logo
"تاريخ أوروربا في 29 حدوداً".. طبيعة خطوط الفصل وأصولها

"تاريخ أوروربا في 29 حدوداً".. طبيعة خطوط الفصل وأصولها

في التأسيس النظري لفكرة استكشاف المناطق الحدودية، ورصد أحوالها وفهم تبدّلاتها، يشير المؤرخ السياسي البريطاني لويس باستون، في كتابه "خطوط الحدود: تاريخ أوروبا في 29 حدوداً"، إلى معنيين أو تشبيهين ارتبطا على الدوام بفكرة الحدود؛ وهما الجسر والباب.
وفيما احتفت فكرة الجسر بدور الحدود كمكان مفتوح للتبادلات، جاءت فكرة الباب في المقابل مستحضرة القدرة على إغلاق الحدود، وعدم السماح بدخول الآخرين إلا بطريقة انتقائية، مع إمكانية حجب الدخول أو حظره على نحو كامل.
والفكرتان في الحقيقة تنطبقان على كل حدود بدرجات وظروف بمختلفة. والمثل الذي يقدمه باستون على ذلك، هو الحدود بين أستونيا وروسيا ولاتفيا. وفي حين ينظر حراس الحدود الأستونيون إلى الحدود الروسية على أنها الباب الخارجي لوطنهم، الباب الذي ينبغي تشديد حراسته، تبقى حدودهم مع لاتفيا في المقابل مفتوحة تماماً.
نهاية البيت - الحدود
حتى أن هناك ملعب ببلدة فالغا فالكا الحدودية بين أستونيا ولاتفيا فيه أرجوحة تنقل الأولاد الذين يركبونها في ثوان، ذهاباً وإياباً بين البلدين. فالحدود تشير إلى النقطة التي يبدأ بها نطاق "البيت"، وفق استشهاد باستون بالكاتبة الأوكرانية فيكتوريا أميلينا (1986- 2023). وذاك لا يعني بالضرورة "الحدود الوطنية"، بل مكاناً أرحب يسود فيه شعور أخوة ووئام قد يتخطى حدوداً وطنية هنا في هذا الجانب، ولا يتخطاها هناك في جانب آخر.
على أن تعيين هذه الحدود الرحبة والفضفاضة ليس سهلاً بالضرورة. وذاك ما دعا أميلينا للسؤال: هل نحن محكومون دائماً بارتكاب أخطاء متعلقة بتعيين نقطة نهاية "بيتنا"، ومكان أماننا الذي يشعرنا بالثقة، وأيضاً بتعيين الجانب من الحدود الذي ينبغي التشدّد في حراسته؟
ويشير باستون في هذا الجانب إلى أن الأمم والقومية والحدود قبل القرن التاسع عشر عملت بطرق مختلفة ممّا يسود اليوم. والقرنان الماضيان اللذان أنتجا تعريفاً أكثر تشدداً للحدود وطرق مراقبتها، كانا اختباريين في هذا المضمار.
فعمليات مراقبة الحدود وحركة الناس عبرها، كانت قليلة في أوروبا الإمبراطوريات قبل العام 1914، وبالتالي لم تكن إمكانية وشروط التنقّل عبر الحدود تتعدى "شروط السوق"، أي تأمين نفقات السفر.
لذا فإن حركة الهجرة كانت حرّة نسبياً حتى قبل "قانون الغرباء" (Aliens Act) سنة 1905، بالنسبة لبريطانيا. وجوازات السفر لم تكن ضرورية في العادة. كما كان هناك إلى جانب الهجرة نظام سفريات سياحية كبير وناشط، يأخذ السياح إلى الشواطئ البحرية والمنتجعات ومناطق الآثار، وحتى إلى ساحات المعارك لهواة النوع، في إطار "السياحة السوداء".
ففكرة الحدود بحد ذاتها ليست قديمة كما نميل للاعتقاد. إذ إن ما نتخيلها دولاً قبل التحولات الكبرى، كمعاهدة "صلح ويستفاليا" سنة 1648، وحروب الثورة الفرنسية، لم تكن في الغالب مسؤولة حصرياً عن أراضيها. بل كانت واجباتها بالدرجة الأولى تتلخص بخدمة التزاماتها الإمبراطورية والدينية، ثم تأمين حقوق اللوردات والاهتمام بالمدن.
وهذا ما جعل معنى "السيادة" المطبقة على المناطق الطرفية في تلك الكيانات السياسية، مغلفاً بالضبابية، من الناحيتين السياسية والجغرافية.
استكشاف الحدود
ينتمي باستون إلى جيلٍ كان ما زال شاباً في مطلع عقد التسعينيات، حين انهار الاتحاد السوفياتي وتفكّك، وانفرج "الستار الحديدي" عن شرقي أوروبا. الرحلة البرية الأولى التي قام بها باستون الشاب في تلك الأنحاء الأوروبية، شبه المحرّمة على سكان غرب القارّة طوال نصف قرن، قادته بالقطار سنة 1990 إلى براغ وبراتيسلافا ما بعد الشيوعية.
بدت له أوروبا فجأة آنذاك، وفق ما يصف، أكبر بكثير مما كان يتخيّل، بناءً على أطالس جغرافيا تلك الحقبة وعلى تكتلاتها الاستقطابية. كما بدا له أمر حصول تحولّات سياسية كبرى يشهدها المرء في حياته وبأم عينيه، أمراً ممكناً، بعد فترة جمود "الحرب الباردة" التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
الكتاب الشيّق "Borderlines: A History of Europe in 29 Borders" الصادر سنة 2024، عن دار "هودير برس" البريطانية (Hodder press)، يأتي على أساس نظري صلب، وعبر أسئلة بنيوية في طبيعة خطوط الحدود وأصولها، ثم ينطلق بالحال في رحلات عملانية تدمج بسردياتها والملاحظات المتأتية منها أسلوبين: أسلوب بحثي\ تاريخي – اجتماعي، وأسلوب كتابي، يستحضر بقوة صيغة حاذقة من أدب الرحلات.
يقع الكتاب، بعد المقدمة التأسيسية، في أربعة أجزاء. الجزء الأول يغطي غرب أوروبا، بدءاً من المجال الأقرب للمؤلف، حدود ايرلندا\ بريطانيا، ثم حدود البلدان الأوروبية الأقرب؛ فرنسا\ ألمانيا، وهولندا\ بلجيكا (...).
أما الجزء الثاني فيغطي الشمال الأوروبي عبر رحلات بمناطق حدود ليتوانيا وروسيا وبولندا، ثم فنلندا وأستونيا وروسيا (..).
ويغطي الجزئان الثالث والرابع وسط القارة الأوروبية وشرقها، من تشيكيا وسلوفاكيا وألمانيا(..) وصولاً إلى أوكرانيا. في الجزء الرابع، التي تحاذي وتجاور روسيا وبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا، والتي تستدعي مقاربة مناطقها الحدودية معظم الأسئلة الصعبة التي يطرحها باستون في كتابه عن العلاقة بين "البيت" (بالمعنى الذي يشير إليه الألمان بعبارة Heimat، المحلة التي يشعر فيها المرء بالانتماء) وبين الأمة، وبين معنى الـ"نحن" في مقابل الـ"هم" أو الآخرين.
على أن الأجزاء الأربعة جميعها، والمكوّن كل منها من أربعة فصول أو خمسة، تنسج مقاربة متشابكة وسردية متداخلة، تعيد ربط بريطانيا بأوروبا، وأوروبا بأنحائها المختلفة، عبر تاريخ سرّي للقارّة، لا تأتي سردياته من العواصم الإمبراطورية، بل من الأطراف والخطوط المحرمة والمناطق المشوّشة والنواحي القصية، حيث يعيش أبناء البلدان المختلفة ويتفاعلون كجيران وأصدقاء وعشّاق وأعداء وشركاء ومهرّبين وعمال شرعيين أو "بالأسود" (..).
التاريخ العام والشخصي
يجمع الكتاب بُعدين متوازيين في مقاربته للتاريخ وأحداثه وأمكنته؛ البعد العام المستل من التاريخ السياسي – الاجتماعي لأوروبا وأطرافها وتماساتها، والبعد الشخصي والمحلي والخاص، المبني على تجربة ذاتية للكاتب في التحصيل والمعاينة والاحتراف والحساسية وبناء الذاكرة، وعلى حبّ خاص للمناطق الحدودية القلقة والمشوّشة أو الملتبسة، واهتمام بأحوالها وتحولاتها.
هذه الصيغة التأليفية المركّبة في الحقيقة، تمتّن بنية الكتاب، وترشّق نصّه المولود من جولات ثاقبة تبدأ من براري إيرلندا وحقولها، وتصل إلى بلدات وقرى غرب أوكرانيا، وذلك في سعي لربط تواريخ تلك المناطق بتواريخ الناس الذين عاشوا فيها طوال قرون، والناس الذين يعيشون فيها اليوم.
مناطق الحدود وتشابه القضايا
في المقاربة التي يعتمدها باستون، والمستندة بداية إلى التحليل التاريخي السياسي للمجالات الإمبراطورية ما قبل نشوء الدول – الأمم، ثمّة استفادة واضحة من تجربته كخبير انتخابات منذ أواخر الثمانينيات.
وتلك تجربة احترافية للكاتب أسهمت في مدّه بحساسية خاصة تجاه التحوّلات والوقائع التي عاشتها المناطق الحدودية، أو مناطق التخوم والتماس بين المجتمعات والأقوام والهويات القديمة والناشئة، والدول المولودة بعد زوال الإمبراطوريات.
فعملية تحليل الحدود والفواصل والتعليق عليها وكتابة التوصيات بشأنها، التي يعتمدها كل خبير انتخابات، بناءً على ما يفرضه كل نظام انتخابي تقريباً، من مهام رسم خطوط غير موجودة في التضاريس الواقعية، على الخرائط الانتخابية بغية تحديد التمثيل السياسي، تناغمت على نحو عملي مع اهتمامات باستون الأصلية بتواريخ وسط أوروبا وشرقها، وبمسألة الحدود الوطنية ومعانيها الجغرافية – التوبوغرافية والاجتماعية.
ذاك المجال الأخير صار بالإمكان استكشافه عملياً على الأرض، عبر رحلات فعلية ومن دون معوقات، حين انضمّت 8 دول من شرق أوروبا إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2004، وبدأت على الأثر رحلات الطيران الرخيصة.
أما الاستدعاء المباشر للخوض بتلك الرحلات وتأليف الكتاب، فيردّه باستون إلى الفترة الصادمة، وفق توصيفه، التي شهدتها الحياة السياسية، حين أطل "البريكست" ودونالد ترمب برأسيهما في مسرح الأحداث.
تاريخ منفصل عن هموم أوروبا
إن وقائع العام 2016 جاءت لتجرّد باستون من حماسته السياسية المولودة من رحم تسعينيات أوروبا، وتدعوه في المقابل لمحاولة إيجاد طرق "غير مباشرة"، حسب ما يصف، للنظر إلى الوقائع الراهنة، ووضع مستجداتها في سياق أكبر، ومحاولة قراءة التاريخ البريطاني من منظار أوسع.
وهو في هذا الجانب بدأ بالنظر أولاً إلى حدود بلده (بريطانيا) في إيرلندا، التي خفتت أخبارها منذ توقيع اتفاقية "الجمعة العظيمة" عام 1998. والسؤال الذي انطلق منه عقب انتصار حملة الترويج لفوائد الرقابة الحدودية، تعلق بعواقب هذا الأمر بالنسبة للحدود الفعلية وما يمكن أن ينتج منه في المناطق الحدودية.
ولإيجاد جواب على ذلك، قام برحلة استطلاعية في حقول فيرماناغ وآرماغ (إقليمان في إيرلندا الشمالية يفصلان بريطانيا عن جمهورية إيرلندا)، مروراً بالأسيجة التي تحدّ البلدين.
على أن تلك الرحلة الأولى لم تسهم إلا في توسعة نطاق السؤال، وردّه إلى اهتمامه الشخصي بمسائل المناطق الحدودية والتباساتها، وغموض المساحات الفاصلة وإشكاليات فهمها، وما ينتج منها في أحيان كثيرة من حساسيات كبرى.
وإحدى المشكلات المزمنة بمقاربة هذه المسائل في حالة بريطانيا تتمثل، وفق باستون، بالطريقة التي يلقّن فيها البريطانيون بأن تاريخهم الوطني منفصل عن هموم أوروبا، فيما تُظهر دراسة أحوال وتواريخ أمكنة مثل سيليسيا وسوديتنلاند (منطقتان حدوديتان تفصلان بالأصل بين ألمانيا وبولندا)، والنزاعات التي قامت هناك في مطلع العشرينيات، تشابهات مذهلة مع المسائل المتعلقة بإيرلندا وحدودها مع بريطانيا.
وبالرغم من عدم انهيار الإمبراطورية البريطانية مع باقي الإمبراطوريات الأوروبية بين العام 1917-1918، إلا أن هذه الإمبراطورية لم تبق كما كانت في السابق، وتبدلت كثيراً. كما أن التاريخ الاقتصادي لبريطانيا لا يمثّل تاريخ جزيرة وهو لم يكن مرة كذلك.
فبريطانيا مهما حاولت، لا يمكنها الهرب من سياقها الأوروبي. من هنا فإن الجولات الاستكشافية الأولى التي قام بها باستون عند الحدود الإيرلندية – البريطانية، قادته للشروع بسلسلة من رحلات الاستكشاف لمعاودة نسج السياق الأوروبي المتشابه جداً في هوامشه وأطرافه، من الحدود الروسية – الفنلندية قرب فيبورغ، إلى سهول أوكرانيا الجنوبية، ومن إيرلندا إلى كرواتيا.
"الحدوديون" القدامى
لكن رغم أن معظم الخطوط التي نرسمها على الخرائط التاريخية هي خطوط متخيلة، يبقى هناك بعض خطوط الحدود القديمة التي لها معنى حقيقي ومادي على الأرض. فالصين والإمبراطورية الرومانية قامتا بتشييد تحصينات حدودية قبل ألفي سنة. غير أن تلك الحصينات لم يكن لها المعنى ذاته الذي للحدود الحديثة.
فالإمبراطوريات لم تكن في العادة تعترف بسيادة الكيانات التي تحاذيها في الجانب الآخر. خلف "اللايمز الروماني" (اللايم باللغة اللاتينية تعني الحدود)، كان هناك مناطق حدودية غامضة ومشوشة تقوم فيها أنشطة تجارية ومظاهر سكن واستيطان. من هنا يمكن القول مع باستون إن سكان الحدود، أو "الحدوديون"، وجدوا وتشكّلوا قبل قيام الحدود القانونية بزمن بعيد.
هنا على ذكر خط الـ"لايمز" الروماني الذي مرّ عبر مناطق ألمانيا ووسط أوروبا، فإن غايته كانت تتمثل بضبط التجارة والهجرة المحدودة، ولم يكن خط دفاع إمبراطوري بالمعنى الحقيقي. إذ عادت وثبتت عدم فاعليته بهذا المعنى المذكور عندما بدأ عصر الهجرات الكبرى في أوروبا بالقرنين الرابع والخامس.
لكن باستون يشير هنا إلى أن البريطانيين لديهم فكرة مبالغ فيها تجاه مدى مناعة الحدود الخارجية للإمبراطورية الرومانية، وذلك لأن "سور هادريان"، أحد أكثر خطوط الحدود الرومانية تحصيناً عسكرياً، كان يمر كخط مستقيم عبر شمال إنجلترا. وهذا ربما مدّ البريطانيين بفكرة أكثر تشدداً في النظر إلى خطوط الحدود التاريخية.
الحدود العسكرية
أما الحدود التي يعرف البريطانيون عنها أقل من معرفتهم حتى تجاه "اللايمز الروماني"، فهي "الحدود العسكرية" التي فصلت بين "المسيحية" في النمسا وبين "الإسلام" في السلطنة العثمانية.
هذه الحدود دامت رسمياً طوال ثلاثة قرون تقريباً حتى عام 1881، لكنها كانت وريثة خط حدودي أقدم بنحو قرنين، امتد عبر مناطق غير مستقرة في كرواتيا وهنغاريا وترانسيلفانيا. وما ميّز ذاك الخط الحدودي فعلاً، هي تأثيراته "النفسية"، وفق تعبير باستون، التي تجاوزت وفق قوله التأثيرات النفسية الناتجة من "الستار الحديدي" خلال الحرب الباردة.
إذ إن تصور "خط صدع" بين "الغرب" المسيحي والإسلام، ما زال تصوّراً قوياً، سائداً إلى اليوم. إذ إن نقطة العبور السيكولوجية بين أوروبا والبلقان، كانت ثابتة على مدى قرنين عند بلغراد، تحديداً عند سيملين، آخر بلدة في كرواتيا\ هنغاريا على الجانب الآخر من نهري السافا والدانوب (سيملين اليوم هي ضاحية زيمون في مدينة بلغراد).
إن الوجود الإسلامي هناك تأسس منذ زمن أبعد، وامتدّ عميقاً في بلغراد أكثر مما فعل في المناطق إلى شمالها، كما كان هناك حتى العام 1867 حامية تركية في تلك المدينة الصربية المستقلة، بحكم الأمر الواقع.
الحرية وتوزيع الاثنيات
الحدود العسكرية المذكورة ولشدة وقعها وتأثيرها التاريخيين خلقت أنماطاً اجتماعية جديدة. ويحلل باستون هذه المسألة، فيرى أن تلك الأنماط الجديدة التي عنوانها العريض "الحرية"، لم تأت نتيجة التفاعل والصلات بين "الحدوديين" القاطنين على طرفي الحدود، بقدر ما جاءت من قيام سلطات الإمبراطورية الهابسبورغية بتشجيع فلاحين على السكن في المناطق المتاخمة للحدود العسكرية وإعفائهم من الروابط الاقطاعية والواجبات تجاه ملاك الأراضي والأرستقراطيين مقابل انخراطهم في ميليشيات تدافع عن تلك الحدود.
أوكلت لأولئك الفلاحين الأحرار مهام القيام بدوريات حراسية على طول الحدود، وحماية الخط الحدودي من الهجمات أو الانتهاك، ومساعدة التجار والمسافرين على المرور في المناطق الحدودية بمأمن من اللصوص والعصابات وقطاع الطرق. وعلى مر القرون اسكنت مجموعات اثنية مختلفة في تلك المناطق الحدودية للقيام بهذه المهام، فولدت أمكنة مثل كراجينا الكرواتية التي يسكنها الصرب، كما انتشرت الجماعات الاثنية الألمانية والكرواتية في أنحاء وسط أوروبا.
تلك الحرية الإشكالية للحدود العسكرية شابهت نزعة استعمار الأطراف الحدودية (في الغرب تحديداً) التي كان لها تأثير تكويني في الولايات المتحدة. إذ إن فكرة الملّاك الصغير (والمزارع وراعي البقر ...) الذي يخدم في الميليشيا لحماية عائلته وأرضه، والزود عن المنطقة الحدودية حيث تسود الحرية ممكنة الأشخاص من بناء حياتهم ومصائرهم، كانت في الأصل فكرة أوروبية أولدتها "الحدود العسكرية" والسياسات الإمبراطورية تجاهها، قبل أن تكون فكرة أميركية.
أقوام الحدود
فكرة الأطراف والمناطق الحدودية الاوروبية ومسألة زرعها بأقوام يحرسونها عادت وطبقت بقوة من قبل النازيين الذين تتطلعوا لدعم أقوام فلاحية بغية تأمين الحدود والأطراف الشرقية للإمبراطورية الألمانية الجديدة. كذلك أدت التغييرات الحدودية بتلك المناطق بعد العام 1945 وهزيمة ألمانيا النازية، إلى ولادة مناطق تشبه مناطق "الوايلد ويست" (الغرب المتوحش) الأميركي في بولندا وتشيكوسلوفاكيا الشيوعيتين، حيث عدّت أراضي أبناء الاثنية الألمانية المطرودين من تلك المناطق، متاحة للمصادرة. وكان ثمة في السياق حاجة لسكان يمكن الاعتماد عليهم لحراسة ذلك الطرف من "الستار الحديدي". ويستعرض كتاب باستون بإسهاب هذه التحولات في الأجزاء الثاني والثالث والرابع من كتابه التي تغطي جولاته في شمال ووسط وشرق أوروبا.
معاني وإيحاءات
يكتنز معنى الحدود في اللغة بعدين متوازيين، واحد مشؤوم وآخر تحرري. ويمكن رصد هذا المعنى المزدوج في لغات مختلفة، فلا يقتصر على لغة بعينها. على أن مصدر هذين البعدين المتوازيين لا يأتي فقط من واقع "الفصل" الذي تقوم به الحدود بين بلدين أو كيانين أو طرفين، بل ينبع من تركيبات أعقد، فيرتبط أحياناً بعوامل سيكولوجية متعلقة بالوجود في مساحات الـ "بين بين"، والمناطق المشوّشة التي شهدت صراعات وتبدلات سكانية لا تحصى وإبادات مشهودة.
ويحضر البعد المشؤوم للتعابير المرتبطة باجتياز الحدود على نحو دائم في بعض اللغات، مثل اللغة الإنجليزية، لكن أحياناً ثمّة تلميحات في التعبير الواحد يمكن تفسيرها إيجابياً والتسامح إزاءها.
فتعبير تجاوز الحدود "trespass" الإنجليزي، ورغم ضمه معان سلبية مثل التعدّي والانتهاك والاعتداء على ممتلكات الغير، يتضمن أيضاً معنى "التجاوز" الذي قد يشير أحياناً إلى التعالي والتغاضي والمسامحة.
والأمر نفسه بالنسبة لكلمة "transgress"، التي تعني اختراق الخط وتخطي العلامة والتموضع بموقع خاطئ، من النواحي القانونية والاجتماعية والأخلاقية.
هذه العلاقة بفكرة الانتهاك حين نجتاز الحدود، لا تقتصر على اللغة الإنجليزية. إذ حين قرأ باستون كتاب "الجريمة والعقاب" لدوستويفسكي، لاحظ أن كلمة "الجريمة" بالروسية (преступление - prestupleniye) تأتي أيضاً من فكرة تجاوز الحدود.
إذ إن пре تعني "عبْر" وступление تعنى "خطا". وفي اللغة البولندية فإن كلمة "جريمة" (przetepstwo) لها نفس الجذور أيضاً، والأمر ذاته في البلغارية. ومن ناحيتنا في اللغة العربية حين نقول عن امرئ تجاوز الحدود فإن في ذلك معنى سلبياً.
كذلك فإن "وضع الحد" شرعاً يمثل عقوبة مقدّرة بالشرع، لأجل حق الله. فإن أقيم الحد على شخص فذاك يعني إيقاع العقوبة المقرّرة شرعاً عليه.
من هنا فإن البناء السيكولوجي للأشخاص في ثقافات مختلفة، متأثر بطبيعة الحال بوجود هذه الخطوط الحدودية المتخيّلة والتي تبدو للوهلة الأولى خطوطاً محرّمة. فالسيء في معظم الأحيان موجود في الطرف الأقصى من الحدود، ونحن نميل في العادة لإسقاط المواصفات السلبية على الناس الموجودين عبر الحدود أو على هوامشها.
كما أن تخطّي الحدود واستيطان منطقة حدودية هامشية، يمدّاننا بعذر لترك الضوابط الاجتماعية، أو حتى الأخلاقية، وراءنا في "البيت" وفي الداخل.
فالحدود قد تمثّل خطوطاً كثيفة على خارطة تقسّم الولايات والصلاحيات القضائية، لكنها تبقى محاطة بمناطق ملتبسة يتم فيها كسر القانون الدولي قبل وصوله إلى حدها الجغرافي. وعندما يعبّر المرء في مناطق ملتبسة من هذا النوع، يشعر بأن ما كان غير شرعي قبل الوصول إليها، بات الآن متاحاً وعلى الملأ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفخّ الصيني
الفخّ الصيني

الشرق الأوسط

timeمنذ 44 دقائق

  • الشرق الأوسط

الفخّ الصيني

رغم أن قمة «البريكس» لم تكن بالمستوى المتوقع، من حيث المشاركة، بعد أن غاب الرئيسان الصيني والروسي، فإنها في كل مرة تعقد تقلّب مواجع الغرب، وتذكّر بأن ثمة قوى أخرى في العالم، تقف بالمرصاد لاقتناص الفرص. فرض رسوم على من ينضم إلى أجندة بريكس من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دفاعاً عن الدولار الذي «يجب أن يبقى ملكاً»، ليس وحده الإشارة على الانزعاج. فكل دول البريكس في كفة، والصين وحدها في أخرى. «ها نحن نعض أصابع الندم. لقد ساعدناهم في الاستيلاء على التكنولوجيا التي ابتكرناها»، يقول المتخصص الفرنسي في الشؤون الصينية إيمانويل فيرون. منذ العقد الأول من القرن الحالي، والدول الغربية تتداول في الغرف المغلقة حول ما يجب فعله في مواجهة الصين، بعد أن بدأت مئات الشركات الغربية تجد نفسها مجبرة على الانسحاب من أرض ظنتها «إلدورادو لا ينضب معينها». ما يزعج ليس تقدم الصين، وسبقها المذهل، وإنما استقلاليتها واستغناؤها عن الغرب. بات بمقدور الصين أن تصنّع قطارات سريعة تتفوق بشكل كبير على القطارات الغربية. هذا يعني ليس فقط أنها تتمدد لتنسج بسككها طريق الحرير الجديد، وإنما أن تصدّر من دون منافس كبير. وكما القطارات التي انطلق أولها من بكين إلى شنغهاي عام 2011 ومن يومها لم يتوقف، كذلك الطائرات، التي انتهت من الحبو وأخذت تطير، وقريباً تصبح منافساً لـ«بوينغ» و«إيرباص»، ومثلها الصواريخ والسيارات، بعد أن احتلت الصين سوق البطاريات من دون أي منازع. التحقيق الرهيب الذي بُث على الإنترنت تحت عنوان «الطريقة الصينية في غزو العالم» يتتبع الاستراتيجية المحكمة للرئيس الصيني دينغ شارو بينغ منذ عام 1975، حتى قبل أن يتولى السلطة، حين زار فرنسا لأسبوعٍ واطلع على أهم التكنولوجيات النووية. هذه الخطة هي التي طبقها أسلافه، التي تجعل الغرب يشعر اليوم بأنه وقع في الفخ الصيني. أظهرت الصين للغرب منتصف السبعينات أنها دولة فقيرة، بكثافة سكانية مربكة، وتحتاج مساعدة، ولن تتردد في دفع الثمن. فرصة استثمارية لا تردّ في بلد بحجم قارة. طلب دينغ شاو بينغ أن تأتي المصانع والشركات الغربية إلى بلاده، مبدياً الرغبة في الانفتاح على الغرب. عندما تمت الموافقة، اشترطت بكين أن تكون المصانع بشراكة مع جهات محلية. تبين في ما بعد أن الذين وُظفوا في المصانع، ليسوا عمّالاً كما تم التعريف بهم، وإنما مهندسون على درجة عالية من المهارة والتكوين العلمي. هؤلاء تمكنوا من تخطي الخُبث الغربي. الغرب الذي افتتح مئات المصانع، وسال لعابه على الكعكة الصينية، لا بل وتنافس على ساحة اعتبرها باقية إلى أمد بعيد، لم يزود الصين بأحدث تقنياته، كما وعد. حتى بالسيارات كان يحتفظ بالموديلات الأحدث لنفسه، ويقدم للصينيين الجيل الذي يسبق. لكن المهندسين الذين زُرعوا في المصانع، لم يتعلموا فقط بل فاقوا أساتذتهم وأضافوا، وتمكنوا من الاجتهاد بشكل غير متوقع، هذا ترجموه وهم يشيدون قطاراتهم السريعة. ثورة 1989 جاءت للغرب باب فرج. ظن أن حلم الديمقراطية عند الشباب الصيني سيكون كافياً لقلب الطاولة. لكن السلطة ضربت بيد من حديد، وفرقت محتجي ساحة «تيا نان من» بالقوة، وهو ما تحول إلى حجة للغرب، ليفرمل تعاونه الصناعي والتكنولوجي مع الصين، وقد بدأ يتحسس تكاليفه المستقبلية الباهظة. لكن سرعان ما عاد الجميع إلى بكين، متجاهلين مخاوفهم مع انهيار جدار برلين، وزوال الخطر الشيوعي. صارت الصين جزءاً من السوق العالمية، منخرطة في منظمة التجارة، مقترضة من البنك الدولي. الرئيس نيكولا ساركوزي الذي زار خلال عهده الصين وعقد اتفاقاً بثمانية مليارات دولار لبناء أربعة مراكز نووية عالية التقنية، اعتقد أنه سيبقى متقدماً في السباق. وهل على القوي أن يخشى من ضعيف قد يسبقه بعد خمسين عاماً. ألن يكون هو الأوفر حظاً بكل ما له من معرفة وتفوق، في البقاء في المقدمة؟ لعله الغرور، أو ثقة زائدة، جعلت الغرب كله يبقى حذراً، لكنه لا يقاوم الاستثمارات الكبرى التي فتحت أمامه في الصين. يقول جنرال سابق في الجيش الشعبي اسمه كولونيل ليو مينغ فو: «نحن تلامذة مجتهدون. نتعلم بسرعة. نستوحي ونجعل أكبر منافسينا شريكاً لنا، لنتعلم بأفضل الطرق». ما يقال بصوت مرتفع، كانت تخفيه الصين، وتقدم نفسها أمةً مهيضةً. لهذا يردد الأوروبيون بحسرة، وهم يتحدثون عن تجربتهم المريرة: «لقد خُدعنا». في خطاب له أمام طلاب جامعة بكين، قال الرئيس تشي جينبينغ: «إن دبلوماسية الصين تشبه (لعبة الغو)». هي أقدم لعبة عرفتها الصين. على عكس الشطرنج، لا تقوم على طرد العدو وقتله بالضربة القاضية. المطلوب محاصرة الخصم من الأطراف والتقدم تدريجياً وببطء إلى نقطة المركز. في هذه الأثناء، يكون اللاعب الماهر قادراً على احتلال مساحات وهو يتقدم بهدوء باتجاه الوسط. هذا يتطلب خطة مسبقة، ورؤية شمولية لرقعة اللعب، ثم التحلي بالصبر وإدارة الوقت للسيطرة، والوصول إلى الهدف.

التحقيق مع مديري CIA وFBI السابقين في تدخل روسيا بالانتخابات
التحقيق مع مديري CIA وFBI السابقين في تدخل روسيا بالانتخابات

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

التحقيق مع مديري CIA وFBI السابقين في تدخل روسيا بالانتخابات

يخضع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) السابق جون برينان، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) السابق جيمس كومي، لتحقيق جنائي بتهمة ارتكاب "انتهاكات محتملة" خلال التحقيقات في صلات مزعومة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وروسيا في انتخابات 2016، بما في ذلك تقديم إفادات "كاذبة" للكونجرس، بحسب "فوكس نيوز". وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أصدرت مراجعة تنتقد الآليات التي استُخدمت في تقييمها بأن روسيا سعت للتأثير على انتخابات عام 2016 لصالح دونالد ترمب. وقالت المصادر، إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الحالي جون راتكليف، أحال "أدلة على مخالفات"، يُزعم أن برينان متهم بارتكابها إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، للنظر في إمكانية مقاضاته. وأضافت المصادر أن المكتب تسلم الإحالة، وأن تحقيقاً جنائياً فُتح بحق برينان، وهو جارٍ حالياً. ورفضت مصادر وزارة العدل تقديم تفاصيل إضافية، ولا يزال من غير الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان التحقيق يتجاوز الادعاءات المتعلقة بتقديمه "تصريحات كاذبة"، للكونجرس. أما بالنسبة لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، فقد أفادت مصادر في وزارة العدل لشبكة "فوكس نيوز" بأن تحقيقاً جارياً يُجرى بشأنه، لكنها لم تتمكن من الكشف عن تفاصيل محددة حول ما يتم التحقيق فيه بالضبط. ولا يزال النطاق الكامل للتحقيقات الجنائية الجارية بشأن برينان وكومي غير واضح. انحراف عن المعايير المهنية ويأتي التحقيق بشأن برينان بعد أن قام راتكليف الأسبوع الماضي، برفع السرية عن مراجعة بعنوان "الدروس المستفادة"، وتتعلق بإعداد تقييم مجتمع الاستخبارات لعام 2017 (ICA). وكان التقييم قد زعم أن روسيا سعت للتأثير في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لصالح المرشح آنذاك دونالد ترمب. ووفق المراجعة التي أمر بها مدير الوكالة الحالي، فإن التقييم الأولي، الذي أدان ترمب وحلفاؤه، "أُجري بسرعة كبيرة، وشهد تدخلاً مفرطاً من قِبل قادة وكالة الاستخبارات، وأن بعض المسؤولين انحرفوا عن المعايير المهنية المعتمدة في العمل الاستخباراتي". كما خلصت المراجعة أيضاً إلى أن "قرار رؤساء الوكالات بضم ما يعرف بملف ستيل إلى تقييم مجتمع الاستخبارات (ICA) خالف مبادئ أساسية في أساليب العمل الاستخباراتي، وقوّض في نهاية المطاف مصداقية حكم رئيسي ورد فيه". وقالت المراجعة الجديدة لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA): "رغم هذه الاعتراضات، أظهر برينان تفضيلاً للتناسق السردي على حساب الدقة التحليلية". وأضافت: "عندما واجهه قائدا مركزين مهمّين، أحدهما ذو خبرة ميدانية واسعة، والآخر بخلفية تحليلية قوية، بنقائص محددة في ملف ستيل، بدا أنه أكثر تأثراً بالتوافق العام للملف مع النظريات القائمة، من قلقه بشأن المخاوف المهنية المشروعة". وتابعت المراجعة: "في نهاية المطاف، قام برينان بتوثيق موقفه كتابياً"، قائلاً: "خلاصة موقفي أنني أعتقد أن هذه المعلومات تستحق أن تُدرج في التقرير". لكن برينان أدلى بشهادة معاكسة تماماً أمام الكونجرس في مايو 2023. وبحسب نص إفادته الذي راجعته "فوكس نيوز"، قال برينان أمام لجنة مجلس النواب: "كانت وكالة الاستخبارات المركزية تعارض بشدة تضمين أي إشارة إلى ملف ستيل أو إدراجه في تقييم مجتمع الاستخبارات". وأضاف: "ولهذا السبب، أرسلوا نسخة من الملف مع توضيح أنه سيكون منفصلاً عن باقي التقييم". وهيمن التحقيق في جهود الكرملين للتأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2016، واتصالات حملة ترمب بالمسؤولين الروس، في معظم فترة ولاية الرئيس الأولى. وتُعد مراجعة الأسبوع الماضي، أول مرة يعترف فيها مسؤولون مهنيون في وكالة الاستخبارات المركزية بوجود تسييس في عملية إعداد تقييم مجتمع الاستخبارات لعام 2017، وخصوصاً من قبل المعينين السياسيين في عهد (الرئيس الأميركي الأسبق باراك) أوباما، وفق "فوكس نيوز". كما كشفت وثائق رُفعت عنها السرية ضمن تلك المراجعة أن برينان دفع فعلاً باتجاه إدراج الملف في تقييم 2017. ومع ذلك، فقد أدلى برينان بشهادته أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب في مايو 2023، قائلاً إنه لم يكن يعتقد أن الملف ينبغي أن يُدرج.

إعفاء الدبلوماسي الروسي الكبير بوغدانوف من مهامه كنائب لوزير الخارجية
إعفاء الدبلوماسي الروسي الكبير بوغدانوف من مهامه كنائب لوزير الخارجية

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

إعفاء الدبلوماسي الروسي الكبير بوغدانوف من مهامه كنائب لوزير الخارجية

قالت وكالة تاس الروسية للأنباء إنه جرى إعفاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي شغل أيضا منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط وأفريقيا، من مهامه يوم الأربعاء بناء على طلب منه. ونقلت تاس عن مصدر قوله إن رحيل بوغدانوف، الذي جرى الإعلان عنه في مرسوم رئاسي، تم بناء على طلبه ولأسباب شخصية. تخرج بوغدانوف (74 عاما) في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية عام 1974 خلال الحقبة السوفيتية. وشغل منصب سفير روسيا لدى إسرائيل من 1997 إلى 2002 وعمل سفيرا لدى مصر من 2005 إلى 2011. وشغل منصب الممثل الرئاسي الخاص في الشرق الأوسط منذ عام 2012، وكذلك الممثل الخاص لأفريقيا منذ عام 2014.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store