
نتنياهو يوسّع انتقامه من غزة... وترامب يترك له قرار احتلال القطاع
ومع تزايد مؤشرات انهيار المسار التفاوضي بين الاحتلال و«حماس» بشأن التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإقرار هدنة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء في مناطق بحي النصر في خان يونس، جنوبي غزة، قائلاً إنه ينفذ مناورة برية ويوسع نطاق القتال.
138 قتيلاً برصاص إسرائيلي و25 سقطوا بانقلاب شاحنة مساعدات
وطالب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس جميع الموجودين في المنطقة المحددة والموجودين في الخيام في حي النصر بالتوجه غربا، مشيرا إلى أن أمر الإخلاء لا يشمل مستشفى ناصر.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل 138 وإصابة 771 بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ 24 الماضية، لافتة إلى أن من بين الشهداء 57 من منتظري المساعدات.
ضامن وخلافات
ووسط خلافات علنية وصلت إلى حد اتهام قائد الجيش بتدبير انقلاب وتمرد ضد نتنياهو، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تأكيده على ضمان تنفيذ زامير قرارات الحكومة بشأن المرحلة المقبلة من الحرب، مع احتفاظه بحق «إبداء رأيه».
وقال كاتس، عبر منصة إكس: «رفض حماس إطلاق سراح الرهائن، يتطلّب اتخاذ قرارات إضافية للتقدم نحو تحقيق أهداف الحرب، القضاء على الحركة الفلسطينية، وتحرير المحتجزين، وضمان أمن مواطني إسرائيل».
وأمس، كشفت تقارير عبرية أن زامير سيعرض على الحكومة خلال اجتماعها اليوم بشأن غزة مخاطر احتلال كامل للقطاع الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005 بشكل أحادي، مع الاحتفاظ بفرض السيطرة على حدوده.
وفي حين صرح زعيم المعارضة يائير لابيد عقب اجتماع مع نتنياهو بأنه حذر الأخير من ثمن باهظ جداً على الصعيد العملي والأخلاقي والاقتصادي «إذا قمنا باحتلال القطاع مجدداً»، دعا رئيس حزب الديموقراطيين، يائير غولان، إلى إجراء انتخابات مبكرة والخروج بتظاهرات ضد نتنياهو وشل الاقتصاد.
غضب ومجاعة
على الجهة المقابلة، لاقت خطة إعادة الاحتلال التي يتم تداولها عبر منصات عبرية ردّ فعل غاضباً من «حماس» التي أكدت أنها لن تغيّر موقفها بشأن محادثات وقف إطلاق النار، فيما أعلنت مصادر طبية وفاة 5 مواطنين نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة إلى 193 فلسطينياً، من بينهم 96 طفلاً. واتهمت حكومة غزة إسرائيل باتباع سياسة «هندسة الفوضى والتجويع»، وذلك بعد مقتل 25 مدنياً وإصابة العشرات في حادثة انقلاب شاحنة مساعدات غذائية أجبرها جيش الاحتلال على المرور عبر طريق غير آمن.
في السياق، قررت سلطات الاحتلال إبعاد مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، عن المسجد الأقصى 6 أشهر، على خلفية خطبة الجمعة التي ألقاها بشأن سياسة التجويع التي تنتهجها الدولة العبرية بحق 2.4 مليون فلسطيني من أهالي غزة.
وفي وقت تتواصل التحذيرات الأممية من استمرار خطر تفشي المجاعة والعطش بالقطاع، أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، تعرض قافلة مساعدات، تضم 30 شاحنة، كانت متجهة إلى غزة لاعتداءات عديدة من قبل مستوطنين إسرائيليين.
ترامب والسيسي
على الصعيد الدولي، أشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى أنه لن يتدخل في الخطط الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة بأكمله، مؤكدا أن «الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير».
وقال ترامب إن تركيزه الأساسي ينصبّ على إطعام سكان غزة «الذين من الواضح أنهم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام»، مضيفاً أن «إسرائيل ودولاً عربية ستساعدنا في ذلك من حيث التوزيع والمال».
وليل الثلاثاء، أفاد موقع أكسيوس بأن الولايات المتحدة تريد تعزيز دورها بشكل كبير في توزيع المساعدات عبر خطة جديدة لا تزال قيد الصياغة.
في هذه الأثناء، صعّدت القاهرة لهجتها على المستوى الرسمي، إذ أكد وزير الخارجية، بدر عبدالعاطي، أن على المجتمع الدولي أن يخجل من الوضع الراهن في غزة.
وأشار عبدالعاطي إلى «حملات التجويع الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل بلا رادع من المجتمع الدولي، والتي وصلت كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الإبادة الجماعية، من خلال سياسة ممنهجة مرفوضة».
في موازاة ذلك، حذّر السيسي من محاولات بث الفُرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مؤكداً قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية، ولافتاً إلى أن المنطقة تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، موضحاً أن هذا ما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول. وأضاف أن «التدمير الحالي في غزة غير مسبوق»، مشدداً على أن «الدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري».
جاء ذلك في وقت تحدثت تقارير عربية أن القاهرة وجّهت تحذيرات رسمية شديدة اللهجة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، من مغبّة المضي قدماً في تنفيذ خطة الاحتلال الكامل لغزة، أو فرض واقع جديد من خلال اجتياح بري شامل.
ووفق المعلومات، فإن مصر تعتبر أن أي تحرك عسكري بهذا الحجم لا يمكن فهمه إلا كمحاولة لإعادة رسم الوضع السياسي في غزة بالقوة، وهو ما تعتبره تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وتطوراً يهدد اتفاقية السلام الموقّعة مع إسرائيل منذ 1979.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
احتلال غزة بالكامل... و«الفخ الإستراتيجي»
- كاتس: من حق زامير التعبير عن رأيه... و«تنفيذ» قرارات الحكومة - تبادل اتهامات في قيادة الجيش بفشل عملية «عربات جدعون» - سقوط 20 فلسطينياً جراء انقلاب شاحنة مساعدات تشهد العلاقة بين القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل، توتراً كبيراً، إذ تواجه خطة محتملة لاحتلال غزة بالكامل، معارضة عسكرية، يقودها رئيس الأركان إيال زامير الذي عارض اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السيطرة على بقية المناطق التي لا يسيطر عليها جيش الاحتلال في القطاع المنكوب. من جانبه، قال الرئيس دونالد ترامب للصحافيين، إنه ليس على علم بالخطط الإسرائيلية، لكنه رأى أن أي قرار يتعلق باحتلال كامل قطاع غزة «يعود لإسرائيل». وصرح مساء أمس الثلاثاء بأن «إسرائيل ستساعد بتوزيع المساعدات ودول عربية ستساعد بالمال». وأضاف أن واشنطن تحاول توفير الغذاء لسكان غزة. إلى ذلك، وخلال اجتماع أمني مصغر شابه التوتر واستمر 3 ساعات، الثلاثاء، عرض زامير خيارات استمرار العملية في غزة، بينما ذكر ديوان نتنياهو، أن الجيش جاهز لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينيت). ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن زامير حذر نتنياهو من «فخ» في غزة. ووفقاً لهيئة البث، طلب رئيس الوزراء من رئيس الأركان عرض خطته لاحتلال غزة، فغضب زامير، وقال إنه عرضها بالفعل. وأنهى نتنياهو النقاش مع زامير وطلب منه إجراء تحسينات على الخطة وتقديمها مجدداً. وكشفت هيئة البث أن رئيس الأركان تطرق إلى مهاجمته إعلامياً، وأن نتنياهو حذره من أن يهدد بالاستقالة في الإعلام. وذكرت القناة 13 أن نتنياهو قال إن المستوى السياسي هو من يقرر بخصوص احتلال القطاع بالكامل. وأفادت بأن رئيس الأركان رد بأن احتلال غزة سيكون «مصيدة إستراتيجية وخطراً على الرهائن». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصدر أن معارضة رئيس الأركان لاحتلال غزة لا يعني أنه لن ينفذه إذا تقرر ذلك. من جانبه، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، حق زامير في «إبداء رأيه» بشأن المرحلة المقبلة من الحرب، لكنه ملزم «تنفيذ» قرارات الحكومة. وبينما يعقد المجلس الوزاري المصغر اجتماعاً آخر اليوم، نقلت هيئة البث عن مسؤولين أن التلويح باحتلال كل القطاع «مجرد تكتيك ومحاولة للضغط»، وأن نتنياهو لن يقيل زامير وقد يتفقان على عملية عسكرية محدودة لإظهار الحزم تجاه حركة «حماس». «عربات جدعون» كما يتصاعد التوتر الداخلي في قيادة الجيش، على إثر تأكيد فشل «عربات جدعون» في غزة، إذ شهد اجتماع هيئة الأركان العامة، الخميس الماضي، توتراً متصاعداً وصراخاً، حيث اتهم قائد سلاح الجو تومِر بار، قائد القيادة الجنوبية يانيف عاسور، بأن العملية نُفذت «بعدم مهنية» وتسببت باستهداف مدنيين فلسطينيين غير ضالعين في القتال. ورد عاسور «أنتم هناك في تل أبيب معزولون عن ميدان القتال». وتسرب مضمون السجال بين الجنرالين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فيما أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن التسريب «يكشف عمق الضرر اللاحق بتماسك الجيش على إثر فشل العملية والضغوط التي تمارس على قيادة الجيش من الجانب السياسي». وتعهد زامير، وعاسور، في بداية «عربات جدعون»، في 16 مايو الماضي، بأنها ستحقق كل أهدافها، رغم أن جنرالات شككوا في ذلك في حينه. وأمس، أصدر جيش الاحتلال، إنذارات إخلاء جديدة لمن تبقى من الفلسطينيين في 9 مناطق بحي الزيتون شرق غزة، وطالبهم بالتوجه جنوباً نحو منطقة المواصي. ومع دخول «حرب الإبادة» يومها الـ670، تتزايد الانتقادات الدولية أمام معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة جراء نقص الماء والطعام والوقود. وأحصت مستشفيات القطاع «5 حالات وفاة» نتيجة للمجاعة وسوء التغذية، خلال 24 ساعة حتى صباح أمس، ليرتفع عدد الوفيات إلى «193 بينهم 96 طفلاً». «طرق غير آمنة» وأكد الدفاع المدني استشهاد 25 فلسطينياً، بينهم عدد من الأطفال والنساء، وإصابة عشرات أخرين بنيران الجيش الإسرائيلي وغاراته أمس. وإلى هؤلاء، يضاف نحو 20 فلسطينيا قُتلوا عندما انقلبت شاحنة مساعدات على حشد من «المُجوّعين» وسط القطاع، «بعد أن أجبرها الاحتلال على الدخول عبر طرق غير آمنة». واتهم الأردن، من جانبه، مستوطنين بمهاجمة قافلة مساعدات متجهة إلى غزة، أمس، في ثاني واقعة من نوعها خلال أيام، متهماً إسرائيل بعدم التعامل بحزم لمنع تكرر الاعتداءات. إبعاد مفتي القدس عن المسجد الأقصى أصدرت الشرطة الإسرائيلية، قراراً يقضي بإبعاد مفتي القدس والأراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، لمدة ستة أشهر عن المسجد الأقصى، على خلفية «خطبة». وقال المحامي خلدون نجم، لـ «فرانس برس»، أمس «أرسلوا لنا (قائد منطقة القدس) قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر، حتى يناير المقبل». وأوضح نجم، أن قرار الإبعاد جاء «على خلفية الخطبة (خطبة الجمعة) التي لم يكن فيها أي شيء».


كويت نيوز
منذ 6 ساعات
- كويت نيوز
الاحتلال الإسرائيلي يقرر إبعاد مفتي القدس والديار الفلسطينية 6 شهور عن المسجد الأقصى
أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء قرارا يقضي بإبعاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين عن المسجد الأقصى مدة ستة شهور. وقالت محافظة القدس في بيان إنه بعد إنتهاء مدة إبعاد المفتي ثمانية ايام صدر قرار نهائي عما يسمى قائد منطقة (القدس) في شرطة الاحتلال أمير أزراني بإبعاد المفتي عن المسجد الأقصى مدة ستة شهور. وأضافت أن قرار الإبعاد جاء على خلفية خطبة الجمعة التي ألقاها المفتي حسين في المسجد الأقصى بشأن سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال في قطاع غزة ما أدى الى اعتقاله على أثرها وتسلميه قرار الابعاد عن الأقصى مدة ثمانية أيام.


الجريدة
منذ 7 ساعات
- الجريدة
نتنياهو يوسّع انتقامه من غزة... وترامب يترك له قرار احتلال القطاع
عشية اجتماع حاسم يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لحسم إعادة احتلال غزة، وفرض إدارة عسكرية على القطاع رغم تسريبات عن تحذير رئيس الأركان، إيال زامير، له من الوقوع في «فخ استراتيجي»، وسع جيش الاحتلال عملياته البرية وغاراته الجوية خلال الساعات الماضية، مستهدفا مناطق واسعة في وسط وجنوب وشمال القطاع المنكوب بموازاة تكثيف عمليات انتقامية لنسف منازل سكنية واستهداف المدنيين في مختلف أنحاء المنطقة المحاصرة أمس. ومع تزايد مؤشرات انهيار المسار التفاوضي بين الاحتلال و«حماس» بشأن التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإقرار هدنة، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء في مناطق بحي النصر في خان يونس، جنوبي غزة، قائلاً إنه ينفذ مناورة برية ويوسع نطاق القتال. 138 قتيلاً برصاص إسرائيلي و25 سقطوا بانقلاب شاحنة مساعدات وطالب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس جميع الموجودين في المنطقة المحددة والموجودين في الخيام في حي النصر بالتوجه غربا، مشيرا إلى أن أمر الإخلاء لا يشمل مستشفى ناصر. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل 138 وإصابة 771 بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ 24 الماضية، لافتة إلى أن من بين الشهداء 57 من منتظري المساعدات. ضامن وخلافات ووسط خلافات علنية وصلت إلى حد اتهام قائد الجيش بتدبير انقلاب وتمرد ضد نتنياهو، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تأكيده على ضمان تنفيذ زامير قرارات الحكومة بشأن المرحلة المقبلة من الحرب، مع احتفاظه بحق «إبداء رأيه». وقال كاتس، عبر منصة إكس: «رفض حماس إطلاق سراح الرهائن، يتطلّب اتخاذ قرارات إضافية للتقدم نحو تحقيق أهداف الحرب، القضاء على الحركة الفلسطينية، وتحرير المحتجزين، وضمان أمن مواطني إسرائيل». وأمس، كشفت تقارير عبرية أن زامير سيعرض على الحكومة خلال اجتماعها اليوم بشأن غزة مخاطر احتلال كامل للقطاع الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005 بشكل أحادي، مع الاحتفاظ بفرض السيطرة على حدوده. وفي حين صرح زعيم المعارضة يائير لابيد عقب اجتماع مع نتنياهو بأنه حذر الأخير من ثمن باهظ جداً على الصعيد العملي والأخلاقي والاقتصادي «إذا قمنا باحتلال القطاع مجدداً»، دعا رئيس حزب الديموقراطيين، يائير غولان، إلى إجراء انتخابات مبكرة والخروج بتظاهرات ضد نتنياهو وشل الاقتصاد. غضب ومجاعة على الجهة المقابلة، لاقت خطة إعادة الاحتلال التي يتم تداولها عبر منصات عبرية ردّ فعل غاضباً من «حماس» التي أكدت أنها لن تغيّر موقفها بشأن محادثات وقف إطلاق النار، فيما أعلنت مصادر طبية وفاة 5 مواطنين نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة إلى 193 فلسطينياً، من بينهم 96 طفلاً. واتهمت حكومة غزة إسرائيل باتباع سياسة «هندسة الفوضى والتجويع»، وذلك بعد مقتل 25 مدنياً وإصابة العشرات في حادثة انقلاب شاحنة مساعدات غذائية أجبرها جيش الاحتلال على المرور عبر طريق غير آمن. في السياق، قررت سلطات الاحتلال إبعاد مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، عن المسجد الأقصى 6 أشهر، على خلفية خطبة الجمعة التي ألقاها بشأن سياسة التجويع التي تنتهجها الدولة العبرية بحق 2.4 مليون فلسطيني من أهالي غزة. وفي وقت تتواصل التحذيرات الأممية من استمرار خطر تفشي المجاعة والعطش بالقطاع، أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، تعرض قافلة مساعدات، تضم 30 شاحنة، كانت متجهة إلى غزة لاعتداءات عديدة من قبل مستوطنين إسرائيليين. ترامب والسيسي على الصعيد الدولي، أشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى أنه لن يتدخل في الخطط الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة بأكمله، مؤكدا أن «الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير». وقال ترامب إن تركيزه الأساسي ينصبّ على إطعام سكان غزة «الذين من الواضح أنهم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام»، مضيفاً أن «إسرائيل ودولاً عربية ستساعدنا في ذلك من حيث التوزيع والمال». وليل الثلاثاء، أفاد موقع أكسيوس بأن الولايات المتحدة تريد تعزيز دورها بشكل كبير في توزيع المساعدات عبر خطة جديدة لا تزال قيد الصياغة. في هذه الأثناء، صعّدت القاهرة لهجتها على المستوى الرسمي، إذ أكد وزير الخارجية، بدر عبدالعاطي، أن على المجتمع الدولي أن يخجل من الوضع الراهن في غزة. وأشار عبدالعاطي إلى «حملات التجويع الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل بلا رادع من المجتمع الدولي، والتي وصلت كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الإبادة الجماعية، من خلال سياسة ممنهجة مرفوضة». في موازاة ذلك، حذّر السيسي من محاولات بث الفُرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مؤكداً قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية، ولافتاً إلى أن المنطقة تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، موضحاً أن هذا ما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول. وأضاف أن «التدمير الحالي في غزة غير مسبوق»، مشدداً على أن «الدولة المصرية تواصل العمل من أجل وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري». جاء ذلك في وقت تحدثت تقارير عربية أن القاهرة وجّهت تحذيرات رسمية شديدة اللهجة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، من مغبّة المضي قدماً في تنفيذ خطة الاحتلال الكامل لغزة، أو فرض واقع جديد من خلال اجتياح بري شامل. ووفق المعلومات، فإن مصر تعتبر أن أي تحرك عسكري بهذا الحجم لا يمكن فهمه إلا كمحاولة لإعادة رسم الوضع السياسي في غزة بالقوة، وهو ما تعتبره تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وتطوراً يهدد اتفاقية السلام الموقّعة مع إسرائيل منذ 1979.