
هدنة الرسوم لم تصمد.. الصين تشعل جولة جديدة من الحرب التجارية ضد الولايات المتحدة
نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، هجوم وسائل الإعلام الرسمية الصينية على الولايات المتحدة، متهمة إياها بتقمّص دور الضحية في وقت استفادت فيه لعقود طويلة من ثمار العولمة دون أن تتحمل كلفتها، وذلك في إطار الحرب التجارية المشتعلة بين البلدين بسبب الرسوم الجمركية.
وجاء هذا الموقف في وقت أعلنت فيه الحكومة الصينية عن نمو اقتصادي مفاجئ في الربع الأول من العام، قبيل موجة مرتقبة من التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
اشتعال الحرب التجارية وترامب يصعد الأزمة
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه ورغم أن تبادل فرض الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين قد شهد توقفًا مؤقتًا خلال الأسبوع الماضي، إلا أن الحرب التجارية بين الجانبين لا تُظهر أي مؤشرات على الانحسار، خاصة بعد أن أعادت بكين التأكيد على أنها "لا تخشى القتال".
وفي مساء الثلاثاء، نشرت صحيفة "تشاينا ديلي"، افتتاحية اعتبرت أن تصريحات الرئيس الأمريكي المتكررة حول تعرض الولايات المتحدة "للاستغلال" ما هي إلا محاولة لـ "خداع الرأي العام الأمريكي". وأكدت الافتتاحية أن الولايات المتحدة لم تُستغل من أحد، بل تعاني من مشكلاتها الهيكلية الخاصة.
ووفقًا للصحيفة، فإن الولايات المتحدة عاشت لعقود فوق إمكانياتها الحقيقية، تستهلك أكثر مما تنتج، وقامت بنقل صناعاتها إلى الخارج، واستدان اقتصادها ليحافظ على مستوى معيشة مرتفع لا يعكس إنتاجيته الفعلية. وأضافت أن واشنطن بدلًا من أن تشتكي من تعرضها لـ "الاحتيال"، عليها أن تعترف بأنها ركبت قطار العولمة مجانًا.
ودعت الصحيفة الصينية، الولايات المتحدة إلى التوقف عن "الأنين" والتصرف كضحية في التجارة العالمية، وطالبتها بالكف عن سلوكها "المزاجي والمدمر".
وفي مؤشر على استمرار التصعيد، أعلنت بكين اليوم الأربعاء عن تعيين لي تشنغقانج في منصب نائب وزير التجارة ومفاوض التجارة الدولية الجديد، خلفًا للمخضرم وانغ شووين، دون توضيح أسباب هذا التغيير.
ومن المتوقع أن يقود لي المرحلة المقبلة من التفاوض مع الولايات المتحدة في محاولة لإنهاء الحرب التجارية.
من جانبه، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال بيان ألقته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن الكرة الآن في ملعب الصين، مؤكدًا أن "الصين تحتاج إلى عقد اتفاق معنا، ولسنا نحن من يحتاج لذلك"، مضيفًا أن الصين لا تختلف عن أي دولة أخرى سوى في حجمها الكبير.
وفي رد سريع، هاجمت وزارة الخارجية الصينية واشنطن، وقال المتحدث باسمها، لين جيان، إن الولايات المتحدة هي من بدأت الحرب التجارية، وإن بكين كانت واضحة في أنها لا ترغب بالقتال، لكنها في الوقت ذاته لا تخشاه.
وأضاف أن الولايات المتحدة إذا أرادت حل النزاع عبر الحوار، فعليها أن تتوقف عن ممارسة الضغوط القصوى والتهديد والابتزاز، وتبدأ حوارًا على أساس الندية والاحترام والمنفعة المتبادلة.
وفي سياق موازي، أعلنت الحكومة الصينية عن نمو اقتصادي أفضل من المتوقع خلال الربع الأول من العام، بلغ 5.4%، متجاوزًا التوقعات التي أجمعت عليها تحليلات الخبراء.
وأشارت بيانات المكتب الوطني للإحصاء إلى أن هذا النمو تحقق جزئيًا بسبب اندفاع المصدرين لشحن منتجاتهم إلى السوق الأمريكية قبل دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.
وحذر شنج لاييون، مسؤول بارز في المكتب، من أن الرسوم الأمريكية الجديدة ستشكل ضغوطًا على التجارة الخارجية والاقتصاد الصيني.
خطط أمريكية لرسوم جديدة على الصناعات الحساسة
وفي خضم هذا التصعيد، أعلن ترامب عن بدء تحقيق جديد قد يُفضي إلى فرض رسوم إضافية على الصناعات الحيوية مثل الأدوية وأشباه الموصلات، وهو ما من شأنه التأثير على شركاء تجاريين كثر للولايات المتحدة. كما أمر بفتح تحقيق آخر قد يفضي إلى فرض رسوم على المعادن الحرجة والمعادن النادرة ومنتجاتها المرتبطة مثل الهواتف الذكية.
ويُشار إلى أن الصين تهيمن على سلاسل الإمداد العالمية الخاصة بالمعادن النادرة، وقد فرضت بالفعل قيودًا على تصدير عدد من هذه العناصر الحيوية منذ اندلاع النزاع التجاري مع واشنطن.
وفي ظل هذا المناخ المتأزم، يبقى الصراع مفتوحًا على كافة السيناريوهات، بين حرب تجارية تتصاعد وحدود دبلوماسية تتراجع، في مشهد تتداخل فيه الاعتبارات الاقتصادية بالجغرافيا السياسية والاستراتيجيات العالمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 34 دقائق
- المشهد العربي
ترامب يوصي بفرض تعريفات 50% على أوروبا بعد تعثر المفاوضات
أوصى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارًا من الأول من يونيو 2025. وبرر ترامب قراره بأن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لا تحقق أي تقدم، مؤكدًا في الوقت ذاته عدم فرض التعريفة إذا تم تصنيع المنتج في الولايات المتحدة. وأوضح ترامب في منشور له على منصته "تروث سوشيال" أن الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بأنه "أساسًا لاستغلال الولايات المتحدة تجاريًا"، كان "صعبًا للغاية في التعامل". وذكر أن ذلك يعود إلى "حواجزه التجارية، وضرائب القيمة المضافة وعقوباته الباهظة على الشركات وحواجزه التجارية غير النقدية وتلاعباته النقدية، ودعاواه القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية". وأضاف أن هذه العوامل، وغيرها، أدت إلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة "يتجاوز 250 مليون دولار سنويًا وهو رقم غير مقبول نهائيًا". ويُعتقد أن ترامب قد أخطأ في كتابة الرقم، حيث إن العجز التجاري تجاوز 235 مليار دولار في عام 2024.


بوابة الأهرام
منذ 39 دقائق
- بوابة الأهرام
ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بـ50% من الرسوم الجمركية اعتبارا من يونيو
أ ف ب هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من يونيو، قائلا إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". موضوعات مقترحة وكتب ترامب في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 % على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من يونيو. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأمريكي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا والذي يراوح بين 300 و350 مليار دولار بحسب تقديره. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12,5 %، مع نسبة 2,5 % كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضيفت إليها 10 % منذ مطلع نيسان/أبريل إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". واراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20 % على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10 % ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة يوليو. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر. وفور تهديد الرئيس الأمريكي بالرسوم الجديدة بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية، هبطت البورصات في أوروبا وتراجعت خصوصا أسهم شركات السلع الفاخرة والسيارات. كما تكبّدت بورصة وول ستريت خسائر. واعتبرت برلين أن تهديدات ترامب هذه "لا تخدم أحدا".


المشهد العربي
منذ ساعة واحدة
- المشهد العربي
الأسهم الأوروبية تتراجع بعد تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية
تراجعت الأسهم الأوروبية في تعاملات اليوم الجمعة، بعد أن شهدت ارتفاعًا في بداية الجلسة، عقب توصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض تعريفة جمركية 50% على الاتحاد الأوروبي بالأول من يونيو. وانخفض مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 2% ليصل إلى 539 نقطة، في تمام الساعة 03:04 مساءً بتوقيت مكة المكرمة. كما شهدت المؤشرات الرئيسية تراجعًا، حيث هبط مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.67% مسجلاً 7658 نقطة، وتراجع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 1.18% إلى 8636 نقطة، في حين انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 2.14% ليصل إلى 23484 نقطة. وفي منشور عبر "تروث سوشيال"، أشار "ترامب" إلى أن التعامل مع الاتحاد الأوروبي كان صعبًا للغاية وأن المناقشات معهم لا تسفر عن أي نتيجة.