
كارثة بيئية بلون الدم في تونس.. شواطئ المنستير تتحول إلى الأحمر
تحولت شواطئ في محافظة المنستير الساحلية إلى اللون الأحمر بفعل التلوث، ما دفع أهالي المنطقة إلى إطلاق صيحات فزع، محذرين من كارثة بيئية تهدد صحة السكان والحياة البحرية.
ويرتبط تغير لون شواطئ قصيبة المديوني وخنيس بمحافظة المنستير، بالتلوث المستمر في خليج المنستير، نتيجة تواصل محطات الصرف الصحي في ضخ المياه المعالجة جزئياً، إلى جانب السكب العشوائي للمياه الصناعية من قبل عدد من المصانع مباشرة في البحر.
وقد ظهرت بقع حمراء ووردية وبنية داكنة قرب الشواطئ، ما أثار احتجاجات واسعة من السكان الذين طالبوا السلطات التونسية بالتدخل العاجل لوقف نزيف التلوث ومعالجة الوضع البيئي المتدهور.
وقال عدد من المحتجين إن المدينة "تعاني من كارثة بيئية متواصلة بسبب المياه غير المعالجة المتأتية من محطة التطهير بلمطة، ومخلفات مصانع الحي الصناعي، وخاصة مصانع صباغة النسيج".
من جانبه، أكد الباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة أن خطرًا بيئيًا جسيمًا يهدد خليج المنستير، بسبب الارتفاع الكبير في نسب التلوث، والذي أدى إلى تغيّر لون المياه.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، فسّر بحبة أسباب تغيّر اللون، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي هو تسرب المياه الملوثة غير المعالجة بشكل مباشر إلى البحر. واعتبر أن هذه الظاهرة تهدد البيئة البحرية وصحة السكان، ومصدر رزق الصيادين في المنطقة.
ودعا الخبير البيئي إلى تدخل فوري من وزارتي البيئة والصحة، محذرًا من أن استمرار التلوث دون معالجة جذرية قد يؤدي إلى نتائج كارثية على التوازن البيئي والنشاط البحري.
في السياق ذاته، أكد الخبير في المناخ حمدي حشاد أن الحالة البيئية قبالة سواحل قصيبة المديوني مقلقة للغاية، مشيرًا إلى أن تحول لون المياه إلى الوردي، الأحمر، والبنفسجي يمثل إنذارًا بيئيًا حقيقيًا.
وأوضح حشاد أن تغير اللون ناتج عن تكاثر مفرط ومفاجئ وغير طبيعي لأنواع من الطحالب المجهرية، بعضها سام، وينمو في ظل درجات حرارة مرتفعة وتوفر المغذيات المتسربة إلى البحر مثل الفوسفات والنترات.
وبيّن أن أبرز التأثيرات المحتملة لهذه الظاهرة تبدأ بانخفاض نسبة الأوكسجين في المياه، ما يؤدي إلى اختناق الأسماك والكائنات البحرية، وقد تصل إلى تهديد صحة الإنسان، خاصة في حالات السباحة أو استهلاك أسماك ملوثة.
واختتم حشاد بدعوة السلطات التونسية إلى التدخل العاجل، عبر إجراء مراقبة مستمرة للمياه، وتنفيذ تحاليل ميدانية لتحديد نوعية الطحالب، إلى جانب السيطرة على مصادر التلوث البرّية، سواء كانت مياهًا معالجة جزئياً أو مخلفات زراعية وصناعية.
aXA6IDkyLjExMy4xNDEuMjMg
جزيرة ام اند امز
AU

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 7 ساعات
- العين الإخبارية
أبرزها المخللات.. 5 أطعمة شائعة ترفع ضغط الدم
يحذر الأطباء من مجموعة أطعمة قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم دون أن يلاحظها الكثيرون، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. ويرتبط النظام الغذائي بشكل كبير بالحفاظ على ضغط دم صحي. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم والدهون المشبعة يُساهم في خفض ضغط الدم، خاصة لدى مرضى السكري من النوع الثاني. أطعمة ترفع ضغط الدم وهذه قائمة ببعض الأطعمة التي يُفضل الحد من تناولها للحفاظ على ضغط الدم، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية: المخللات تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم، حيث قد تحتوي حبة واحدة فقط على أكثر من ثلثي الكمية اليومية الموصى بها. زيت جوز الهند بالرغم من شهرته كبديل صحي، يحتوي على نسبة عالية جدًا من الدهون المشبعة (حوالي 90%)، وهي أعلى من الزبدة (64%) أو دهن البقر (40%). الجبن القريش غني بالصوديوم والدهون، لذا يُنصح بتناوله بكميات صغيرة فقط. الخبز يحتوي على كميات غير متوقعة من الصوديوم، خاصة عند استخدامه في تحضير السندويشات التي تحتوي على الجبن أو اللحوم الباردة. وجبات الدجاج الجاهزة غالبًا ما تُضاف كميات كبيرة من الملح أثناء تحضيرها في المطاعم أو متاجر البقالة، مما يجعلها غنية بالصوديوم مقارنة بالدجاج المُعد في المنزل. لذا ينصح بتقليل تناول الصوديوم والدهون المشبعة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم. احرص على مراجعة المكونات الغذائية للأطعمة واتباع خيارات صحية عند الطهي. aXA6IDYyLjcyLjE2OC4yMDkg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 20 ساعات
- العين الإخبارية
كارثة بيئية بلون الدم في تونس.. شواطئ المنستير تتحول إلى الأحمر
تحولت شواطئ في محافظة المنستير الساحلية إلى اللون الأحمر بفعل التلوث، ما دفع أهالي المنطقة إلى إطلاق صيحات فزع، محذرين من كارثة بيئية تهدد صحة السكان والحياة البحرية. ويرتبط تغير لون شواطئ قصيبة المديوني وخنيس بمحافظة المنستير، بالتلوث المستمر في خليج المنستير، نتيجة تواصل محطات الصرف الصحي في ضخ المياه المعالجة جزئياً، إلى جانب السكب العشوائي للمياه الصناعية من قبل عدد من المصانع مباشرة في البحر. وقد ظهرت بقع حمراء ووردية وبنية داكنة قرب الشواطئ، ما أثار احتجاجات واسعة من السكان الذين طالبوا السلطات التونسية بالتدخل العاجل لوقف نزيف التلوث ومعالجة الوضع البيئي المتدهور. وقال عدد من المحتجين إن المدينة "تعاني من كارثة بيئية متواصلة بسبب المياه غير المعالجة المتأتية من محطة التطهير بلمطة، ومخلفات مصانع الحي الصناعي، وخاصة مصانع صباغة النسيج". من جانبه، أكد الباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة أن خطرًا بيئيًا جسيمًا يهدد خليج المنستير، بسبب الارتفاع الكبير في نسب التلوث، والذي أدى إلى تغيّر لون المياه. وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، فسّر بحبة أسباب تغيّر اللون، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي هو تسرب المياه الملوثة غير المعالجة بشكل مباشر إلى البحر. واعتبر أن هذه الظاهرة تهدد البيئة البحرية وصحة السكان، ومصدر رزق الصيادين في المنطقة. ودعا الخبير البيئي إلى تدخل فوري من وزارتي البيئة والصحة، محذرًا من أن استمرار التلوث دون معالجة جذرية قد يؤدي إلى نتائج كارثية على التوازن البيئي والنشاط البحري. في السياق ذاته، أكد الخبير في المناخ حمدي حشاد أن الحالة البيئية قبالة سواحل قصيبة المديوني مقلقة للغاية، مشيرًا إلى أن تحول لون المياه إلى الوردي، الأحمر، والبنفسجي يمثل إنذارًا بيئيًا حقيقيًا. وأوضح حشاد أن تغير اللون ناتج عن تكاثر مفرط ومفاجئ وغير طبيعي لأنواع من الطحالب المجهرية، بعضها سام، وينمو في ظل درجات حرارة مرتفعة وتوفر المغذيات المتسربة إلى البحر مثل الفوسفات والنترات. وبيّن أن أبرز التأثيرات المحتملة لهذه الظاهرة تبدأ بانخفاض نسبة الأوكسجين في المياه، ما يؤدي إلى اختناق الأسماك والكائنات البحرية، وقد تصل إلى تهديد صحة الإنسان، خاصة في حالات السباحة أو استهلاك أسماك ملوثة. واختتم حشاد بدعوة السلطات التونسية إلى التدخل العاجل، عبر إجراء مراقبة مستمرة للمياه، وتنفيذ تحاليل ميدانية لتحديد نوعية الطحالب، إلى جانب السيطرة على مصادر التلوث البرّية، سواء كانت مياهًا معالجة جزئياً أو مخلفات زراعية وصناعية. aXA6IDkyLjExMy4xNDEuMjMg جزيرة ام اند امز AU


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
من وحش سينمائي إلى ضحية مهددة بالانقراض.. 50 عاما من تشويه سمعة أسماك القرش
قبل نصف قرن، أطلق المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ فيلمه الشهير "أسنان البحر" (Jaws) عام 1975، ليصبح علامة فارقة في تاريخ السينما، لكنه أيضًا فتح فصلًا من الخوف الجماعي تجاه أسماك القرش لا يزال تأثيره قائمًا حتى اليوم. رسّخ الفيلم صورة القرش كوحش بحري قاتل، عطش للدماء، وأثار ما يُعرف بـ"السكوَالوفوبيا" أو "فوبيا القرش"، وهي صورة نمطية تخالف الحقائق العلمية، وتسببت في أضرار كبيرة لهذه الكائنات البحرية. قرش "السينما" ليس قرش "الواقع" رغم نجاح الفيلم جماهيريًا، تشير منظمات حماية البيئة إلى أن أسماك القرش تعرّضت لتشويه ممنهج بسبب هذا العمل. ووفقًا لمحطة BFM الفرنسية، فإن الواقع العلمي يثبت أن من بين أكثر من 500 نوع معروف من أسماك القرش، لا تشكل سوى 5 أنواع تهديدًا محتملًا للبشر، أبرزها: القرش الأبيض الكبير، القرش النمر، القرش المحيطي، قرش الماكو، والقرش الجاموسي. وتؤكد ثيا جاكوب من منظمة WWF أن الإنسان ليس فريسة طبيعية للقرش، بل غالبًا ما تحدث الهجمات نتيجة إرباك أو فضول من القرش. كما أن أنواعًا عديدة، مثل القرش الحوتي والقرش الحاجز، تتغذى على العوالق والأسماك الصغيرة فقط، ولا تمثل أي تهديد للبشر. بين الخوف والحقيقة تُظهر الإحصاءات الحديثة أن عدد الهجمات المسجلة عالميًا لا يتجاوز 51 حادثة سنويًا، نتج عنها أربع وفيات فقط في 2024، مقارنةً بـ800 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب البعوض. ورغم ذلك، لا تزال أسماك القرش تُصنّف شعبيًا كأحد أخطر الكائنات على الإنسان. واللافت أن سبيلبرغ نفسه أعرب لاحقًا عن ندمه بسبب ما سبّبه فيلمه من ذعر أدى إلى ارتفاع معدلات الصيد الترفيهي لأسماك القرش، خصوصًا خلال العقود التي تلت عرض الفيلم. تراجع خطير في أعداد القرش تشير بيانات الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) إلى أن 37% من أنواع أسماك القرش والرايّات باتت مهددة بالانقراض، وأن أعدادها انخفضت بنسبة 71% منذ سبعينيات القرن الماضي، بفعل الصيد الجائر، وفقدان المواطن البيئية، وتغير المناخ. قرش اليوم.. حارس للنظام البيئي البحري يلعب القرش دورًا محوريًا في الحفاظ على توازن النظم البيئية البحرية، من خلال التحكم في أعداد الفرائس والحفاظ على صحة الشعاب المرجانية. ومع ذلك، لا تزال صورته كـ"قاتل متسلسل" تهيمن على الخيال الجماهيري، ما يُعيق الجهود العالمية لحمايته. وتطالب المنظمات البيئية بتصحيح الصورة النمطية لهذه الكائنات، عبر التوعية والدعم التشريعي لمنع صيدها العشوائي، داعيةً إلى تغيير نظرة العالم نحوها، من "وحش سينمائي" إلى "رمز بيئي مهدد يستحق الحماية". aXA6IDgyLjI2LjI1NS4yNDEg جزيرة ام اند امز BG