
رئيس الوزراء في ورشة مكافحة الفساد: من المعيب أن نظل في مناصبنا!
في مشهد قد لا تجود به حتى خيالات كتّاب الكوميديا السوداء، افتُتحت في عدن ورشة عمل بعنوان "تعزيز جهود إنفاذ القانون في مكافحة الفساد"، بحضور رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، الذي قرر أن يبدأ الورشة باعتراف صادم ومثير: نحن ندفع 600 مليون دولار سنويًا على الكهرباء، ومع ذلك، لا كهرباء، بل وتزيد الطرفة مرارة حين يضيف: 180 مليونًا أخرى صرفت لتشغيل مصافي عدن... لكنها لم تعمل!
الرئيس، الذي بدا وكأنه خرج لتوّه من نوبة صحوة ضمير، قال: "من المعيب أن نبقى في مواقعنا ونحن نرى هذا الفساد غير المقبول"، في تصريح قد يندرج ضمن فئة "الكوميديا الاعترافية"، لكونه صرّح بذلك وهو... ما يزال في موقعه.
وأضاف بن مبارك، في محاضرة بدت أقرب إلى جلد الذات الجماعي: "يجب أن نواجه أنفسنا، ونتوقف عن الانشغال بالقضايا الصغيرة"... وكأن صرف مئات الملايين في الهواء الطلق قضية "ثانوية".
أما وزير العدل بدر العارضة، فقد سارع لدعم رئيسه مؤكدًا أن الفساد لا يقف عند حدود المال العام، بل يتمدد إلى القيم، وبيئة الاستثمار، و... الهواء الذي نتنفسه، على ما يبدو، وتحدث عن مسارات رئيس الوزراء الخمسة، التي لم نعلم ما إذا كانت طرقًا للإصلاح، أم مجرد اتجاهات للالتفاف حول المشكلة.
من جهته، شارك رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة القاضي أبوبكر السقاف وزملاؤه في التنديد بالفساد، مؤكدين أن البلاد تعاني من "أزمة خانقة"، ربما لأن الأموال التي كان من المفترض أن تُنقذ الوضع قد تم إنفاقها على "مشاريع غير موجودة".
السفير السعودي محمد آل جابر، في مداخلة عبر الاتصال المرئي، كرر دعمه للحكومة اليمنية في مكافحة الفساد، وهو دعم يبدو أنه يشمل بناء مؤسسات قادرة على استيعاب الـ 264 مشروعًا سعوديًا... شريطة ألّا تضيع هي الأخرى في زحمة المصافي المتوقفة والكهرباء الغائبة.
ممثل الأمم المتحدة، بدوره، بارك الورشة، مؤكدًا دعم المنظمة لوضع رؤية وطنية لمكافحة الفساد، وهي رؤية يأمل المواطنون ألّا تكون كالكهرباء: مدفوعة الأجر... وغير موجودة.
الورشة، الممتدة على مدى يومين، تتضمن جلسات عن الشفافية والمساءلة والحوكمة. ويأمل منظموها أن تنتهي إلى توصيات قابلة للتطبيق، بدلًا من أن تضاف إلى قائمة طويلة من الأوراق التي تنتهي إلى أدراج مكيفة... بالكهرباء التجارية طبعًا.
في عدن، بات الفساد علنيًا إلى حدٍّ يستدعي إقامة ورش خاصة للاعتراف به، وكأننا أمام طقوس اعتراف جماعي في كنيسة سياسية، ينحني فيها الجميع أمام الحقيقة، ثم... يخرجون كما دخلوا: بنفس المواقع، ونفس التصريحات، ونفس الـ 600 مليون دولار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 4 ساعات
- وكالة الصحافة اليمنية
الأونروا: المساعدات الواصلة إلى غزة 'إبرة في كومة قش'
متابعات/وكالة الصحافة اليمنية// قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إن ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة 'إبرة في كومة قش'. جاء ذلك في منشور للازاريني عبر منصة 'إكس'، في وقت لا يزال قطاع غزة يعاني فيه من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعابر في 2 آذار/ مارس الماضي. وأشار لازاريني، إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة عانوا، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية، 'من الجوع والحرمان ومن أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعا'. وقال إن 'المساعدات التي تصل الآن لغزة أشبه بإبرة في كومة قش'، مشددًا على أن 'تدفّق المساعدات بشكل فعال ومتواصل يمثل السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة'. وأوضح أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع هو '500-600 شاحنة يوميًا تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا'.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه لوحدة اليمن ويخصص 125 مليون يورو للمساعدات الإنسانية
جدد الاتحاد الأوروبي، الخميس، التزامه بدعم وحدة اليمن وسيادته واستقلاله، مؤكداً دعمه لمساعي الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سياسية شاملة ودائمة. جاء ذلك في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية في 22 مايو. وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص 125 مليون يورو كمساعدات إنسانية إضافية لليمن، تهدف إلى دعم الأمن الغذائي، مكافحة سوء التغذية، تعزيز الخدمات الصحية، إزالة الألغام، وحماية الأطفال. وأكدت المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدات ستُوجه عبر شركاء إنسانيين، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان المتضررين من النزاع المستمر. منذ عام 2015، قدم الاتحاد الأوروبي ما يقارب 1.5 مليار يورو لدعم اليمن، منها أكثر من مليار يورو كمساعدات إنسانية، مما يعكس التزامه المستمر بتخفيف معاناة الشعب اليمني وتعزيز استقراره.


اليمن الآن
منذ 13 ساعات
- اليمن الآن
مأساة إنسانية في صنعاء: نساء يبحثن عن الطعام بين أكوام القمامة في مشهد يُدمي القلب
في مشهدٍ يُجسّد عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون تحت سيطرة المليشيات الحوثية، تداول ناشطون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً مأساوية تُظهر عشرات النساء وهنّ ينقبنّ بين أكوام النفايات في أحد المكبات التابعة للمليشيات، بحثاً عن أيّ بقايا طعام تُبقيهنّ وأسرهنّ على قيد الحياة. مشهد يُذكّر بالمجاعات.. والغضب يتصاعد تُظهر الصورة المُؤلمة، التي التُقطت في أحد مكبات القمامة بالعاصمة صنعاء، نساءً في حالةٍ يُرثى لها، يُجبرن على تحمّل الروائح الكريهة والأمراض، بينما يغوصن بأيديهنّ في القمامة، أملاً في العثور على ما يُسكّن جوع أطفالهنّ. المشهد الذي يُذكّر بأقسى فصول المجاعات، أثار موجةً عارمةً من الغضب والحزن بين اليمنيين والعرب، الذين حمّلوا المليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن هذه المأساة، نتيجة سياساتها التي دمّرت الاقتصاد وحوّلت اليمن إلى أحد أسوأ بؤر الأزمات الإنسانية في العالم. تعليقات غاضبة: "هذا نتاج حرب الحوثي على الشعب" تفاعل مغردون على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب ناشطون: "هذه ليست المرة الأولى التي تُنشر فيها مثل هذه المشاهد، لكنّها تزداد قسوةً كل يوم بسبب حرب المليشيات على الشعب اليمني". فيما علّق آخرون: "اليمن يُنهب ثرواته ويُجوّع أبناؤه، والمجتمع الدولي صامت". الأمم المتحدة تحذّر.. والمليشيات تُمعن في القمع يأتي هذا المشهد في وقتٍ حذّرت فيه الأمم المتحدة من أنّ أكثر من 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم مليونان من الأطفال الذين يواجهون سوء تغذية حاد. ورغم ذلك، تواصل المليشيات الحوثية فرض سياسات التضييق الاقتصادي، وتحويل المساعدات الإنسانية إلى أداةٍ للابتزاز السياسي والتمييز الطائفي. منظمات حقوقية دعت إلى تحرك عاجل لإنقاذ المدنيين من المجاعة، ومحاسبة المليشيات على جرائمها، بينما يُواصل العالم مشاهدته للأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم دون أيّ تحرك جاد لوقف المعاناة. المشهد الذي خرج من صنعاء ليس مجرد صورة عابرة، بل هو صرخةٌ مدوية تُضاف إلى آلاف الصرخات التي تُنذر بكارثةٍ إنسانية لا يُمكن السكوت عنها. فإلى متى يبقى اليمن رهينةً لصراعات المليشيات، وإلى متى ستستمرّ هذه المعاناة دون حل؟