logo
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بالكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران بعد قصف منشآت نووية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بالكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران بعد قصف منشآت نووية

المغرب اليوممنذ 6 ساعات

في خضم التصعيد العسكري في المنطقة، طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، رافاييل غروسي، اليوم الاثنين 23 يونيو 2025، بالسماح لمفتشي الوكالة بالعودة إلى المنشآت النووية الإيرانية لتقييم الأضرار والكشف على مخزونات اليورانيوم، خصوصاً تلك المخصبة بنسبة 60%.وقال غروسي خلال افتتاح اجتماع طارئ في مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا:"يجب السماح للمفتشين بالعودة فوراً والكشف على مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، الذي يُعد قريبًا من مستوى صنع الأسلحة".وكشف غروسي أن السلطات الإيرانية أبلغته، في رسالة مؤرخة بتاريخ 13 يونيو/حزيران، بأنها "اتخذت تدابير خاصة لحماية المعدات والمواد النووية" في ظل التطورات العسكرية الجارية.
وأشار إلى أن التقارير الأولية تشير إلى "احتمال حدوث أضرار بالغة" في منشأة فوردو النووية، الواقعة في عمق جبل تحت الأرض، جراء الضربات الجوية الأميركية التي استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات. وقال في بيان لاحق لوكالة "أسوشييتد برس":
"بالنظر إلى نوعية القنابل المستخدمة وطبيعة أجهزة الطرد المركزي الحساسة للاهتزازات، من المرجح أن تكون الأضرار جسيمة للغاية".
من جهتها، أكدت إيران أن اليورانيوم المخصب لا يزال في حوزتها، نافية أن تكون المنشآت النووية فقدت محتوياتها الاستراتيجية. وقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، في تصريح نقلته وكالة "إرنا" الرسمية: "اللعبة لم تنتهِ... ورغم الهجمات الأميركية، فإن مخزوننا من اليورانيوم المخصب ما زال في أيدينا".
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من شن إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف في العمق الإيراني، استهدفت منشآت نووية ومراكز بحثية، وأدت إلى مقتل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين، وفقًا لما أعلنته تل أبيب.وفي أعقاب الضربات، ردّت إيران بإطلاق موجات صاروخية استهدفت مواقع داخل تل أبيب، ما أدى إلى حالة استنفار إقليمي ودولي واسعة النطاق، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة.
وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أسابيع إلى استئناف عمليات التفتيش التي تعطلت بسبب التوترات السياسية والعسكرية. وتُعد متابعة مخزون اليورانيوم المخصب عنصراً أساسياً في التحقق من مدى التزام إيران باتفاقيات الحد من الانتشار النووي.ورغم أن إيران تنفي أي نية لامتلاك سلاح نووي، فإن التخصيب بنسبة 60% يضعها على مسافة قصيرة تقنيًا من مستويات التخصيب اللازمة لصناعة قنبلة نووية، ما يثير قلق المجتمع الدولي، خاصة في ظل ما يصفه البعض بـ"الضبابية الكاملة" بشأن ما يحدث داخل المنشآت النووية الإيرانية بعد القصف.وفي سياق متصل، حثت الولايات المتحدة حلفاءها – وعلى رأسهم الصين – على ممارسة ضغوط دبلوماسية على إيران لمنع إغلاق مضيق هرمز، محذرة من أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة "انتحار اقتصادي" وتمسّ مباشرة بأسواق الطاقة العالمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عملية 'بشائر الفتح'.. إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق
عملية 'بشائر الفتح'.. إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق

مراكش الآن

timeمنذ 39 دقائق

  • مراكش الآن

عملية 'بشائر الفتح'.. إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق

أعلنت إيران بدء عملية عسكرية للرد على الهجوم الأميركي على أراضيها، حيث قصفت قواعد أميركية في قطر والعراق، مساء اليوم الاثنين. وقال التلفزيون الإيراني إن القوات المسلحة بدأت 'ردا قويا على العدوان الأميركي'، ضمن عملية أطلقت عليها اسم 'بشائر الفتح'. وأضاف أن الرد بدأ باستهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر وقواعد أميركية في العراق. ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أميركية أن إيران أطلقت 6 صواريخ نحو قاعدة العديد. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن 'الدفاعات الجوية القطرية اعترضت هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية'. وقالت 'بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات'. وأكدت الوزارة أن أجواء وأراضي دولة قطر آمنة وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائما. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين. وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان تدخلها المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، شنّت الولايات المتحدة، فجر أمس الأحد، ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وقد أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي في خطاب متلفز، اليوم الاثنين، أن بلاده سترد بشكل 'حاسم وقاطع' على الضربات الأميركية.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بالكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران بعد قصف منشآت نووية
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بالكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران بعد قصف منشآت نووية

المغرب اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • المغرب اليوم

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بالكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران بعد قصف منشآت نووية

في خضم التصعيد العسكري في المنطقة، طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، رافاييل غروسي، اليوم الاثنين 23 يونيو 2025، بالسماح لمفتشي الوكالة بالعودة إلى المنشآت النووية الإيرانية لتقييم الأضرار والكشف على مخزونات اليورانيوم، خصوصاً تلك المخصبة بنسبة 60%.وقال غروسي خلال افتتاح اجتماع طارئ في مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا:"يجب السماح للمفتشين بالعودة فوراً والكشف على مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، الذي يُعد قريبًا من مستوى صنع الأسلحة".وكشف غروسي أن السلطات الإيرانية أبلغته، في رسالة مؤرخة بتاريخ 13 يونيو/حزيران، بأنها "اتخذت تدابير خاصة لحماية المعدات والمواد النووية" في ظل التطورات العسكرية الجارية. وأشار إلى أن التقارير الأولية تشير إلى "احتمال حدوث أضرار بالغة" في منشأة فوردو النووية، الواقعة في عمق جبل تحت الأرض، جراء الضربات الجوية الأميركية التي استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات. وقال في بيان لاحق لوكالة "أسوشييتد برس": "بالنظر إلى نوعية القنابل المستخدمة وطبيعة أجهزة الطرد المركزي الحساسة للاهتزازات، من المرجح أن تكون الأضرار جسيمة للغاية". من جهتها، أكدت إيران أن اليورانيوم المخصب لا يزال في حوزتها، نافية أن تكون المنشآت النووية فقدت محتوياتها الاستراتيجية. وقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، في تصريح نقلته وكالة "إرنا" الرسمية: "اللعبة لم تنتهِ... ورغم الهجمات الأميركية، فإن مخزوننا من اليورانيوم المخصب ما زال في أيدينا". وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من شن إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف في العمق الإيراني، استهدفت منشآت نووية ومراكز بحثية، وأدت إلى مقتل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين، وفقًا لما أعلنته تل أبيب.وفي أعقاب الضربات، ردّت إيران بإطلاق موجات صاروخية استهدفت مواقع داخل تل أبيب، ما أدى إلى حالة استنفار إقليمي ودولي واسعة النطاق، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة. وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أسابيع إلى استئناف عمليات التفتيش التي تعطلت بسبب التوترات السياسية والعسكرية. وتُعد متابعة مخزون اليورانيوم المخصب عنصراً أساسياً في التحقق من مدى التزام إيران باتفاقيات الحد من الانتشار النووي.ورغم أن إيران تنفي أي نية لامتلاك سلاح نووي، فإن التخصيب بنسبة 60% يضعها على مسافة قصيرة تقنيًا من مستويات التخصيب اللازمة لصناعة قنبلة نووية، ما يثير قلق المجتمع الدولي، خاصة في ظل ما يصفه البعض بـ"الضبابية الكاملة" بشأن ما يحدث داخل المنشآت النووية الإيرانية بعد القصف.وفي سياق متصل، حثت الولايات المتحدة حلفاءها – وعلى رأسهم الصين – على ممارسة ضغوط دبلوماسية على إيران لمنع إغلاق مضيق هرمز، محذرة من أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة "انتحار اقتصادي" وتمسّ مباشرة بأسواق الطاقة العالمية.

الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية
الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية

الأيام

timeمنذ 7 ساعات

  • الأيام

الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية

Maxar Technologies صورة من الأقمار الصناعية تظهر مشهداً عاماً لمنشأة فوردو النووية في إيران، في 22 يونيو/ حزيران 2025 يقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة نفذت هجوماً "ناجحاً" بقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران، و"تدميرها تماماً". وصرح البنتاغون الأحد، بأن تقييم آثار الهجوم بالكامل سيستغرق بعض الوقت، على الرغم من أنه يبدو أن جميع المواقع لحقت بها "أضرار بالغة للغاية". وتقول إسرائيل إنها كانت على "تنسيق كامل" مع الولايات المتحدة في التخطيط للضربات. أكد المسؤولون الإيرانيون استهداف المنشآت، لكنهم نفوا تعرضها لأضرار كبيرة. تمثل هذه الضربات تصعيداً كبيراً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. إليكم ما نعرفه. ما الذي قصفته الولايات المتحدة، وما الأسلحة التي استخدمتها؟ صرح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بأن عملية "مطرقة منتصف الليل" شارك فيها 125 طائرة عسكرية أمريكية، بما في ذلك سبع قاذفات شبح من طراز بي-2. وقالت الولايات المتحدة إن ثلاث منشآت نووية استُهدفت، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وخلال إحاطة في البنتاغون، صرّح كين بأن قاذفات انطلقت من الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 18 ساعة، واتجه بعضها غرباً نحو المحيط الهادئ "بغرض الخداع"، بينما توغلت فرقة الضربات الرئيسية، المكونة من سبع قاذفات بي-2، في إيران. وأضاف أنه قبل دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني مباشرة، أُطلق أكثر من عشرين صاروخ توماهوك كروز من غواصة أمريكية على أهداف في موقع أصفهان. وقال كين إنه مع دخول القاذفات المجال الجوي الإيراني، استخدمت الولايات المتحدة "عدة أساليب خداع، بما في ذلك طُعم"، إذ عملت الطائرات المقاتلة على إخلاء المجال الجوي أمامها، للتحقق من وجود طائرات معادية أو صواريخ أرض-جو. ثم أسقطت القاذفة بي-2 الرئيسية قنبلتين من طراز GBU-57 الخارقة للتحصينات على الموقع النووي في فوردو. وأعلن كين عن إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منطقتين مستهدفتين. وقال كين إن الأهداف الثلاثة للبنية التحتية النووية الإيرانية تعرضت للقصف، بين الساعة 18:40 إلى الساعة 19:05، بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ثم غادرت القاذفات المجال الجوي الإيراني وبدأت عودتها إلى الولايات المتحدة. وقال كين "لم تُحلّق المقاتلات الإيرانية، ويبدو أن أنظمة الصواريخ أرض- جو الإيرانية لم ترَنا". وفي الإحاطة نفسها، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن العملية لم تستهدف القوات الإيرانية أو الشعب الإيراني. وأضاف أن المهمة "لم تكن تهدف أبداً إلى تغيير النظام". وأعرب وزير الدفاع عن تقديره "لحلفائنا في إسرائيل" للدعم الذي قدموه، مضيفاً أن العمليات استغرقت شهوراً وأسابيع من التخطيط. يقع موقع فوردو النووي في منطقة جبلية نائية، ويضم منشأة لتخصيب اليورانيوم، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية. يقع هذا الموقع جنوب طهران، ويُعتقد أنه أعمق تحت الأرض من نفق القناة الواصل بين بريطانيا وفرنسا. ونظراً لعمق منشأة فوردو تحت الأرض، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنبلة "خارقة للتحصينات" كبيرة بما يكفي لاختراق الموقع. ويبلغ وزنها نحو 13,000 كيلوغرام، ويمكنها اختراق نحو 18 متراً من الخرسانة أو 61 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للخبراء. وبسبب عمق أنفاق فوردو، فإن نجاح قنبلة خارقة للتحصينات غير مضمون، لكنها القنبلة الوحيدة التي يمكن أن تقترب من ذلك. أكد كاين أن القاذفات السبع من طراز "بي-2 سبيريت" استخدمت 14 قنبلة خارقة للتحصينات (MOP)، ضمن "75 سلاحاً موجهاً بدقة" في الضربات التي نُفذت ضد إيران. ما هو المعروف عن تأثير الهجمات؟ صرح الجنرال كين بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لتقييم مدى الضرر الناجم عن الهجوم الأمريكي بشكل كامل. لكنه قال إن "التقييم الأولي لأضرار المعركة يشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار ودمار شديد للغاية". تُظهر صور حديثة التُقطت عبر الأقمار الصناعية في 22 يونيو/حزيران ست حفر جديدة في موقع فوردو النووي، يُرجح أنها كانت نقاط دخول الذخائر الأمريكية، بالإضافة إلى غبار رمادي وحطام متناثر على سفح الجبل. Maxar Technologies صورة جديدة من الأقمار الصناعية التُقطت في 22 يونيو/ حزيران 2025 تُظهر حفراً جديدة في موقع فوردو النووي بعد تأكيد الولايات المتحدة استخدام قنابل GBU-57 في الهجوم، صرّح ستو راي، كبير محللي الصور في شركة ماكنزي للاستخبارات، لوحدة تقصي الحقائق في بي بي سي: "لن تلاحظوا تأثير انفجار هائل عند نقطة الدخول، لأنها ليست مصممة للانفجار عند الدخول، بل في عمق المنشأة". وأضاف أنه يبدو أن ثلاث ذخائر منفصلة أُلقيت على نقطتي اصطدام منفصلتين، وأن اللون الرمادي على الأرض يُظهر حطاماً خرسانياً تناثر بفعل الانفجارات. وأضاف راي أيضاً أن مداخل النفق يبدو أنها سُدّت. نظراً لعدم وجود حفر مرئية أو نقاط اصطدام بالقرب منها، بما يُشير إلى أن هذه ربما كانت محاولة إيرانية "للتخفيف من حدة الاستهداف المتعمد للمداخل بالقصف الجوي". ووصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قصف المواقع النووية الثلاثة بأنه "انتهاك سافر" للقانون الدولي. وأكدت كل من المملكة العربية السعودية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، عدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع بعد الهجوم. وصرح نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابديني، بأن إيران أخلت هذه المواقع النووية الثلاثة "منذ فترة". وفي ظهور له على التلفزيون الرسمي، قال إن إيران "لم تتلقَّ ضربةً كبيرةً لأن المواد كانت قد أُزيلت بالفعل". كيف سترد إيران؟ في غضون ساعات من القصف الأمريكي، أطلقت إيران وابلاً جديداً من الصواريخ، أصاب أجزاءً من تل أبيب وحيفا. وأفاد مسؤولون بإصابة ما لا يقل عن 86 شخصاً. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأحد، إن الولايات المتحدة "يجب أن تتلقى رداً على عدوانها". وقال في بيان: "لطالما أكدنا استعدادنا للانخراط والتفاوض في إطار القانون الدولي، ولكن بدلاً من قبول المنطق، طالب الطرف الآخر باستسلام الأمة الإيرانية". يقول فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إنه على إيران الآن الاختيار بين ثلاثة مسارات عمل استراتيجية رداً على الهجوم الأمريكي: عدم القيام بأي شيء. هذا قد يجنّبها المزيد من الهجمات الأمريكية. قد تختار إيران حتى المسار الدبلوماسي وتنضم مجدداً إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة. لكن التقاعس يجعل النظام الإيراني يبدو ضعيفاً، خاصة بعد كل تحذيراته من عواقب وخيمة في حال شنت الولايات المتحدة هجوماً. قد يرى النظام الحاكم أن خطر إضعاف قبضته على شعبه يفوق تكلفة أي هجمات أمريكية أخرى. الرد بقوة وسرعة. لا تزال إيران تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية بعد تصنيعها وإخفائها لسنوات. ولديها قائمة أهداف تضم نحو 20 قاعدة أمريكية للاختيار من بينها في الشرق الأوسط الكبير. كما يمكنها شن هجمات على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية، باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار وزوارق طوربيد سريعة. الرد لاحقاً في الوقت الذي تختاره. هذا يعني الانتظار حتى يهدأ التوتر الحالي، وشن هجوم مفاجئ عندما لا تكون القواعد الأمريكية في حالة تأهب قصوى. ماذا قال دونالد ترامب وكيف كان رد فعل السياسيين الأمريكيين؟ في منشور على منصته "تروث سوشيال" الساعة 19:50 بتوقيت شرقي الولايات المتحدة، أكد ترامب الضربات على فوردو ونطنز وأصفهان. بعد ساعتين تقريباً، وبرفقة نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع هيغسيث، ألقى ترامب خطاباً متلفزاً. وقال إن الهجمات المستقبلية ستكون "أشد وطأة"، ما لم تتوصل إيران إلى حل دبلوماسي. وأضاف: "تذكروا، لا يزال هناك العديد من الأهداف". Getty Images يقول ترامب إن على إيران أن تتوصل إلى السلام، وإلا ستواجه مزيدا من الهجمات أصدر العديد من زملاء ترامب الجمهوريين بيانات مؤيدة لهذه الخطوة، بمن فيهم السيناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، الذي "أشاد" بالرئيس. ووصف السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، الذي وجه في السابق انتقادات لترامب، هذه الخطوة بأنها "رد حكيم على دعاة الحرب في طهران". لكن لم يكن كل الجمهوريين داعمين لهذه الخطوة، إذ قالت مارجوري تايلور غرين، عضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، وهي من أشد مؤيدي ترامب، "هذه ليست معركتنا". ووصف عضو الكونغرس الجمهوري، توماس ماسي، الذي قدم في وقت سابق من هذا الأسبوع مشروع قانون يمنع ترامب من مهاجمة إيران دون موافقة المشرعين، الضربات بأنها "غير دستورية". في المقابل وصف ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، ماسي بأنه "خاسر مثير للشفقة". وتمنح المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة سلطة إعلان الحرب للكونغرس، أي للمشرعين المنتخبين في مجلسي النواب والشيوخ. لكن المادة الثانية تنص على أن الرئيس هو القائد الأعلى، وتمنحه سلطة إصدار أمر باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن الولايات المتحدة، ضد الهجمات الفعلية أو المتوقعة. وقال حكيم جيفريز، الديمقراطي الأمريكي البارز، إن ترامب يُخاطر بتوريط الولايات المتحدة "في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط"، بينما اتهمه آخرون بتجاوز الكونغرس لشن حرب جديدة. كيف كان رد فعل قادة العالم؟ دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران إلى تجنب أي إجراء، من شأنه أن يزيد من "زعزعة استقرار" الشرق الأوسط. وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس إنهم "أكدوا بوضوح تام أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً"، وأعربوا عن دعمهم لأمن إسرائيل. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات الجوية الأمريكية بأنها تصعيد خطير، بينما حثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأعربت المملكة العربية السعودية عن "قلقها البالغ"، بينما أدانت سلطنة عُمان الضربات ودعت إلى خفض التصعيد. وصرح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بأنه تحدث إلى الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، ودعا إلى "الحوار والدبلوماسية كسبيل للمضي قدماً". وقال السياسي الروسي ديميتري ميدفيديف، حليف الرئيس فلاديمير بوتين: "ترامب، الذي جاء رئيساً كصانع سلام، بدأ حرباً جديدة للولايات المتحدة". "مع هذا النوع من النجاح، لن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام"، يضيف. كيف بدأ الصراع الأخير؟ شنت إسرائيل هجوما مفاجئاً على عشرات الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية، في 13 يونيو/حزيران. وقالت إن طموحها هو تفكيك برنامج طهران النووي، الذي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيمكّنها قريباً من إنتاج قنبلة نووية. تصرّ إيران على أن طموحاتها النووية سلمية. ورداً على ذلك، أطلقت طهران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. واستمرت الدولتان في تبادل الضربات منذ ذلك الحين، في حرب جوية استمرت لأكثر من أسبوع. لطالما صرّح ترامب بأنه يعارض امتلاك إيران لسلاح نووي. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلكه، رغم أنها لا تؤكد ذلك ولا تنفيه. في مارس/آذار، صرّحت تولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، بأنه على الرغم من زيادة إيران لمخزونها من اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، إلا أنها لا تُصنّع سلاحاً نووياً - وهو تقييم وصفه ترامب مؤخراً بـ"الخاطئ". وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب الإدارات الأمريكية السابقة لانخراطها في "حروب غبية لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، وتعهد بإبعاد الولايات المتحدة عن الصراعات الخارجية. وكانت الولايات المتحدة وإيران تجريان محادثات نووية، وقت الهجوم الإسرائيلي المفاجئ. وقبل يومين فقط من الهجوم الأمريكي، صرّح ترامب بأنه سيمنح إيران أسبوعين للدخول في مفاوضات جادة قبل توجيه ضربة عسكرية، لكن تبيّن أن هذه المهلة أقصر بكثير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store