
ما الذي يميز الأبراج الترابية؟
تنتمي الأبراج الترابية إلى عنصر الأرض والتراب، وهي ثلاثة أبراج؛ برج الثور وبرج العذراء وبرج الجدي، مواليد هذه الأبراج لديهم مميزات عديدة في شخصيتهم، أبرزها الصمود والعملية و قوة الشخصية، كما أنهم معروفون بواقعية أفرادها واستقرارهم؛ إذ يميلون إلى اتباع منهجيات عملية في التفكير واتخاذ القرارات، كما تعكس هذه الأبراج قوة التحمل والاجتهاد، مما يساعد مواليدها على تحقيق طموحاتهم بطرق فعالة.
إضافة إلى ذلك يتميز مواليد الأبراج الترابية بالعاطفة و حب الاستقرار وبالانتماء الشديد في العلاقات العاطفية، فهم مخلصون إلى أبعد حدود في الحب، ويفضلون الاستقرار في حياتهم العاطفية.
في هذا المقال، نرصد لك ما الذي يميز الأبراج الترابية إذا كنت من أصحاب هذه الأبراج.
برج الثور
يمتد مواليد برج الثور من 20 أبريل إلى 20 مايو، ويحكمه كوكب الزهرة وهو البرج الثاني في دائرة الأبراج الاثنى عشر ومن أشهر مميزاته:
يتسمون بالتفكير العملي، مما يساعدهم في اتخاذ قرارات مدروسة؛ حيث إنهم يفضلون القيام بالأمور بطريقة منطقية تعكس تفكيرهم الإيجابي، مما يسهل عليهم التغلب على التحديات.
يميلون إلى تحمل المسؤولية بجدية، سواء في العمل أو في العلاقات الشخصية، فهم يسعون دائماً لتحقيق النتائج الإيجابية، ويعتبرون التزاماتهم أولوية.
يمتلكون قدرة على التحمل والصبر، خاصةً أمام الضغوط والمواقف الصعبة، يتعاملون مع الأمور ببرودة أعصاب، مما يساعدهم في اتخاذ قرارات أكثر حكمة.
مواليد برج الثور من الشخصيات القوية والصامدة؛ إذ يتمتعون بصبرٍ طويل وطموح عالٍ. نادراً ما يصابون بالإحباط أو اليأس؛ حيث يسعون بخطوات ثابتة وبطيئة نحو تحقيق أهدافهم بثقة تامة.
يعملون بجد ويحبون مهنتهم، مخلصون في أدائهم ودقيقون في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، كما أنهم يسعون دائماً لتحقيق المثالية في أعمالهم، مما يساعدهم على تجنب النقد من مدرائهم في العمل، يثقون في قدراتهم ويعملون بجد لأقصى حد لإخراج أفضل ما لديهم.
يمتازون بالعزيمة القوية والإصرار على تحقيق أهدافهم، فعندما يضعون شيئاً في اعتبارهم، فإنهم يعملون بجد واجتهاد للوصول إلى مبتغاهم، سواء في العمل أو الحياة.
اكتشفي اختلاف الأبراج المائية والترابية وكيفية التعامل معها
ينتمي مواليد برج العذراء إلى الفترة الممتدة من 23 أغسطس إلى 22 سبتمبر، ويحكمه كوكب عطارد، وهو البرج السادس في ترتيب الأبراج الاثنى عشر ومن مميزاته:
يمتاز مواليد برج العذراء بالجسد القوي والمرونة العالية، فلهم قدرة كبيرة على تحمل التعب والإرهاق والضغط في بيئة العمل.
يتسمون بصدق مشاعرهم وأحاسيسهم إلى حد كبير، فهم صريحون ويكرهون الكذب، ولا يخذلون الآخرين؛ إذ إنهم مخلصون لمنْ حولهم.
من أبرز مميزات برج العذراء هو تركيزهم على التفاصيل؛ حيث يتمتع مواليد هذا البرج بدقة متناهية في كل ما يقومون به، سواء في العمل أو في حياتهم الشخصية، فهذه الميزة تجعلهم يتفوقون في المجالات التي تتطلب الحذر والدقة.
يعشقون جمال المناظر والترتيب، ويميلون إلى تنظيم الأمور بعيداً عن الفوضى.
يتميزون بحماسة في أداء العمل دون شعور بالملل. في المقابل، يفضلون الابتعاد عن الناس و العلاقات الاجتماعية، ويميلون إلى الوحدة نتيجة شعورهم بعدم الارتياح، كما أنهم لا يمنحون الثقة للناس بسهولة.
يميل مواليد العذراء إلى التواضع في التعامل مع الآخرين؛ حيث إنهم لا يحبون التفاخر ولا يسعون للظهور بمظهر متكلف، مما يجعلهم محبوبين بشكل كبير.
يسعون دائماً للحفاظ على أسلوب حياة صحي، فهم يهتمون بنظامهم الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام، كما يُعيرون أهمية كبيرة للنظافة والترتيب، مما يساهم في خلق بيئة مريحة من حولهم.
يمتلكون قدرة تحليلية رائعة، مما يتيح لهم فهم الأمور بسرعة كبيرة؛ حيث إنهم غالباً ما يميلون إلى اتخاذ القرارات بناءً على المنطق وبيانات دقيقة، بدلاً من العواطف.
يمثلون الأصدقاء المخلصين، فهم دائماً موجودون لدعم أحبائهم ومساعدتهم في الأوقات الصعبة، تُعد موثوقيتهم واحدة من الصفات الأكثر تقديراً في علاقاتهم الشخصية.
برج الجدي
برج الجدي من الأبراج الترابية، ويغطي مواليده الفترة من 22 ديسمبر إلى 19 يناير، ويحكمه كوكب زحل وهو البرج العاشر في دائرة الأبراج الفلكية ومن مميزاته:
مواليد برج الجدي معروفون بطموحهم الكبير، ورغبتهم القوية في تحقيق النجاح؛ حيث يسعون دائماً للوصول إلى أهدافهم بجدية واجتهاد، مما يساهم في تحقيقهم للإنجازات في حياتهم العملية.
يتسم مواليد برج الجدي بالالتزام في العمل واحترام المواعيد والقوانين؛ حيث يمكنهم تحقيق أفضل النتائج بأقل جهد ونفقات نتيجة لتنظيمهم الجيد وتخطيطهم المدروس.
يميلون إلى البحث عن الاستقرار في علاقاتهم؛ حيث يحبون بناء علاقات طويلة الأمد تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
من أبرز صفات برج الجدي هو التريث والتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات، يمتلك مواليد هذا البرج القدرة على التحكم في رغباتهم بيسر، كما أنهم لا يميلون إلى المخاطرة دون تخطيط مسبق.
يتمتعون بروح التحمل والمثابرة، فهم قادرون على مواجهة التحديات والصعوبات بثبات، لا يتراجعون بسهولة، ويصرون على الاستمرار حتى الوصول إلى ما يريدون.
رغم أنهم قد يظهرون جادين في أغلب الأحيان، إلا أن مواليد الجدي يمتلكون حساً فكاهياً مميزاً، ويمكن أن يكونوا أساس المتعة والفرح في مجموعاتهم الاجتماعية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 28 دقائق
- مجلة سيدتي
دليلك إلى الأقمشة المستخدمة في تزيين حفل الزفاف مهما كان أسلوبه
عندما تفكرين في اختيار الأقمشة لتزيين قاعة زفافك، أول ما يتبادر إلى أذهنك هو طاولة مغطاة بغطاء، إلا أنه يمكن استخدام الأقمشة لأغراض أخرى متعددة، مثل: المناديل، وأشرطة الكراسي والوسائد، والستائر، ومفارش الطاولات، إذ يُعَد القماش عنصراً زخرفياً. سواء أكنتِ تخططين لحفل زفاف في قاعة حفلات أو في جناح أو غير ذلك، توضّح فرح الدراكة، مهندسة الديكور ومصممة حفلات الزفاف، لـ«سيدتي» في الدليل الآتي، الأقمشة المستخدمة في ديكور حفل الزفاف؛ كي يكون حفلاً أنيقاً وجذاباً. نصائح لاختيار أقمشة حفل الزفاف الموقع والموسم: اختاري الأقمشة المناسبة للمكان (داخلي/خارجي) والفصل. الجمع بين الأقمشة: يمكن دمج أكثر من قماش لخلق تأثير بصري مذهل، مثل الدانتيل مع التُل أو الساتان مع المخمل. إليك، مجموعة من الأقمشة المستخدمة في ديكورات الأعراس. الدانتيل الخصائص: يُعرف بنعومته وتفاصيله الرقيقة؛ مما يُضفي لمسة رومانسية وأنثوية. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الطاولة من خلال مفارش الطاولات، والأغطية، والستائر، والإضافات مثل الشالات أو الأشرطة المزينة بالدانتيل، كما في تغطية الكراسي أو صنع أكاليل الأزهار. الموسم: مناسب لجميع الفصول؛ خاصة في الحفلات ذات الطابع الكلاسيكي أو الفينتاج. الساتان الخصائص: يتميز بلمعانه الناعم ومظهره الفاخر؛ مما يُضفي لمسة من الأناقة. الاستخدامات: يُستخدم في صنع مفارش الطاولات ، وأغطية الكراسي، أو الستائر، كما تزيين المنصة الرئيسية أو صنع أشرطة الزينة. الموسم: يناسب الحفلات الشتوية أو الداخلية الرسمية. الشيفون الخصائص: قماش شفاف وخفيف الوزن، يعطي إطلالة أثيرية ومتدفقة. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الخيام أو المظلات الخارجية، وصنع ستائر معلقة، أو تنسيق الأكشاك الصغيرة، كما كخلفية للصور. الموسم: مثالي للحفلات الصيفية أو حفلات الشاطئ. المخمل الخصائص: قماش كثيف وناعم، يُضفي لمسة من الفخامة والدفء. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الكراسي، وصنع وسائد الزينة، أو تغطية الطاولات، كما في الديكورات الداخلية للحفلات الشتوية. الموسم: يناسب الحفلات الشتوية أو المسائية. التُل الخصائص: قماش خفيف الوزن وشبيه بالشبكة، يعطي إحساساً خيالياً ومتطايراً. الاستخدامات: يُستخدم في صنع خلفيات رومانسية، وتزيين الكراسي، أو إنشاء أقواس الزفاف، كما صنع الفوانيس المعلّقة أو تغليف الإضاءة لإضفاء جوٍّ ساحر. الموسم: مثالي للحفلات الربيعية والصيفية. الأورجانزا الخصائص: قماش شفاف ولامع، يجمع بين الخفة والهيكل. الاستخدامات: يُستخدم في صنع أقواس الزفاف، وتزيين الممرات، أو تعليق الفوانيس، كما يمكن دمجه بـ الأزهار لصنع ديكورات معلقة. الموسم: مناسب للحفلات الربيعية والصيفية. التفتا الخصائص: قماش لامع ومتماسك، يعطي إطلالة فخمة. الاستخدامات: يُستخدم في صنع خلفيات المنصة، وتزيين الكراسي، أو أغطية الطاولات. الموسم: مناسب للحفلات الداخلية الرسمية. الترتر والكريستالات الخصائص: يضيف لمعاناً وتألُّقاً إلى الديكور. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين مفارش الطاولات، وصنع أشرطة لامعة، أو تعليق فوانيس مزركشة. الموسم: مثالي للحفلات المسائية أو الشتوية. القطن يُستخدم القطن عادةً في المناسبات الخارجية، وهو نسيج ناعم وطبيعي. ورغم أنه ليس اقتصادياً نسبياً، إلا أنه يُعَد من أفضل الخيارات للديكور. وهو مصنوع من ألياف نباتية، وبالتالي فهو أكثر استدامة مقارنة بالأقمشة الصناعية. يتميز هذا القماش بقدرته على الامتصاص وملمسه المنعش؛ مما يجعله خياراً مثالياً لحفلات الزفاف الصيفية. البوليستر قماش متعدد الاستخدامات ومتين، متوفّر بمجموعة متنوّعة من الألوان والأنماط والقوام. يُعَد من أفضل الخيارات لأقمشة الزفاف، ويُستخدم عادةً في مفارش المائدة والمناديل. يتميز هذا القماش بمظهر فاخر يمنحه لمعاناً رائعاً؛ مما يجعله مثالياً للديكور. الحرير الحرير الخالص، وهو قماش يصعب إنتاجه بعض الشيء؛ لذا يُعَد من أغلى الخيارات المتاحة. تتوفّر منه أنواع مختلفة، مثل غيره من الأقمشة، حسب نوع الخيوط المستخدمة. يمنحك الحرير ملمساً ناعماً ولامعاً؛ مقارنةً بالساتان ذي الملمس الخشن، يمكنكِ استخدام هذا القماش للديكور الداخلي. ما هي أفضل الأقمشة لخلفيات حفلات الزفاف؟ من بين الخامات الجميلة: الشيفون والأورجانزا والفوال؛ فهي متعددة الاستخدامات؛ مما يجعلها تتدفق بسلاسة وراحة. النسيج الساتان مطلوب بكثرة في ديكورات حفلات الزفاف عالية التكلفة. علماً أن تصميم طبقات من الأقمشة الخفيفة المختلفة، يُعَدّ تقنية أخرى لإضافة حجم وتأثيرات مميزة. ما هي بعض خيارات الأقمشة المناسبة للميزانية الاقتصادية؟ يُعَد التُل والموسلين والفوال القطني خيارات اقتصادية للغاية لديكورات حفلات الزفاف. يمكن استخدام الخيش كمفارش طاولات جذابة أو قطع مميزة لحفلات الزفاف الريفية البوهيمية. يُعَد استخدام بقايا الأقمشة أو شراء الستائر ومفارش المائدة المستعملة، طريقة جيدة لتوفير المال على أقمشة التزيين. ما هي أفضل الأقمشة لمفارش طاولات الزفاف؟ بالنظر إلى نمط الطاولة، يُمكن استخدام أقمشة الساتان أو الحرير أو الجاكار أو الدمشقي لمفارش طاولات أنيقة للغاية. تُعَد مزيجات القطن والكتان خياراً رائعاً. لحفلات الزفاف الخارجية، تُعَد مفارش المائدة المصنوعة من البوليستر المُغطاة بطبقة مقاومة للبقع، خياراً متيناً ومقاوماً للأشعة فوق البنفسجية. ما هي الأقمشة الأنسب لأغطية كراسي الزفاف؟ يُعَد الإسباندكس والبوليستر المرن خيارين جيدين لتنجيد مجموعة متنوّعة من الكراسي؛ نظراً لقدرتهما على التمدد بما يكفي لتناسب أشكال الكراسي المختلفة بسهولة. على غرار الساتان والقطن، يُمكن استخدام مواد أخرى مثل الشيفون أو الفلانيل للحصول على أغطية أكثر راحة تنسدل بسهولة فوق الكراسي. ___


الشرق الأوسط
منذ 5 ساعات
- الشرق الأوسط
أنا منغمس في عروبتي
من أعظم متع الشيخوخة أن يروي الإنسان قصة حياته، وأن يشارك أحبّاءه إحساسه بالانتماء والمعنى. لقد كنت محظوظاً بأن غُمرتُ بحب عائلة حانية، وبصداقات غالية لا تُعدّ، وبوطنٍ ربّاني أوصلني لما أنا عليه اليوم. دخلتُ الحياة بصرخة عالية، وأرجو أن أغادرها على أنغام الموسيقى، كما تُختَتم المسرحيات بالموسيقى الهادئة. وبين البداية والنهاية، عشت حياةً جميلة، أشكر الله عليها، كما أشكر كل من أحاطني بمحبته. سأدع الحكم للآخرين؛ لكنني أرجو أنني قد أحسنتُ استثمار وقتي، وأنني فعلت من الخير أكثر مما وقعتُ في الشر. وأكثر ما أعتز به هو أنني وُلدت عربياً؛ إذ أشعر بفخر عظيم لانتمائي إلى هذا التاريخ العريق والإرث المذهل. حين نروي تاريخ الحضارة الإنسانية، غالباً ما نبدأ من الشرق الأوسط، من أوائل المستوطنات البشرية الكبرى، من السومريين والأكاديين، إلى البابليين والآشوريين، والمصريين القدماء، والأنباط، والفينيقيين. لهؤلاء جميعاً ندين بأسس المجتمع البشري الحديث، من أعمال البرونز والري إلى العلم والكتابة، ومن الفلسفة والقانون إلى الملاحة والتجارة البحرية. ولا ننسى أن ثلاثاً من عجائب الدنيا السبع -أهرامات الجيزة، وحدائق بابل المعلّقة، ومنارة الإسكندرية- قد شُيّدت فيما يُعرف اليوم بالعالم العربي. في الشرق الأوسط، تلقّى أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام رسائل الله، مضيفين أبعاداً أخلاقية ودينية وفلسفية إلى حضارة بشرية متقدمة نشأت في منطقتنا. وخلال العصر الذهبي للإسلام قبل ألف عام، ابتكر العرب الجبر، ومفهوم الصفر، وسهولة استخدام النظام العشري. وقد اقترح العرب دوران الأرض حول محورها قبل ستة قرون من أن تقترحه نظرية غاليليو. ميادين الطب، والهندسة، والملاحة، وحتى البستنة، لم تكن لتكون ما هي عليه اليوم لولا مساهمة العلماء العرب. ولا يوجد سجل للشعر المقفى قبل العرب، كما أن آلات موسيقية؛ مثل: القيثارة، والكنّارة، والدف، والناي، والمزمار، وآلات النفخ، جميعها تنتمي إلى العالم العربي. بل إن مزمار القِربة لم ينشأ في مرتفعات اسكوتلندا، بل على أيدي رعاة عرب وحيدين. لقد كان انفتاح العرب وتقبلهم أفكار ومعارف اليونان والفرس والهنود والصينيين، هما اللذَيْن أتاحا هذه الثقافة المزدهرة في مجال العلوم والابتكار، والتي قادت فيما بعد عصر النهضة والتنوير الأوروبي. إن النصوص العلمية والفلسفية اليونانية التي نعدّها اليوم من أسس الحضارة الغربية والتي فقدها الأوروبيون منذ زمن طويل؛ لولا أن العرب مشكورين حفظوها ودرسوها. إن التقدم العلمي والثقافي الذي حققه الخلفاء الأمويون والعباسيون -الذين حكموا أعرق مدن العالم- لم يصبح لهم مثيل منذئذ. فقد تميّزوا بالانفتاح والتسامح والثقافة الراقية. ومن المثير للاهتمام، اكتشفت مؤخراً من خلال دراسة حمضي النووي أن لي صلة قرابة بالأمويين، الذين تعود أصولهم إلى جزيرة العرب، وبالتحديد إلى عمر بن الخطاب من عشيرة بني عدي من قريش. والأمويون هم من بسطوا خلافتهم حتى الأندلس؛ إسبانيا الحديثة: درّة التعايش الثقافي والديني التي أهدت العالم ثروة من العلوم والفنون والعمارة والفلسفة والتي ما زلنا معجبين بها حتى يومنا هذا. لم تكن قرطبة فقط مركزاً للعلم والإبداع، بل كانت مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، بشوارع معبّدة مضاءة، و300 حمّام عام، وفيلات رخامية مجهزة بالتدفئة والتبريد الأرضي، في حين كانت لندن ما تزال قرية من الأكواخ والحفر الطينية. لا تقتصر إنجازات الحضارة العربية على التاريخ القديم فحسب، ففي مقال حديث على موقع «ديبلو»، أشار يوفان كورباليجا، رائد في مجال الدبلوماسية السيبرانية، إلى أن التقدم الأخير في الذكاء الاصطناعي ما كان ليكون ممكناً لولا مفاهيم الخوارزمي عن الخوارزميات، والأساليب التجريبية التي أسّسها «أول عالِم حقيقي في العالم» ابن الهيثم، وتطورات المنطق الاحتمالي والواقع الافتراضي التي قدّمها الفارابي وابن سينا وابن رشد، فضلاً عن القيمة الكبرى التي يوليها الإسلام للعلم والعدالة والخصوصية وكرامة الإنسان. لذا؛ فإن تركيز السعودية اليوم على أن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي ليس مصادفة تاريخية، بل امتداد طبيعي لإرث عظيم. قال المفكر السوري ساطع الحصري، ذات مرة: «العربي هو من يتكلم العربية، ويشعر أنه عربي، ويُسمي نفسه عربياً». وأنا بلا شك أندرج تحت هذا التعريف، ولكنني أشعر أن ارتباطي بالشخصية العربية والتاريخ والهوية أعمق من ذلك بكثير. وآمل أنني نجحت في إيصال ما يجعل من العالم العربي وأهله شيئاً فريداً وعظيم الأهمية لمن حولي. هذه الأهمية تتجلّى اليوم مجدداً في القيادة السعودية الحكيمة، التي تبني مستقبلاً واعداً لشعبها ولمنطقتنا أيضاً، في حين تسعى إلى إحلال السلام والتوصل إلى حلول وسط؛ لحل الصراعات في جميع أنحاء العالم. أنا فخور بأن أُسمي نفسي سعودياً عربياً، وأشكر الله على الحياة التي عشتها محاطاً بعائلتي وأصدقائي الذين أحبهم. أما الفصل القادم، فهو لكم لتكتبوه.


صحيفة سبق
منذ 6 ساعات
- صحيفة سبق
ستون عامًا في حضن الموج.. "العم إبراهيم" يروي حكاية العمر على ظهر البحر
وسط الأمواج، وتحت شمس لا تغيب عن الأفق، يعيش رجل بسيط حكايةً استثنائيةً، قَلَّ نظيرها.. إنه العم إبراهيم، الذي وهب حياته للبحر؛ فعاش فيه أكثر من ستين عامًا، منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره حتى بلغ عامه الثمانين، دون أن يفقد شغفه، أو يتزحزح عن قناعته. ليس البحر بالنسبة له مجرد مصدر رزق، بل رفيق عمر، وساحة صفاء، وصندوق أسرار، لم يفشها لأحد سواه. على قاربه الذي صار له وطنًا ومأوى بنى العم إبراهيم علاقة فريدة مع الموج، علاقة تتجاوز الصيد؛ لتصل إلى حد التماهي. قصة العم إبراهيم الذي عاش أكثر من 60 عام بين أمواج البحر المزيد مع مداوي الأحمري @MUDAWI_al7 #MBCinAweek #MBC1 — في أسبوع MBC (@MBCinaWeek) May 23, 2025 يقول العم إبراهيم لبرنامج "MBC في أسبوع" وهو يسترجع مسيرته الطويلة: "منذ أن كان عمري 18 عامًا وأنا في البحر، واليوم صرت في الثمانين، بس عادي، في البحر ما أكبر، لأني أقول: يا رحمن". وعن ليالي البرد والمطر، وهل يراها مشقة، أم تفاصيل من تفاصيل الحياة التي اعتادها، يقول: "إذا جاء مطر أو برد أدخل داخل القارب وأغلقه، كأني في البيت، وأفضل". وتفيض كلماته رضا وبساطة، ويبدأ نهاره بدعاء بات طقسه اليومي: "يا الله على بابك اليوم وكل يوم.. يا فتَّاح يا كريم". ويصطاد بما تيسر، ويبتسم بما قسم الله، لا يطمع ولا يتأفف، وكأن البحر علمه درسًا بالاكتفاء والطمأنينة. ويختم حديثه وهو يُخرج سمكة من شباكه قائلاً: "الرضا.. الله الله". العم إبراهيم ليس مجرد صياد، بل حكاية حياة، عنوانها الصبر، وأعمدتها القناعة، وزادها الحب. عاش في قلب البحر، ونام في حضنه، وخرج منه رجلاً يفيض حكمة وسلامًا.