
الرئيس أبو مازن و (استراتيجية الضعيف)
ابراهيم ابراش
من خلال متابعتي لكتابات الرئيس أبو مازن وتصريحاته وكيفية تدبيره للمناصب التي تولاها ومعرفتي الشخصية المحدودة به سواء قبل توليه الرئاسة أو بعدها، يمكن القول إن تفكيره ونهجه السياسي الإستراتيجي ينتمي لمدرسة ونهج في السياسة وهي (استراتيجية الضعيف)، وهذه المدرسة وإن كانت تنتمي للواقعية السياسية إلا أنها تنطلق من منطلق معاكس للأصول الأولى للواقعية التي تعتمد على القوة وموازين القوى لتحقيق المصالح القومية.
استراتيجية الضعيف نجد نماذج لها بالنسبة للدول المستقلة والمستقرة في علاقتاها مع دول العالم وخصوصا دول الجيران كما هو الحال بالنسبة للدول التي اتخذت موقف الحياد خلال الحرب العالمية الثانية وبعضها ما زال ملتزما بالحياد مثل سويسرا والنمسا، أيضا نجد تطبيقا لها في حالة الشعوب والدول الخاضعة للاستعمار ونموذجها تجربة تحرير الهند مع المهاتما غاندي (سياسة ألا عنف) خلال استعمارها من بريطانيا.
هذه المدرسة في السياسة تنطلق من منطلق الاعتراف بواقع الاختلال في موازين القوة لصالخ العدو والاحساس بالعجز تجاهه وعدم الفدرة على مواجهته عسكرياً وبالتالي الأفضل الابتعاد عن أي مواجهات مسلحة مباشرة معه والاعتراف بأنك ضعيف وتحتاج لحماية خارجية من الأصدقاء أو من المنتظم الدولي، وكانت كلمة أبو مازن في خطابه في الأمم المتحدة قبل عامين عندما قال مخاطب دول العالم (احمونا) تعبيراً عن هذه الاستراتيجية، كما أن هذه الاستراتيجية لا تُعير كثير اهتمام بالخطاب الشعبوي وقدرات الشعب الذاتية، والزعيم الذي يؤمن بهذه الاستراتيجية ،حتى وإن كان وطنيا ويسعى لمصلحة الشعب ،غالبا تكون فجوة بينه وبين الأحزاب الجماهيرية، وهو أيضا لا يعول عليهم كثيرا.
ما يؤخذ على هذه الاستراتيجية أو النهج للرئيس أبو مازن ولمن سيخلفه هو عدم التوافق الوطني على هذه السياسة وغياب الأدوات التنفيذية وخصوصاً أنها تحتاج لرجال يؤمنون بها وقادرون على اقناع الشعب بالحقيقة ويملكون أدوات لتعزيز صمود الشعب على الأرض وابداع وسائل نضالية غير عنيفة لمواجهة مخططات الاستيطان والتهويد؟ وهذه كلها تحتاج لعودة الثقة بين الشعب والقيادة، حيث يمكن للوحدة الوطنية والنهج الديمقراطي في القيادة والتوافق على استراتيجية وطنية للمقاومة السلمية وتعزيز وتصويب علاقة القيادة والشعب بالمحيطين العربي والدولي أن يشكلوا المعادل الموضوعي لضعف القدرات العسكرية.
إن كانت المواجهات العسكرية المباشرة مع العدو كما جرى في عملية طوفان الأقصى الحمساوية وما أدت له من تفعيل حرب الابادة والتطهير العرقي اليهودية في قطاع غزة والمُعد لها مسبقا قد ألحقت أضراراً عظيمة بالقضية الفلسطينية وخصوصاً أنها جاءت في ظل ظروف عربية ودولية غير مواتية، فإنه في المقابل فإن استراتيجية الضعيف التي تنهجها القيادة والسلطة الفلسطينية وإن حافظت نسبياً على ثبات الشعب على الأرض وقللت من خسائره إلا أنها لم تحقق الهدف الوطني منها ولم تمنع العدو من زيادة مشاريعه الاستيطانية وتهويد المسجد الأقصى وتقطيع أوصال الضفة والاعتداء على المواطنين.
للأسف ما زال الشعب الفلسطيني منقسماً بين هاتين الاستراتيجيتين مع تزايد الأصوات التي تطالب بوقف العمل العسكري المباشر ولو مؤقتاً لوقف المجازر في القطاع والحيلولة دون تنفيذ مخطط تهجير أهالي القطاع وربما أيضاً الضفة، وحتى حركة حماس عندما تطالب بهدنة طويلة دون تحقيق هدف تحرير فلسطين إنما تعترف بفشل نهج القتال والمقاومة العسكرية المباشرة.
فهل من المجدي بعد كل ما جرى العودة لاستراتيجية الضعيف أو المزج بينها وبين استراتيجية وطنية للمقاومة؟
من المفيد التذكير بأنه في عهد الزعيم أبو عمار وما بعد فشل مباحثات كامب ديفيد ٢ عام ٢٠٠٠ ظهر في الساحة الفلسطينية وداخل حركة فتح نهجان (العرفاتية) و (العباسية) وقد كتبنا حينها عن الموضوع.
حاولت العرفاتية العودة للكفاح المسلح مع الحفاظ على السلطة ونهج التسوية السياسية وعدم إغلاق الباب أمام المفاوضات، أو بمعنى آخر كانت تريد التوصل للسلام من خلال الضغط العسكري، وكانت العباسية ضد العودة للعمل العسكري ومع استراتيجية الضعيف، وكانت حركة حماس وفصائل أخرى تؤيد عودة عرفات للعمل العسكري ولكنها في نفس الوقت تعادي منظمة التحرير والسلطة والتسوية السياسية!، وكانت النتيجة حصار أبو عمار في المقاطعة ومحاصرة العرفاتية واغتياله سياسياً قبل أن تغتاله إسرائيل جسدياً عام ٢٠٠٤.
هل يمكن الآن العودة لاستراتيجية الضعيف ولو معدلة؟
ربما كانت هذه الاستراتيجية نافعة ويمكنها تحقيق بعض الإنجازات الوطنية السياسية في بداية عملية التسوية السياسية عندما كان يوجد في إسرائيل مجتمع وحكومة تريد تسوية سياسية وكان معسكر السلام قويا كما كانت دول العالم داعمة للحل السلمي وللتوجه العقلاني لمنظمة التحرير كما كان العالم العربي في حال أفضل بكثير مما هو عليه، ولكن الآن وفي ظل حكومة يمينية الأكثر تطرفا في تاريخ دولة الاحتلال وتوجه كل مجتمع العدو نحو اليمين وإعلان إسرائيل أنها ضد السلام وضد قيام دولة فلسطينية بل وتقوم بحرب إبادة وتطهير غرقي في قطاع غزة … هل يمكن (لاستراتيجية الضعيف) أن تنجح؟ وهل من بديل؟
لا يمكن الاعتماد على هذه الاستراتيجية وحدها في تحقيق النصر أو المنع الكامل لمخططات العدو، ولا نعتقد أننا الآن في مرحلة تسمح بتحرير فلسطين وحتى في حدود 1967 بل في مرحلة الحفاظ على الذات الوطنية وتعزيز صمود الشعب على أرضه، ولكن يمكنها تقليل الخسائر والحفاظ على وجود الشعب وصموده في أرضه والحيلولة دون منح العدو مزيدا من المبررات لمواصلة حربه لتصفية القضية الوطنية.
[email protected]
—
Dr: Ibrahem Ibrach

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
الأمين العام الأممي يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية
قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، خلال اللقاء السنوي لتكريم أفراد القبعات الزرق العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم خلال عمليات حفظ السلام الأممية، بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد. وخلال هذا الحفل، المنظم الخميس، تم منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العريف أول كريم تمارة، الذي توفي في 2024 أثناء أدائه لمهمته النبيلة في حفظ السلام ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبمناسبة هذه المراسم، كرم المجتمع الدولي أرواح أزيد من 4400 من حفظة السلام الذين بذلوا حياتهم منذ 1948، من بينهم 57 من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم تحت لواء منظمة الأمم المتحدة خلال السنة الماضية. وقال غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، إن المنظمة تكرم "النساء والرجال الشجعان الذين قضوا بعيدا عن أوطانهم وأحبائهم، أثناء خدمتهم للسلام، أكثر قضايا الإنسانية نبلا"، مضيفا أن الخدمات التي قاموا بإسدائها والتضحيات التي بذلوها ستظل راسخة. وأشار إلى أن العقود الماضية شهدت انخراط أزيد من مليونين من النساء والرجال ضمن 71 بعثة في أربع قارات، معربا عن امتنانه للدول الأعضاء على هذه المساهمات القيمة. وفي كلمة بهذه المناسبة، تقدم السفير هلال بأصدق التعازي والمواساة لأسر جنود حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم ولأسرة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أشاد بالعمل الذي يؤديه جنود حفظ السلام، الذين بذلوا حياتهم أثناء الدفاع عن القضايا النبيلة للسلام والأمن، وكذا مبادئ وقيم الأمم المتحدة. وخلال عرض عسكري سبق تنظيم هذه المراسم، قام وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى جانب وكيل الأمين العام للدعم العملياتي، أتول كهاري، بتوشيح ثلاثة ضباط من القوات المسلحة الملكية، الملحقين لدى إدارة عمليات السلام في نيويورك. وتجسد هذه المبادرة التقدير الذي تخص به منظمة الأمم المتحدة المغرب واعترافها بمساهمته الدائمة والهامة في عمليات حفظ السلام الأممية، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتعد المملكة، التي تشارك بـ1714 جنديا من قوات حفظ السلام ضمن بعثتي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) وجمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، من بين البلدان العشر الرئيسية المساهمة بقوات في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويشكل اليوم الدولي لحفظة السلام، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 29 ماي منذ 2002، مناسبة سنوية لتكريم الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام، وكذلك لتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل قضية السلام النبيلة.


كواليس اليوم
منذ 3 ساعات
- كواليس اليوم
الأمين العام الأممي يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام
الأمم المتحدة (نيويورك) – قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، خلال اللقاء السنوي لتكريم أفراد القبعات الزرق العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم خلال عمليات حفظ السلام الأممية، بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد. وخلال هذا الحفل، المنظم الخميس، تم منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العريف أول كريم تمارة، الذي توفي في 2024 أثناء أدائه لمهمته النبيلة في حفظ السلام ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبمناسبة هذه المراسم، كرم المجتمع الدولي أرواح أزيد من 4400 من حفظة السلام الذين بذلوا حياتهم منذ 1948، من بينهم 57 من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم تحت لواء منظمة الأمم المتحدة خلال السنة الماضية. وقال غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، إن المنظمة تكرم 'النساء والرجال الشجعان الذين قضوا بعيدا عن أوطانهم وأحبائهم، أثناء خدمتهم للسلام، أكثر قضايا الإنسانية نبلا'، مضيفا أن الخدمات التي قاموا بإسدائها والتضحيات التي بذلوها ستظل راسخة. وأشار إلى أن العقود الماضية شهدت انخراط أزيد من مليونين من النساء والرجال ضمن 71 بعثة في أربع قارات، معربا عن امتنانه للدول الأعضاء على هذه المساهمات القيمة. وفي كلمة بهذه المناسبة، تقدم السفير هلال بأصدق التعازي والمواساة لأسر جنود حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم ولأسرة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أشاد بالعمل الذي يؤديه جنود حفظ السلام، الذين بذلوا حياتهم أثناء الدفاع عن القضايا النبيلة للسلام والأمن، وكذا مبادئ وقيم الأمم المتحدة. وخلال عرض عسكري سبق تنظيم هذه المراسم، قام وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى جانب وكيل الأمين العام للدعم العملياتي، أتول كهاري، بتوشيح ثلاثة ضباط من القوات المسلحة الملكية، الملحقين لدى إدارة عمليات السلام في نيويورك. وتجسد هذه المبادرة التقدير الذي تخص به منظمة الأمم المتحدة المغرب واعترافها بمساهمته الدائمة والهامة في عمليات حفظ السلام الأممية، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتعد المملكة، التي تشارك بـ1714 جنديا من قوات حفظ السلام ضمن بعثتي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) وجمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، من بين البلدان العشر الرئيسية المساهمة بقوات في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويشكل اليوم الدولي لحفظة السلام، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 29 ماي منذ 2002، مناسبة سنوية لتكريم الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام، وكذلك لتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل قضية السلام النبيلة.


الجريدة 24
منذ 3 ساعات
- الجريدة 24
الأمين العام الأممي يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام
قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، خلال اللقاء السنوي لتكريم أفراد القبعات الزرق العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم خلال عمليات حفظ السلام الأممية، بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد. وخلال هذا الحفل، المنظم الخميس، تم منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العريف أول كريم تمارة، الذي توفي في 2024 أثناء أدائه لمهمته النبيلة في حفظ السلام ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبمناسبة هذه المراسم، كرم المجتمع الدولي أرواح أزيد من 4400 من حفظة السلام الذين بذلوا حياتهم منذ 1948، من بينهم 57 من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم تحت لواء منظمة الأمم المتحدة خلال السنة الماضية. وقال غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، إن المنظمة تكرم 'النساء والرجال الشجعان الذين قضوا بعيدا عن أوطانهم وأحبائهم، أثناء خدمتهم للسلام، أكثر قضايا الإنسانية نبلا'، مضيفا أن الخدمات التي قاموا بإسدائها والتضحيات التي بذلوها ستظل راسخة. وأشار إلى أن العقود الماضية شهدت انخراط أزيد من مليونين من النساء والرجال ضمن 71 بعثة في أربع قارات، معربا عن امتنانه للدول الأعضاء على هذه المساهمات القيمة. وفي كلمة بهذه المناسبة، تقدم السفير هلال بأصدق التعازي والمواساة لأسر جنود حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم ولأسرة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أشاد بالعمل الذي يؤديه جنود حفظ السلام، الذين بذلوا حياتهم أثناء الدفاع عن القضايا النبيلة للسلام والأمن، وكذا مبادئ وقيم الأمم المتحدة. وخلال عرض عسكري سبق تنظيم هذه المراسم، قام وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى جانب وكيل الأمين العام للدعم العملياتي، أتول كهاري، بتوشيح ثلاثة ضباط من القوات المسلحة الملكية، الملحقين لدى إدارة عمليات السلام في نيويورك. وتجسد هذه المبادرة التقدير الذي تخص به منظمة الأمم المتحدة المغرب واعترافها بمساهمته الدائمة والهامة في عمليات حفظ السلام الأممية، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتعد المملكة، التي تشارك بـ1714 جنديا من قوات حفظ السلام ضمن بعثتي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) وجمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، من بين البلدان العشر الرئيسية المساهمة بقوات في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويشكل اليوم الدولي لحفظة السلام، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 29 ماي منذ 2002، مناسبة سنوية لتكريم الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام، وكذلك لتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل قضية السلام النبيلة.