
إعلان الدولة تحت الأحتلال وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ضرورة كفاحية في مواجهة مشاريع اليوم التالي والتصفية
ما يُطرح من مشاريع تحت عناوين "إعمار"، "مدينة ذكية"، أو "كيان إداري" يخضع لوصاية دولية–عربية ، لا يُخفي جوهره السياسي والمتمثل في ، ضرب البنية الوطنية لغزة بعد تدميرها وجعلها مكانا غير قابل للحياة وفرض ما يسمى بالتهجير الطوعي ، وفصلها بالنتيجة عن المشروع الوطني العام ، وتحويلها إلى كيان هامشي منزوع السيادة باستمرار وجود قوات الأحتلال بأجزاء كبيرة منها مقابل هدنة ٦٠ يوما لا تُعرف تفاصيلها بعد أو حتى بمدى قبول الأحتلال بمعايير الافراج عن القادة الأسرى مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي ورفاقهم ، ودون إنهاء اشكال العدوان او العودة للحرب بأشكال مختلفة لاحقا . هذا بالتوازي مع تحويل الضفة إلى معازل كانتونية تحت هيمنة استيطانية مباشرة . هذه الرؤية لا تختلف في جوهرها عن نُظم "البانتوستانات" العنصرية التي عرفها التاريخ ، وهي اليوم تجد غطاءً ضمن مشاريع الإدارة الأميركية للمنطقة بما يخدم مشروع "إسرائيل الكبرى" في إطار "الشرق الأوسط الجديد" .
لكن الأخطر ، أن هذا المشروع يجد بيئة خصبة داخلياً ، نتيجة للأزمة العميقة التي يعاني منها نظامنا السياسي الفلسطيني وعدم امتلاك شعبنا لمقومات الصمود سوى الإرادة الوطنية . تأثير اجراءات وجرائم الأحتلال المستمرة في كل مكان ومحاولات تقويض دور السلطة الوطنية ، الانقسام القائم السياسي وتأثيراته المجتمعية ، والشلل المؤسسي والقرارات الحكومية ومنها التعليمات للبنوك واستمرار ذريعة ربط الرواتب بالمقاصة التي تكرس واقع أستعماري فريد من نوعه في هذا العالم ، والتي باتت جميعها عبئاً على الفئات الشعبية والموظفين العموميين ، في ظل ظروف اقتصادية كارثية وغياب جاد لمراقبة الأسواق والأسعار ، كلها تُسهم في إضعاف قدرة المجتمع على الصمود وتُعمّق حالة الانفصال بين المواطن والسلطة الوطنية التي كان يفترض ان تكون معبراً لاقامة الدولة المستقلة ،
الأمر الذي لم يتم كما لم يتوقف الأستيطان بل توسع الى ابعد الحدود وما زال وفق المخططات الجديدة المعلنة . إلى جانب ذلك ، تتصاعد مظاهر "تجارة الحرب" في غزة كما في الضفة ، وتستفيد بعض مراكز النفوذ من الحالة الراهنة لإعادة إنتاج مواقعها على حساب الدم الفلسطيني .
وفي هذا السياق ، فإن قرار الدعوة لإجراء انتخابات مجلس وطني جديد ، ورغم أهميته من حيث المبدأ كاستحقاق ديمقراطي وطني ، ما زال يفتقد إلى الوضوح في آليات التنفيذ ومعايير المشاركة . فكيف يمكن الحديث عن شمولية العملية الانتخابية في ظل إبادة وتدمير جارية في غزة ، وغموض يلف مشاركة الشتات والمقدسيين ، ومعايير أولية لا تؤمن بوضوح مشاركة الكل الفلسطيني من ابناء هذا الشعب خلافا لمبدأ أن الفلسطيني الذي بلغ الثامنة عشر هو عضو طبيعي في منظمة التحرير وشريك في تقرير المصير ؟ كما وتبدو هذه الانتخابات بصيغتها المطروحة بانفصال عن أجراء عملية استحقاق الانتخابات الرئاسية والمجلس التشريعي وضروراتها الغائبة منذ عقدين ، وكأنها أداة شكلية تُقدم على جوهر الحاجة إلى رؤية سياسية وطنية جامعة تكون الأولوية في هذه المرحلة الحرجة والمفصلية ، وعن غياب الرقابة على الاداء الحكومي ومبدأ فصل السلطات ، رغم اهمية اجراء الانتخابات الدورية ومكانة المواطن وحقوقه ومبدأ المواطنة بالدولة المدنية .
أمام هذا المشهد ، لا يمكن البقاء في موقع الترقب أو إدارة الأزمة فقط . لا بدّ من الانتقال إلى الفعل السياسي النوعي ، وذلك من خلال إعلان الدولة الفلسطينية تحت الأحتلال ، استناداً إلى مبدأ حق تقرير المصير للشعوب وأعتراف ١٤٩ دولة بها والقرارات الأممية بالخصوص التي نصت على ذلك ، ومن خلال تشكيل حكومة إنقاذ سياسية بتوافق وطني على قاعدة الشراكة التمثيلية الواسعة ، بهدف كسر معادلات الهيمنة المفروضة على المنطقة ، كما داخليا وخارجيا على العمل السياسي الفلسطيني وفقا للأشتراطات والتدخلات الأمريكية والأوروبية التي أتى بها "طوني بلير" مرتكب جرائم حرب العراق .
هذا الغرب الذي أصدر بالامس بيان تنديد وإدانة ورعب وحتى حزن بشأن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة ، وتُوجهُ "بمناشدات" للجاني من أجل السماح ببعض المساعدات لغزة ، هذا الأمر يزيد معاناة شعبنا من خلال فقط تصريحات عقيمة ، في الوقت الذي يحافظ فيه مكون هذا الغرب على علاقاتهم "الخاصة" وتواطئهم مع إسرائيل .
العقوبات والمحاسبة والمقاطعة المرتبطة بموقف سياسي وليس إنساني فقط هي التي ستؤتي بنتائج .
،كما وان والتدخلات الإقليمية من بعض العرب الذين سددوا فواتير حمايتهم لترامب ويسعون الان الى محاصرة مصر ولبنان كما حاصروا وأسقطوا الدولة السورية التي باتت اليوم ساحة قتال وتفكيك لكل مكوناتها برعاية الشرع الجولاني . وإعادة الأعتبار لقضيتنا كقضية تحرر وطني لا قضية إنسانية مؤقتة .
هذا الإعلان بشأن الانتخابات ، وتلك الحكومة ، يجب أن يُعززا المسار الوطني التحرري الفلسطيني في مواجهة مشروع التصفية ، لا أن يشكلان مخرجات تفاهمات دولية غربية تُفرض على شعبنا . فالإرادة السياسية الفلسطينية الجامعة المستقلة وحدها وتوارث الاجيال صاحبة الحق والأرض ، هي القادرة على إفشال ما يُراد فرضه علينا من عواصم القرار الدولي ، وإعادة بناء وحدة القرار والمؤسسة ، لا من خلال الإقصاء أو المحاصصة او الأستفراد ، بل عبر التوافق الوطني والمواجهة المشتركة ، على قاعدة وحدة الأرض والشعب والقضية الوطنية ، وإعادة الأعتبار لقضيتنا كقضية تحرر وطني لا قضية إنسانية مؤقتة نستجدي المساعدات والحقوق بها على عتبات ابواب العواصم .
لقد آن الأوان لكتابة الفصل الجديد من تاريخنا الوطني دون الأكتفاء بتذكر التاريخ السابق ، لا في تل أبيب أو واشنطن أو الدوحة ، بل في القدس ورام الله وغزة ومخيمات الوطن والشتات ، وبيد أبناء شعبنا وحركته الوطنية وبالمقدمة منها "فتح" التي تنتظر بالضرورة الوطنية انعقاد مؤتمرها العام الثامن بهدف حاجة أستنهاضها كحركة تحرر وطني لا حزباً للسلطة أو تياراً ليبرالياً هلامي ، ووفق رؤية ترتبط بالإرادة والتصميم والجرأة والعقلانية السياسية وبالحقوق الغير قابلة للتصرف التي أقرتها لنا الشرعية الدولية وأولهما القرار الأممي ١٨١ والقرار ١٩٤ ، لا وفق خرائط ومصالح الآخرين .
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
المفاوضات على المحك..تهديد امريكي ونتنياهو يلوح بخطة بديلة والوسطاء يطمئنون
بيت لحم معا-تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب التي دعا فيها إلى "إنهاء" مهمة حماس والقضاء عليها بعد تعثر المفاوضات، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت تمثل تحولاً استراتيجياً في الموقف الأميركي، أم أنها مجرد وسيلة ضغط جديدة على الحركة لدفعها إلى تقديم تنازلات. خلال الأشهر الستة الماضية، منح ترامب نتنياهو حرية كاملة في غزة، سواءً في الحرب على الأرض أو في التفاوض على اتفاق. وقد اعتمد استراتيجية الاتفاق الجزئي، ودعم أيضًا قضية الوضع الإنساني. لكن النتيجة، فشلت إسرائيل والولايات المتحدة سواء في الحرب على الأرض أو من خلال برنامج المساعدات. فقد دُمرت غزة، ولا تزال حماس قائمة، ولم يُفرج عن أي اسير اسرائيلي باستثناء عيدان ألكسندر، الذي أُطلق سراحه بعد مفاوضات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، جرت خلف ظهر إسرائيل، بحسب تقرير القناة 12 الإسرائيلية. كما فشل إنشاء صندوق مساعدات إنسانية لتوزيع الغذاء، بل ازداد الوضع الإنساني تدهورًا، وهو الأسوأ منذ بداية الحرب. فقد توفي أكثر من 100 شخص، معظمهم من الأطفال، بسبب الجوع في الأشهر الأخيرة، ويُلقي العالم بأسره باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين لا تزالان معزولتين في هذه القضية. قطر ومصر: "تم تحقيق بعض التقدم" بعد رد حماس ، يتحدث ترامب وويتكوف ونتنياهو بصوت واحد اليوم، مشيرين بإصبع الاتهام إلى حماس. توافق كل من المؤسسة العسكرية في اسرائيل والجهات المهنية في المفاوضات على عودة الوفد، ويدعمونها تمامًا، وليس بهدف إيصال رسالة إلى حماس بضرورة عودتها إلى رشدها. وصرح نيتسان ألون، المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين، خلال المناقشات بأن "الاقتراح الذي قدمته حماس لا يلبي المرونة الإسرائيلية، وبالتالي لا يسمح بالتوصل إلى اتفاق". فيما أصدرت مصر وقطر، الوسيطتان، بيانًا حاولتا فيه تهدئة الأوضاع، مؤكدتين أنه رغم كل شيء، تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات، وأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق. وأكدتا أن تعليق المحادثات تمهيدًا لاستئناف الحوار لاحقًا أمر طبيعي نظرًا لتعقيد المفاوضات. وطلبتا في البيان عدم التعليق على جميع التسريبات، وبناءً عليه، أكد مسؤولون إسرائيليون أيضًا أن المفاوضات تتقدم. في الوقت نفسه، يستعد نتنياهو لمسألة ما سيحدث لاحقًا في حال انهيار المفاوضات. فقد عقد اجتماعًا للكابنيت، وأصدر بيانًا حول "بدائل" إعادة الرهائن. لكن رئيس الأركان الإسرائيلي أوضح أن هناك خيارين فقط: إما أن يتلقى أمرًا باحتلال القطاع بالكامل، على حساب حياة الرهائن، أو أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن على أمل أن ينجح في الضغط على حماس. وتضيف القناة الإسرائيلية إن لكل من حماس وإسرائيل مصلحة في التوصل إلى اتفاق، ولكن إذا استمعت بعناية إلى كلمات ترامب، فسوف تفهم أنه ربما يسمع أشياء من تل أبيب - حماس مذنبة وبالتالي لن يكون هناك خيار سوى العودة إلى القتال، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الاسرى الإسرائيليين.


فلسطين اليوم
منذ 2 ساعات
- فلسطين اليوم
القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ ضربات ضد أهداف تابعة للاحتلال
أعلنت القوات المسلحة اليمنية مساء اليوم تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية في جنوب فلسطين المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي وثلاث طائرات مسيّرة. وفي بيان رسمي صادر عنها، أوضحت القوات المسلحة أنها نفذت عملية نوعية بالصاروخ الباليستي "فلسطين2" واستهدفت من خلالها موقعاً حساساً في منطقة بئر السبع المحتلة، مؤكدةً أن العملية حققت أهدافها بنجاح. كما أشار البيان إلى أن سلاح الجو المسيّر نفذ ثلاث ضربات متتالية استهدفت مواقع إسرائيلية في مناطق أم الرشراش، عسقلان، والخضيرة جنوب مدينة حيفا، مؤكداً نجاح هذه الضربات أيضاً. واكدت القوات المسلحة اليمنية بأنهذه العمليات تأتي رداً على جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتعكس موقفاً ثابتاً في دعم القضية الفلسطينية.


فلسطين اليوم
منذ 2 ساعات
- فلسطين اليوم
طاهر النونو: الموقف الأميركي غير مبرر رغم التقدم في المفاوضات
صرّح القيادي في حركة حماس طاهر النونو أن موقف الإدارة الأميركية إزاء مفاوضات وقف إطلاق النار مستغرب وغير مبرر، في وقت تشهد فيه المحادثات تقدمًا ملموسًا على أكثر من صعيد. وأكد النونو أن الحركة جاهزة لاستكمال المفاوضات وجادة في التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للحرب، مشيرًا إلى أن ملف الأسرى لم يُبحث بعد وكان مقررًا طرحه في الأسبوع المقبل. وأضاف أن تصريحات الجانب الأميركي جاءت على الرغم من سير المفاوضات بشكل إيجابي، مشيدًا بالجهود الحثيثة التي تبذلها كلٌّ من قطر ومصر في سبيل إنجاح الوساطة، واصفًا بيان الدولتين بأنه إيجابي وبنّاء. وانتقد النونو التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين "إسرائيليين"، واصفًا إياها بأنها محاولة مكشوفة للهروب من نتائج المفاوضات.