي'. صدمة الإغلاق: كيف تحولت الضغوط النفسية إلى بوابة للإدمان على المخدرات القوية؟ من منظور نفسي، أكد المختص النفسي أن الأزمات الاقتصادية الحادة غالباً ما تكون مصحوبة بارتفاع ملحوظ في معدلات الاضطرابات النفسية. وأشار إلى أن 'فقدان العمل ومصدر الدخل بشكل مفاجئ يمثل صدمة نفسية قوية. يبدأ الأمر بالقلق والتوتر، ثم يتطور إلى شعور بالعجز، وفقدان القيمة الذاتية، وقد يصل إلى الاكتئاب الحاد'. ووفقاً للطبيب النفسي، فإن هذه الضغوط النفسية الهائلة، مع غياب آفاق واضحة للحلول، تدفع البعض للبحث عن مهرب من هذا الواقع المرير. وهنا، تظهر المخدرات كخيار وهمي للهروب. وأوضح: 'في ظل انسداد الأفق والشعور باليأس، يجد بعض الأفراد، خاصة الشباب الذين كانوا يعتمدون على مداخيل سريعة من التهريب، في تعاطي المخدرات وسيلة للتخفيف المؤقت من معاناتهم النفسية، أو للشعور بنشوة زائفة تنسيهم قسوة واقعهم'. شهادة من الداخل: مختص نفسي يرصد التحول المقلق في سلوكيات شباب الناظور. كشف الطبيب النفسي أنه لاحظ خلال ممارسته المهنية في الناظور زيادة مقلقة في حالات الإقبال على المخدرات، وتحديداً المخدرات القوية مثل الكوكايين والهيروين وحبوب الهلوسة (القرقوبي)، التي لم تكن منتشرة بهذا الشكل المخيف في السابق. وقال: 'في الماضي، كانت المشاكل المتعلقة بالإدمان تتركز حول أنواع أقل فتكاً. لكن اليوم، نواجه حالات إدمان على مخدرات شديدة الخطورة، ذات تأثيرات تدميرية على الصحة الجسدية والعقلية للمتعاطي، وعلى النسيج الأسري والمجتمعي ككل'. وعزا هذا التحول إلى عدة عوامل، منها سهولة نسبية في الحصول على هذه المواد بسبب تغير طرق التهريب وتحول بعض شبكاته نحو المخدرات بعد توقف السلع، بالإضافة إلى حالة اليأس التي تجعل الشباب أكثر قابلية لتجربة أي شيء يعتقدون أنه قد ينسيهم همومهم. ناقوس الخطر: هل أصبحت المخدرات القوية المهرب الجديد من واقع مرير؟ حذر الطبيب النفسي من أن استمرار هذا الوضع ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل المنطقة. 'نحن لا نتحدث فقط عن أزمة اقتصادية، بل عن أزمة اجتماعية وصحية عميقة. الإدمان على المخدرات القوية يدمر الأفراد والأسر، ويزيد من معدلات الجريمة، ويستنزف موارد المجتمع'. ودعا إلى ضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات ومجتمع مدني وأسر، لمواجهة هذه الآفة. وأكد على أهمية توفير بدائل اقتصادية حقيقية ومستدامة لشباب المنطقة، بالتوازي مع تكثيف حملات التوعية بمخاطر الإدمان، وتوفير مراكز علاج ودعم نفسي للمدمنين لمساعدتهم على التعافي والاندماج من جديد في المجتمع. وختم الطبيب النفسي تصريحه لـ'أريفينو.نت' بالتأكيد على أن 'تجاهل هذه الصرخة هو بمثابة ترك جيل بأكمله يغرق في دوامة المخدرات، وهو ما لا يمكن لأي مجتمع أن يتحمله. الحلول يجب أن تكون شاملة وتأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية للأزمة'. إقرأ ايضاً

مخدرات تفتك بشباب الدريوش.. صرخة حقوقية في وجه الصمت القاتل
مخدرات تفتك بشباب الدريوش.. صرخة حقوقية في وجه الصمت القاتل

هبة بريس

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • هبة بريس

مخدرات تفتك بشباب الدريوش.. صرخة حقوقية في وجه الصمت القاتل

هبة بريس – محمد زريوح في نداء عاجل يعبّر عن قلق بالغ، أطلق الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بإقليم الدريوش صرخة استغاثة لحماية الحق في الصحة والحياة والكرامة الإنسانية، وذلك على خلفية حملة رقمية قادها نشطاء محليون للتحذير من التدهور الخطير الذي تعرفه عدد من بلدات الإقليم بسبب الانتشار الواسع للمخدرات وسط فئات الشباب والمراهقين. وجاء في بيان توصلت به هبة بريس، أن الجمعية رصدت شهادات صادمة لمواطنين ومواطنات يناشدون فيها الجهات الرسمية التدخل العاجل، بعدما أصبحت معاناة الإدمان تطال العديد من الأسر، في وقت تحوّل فيه الإقليم، حسب تعبيرها، إلى 'سوق مفتوح' لترويج المواد المخدرة والسموم القاتلة، وسط صمت الجهات المعنية. وتحذر الجمعية من أن الوضع بات ينذر بكارثة اجتماعية، حيث أضحت المخدرات الصلبة مثل الكوكايين والأقراص المهلوسة تصل حتى إلى الأطفال والمراهقين، دون أن تُسجَّل أي إجراءات مؤسساتية فعالة. كما اعتبرت أن هذا الانفلات دليل على فشل السياسات العمومية في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والتشغيل، مما عمّق من هشاشة الأوضاع الاجتماعية بالإقليم. وفي ختام بيانها، دعت الجمعية إلى فتح تحقيق شفاف لتحديد المتورطين في إغراق الإقليم بالمخدرات، مطالبة في الآن ذاته بإطلاق برامج وقائية مستعجلة داخل المدارس والأحياء، مع إنشاء مركز متخصص لعلاج الإدمان يقدّم خدمات مجانية ومواكبة شاملة، تصون كرامة الضحايا وتمنحهم فرصة للاندماج من جديد في المجتمع.

فوضى بسبب 'الميثادون'
فوضى بسبب 'الميثادون'

جريدة الصباح

time٠٥-٠٤-٢٠٢٥

  • جريدة الصباح

فوضى بسبب 'الميثادون'

فجرت أزمة انقطاع دواء 'الميثادون' في مراكز علاج الإدمان التي تشرف عليها وزارة الصحة، مشاكل بالجملة في ما يتعلق بالأدوية التي توصف للمدمنين السابقين على المخدرات الصلبة، من قبيل الكوكايين والهيروين. وكانت الإشكاليات المرتبطة بدواء 'الميثادون' نائمة إلى أن حدث انقطاع في الأسابيع الأخيرة، ولم تعد مراكز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store